أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الدرس (1) من مدرسة الحياة الجمعة 13 مايو 2011, 7:40 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم مدرسة الحياة فضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
مقدمة: إنَّ الحمدَ لله تعالى نحمده ونستعينُ به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالِنا من يهدى اللهُ تعالى فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسوله.
أما بعــــــدِ
فإن أصدق الحديثِ كتاب الله تعالي وأحسنَ الهدي هدي محمدٍ صلي الله عليه وآله وسلم ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ محدَثةٍ بدعه وكلَّ بدعةٍ ضلالة وكلَّ ضلالةٍ في النار ، اللهم صلى على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد
الدرس الأول
فهذا يوم الثلاثاء الثاني من شهر رمضان سنة تسع وعشرين بعد الأربع مائة والألف من هجرة خير من وطء الحصى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مجالسنا في شهر رمضان من كتاب (صَيدُ الخَاطِر) للإمام أبى الفرج ابن الجوزى رحمه الله تعالى والذي اصطلحت على أن يكون شرحي عليه بعنوان مدرسة الحياة، ذلك لأن كتاب صيد الخاطر كما هو واضح من عنوانه أنه كان يصطاد ما يمر على خاطره من المعاني الجليلة والتجارب العميقة وقد سطَّرها بقلم رشيق وقل من العلماء من يمتلك القلم الرشيق، لأن القلم الرشيق هذا يحتاج إلى قراءةٍ كثيرةٍ في الأدب، وكثيرٌ من أهل العلم وإن أصابه طرف من الأدب لكن شغله بالكتابة العلمية
والكتابة العلمية لها سمت مختلف عن الكتابة الأدبية :
وقد اخترت أن أبدأ هذه الدروس بخاطرةٍ مابحثتُ عنها كثيراً، إنما فتحتُ الكتاب فوجدت أمامي هذه الخاطرة اليوم فَراقتني ورأيت أنها تشتمل على معاني جليلة وتحتها كلام كثير.
يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
قال: ( تأملت أمراً عجيباً وأصلاً ظَرِيفًا وهو انهيال الابتلاء على المُؤمِن وعرض صُورِ اللذَاتِ عليه مَعَ قُدرَتِه على نَيلِهَا وخصوصاً ما كان في غير كُلفةٍ من تحصيله كمَحبُوبٍ مُوافق في خَلوةٍ حصينة فقلت: سبحان الله هَاهُنا يَبِينُ أثَرُ الإيمان لا في صلاة ركعتين، والله ما صَعِد يُوسُف – عليه السلام – ولا سَعِد إلا في مثل هذا المَقَام، فبالله عليكم يا إخواني تَأمَلُوا حالَتَهُ لو كان وافق هواه من كان يكون، وقِيسُوا بين تلك الحالة وبين آدم – عليه السلام – ثم زِنُوا بميزان العقل عُقبَى تلك الخطيئة، وثَمَرة هذا الصبر، واجعلوا فَهمَ الحال عُدَةً عند كل مُشتَهَي، وإن اللذاتِ لتُعرَض على المؤمن فمن لَقِيَهَا في صَف حَربِه وقد تأخر عنه عَسكَرَ التدَبُر للعواقب هُزِم، وكأني أرى الواقع في بعض أشرَاكِها ولِِسَان الحَال يقول قِف مكانك أنتوما اخترت لنفسك، فَغَاية أمرَهِ الندمَ والبكاء، فإن أَمِنَ إٍخرَاجَهُ من تلك الهُوةِ لم يخرج إلا مَدهُوناً بالخِدُوش، وكم من شخص زَلَت قَدَمُه فما ارتفعت بعدها، ومن تأمل ذُلَ إخوة يوسف عليهم السلام يوم قالوا:" وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا"عَرَفَ شُؤمَ الزَلَل، ومن تَدَبَرَ أحوالهم قَاسَ ما بينهم وبين أخيهم من الفِرُوق، وإن كانت تَوبَتهم قُبَلت لأنه ليس من رَقَعَ وَخَاطَ كمن ثوبه صحيح، وَرُبَّ عَظمٍ هِيضَ ولم يَنجَبِر فإن جُبِرَ فعلى وَهين، فَتَيَقَظُوا إخواني لِعَرض المُشتَهَيَاتِ على النفوس واستَوثِقُوا من لُجُمُالخيل، وانتَبِهُوا لِلغَيمِ إذا تَرَاكَمَ للصِعُودِ إلى تَلعَةٍ، فَرُبَمَا مُدَ الوادي فَرَاحَ بالرَكبِ .)
يريد أن يقول في هذا الكلام إذا كنت تركب خيلاً وهذه الخيل تنطلق بك فانتبه أن يكون هناك غيمٌ يسد عليك باب النظر فربما صعدت إلى تَلعَةٍ (مكان في الهضبة،) فربما مد الوادي (وهو الشيء المنبسط السهل)فراح بالركب فالإنسان إذا لم يكن يبصر أمامه فربما ظن أن هذه التلعة على نفس المستوى في السير ولايظن أن هناك وادٍ فيهبط من هذه التلعة في الوادي فيهلك مثلما إذا كان الإنسان يمشي في الظلام وهو لايبصر أمامه فربما اصطدم بهدف أو نحو ذلك .
تسجيل الخواطر أمر مهم يفعله أرباب اليقظة:
لو أنك كل يوم كتبت ما مر بك لتعلمت الكتابة أولاً ثم لم يَفُتك شيءٌ من حياتك ،. وهذا ماانتبهت لهُ إلا بعدما قرأت كتاب صيد الخاطر في وقت متأخر من الطلب، وعرفت شؤم الإهمال في رحلتي الأخيرة إلى الأردن، فأنا ذهبت إلى الأردن أول مرة في محاضرة ألف وأربعمائة وسبعة هجرية، وبعد اثنين وعشرين عاماً رجعت إليها في سفرةٍ كانت منذ أكثر من شهرٍ وكان بين هذه الزيارة وبين هذه الزيارة فروق عجيبة ،. أنا أهملت تسجيل خواطري اليومية في الرحلة الأولى، وكانت تستحق التسجيل لأنني لما زرت فيها الشيخ الألباني رحمه الله كانت بالنسبة لي حلمًا كبيرًا، ولقيت لأول مرةٍ عددًا كبيرًا من الشيوخ ومن طلبة العلم نسيت بعضهم ونسيت الذي جرى بيني وبينهم وكان مهمًا وحاولت أن أستدعيه من الذاكرة فخانتني في كثيرٍ من التفاصيل، فلما ذهبت في الرحلة الثانية هذه عزمت على أن أكتب كل شيءٍ مر بي مع تعليقي عليه فإذا يكاد يقارب مجلدًا كبيرًا، وهو ملآن بالأحداث ،.
والحافظ بن حجر العسقلاني له كتاب طبع في ثماني مجلدات:
هو عبارة عن تسجيل أحوال الأمة أو أحوال الدولة في زمانه وهو كتاب (إِنبَاء الغُر بِأَنبَاء العُمر) عندما تقرأ هذا الكتاب يقول لك غلا سعر الكتان حتى وصل إلى كذا وكذا وغلت أوقية البُر القمح حتى وصلت إلى كذا وكذا وأكل الناس من المزابل ويأتي لك بعدة أحوال، كالذي يقرأ في الجرائد اليومية ويلخص هذه أهم الأحداث في الجرائد اليومية ومايحدث في كتاب .
طبعًا كل هذه الجرائد تُهمل وترمى، وعندما يتكلم أحدنا بكلام فارغ كثير يقول لك هذا كلام جرايد ،أي ليس له قيمه، لأن أكثر أكثر الصحفيين يكذبون في التفاصيل ،لأنهم يستقون من بئرٍ واحدة، وكل واحد وشطارته منهم من يُحب يعمل سيناريو، ومنهم من يحب يعمل الحابكة، ومنهم الذي لا يعرف شيء، وتجد الخبر الواحد متباينًا في الجرائد المتعددة، فكتاب( إِنبَاء الغُر بِأَنبَاء العُمر) هذا للحافظ بن حجر كما قلت طبع في ثماني مجلدات، هذا كان ثمرة المثابرة على كتابة بعض التفاصيل المهمة التي كانت تمر بالدولة آنذاك .
فأنت إذا كتبت هذا ربما رجعت إليه بعد سنوات فتعجبت أن هذه الأحداث مرت بك بهذه التفاصيل ولربما اعتبرت بها، قرأت فاعتبرت بها فيما يَجِد لك من الأحوال، لأن الأحوال وإن جدَّت لكنها واحدة كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يتكلم عن التاريخ، (قال مستدل على مالم يكن بما كان فإن الأمور اشتباه)ما حدث أمس سيحدث اليوم سيحدث غداً لكن التفاصيل الجديدة على الفرد نفسه، إنما ليست جديدة على المجتمع .
هذه الخاطرة عصبها ومحور ارتكازها في الكلام عن الصبر .
أصل الصبر: هو حبس النفس عما يشينها مما يخالف الدين وقوانين المروءة.
بعض أهل العلم فيقول: (الصبر هو ثبات باعث الدين إذا اعتراه باعث الشهوات)
ذكر الصبر والصابرون وذكر جزاءهم في أكثر من تسعين موضعًا من كتاب الله تبارك وتعالى .
أما الصبر: الذي هو احتمال الكبت وهو مأخوذ من اسمه المر(صبر)، فهو شاق على النفس .
فالصبر نوعان: 1-صبر بدني 2-وصبر نفساني، :
والصبر البدني نوعان : وكذلك النفساني نوعان : اضطراري واختياري، والنفسي اضطراري واختياري فهذه أربعة .
1- الصبر البدني الاختياري"
الصبر على الأعمال الشاقة .، ليس عندك عمل وتحتاج أن تنفق تذهب تشتغل في الفاعل، تحمل مواد البناء علي كتفيك، وتطلع بها الدور الثاني والثالث والرابع أو تذهب تعزق بالفأس في الأرض طول النهار أو تشتل في الأرز طول النهار، أوتنقى الدودة من القطن طول النهار، كل هذه من الأعمال الشاقة لأن الإنسان يظل منحنياً الظهر مثل الراكع ساعات طويلة، فهذا لابد أن يحتاج إلى صبر .
2-والصبر البدني الاضطراري:
كالصبر على المرض والخوف وما يمر بالإنسان من المصائب.
3-الصبر النفساني الاختياري:
أن تصبر على ما أُمرت به من قبل الله عز وجل أو النبي ﷺ.
4-والصبر النفساني الاضطراري:
أن تصبر على فراق محبوبك ومشتهاك لمَّا حيل بينك وبينه.
وحديث أنس في الصحيحين يدل عليه (لِمَا مَر الْنَّبِي ﷺ عَلَى امْرَأَة تَبْكِى عِنْد قَبْر جَدِيْد، فَقَال: يَا أَمَة الْلَّه اتَّقَى الْلَّه وَاصْبِرِي ، فَقَالَت إِلَيْك عَنِّي، فَإِنَّك لَم تُصَب بِمُصِيْبَتِي، فَلَمَّا عَرَفْت أَنَّه رَسُوْل الْلَّه ﷺ هُرِعْت إِلَيْه فَلَم تَجِد عَلَى بَابِه حَاجِبا وَلَا بَوَّابا فَأَتَتْه لِتَعْتَذِر إِلَيْه أَنَّهَا لَم تَعْرِفْه فَقَال لَهَا: إِنَّمَا الْصَّبْر عِنْد الْصَّدْمَة الْأُوْلَى) ،.عند الصدمة الأولي تلقي الخبر فقال: ﴿ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها ﴾ ،عقبى هذا رضا، الذي لايصبر يبتدئ في شق ملابسه ويلطم الخد و يضع التراب على رأسه، إلي آخره. ويظل يقول لما فعلت بي ذلك يارب ،أنا أمشي، على الصراط المستقيم عمري ماعملت شيئاً يغضبك يارب وأنت تري ماشي يارب، فهذا يكلِّم الله عز وجلّ، بعد أسبوع أو عشرة أيام ،تسأله عن أخباره، يقول الحمد لله رضا، الحمد لله رضا قالها الصابر عند اللحظة الأولى، وقالها هذا الأحمق بعد عشرة أيام أو بعد شهر ولذلك ترى الأحمق يفعل بعد شهر مايفعله العاقل بعد ثانية واحدة.
الخلاصة:
عندنا الصبر إما بدني وإما نفسي والبدني أوالنفسي إما اختياري وإما اضطراري، إذا لم يصبر المرء صبرًا اختياريا لابد أن يُضطر إلى الصبر الاضطراري فيشبه البهائم، عندما تعلق الجاموسة في الساقية وتفضل تلفلها ساعة والكرباج وراها، أوتحمِّل الحمار الردم، وتستاقه وتذهب به إلي الأرض وأنت مستمر في الضرب فيه، ماذا سيفعل؟ صابر لازم يمشى، فإذن الصبر المحمود هو الصبر الاختياري . متعلق هذا الصبر ما هو ؟
متعلقه من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: فالصبر على المأمور، والثاني: الصبر عن المحظور، والثالث: الصبر على المقدور .
لابد أن يصبر في واحدة من هذه الثلاثة مثال، (إقامة الصلاة) لأن أقم الصلاة سيصلي ،لكي يستجمع نفسه من الدنيا يتطلب جهداً، لكي يطيل أشرف أركان الصلاة وهو القيام يتطلب جهداً و حفظاً، ولكي يصبر على السجود يتطلب أذكار ويحتاج أيضًا إلى وقت، كما كان النبي ﷺ يفعل بلغ من صبره عليه الصلاة والسلام أنه كانت تتورم قدماه وهو واقف مسروق الأجدع وتورم قدماه في الصلاة:
ولعلكم قرأتم كثيراً من سير العبّاد، أنا ما علمت في حدود ما قرأت أن أحدًا تورمت قدماه بعد النبي عليه الصلاة والسلام إلا (مسروق بن الأجدع)، ولا أنكر أن يكون هناك من كان كذلك، كان مسروق يقوم للصلاة وامرأته بحانبه تبكى ،شفقةً عليه، في بعض الأحيان أحدنا ذاهب للمسجد ويعلم أن الإمام يصلي بربعين أو ثلاثة، فيذهب في أخر الثلاث ركعات ويصلي ويقوم يلحق الركوع ويقوم ويصبر على الركعة الثانية ماذا سيفعل؟ يريد أن يأتي بالركعتين فيطير ثلاثة أرباع الركعة الأولى ويأخذ جزء من الركعة الأولى مع الركعة الثانية وأمره لله، فمسروق كان يصلي وامرأته بجانبه تبكي، كون الواحد تتورم قدماه من كثرة الوقوف هذا يحتاج إلى صبر كما أوصى الله عز وجل بعض أنبيائه وهو إسماعيل عليه السلام قال:﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ .
﴿اصْطَبِرْ﴾ فعل طاعة نحن نعرف أن زيادة المباني في الكلمة تدل علي زيادة المعنى من لغتنا الأشياء التي في لغتننا الجميلة اللغة العربية أن الحرف الواحد إذا زاد في مبنى الكلمة كان في مقابله معني ،﴿اصْطَبِرْ﴾ عندما نحذف الطاء تصير اصبر اصبر خفيفة، و عندنا في علم الصوتيات أو علم رعاية الحروف في اللغة العربية إن شكل الحرف بيخدم المعني ،يعني مثلاً ﴿اصْطَبِرْ﴾ هذه الطاء ماشكلها ؟منتفخة معبيه والألف فوقها يعني ممكن تنفجر مثل الظاء أختها بس فيه نقطه من فوق.
فعندما تقرأ مثلاً قوله تعالي: ﴿ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾،كظيم أنظرإلي شكل الظاء وأنظر الكظيم الكظم معناه سيتفجر، فتجد شكل الحرف يخدم المعنى، ﴿اصْطَبِرْ﴾ تحس أن فيها ثِقَل، عندنا صبر وتَصَبُر واصطبار ومصابرة، أربعة، أخفهم في الصبر، وهو حبس النفس مع مشقة، التصبر أكثر قليلاً، أي يتحمل أكتر، إنسان صبر يُمكن أن ينفلت إنما تصَّبر لا ينفلت كانفلات الأول، واختلاف حالات الإنسان هي التي تدخله في واحدة من هؤلاء الأربعة، صبر أي شيئاً خفيفاً بذلك كظمت نفسك عنها يبقى صبر إنما تصَّبر يوجد هم كبير محتاج تُعطي له مزيداً من الصبر، مثلما حدث لعمر بن الخطاب _رضي الله عنه _في الصحيحين:
أنه صلى خلف هشام بن حكيم فقرأ هشام من سورة الفرقان، قرأ قراءة أخرى بخلاف التي أخذها عمر من النبي عليه الصلاة والسلام، فعمر بن الخطاب تلّقى سورة الفرقان عن النبي ﷺ بقراءةٍ معينة، هشام بن حكيم أخذها بقراءةٍ أخرى، فهشام قرأ بالقراءة التي سمعها من النبي ﷺ ، فعمر بن الخطاب وجده بيبدل قال فهممت أن أساوره في الصلاة قال فتصبرت حتى سلّم ثم لبدته بردائه وظل يجرجره حتى ذهب به إلى النبي ﷺ وهشام لا يعرف مالموضوع، فلما ذهبا، قال أرسله يا عمر فأرسله قال يارسول الله هذا قرأ بقراءةٍ لم تقرءنيها، (قَالَ اقْرَأْ يَا هِشَامُ قَرَأَ فَقَالَ هَكَذَا نَزَلَ قَالَ اقْرَأْ يَاعُمَرُ فَقَرَأَ فَقَالَ هَكَذَا نَزَلَ، نَزَلَ الْقُرْآَنُ عَلَىَ سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوْا مَاتَيَسَّرَ مِنْهُ)
وخاطب الناس علي قدر عقولهم.
ماذا نفهم من ذلك؟
الأسبوع الماضي أحد الأخوة الأفاضل اتصل بي وقال لي أن عندهم في البلد وبلدهم بلد أرياف، مُصِّر أن يقرأ برواية ورش، فهؤلاء فلاحين. فهذا في بلد أرياف ومصِّر يقرأ بقراءة حمزة، والناس تعترض عليه وكل فترة يخرج من يقول أن هذا ليس في القرآن، فأنا قلت له يابني قل له لا يجوز لك أن تقرأ بهذه القراءة في هذا البلد، كي لا يفتن الناس، ليه ؟ أكثر الناس لا يستطيع أن يقرأ بقراءة حفص قراءةً صحيحة وكثير منهم أجانب عن كتاب الله عز وجل، فإذا جاء واحد وقرأ بقراءة حمزة وفيها كما قلت لكم تبديل في بعض الكلمات يمكن يعمل فتنة في البلد، إنما إذا أراد أن يقرأ فعليه أن يمهد أولاً للناس إن فيه قراءات والقراءات فيها فروق ومن قرأ بقراءة تجزئه القراءة، ولابأس أن يقرأ المرء بقراءة متواترة، فسأحاول معكم أن أقرأ اليوم بقراءة حمزة ستجدون بعض الفروق إذا كان هو محضر الربع الذي سيقرأه سيقول الفروق التي بين حمزة والتي بين عاصم، ، الفروق يقرأ حمزة بكذا ويقرأ عاصم بكذا، يقرأ فلان بكذا ويقرأ فلان بكذا فتكون الناس عندها علم،، فاعتبر بحال عمر بن الخطاب عندما رأي هشام بن حكيم يقرأ بقراءةٍ غير الذي أخذها من النبي صلى الله علي وسلم، ماذا فعل (قال فتصبرت حتى سلَّم) وساق الحكاية كلها .
ثم يسرد الشيخ_حفظه الله_ قصة حدثت لأخيه رحمه الله مع الشيخ المنشاوي.
في ذات مرة أخي رحمة الله عليه كان الشيخ المنشاوي يقرأ في الراديو زمان، والشيخ المنشاوي معروف أنه كان يقرأ بالقراءات يجمع القراءات الكثيرة في محفلٍ واحد وهذه فيها خلاف بين أهل العلم، منهم من أجازها ومنهم من لم يجزها، والصواب أن من قرأ بقراءةٍ يقرأ إلى آخر قراءته بها ولا يجمع القراءات لكن قال بهذه جماعة من أهل العلم وقال بهذه جماعة من أهل العلم، فلا أذكر الآية التي علق أخي رحمه الله، لكن اعتقد أن المنشاوي وقتها كان يقرأ بقراءة حمزة، وقراءة حمزة بن حبيب الزيات فيها إضجاع كثير، الإمالة الكبرى عند حمزة كثيرة يعني مثلاً وإذ قال موسي لأخيه، موسي، مثلاً من يميل الإمالة الصغرى يقول موسى فهي موسي كده، بمجرد أن قرأ وأتي بالإضجاع الذي كان الإمام أحمد بن حنبل يكره قراءة حمزة من أجلها، الإمام ابن حنبل لم يكن يُحب يقرأ قراءة حمزة ،لكثرة الإمالة الكبرى في قراءته، فأخي علق وقال هو لسانه اتعوج ليه، هذا التعليق المباشر على طول لموسي وما يشبهه.
أيضاً أبو سعيد الخدري والحديث في مسند الإمام أحمد وغيره ،: هلال بن حصن (قَالَ ذَهَبْتُ إِلَىَ أَبِيْ سَعِيْدٍ فَضَمَّنِي مَجْلِسٍ مَعَهُ فَجَعَلَ يُحَدِّثُ فَقَالَ: أَصَابَنِيْ جُوْعٌ عَلَىَ عَهْدِ الْنَّبِيِّ ﷺ حَتَّىَ رُبِطَتْ الْحجرُ عَلَىَ بَطْنِيّ مِنْ الْجُوْعِ، فَقَالَتْ لِيَ أُمِّيَّ أَوْ امْرَأَتِيْ اذْهَبْ إِلَىَ الْنَّبِيِّ ﷺ فَسَأَلَهُ فَإِنَّهُ قَدْ ذَهَبَ إِلَيْهِ فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَأَعْطَاهُمْ وَكَانَ الْنَّبِيُّ ﷺ لَا يَقُوْلُ لِشَيْءٍ سُؤْلَّهُ لَا، قَالَ أَبُوْ سَعِيْدٍ فَذَهَبْتُ الْتَمَسَ شَيْئا، فَالتَمسْ فَلَمْ يَجِدْ، قَالَ فَذَهَبْتُ إِلَىَ الْنَّبِيِّ ﷺ فَإِذَا هُوَ يَعِظُ الْنَّاسَ فَأَدْرَكْتُ مِنْ كَلَامِهِ (وَمَنْ اسْتَغْنَىَ يُغْنِهِ الْلَّهُ، وَمَنْ اسْتَعَفَّ يُعِفَّهُ الْلَّهُ، وَمَنْ تَصْبِرُ يُصَبِّرْهُ الْلَّهُ قَالَ: فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَسْأَلِ، فَلازَلْنا كَذَلِكَ حَتَّىَ رزِقْنَا الْلَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَأَنَا لَمِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْمَدِيْنَةِ مَالْا، أَوْ قَالَ إِنِّيَ لَمِنْ أَكْثَرِ الْأَنْصَارِ مَالْا).
إذًا التصبر : حمل تقيل يحتاج إلي استدعاء سعة صدر أكثر .
أما الاصطبار: الحمل أكثر وأكثر كحديث عبدالله بن حرام أخرجه أبو داود بسند صحيح قال سمعت النبي ﷺ يقول (مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ فَقَدْ نَجَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مَوْتِ وَالدَّجَّالَ وَقَتْلُ خَلِيْفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ مُعْطِهِ)
(وَقَتْلُ خَلِيْفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ مُعْطِهِ)عثمان رضي الله عنه كره أن تراق فيه محجمة دم فصبر على حز الرأس وقتلوه وهو ثابت صابر لا يقاوم ولا يدفع عن نفسه فلذلك قال النبي ﷺ (وَقَتْلُ خَلِيْفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ مُعْطِهِ) فالذي يبذل نفسه ولا يدفع عن نفسه الصائل يحتاج إلى صبر كثيرٍ جدًا حتى يثبت ولا يرتدد :
وهكذا فعل عثمان رضي الله عنه ،:لو أراد عثمان أن يدفع الناس عنه وهو الخليفة لقامت كتائب كأمثال الجبال، لكنه كره أن يراق فيه محجمة دم، دخلوا عليه، الجماعة الذين دخلوا من مصر إلى المدينة ذهبوا ودخلوا عليه، وحتى محمد بن أبى بكر الصديق أمسك لحيته وجذبها، وكان محمد بكل أسف ممن اشترك في هذه الفتنة، حتى قال له عثمان يا بني لوكان أبوك ما فعلها، أبوبكر الصديق، وجعل يتكلم يعني بما فعله للإسلام من البذل الكثير من المال ويعني من مآثره ومن كلام النبي عليه الصلاة والسلام عنه,وطبعًا الذين كانوا في خارج الدار تكلموا بكلام كثير ولكن إذا حضرت الفتنة ذهبت أحلام الرجال، وكان أعقل الناس أحير من ضب وأذهل من صبر كما يقال، فكره عثمان رضي الله عنه أن تُراق فيه محجمة دم فصبر على حز الرأس وقتلوه وهو ثابت صابر لا يقاوم ولا يدفع عن نفسه فلذلك قال النبي ﷺ (وَقَتْلُ خَلِيْفَةٍ مُصْطَبِرٍ عَلَىَ الْحَقِّ) فكلمة اصطبار كلما مشينا مع الكلمة يكون هناك هم يحتاج إلي صبرٍ كثير كأننا نتدرج صبر وتصبر واصطبر ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ هذا الصبر على الطاعة الاصطبار: افتعال إذا وجدت خصمك وحدث معركة أو حرب الثبات في يوم القتال ،الاصطبار هو مفاعلة، لكن الكلمات الثلاثة الأول ممكن تبقى مع الشخص الواحد..
متعلق الصبر يكون:
1- بفعل المأمور : أن تؤمر بأن تفعل الفعل فلابد من اصطحاب الصبر 2-صبر عن المحظور: كل المناهي التي نهيت عنها لا يحل لك أن تقترب منها، وكما إن الطاعات درجات كذلك المناهي درجات . 3-صبر على المقدور: المقدور (المصائب)، يصاب الإنسان بلية ففرض في حاله الصبر وأما الرضا فاختلف أهل العلم على قولين فيه واجب ومستحبٍ وأكثر أهل العلم يذهب إلى أن الرضا مستحب، أما الصبر فهو واجب، لأن ضد الصبر الجزع، الصبر:
الكلام في متعلق الصبر له طرفان:
1-طرف يتعلق بالرب تبارك وتعالى. 2- وطرف يتعلق بالعبد .
الذي يتعلق بالرب تبارك وتعالى ما يتعلق بالإرادة الشرعية وما يتعلق بالإرادة الكونية .
الإرادة الشرعية :المتعلقة بالأمر والنهي اللي هوه الدين أوامر ونواهي والمتعلقة بالإرادة الكونية: الصبر على القضاء المصائب، المأمور والمحظور داخل تحت الإرادة الشرعية، والمقدور داخل تحت الإرادة الكونية إرادة القهر. كما قال تعالى ﴿ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ﴾ _ الأمر _الطلب المتعلق بين افعل أو لا تفعل والإرادة الكونية المتعلقة بالمصائب . الصبر مثله مثل أي شيء يدخل تحت الأحكام الشرعية الخمسة .
الأحكام الشرعية الخمسة التي لا يخلو منها نص إما أن تكون واجبة أو مستحبة أو مباحة أو حرامًا أو مكروهاً ،: إذا كان محبوبًا إلى الله سبحانه وتعالي يكون واجب أو مستحب أو مباح على قول من يقول أن المباح داخل في المأمور، وإما أن يكون مبغوضًا إلى الله عز وجل .
إنهيال الابتلاء على المؤمن وعرض صور اللذات عليه مع قدرته على نيلها وخصوصاً ما كان في غير كُلفةٍ من تحصيله كمحبوب موافق في خَلوةٍ حصينة .
يقول مما دعاني للاستغراب ابتلاء المؤمن وصبره على الوقوف مع تخيله لصور اللذات التي حرم منها ،. يتبع إن شاء الله...
عدل سابقا من قبل ahmed_laban في السبت 14 مايو 2011, 12:06 am عدل 1 مرات |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الدرس (1) من مدرسة الحياة الجمعة 13 مايو 2011, 7:44 pm | |
| الرجل في قصة أصحاب الغار:
لما قعد من المرأة مقعد الرجل من امرأته ثم قالت:( اتَّقِ الْلَّهَ يَاعَبْدَ الْلَّهِ وَلَا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ قَالَ: فَقُمْتُ عَنْهَا وَهِيَ أَحَبُّ الْنَّاسِ إِلَىَ وَأُعْطِيَتُ لَهَا الْمَالُ)، هذا بلاء من أعظم البلاء، لاسيما أنه ظفر بمطلوبه . فيقوم عن المرأة وصورة ما كان يتخيل فعله ماثلةً أمامه ومع ذلك لا يخطئ ثابت برغم أنه يمكن أن يحصل ما يريد بمنتهى السهولة .
ومثل لذلك قال: كمحبوب موافق في جُنَةٍ حصينة أو في خَلوةٍ حصينة، ومع ذلك يتحمل هذا البلاء كما قال صلى الله علي وسلم (يَأْتِيَ عَلَىَ الْنَّاسِ زَمَانٌ الْقَابِضُ عَلَىَ دِيْنِهِ كَالْقَابِضِ عَلَىَ الْجَمْرِ) .، فأنا أريدك تتخيل واحد في يده جمر يقبض عليه، العاقل يرميها لأنه لا يتحمل أن تحرق لحمه تحرق عصبه وأن تصل إلى العظم، لا أحد يتحمل أن يقبض على جمر ومع ذلك لا يرميها ولكنه يقبض عليها، كأنها دره، فيقال له أرم بها يقول نجاتي فيها ويصبر على ما يجده من الألم لما يعلمه أنه لا يتحمل حر النار .
الجمر هو الضريبة التي يدفعها المرء للثبات على الحق :
ممكن يدفع رأسه للثبات على الحق، كرجل يدخل على طاغية فيأمره وينهاه فيقتله ومع ذلك يرضى بما يجري له لأنه عنده مثلاً عذاب الآخرة ماثل أمامه فلا يستطيع يتحمل عذاب الآخرة ،.
وكل هذا يدل علي قوة التصور للنص فأنا أكون عارف أن النار عذابها أليم وأنت عارف النار عذابها أليم، لكن أنا غير مستشعر هذه المسألة ولا استحضرها بقلبي، أنت مستشعرها وتستحضرها بقلبك، هذا يمنعك، أما عدم تصوري يدفعني إلى فعل المناهي ،إذاً انهيال البلاء على المؤمن مع ثباته والذي يجعل المسألة مره صور اللذات أمام عينه.
الفرق بين النظرة الأولي والثانية.
لذلك النبي عليه الصلاة والسلام نهى أن ينظر الرجل إلى المرأة قال لعلي بن أبي طالب الأولى لك والثانية عليك، الأولى لك نظر الفجأة لا عقوبة عليها ،إذا رفعت بصرك ثانيةً تؤاخذ، كثير من الشباب المصاب بهذا الداء لما يأتي يتكلم معي في هذه المسألة يجد لو نظر نظرة ثانية وثالثة ورابعة تظل هذه النظرة في رأسه ينام بها يقوم بها، هذا التصور لللذات هو الذي يجعله يقع في المشكلة بعد ذلك، إنما المؤمن هناك حاجز يوقفه فمما يغض ويغمض أن تكون صور اللذات أمامه ويستطيع أن يصل إلى هذه اللذة بلا كبير كلفةٍ كمحبوب موافق في خلوةٍ حصينةٍ.
وقفة مع سيدنا يوسف عليه السلام ومقارنة ابن الجوزي له بآدم عليه السلام وهو كثير ما يفعلها ابن الجوزي، وهذا مما آخذه عليه لأنه كرر لوم آدم عليه السلام كثيرًا في هذه الفوارق، لما يتكلم عن الهمة العالية والهمة المتدنية يأتي بآدم عليه السلام فيما يتعلق بأنه لم يصبر على الأمر وأنه أكل من الشجرة، وسنبين إن شاء الله تبارك وتعالي فيما يأتي أنه لا يجوز أن يعامل آدم عليه السلام هذه المعاملة، وهذه المقارنة التي جعلها بين يوسف عليه السلام وبين آدم عليهما السلام .
قال ابن الجوزي رحمه الله: فقلت: سبحان الله هاهُنا يَبِينُ أَثَرُ الإيمان لا في صلاة ركعتين :
يريد أن يقول كم من مصلٍ لا يصلي كما قال خالد بن الوليد للنبي ﷺ في قصة ذي الخويصرة، لما النبي ﷺ قال (يَخْرُجُ مِنْ ضُئِذَ هَذَا أَقْوَامٌ يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ إِلَىَ صَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ إِلَىَ صِيَامِهِ ..إِلَىَ آَخِرِ الْحَدِيْثِ يَقْرَءُوْنَ الْقُرْآَنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ،أَرَادَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَهُ، قَالَ: لَعَلَّهُ يُصَلَّىَ، قَالَ: كَمْ مِنْ مُصَلٍّ لَا يُصَلَّىَ، قَالَ: إِنِّيَ لَمْ أُؤْمَرُ أَنْ أَشُقَّ بُطُوْنِ الْنَّاسِ)
كم من مصلي لا يصلي هذا كثير يقع لي ولك، ندخل في الصلاة ونخرج منها كما دخلنا، ما ازددنا بها إيمانًا، لذلك يقول لا في صلاة ركعتين، ليس المتردد على المساجد يكون من أهل الإيمان الكامل. وحديث (مِنْ رَأَيْتُمُوْهُ يُعْتَادُ الْمَسَاجِدِ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالإِيْمَانِ) هذا حديث ضعيف، وأخطأ من ظن أن الآية تشهد للحديث ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر﴾ لا
من الخطأ أن تقوي الحديث بمعنى الآية:
لأن علم الحديث كله قائم على هل هذا الكلام قاله النبي عليه الصلاة والسلام أم لا ؟ وإلا فالأحاديث الضعيفة الموضوعة ستجد لها شواهد في كتاب الله، عن ماذا يتكلم الحديث الضعيف والموضوع ؟ هل سيقول لك من صلَّى دخل النار، هل تريد أن يقول لك ذلك لكي يكون موضوع ومفترى، لأ، يأتي لك ثواب عمل .
(مَنْ صَلَّيْ رَكْعَتَيْنِ فِيْ أَوَّلِ رَمَضَانَ بَنَىْ الْلَّهُ لَهُ بَيْتا فِيْ الْجَنَّةِ) من تتبع هذه الأحاديث عبد الله بشرعٍ آخر ،:، فأنت تقوم تصلى ركعتين، فهذا ليس من الشرع الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام، ستكون النتيجة أن من تتبع هذه الأحاديث عبد الله بشرعٍ آخر ،.
فالحديث الموضوع نفسه ممكن تجد في كثير من الأحاديث الموضوعة شواهد في كتاب الله عز وجل :
(مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلَاتِهِ عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ فَلَا صَلَاةِ لَهُ) أو اللفظ الآخر(لَمْ يَزْدَدْ مِنَ الْلَّهِ إِلَا بُعْدا)، كلا اللفظين لا يصح هذا منكر وهذا منكر
فلا تقوي هذا الحديث بقول الله تعالي:
﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ لأ لأن الصلاة المفروضة في الآية المعرفة بالألف واللام هي الصلاة التي أمر الله بها إن أتيت بالصلاة كما أمرك على وجهها تنهاك عن الفحشاء والمنكر، وليس أي صلاه تصليها تنهى عن الفحشاء والمنكر لأ .
ثم سرد الشيخ حفظه الله قصة المصلي الذي كان يُصلي التراويح ثم يسرق..
أنا أعرف واحد حكي لي قال أنا كنت أصلى التراويح ثم أذهب للسرقة، يخرج من الجامع، يقول أنا عارف أصلي في مسجد بصلي في مسجد بيصلى إيه (مدهامتان) الله أكبر، والجماعة الذين ذهبت لسرقتهم، يصلون في ابن تيميه لمدة ساعة ونص، والعائلة كلها في الجامع وهو عارف لا يوجد أحد في البيت، أنا قلت له يا بني أنت تُذكرني بالفضيل بن عياض قبل أن يتوب كان يسرق الحجاج، فاليوم هذا السارق ذهب لصلاة التراويح، ثم يسرق بعدها، ليس أي صلاة هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، إنما الصلاة المعرفة بالألف واللام أي التي أمر الله بها على وجهها، لابد أن يكون من ثمرتها أن تنهى عن الفحشاء والمنكر أن الصلاة المفروضة في الآية المعرفة بالألف واللام هي الصلاة التي أمر الله بها إن أتيت بالصلاة كما أمرك على وجهها تنهاك عن الفحشاء والمنكر.
فلا يجوز أن يُقوى الحديث الضعيف بمعنى آية:
(إِذَا رَأَيْتُمُ الْرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالإِيْمَانِ)
لا يشهد لهذا الحديث
﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ﴾
لأن عمارة المسجد شيء، وحضورك في المسجد شيء آخر .
الذي يعمرالمسجد أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ) .
هذا الذي يعمر المسجد صح، قلبه معلق بالمساجد مثل هذه النجفة، وهذه المروحة معلقة في السقف، فكأن هذا الرجل علق قلبه في المسجد وخرج إلى الناس بلا قلب، هل يستطيع أحد أن يعيش من غير قلبه، فخرج إلى الناس وهو مستوحش يحس أنه غريب في وسطهم ويريد أن يرجع إلي المسجد يتمني أن يسمع الآذان، أول ما يسمع الآذان يترك ما في يده وينطلق مسرعاً إلي المسجد لأن قلبه متعلق في المسجد مثل النجفة، تجده دائماً مشدوداً إلى المسجد، كل راحته أن يقف ويصُّف قدميه بين يدي الله، فيكون قد فرًّغ نفسه من الدنيا، و هذا يحتاج إلى صبر ويحتاج إلى جهد يحتاج إلي دُربة، فعندما يسألك سائل يقول لك أنا واقف في الصلاة لا أخشع ماذا أفعل؟ أقول له يا بنى الخشوع ليست كلمه تُقال، أقول لك إجمع قلبك، إنس الدنيا، كيف أنسي الدنيا إعطيني شيئاً، الشيء العملي هذا لا يأتي في كلمتين، تريد تدريباً مثل أي صناعه من الصناعات، اليوم الذين يلعبون ملاكمه، وليس معني ذلك أني أقول أن الملاكمة حلال، هناك من يقول لم يعلق على أن الملاكمة حلال ولا حرام، ليس هذا موضوعنا فيتصور أنني أقول أنها حلال، من يلعبون الملاكمة والمصارعة يذهب الأول إلي الغابات ويدرِّب نفسه بالضرب في الأشجار عن طريق التقطيع بالبلطة ،إلي أن يقطع شجرة ثم يذهب لشجرة ثانية وثالثة، لأنه يريد يدرِّب نفسه ويعمل عضلات .
الإنسان العاقل إذا أراد أن يدخل في الصلاة، يستمتع بالصلاة، لا بد أن يخلِّي شيئاً من قلبه لهذه المعاني التي سنتكلم فيها ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾.
إذن كلام ابن الجوزي عندما يقول (هاهنا يبين أثر الإيمان) أن تخاف مقام الله لا في صلاة ركعتين لأن ممكن أدخل الصلاة وأخرج منها كما دخلت وللبحث تتمة إن شاء الله تعالى غدًا .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. انتهي الدرس الأول. |
|