أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561
العمر : 72
 | | موضوع: الدرس (6) من مدرسة الحياة السبت 14 مايو 2011, 6:09 pm | |
| ذكر ابن الجوزي رحمه الله تعالي أصنافًا من الذين جعلوا الدنيا همهم وهجيراهم فذكر منهم المتنبي وذكر منهم أبا مسلم الخراساني، ثم عرج إلى حاله هو كطالب علم أولاً ثم عالمًا بعد ذلك فقال رحمه الله تعالي:- (وَنَظَرتُ إلى عُلُو هِمَتِي فَرأيتُهَا عَجَباً وذلك أني أَرُومُ من العلم مَا أَتَيَقَنُ أَنِي لَا أَصِلُ إِلَيهِ، لَأِنِي أُحِبُ نَيلَ كُلِ العُلُوم على اختلافِ فِنُونِهَا وأُرِيدُ استِقصَاءِ كُلَ فَنٍ وَهَذَا أَمرُ يَعِجَِزُ العُمرُ عَن بَعضِهِ) .
هو يزكي همته عندما ذكر أهل الدنيا ذكر همته العالية، وهذا فيه مدح للنفس فقد يستشكل بعض الناس هذا وأن الله عز وجل قال ﴿ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ﴾ (النجم:32) و النبي_ ﷺ _نهى أيضًا عن ذلك، .
لكن المسألة فيها شيء من التفصيل .
أحيانًا يُهضم حق العالم في بلد، يهضم حقه خصومه وقد يصدِّق بعض الناس ذلك فيضطر أن يظهر ما عنده من المواهب ويتمثل بقول الله تعالى ﴿ وَأَما بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ (الضحى:11)
ومن أجلّ نعم الله على الإنسان العلم :لأن العلماء هم الملوك بغير تيجان ويحكمون العامة أكثر من السلطان، السلطان يذل له البدن ويخشع له النظر ولكن القلب يلعنه إذا كان ظالمًا أما العالم لأنه يمتلك الحجة، والحجة تسلط على القلب، فإذا سُلِطت على القلب خشعت الجوارح كلها ،ثم إنَّ العالم عادة يبذل حياته ووقته للناس مجانًا فيعظم عندهم، هذا الوقت مثلاً لو أتيت عالمًا لحاجة لك قد ينفق معك يومًا كاملاً أو ساعة أو ساعتين أو ثلاثة، لو قدَّرنا أن هذا العالم من رجال الأعمال، أو رجل له وظيفة فأنت إذا قدرت هذا الوقت الذي أنفقه معه، لو قدرته بمال لوجدته كثيرًا ومع ذلك هو لا يطلب منك شيئًا، لذلك يعظم العالم الذي يخدم الناس ويفني حياته في تعليمهم يعظم قدره عندهم، فقد يضطر العالم أن يمدح نفسه وهناك بعض العلماء اضطروا إلى ذلك منهم ابن الجوزي فإنه كثيرًا ما يمدح همته في هذا الكتاب، وقد تعرض لظلم في حياته .
ابن الجوزي كان أشهر الواعظين في زمانه :
وكان الخليفة يصلى عنده وأسلم على يديه مئات، أما الذين تابوا من المعاصي فألوف مؤلفة، وكان يعظ على البديهة عنده بديهة حاضرة ويأتي بكل معجب مطرب يقول: كم من بيوتٍ تبنى وما تبنا، أي ماتبنا إلى الله وتعرَّض لمصيبةٍ في حياته وهو من أهل الترفه وأهل الترفه أكثر ما يزعجهم أن يُلقى أحدهم في سجن .
المحنة التي تعرض لها ابن الجوزي:كان ابن الجوزي رحمه الله سيء الرأي في عبد القادر الجيلاني، وعبد القادر الجيلاني كان أحد علماء الحنابلة الأفاضل، لكن العامة اعتقدوا فيه وبنوا له مقام وراحوا يزوروه ويتمسحوا فيه، مثلما يحدُث في المساجد التي فيها قبور للناس المشاهير يقولون من أولياء الله الصالحين ويذهبوا هناك يطلبوا الحوائج مثلما يحدث في إبراهيم الدسوقي و السيد البدوي والمرسي أبو العباس والسيدة زينب والحسين، يذهبون فيتمسحون بالأضرحة طلبًا للحوائج ودفعًا للنقم إلى آخره .
فعبد القادر كان كبير المحل فكان ابن الجوزي لا يعبأ به، وكان لعبد القادر الجيلاني حفيد اسمه عبد الوهاب ابن عبد السلام ابن عبد القادر الجيلاني وكان هذا رجل سوء ومعتقده فاسد، فكان له صديق رافضي صار وزيرًا وبعد توليه الوزارة ذهب عبد الوهاب ابن عبد القادر الجيلاني لصاحبه الرافضي وقال إن ابن الجوزي يمدح أبا بكر. ومدح أبو بكر عند الرافضة جريمة، أبو بكر وعمر وعثمان هؤلاء كفرة عند الشيعة الروافض الذين هم في إيران ،نحن كأهل السنة أول أعداء الروافض، لن يذهبوا لليهود أبدًا لمقاتلتهم، فهذه قصة اخترعوها، أهل السنة هم المقصودون، أما أبو بكر وعمر عندهم الجبت والطاغوت، أبو بكر هو الجبت وعمر هو الطاغوت عندهم، أبو لؤلؤة المجوسي الذي قتل عمر له قبر مشيد في إيران في طهران، مكتوب عليه قبر أبو لؤلؤة رحمه الله ويفد إليه العشرات، هذا الذي قتل عمر، وعمر ط لما قُتل وعلم أن الذي قتله مجوسي قال: الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجلٍ يدعى الإسلام، فلما يكون اهل السنة جميعًا مجموعون على كفر أبي لؤلؤة لأنه ما أسلم أصلاً مجوسي، يعملوا له قبر ويشيدوه، ما علاقة هذا بالإسلام فالروافض معروفون نسأل الله العافية منهم ،. فالرافضي (الوزير) لما وزر ذهب قال له ابن الجوزي يمدح أبو بكر، جريمة كبيرة جدًا أخذه قبض عليه ومن لطف الله أنه لم يقتله، إنما نفاه إلى جزيرة أخرى فريدًا وحيدًا ظل في هذه الجزيرة خمس سنين، ما دخل فيها حمامًا قط ولا اغتسل، و أكثر شيء بالنسبة للإنسان المترفه لا يتحمل لو نام على الأرض ليله عظمه يتكسر لأنه متعود على الفراش اللين والخدمة، إلي أن سبطه يوسف كان شابًا وتصدر للوعظ وصار له شأناً وكان على اتصال بالأمراء والخلفاء، فاستطاع أن يطلق أباه، فهذه محنة تعرض لها ابن الجوزي وتقريبًا لا تجد عالمًا ممن جعل الله له لسان صدقٍ عند الناس إلا وله محنة لابد أن يُبتلى ولابد أن يُمتحن.وفي حديث سعد ابن أبي وقاص قال رسول الله ﷺ (أَشَد الْنَّاس بَلَاء الْأَنْبِيَاء ثُم الْصَّالِحُوْن ثُم الْأَمْثَل فَالأَمْثَل، يُبْتَلَى الْمَرْء عَلَى قَدْر دِيْنِه فَإِن كَان فِي دِيْنِه صَلَابَة زِيَد لَه فِي الْبَلَاء حَتَّى أَنَّه لَيَمْشِي عَلَى الْأَرْض وَمَا عَلَيْه خَطِيْئَة)
حقيقة مابين أمريكا وإيران علي القضية النووية.
اليوم القضية النووية الإيرانية لا تتصوروا أن بين أمريكا وإيران مشاكل، لا، هذا كله كلام في الهواء، وأمريكا تغزِّي إيران، لأن أهل السنة هم أكثر المسلمين على ظهر الأرض،العالم الآن مليار وأربعمائة مليون مسلم، اسمه مسلم وخلاص، فيهم زنادقة وكفرة يتسمون بأسماء المسلمين مثل الباطينية والإسماعيلية، إيران قرابة سبعين مليون، والروافض في العالم كله سنقدرهم أيضاً، كلهم بما فيهم إيران مائتين مليون فهؤلاء كل الروافض في العالم مائتين مليون باقي مليار ألف مليون ومائتين مليون خد أربعمائة مليون، ينتسبون إلى الإسلام وفيه زنادقة سيتبقي ثماني مائة مليون خذ منهم مائتين مليون لا نريدهم، يتبقي ستمائة مليون أهل سنه، الذين لا يرضون بالضير ويقومون ويقاتلون أهل السنة فهؤلاء الذين يقاتلون، إنما الروافض عنده نظام التقية يريد يقتلك يسلم عليك ويأكلك ويشربك ثم لما تأتي الفرصة المناسبة يغتابك، يقول لكم ما ليس في قلبه .
حقيقة التورية عند أهل السنة.أهل السنة ليسوا كذلك، نُظاف، ممكن يورِّي لكن التورية ليست ديناً عندهم .
حقيقة التُقية عند الروافض:كانوا ينسبون إلى جعفر الصادق وهي كاذبة يقول التقية ديني ودين آبائي، فلا تصدقه أبدًا يقول لك ما ليس في قلبه .
فاليوم الأمريكان خائفين من المسلمين من أهل السنة فقط ليس الروافض، فيعمل علي تغزية الروافض، لكي يبقى عندهم قوة نوويه، يخوِّف بها أهل السنة . إذا نظرت إلى بلاد السنة تقلب كفيك حزنًا وعجبًا تنفخهم يطيروا، فهم يلعبون من فوق التربيزة وتحت التربيزة لهم شغل مختلف مع بعض .
لذلك بعد التهديدات ،يقولون لهم ممنوع تخصيب اليورانيوم، يقولون سنضعه ونتحداك، يعملوا اجتماعات مجلس الأمن كل هذا ذرًا للرماد في العيون، كي يعملوا شيء تقوم تدخل روسيا، طيب موافقين على التخصيب ،إإتوا به خصبوه على أرض روسيا، يقولون وماذا في أرضنا؟، المجتمع الأوروبي يجتمع والاتحاد الأوربي يقولون له، اترك هذه القصة النووية ونعطيك أغذية، يقول لهم تعاملونا كالأطفال تأخذون الذهب وتعطونا الحلوى طبعًا لأ، و مباشرةً يعمل مناورات في الخليج، مناورات ويطلق صواريخ ويعلنوا عن صاروخ ثلاثة آلاف كيلو وأشياء مثل هذه ممكن يحمله بالرؤوس النووية، ثلاثة آلاف كيلوا هذه معناها لو أرسلت صاروخين لإسرائيل سيمحوها من على الأرض، إسرائيل لا تعرف تعمل شيء، تتمني أن تتحطم القوة الإيرانية، لكن لا يستطيعون عمل شيء لأن إيران لها ثلاثة وأربعين مفاعل نووي أمريكا كانت تشارك فيها أيام الشاه، ثلاثة وأربعين مفاعل نووي وهم لا يعرفون تخصيب اليورانيوم في أي مفاعل سيضربوا ضربه وتنحرق الدنيا كلها ولا يعرفون هل أصابت هذه الضربة أم لم تُصِب؟ ثانياً فيه مائة وعشرين ألف جندي أمريكي في المنطقة الخضراء في العراق، والله إذا ضربتني أرسل لكم عدة صواريخ أمحوهم من علي الأرض أبيد خضراءهم و إيران بجوار العراق، وأيضاً إسرائيل على بعد قليل من إيران ولا حاجه كمان نهد الدنيا، فهم يعرفون أنهم لا يستطيعون فعل شيء، وإلا الدنيا ستتكهرب وإسرائيل ستُمحي من على الأرض، ليس تدينًا، ولكن إذا ضربتني، لن اسكت لك.
قصة إيران والقضية النووية الإيرانية.
فأنا أريد أن أقول قصة إيران والقوة النووية الإيرانية كل هذا ذرًا للرماد في العيون القصد منه تخويف أهل السنة، وأنا سمعت أحد العلماء عندهم، في الحوزة العلمية عندهم يقول أن المسجد الحرام والمسجد النبوي مساجد ضرار، أول شيء سيفعلوه يهدموا المسجد الحرام والمسجد النبوي و يُعيدوا بناءه، لأن النواصب الكفرة هم الذين بنوا هذين المسجدين وحدث توسعات فأول شيء سيفعلوه
﴿ ولمسجد أسس على التقوى من أول يوم﴾
يهدموه ويعيدوا بناءه من جديد، مسألة أعمق مما تتخيلون
حقيقة التقريب بين أهل السنة والشيعة.
والجماعة المغفلين وأهل السنة فيهم كثير من المغفلين، يقولون نحن والشيعة إخوان والجماعة الذين يتكلمون يفرقون، هؤلاء الذين يتكلمون لم يقرءوا حرفًا مجموعة جهله وصلوا إلى هذه المناصب وسُمِحَ لهم أن يتكلموا في وسائل الإعلام، و هذا كله كلام سياسة ليس كلام دين، نحن نقول من الذين يتكلمون من جانب الشيعة؟ ويقولون أهل السنة إخواننا ويريدون نعمل تقريب يستحيل أن تجد عالمًا فيهم إنما كلهم ساسه، لكن واحد من علمائهم من الحوزة ممكن يأتي يقول نحن نقترب مع أهل السنة ، نقول له بأي أمارة؟ هاتوا كُتُبكم واقرؤوها علينا، إذا كنتم ستأتوا بكتبكم وتقولوا ما في كتبنا خطأ والذي كتبوه خطأ وتحرقوه وتتعهدوا بألا تنشروا هذه الكتب مرة أخرى نحن على أتم استعداد أن نمد أيدينا إليكم، لكن يستحيل أن يفعلوا هذا، فالذين يتكلمون في مسألة التقريب بين الشيعة والسنة هؤلاء ليسوا من العلماء إنما هم ساسه حتى لو لبس العمة السوداء ،ليسوا من علمائهم لا يستطيعون أن يبدلوا ما عندهم في الكتب .
نرجع إلى ابن الجوزي رحمه الله وهو يتكلم عن همته ويتكلم عن نفسه، أدلة هذا كثيرة منها: أدلة هذا كثيرة منها:
الدليل الأول: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ (الضحى:11).
الدليل الثاني:، حديث عبد الله بن زيد وهو في الصحيحين (أَن الْنَّبِي ﷺ أَعْطَى الْمُؤَلِّفَة قُلُوْبِهِم أَعْطَاهُم عَطَاء وَأَجْزَل لَهُم فِي الْعَطَاء بَعْد غَزْوَة مِن الْغَزَوَات فَأُحِب الْأَنْصَار أَن يَكُوْن لَهُم مِثْل هَذَا) .
في حديث أنس بن مالك :، قال:( فتكلم الأنصار في ذلك فأرسل النبي ﷺ إليهم وأبو سعيد ألخدري روي هذا الحديث أيضًا وهو في مسند الإمام أحمد قال(يَا مَعْشَر الْأَنْصَار مَا مَقَالَة بَلَغَتْنِي عَنْكُم).
في حديث عبد الله بن زيد (أَلَم تَكُوْنُوْا ضُلّالّا فَهَدَاكُم الْلَّه بِي أَلَم تَكُوْنُوْا مُتَفَرِّقِيْن فَجَمَعَكُم الْلَّه بِي، أَلَم تَكُوْنُوْا عَالَة فَأَغْنَاكُم الْلَّه بِي).
في حديث أبي سعيد (أَلَم تَكُوْنُوْا أَذِلَّة فَأَعَزَّكُم الْلَّه بِي)كلما يقول كلمة، يقولون الله ورسوله أمن، فهذا يدل علي الأدب، من الذي يمُن؟ ألم تكونوا كذا، ألم أفعل لكم كذا ؟ يقولوا الله ورسوله أمن، كلما يقول ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي؟ يقولون الله ورسوله أمن، وفي حديث أبي سعيد صدق الله ورسوله، ألم تكونوا متفرقين فجمعكم الله بي ؟ يقولوا الله ورسوله أمن، فلما كرر يقولوا نفس المقولة، قال ألا تجيبوني، فقال النبي ﷺ :( لَو شِئْتُم لَقُلْتُم أَلَم تَأْتِنَا طَرِيّدا فَآَوَيْنَاك، أَلَم تَأْتِنَا خَائِفا فَأَمَنَّاك أَلَا تَقُوْلُوْا كَذَا وَكَذَا وَجَعَل يُعَدِّد كُل هَذَا وَهُم يَقُوْلُوْا الْلَّه وَرَسُوْلُه أَمَن).
وفي حديث آخر في هذا المعنى: فقالوا يا رسول الله أما فقهاؤنا فما قالوا شيئًا من هذا إنما قال هذا حُدثاء الأسنان منا .
قال يَا مَعْشَر الْأَنْصَار أَلَا تَرْضَوْن أَن يَذْهَب الْنَّاس بِالْشَّاء وَالْبْقُرَان (الْبَقَر يَعْنِي) وَتَرْجِعُوْن إِلَى رِحَالِكُم بِرَسُوْل الْلَّه تَحُوْزُونَه بَيْنَكُم فَبَكَوْا وَقَالُوْا رَضِيْنَا قَال: لَو سَلَك الْنَّاس شِعْبا وَسَلَكَت الْأَنْصَار شِعْبا لَسَلَكْت شِعْب الْأَنْصَار، وَلَو سَلَكْت الْأَنْصَار وَادِيا وَسَلَك الْنَّاس وَادِيا لَسَلَكْت وَادِي الْأَنْصَار، الْأَنْصَار شِعَار وَالْنَّاس دِثَار)
الشعار: الثوب الناعم الذي يلامس الجلد الأنصار شعار:أي هم أقرب إلي كما أن الثوب الناعم الذي يلامس جلدك، والناس دثار ،: الملابس الخارجية .
(الْلَّهُم اغْفِر لَلْأَنْصَار وَلِأَبْنَاء الْأَنْصَار وَلِأَبْنَاء أَبْنَاء الْأَنْصَار) يا بختهم أنظر عندما يدعوا لهم ولذراريهم، للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار، الصحابة حفظوا هذه المكانة للأنصار .
في حديث أنس في مسند الإمام أحمد أن مصعب بن الزبير بلغه عن عريفٍ( موظفٍ عنده) أنه أخطأ في أشياء فأرسل إليه وقد جرَّد السوط ليجلده به، فبلغ أنس بن مالك هذا الخبر، فانطلق إلى مصعب بن الزبير وقال له ألا تحفظ فينا وصية رسول الله ﷺ قال: وما هي ؟ قال:
(أَحْسَنُوْا إِلَي مُحْسِن الْأَنْصَار وَتَجَاوَزُوْا عَن مُسِيْئِهِم فَرَمَى مُصْعَب بْن الْزُّبَيْر الْسَّوْط مِن يَدِه وَأَلْزَق خَدَّه بِالْأَرْض وَقَال: أَمَر رَسُوْل الْلَّه ﷺ عَلَى الْرَّأْس وَالْعَيْن)،
الشاهد من الحديث: فلم يقل عفوت عنه لا بل فعل شيئاً يدل علي انصياعه لأمر النبي عليه الصلاة والسلام ألصق خده بالأرض هذا التصرف في هذه المسألة أثر جدًا في، يعني الحقيقة تصرفه ،و تصرفه مثل تصرف مالك بن مجون قيل له اتق الله فوضع خده على الأرض، فكل إنسان له انفعال له استجابة يعملها مباشرةً تدل على ما في قلبه من التوقير، فالرسول عليه الصلاة والسلام عالج المسألة كلها .
الشاهد من المسألة: (ألم تكونوا ضلالاً ؟، ألم تكونوا متفرقين ؟، ألم تكونوا أذلة ؟، ألم تكونوا عالة ؟)
العلماء أخذوا من هذا: أنه يجوز للإنسان أن يذكر مآثره في أيام الجحود، وتري من المصلحة أن تقول ما عندك ،إذا لم يصاحبه كبر .
علو همة ابن الجوزي :فابن الجوزي عندما يتكلم عن همته هو فعلاً كذلك ،ابن الجوزي كتب بيده ألفي مجلدًا، وصنف من العلوم ما لا يحصى قرأت في بعض الكتب القديمة يعني أنه ستمائة مؤلف، الذهبي يقول مائتين وخمسين حتى لو مائتين وخمسين مؤلفًا هذا ثروة ضخمة كتبها بيده المنتظم في أخبار الأمم لابن الجوزي مطبوع في حوالي ثلاثة عشر أربعة عشر مجلد من لدن آدم عليه السلام تاريخ البشرية من لدن آدم عليه السلام إلي أيام ابن الجوزى رحمه الله، كونه يقرأ في الكتب ويرتب ويصنف ويرتب الأحداث مع ما كتبه لنفسه كطالب علم ،يدل على الهمة العالية .
حث الشيخ حفظه الله طلبة العلم علي نقل الكتب المطبوعة إن لم يتوفر لديه المال. أنت اليوم يوجد كتاب معين، تحتاج إليه وليس عندك نقود لتشتريه، أنت يمكنك أن تنقله، أنا أشك في هذا إنك تجلس تنقله، لكن يُمكن تقول أجمع ثمن الكتاب ثم أشتريه، لكنك تحتاج الكتاب في التو واللحظة، لماذا لا تكتبه ؟ كسل وتصور إنه سيضيع عمره في نقل كتاب مطبوع وعند الناس كلها لا إذا كتبت الكتاب بيدك حفظته عن ظهر قلب أنا جربت هذا، في أول طلبي للعلم لم يكن عندي أموال، فكنت أذهب إلى مكتبة شيخنا الشيخ حامد إبراهيم رحمة الله عليه وأكتب ويعجبني بعض الكتب فأنقل، أنا كتاب التنكيل للشيخ ألمعلمي اليماني أنا نقلته بيدي ،لذلك أنا شبه أحفظ هذا الكتاب مع أنني لم أراجعه من ساعة أن كتبته إلا لما أحتاج أنني أخد منه معلومة فقط، إنما كتبته حفظته شرح معاني الآثار للطحاوي نسخت المجلد الأول منه، هو أربعة أربع مجلدات، وبعدين حدثت ظروف حالت دون أن أكمل باقي الكتاب ورزقني الله عز وجل بمال واشتريت كتاب الطحاوي، كتاب الطحاوي أنا لا أرجع إليه إلا عند تحقيق الأسانيد أو تحقيق أقوال الحنفية في مسألة ما، لأن الطحاوي رافع شعار نصرة المذهب الحنفي في القرن الرابع الهجري ،ما نقلته حفظته لذلك إن لم يكن عندك الكتاب انقله، ليس لازماً أن تنقل الكتاب كاملاً، انقل ما تريده منه ستحفظه .
فلما يكتب بهذا ألفي مجلدًا ويؤلف مائتين وخمسين كتابًا ما بين اثني عشر وثلاثة عشر مجلدًا وما بين خمس مجلدات وأربع مجلدات وما بين ملزمة ستة عشر صفحة أو خمسة عشر صفحة مع ما كان فيه من وعظ الناس ومع ما كان فيه من الاتصال بالخلفاء هو رجل ورب بيت عنده امرأة وعنده أولاد وحريص على المعاش، لا يمكن أن يتم له إلا بالهمة العالية .
خواطر ابن الجوزي في علو الهمة : يقول يأتيني بعض الناس ويقول أنا مشتاق إليك وأنا لا أستطيع أن أدفعهم عن نفسي فقال أعددت لهم تحزيم الدفاتر وبري الأقلام وقطع الكاغد (الورق) .
أبو الوفاء بن عَقيل شيخ ابن الجوزي وعلو الهمة: (كان يقول إنه لا يحلُّ لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا كَلَّ لساني عن مناظرة، وعجز بصري عن مطالعة استطرحتُ فأُعمِل فكري حال استطراحتى، فلا أقوم إلا وقد خطر لي ما أُسَّطره .ثم يقول حتى أنني أقصر بهدي أوقات أكلى، حتى أنني أختار سف الكعك وتحسِّيه بالماء على الخبز لأجل ما بينهما من التفاوت في المضغ.
يتبع إن شاء الله.. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561
العمر : 72
| | موضوع: رد: الدرس (6) من مدرسة الحياة السبت 14 مايو 2011, 6:11 pm | |
| أهل العلم يتحرون الأنفاس، ولو كان الوقت يشترى لا شتروه ممن يُهدرون أوقاتهم في الطرقات وعلي المقاهي.
عندما يتكلم ابن الجوزي عن علو همته لا نقول له لا يحل لك أن تفعل ذلك ولا أن تمدح نفسك، لا، قد يضطر العالم إلى هذا .
الخطيب البغدادي :في كتاب الموضِّح لأوهام الجمع والتفريق، وهذا الكتاب نادر والخطيب الحقيقة رجل مبتكر ومبدع، كل مصنفات الخطيب أبكار، حتى قال ابن نُقطه كل من جاء بعد الخطيب فهو عالة على كتبه .
موضوع كتاب السابق واللاحق للخطيب البغدادي.
موضوعه راويان تباعدت وفاتهما وكلاهما يروي عن شيخ واحد ،فيقول مثلاً : سفيان بن عيينة روى عنه فلان وروى عنه فلان وبين وفاتيهما مائة عام كيف يتأتي ذلك؟ فلان وفلان الاثنين ما بين الوفاة حوالي مائة سنه وهم الاثنين أدركوا سفيان بن عيينة، لو أن الكتاب ليس موجوداً عندي أنا سأحكم قطعًا بالانقطاع ما بين هذا الراوي وبين سفيان، أقول من أين أدركه، لأ، فهذا عالج هذه المسألة وأورد رواة كثيرين مما يبهرك مما يدل على سيلان ذهنه وكثرة محفوظه ،كل كتب الخطيب البغدادي من الكتب المبدعة التي لم يسبقه أحد أبدًا في كتابتها منها .
موضوع كتاب( موضِّح أوهام الجمع والتفريق)
كتاب (موضِّح أوهام الجمع والتفريق) هذا الكتاب تعقب فيه البخاري، تعقبه في التاريخ الكبير من الذي يتعقب البخاري؟ البخاري هذا جبل الحفظ وإمام الدنيا.
البخاري له ثلاث تواريخ، التاريخ الكبير، والتاريخ الأوسط، والتاريخ الصغير طُبع التاريخ الكبير والأوسط ولم يطبع الصغير، انتشر قديمًا باسم التاريخ الصغير ولكن العنوان خطأ، التاريخ الأوسط وليس الصغير، جمع ما ينبغي أن يُفرق وفرق ما ينبغي أن يجمعه، ولم يطبع الصغير، طبع انتشر قديمًا باسم التاريخ الصغير ولكن العنوان خطأ، هذا التاريخ الأوسط وليس الصغير.
التاريخ الكبير وهو موضوع الخطيب، ساعات يكون الراوي له كنيه أو يكون راويان الاثنين يتفقون في أسمائهم وأسماء أبائهم وأجدادهم وقد يتفقون في الكنية، عبد الله بن زيد مثلاً بن درهم أبو بكر ،ثم يكون اسم الثاني مثلاً عبد الله بن زيد بن درهم أبو بكر فيظنهما البخاري رجلاً واحدًا، الخطيب يقول لا هذين اثنين، الأولاني من قبيلة كذا، والثاني من قبيلة أخرى، البطن الذي ينتسب إليه هذا الرجل غير البطن الذي ينتسب إليه الآخر،، ويثبت بالدليل أنهما اثنين، فالبخاري جمع المتفرق ويمكن أن يعمل العكس يفرق الراوي الواحد يظنه راويين، هذا الموضوع الذي من أجله عمل الخطيب البغدادي الكتاب .
قال الشيخ ابن عبد الرحمن بن يحي ألمعلمي: الذي نشر هذا الكتاب قال: إن من حق الخطيب البغدادي على نفسه أن يظهر ما عنده من العلم لا سيما أن الخطيب تعرض لحملة ظالمة، وهو الإمام الكبير الذي شرُفت بغداد في زمانه به كانوا يتهمونه بمحبة الولدان وأنه كان يشرب المسكر، مالذي يدُل علي أنه كان يشرب المسكر؟ قال أن شخصاً ما مرَّ عليه قال له سلام عليكم، كان تائهاً ولم يرد عليه، فطالما أنه تائه معني ذلك أنه يشرب المُسكر، ويذهب للخطيب ويخبره بأنه قابله وهو سكران أعداء الخطيب يأخذوا هذا الأمر، ويقولون أن الخطيب البغدادي سكران ويدونونها في الكتب ،فلما تعرض هذا العالم الجليل إلى هذه الحملة من التجهيل، ألمُعلِّمي يقول من حق الخطيب على نفسه أن يظهر ما عنده من العلم.
ولا زال الناس يستعظمون أن تتعقب الكبراء .
ابن قتيبة لما تعقب أبا عبيد في غريب الحديث كانوا سيدبحوا بن قتيبة، مع أن ابن قتيبة أهل أن يتعقب أبا عبيد في غريب الحديث ،ابن قتيبة كتب مقدمة رائعةً تسيل رقه وهو يدافع عن نفسه أنني ما قصدت أن أذري على أبا عبيد، إنما قصدت زينه، لأن الغلطة في كتابه عندما تصلح سيصل كتابه إلى درجة الكمال بخلاف ما إذا تُركت في الكتاب .لكن أبا عبيد كان عالي القدر، أبو عبيد من طبقة أحمد بن حنبل ويحي بن معين، وكان أحمد يجله غاية الإجلال، حتى أنهما سمعا منه كتاب غريب الحديث قالوا له سمعنا الكتاب كي نأخذ منك ونرويه، فلما شرع يقرأ يأتي بالمادة اللغوية ويريد أن يستدل لها بالإسناد فقال له يحي بن معين نحن أعلم بالإسناد منك، فقرأ عليهم أبو عبيد الكتاب بغير أسانيد، لذلك لما طُبِعَ الكتاب في الهند الحقيقة وضعوا أسانيد الكتاب في الهامش، لأن الكتاب قرأ بغير أسانيد، لكن أبو عبيد صنف الكتاب أصلاً بالإسناد، فالكتاب كان موجود له أكثر من نسخة، نسخة مجردة الأسانيد التي قرأها، والنسخة الأخرى المسندة فوضع الإسناد في هامش الكتاب .ولما، سُئِلَ إبراهيم الحربي عن أبا عبيد قال: جبل نُفِخَ فيه الروح، هذه تزكيةً عاليةً جدًا أحيانًا الإنسان إذا تعرض للتجهيل يجوز له من غير كبر ولا علو أن يظهر ما عنده من العلم
مرة بعض العلماء الحقيقة أنا نسيت اسمه الآن، وأنا بتكلم حكايته قفزت إلى ذهني كان هذا الرجل رجلاً كبيرًا فاضلاً و كان في مجلس أحد الشيوخ قال فغلبني الضحك على حاجه معينه زمان وحاول يكتم نفسه ويكتم في روحه، لكن فجأة انفجر ضاحكًا وسط الحلقة، فالجلوس في الحلقة لاموه، وأن ما فعله قلة أدب، وكيف تفعل مثل ذلك،، فلما أكثروا عليه قال: والله ما من واحد منكم بما فيه شيخكم إلا تمني أن يجلس تحت قدمي، أنتم تظنون بمجيئي للسماع، أنني لا شيء،لا تذكروا لي متنًا إلا ذكرت لكم إسناده، وأظهر ما عنده من العلم لما أكثروا من اللوم عليه، قال ذلك القول، قال لهم أنتم وشيخكم كلكم المفروض أنا أجلس وأنتم تتعلموا منى لأنه تعرض لحملة من التجهيل والتبكيت ،فأراد أن يظهر ما عنده، إذن المسألة فيها تفصيل، من هذا الباب يدلف بعض الناس إلى مسائل الواحد يرشح نفسه ويعمل لافتات وانتخبوني ويقول( وأما بنعمة ربك فحدث)ويبتدئ الإنسان يمدح نفسه ويوسف عليه السلام قال( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)، فيجوز للإنسان في هذه الحالة أن يطلب لنفسه إذا علم أنه أهل لمثل هذه المسألة يجوز أن يطلب لنفسه هذه الولايات،يذكرونه في هذا الباب.
س:هل يجوز أن يمدح المرء نفسه وأن يذكر ما عنده من الفضائل أم لا؟
يقول هذه المسألة مُختَلف عما نتكلم فيه وإن كانت تمد إليها بسبب، لكن الأصل عندنا أنه لا يجوز لأحد أن يتصدر لطلب الولاية، في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري قال: (جَاءَ رَجُلَانِ مِنْ الْأَشْعَرِيِّينَ مَعِيَ لَأَذْهَبَ بِهِمْ إِلَىَ رَسُوْلِ الْلَّهِ ﷺ قَالَ: فَذَهَبْنَا إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ يَسْتَاكُ، وَإِذَا شَفَتَيْهِ قَلَصَتْ عَنِ الْسِّوَاكِ) حتى الإمام النسائي رحمة الله عليه له نظر في المسألة، بوب علي الحديث يقول: هل يجوز أن يستاك الإمام بحضرة رعيته ؟ لماذا قال النسائي ذلك ؟ لأن الإمام له حشمه السواك يذهب به في فمه ويجيء وحتى في الحديث كان يقول عا عا، أو أع أع، على حسب الراوي الجماعة الرواة لم يضبطوا الكلمة أحدهم نقلها عا عا وآخر نقلها أع أع القصد منه أنه كان فيه ماء، فهل هذا يحط من قدر الإمام ومن هيبته ،إذا فعل ذلك في حضرة الرعية، طبعًا واضح من الحديث أنه يجوز لأن النبي ﷺ كان يستاك وهما داخلين عليه .فقال أبو موسي فإذا هما يطلبان العمل، أبو موسى شعر بحرج، (وَقَال وَالْلَّه يَا رَسُوْل الْلَّه مَا أَطْلَعَانِي عَلَى مَا فِي نَفْسَيْهِمَا فَقَال رَسُوْل الْلَّه ﷺ إِنَّا لَا نُوَلِّي عَلَى عَمَلِنَا أَحَدا طَلَبِه، ثَم قَال لِأَبِي مُوْسَى الْأَشْعَرِي اذْهَب أَنْت إِلَى الْيَمَن)ثم أردفه معاذ بن جبل .، أو أنه ذهب معاذ ثم ذهب أبو موسى الأشعري، بمجرد أن ذهب، أبو موسى الأشعري عند معاذ وجد رجلاً مقيداً تقريبًا أو جالساً قال له ما هذا قال بدل دينه قال والله لا أجلس حتى يُقتل ،قضاء رسول الله ﷺ .
وجه الدلالة: (إِنَّا لَا نُوَلِّي عَلَى عَمَلِنَا أَحَدا طَلَبِه) في حديث عبد الرحمن بن سُمُرة قال له النبي ﷺ( يَا عَبْدَ الْرَّحْمَنِ لَا تُطْلَبُ الْإِمَارَةِ، فَإِنَّكَ إِنْ طَلَبْتَهَا لَمْ تُعَنِّ عَلَيْهَا وَإِنْ لَمْ تَطْلُبْهَا أُعِنْتَ عَلَيْهَا)أظن إن فيهأأ إذا ترفع الإنسان عن هذه المسألة حًظِيَ بها، ويحصُل علي ثقة الناس، لكن مع القتال كي يصير عضو في مجلس الشعب ومجلس الشورى، لماذا يتقاتلون؟ وقد تصل إلى ضرب النار، وينفقون الملايين، وهناك أحد أعضاء مجلس الشعب في الدورة الماضية صرَّح في حديث صحفي نشر في الجرائد أنه صرف في الدعاية الانتخابية ثلاثين مليون، من أين أتي بهم ولماذا صرفهم؟ و هل صرفهم من أجل أن يأتي بحق الفقير؟ فالأولي لو كان صادقاً فيما يقول صرفهم علي الفقراء والمرضي والمساكين، ورصف الطرق وبناء المستشفيات، ثم بعد مدة، يصير الثلاثين مليون ثلاثمائة مليون في جيبه.
ثم سرد الشيخ حفظه الله قصة من تقدموا للانتخابات في أحد الأعوام
كان اسمه موسى من حوالي عشر سنين كتب (يا موسى أقبل ولا تخف) وكانت اللافتة معلقة قرب الجمعية الشرعية، واحد من عندنا هنا من كفر الشيخ ،( يا موسي أقبل ولا تخف) فالذين يقتتلون على هذا الصواب أن يُمنعوا، هكذا تقول الشريعة، إنما(اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)، يوم تترجح المصلحة ويعلم الإنسان أنه سيفعل شيئًا، لكن هؤلاء لا يفعلون شيئًا مطلقًا، وأنتم تعرفون القصة، وأنا لست محتاجًا أن أفيض فيها ولا أتكلم ولا أبين، لكن قصة( اجعلني على خزائن الأرض) وإن الواحد يقول أنا أترشح و هذا الكلام، لأ، لما نرقب فيه الدين ونعلم منه الصلاح لو كان كذلك أنا ما أعتقد أبدًا أن يخالف الأدلة الشرعية وأنه يذهب يرشح نفسه ويقول أنا أمين وأنا كذا وأنا كذا، وما كثُرَ سُرّاق الصناديق إلا بعدما ظهرت وظيفة أمين الصندوق، وهو من ينظف الدرج .
ابن الجوزي رحمه الله تعالى :لما مدح همته أراد أن يكون ناصحًا ابتداءً وأراد أن يظهر ما عنده من الهمة لأنه كان تعرض لمسألة هوان في أيام حياته .
يقول رحمه الله تعالي: (فَإِن عَرَضَ لِي ذُو هِمَةٍ في فنٍ قد بَلَغَ مُنتَهَاهُ رَأيتَهُ نَاقِصًَا فِي غَيرِهِ فلا أَعُدُ هِمَتَهُ تامة) هذا الكلام ليس على إطلاقه، بل تخصص إنسان في علم ما وصل إلى دقائقه فهذا من علو همته بلا شك، وأنه ليس من شرط العالم أن يكون ملمًا بكل شيء، وإلا فعلماؤنا الأقدمون كانوا في كل فنٍ لهم سهم، إذا كان محدثًا تراه فقيهًا له مشاركة قويه له مشاركة قوية في الفقه، ولكن لا يذكر في الفقهاء لأنه غلب عليه علم الحديث .
من الظلم الذي تعرض له الخطيب:
أنه غضب عليه الشافعية والحنابلة لأنه لما صنف تاريخ بغداد وذكر أحمد بن حنبل، قال سيد المحدِّثين أحمد فغضب عليه الحنابلة إذ لم يذكره بالفقه، كان المفروض تقول سيد المحدثين والفقهاء أحمد بن حنبل إذا عددناه في الطبقات محدث أم فقيه أكثر محدث بلا شك ،كتاب المسند دليل على ذلك، ولم يكن أحمد يحب التصنيف في الكتب، كان يكره التصنيف، كتابة الكتب، إنما فقهه في المسائل، مسائل صالح ومسائل عبد الله ومسائل الخلال والمروزي، فلما ذكر الخطيب الشافعية قال تاج الفقهاء، غضب عليه الشافعية قالوا لماذا؟ لم يقل والمحدثين؟ طالما لم تذكر والمحدثين، تكون جردته من الحديث، ما الذي تريدوني أن أقله؟، قول تاج الفقهاء والمحدثين فغضب عليه هؤلاء وغضب عليه هؤلاء العالم إنما يصّنف على حسب ما يغلب عليه .
شيخ الإسلام ابن تيميه: فقيه ابن القيم فقيه، ومع ذلك الذهبي المحدث يقول عن ابن تيميه كل حديث لا يعرفه ابن تيميه فهو ليس بحديث، يشير إلى سعة محفوظة من الحديث، ومع ذلك أنا لو صنفت طبقات سأضع ابن تيميه في الفقهاء .
الحافظ بن حجر العسقلاني:محدث طبعًا، ومع ذلك اقرأ له مثلاً كتاب فتح الباري و كيف يعالج المسائل الفقهية بقلم رشيق بدون أنت من خلالها تعرف قدر الإمام الحافظ بن حجر العسقلاني .
العراقي: محدث طبعًا ،كان له في الفقه كلام ،تريد أن تعرف العراقي فيه كتاب مطبوع اسمه (طرح التفريد شرح التقريب) الحافظ زين الدين العراقي ألف أوله ثم مات فأكمله ابنه ولي الدين ولي الدين العراقي، نسج على منوال أبيه، اقرأ أول عشره خمسة عشر حديث في الكتاب، تري فقه العراقي، ومع ذلك إذا صنفناه، نجعله في جانب المحدِّثين وليس في جانب الفقهاء .
إذاً كلام ابن الجوزي ليس على إطلاقه لا يلزم أن أكون محدث في كل حاجه، ابن الجوزي لم يكن هكذا في كل العلوم، لكن قال: أُرِيدُ الاستِقصَاءِ في كُلَ فَنٍ وأعلم أن العُمرُ يعجز عَن تحصيل بَعضِهِ، لكن هذه همة نفسه التي هو منها في عذاب كم قال يعني في أول الكلام.
إنتهى الدرس السادس. |
|
