قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب):"لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين)فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُمِصْرَعلى سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض،والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحيفيلسوف العمارة ومهندس الفقراء:هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية،وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول،اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن،ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كوروناغير المتوقعة للبشريةأنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباءفيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض..فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي"رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي(رحمه الله)قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني،وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.
موضوع: المبحث الثالث الإثنين 06 يونيو 2011, 10:49 pm
المبحث الثالث
توازن وانتشار القوى ووقائع الحرب
أولاً: ميزان القوى وانتشار القوات
1. ميزان القوى
كانت القوات المسلحة المصرية، في أوائل شهر يونيه 1967، مؤلفة بشقّيها، القوة العاملة والقـوة الاحتياطيـة التي دعيـت إلى الخدمة العسكريـة، من نحـو 240.000 جندي.
وتجسدت قوّتها البرية الضاربة بـ 33 لواء. وحين نشبت الحرب، كان قسم من هذه القوات يعمل في اليمن، وقدّر حجمه بحوالي 50.000 رجل، تضمهم 8 ألوية.
وبناء على هذا، يمكن تحديد حجم القوات المصرية التي اشتركت في حرب 1967 بـ 190.000 رجل، يضمهم 25 لواء.
وتسلحت القوات المصرية بنحو 1000 دبابة، و 1050 ناقلة جُند مدرعة، و 160 صاروخاً (سام 1 و2)، و360 طائرة مقاتلة وقاذفة، و 86 قطعة بحرية.
وكانت القوات المسلحة السورية مؤلفة، من حوالي 110.000 جندي عامل واحتياطي.
وضمت قواتها البرية 12 لواء، مسلحة بحوالي 550 دبابة، و 500 ناقلة جُند مدرعة، و 120 طائرة مقاتلة، و 21 قطعة بحرية.
وكانت القوات الأردنية مؤلفة من 55.000 جندي، تضمهم 8 ألوية، ومعهم 288 دبابة، و 210 ناقلات جُند مدرعة، و 32 طائرة مقاتلة.
وكانت القوات المسلحة الإسرائيلية مؤلفة من نحو 264.000 جندي عامل واحتياطي، يضمهم 35 لواء، ومعهم 1400 دبابة، و 1500 ناقلة جُند مدرعة، و 380 طائرة مقاتلة، و 15 قطعة بحرية.
يمكن النظر إلى هذه المعلومات على أنها مرجحة على غيرها، لأنها تمثل حداً وسطاً بين معلومات تطرفت في التكثير أو التقليل، لهذا الطرف أو ذاك، حتى بدت متضاربة ومتناقضة.
وبناء على ذلك، يمكن اختصار حجم القوات المسلحة للبلدان العربية المحيطة بفلسطين، ولإسرائيل، (اُنظر جدول حجم القوات المسلحة للبلدان العربية المحيطة بفلسطين)
2. انتشار القوات
أ. القوات المصرية
انتشرت القوات المصرية في سيناء وقطاع غزة عشية الحرب على الشكل الآتي: (1) فرقة المشاة السابعة: قطاع رَفَح ـ العريش. (2) فرقة المشاة الثانية: قطاع أبو عُجَيْلة ـ القُسَيِّمة. (3) فرقة المشاة الثالثة: قطاع جبل لُبنى ـ بير الحَسَنة. (4) فرقة المشاة السادسة: قطاع الكُونتيلا ـ نِخل. (5) الفرقة المدرعة الرابعة: ما بين بير جَفْجافَة وبير تَمَادة، وعليها أيضاً أن تدافع عن ممر الجِدي. (6) مجموعة مدرعة مؤلفة من لواء دبابات ولواء مشاة ولواء مدفعية، وتشكيلات أخرى: تمركزت في وسط مثلث رؤوسه الكُونتيلا ـ القُسَيِّمَة ـ بير تَمادة. (7) مجموعة لواء مظلات وكتيبة مشاة وكتيبة صاعقة وكتيبتَي مدفعية: منطقة شَرْم الشيخ.
يضاف إلى هذه القوات "الفرقة الفلسطينية 20"، وهي فرقة مشاة، يقدر ملاكها بنحو 30 ألف مقاتل، ومعظم ضباطها مصريون. وهي من تشكيلات "جيش التحرير الفلسطيني"، وقد انتشرت في مواقع دفاعية في قطاع غزة.
تمركزت طائرات القوات الجوية في عشر قواعد ومطارات في سيناء ومنطقة القناة والمنطقة المركزية والدلتا، وهي: العَريش، جُبَيل، بير جَفْجافـة، بير تَمَادة، أبو صُوير، كِبريت، أَنْشاص، غرب القاهرة، بني سُويف، فايد.
وكانت قوات الدفاع الجوي مؤلفة من 27 كتيبة صواريخ " سام 1 و 2 " ذات الوقود السائل. وقد تمركزت غرب قناة السويس، وحول القاهرة والإسكندرية وأسوان.
وتمركزت في المناطق نفسها، وفي مناطق تجمّع القوات البرية في سيناء، كتائب المدفعية المضادة للطائرات.
وتمركزت القطع البحرية (مدمرات، فرقاطات، كاسحات ألغام، قناصات، زوارق صواريخ وطوربيد، غواصات، ناقلات جُند) في القواعد البحرية في الإسكندرية وبورسعيد (البحر المتوسط) والسويس والغَرْدَقة (البحر الأحمر).
كانت الوحدات البرية موزعة على محاور مكوّنة قطاعات عمليات، وهو توزيع لا يعني الفصل الدقيق بين الوحدات العاملة على المحاور، ذلك أن الوحدات تتداخل فيما بينها، وتتعاون على تنفيذ مهام مشتركة في قطاعات ومواقع مشتركة.
انتشرت الوحدات البرية على المحاور التالية:
(أ) المحور الشمالي: رَفَح ـ العَريش ـ رُمّانة: فرقة المشاة السابعة.
(ب) المحور الوسط: أبو عُجَيلة ـ جبل لُبنى ـ بير الحَسَنة ـ بير جَفْجافة ـ بير تَمَادة: فرقة المشاة الثالثة، والفرقة المدرعة الرابعة.
(ج) المحور الجنوبي: القُسَيِّمَة ـ الكُونتيلا ـ نِخْل: المجموعة المدرعة، وفرقة المشاة السادسة.
ب. القوات الأردنية كانت القوات الأردنية الموجودة في الضفة الغربية تتألف من ستة ألوية مشاة ولواءين مدرعين. وكان انتشارها حينما بدأت الحرب على النحو التالي: (1) لواء المشاة 25 مع كتيبة دبابات، في منطقة جِنين. (2) لواء مشاة "الأميرة عالية"، في منطقة نابُلُس وطولكَرْم وقلقيلية. (3) لواء مشاة "اللواء الهاشمي"، في منطقة رام الله. (4) لواء مشاة "علي بن أبي طالب"، في منطقة القُدس. (5) لواء مشاة "حِطين"، فـي منطقة الخليل. (6) لواء المشاة 27، بين أريحا والقدس. (7) اللواء المدرع 60، في منطقة الخان الأحمر، غربي أريحا. (8) اللواء المدرع 40، في منطقة جسر دامِية. كما كان هناك لواء مشاة آخر، في الضفة الشرقية، موزع بين عَمّان والعَقَبة. إضافة إلى القوات الأردنية، كان على الجبهة الأردنية قوات عربية ( عراقية ومصرية وسعودية وسورية ).
وكانت القوات العراقية مؤلفة من لواء مشاة آلي (اللواء الثامن)، اجتاز الحدود الأردنية في 4 يونيه، واتجه إلى موقع حَوّارة في منطقة نابلس.
وكانت القوة المصرية تضم كتيبتَي صاعقة (33 و 53)، وصلتا إلى مطار عمّان في 3 يونيه، والتحقت أولاهما بلواء المشاة 25 في جنين، والثانية باللواء الهاشمي في رام الله.
أمّا القوة السعودية، فكانت تضم لواء مشاة غير كامل، وصلت طلائعه في 6 يونيه إلى المُدَوَّرَة، وبقي هناك دون أن يشترك في الحرب.
ولقد وصل لواء مدرع سوري (اللواء المدرع 17) إلى الأراضي الأردنية، مساء 7 يونيه، ولم يشترك في القتال الذي دار على الجبهة الأردنية.
ج. القوات السورية
اشتركت سورية في الحرب بقواتها المؤلفة من 12 لواء: ثمانية ألوية مشاة، ولواءي مشاة آليين، ولواءين مدرعين.
وانتشرت على النحو التالي: (1) لواء المشاة 11، في القطاع الشمالي. (2) لواء المشاة 80، في القطاع الوسط. (3) لواء المشاة 19، في القطاع الجنوبي. (4) لواء المشاة 133، في منطقة مَسْعَدَة في عمق القطاع الشمالي. (5) لواء المشاة 90، شمالي القُنَيْطِرة. (6) لواء المشاة 32 الآلي، جنوبي القنيطرة، في منطقة البَطْمية. (7) اللواء المدرع 70، غربي القنيطرة، على المحور الوسط.
وكان اللواء المدرع 17، ولواء المشاة الآلي 25، وثلاثة ألوية مشاة في الاحتياطي العام للقيادة.
وكان لدى كل لواء مشاة كتيبة دبابات " ت - 34 T-34 " ، وقانصات الدبابات (مدافع ذاتية الحركة مضادة للدبابات) "س يو - 100SU-100 ".
كما كان هناك نحو 30 دبابة من دبابات "الفهد -Leopard " الألمانية القديمة، موزعة في مواقع ثابتة (معظمها في القطاع الشمالي)، كمدافع مضادة للدبابات.
وكانت هذه القوات، وخاصة الموجودة في الخط الدفاعي الأمامي، موزعة داخل مواقع محصنة، تضم خنادق ومنصات للرمي وملاجئ تحت الأرض مشيدة بالأسمنت المسلح، ومراكز قيادة محمية ضد قصف الطائرات والمدفعية والقصف الكيماوي.
وتحيط بالمواقع أسلاك شائكة وحقول ألغام وموانع أخرى ضد الدبابات.
ولم تكن كثافة القوات في الخط الأمامي كافية لتحقيق سيطرة قوية على طول الخط، إذ كان كل لواء من الألوية الثلاثة المسند إليها دفاعات هذا الخط موزعاً على واجهة عرضها نحو 20 كلم في المتوسط، نظراً إلى أنها تقوم بالدفاع على جبهة جبلية عريضة.
وتركزت الدفاعات الرئيسية على المحور الوسط، الذي عُدَّ أكثر المحاور أهمية نظراً إلى سهولة اختراقه نسبياً بالمدرعات.
وكانت القيادة تعتمد على توجيه هجمات مضادّة، بواسطة ألوية المشاة الأربعة الموجودة في العمق العملياتي، ولواءي المدرعات الداعمين لها، الأمر الذي يفترض تحقيق درجة معينة من السيطرة الجوية السورية على هضبة الجولان، إذ من دونها يتعذر شن مثل هذه الهجمات المضادة في خلال ساعات النهار.
د. القوات الإسرائيلية
وزعت القيادة الإسرائيلية قواتها على الجبهة المصرية على أساس "مجموعات ، تختلف كل مجموعة عن سواها على حسب متطلبات المهمة الموكلة إليها.
ووضعت على رأس كل مجموعة ضابطاً تقترن المجموعة باسمه، وتتكون من مختلف صنوف القوات والأسلحة، معززة بالدعم الجوي، وبالوحدات الاحتياطية التي توجهها القيادة العامة حسب الحالة ومتطلبات العمليات.
وهكذا توزعت المجموعات على المحاور التالية، التي تتفرع أيضاً إلى محاور فرعية:
1. مجموعة تال: على محور رَفَح ـ العريش ـ جبل لُبنى ـ بير جَفْجافة.
2. مجموعة يافيه: على محور العوجة ـ أبو عُجَيلة ـ بير حَسْنة ـ ممر مَتْلا.
3. مجموعة شارون: على محور القسيمة ـ نِخل.
4. إبرار جوي وبحري في منطقة شَرْم الشيخ.
5. 5 ألوية مشاة آلية، لواء مظليين واحد، 3 ألوية مدرعة، كتائب مدفعية ودبابات مستقلة: لاحتلال الضفة الغربية والقدس.
6. قوات، قوامها الرئيسي من المدرعات والمظليين، منتقاة من القوات على الجبهتين، المصرية والأردنية، للتحشـد في الشمال على الجبهة السورية، لاحتلال الجولان (4 ألوية آلية، 4 ألوية مدرعة، لواء مظلي واحد، لواء آلي واحد، كتائب دبابات ومدفعية ومهندسين مستقلة).
ثانياً: وقائع الحرب
1. الجبهة المصرية
بدأت الحرب بهجوم جوي شامل شنته القوات الجوية الإسرائيلية على القواعد الجوية المصرية، في الساعة 8.45 من صباح يوم الإثنين 5/6/1967.
وقبل أن يبدأ هذا الهجوم، كان هنالك إنذاران جدّ مهمين حدثا صباح اليوم نفسه: جاء الإنذار الأول في برقية من مكتب الاستطلاع في العريش، وصلت إلى مكتب وزير الحربية في القاهرة، في الساعة 7.00، وتضمنت معلومات استطلاعية مهمة عن انتشار وحدات العدو وتحركاتها واستعدادها للهجوم، وفق ما رصده مكتب الاستطلاع، في الساعة 4.00.
وقد اطلع المشير، القائد العام، على البرقية فور وصولها، ولكنه لم يعلق عليها بشيء.
ثم أحالها مدير مكتبه إلى هيئة العمليات، فوصلت إليها في الساعة 9.40.
وفي الوقت نفسه، سبق الهجوم الجوي صباح 5 يونيه، هجوم بري قامت به قوة إسرائيلية على المحور الأوسط، وذلك في الساعة 7.15، أي قبل بدء الضربة الجوية بـ 45 دقيقة.
وقد انسحبت القوة المصرية ـ التي كانت في موقع أمامي للرصد ما بين أبو عُجَيلة والحدود ـ تحت ضغط الهجوم.
وأبلغ قائد الموقع المصري، في أبو عُجَيلة، قيادته بهذا الهجوم ونتائجه.
أمّا الإنذار الثاني، فقد جاء من الأردن، في برقية من الفريق عبدالمنعم رياض، الذي قدم من مصر ليرأس هيئة أركان القيادة المصرية ـ الأردنية المشتركة.
وقد بُثت البرقية من محطة عَجْلون للإنذار المبكر، بواسطة جهاز رادار مرتبط لاسلكياً بجهازين للاستقبال، في مكتب وزير الحربية في القاهرة وغرفة العمليات الجوية الرئيسية.
وصلت البرقية إلى القاهرة، في الساعة 7.45، ومضمونها أن موجات متتابعة من الطائرات المقاتلة الإسرائيلية تتجه نحو الجنوب الغربي.
وبسبب خطأ يتعلق بتغيير الشّفرة في ذلك اليوم، لم يُستفد من هذا الإنذار، إذ لم تكن الشّفرة الجديدة التي بدأ استعمالها، في 5 يونيه، قد أُبلغت إلى محطات الإرسال.
وحدث في الوقت نفسه، أن غادر المشير، القائد العام، ومعه قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، وبعض ضباط القيادة العامة، مطار أَلْماظة، في الساعة 8.10 من صباح 5 يونيه، متجهين إلى مطار بير تمادة في سيناء، حيث كان كبار ضباط الجبهة ينتظرونهم.
ولم يتم القائد العام رحلته، بل عاد إلى القاهرة بعد أن علم ببدء الهجوم الإسرائيلي.
وما هو جدّ مهم في هذا الوقت، هو أن قيادة الدفاع الجوي كانت قد أصدرت أمراً بعدم إطلاق النار جواً في مصر كلها، في المدة من الساعة 8.00 إلى الساعة 9.00، صوناً لأمن طائرة القائد العام، وذلك بناء على أمر من رئيس الأركان العامة.
قبل أن تبدأ الطائرات الإسرائيلية عملياتها، باشرت أجهزة التشويش الرادارية واللاسلكية، بمعاونة أجهزة السفينة الأمريكية "ليبرتي - Liberty" ، إعاقة المواصلات اللاسلكية العسكرية المصرية.
أطلقت إسرائيل على خطة العملية الجوية الاسم الرمزي "كولومب ـ حمامة". وبموجب هذه الخطة، أطلقت إسرائيل 164 طائرة لقصف القوات الجوية المصرية ومطاراتها، ما بين الساعة 8.45 والساعة 12.00.
وتُركت مهمة الدفاع الجوي عن إسرائيل لمظلة جوية أمريكية من طائرات الأسطول السادس الأمريكي وما بقي من الطائرات الإسرائيلية، ووسائل الدفاع المضادة للطائرات.
وقد شمل الهجوم تسعة مطارات رئيسية: أربعة في سيناء، وخمسة غرب القناة. وشُن الهجوم بموجات متعاقبة، بين كل موجة وأخرى عشر دقائق.
حلقت الطائرات المغيرة على ارتفاع منخفض جداً، قدّر أحياناً بعشرة أمتار تقريباً فوق سطح البحر، وذلك حتى تبقى تحت مستوى رصد أجهزة الرادار.
أمّا في العودة، فكانت تحلق على ارتفاع عالٍ.
وكانت الطائرات تقصف المدارج أولاً، لتمنع الطائرات المصرية من الإقلاع، ثم تنقضّ عليها لتدمرها، مستخدمة في ذلك نوعاً جديداً من القنابل، لم يستخدم من قبل، يتميز بخرقه أرض المدرج المصنوع من الأسمنت المسلح، ثم ينفجر بواسطة صمام ذي توقيت.
استأنفت الطائرات هجومها بعد الظهر، فدمّرت مدارج خمسة مطارات أخرى، منها مطار القاهرة الدولي.
وكانت خسارة القوات الجوية المصرية حتى نهاية اليوم الثاني للحرب 305 طائرات، أي 85 بالمائة من سلاحها الجوي.
بذلك يكون سلاح الطيران المصري قد خرج من المعركة، منذ الساعات الأولى للحرب.
هذا عن الضربة الجوية المفاجئة.
أمّا عن المعركة البرية، فقد حشدت القيادة الإسرائيلية الجزء الرئيسي من قواتها تجاه الجبهة المصرية، لتنفيذ الخطة التي خصص لها 7 ألوية مدرعة، و 3 ـ 4 كتائب دبابات مستقلة، و 3 ـ4 ألوية مشاة آلية ولواء مظلي آلي.
هذا إضافة إلى ما يعادل قوة 6 ألوية مدفعية (بخلاف المدفعية ذاتية الحركة الموجودة مع الألوية المدرعة).
وقد بلغ قوام هذه القوات 65 ألف جندي، لديهم نحو 900 دبابة، انتظمت في 3 مجموعات قتالية رئيسية، لكل مجموعة قوة فرقة معززة.
وقد عملت كل مجموعة على محور رئيسي: في الشمال والوسط والجنوب.
تقدمت المجموعة الأولى (المجموعة الشمالية) على المحور الشمالي، بادئة بخان يونس، ثم رفح، فمنطقة الشيخ زُوَيد، نحو ممر خَروبة، فاقتحمته بعد ظهر 5 يونيه، ثم توجهت نحو العريش، ودخلتها صباح 6 يونيه.
وهكذا تكون المجموعة الشمالية وصلت إلى عمق 60 كم في خلال 24 ساعة.
وانفتح أمامها الطريق إلى رُمّانة وبالوظَة والقَنْطرة.
كما انفتح أمامها الطريق العرضي الممتد من العريش إلى كل من أبو عُجيلة، وجبل لُبنى، حيث تلتقي المجموعة الثانية، وتواصل معها العمليات.
انطلقت المجموعة الثانية (المجموعة الوسطية) من منطقة العوجة على الطريق المتجه إلى رَفَح، ثم انحرفت إلى وادي الحَريضين، لتصل في المساء إلى طريق العريش ـ أبو عجيلة.
وكانت قد اجتازت حتى الساعة 18.00 نحو 50 كم.
وقد التقت المجموعة الثانية قوات من المجموعة الأولى عند مفترق طرق جبل لبنى ـ أبو عجيلة، ظهر يوم 6 يونيه.
ثم تابعت المجموعة الثانية طريقها إلى جبل لبنى.
وإذ كانت المجموعة الثالثة تواجه مقاومة عنيفة أمام أبو عجيلة، لم تستطع التغلب عليها، فقد استعانت بقوة من المجموعة الثانية فدعمتها بكتيبة دبابات.
وعندما علمت القيادة الإسرائيلية، مساء اليوم الثاني للقتال (6 يونيه)، أن القيادة العامة المصرية أمرت قواتها بالانسحاب من سيناء، أسرعت إلى دفع قواتها المدرعة والآلية على محاور سيناء، وخاصة المحور الوسط والطرق المؤدية منه إلى المحور الجنوبي، لتغلق ممرَّي الجِدي ومَتْلا في وجه القوات المنسحبة على المحور المذكور.
وهنا بدأت عمليات الالتفاف والتطويق تكثر، بهدف الوصول بسرعة إلى قناة السويس، على أن تتم تصفية المواقع الدفاعية المصرية فيما بعد.
وقد جرت معركة كبيرة في منطقة بير جفجافة استمرت طوال نهار 8 يونيه، وانتهت بانهيار التنظيم الدفاعي المصري، بعد قتال جد عنيف.
وفي أثر ذلك، اتجهت القوات الإسرائيلية نحو قناة السويس.
فوصلت طلائع المجموعة الأولى إلى القنطرة وإلى الضفة الشرقية للقناة، المواجهة للإسماعيلية، صباح اليوم الخامس من الحرب (9 يونيه)، في حين وصلت طلائع المجموعة الثانية إلى الضفة الشرقية، مقابل مدينة السويس، في فجر اليوم نفسه.
قامت القوات البرية الإسرائيلية بهذه العمليات، والسيطرة الجوية كاملة ومطلقة للقوات الجوية الإسرائيلية.
وقد تلقت القوات البرية دعماً مستمراً وكاملاً من القوات الجوية في جميع عملياتها.
وكان دور سلاح الطيران مؤثراً جداً في العملية الدفاعية المصرية، ثم في عملية انسحاب القوات من سيناء، خاصة أن القوات الجوية الإسرائيلية استعملت قنابل النابالم (Napalm) المحرمة دولياً.
وعلى الرغم من ذلك، قاتلت القوات المصرية قتالاً مشرِّفاً، سواء في صمودها أمام الهجوم الإسرائيلي أو في تغطية انسحابها، على الرغم من انكشافها أمام الهجوم الجوي عليها، وحرمانها من دعم قواتها الجوية، التي اشترك ما بقي منها في حماية الانسحاب، قدر استطاعته.
بدأت أوامر الانسحاب الجزئي، والتمركز في النطاق الدفاعي الثاني، تصدر من مكتب القائد العام، منذ الساعة 5.30 من صباح اليوم الثاني للقتال.
وما أن حل مساء ذلك اليوم (الساعة 20.00) حتى كان أمر الانسحاب الشامل إلى الضفـة الغربيـة من القناة، قد صدر إلى جميع الوحدات في سيناء. وهكذا أخذت القوات تنسحب من دون سيطرة عليها.
وما بزغت شمس اليوم الثالث (7 يونيه) حتى كانت آلاف الدبابات والمدافع المقطورة والمركبات وسواها تكتظ بها الطرق، وتتلاقى على مفارق الطرق العرضية والطولية، ما أدى إلى تعطّل حركة السير وتجمّع هذه المعدات، لتصبح أهدافاً للطائرات والصواريخ والمدافع الإسرائيلية.
ومما زاد في صعوبة الموقف، أن جميع الجسور على قناة السويس ـ ما عدا جسراً واحداً ـ قد دُمرت.
وافقت مصر، مساء 7/6/1967، على وقف إطلاق النار، وأبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بذلك.
2. الجبهة الأردنية
قامت الخطة الإسرائيلية لاحتلال الضفة الغربية ومدينة القدس القديمة على أساس توجيه ضربة رئيسية إلى شمالي القدس، للسيطرة على سلسلة التلال، التي تسهّل عملية تطويق المدينة، والإشراف على طرق المواصلات، التي تربطها بالأردن. كما تفتح طريق التقدم شمالاً نحو نابلس، عبر محور رام الله.
ومن رام الله تتجه قوة شمالاً نحو نابلس، وتتجه قوة أخرى إلى الشرق نحو أريحا، الواقعة بين القدس ونهر الأردن.
وفي الوقت نفسه، كان على قوة إسرائيلية أخرى أن تطوّق القدس من الجنوب، ثم تقتحم المدينة من جهة الشرق.
وقد أسندت هذه المهام القتالية إلى قيادة القطاع الأوسط، التي ألّفت مجموعة قتالية من خمسة ألوية، أحدها مدرع، وآخر مظلي.
وفي القطاع الشمالي من الجبهة، حيث توجد مدن نابلس وجنين وطولكرم وبلدة قلقيلية، تم تشكيل مجموعة قتالية ثانية (أربعة ألوية، منها لواءان مدرعان، إضافة إلى عدة كتائب مدفعية ودبابات ومهندسين عسكريين).
وكلّفت هذه المجموعة مهمة القضاء على القوات الأردنية في القطاع، واحتلاله والوصول إلى نهر الأردن.
هاجمت القوات الإسرائيلية مدينة القدس في 5 يونيه.
وفي الوقت الذي كانت فيه معركة القدس محتدمة، كان هناك قوة تهاجم ممر باب الواد الضيق ومركز شرطة اللطرون المحصن.
ولقد تم الاستيلاء عليهما في صباح اليوم التالي. وبعد ظهر اليوم نفسه، تقدمت وحدة على طريق رام الله، واستولت على مطار القدس (مطار قَلَنْدِيا)، في حين كانت معركة القدس لا تزال مستمرة حتى يوم 7 يونيه، حين سقطت في أيدي القوات الإسرائيلية.
وفي القطاع الشمالي، هاجمت القوات الإسرائيلية، عصر يوم 5 يونيه، قطاع جنين من الشمال الغربي.
واحتلت جنين صباح 6 يونيه، بعد قتال مرير ومعارك في شوارع المدينة.
توجه اللواء المدرع الأردني 40 إلى أريحا، وحلّ محله في جسر دامية اللواء الآلي الثامن العراقي.
ثم أُمر اللواء الأردني بأن يتوجه إلى جنين للدفاع عنها، والتقى القوات الإسرائيلية عند مفترق قَباطِية.
وجرت معركة صمدت فيها القوات الأردنية.
ثم اضطر اللواء إلى الانسحاب من قباطية خشية الالتفاف عليه، وتراجع إلى الضفة الشرقية عبر جسر دامية في 7 يونيه، وتلا ذلك سقوط قلقيلية وطولكرم ثم نابلس في 7/6/1967.
كان اللواء المدرع الأردني 60، قد تحرك من أريحا إلى مدينة الخليل للدفاع عنها، واضطر إلى الانسحاب والعودة إلى أريحا، حيث قاتل دفاعاً عنها بعد ظهر 7 يونيه، ثم اضطر إلى الانسحاب منها إلى الضفة الشرقية، مساء اليوم نفسه.
كانت سيطرة سلاح الطيران الإسرائيلي سيطرة مطلقة. وكان افتقار الجيش الأردني إلى أسلحة متطورة مضادة للطائرات والمدرعات، السبب الرئيسي لانسحابه من الضفة الغربية.
3. الجبهة السورية
ما أن انتهت العمليات في الجبهتين المصرية والأردنية، حتى دفعت القيادة الإسرائيلية بعض قواتها إلى الجبهة السورية، لتدعم بها ما كانت حشدته هناك، حتى أصبح لديها ثمانية ألوية، أربعة منها مدرعة، ولواء مظلي، ولواء آلي، إضافة إلى كتائب دبابات ومدفعية ومهندسين عسكريين.
وضعت خطة الهجوم الإسرائيلي على أساس اختراق الدفاعات السورية، بضربة رئيسية في القطاع الشمالي من الجولان، حيث الأرض أكثر وعورة من القطاع الوسط، وحيث مواقع القَلْع وبانِياس ومَسْعَدة وزُعُورة، ومن ثم فإن الاختراق هناك أقلّ توقعاً منه في أي قطاع آخر.
وبعد الاستيلاء على القلع، يتقدم اللواء المدرع جنوباً إلى واسِط، ومنها إلى القُنَيْطِرة، وفي الوقت نفسه، يقوم لواء مدرع آخر ولواء مشاة وفوج مظليين ووحدات مختلطة بهجوم على المحور الوسط. أمّا في الجنوب، فقد خطط لتوجيه ضربة رئيسية أخرى، تقوم بها قوة تضم لواءً مدرعاً ولواء مشاة محمولاً، وفوج مظليين منقولاً بطائرات عمودية، ويتم إبراره في العمق العملياتي على المحور الجنوبي في كل من فِيق والعال والبَطْمِية.
دخلت سورية الحرب منذ بدايتها، حين قصفت القوات الجوية، في الساعة 11.50 من يوم 5 يونيه، بعض مطارات إسرائيل الشمالية، وبعض المواقع في سهل الحُولة ومصافي النفط في حَيْفا.
وفي إثر ذلك، قصفت الطائرات الإسرائيليـة بعض القواعد الجوية السورية، وهو ما أدى إلى منع القوات الجوية السورية من القيام بعمليات تعرضية، وانسحاب ما تبقى منها إلى المطارات الشمالية.
وفي أثناء ذلك، استمر القتال بهجمات على بعض المستعمرات، حتى يوم 9 يونيه، حين باشرت القوات الإسرائيلية هجومها البري، بعد أن استقدمت قوات جديدة من الجبهتين، المصرية والأردنية، وركزت جهدها الجوي كله على الجبهة السورية، على الرغم من إعلان سورية قبولها قرار مجلس الأمن، الصادر في 9 يونيه، والقاضي بوقف إطلاق النار.
وهكذا دار القتال على الجبهة السورية في ظرف معنوي سيئ، بسبب الصدمة، التي أحدثها انهيار الجبهتين، المصرية والأردنية، واستقالة الرئيس عبدالناصر.
بدأت القوات الإسرائيلية هجومها البري، فجر 9 يونيه، بغارات جوية كثيفة على الجبهة، استهدفت المواقع الدفاعية والقيادية.
وركزت، في بادئ الأمر، على مواقع المدفعية والمنصات الدفاعية في الخط الدفاعي الأمامي.
وكانت الغارات على شكل موجات متتالية من المقاتلات القاذفة، التي ألقت القنابل والصواريخ بمختلف أنواعها، خاصة القنابل المنثارية (Fragmentation Bomb)، التي كانت تنفجر على ارتفاع منخفض، فتنثر شظاياها فوق الخنادق المكشوفة وتقتل الجنود المدافعين فيها، إضافة إلى القنابل الانزلاقية (Glide Bomb) ، التي كانت تخترق سقوف التحصينات وتنفجر داخلها، وقنابل النابالم الحارقة.
انطلقت الوحدات المدرعة في هجومها في ثلاث مجموعات قتالية مدرعة، ولاقت صعوبات جمة وخسرت قسماً كبيراً من دباباتها وجنودها في اجتيازها ممرات تتحكم فيها مواقع دفاعية حصينة وحقول ألغام.
واستطاعت أن تتغلب على بعض المواقع، مستخدمة أسلوب الخرق بالحركة والنار(أسلوب الاختراق، بالضرب مع الحركة)، تاركة لوحدات المشاة الآلية الزاحفة في إثرها مهمة تصفية هذه المواقع.
اصطدمت القوات المتقدمة بموقع القلع المنيع.
وجرت معركة عنيفة استمرت طوال نهار 9 يونيه، اشتركت فيها القوات الجوية والمدفعية الإسرائيليتان، بغارات ونيران كثيفة مستمرة.
وقد حالت سيطرة سلاح الطيران الإسرائيلي دون دفع الوحدات المدرعة السورية الاحتياطية إلى شن هجمات مضادة لكسر حركة الالتفاف حول القلع أو تعزيز حاميتها وحاميات المواقع الأخرى، فضلاً عن انعدام الدعم الجوي.
وقد سقطت هذه المواقع في المعارك، التي جرت بعد ظهر 9 يونيه، حتى الليل.
وبذلك انفتح الطريق إلى مسعدة وبانياس، في القطاع الشمالي من الجبهة.
وفي الوقت نفسه، جرت معارك في القطاعين الأوسط والجنوبي، واحتُل بعض المواقع، وبذلك تم اختراق خط الدفاع الأول السوري في غير مكان، في الشمال والوسط.
تابعت القوات الجوية والمدفعية الإسرائيليتان عملياتهما ليلة 9/10 يونيه، حيث بدأت معالم الانهيار تظهر في الخطوط الدفاعية السورية. وفي فجر 10 يونيه، تابعت القوات المدرعة تحركها من القلع، فاتحة الطريق أمامها إلى القنيطرة، فدخلتها القوات الإسرائيلية عصر اليوم نفسه، بعد انسحاب القوات السورية منها، خشية تطويق القوات الإسرائيلية للمدينة.
وفي الوقت نفسه، كانت قوات إسرائيلية أخرى تحتل مواقع أخرى، مثل البَطْمِية والرَفيد، وتتجه إلى جبل الشيخ، لتستولي على قمته الجنوبية.
وتوقف القتال، حوالي الساعة 18.30 من يوم 10/6/1967، بعد أن بلغت القوات الإسرائيلية الخط: سَحيتا ـ جسر الحميدية ـ عقدة الرفيد ـ وادي الرَقَّاد وهكذا توقف القتال على الجبهات الثلاث، بعد أن استمر 80 ساعة على الجبهة المصرية، و 30 ساعة على الجبهة الأردنية، ومثلها على الجبهة السورية.