أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: الدرس الثاني من مدرسة الحياة الأحد 15 مايو 2011, 7:13 pm | |
| الْمُحَاضَرَة الْثَّانِيَة العبودية دَرَسُنَا هَذَا الْمَسَاء سِلْسِلَة بِعُنْوَان مَدْرَسَةُ الْحَيَاة وَكُنْتُ قَدِيْماً مُنْذ نَحْو عَشْر سَنَوَات أَرَدْت أَبْتَدِئ هَذَا الْدَّرْس الَّذِي هُو عِبَارَة عَن تَجَارِب الْعُلَمَاء وَالْحُكَمَاء وَالْخُلَفَاء وَالْوُزَرَاء فِي شَتَّى أُمُوْر الْحَيَاة الُمخْتَلِفَة ، وَالَّذِي نُسَمِّيَه نَحْن بِالتَّجْرِبَة فَإِن الْتَّجْرِبَة مِن أَعْوَنِ مَا يُعِيْن الْعَبْد عَلَى تَأَمَّل الْأَحْدَاث الْجَارِيَة ، وَمَا مِن حَدَثِ مَضَى إِلَّا وَالَّذِي يَأْتِي شَبِيْه بِه مَع اخْتِلَاف الْشُّخُوْص ، إِنَّمَا يُحْتَاج الْمَرْء إِلَى تَأَمُل لَيُدْرِك الْعِبْرَة وَالْعِظَة فِيْمَا مَضَى لِيَسْتَعِيْن عَلَيْه فِي حَيَاتِه الْحَاضِرَة ,وَكَان عَلِي بْن أَبِي طَالِب قَد لَخَص بِقَوْلِه: (وَاسْتَدَل عَلَى مَا لَم يَكُن بِمَا كَان فَإِن الْأُمُور اشْتِبَاه) فهذا يوم الثلاثاء الرابع من شهر رمضان لسنة ألف وأربعمائة وثلاثين من هجرة خير من وطأ الحصى نبينا محمد- ﷺ ، وهذا هو المجلس الثاني في شرح هذه الخاطرة والتي عنونتها بعنوان:( وَيَا نَفْس جِدِّي) ، وأخذتها من كلام أبي العلاء المعري في أبيات له قال في هذا البيت:فيا موت زُر إنَّ الحَياةَ ذَميمةٌ | ويَا نَفسُ جِدِي إنَّ دَهرَكِ هَازِلُ | مَاحَكَم قَوْل إنَّ دَهرَكِ هَازِلُ؟طبعًا:( إنَّ دَهرَكِ هَازِلُ ) فيها مؤاخذة شرعية أنه لا يجوز أن نسب الدهر أو أن ننتقصه وقد قال النبي ﷺ -:" لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر " ، وفي الحديث الإلهي وفي حديث النبي- ﷺ - نهى الله عن سب الدهر:" وقال الله- عز وجل-: أنا الدهر أقلب الليل والنهار " ، لكن هي عادة الشعراء أنهم إذا ذكروا الدهر يقصدون الزمان وأهله ، فهذه الخاطرة عنونتها بهذا العنوان لأنه هذا أنسب معنيً كون تحته مثل هذا الكلام المتفرع الكثير والذي ابتدأناه أمس , يقول بن الجوزي- رحمه الله-:(اعجبا من عَارف بالله- عز وجل- يُخَالفه ولَو في تَلفِ نَفسهِ هَل العَيش إلا مَعهُ ؟ هَل الدُّنيا والآخِرة إلا لَه ؟ أُفٍ لِمُتَرَخِصٍ في فعلِ ما يَكره لِنَيل ما يُحِب ، تَالله لقَد فَاته أضعَافُ ما حصَّلَ ، أَقبِل على ما أقوله يَا ذا الذَّوق بدأ الخاطرة بالتعجب من المخلوق الذي يهلك نفسه في المخالفة والعادة أن يحرص المرء على نفسه ، كل امرئ شحيح بنفسه ، يخشى عليها من التلف ويستعمل الرخص الشرعية في بقاء نفسه ، أي لا يتلفها ، ورُّخِص له أن يقول كلمة الكفر لكي يحفظ نفسه .سَبَب نُزُوْل هَذِه الْآَيَة:كما قال تعالي:﴿ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾(النحل:106) ، نزلت هذه الآية في واقعة عمار بن ياسر مع الكافرين ، وكان عمار ضعيف البنية ، حتى أنه لما كان النبي ﷺ - يبني المسجد كان مريضًا وكان ناقهًا ، أي في فترة نقاهة ، فكان الناس يحملون لبنة لبنة وكان هو يحمل لبنتين ، لبنتين ، فجعل النبي- ﷺ - ينفض التراب عن ظهره ويقول:" يا ويح بن سمية تقتله الفئة الباغية " .فعمار كان ضعيف البنية ، فلما عذبه المشركون وأبانوا له سبيل الخلاص من هذا العذاب وهو أن يسب النبي ﷺ وما أقول ؟ قالوا: قل هو ساحر ، هو كاهن ، هو مجنون ، التي هي تهم المشركين المعلبة التي كانوا يقذفون بها النبي- ﷺ - ، فقالها عمار هو ساحر ، هو كاهن ، هو مجنون ، فلما برد جلده من هذا العذاب رجع لائمًا لنفسه كيف أقول هذا الكلام عن من أخرجني من الظلمات إلي النور ، وعن من جعل الله- عز وجل- الهداية على يديه ، ونحو هذا الكلام .ثم ذهب إلى النبي- ﷺ - ليتخلص من هذا عذاب الضمير، وقص عليه ما جري فقال النبي- ﷺ -:" يا عمار كيف تجد قلبك ؟ قال: أجده مطمئنًا بالإيمان ، فقال يا عمار إن عادوا فعد " ، وهذا حديث حسن بطرقه وشواهده ." إن عادوا فعد ": أي إن عادوا إلى تعذيبك فعد إلى سبي وشتمي .هَل يَجُوْز لِلْمَرْء أَن يَنْطِق بِكَلِمَة الْكُفْر ؟فرخص للمرء أن يتكلم بكلمة الكفر ، لكن هَل يَكْفُر بِالْفِعْل أَم لَا مَع الْدَّلِيل؟خلاف في فعل الكفر ، والصحيح: أنه لا يكفر لا بالقول ولا بالفعل إذا ألجأته الضرورة إلى ذلك ، الدليل: وفيه أثر يحتج به من يفرق في هذه المسألة ، أثر سلمان الفارسي الذي رواه الإمام أحمد في كتاب الزهد بسند ضعيف أو واهيً ، والذي هو" دخل رجل النار في ذباب ، ودخل رجل الجنة في ذباب ,قالوا كيف ذلك ؟ قال كان قوم يعبدون آلهةً ، فمر رجل فقالوا قرب لإلهنا قربانًا ، قال: لا أجد قربانًا ، قالوا: قرب ولو ذبابة ، فأمسك بحجر فقتل ذبابة فدخل النار ، ومر رجل أخر فقالوا قرب لإلهنا قربانًا ، قال: وما أقرب ؟ قالوا: قرب ولو ذبابة ، فأبى فقتلوه ، فذاك دخل النار وهذا دخل الجنة ، "فهم يحتجون بمثل هذا الأثر على التفريق بين القول والفعل في هذه المسألة .والحقيقة أن هذا الأثر لا يصح ، أولًا من جهة الإسناد وما وقع في بعض الكتب المتأخرة من نسبته إلى النبي ﷺ - فهذا خطأ لا يصح ، لأن هذا لا يُعلم به إلا موقوفًا على سلمان مع وهاء الإسناد إليه ، ثم لو صح فإن سلمان كما تعرفون كان يأخذ من كتب أهل الكتاب ، فلا يمتنع أن يكون هذا من الإصر الذي وُضع على أهل الكتاب بخلاف هذه الأمة المرحومة ، التي وسع الله- سبحانه وتعالى- عليها ، وجعل لها من الرخص ما لم يجعله لأمة من الأمم .بن الجوزي يتعجب يقول: هذا الذي يقتل نفسه بالمخالفة ، كأن يحب امرأة مثلًا ويسافر إليها ويلف الدنيا ، وبينها وبينه مسالك ومهالك ومع ذلك يستعذب ويستهون كل صعب في سبيل أن يذهب ، مع أن العلاقة في الأساس علاقة محرمة ، مثلًا رجل تزوج امرأة مغنية وكانت تغني في الكباريهات ، فلما تزوجها أنف أنها تغني في الكباريهات ، فاشترى لها كباريهًا لتغني فيه ، لأنه لا يصح أن تغني في كباريهات الناس ودفع لهذا الكباريه مائة وخمسون مليون جنيه ,المائة والخمسون جنيهًا هؤلاء كيف أتي بهم أولًا ؟ هو شاب كان عمره حوال أربعة وثلاثين سنة ، أنا أريد أن أفهم مائة وخمسين مليون اشترى بهم كباريه ، فهو لن يعيش يتسول ، أكيد هذه هي القلة التي معه ، الذي معه مائة وخمسين مليون ويشتري كباريه كيف حصل هذا المال وهو ابن أربعة وثلاثين سنة ؟، هل خلق الله كلهم بقر وهو الوحيد الذكي ؟، هو يعرف يفكر وذكى وجيد وهؤلاء الخلق كلهم لا يفهمون وليس عندهم عقل وهذه القصة .واحد آخر يتزوج امرأة وينفق في ليلة الزفاف تسعة مليون دولار ، أي خمسين مليون جنيه ، ماذا ستنجب هذه المرأة ، صلاح الدين ولا بن تيمية الزمان لكي ينفق خمسين مليون جنيه في ليلة ، ويقولون لا تحقد ولا تعمل كذا ولا كذا ، وأربعين سنة خدمة ويخرج في آخر المدة كله الأساسي له ستمائة جنيه ، فاليوم لما يكون هذا الإنسان الذي جمع كل هذا المال ، لا شك أن جمع المال فيه مهالك ، دونه خلق القتاد أحيانًا ، يلف الدنيا كلها ويدع الناس يطئون خده ويعمل فيها كل حاجة في سبيل أن يجمع هذا المال ، ثم لا يمتنع أن ينفق المال على ما حرم الله سبحانه وتعالي .في الوقت الذي لو ندب فيه أن يهلك نفسه لله لأتي بالآيات ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ، مع أنه يدعى أن يقتل في سبيل الله تعالى للجهاد مثلًا ، لا يشح بنفسه ويأتي بالآيات لكي يتقي هذه المسألة ، مع أنه لو أهلك نفسه في الله لكان رابحًا .يقول بن الجوزي: إن مَوتَ الخَادم في الخِدمَةِ حَسنٌ عِند العُقَلاء .لماذا ؟ لأنه في الخدمة لأنه يخدم سيده ومالكه ، أي هو يعمل وربنا سبحانه وتعالي يقول:﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾(النساء: 66-68) الآية واضحة كال شمس اقتل نفسك أو أخرج من دارك ، لا يعملها ، لكن هنا يسيره هواه .يقول بن الجوزي- رحمه الله-: وهَل العَيش إلا مَعه – تبارك وتعالي-ُ ؟ هَل الدُّنيا والآخِرة إلا لَه ؟أي أن المرء لو استعمل الأسباب الشرعية وأطاع مالك الدنيا والآخرة لا يضيعه ، واليوم كيف يدال على الرسل ؟ ، هذا سؤال بعض الناس يسأله .كَيْف يُدَال عَلَى الْرُّسُل ؟يدال أي كيف يهزمون ، كيف الأنبياء يخرجون من ديارهم ، وبعضهم يقتل ، والنبي ﷺ - خرج خائفًا ، خرج مهاجرًا من مكة إلى المدينة ، ويختبئ في الغار وغير ذلك ، وأولياءه يذبحون ويقتلون ويشردون ، كيف يُدال على الرسل وعلى أتباع الرسل ؟يقول بن القيم- رحمه الله- كلامًا معناه أنهم لو انتصروا بصفة دائمة لوقع في نفوسهم العُجب ، ولو هُزموا بصفة دائمة لساء ظنهم بربهم ، فإذًا يُدال عليهم وينتصرون فتكون المسألة سجال مرة هكذا ومرة هكذا ، لأنه لو هُزم بصفة مستمرة ، فأنا أٌول إذا كان الحق معي والله- عز وجل –أنزل الكتاب وأرسل الرسول ، والحق معي ، وهذا الحق هو محبوب الله- عز وجل- ، ومع ذلك لم ينصره في موطن قط ، فحينئذٍ يُساء الظن ، وأنت تعرف الإنسان كفور بطبعه وصاحب ظن أيضًا ، وقد يكون صاحب ظن بربه- سبحانه وتعالي- .فيُدال على الرسل مرة ويُدال علي غيرهم مرة ، حتى تنفذ سنة الله- عز وجل- التي لا تتخلف ولا تحابي أحدًا من الخلق ، الذين يعيشون مع الله- عز وجل- يستحضرون ذكره ويتفكرون في آلائه هم أسعد الخلق .وعبر سعيد بن المسيب:- رحمه الله- تعبيرًا جميلًا عن هذا فقال: ( إنا في سعادة لو علم بها ملوك الأرض لجالدونا عليها بالسيوف) والتي هي راحة البال﴿ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ﴾(محمد:5) ، راحة البال ، لا يكون عندك هم ولا غم ، وتعتقد أن الله ناصرك ، مِن الْلَّفَتَات الْجَمِيْلَة: أن الإمام البخاري- رحمه الله- بدأ صحيحه بحديث وأنهاه بحديث ، بدأ صحيحه بأنما الأعمال بالنيات ، للدلالة على أن كل الأبواب التي ستأتي بعد هذا الحديث لا تُقبل إلا بنية .فيكون من أول إنما الأعمال بالنيات داخل في كتاب بدء الوحي ثم في ، الإيمان ، كتاب العلم, كتاب الوضوء والصلاة والزكاة والجنائز والبيوع والطلاق والجهاد والنكاح ، كل هذه اسمها الأحكام الشرعية ، آخر حديث في صحيح البخاري حديث أبي هريرة:" كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ،"مَا هِي اللَّفْتَة الَّتِي يَقْصِدُهَا الْبُخَارِي ؟يريد أن يقول: أن المعنى هذا يُترجم في ماذا ؟ ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾(العنكبوت:45) ، هذه الآية تلخص مقصد البخاري﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ ، هذه الصلاة تمثل الأحكام الشرعية ، وإتباع الأحكام الشرعية والحلال والحرام ينهى عن الفحشاء والمنكر ، لكن الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر أكثر من الأحكام الشرعية الذكر لذلك الآية:﴿ِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ أكبر من الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكرالْذَّكَرَ هُوَ عِبَادَةُ الْقَلْبِ:لأن الذكر هو عبادة القلب ، وهناك حديث موضوع أنا لا أحتك به على أساس أنه حديث ، لكن سآخذ منه جملة كأنها كلام لبعض الناس الحديث الذي هو:" إني والإنس والجن في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري ، أرزق ويشكر سواي ، خيري للعباد نازل وشرهم إليَّ صاعد ، أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم ، يتبغضون إليَّ بمعاصيهم وهم أحوج ما يكونون إليَّ ،." أهل ذكري أهل محبتي" هذه الذي أن أريد أن آخذها ليس من الحديث لا لأنه حديث وأنا قلت لكم أنه حديث موضوع .لكن الذكر عبادة القلب ، وأهل الذكر شامة بين الناس ، أهل الذكر الذين هم أهل الإحسان .مَرَاتِب الْدِّيْن ثَلَاثَة:التي تعرفونها حديث جبريل- عليه السلام- الإسلام والإيمان والإحسان ، اعتبر هذه الدوائر الثلاثة كالهرم ، الدائرة التي تحت هي أوسع قاعدة وهي الإسلام ، ثم الإيمان ، ثم الإحسان ، لو أتينا من تحت لفوق ، الإسلام هو الأوسع من جهة أهله أم من جهة نفسه ؟ .لا أوسع من جهة نفسه ، لماذا ؟ لأن أغلب الناس مسلمون ، ثم أهل الإيمان أقل ، ثم أهل الإحسان أقل ، فلو أتينا من رأس الهرم ونحن ننزل ، الدائرة الصغرى الإحسان ؟، فهو أعم من جهة نفسه أخص من جهة أهله وأنا عكست في المرة الأولى ، الإحسان أخص من جهة نفسه ، بمعنى أعم من جهة نفسه بمعنى: كل محسن مؤمن ومسلم ، وليس كل مسلم مؤمنًا فضلًا على أن يكون محسنًا ، فيكون الإحسان من جهة أهله أقل.تَعْرِيْفُ الْإِحْسَان: كما عرفه النبي ﷺ:" أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ، فالعبد إذا كان يعلم أن الله- عز وجل- ينظر إليه ويراقبه ، وقدر له أن يراه الإيمان يعضل في قلبه لدرجة أنه كأنه يراه ، في حديث أبي هريرة لما سأل الله- عز وجل- جبريل- عليه السلام- عن هؤلاء الذاكرين فقال:" هل رأوني ؟ قال: لا يارب ، قال: كيف لو رأوني " ، فهذا قاعد لا يرى الله- عز وجل- ، إنما يستحضر عظمته ومقامه وخشيته في قلبه فيحمله هذا على الذكر لله- عز وجل- وهو لم يره فكيف لو رآه ، قال:" لازدادوا لك حمدًا وتسبيحًا "،" ماذا يطلبون ؟ الجنة هل رأوها ؟ قالوا: لا ، قال: كيف لو رأوها ؟ ".الانْشِغَالِ بِالْذِّكْرِ يَمْلَأُ الْقَلْبِ عَنْ كُلِّ مُرَادُ مَنْ الْخَلْقِ:فلو أن رجل استطاع أن يستحضر مقام الله - عز وجل - في قلبه ويأخذ الإيمان من الآيات والأحاديث التي وصلت رب العزة- تبارك وتعالي- ، ولم يحرف أسمائه ولا صفاته وأخذها كما أخذها النبي ﷺ والصحابة والمسلمون التابعون بإحسان من بعده ، تصور أن هذا الرجل إذا رأي ربه أو علم أن ربه يراه ، فانشغل بذكر الله- تبارك وتعالي – فهذا يملأ قلبه عن كل مراد له من الخلق .فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيْش لِرَبِّه - تَبَارَك وَتَعَالَي - ذَاكِرا لَه حَصَّل قُبَّة الْإِسْلَام:، لذلك كما ذكرت قبل ذلك جعل النبي- ﷺ مكان دعاء الكرب الثناء علي الرب- تبارك وتعالي- ، أنت مكروب وتقع في مشكلة فانشغلت بالثناء علي الله عن طلب حاجتك تقول: يارب أنا في مشكلة خلصني من المشكلة مثلًا ، لا انشغلت عن مصلحتك وعن حظ نفسك بالثناء علي ربك .دُعَاء الْكَرْب هُو: " لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض وما بينهما ورب العرش الكريم " عندما سئل سفيان بن عيينة أن هذا ليس بدعاء إنما هو ثناء فأنشد بأبيات عبدالله بن جدعان ، أمية بن أبي الصلت لعبدالله بن جدعان التي فيها: قال :أأذكر حاجتي أم قد كفاني | حياؤك إن شيمتك الحياء | إذا أثني عليك المرء يومًا | كفاه من تعرضه الثناء | هذا مخلوق وقد كفاه الثناء فكيف بالله- عز وجل- في الحقيقة أن هذه الصورة صورة بهية للغاية وأنا لم أري أحدًا في محفوظي من الشعر وقراءاتي وصف أحدًا مثلما وصف أمية بن أبي الصلت عبد الله بن جدعان .لأنه يقول له:أأذكر حاجتي أم قد كفاني | حياؤك إن شيمتك الحياء | من المفروض أن يستحي الذي يمد يده بالأخذ أم الذي يمد يده بالعطاء ؟ الذي يمد يده بالأخذ هو الذي يستحي من المفروض ، أي وهو يأخذ يضع وجهه في الأرض ويستحي من نفسه ، لا الصورة انعكست ، من المكسوف ؟ الذي يعطي هو الذي عنده حياء ، أي يقول خذ والله هذا ليس قدر المقام كان نفسي أن أعطيك أكثر من هذا مثلًا ويكون متعثر في أذياله ، ولا يستطيع أن يفعل شيء هذا هو معني الكلام .أأذكر حاجتي أم قد كفاني | حياؤك إن شيمتك الحياء | إذا أثني عليك المرء يومًا | كفاه من تعرضه الثناء | لكن ربنا يخليك ، ربنا يبارك فيك ، ربنا يخليك لنا أول ما يقول هاتين الكلمتين فليس محتاج أن يقول والله أنا محتاج قرشين أو محتاج تعطيني شيء ، مجرد فقط أن يثني عليه فكيف بالله- عز وجل- وهو يعلم حالي ، ويعلم أنني في ورطة وفي كرب وغير ذلك ومع ذلك شغلت لساني وقلبي بالثناء عليه- تبارك وتعالي- ، وتسبيحه وتحميده فليس العيش إلا معه - تبارك وتعالي- .أَيْسَرُ أَجْيَالٍ الْإِسْلَامِ جِيْلٍ الْصَّحَابَةِ:لذلك إذا نظرت إلي جيل الصحابة لا تري الإسلام أيسر مما كان في جيلهم لا عقد ، ولا مشاكل ، ولا صعوبة ، إنما تشعر بالصعوبة البالغة إذا نزلت إلي صغار التابعين وأنت نازل ، عندما ظهر الصعق والخرق وغير ذلك في عُباد البصرة والكوفة وبدأت المسائل تتعقد ويعقدونها بالألفاظ لدرجة أنك تشعر أنك تريد أن تفك الألفاظ ، أنظر عندما ننزل تحت ونري أبو إسماعيل الهروي صاحب منازل السائرين التي شرحها بن القيم ، منهي التعقيد . أنت لو بن القيم لم يشرح هذه القصة ، أنت لن تفهم ولا كلمة ، هل القصص هكذا ؟ هي السلوك والمنازل وهذا الكلام بهذا التعقيد ؟ لا ، ليست بهذا التعقيد اطلع لفوق لجيل الصحابة وغير ذلك تجد هؤلاء الذين كانوا أولياء الله حقًا .تُرِيْد أَن تَعْرِف الْعَيْش مَع الْلَّه ؟كان مع هؤلاء منتهي اليسر ومنتهي البساطة لا تشعر كما قلت بأي نوع من أنواع التعقيد . يمكن من أعقد العبارات أو الكلام الذي قرأته مثلًا عن الصحابة كلام انس بن مالك - رضي الله عنه - عندما قال في الحديث الذي رواه البخاري موقوفًا عليه قال:" إنكم لتعملون أعمالًا هي أدق في أعينكم من الشعرة كنا نعدها زمان النبي- ﷺ - من الكبائر " يمكن هذا من أشد ما وقفت عليه ، وهذه لها تأويل واسع جدًا وإن المسألة إنما خرجت بلسان أهل الورع ولم تخرج بلسان الحلال والحرام .لأنه لا يوجد كبيرة علي زمان النبي ﷺ ممكن أن تكون أدق من الشعرة ، لأن تعريف الكبيرة معروف ، لكن أهل الورع يستعظمون جدًا ما ينتعش به أهل الجواز أهل الجواز أي الذي هو جائز ، أهل الحلال والحرام.فَالَدُّنْيَا إِنَّمَا يَخِف مَكُرُوبِهَا وَكَرَبُّهَا بِذِكْر الْلَّه- سُبْحَانَه وَتَعَالَي - ، وهو- سبحانه وتعالي- مالك الدنيا والآخرة ، ربما أعطاك فضللت فحجب عنك لأن النبي- ﷺ قال لنا وقوله الصدق: " إن الله- سبحانه تعالي- ما من داعي يدعو ربه- عز وجل- إلا أعطاه إلا أن يدعو بإثم ، أو قطيعة رحم " ، وقال الله – عز وجل -:﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾(غافر:60) .أَسْتَجِبْ لَكُمْ: أي في المعروف ، لا يكون بقطيعة رحم ولا إثم ، وهذا وعد من الله- عز وجل- أن يستجيب ، أنا دعوت ربي- عز وجل- أن يرزقني ولدًا وأمرغ وجهي في التراب ليل نهار اللهم أرزقني ولدًا ، ومع لك لم يرزقني ولدًا ، فما هو الحل ؟ لماذا ؟ أهل الإيمان يقدر أنه ربما رزقه بولد فأشقاه ، ليس من اللازم أن يكون شقي ، لكن ينزل فيه الأمراض كلها ، ينزل أصم ، ينزل أعمي ، ينزل مخدر الأطراف ، فيه الأمراض كلها ، ألف الكرة الأرضية لكي أبحث له عن علاج وأصرف وأستلف ولم أستمتع بالولد .إنما دائمًا أبكي عليه ، طلعت بنت عمياء ، البنت ستتزوج ، لو كان ولد ماشي الحال لكن بنت وعمياء ، اليوم البنات وصلوا الأربعين سنة ولم يتزوجوا السوق راكدة تمامًا وواقفة ، المطلقة يكون محكوم عليها بالإعدام ، من الذي سيتزوج مطلقة ؟ الأبكار كثيرون ، ولا يوجد أحد يتزوج ، وعندما يريد الشاب أن يتزوج ويعيش علي الحديدة ، ووسادة حشوها ليف يريد عشرة آلاف جنية . عشرة آلاف جنية علي أساس أنه سيأتي بخاتم من حديد ، ويعيش علي الأرض كتمهيد للسجن يعيش وهو ينام في الخط ويحتاج عشرة ألاف جنيه ، اليوم لو وجد له وظيفة بكم سيوظف ؟ ثلاثمائة جنية وطبعًا أنا متفائل لا أريد أن أجعلها ظلام ، ثلاثمائة جنية ، لو أراد أن يعيش ويشد الحزام علي الرابع ويوفر من الثلاثمائة جنية كم سيوفر ؟ ، لو افترضنا أنه يعيش في بيت أبيه لا أقول يؤجر سكن ، أنت تعرف السكن اليوم يبدأ من ستمائة وأنت طالع هذا عندنا لا أعرف في البلاد التي تركب الأفيال بكم ؟ .لكن عندنا خمسمائة وأنت طالع لو نزلت ناحية مصرف الكصرف هذا تجدها ثلاثمائة أو ثلاثمائة وخمسين ، هذا لو افترضنا أنه سيوفر مائتين جنية من مرتبه لكي يتزوج سيحصل علي العشرة آلاف في كم ؟ أظن لا يوجد زواج . المائتين جنيه في الشهر ، أي ألفان وأربعمائة جنيه في السنة ، فهو يحتاج كم سنة لكي يجمع عشرة ألاف جنيه ، سيكون غول الأسعار بلع القيمة الشرائية للجنيه ، وأنت تعرف الآن أن الجنيه عندنا كان زمان الجنيه المصري يشتري ثلاث جوالات جنيه من عملة السودان ، الآن الجنيه السوداني يعادل ثلاثة جنيه مصري ، السودان حاليًا الدخول لها طبعًا سيكون بالفيزا حاليًا لأنها منجم ذهب ، سواء كانت من الثروات أو من الأراضي المزروعة , أو من اليورانيوم الموجود فيها , أو من احتياطي البترول الذي اكتشفوه فيها ، والصراع ، وقصة دارفور القصة الغبية المعروفة هذه كلها ، صراع علي اليورانيوم , الذي الصين وفرنسا وضعوا أيديهم عليها والذي هو عصب القنبلة النووية ، وهذا موجود بكثرة جدًا في السودان .اليوم لما أنت محتاج كم سنة ؟ قرابة خمس سنين تقريبًا يكون العشرة ألاف القوه الشرائية أصبحت سبعه ألاف ، اشتغل ودور في ساقية ، تعمل في الساقية وفي الآخر كله يقل ويقل وتسلم أمرك لله ، اليوم الدنيا كاسدة تمامًا ،.إِذَا أَرَاد الْعَبْد أَن يَنْجُو مِن هَذِه الْدُّنْيَا عَلَيْه أَن يَعْتَمِد عَلَي الْلَّه- عَز وَجَل- بِقَلْبِه ، هو مالك الدنيا والآخرة . فإذا منعك حُسن الظن يقتضي أن أقول: إنما منعني ليرحمني مثلما قلت لك البنت هذه ممكن أن تكون بنت عمياء لا أحد يتزوجها ، وأنت تموت وفي نفسك غصة لمن ستترك كوم اللحم هذا ؟ من الذي سيعتني بها إذا أنا مت ؟ لدرجة أن هناك بعض الناس في ديوان الحماسة بعض مقطوعات الشعر رجل يتمني موت بناته لأنه يخشي عليهن من العم الذي لا يرحم ، ومن الغريب الذي لا يرحم ، فكان يتمني أن تموت البنات في حياته ، والأشعار في الحقيقة لست مستحضرها ، لكن الأشعار تفتت الكبد وهو صعبان عليه البنات وينظر إليهم ماذا يفعلن من بعده ؟ . الْفِرَق بَيْن الْمُتَعَلِّقِيْن بِالْشَّرْع وَالمُتَسَخَطِين فِي قَبُوْل الْقَدْر:فأهل الذين: يتعلقون بالشرع يقولون هذا من رحمة الله بي أنه لم يرزقني ، إنما المتسخط:يقدر دائمًا الخير ويقدر أنه سيصله بلا أي تعب ، ولذلك يقدر فوات حظه ويندب نفسه .الْدُّنْيَا وَالآَخِرَة لِلَّه- سُبْحَانَه وَتَعَالَي - إِذَا قُمْت بِالْعُبُوْدِيَّة كَمَا يَنْبَغِي أَعْطَاك مَا يُصْلِحُك لَا مَا تُرِيْد ،: وهذا ما ينبغي أن يتفطن المرء إليه ، أعطاك ما يصلحك لا ما تريده لأن المرء قد يريد تلف نفسه ، والجماعة أصحاب قارون عندما خرج وقارون أراد أن يستفزهم بعدما نصحوه أنتم يا غجر ستنصحونني ؟ وتقولون لي ؟:﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾(القصص:77) أنا سوف أعرفكم جميعًا .فركب مركبه وأمامه الحراس ومن خلفه والموكب المهول وخرج علي قومه في زينته ،يريد أن يكسر قلب المؤمنين ، ويكسر قلب الفقراء ، أهل الدنيا الذين يتعلقون بالدنيا خرجوا علي الصفين لكي يتفرجوا علي قارون ، وكل واحد في نفسه يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون ، أمه دعت له إنه لذو حظ عظيم ، هذا هو الذي يعيش لكن نحن الذين نعيش في الجحور وسنظل في الجحور ، مكتوب علينا الشقاء في الدنيا والآخرة أيضًا ويندبون حظهم ، أهل العلم أهل البصر قالوا لهم: ويلكم .الْفِرَق بَيْن مَوْعِظَة أَهْل الْعِلْم لِقَارُوْن ، وَمَوْعِظَة أَهْل الْعِلْم لِلْعَوَام: يتبع إن شاء الله... |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الدرس الثاني من مدرسة الحياة الأحد 15 مايو 2011, 7:23 pm | |
| الفرق كبير بينهم أهل العلم عندما كلموا قارون ماذا قالوا له ؟:﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾(القصص:77) ، الشاهد من الآية: أنظر كيف يطلعون شدتهم أتت في الآخر وأتت قليلة ، فلم يقولوا له: يا مفسد ، لا ترقوا من الرقة الشديدة إلي النفس القوي:﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ فلماذا ترفقوا به ؟ متعجرف ، ولا يريدون أن يحركوا مارد الكبر الذي يقبع بين جنبيه فيتلطفوا به ، إنما العوام: أول ما أهل العلم تكلموا قالوا لهم: ويلكم ، أي بدئوا بالشدة مع العوام لأن العامي يرعوي ليس لديه شيء ، ثم بعد ذلك العامي إذا خوفته يخاف لذلك الإمام سفيان الثوري والإمام أحمد قال: الأحاديث التي وردت فيها تهديد وشدة اتركها كما هي : لا تؤلها إذا أولتها فقدت شدتها ، واحد لا يصلي لا تقول له: يا أخي النبي- صلي الله عليه وسلم- يقول: تارك الصلاة كافر أي نعم كفر دون كفر ، ضيعت القضية .لأنك عندما تقول: كفر دون كفر ، وطلعته في الآخر مسلم وتقول: إذا جحد فهو كذا وإذا لم يجحد فهو كذا ، إذا تركها كسلًا ، فأنت في الآخر طلعته مسلم سيقول لك: نحن الحمد لله مؤمنين لا نصلي صحيح ، لكن الحمد الله العيشة معدن ، وربنا سيكرمنا إن شاء الله تمام ، جعلته في الآخر مسلم ، فما الذي سيحركه وسيزعجه أنه يصلي ، لا ، قل له: تارك الصلاة كافر واتركه يأخذها كافر مثلما يريدها ، لا تفصل في هذه المسألة ، لماذا ؟ لأنك إذا فصلت في مسائل الوعيد ضعف الوعيد في أذن المستمع فاتركها كما هي . فَأَهْل الْعِلْم أَوَّل مَا بدِأوا بِالْعَوَام بدأوا بِالْشِّدَّة وَلَم يَبْدَءُوا بِالرَخَاوَة:﴿ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ﴾(القصص:80) . المهم الجماعة الذين يقولون أمه دعت له ماذا قالوا ؟﴿ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ ﴾ العملية ليست جد أيضًا أي حتى كلمة (كَأَنَّ) هذه تشعر أن العالم هؤلاء حتى الإيمان ليس في قلوبهم راسخ وجامد ، مثلما يكون صح ، مثلما يكون ربنا يفرق أيضًا ، يريدون أن يقولوا هكذا:﴿ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا ﴾. فلا يعرف إن هذا رحم إلا بعدما يري عبرة غيره ، أهل الإيمان ليسوا هكذا أهل الإيمان لا يفعلون هذا أبدًا ، لذلك إذا ابتلي المرء بلاًء علي قدر ما عنده من الإيمان إذا كان إيمانه قويًا فيحسن الظن بربه وأنه ما فعل إلا لخير ، وأنا لا أدري ما تحت شراك نعلي من الخير والشر ، وكم من إنسان يدعو الله لتلف نفسه وهو لا يدري ، فلذلك إذا علمنا علمًا يقينيًا ليس نظريًا أن الله- عز وجل- هو مالك الدنيا والآخرة فالإنسان ينظر إلي أفضل ما يرضي ربه- عز وجل- ويفعله . ساعات بعض طلبة العلم مثلًا يقول لك ، يترك الثغر خاليًا في مكانه في بلده ويقول: أنا سوف أسافر للخارج لكي أحضر لي قرشين أقتات بهم ويكون معي مالية وأقعد أدعو إلي الله- عز وجل- ، لكن يكون معي فلوس ، أكثر الذين قالوا هذا من تلامذتي ومن تلامذة غيري من المشايخ الذين أعرفهم ، ذهب ولم يعد ، عندما رجع وجد الأولاد الذين كانوا يجرون وراء عربات الرش في الشوارع هم المشايخ . هو تركه طفل عنده أربعة سنين طلع بالخارج لكي يأتي بالدنيا وترك الثغر خاليًا وكان الثغر في أشد الحاجة إليه في ذلك الوقت ، رجع بعد عشرين سنة ، وفيه ناس لم يرجعوا حتى الآن ، ويبتلي ولا يعرف حقيقة البلاء إلا بعد ما يجربه ، هو خرج الأول متخفف ، وهو عندما كان موجود هنا كان موظف يأخذ له ثلاثمائة أو أربعمائة جنية ، لا أبوه يطلب منه شيء ، ولا أمه ، ولا أخوه ، يقول: كفاية يأكل بهم عيش فقط الله يكون في عونه . أول ما ذهب إلى الخارج أصبح هو وزير المالية ، متصورين أنه يجد الفلوس في الشارع ، أرسل يا بني نريد أن نبني البيت ، يرسل ، بنينا البيت بعد ذلك نريد أن نبني الدور العلوي شقتين لك ولأخوك أرسل ، طبعًا كل هذا بسنوات ، وبعد ذلك الحاج علي عنده قيراط جنب أرضنا نريد ربع قيراط أرسل ، اشتري الربع قيراط ، في أثناء المدة هذه كان له أولاد بنات ، والبنت وصلت ثلاثة عشر وأربعة عشر سنة نريد أن نجهز الأولاد . أنا بعد العمر هذا كله عشرين سنة أرجع أيد وراء وأيد في الأمام ابني البيت في الأراضي ، وأشتري ربع فدان وفي الآخر لا أعرف أن أجهز أولادي طبعًا هو لو يريد أن يرجع زوجته لن تسمح له أن يرجع ، لماذا ؟ من أين سنجهز الأولاد ؟ خلينا واقعيين وهو طبعًا مع طول المقام تبلد ونسي ، العلم يريد حرث لابد أن تثير الأرض أول ما تترك العلم أسبوعين ، ثلاثة ، شهرين ، ثلاثة تشعر أنك تجمدت ، لا هذا ظل عشرين عامًا وفي الآخر يرجع يد وراء ويد في الأمام وكأنك يا أبو زيد ما غزيت مثل ما نقول في الأمثال . لو كان بقي يحرث دين الله- عز وجل- ويبذل نفسه ويعلم الناس ما هو العالم الذين لم يخرجوا عندهم أكثر منه ، مثل بعض إخواننا الذين كانوا زملائي أيام الثانوي ودخلوا كلية طب ، وأنا لم أحصل على مجموع حلو وذهبت لكلية ثانية، وكنت أتمني أن أكون طبيبًا ، طلع بعض زملائي أنا إلي السعودية ، وإلي الإمارات والكويت ، وغير ذلك ، رجع بعد عشرين سنة في الغربة رجع ببعض الملاليم، افتتح عيادة الذين لم يخرجوا وجلسوا هنا لديهم فلوس مثله ، لكن لهم اسم .عيادتهم زحمه والناس كثيرة عنده ، لا صاحبنا جاء وفتح العيادة وعمل اللافتة وجلس لا يجد أحد ، فيشتكي لي فيقول لي خذوا فلوسي وهاتوا لي زبائن ، أريد أن أمارس الطب ، أريد أن أشعر أنه طبيب ، القصة ليست قصة نقود ، اكتشف القصة هذه بعد كم سنة ؟ بعد عشرين سنة ، ليس له اسم ، الذي تخرج الآن من كلية الطب منذ خمس ، أو ست سنين له اسم عنه ، وانظر هو قديم ويعتبر قديم مثلًا . الْلَّه عَز وَجَل يَحْمِل هَم الْدَّاعِي إِلَيْه:الإنسان إذا رزقه الله- سبحانه وتعالي– البصر في أي منحل من مناحل الحياة لاسيما في الدعوة إلي الله- سبحانه وتعالي - ، لا تخرج ستجد الدنيا مفتوحة لك ، كيف هي مفتوحة ، أنا كيف أعيش أنت تستغرب ، أنت كيف تعيش أنت تستغرب ، لماذا ؟ الله - عز وجل - يحمل الداعي إليه ، لا يمكن الفرد مهما يفرغ نفسه ، لا أقول فرغ نفسك وتسول من الناس لا ، تعمل أيضًا عملًا وأهل العلم لهم مجال يتكسبون منه تحقيق الكتب ، وتاريخ الكتب ، والمخطوطات وغير ذلك منجم ذهب لكن يريد واحد جواهرجي هو الذي يعمل في هذا . فَالَدُّنْيَا وَالْآَخِرَة لِلَّه- سُبْحَانَه وَتَعَالَي - فالذي يبذل حشاشة نفسه لربه- سبحانه وتعالي- ويقف علي الطريق دالًا عباد الله- عز وجل- إلي الله- سبحانه وتعالي- من الطريق السلفي الصحيح الذي كان مذهب القرون الثلاثة الأول فإن الله- سبحانه وتعالي- لا يضيعه . فَالَّذِي يَعْتَقِد اعْتِقَاداً عَمَلِياً وَلَيْس نَظَرِياً أَن الْدُّنْيَا وَالْآَخِرَة لِلَّه لَا يَشْقَي أَبَدا:يقول بن الجوزي- رحمه الله-: ( أُفٍ لِمُتَرَخِصٍ في فعلِ ما يَكره لِنَيل ما يُحِب ، تَالله لقَد فَاته أضعَافُ ما حصَلَ ) هو لا يقصد الرخصة الشرعية هنا ، أُفٍ لِمُتَرَخِصٍ ، لا . الرخصة الشرعية التي هي بخلاف العزيمة ، أي هو ما أباحه الله- سبحانه وتعالي- مما كان أصله محرمًا وبقي علي تحريمه إلا لعلة ، أي أنا ترخصت ، لماذا ترخصت وتركت والعزيمة ؟ لماذا أكلت الميتة والدم ؟ لأني سأموت ، الشافعية لهم تقسيمات للرخصة يقولوا: أكل الميتة للضرورة هذه رخصة واجبة ، بخلاف العزيمة لا ، بعض العلماء يقولوا: لا ، هي العزيمة نفسها ، أي أكل الميتة في حال الضرورة عزيمة ، إنما صارت رخصة في مقابل الحكم الأصلي . مَا حَكَم الْأَخْذ بِالرُّخْصَة الْشَّرْعِيَّة مَع الْدَّلِيل ؟فالرخصة الشرعية مندوب إليها والذي يفعلها يفعل شيئًا أحبه الله- سبحانه وتعالي- الدليل: كما في الحديث: " إن الله يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه " وربنا سبحانه وتعالي لما عمر بن الخطاب قرأ قوله تعالي:﴿ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾(النساء:101) ، فعلق قصر الصلاة بالخوف ، أي﴿ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴿﴿ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ﴾ فلا جناح عليكم أن تجعلوا الرباعية ثنائية أن تقصروا من الصلاة . فَعُمَر بْن الْخَطَّاب: قَرَأَهَا قِرَاءَة رَجُل عَرَبِي ، إِذ عَلَّق الْحُكْم بِعِلَّتِه فقال:" يا رسول الله ما بالنا نقصر وقد أمنا ؟" لأن مفهوم المخالفة ودليل الخطاب من الآية: فإن لم يحصل لكم خوف من الذين كفروا فأتموا الصلاة ، أليس هذا معني الكلام ؟ فعمر بن الخطاب عندما استحضر دليل الخطاب في المسألة سأل النبي ﷺ - هذا السؤال "، ما بالنا نقصر وقد أمنا ، قال - ﷺ -: صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته " . فالذي يتصدق عليه ربه- عز وجل- فيرد صدقته ماذا يكون شكله ؟ أنت تعرف الملوك لو واحد رد هدية الملوك يضربوا رقبته ، المتوكل عندما رفع المحنة محنة خلق القرآن ، وأنتم تعرفون محنة خلق القرآن بدأت من آخر زمان المأمون واستفحلت في زمان المعتصم ، واستمرت في زمان الواثق ، ثم جاء المتوكل فرفع هذه المحنة وأحيا منار السنة ، ورفع علماء السنة ، وكان من جملة الذين رفعهم الإمام أحمد لأنه سيد الموقف في مسألة خلق القرآن ، أو أشهرهم ، مع أئمة صالحين فضلاء ثبتوا علي قولهم وعذبوا ، ومنهم من قتل ، ومنهم من مات . فالمتوكل أرسل إلي الإمام أحمد هدية ، أرسل له مال ، أحمد- رحمه الله- لم يكن يقبل جوائز السلاطين ، فلما ردها فقالوا له: إن عطية الملوك لا ترد ، عيب لما أمير المؤمنين يمد يده بمبلغ وتقول: لا ، هذه عند الأئمة هؤلاء سوء أدب ، وقلة ذوق ، وممكن أن تعرضه للعقوبة ، وهؤلاء ناس من أهل الأرض أي يطلع ، ينزل ماذا لديه ؟ كل واحد عنده عزبة يعملها دولة ويعمل حدودي وحدود غيري ، وإذا أخذت سنتيمتر مني سأقتلك وغير ذلك كما حدث في قصة مصر والسودان ، والسعودية وقطر ، والمغرب وموريتانيا حرب حدود . يقولوا: هذا حمي الملك أليس النبي ﷺ يقول: " إن لكل ملك حمي " ، حمي الملك حدودي لا أحد يقرب مني ، فكل واحد حتى عنده عزبة ، فيه بعض الدول عرضها ستين كيلوا طولها مائة وثمانين كيلو ، الطائرة أول ما تقلع تدخل في المجال الجوي للدولة الثانية ، أي إذًا لا يوجد مجال جوي أصلًا ، أول ما تطلع ويقولك دولة ولا نعرف أن نكلمه ثلاث كلمات ، فأي واحد من هؤلاء إذا كان رئيسًا ، أو إذا كان أميرًا أو غير ذلك يقول عطاياي لا ترد ، الذي يقبل العطية مرة أخري بعدما يعطيها هذا تدخل عند الملوك هؤلاء في باب الخسة . أنا أشبهها عند الملوك بقول النبي ﷺ -:" ليس لنا مثل سوء العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه " ، فهذا إذا كان عرف جاري عند ملوك الدنيا فَكَيْف بِمَلِك الْدُّنْيَا وَالآَخِرَة عِنَدَمّا يَتَصَدَّق عَلَيْك بِصَدَقَة تَرُدُّهَا ؟ ؟ لذلك كان القصر في الصلاة أحب إلي الله- عز وجل –أنظر:" صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته " ، صح أن قصر الصلاة يدخله الفقهاء والعلماء في الرخصة المستحبة ، قصر الصلاة ، يقول لك: يجوز لك أن تتم ويجوز لك أن تقصر ، لكن على أي حال الرخصة الشرعية محبوبة إلى الله- عز وجل- وليس هي التي يقصدها بن الجوزي ، إنما بن الجوزي يقصد المتُرخص أي الذي يتتبع الرخص ضد الشرع ، إنما سميت رخصه لأنها على خلاف قانون الشرع ، لأن أصل قانون الشرع هو العزيمة ، حتى في الرخصة الشرعية الأصل هو العزيمة ، ثم جاءت الرخصة تخفيفًا من الله- عز وجل- عن عباده لما أشبهت إتباع الهوى الذي يخالف الشرع ، أشبه مخالفة العزيمة فأسماها رخصة من باب التسمية ليس أكثر ، ولا يجوز أن يطلق عليها رخصة . فالذي يتتبع الرخصة كأن تحدثه نفسه مثلًا ، أنه يجوز أن أدخل في عمل مختلط ، وأنني أدعو النساء إلى الله- عز وجل- ، إذ النبي ﷺ - كانت في الجارية تأخذ بيده وتمشى به في شوارع المدينة فلا ينزع يده من يدها ، يقول لك: أنا لن أضع يدي في يدها كل الذي سأقوله أنني أقول لها: اتق الله وارتدى الحجاب ، واقرئي القرءان .ولو عندك أي سؤال فقهي أنا جاهز ، هل في ذلك خطأ ؟ ليس هناك خطأ ، والدعوة إلى الله- عز وجل- تشمل الرجل والمرأة ، وأنتم عارفين الحدوتة والحكاية وتبدأ القصة هكذا ، ثم في الآخر والله زوجي تعبني جدًا ولا أعرف ماذا أعمل معه ؟ والله أنا أيضًا امرأتي تحتاج لضرب النار ، ولا أدرى ماذا حدث للنساء ، وهي تقول وأنا لا أعرف ماذا حدث للرجال في هذا الزمان ، هكذا والله وكأننا شيء وانقسم نصفين ، لو كنت عرفتك قبل أن تتزوجي ، نحن في ذلك يا أبو السباع ، وتعكر على زوجها ، وهو يعكر على امرأته ، ويتم جمع الاثنين على بعض ، والمسألة هكذا . ماذا كانت بدايتها ، وندخل في المسألة أنت تري نظام القوتة حاليًا يكتب عنها في الجرائد ، والنساء دخلوا شاركونا في كل شيء بل سيعطوننا كتف غير قانوني ، وسنخرج من الحلبة حاليًا ، المسألة كل فترة النساء يأخذوا مننا الوظائف ، يأخذوا مننا المواهب ، ويأخذوا مننا كل شيء حتى يصير المجتمع كله نسونة المجتمع .فاليوم أنا ممكن أترخص ، أقول مثلًا في الرشوة ، أتي فلان أقول له ممكن أن أفعل لك العمل الفلاني بألف جنية ، وبعد ذلك أقول لنفسي أنا بتعب وأذهب وأأتي وأبتسم لهذا وأبتسم لهذا ، ويرسلني إلى هنا ولبلد أعتبرها أجره عامل وليست رشوة ، كل المخالفات التي تصوغها النفس ، بن الجوزي حقيقة في هذا الباب يحدث نفسه كثيرًا ويقول لها دائمًا: يا نفس السوء ، يقول: حدثتني نفسي يومًا بكذا وكذا فقلت لها: يا نفس السوء أتريدين كذا وكذا ؟ قالت: أفما لك مخرج شرعي ، ألم يقل الله عز وجل كذا وكذا ؟ ، فيقول لها: اسمعي يا نفس السوء ويأتي لها بالكلام كأن نفسه تحدثه . حُكْم تَتَّبِع الرُّخَص: فالذي يترخص بمعني يتتبع الرخص ، أو في المذاهب مثلًا وهذا مذموم عند كل العلماء وحرموه ، الآن تتبع الرخص مذهب دار الإفتاء طالما أن فيه إمام قال بالحكم انتهى . اليوم مثلًا آخر فتوى للمفتي عندما يقول: إن الزواج في الجامعات وغير ذلك زني فواحد قال له: نعم إذا كانوا تزوجوا بالفعل ؟ ، قال: لا لو كانوا تزوجوا بالفعل تصح أنا لا أقدر أن أفهمها ، حاولت أن أقلب المسألة يمين ، أقلبها شمال تزوجوا بالفعل تصح ، كيف تصح ؟ هذه المرأة لو الولد الذي فعل معها هذه القصة وتزوجها عرفي هرب ، اليوم يريدون أن يستحدثوا قانونًا تأتي بأي إثبات جواب غرامي مثلًا بينه وبينها تذهب للمحكمة تخرج لها وثيقة طلاق . كيف تطلق والنبي- ﷺ يقول:" لا طلاق قبل نكاح " إذا كنت أنت أبطلت النكاح أصلًا ، قلت أنه زنا وليس زواج ، كيف تخرج لها وثيقة طلاق ؟ لماذا وثيقة طلاق ؟ لأن نحن لدينا الآن والكلام هذا قرأته من ثلاث سنوات ، عندنا مائة وعشرين ألف طفل لا يعرفون لهم آباء ، مائة وعشرين ألف حالة إثبات نسب في المحاكم ، كل واحده من هؤلاء ذاهبة لكي تثبت النسب بماذا ستثبت النسب بأي جواب غرامي ، كيف ؟ يقول: أصل في اثنين شهود لكن لا يوجد ولي .الشهود هؤلاء نحن نقول شهود عدول ، اثنين غير منضبطين أحضرهم لكي أتزوج البنت في الجامعة وأسميهم شهود عدول ؟ هؤلاء لا يصلون ، كيف يثبت هذه المسألة ؟ وكأنه لا يوجد شهود ، سلمنا أنه هناك شهود ، يقولون: مذهب أبي حنيفة الزواج بغير إذن الولي ، العلماء كلهم ردوا علي أبي حنيفة لا يوجد واحد تخلف عن الرد علي أبي حنيفة في هذه الجزئية من العلماء المجتهدين ، وحتى لو نحن أخذناها بعيد عن الأدلة الشرعية ، وتعالي يا أخي نتكلم في الأصول ابنتي التي ربيتها ، كبرتها تعبت عليها ، وصرفت عليها ، وعالجتها وأصبحت عروسة ، تأتي هكذا وتأخذها غدرًا وغيلًة مني وترميني وراء ظهرك كأن الولي هذا هباءً ليس له قيمة في حياة البنت . أنا أقول لو عندي مزرعة بهائم ، وأنت دخلت أخذت الجاموسة من غير أن تستأذنني أنا سوف أعمل لك مشكلة ، جاموسة وليست ابنتي ، وتأتي وتستهون المسألة هذه وتقول: أصل الأب متعنت وغير ذلك ، عندما تأتينني حالة من هذه الحالات يستحيل أن أسقط الولي ، وأنه يفعل كذا وكذا ويريد أن يزوجني لواحد فاسق مغني وأنا ملتزمة ، أنا لا آكل من هذا الكلام هذا خالص بعد ما رأيت مرة . أنا وقعت مرة واثنين وبعد ذلك اكتشفت الحقيقة المرة ، ثم من بعدها يستحيل أن أسقط الولي أبدًا ، والأولياء بالترتيب لا أقدم واحد علي واحد لما رأيت من هذا الغبش الذي ملأ المجتمع وبمنتهي البساطة البنت حتى ممكن تكون منتقبة وغير ذلك وتريد أن تتزوج واحد أو غير ذلك واحدة حاليًا بنت بكر قضية آخر قضية معروضة عليه تريد أن تتزوج واحد مثلًا طالب علم وتكون زوجة ثانية أو زوجة ثالثة وأهلها رافضين ، فتريد أن تتجاوز الأولياء وتجد أحد يزوجها ، أنا لا أعرف ما الالتزام في القصة هذه ، ممكن أن يكون أهلها محقون لأنها لا تصلح بأن تكون زوجة ثانية ، لأن المرأة لكي تكون زوجة ثانية تحتاج لمواهب لكي تقدر أن تعيش ، والرجل لكي يتزوج أكثر من امرأة محتاج موهبة خاصة ، وتعالوا وأنا أعلمكم في السر ، لماذا ؟ لأن قيادة المرأة ، سياسة المرأة مسألة ليست سهلة .وهذا ليس كلامي ، هذا كلام النبي- ﷺ:" إن المرأة لا تستقيم لك علي طريقة " مرة أربعة اثنين أربعة ، ومرة أربعة ثلاثة واحد ، ومرة خمسة اثنين أربعة ، تجد الدنيا هجوم ، وتجد الدنيا دفاع ، وتجد الدنيا غيوم ، وتجد الدنيا مكدرة ، كيف تتلافى القصة هذه من غير أن تهز بيتك هزة ، تريد رجل حكيم ، وتريد رجل حليم ، وتريد رجل يتغاضي ، وتريد رجل عنده حلم وغير ذلك .كثير من الشباب الذين يتزوجون زوجة ثانية ليس عنده هذه القصة ، لما يا بني تتعلم الأول وتعرف كيف تسوس امرأة ، وبعد ذلك تسوس امرأة أخري ، لأن الزواج الثاني في المجتمع مازال غريبًا ، وإن كانت الدنيا انفتحت إلي حد ما ، لكن مازال غريبًا ، فممكن أن يكون أهلها عندهم حق فكيف أسقط الولي في المسألة هذه ؟ فعندما واحد يقول لك نكون علي مذهب أبي حنيفة تتزوج وهذا يكون اسمه نكاح شبهة ، ونكاح الشبهة يلتحق الأولاد بالأب ويثبت به كل آثار النكاح ، نعم .لكن أنا لا أفتح الباب من الأول ، صح لو رجل أتي بشاهدين كلاهما عدل وبدون إذن الولي ، الفقهاء الذين حتى يقولون حتى باطل باطل لا يقولون فاسد ويقولوا هذا نكاح شبهة لا يساوي الزاني ، لكن في الجامعات بعض الشباب يزوجون بعض ، بعض الأولاد الذين يتعاطون المخدرات يقولون: تعالي نتزوج أكون أنا شاهد لك ، وأنت شاهد لي وتفعل القصة هذه .عندما تطلع مثل هذه الفتوى كم من الفساد يترتب عليها ؟ إنه يطلع ورقة طلاق لمجرد أنه يأتي بجواب غرامي يخرج لها قسيمة طلاق ، من الذي سيقع فيها ؟ الذي سيتزوجها القادم ، لم يضعوا حساب الذي سيأتي إطلاقًا . وَتَتَبُّع الرُّخَص سَوَاء كَانَت رَخْص الْنَفَس أَو رُخِّص الْفُقَهَاء ، مُحَرَّم بِإِجْمَاع الْفُقَهَاء: أنظر إلي سليمان التيمي ، بن عبد البر نقل الإجماع قال: ( لا أعلم فيه خلافًا ) وكل العلماء الذين يتكلمون بالإجماعات في هذه الجزئية يقولون: لا نعلم خلافًا في هذه المسألة ، كلام سليمان التيمي الذي أخذ منه أحمد بن حنبل وغيره ، "إذا تتبعت رخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله "،. فالإنسان الذي يترخص لنيل ما يحب بما يكره فاته أضعاف ما حصَّل ، وطبعًا هذه لها قصص وتجارب كثيرة في الحياة ، وفي السلف القدامى إن شاء الله نذكر بعض هذه في المرة القادمة غدًا بإذن الله - تبارك وتعالي - أنا وقعت مرة واثنين وبعد ذلك اكتشفت الحقيقة المرة ، ثم من بعدها يستحيل أن أسقط الولي أبدًا ، والأولياء بالترتيب لا أقدم واحد علي واحد لما رأيت من هذا الغبش الذي ملأ المجتمع وبمنتهي البساطة البنت حتى ممكن تكون منتقبة وغير ذلك وتريد أن تتزوج واحد أو غير ذلك .واحدة حاليًا بنت بكر قضية أخر قضية معروضة عليه تريد أن تتزوج واحد مثلًا طالب علم وتكون زوجة ثانية أو زوجة ثالثة وأهلها رافضين ، فتريد أن تتجاوز الأولياء وتجد أحد يزوجها ، أنا لا أعرف ما الالتزام في القصة هذه ، ممكن أن يكون أهلها محقون لأنها لا تصلح بأن تكون زوجة ثانية ، لأن المرأة لكي تكون زوجة ثانية تحتاج لمواهب لكي تقدر أن تعيش ، والرجل لكي يتزوج أكثر من امرأة محتاج موهبة خاصة ، وتعالوا وأنا أعلمكم في السر ، لماذا ؟ لأن قيادة المرأة ، سياسة المرأة مسألة ليست سهلة وهذا ليس كلامي ، هذا كلام النبي ﷺ قال- ﷺ -:" إن المرأة لا تستقيم لك علي طريقة " مرة أربعة اثنين أربعة ، ومرة أربعة ثلاثة واحد ، ومرة خمسة اثنين أربعة ، تجد الدنيا هجوم ، وتجد الدنيا دفاع ، وتجد الدنيا غيوم ، وتجد الدنيا مكدرة ، كيف أنت تتلافى القصة هذه من غير أن تهز بيتك هزة ، تريد رجل حكيم ، وتريد رجل حليم ، وتريد رجل يتغاضي ، وتريد رجل عنده حلم وغير ذلك كثير من الشباب الذين يتزوجون زوجة ثانية ليس عنده هذه القصة ، لما يا بني تتعلم الأول وتعرف كيف تسوس امرأة ، وبعد ذلك تسوس امرأة أخري ، لأن الزواج الثاني في المجتمع مازال غريبًا ، وإن كانت الدنيا انفتحت إلي حد ما ، لكن مازال غريبًا ، فممكن أن يكون أهلها عندهم حق ، فكيف أسقط الولي في المسألة هذه ؟ فعندما واحد يقول لك نكون علي مذهب أبي حنيفة تتزوج ن وهذا يكون اسمه نكاح شبهة ، ونكاح الشبهة يلتحق الأولاد بالأب ويثبت به كل آثار النكاح ، نعم .لكن أنا لا أفتح الباب من الأول ، صح لو رجل أتي بشاهدين كلاهما عدل وبدون إذن الولي ، الفقهاء الذين حتى يقولون حتى باطل باطل لا يقولون فاسد ويقولوا هذا نكاح شبهة لا يساوي الزاني ، لكن في الجامعات بعض الشباب يزوجون بعض ، بعض الأولاد الذين يتعاطون المخدرات يقولون: تعالي نتزوج أكون أنا شاهد لك ، وأنت شاهد لي وتفعل القصة هذه . عندما تطلع مثل هذه الفتوى كم من الفساد يترتب عليها ؟ إنه يطلع ورقة طلاق لمجرد أنه يأتي بجواب غرامي يخرج لها قسيمة طلاق ، من الذي سيقع فيها ؟ الذي سيتزوجها القادم ، لم يضعوا حساب الذي سيأتي إطلاقًا ، وتتبع الرخص هذه سواء كانت رخص النفس ، أو رخص الفقهاء ، محرم بإجماع الفقهاء .أنظر إلي سليمان التيمي ، بن عبد البر نقل الإجماع قال: لا أعلم فيه خلافًا ، وكل العلماء الذين يتكلمون بالإجماعات في هذه الجزئية يقولون: لا نعلم خلافًا في هذه المسألة ، كلام سليمان التيمي الذي أخذ منه أحمد بن حنبل وغيره ، إذا تتبعت رخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله ، فالإنسان الذي يترخص لنيل ما يحب بما يكره فاته أضعاف ما حصل ، وطبعًا هذه لها قصص وتجارب كثيرة في الحياة ، وفي السلف القدامى إن شاء الله نذكر بعض هذه في المرة القادمة غدًا بإذن الله - تبارك وتعالي - عندما تطلع مثل هذه الفتوى كم من الفساد يترتب عليها ؟ إنه يطلع ورقة طلاق لمجرد أنه يأتي بجواب غرامي يخرج لها قسيمة طلاق ، من الذي سيقع فيها ؟ الذي سيتزوجها القادم ، لم يضعوا حساب الذي سيأتي إطلاقًا ، وتتبع الرخص هذه سواء كانت رخص النفس ، أو رخص الفقهاء ، محرم بإجماع الفقهاء .أنظر إلي سليمان التيمي ، بن عبد البر نقل الإجماع قال: لا أعلم فيه خلافًا ، وكل العلماء الذين يتكلمون بالإجماعات في هذه الجزئية يقولون: لا نعلم خلافًا في هذه المسألة ، كلام سليمان التيمي الذي أخذ منه أحمد بن حنبل وغيره ،( إذا تتبعت رخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله) ، فالإنسان الذي يترخص لنيل ما يحب بما يكره فاته أضعاف ما حصَّل ، وطبعًا هذه لها قصص وتجارب كثيرة في الحياة ، وفي السلف القدامى إن شاء الله نذكر بعض هذه في المرة القادمة غدًا بإذن الله - تبارك وتعالي – وَالْلَّه سُبْحَانَه وَتَعَالَى أَسْأَل أَن يَجْرِي الْحَق عَلَى لِسَانِي وَأَسْأَل الْلَّه تَبَارَك وَتَعَالَى أَن يَنْفَعُكُم بِمَا أَقُوْل إِنَّه وَلِي ذَلِك وَالْقَادِر عَلَيْه، وَآَخِر دَعْوَانَا أَن الْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن وَالْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه. انْتَهَي الْدَّرْس الْثَّانِي |
|