أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الدرس (21) من مدرسة الحياة السبت 14 مايو 2011, 10:44 pm | |
| فهذا مجلس من كتاب صيد الخاطر لأبي الفرج بن الجوزي رحمه الله تعالى والذي اصطلحنا على شرحه تحت عنوان مدرسة الحياة . يقول بن الجوزي رحمه الله: مَن تَأَمَلَ بِعَينِ الفِكرِ دَوَام البَقَاءِ فِي الجَنةِ في صَفَاءٍ بِلَا كَدَرٍ وَلَذَاتٍ بِلَا انقِطَاعٍ وبِلُوغِ كُلِ مَطلُوبٍ لِلنفسِ والزِيَادَةِ مِما لا عَينٍ رِأَت ولا أُذُنٌ سَمِعَت ولا خَطَرَ علي قَلبِ بَشر مِن غَيرِ تَغييرٍ ولا زَوَال إِذ لا يُقَالُ أَلفُ ألفِ سنة وَلا مَائةُ ألفِ ألف، بَل ولَو أَن الإِنسانَ عَدَ الأُلوفَ أُلُوفِ السنين لَانقَضَى عَدَدُهُ وكَانَ لَهُ نِهَاية وَبَقَاءُ الآَخِرَةِ لَا نَفَاذَ لَهُ، إَلَا أَنهُ لا يَحصُلُ ذلك إِلا بِنَقضِ هَذا العُمُر. وَمَا مِقدَارِ عُمرٍ غَايَتَهُ مِائةُ سنة مِنهَا خمسةَ عشرَ صَبوَةُ وجَهل وثَلاثُونَ بَعد السبعِينَ إِن حَصَلَت ضَعفٌ وَعَجز والتوَسِطُ نِصفَهُ نَوم وبَعضُهُ زَمَانِ أَكلٍ وشُربٍ وَكَسبٍ والمُنتَحَلُ مِنهُ لِلعِبَاداتِ يَسير، أَفَلَا يُشتَري ذَلك الدَائِمُ بِهَذا القَلِيل ,إِن الإِعرَاضَ عن الشِروعِ فَي هذا البَيعِ والشِرَاءِ لَغَبنٌ فاحشٌ في العقلِ وخَللٌ دَاخِلٌ في الإِيمانِ بِالوَعدِ، فإِن مَن يَدرِي كَيفَ يُعقَدُ البيعُ بالعلمِ هو الذي يَدُلُ عَلي الطرِيقِ ويَعرِفُ مَا يَصلِحُ لَهَا ويَحذَرُ مِن قُطَاعِهَا ,وَلَقد دَخَلَ إِبلِيسُ عَلي طَائِفَةٍ مِن المُتَزَهِدِينَ بِآَفَات أَعظَمُهَا أَنهُ صَرَفَهَم عن العِلمِ فَكَأَنَهُ شَرَعَ في إِطفَاءِ المِصبَاحِ لِيَسرِقَ في الظُلمَةِ حَتَى إِنهُ أَخَذَ قَومًا مِن كِبَارِ العُلمَاء فَسَلَكَ بِهِم مِن ذَلِك مَا يَنهَي عنهُ العِلم ,فَرَأَيتُ أبا حَامِدٍ الطُوسِيَ يَحكي عن نَفسِه في بَعضِ مُصَنفَاتِهِ قَال شَاوَرتُ متبوعًا مُقَدمًا مِن الصُوفِيةِ في المُوَاظَبَةِ على تِلَاوَةِ القُرءَان فَمَنعنِي مِنهُ وقال السبيلُ أن تَقطعَ عَلَائِقَكَ مِن الدُنيَا بِالكُلِيةِ بحَيثُ لا يَلتَفِتُ قَلبُكَ إِلى أَهلٍ وولدٍ ومالٍ وَعِلم، بَل تصيرُ إِلي حَالةٍ يَستَوي عِندكِ وجُودِ ذلك وعَدَمُه، ثُم تَخلُ بِنَفسِكَ في زَاوِية، فَتَقتَصِرُ مِن العِبادةِ على الفَرائِضِ والرَوَاتِبِ وتَجلسُ فَارِغَ القلبِ ولا تَزَالُ تقولُ: الله، الله، الله، الله إلي أن تَنتَهِي إِلَي حَالَةٍ لَو تَرَكتَ تَحرِيكَ اللِسان رأيتَ كَأنَ الكلمةَ جَاريةً على لِسَانِك ثم تَنظُرَ ما يُفتَحُ عليكَ مِمَا فُتِحَ مِثلُهُ عَلي الأنبياءِ والأولياء . قُلتُ: وهذا أمرٌ لَا أَتَعَجَبُ أَنا فِيهِ مِن المُوصِي بِهِ وَإِنمَا أَتَعَجَبُ مِن الذِي قَبِلَهُ مع مَعرِفَتِهِ وفَهمِه، وهل يُقطعُ الطريق بِالإِعرَاضِ عن تِلَاوةِ القُرءَان، وهَل فُتِحَ لِلأَنبياءِ ما فُتِحَ بمُجَاهَادَتِهِم ورِيَاضََتِهِم، وهل يُوثَقُ بِمَا يَظهرُ مِن هَذِهِ المَسَالِك، ثُم مَا الذِي يُفتَح ؟ أَثَمَ ٌ اطلاعٍ علي عِلمِ الغَيبِ أَم هُو وَحي، فهَذَا كُلَهُ مِن تَلاعُبَ إبليسَ بِالقَومِ وَرُبَمَا كان مَا يَتَخَايَلُ لهم مِن أَثَرِ المَانُوخُولِيَا أو من إبليس . فَعَليكَ بِالعلمِ وانظُر فِي سِيرِ السلف، هَل فَعَلَ أحَدٌ منهم مِن هذا شَيئًا أَو أَمَرَ بِه وَإِنمَا تَشَاغَلُوا بِالقٌرءَانِ والعِلم فَدَلَهُم على إِصلَاحِ البُوَاطِنِ وَتَصفِيَتِهَا . نَسألُ الله عَزَ وَجَلَ عِلمًا نَافِعَا ودَفعًا للعَدوِ مَانِعا إِنهُ قَادِر. س: ماعصب هذه الخاطرة؟ عصب هذه الخاطرة يدور حول سلامة العقل وأن المرء إذا سَلِمَ له عقله سَلِمَ له قلبه، لأن مستقر العقل في القلب،وليس في الرأس، مثلما يقول كثير من الناس ,ليس عندك عقل ويشير لرأسه، لا، الرأس فيها مخ ولكن العقل في القلب، قال تعالي:﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ﴾(الحج:46)، فجعل العقل في القلب وقال تعالي:﴿ فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾(الحج:46)، والنبي- عليه الصلاة والسلام- في حديث النعمان بن بشير الذي أوله " الحلال بين والحرام " بين وأشار إلي هنا إلي نياط قلبه، قال:" ألا إن في الجسد مضغة إن صلحت صلح سائر الجسد وإن فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب " . وفي حديث أبي سعيد وغيره وهو في الصحيحين في صفة الخوارج قال النبي ﷺ مخاطبًا أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة العباد الزهاد الذين لا أعبد منهم قال:" يَخْرُج مِن ضُئِدّد هَذَا - أي من أصله – الضئد: التي هي الخصية أي من أصله، يَحْقِر أَحَدُكُم صَلَاتَه إِلَي صَلَاتِهِم، وَصِيَامَه إِلَي صِيَامِهِم، يَقْرَءُوْن الْقُرْءَان لَا يُجَاوِز حَنَاجِرَهُم "، حركة اللسان في الفم، لا يجاوز الحنجرة، المفروض الواحد يقرأ القرءان عندما يحب يستطعم القرءان، إلى أين يذهب ؟، ينزل للقلب، لا، هذا فيه سد، فيه هنا سد مانع ما بين اللسان وما بين القلب " يَقْرَءُوْن الْقُرْءَان لَا يُجَاوِز حَنَاجِرَهُم يَخْرُجُوْن مِن الْدِّيْن كَمَا يَخْرُج الْسَّهْم مِن الْرَّمِيَّة...إلى آخر الحديث " . فإذًا سلامة العقل: هي سلامة القلب إذ أن العقل في القلب وهذا رأي أكثر أهل العلم .
من أسماء العقل . ( عقل) لأته يعقل صاحبه ويكتفه عن القبائح ، وفي الحديث أعقلها وتوكل ويقال: عقل بعيره كتفه، . ( حجر) لأنه يَحجُر علي صاحبه فيمنعه من التصرف الحجر﴿ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ (الفجر:5) الذي هو عقل . ( نهيا) ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأولِي النُّهَى ﴾ (طه:128)، اسمه نهيا لأنه ينهي صاحبه فلا يتلبس بالقبائح والفواحش ... إلى آخره . ( لب)، اللب: الذي هو الخلاصة، وخلاصة الشيء لبه . هذه كلها أسماء العقل، فيكون العقل مانع لو الإنسان عنده عقل يمنع . بن الجوزي هنا عمل حسبه للتجار قال:الآن نحن أمام شيئين: الأول: دار لا زوال لها ولا كدر فيها ونعيمها مستمر وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر، وهذا كلام النبي- عليه الصلاة والسلام- " فِي الْجَنَّة مَا لَا عَيْن رَأَت وَلَا أُذُن سَمِعَت وَلَا خَطَر عَلَي قَلْب بَشَر " وكما قال بن عباس: ليست في الدنيا من الجنة إلا الأسماء، فيها لبن لكن ليس مثل اللبن، فيها فاكهة ونخل ورمان، فيها أعناب لكن ليس مثل العنب، الاسم فقط، إنما الطعم حتى الذوق نفسه متغير . قالها واحد مرة لبعض العلماء قال( له يا بني ما طَيَبَهُ إلا العافية،) الذي جعلك تستطعمه أنك صحيح الذوق,فيكون حتى الذوق نفسه مائة بالمائة صحيح، لا أمراض ولا أكدار ولا شيء من هذا مع جودتها لا أقدر أن أصفها لك . (وَلَا خَطَر عَلَي قَلْب بَشَر)، وعندما سُئِل النبي- عليه الصلاة والسلام- من قبل أ حدهم( يا رسول الله ثيابنا في الجنة ننسجها بأيدينا أم تفتق عنها ثمار الجنة ؟) أمامك حاجة مثل حبة المانجو هكذا، تتمني أن تلبس هندام جيد، تجد حبة المانجو مفتوحة وتجد الهندام مفصلاً على مقاسك فتلبسها مباشرة . الشاهد من الكلام: هذا الثوب موجود داخل ثمرة من ثمار الجنة هكذا، أم نحن نغزله بأيدينا ؟( فضحك الصحابة، فقال مم تضحكون ؟ من جاهل يسأل عالمًا، يا أعرابي إنها تفتق عنها ثمار الجنة ).فأي شيء يخطر ببالك تجده أمامك . ذات مرة كما في الصحيح حديث أبي هريرة:" أَن رَجُلا فِي الْجَنَّة تَمَنَّى عَلَى الْلَّه، قَال رَبِّي إِنِّي أَشْتَهِي الزَّرْع_نَفْسِي أَفْلَح، وَهُو فِي الْجَنَّة وَنَعِيْمِهَا، يَتَمَنَّى يُفْلِح يَزْرَع الْأَرْض وَيَحْرُث وَيُتْعِب وَيَرَى، فَأَذِن الْلَّه- عَز وَجَل- لَه، هُو رَمْي الْبِذْرَة مِن هُنَا وَجَدَهَا شَجَرَة فَوْرا، فَرَبُّنَا- عَز وَجَل- يَقُوْل لَه: قَال أَفْعَل يَا ابْن أَدَم فَإِنَّه لَا يُشْبِعُك شَيْء، فَقَال رَجُل وَالْلَّه يَا رَسُوْل الْلَّه لَتَجِدَنَّه قُرَشِيا "، هم الذين يحبوا الزرع إنما ليس لنا علاقة بالزرع . هذا وصف كما وصفه الله- عز وجل- وكما قال النبي- ﷺ - هذه العبارة البليغة فيها " فيها مَا لَا عَيْن رَأَت وَلَا أُذُن سَمِعَت وَلَا خَطَر عَلَي قَلْب بَشَر " لا يخطر على بالك أصلاً .
وصف الحور العين في الجنة. زوجتك في الجنة تري مخ ساقيها من وراء سبعون حله، تلبس سبعين جلابية ولما ترى ساقها ترى الذي بداخل الساق، تري الأوردة والأعصاب وغير ذلك، تنظر تجد كل هذا، وهذه الساق عبارة عن زجاج وخلقها كله من الداخل أنت تراه من وراء سبعين حله ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا﴾ (الإنسان:20) لا تصل عينك إلى آخره، لا تقول الشمس تغرب فيه، لا. آخر من يدخل الجنة. آخر رجل يدخل الجنة عنده مثل الدنيا عشر مرات، لم يعمل شيئاَ قط أُحرِقَ في النار وظل يدعو الله- عز وجل- يقول: (يارب أحرقني زكاؤها وقشبني ريحها )أربعين سنة حتى ما أخرجه الله- عز وجل- أول ما خرج منها فقط والتفت إليها قال:" تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاه أحدًا من العالمين" ولا يعرف أن كلهم سبقوه للجنة ويتنعموا علي سرر متقابلين . هو فقط خرج منها، وأنتم تعرفون الحديث، " ظل يتدرج حتى دخل الجنة قال ربي وجدتها ملأى، قال:" أترضي أن يكون لك مُلكُ مَلِكٍ من أهل الدنيا قال أتستهزئ بي وأنت رب العالمين، فضحك النبي ﷺ وقال للصحابة ألا تسألوني مما ضحكت ؟ قالوا مما ضحكت يا رسول الله ؟ قال من ضحك رب العزة لما قال له العبد ذلك، قال أما إني لا أستهزئ بك ولكني على ما أشاء قادر أدخل الجنة ولك عشر أمثالها ". هذا آخر واحد غير المقربين والأخيار والفضلاء والأولياء ، وكل واحد في الجنة له مرتبة، العنب عندك مثل العنب هو العنب لكن الذوق غير الذوق والطعم غير الطعم، الدرجات مختلفة على حسب الأعمال . لو تريد أن تستمتع بالجنة جدًا اقرأ ( كتاب حادي الأرواح إلي بلاد الأفراح ) لابن القيم، وانظر حتى اسمه جميل جدًا، اسمه حادي الأرواح الحادي:هو الجمال الذي يمشي وراء الجمل ويقول يا ليل يا عين ويعمل مواويل، هذا اسمه الحادي . الذين كانوا في الخندق يقولون:"اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا فيخف العمل عنهم، يكون صوته جميل مثل أنجشه، النبي- عليه الصلاة والسلام- وهو يمشي، أظن عائشة وبعض أمهات المؤمنين كن راكبين علي الجمل، فأنجشه صوته جميل وينشد وراء الجمل، فالجِمَال أول ما تسمع هذا الحداء تجد في السير، فقال النبي ﷺ: " لَه رِفْقا يَا أَنْجَشَه رُوَيْدَك رِفَقا بِالْقَوَارِيْر "، لأن الجمل لما يمشي بجديه ممكن يكسر عظم الذي فوقه ,فيقول له: رفقًا بالقوارير، أي صوتك يجعل الجمل يمشي بجديه، فهذا اسمه الحادي، فهذا حادي الأرواح وليس الأجساد، إلي بلاد الأفراح التي لا حزن فيها أبدًأ، فيها وصف الجنة كل شيء في الجنة طبعًا فيها أحاديث صحيحة وفيها أحاديث ضعيفة، لكن حاول تأتي بطبعة محققة هكذا، الحديث الذي ترتاب فيه، أو الذي بن القيم لم يحكم عليه اسأل عنه، فالجنة هذا خلق عظيم يقول بن الجوزي : نريد أن نتأمل ونعمل حسبه هكذا، قال: الجنة التي لا انقطاع لخيرها، ولا موت فيها، ولا مرض ولا، ولا، ولا، ولا، لن أقول لك ألف سنة ولا ألف ألف، ألوف ولا تشريليون ولا هذا الكلام الذي هم يقولوه، ولا التريلونات الذي يقولوها والبليونات التي يقولوها، قال لك لأن طالما قلت واحد، اثنين، ثلاثة، ظللت تعد لابد تصل إلى رقم، مهما كان كبيرًا، ولن تعرف تأتي بالرقم الذي بعده، فيكون له نهاية فالآخرة ليس لها نهاية ,فنريد أن نعمل مقارنة هكذا . لن تستطيع الوصول إلى هذا النعيم الدائم إلا بنقد هذا العمر. ابن الجوزي عمل مقارنة جميلة، قال: لن تستطيع الوصول إلى هذا النعيم الدائم إلا بنقد هذا العمر، أي :تدفع فورًا في الحال وليس النقد ضد النسيئة، نقدًا ونسيئة، نسيئة بالتقسيط يعني، قال لك لا بد أن تنقد هذا العمر أولاً ادفع حالاً ولا تؤخر لكي تأخذ هذا النعيم الباقي، وتعالي يا مسكين لما أقول لك الذي أنت ستنقده لكي لا تقفز وتفكر إن أنت دفعت حاجه خطيرة قوي ,لتكن ابن مائة سنة، خمسة عشرة عامًا صبوة وجهل، وبعد السبعين ثلاثين سنة محني عكاز ولازمتك الأمراض، وأنا فرحت جدًا لما وجدت بن الجوزي يتكلم عنها، الحقيقة في أول مرة أقرأها في كتاب بن الجوزي وأنا أحاول أختار الخاطرة التي أريد أن أقولها اليوم . دراسة جدوي. تعالي نعمل دراسة جدوى حياة إنسان، قلنا سيعيش ستين سنة، يبلغ وهو ابن اثنا عشر سنة، وأحيانًا فيها يوصل لخمسة عشر سنة، وينام عشرين سنة ستين في ثمان ساعات بعشرين سنة، انقضي خمسة وثلاثون سنة، يتبقي له خمس وعشرون سنة، هو عبد طائع مقيم ليس لديه عمل يؤديه إلا إنه يصلي ويأمر بالمعروف ويذكر ربه وهذا الكلام، الذي تبقى له من الخمسة وعشرين سنة ستجد منهم اثنين وعشرين سنة عمل وفسح وساعات يكون نومه ثقيل أو عاطل أو لا يجد عمل، فيكون العشرين سنة الخاصة بالنوم تزيد قليلاً . لو افترضنا جدلاً أن هو خمسه وعشرين سنة عابد زاهد ليس له مثيل في الدنيا كلها، هي خمسة وعشرين لا تساوي شيء ,فهذا هو الزمن الفعلي الذي تحاسب عنه يوم القيامة . قال ﷺ: " رُفِع الْقَلَم عَن ثَلَاث عَن الْصَّبِي حَتَّى يَبْلُغ – يَحْتَلِم- وَالْنَّائِم حَتَّى يَسْتَيْقِظ " الشاهد من الحديث :أن الإنسان لا يحاسب علي شيء في فترة نومة ومامدام لم يحتلم . فهل يليق برجل يفهم في الحساب واحد زائد واحد يساوي اثنين ممكن يضيع عمره كله من أول ما يموت تأخذه الزبانية وتفتح له عين من جهنم والشجاع الأقرع الذي هم من الأول يقولوا لنا لا تتكلموا عن الشجاع الأقرع، لا، لابد أن نتكلم، نحن لا نرى الناس أهل زهد قوي وعباد ومجافين عن الدنيا لكي تظل تكلمه عن الجنة، لا، لازم تعطيه سنة خوف حتى يفيق من غفلته، فيه شجاع أقرع وفيه منكر ونكير، وفيه ضمة القبر التي لابد أن يأخذها، كل بني آدم الاستقبال لهم حتى تختلف أضلاعه عن بعضها، والنبي ﷺ قال: " لَو نَجَا أَحَد مِن ضَمَّة الْقَبْر لَنَجَا سَعْد بْن مُعَاذ " وأنتم تعرفون سعد بن معاذ، وقدر هذا السيد الجليل الذي اهتز له عرش الرحمن يوم مات، وعرش الرحمن هذا خلق عظيم، السموات والأرض بجانب العرش كحلقة في فلاه . لو هذه الدنيا كلها صحراء أحضرت أنت حلقة هكذا من حديد ورميتها في الصحراء، هذه السموات والأرض بجانب العرش، يقوم العرش الذي تمدح ربنا- عز وجل- وامتدح نفسه أنه استوي عليه يهتز لموت عبد ومع ذلك يضم القبر . يقول أنه تضايق علي هذا العبد الصالح قبره ثم فرج عنه، هذا أول استقبال ثم يقام للحساب ويسأل عن كل ثانية في حياته، فالأمر جد كله لا لعب فيه، لما يأخذ له من هنا إلي أن ينفخ في الصور، كم سنة يا سيدي ؟ خفف الوطء فلا أري أديم | الأرض إلا من هذه الأجساد |
ثم أين القبور من عهد عاد وثمود ما هي موجوة في الأرض مدفونين فيها، الأرض التي نحن عليها الآن قد دفن فيها ناس، قال الله عز وجل:﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ﴾ (المرسلات:26)، جمعناه من على ظهرها وجمعناهم في بطنها، فاليوم أنا سأعيش خمسة وعشرين سنة، واحد منعم ممتاز الدنيا في يده والفلوس في يده والحكم في يده، إذا عمل هكذا لأي واحد يموت فورًا، اقتلوه يموت فورًا . خمسة وعشرين سنة نعملها بحسبة التجار يأخذ مقابلهم خمسة وعشرين سنة عذاب في القبر، من العاقل الذي يعمل هذا، ولا ثانية يستحملها، لأن الذي فات مات مثل ما الناس تقول، أنت ما بين ثلاث لحظات، ما بين أمس واليوم وغد، أمس مضى لا أبحث عليه ليس لك، وغدٍ ليس لك ممكن تصبح الصبح تموت ليس لك، ما الذي بقي لك من حياتك؟ يومك وممكن ألا تكمله . ما الذي بقي لك من حياتك ؟ لحظتك، لا تقول يومك لأن بقية اليوم ليس لك، لحظتك التي نعيشها الآن هذه اللحظة هي هذا الذي تملكه على الحقيقة واللي فات مات . سل أي مريض غاب عشرين سنة علي السرير نائم حتى أصيب بقرح الفراش ثم عافاه الله- عز وجل- ويعمل الآن في كمال الأجسام يعمل هكذا وهكذا، إسأله عن العشرين سنة التي كان نائم فيها علي السرير، راحوا، اتنسوا . الإنسان ابن اللحظة التي يعيشها. هات أي واحد من هؤلاء، فتوة ومرض ونام على السرير ينسى الصحة، أي أنت ابن لحظتك، فنحن ينبغي أننشغل العقل الذي مستقره القلب، لكي قلبنا ينصلح، الحسبة التي عملها بن الجوزي هذه والتي نحن نعملها . إذًا أنت تحاسب عن عمرك الفعلي وهو خمسة وعشرون سنة كلما يزيد العمر سيزيد خمس سنين، ست سنين، تسأل عن كم سنة، خمسين سنة، أنظر أهالينا ميتين منذ كم، أجدادنا وأجداد أجدادنا، والله أعلم متى تقوم الساعة .ولما تقوم الساعة يقف عريان هكذا لا قلب له من الرعب كما قال تعالي: ﴿ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾(إبراهيم:42) وكما قال تعالي: ﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا ﴾(القصص: 10) ليس عندها قلب ﴿ إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ ﴾ من كثرة الرعب وقلبها طار لأجل ابنها وإنه في أيد فرعون، كادت أن تقول هذا ابني، أنت تعرف لماذا ؟ أنت عارف لما يتوه لك ولد ولا تعرف أن تجده تتمني أن يموت وأن تدفنه بيدك لكي تستريح، لأنك تقول يا تري فين ؟ يا تري يأكل ولا يشرب ولا أخذوه وباعوه قطع غيار، ولا عملوا فيه إيه بالضبط ولا إيه ولا إيه، الهواجس والشيطان يلعب بك، تقول أنا لو دفنته بيدي أستريح ,أم موسي كانت هكذا ليس لها قلب وهذا خوف غالي ابن، هذا رعب . شعار الأنبياء يوم القيامة. كل نبي يقول نفسي نفسي اللهم سلم سلم، شعار الرسل يومئذٍ سلم سلم، واستوفي الله عز وجل غضبه يوم القيامة، ما استوفي الله غضبه في الدنيا، لو استوفاه في الدنيا ما قبل من أحدٍ توبة تائب ولأخذ كل مذنب كما قال تعالي:﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ ﴾ (فاطر: 45) حتى الخرفان والكباش والبهائم الذين ينطح بعضهم بعض كما قال النبي ﷺ لأبي ذر وشاتين ينطح أحدها الأخرى قال:" يَا أَبَا ذَر تَدْرِي فِيْمَا يَتَنَاطَحَان ؟ قَال: لَا يَا رَسُوْل الْلَّه، قَال إِن رَبَّك يَعْلَم فِيْمَا يَتَنَاطَحَان وَسَيُفْصَل بَيْنَهُم ".لما الرب يفصل بين البهائم ويقتص للجنحاء من القرناء، يقتص من التي لها قرون والجماء تنطح القرناء يوم القيامة، وبعدما يتم هذا العدل الإلهي يقول الله عز وجل كونوا ترابًا فحينئذٍ يقول الكافر يا ليتني كنت ترابًا . يتبع إن شاء الله... |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الدرس (21) من مدرسة الحياة السبت 14 مايو 2011, 10:50 pm | |
| فالمسالة طويلة وجسيمة فينبغي أن تلقي الله- عز- وجل بوجه أبيض، أحسبها صح، مثلما تحسبها بالدرهم وتدخل السوق والمليم، والحق والمستحق وغير ذلك، وإذا ضاع منك دينار ولا درهم لا تنام الليل لأنك خسران.
انهيار الإقتصاد الأمريكي. والنظام العالمي الجديد، يكلمني ناس من أمريكا ويريدون يأتوا يقول لي أنا أريد أجيب والله هدايا للأولاد، ليس أولادي، إنما أولاده هو، لكن المشكلة إن أنا خائف أشتري ملابس مستعمله، قلت له كيف؟ قال الآن الملابس المستعملة التي كانوا يلبسونها يكووها بالبخار ويحطوها في أكياس ويعرضوها في المحلات للبيع من كثرة الجوع والبطالة، اللهم زدهم .
يبيع ملابسه، وملابس أولاده يبيعها، والاقتصاد واقع، سبعة تريليون عجز في الميزانية.
الاقتصاد القومي الأمريكي، الناتج القومي في أمريكا أربعة تريليون أو خمسة تريليون فقط، هذا العجز سبعة قبل ما الناتج القومي يطلع، فهذا فقر عاجل، قال لك الأزمة تدخل علينا ولا تزال في أولها، وفيه كيانات اقتصادية بالمليارات سقطت هكذا، نحن دول مستهلكه المادة الخام لا توجد، والناس يفلسوا الآن، لا، أنا أتكلم علي أغلي بضاعة في العمر في الدنيا وهي الزمن العمر.
يقول بن الجوزي: ( َمَا مِقدَارِ عُمرٍ، واحد يعيش غَايَتَهُ مِائةُ سنة مِنهَا خمسةَ عشرَ صَبوَةُ وجَهل وثَلاثُونَ بَعد السبعِينَ إِن حَصَلَت) وعاش لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول:" أَعْمَار أُمَّتِي مَا بَيْن الْسِّتِّين إِلَي الْسَّبْعِيْن وَأَقَلُّهُم مَن يَتَجَاوَز ذَلِك " قال لك التوسط الذي هو لب العمر (نِصفَهُ نَوم وبَعضُهُ زَمَانِ أَكلٍ وشُربٍ وَكَسبٍ والمُنتَحَلُ مِنهُ لِلعِبَاداتِ يَسير) ليلة أمس واحدة تسأل سؤال تقول: الآن أنا أذهب إلى دروس جغرافيا وتاريخ ودراسات وغبر ذلك، فانا أصلي الفرض فيأتي ميعاد الدرس، ولا أستطيع أن أصلي السنة، فهل أنا علي شيء ؟ قلت لها أنت تذهبين درس ماذا ؟ قالت: درس إنجليزي ودرس رياضة، قلت لها:لو أنت قعدتي من التعليم خالص، جاء في دماغك أنك لن تذهبي إلى التعليم نهائيًا ما الذي يحصل في الدنيا، قالت ولا حاجه، قلت لها ماشي، لما تسيبي سنه بعدها سنه ثم سنه بعدها سنه إيه الذي سيحدث لك ؟ سكتت لأنها لا تعرف الجواب أو تعرف الجواب ولا تستطيع أن تقول، فأنا لا أفهم لكي ألحق درس المدرس أضيع سنه، دي اسمها سنه، والفرض نحن لا نأتي به، حلو قوي، أنت يكون عقلك في كل واد منه شعبه وأنت تصلي، فيقوم يجبر هذا الكسر وهذا العجز في الفريضة بالنوافل التي أنت تعملها . تكون درجتك صفر علي عشرة أو نص علي عشرة وليس لك نوافل ترفع حتى الفرض لثلاثة من عشرة، هذا هو الإفلاس، ولماذا الآباء عملوا في الأولاد هكذا، الأب لا يسأل ولد عن الصلاة إلا لمامًا، ولا يسأله صليت في الجماعة أم لا، أهم حاجه الدروس، لماذا ؟ لكي يدفع فلوس، أنا أدفع فلوس وتهرب من الدرس، أنا أدفع فلوس وأشتغل ورديه واثنين وثلاثة وأربعة وتسقط، هذا هو الكلام عندما يحاسب ابنه. فانظر إليه كيف نظر إلى الدينار والدرهم ولا ينظر إلى من سيتعلق برقبته يوم القيامة لو هو على مستواه الشخصي أخذ عشرة علي عشرة . لذلك قلت لك محنتك كبيرة وحملك ثقيل، تسأل عن نفسك الأول، إن نجوت تسأل عن زوجتك. المرة القادمة إن شاء الله إن ربنا أحيانا يعني سأخرج عن المألوف وسأقرأ لكم حكاية أنا قرأتها من زمان من حوالي عشرين سنة فقط وأنا أقلب أمس، وأنا أبحث في الخطبة أريد أن أحضر المعاني والكلام وقع الكتاب تحت يدي . الكتاب لمصطفي لطفي المنفلوطي، طبعًا بكل أسف هذا الجيل لا يعرفه، مصطفي لطفي المنفلوطي هذا أنا فتحت عيني عليه وأنا في الصف الثاني الإعدادي، وجدت كتاب اسمه الفضيلة لا أنساه أبدًا، قرأته ما فهمت منه حرفًا، فضلت وراءه لأني أحسست أن الكتاب له قضية، لكن المنفلوطي مشكلته لما يدخل في وصف حاجه يصل إلي أغوار النفس البشرية ويأخذ له عشرين صفحة في وصف شيء صغير جدًا، لكن بقلم بليغ رشيق رائع . كتب القصة الواقعية هذه بعد ما دفن صاحبها وواراه التراب، رجع قعد على التربيزة وكتب القصة الدامية التي كتبها في هذا الكتاب، لكي أعرفك أيضًا بضاعة الناس، والذي يتشدق إنه يحط امرأته وسط الرجال ويريدها أن تكون العفيفة الغافلة المؤمنة وهذا الكلام . فهو يسأل عن نفسه ويسأل عن امرأته، إن امرأته كانت تمشي على مزاجها يتعذب بها وهي تتعذب أيضًا، ﴿ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴾(الشورى:39) كل واحد يتحرق لوحده، بعد ما تخلص المرأة، يأتي الأولاد ولد، ولد، هذا الولد ماذا لم يصلي ؟ وما كان موقفك منه ؟ وهذا الولد لما سرق الجاموسة ودخلت ووجدت جاموسة بقرون في الحظيرة وأنت تعرف إن أنت ليس عندك جاموسة بقرون، فكيف تركتها ولم تسأل وقلت هذه الجاموسة من صاحبها، كل حاجه تسأل أنت عنها . الولد يسأل وأنت تسأل، والله هذه مصيبة كبيرة، مصيبة كبيرة لا يشعر بها الذي له أولاد وله نساء، لذلك﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾(التحريم:6) قال علي بن أبي طالب علموهم وأدبوهم، أنت لما تؤدبها وتعلمها أنت تنجي نفسك من النار . فهنا بن الجوزي يقول: المنتحل للعبادات من العمر هذا قليل، أن أخطف العصر وأحضر إليك، إذا الإمام أطال قليلاً ، تجد ستمائة واحد يا أخي من أم بالناس فليخفف، هو أنتم لا تقرئون كلام النبي إن منكم منفرين، ويطلع يقف علي باب الجامع ساعة واقف وليس قاعد حتى علي الأرض، ولا قاعد حتى لكي يريح ركبه، لا، يطلعوا يقفوا على باب الجامع ويتكلموا في الدنيا كلها، ولا يشتكي من أي حاجه، أول ما الإمام يزود آيتين، ثلاثة إن منكم منفرين ولا يتحمل أن يقف في الصف .
بن الجوزي يقول: في أخبار الحمقى والمغفلين، واحد من الجماعة إياهم يريد يقول نخطف ونذهب لشغلنا، فدخل في مسجد لايعرفه، هذا المسجد، المهم الرجل افتتح بسورة البقرة ولا يعرف أن يخرج من الصلاة وفضل يضع قدمه ويرفعها هكذا، ويعمل رجليه وينفخ استغفر الله العظيم حتى انتهى الإمام من الصلاة . طبعًا كانت الشمس طلعت والمشوار راح عليه، فقام قال لك لن أصلي في هذا الجامع، أذهب وأصلي في جامع آخر، فالمهم الإمام افتتح بالفيل، قال الفيل، البقرة وخلص قرب الظهر، الفيل نحن لن ننتهي، السلام عليكم، السلام عليكم وقام ناقرها ومتوكل علي الله، واحد مثل هذا، يريد فقط ( مدهامتان) الله أكبر، فقال له يا مولانا طولت قوي قال له لماذا ؟ قال له مدهامة واحدة تكفي، مدهامتان، آية واحدة، لا، كثير علينا . فأنا أيد أن أقول لك الذي يجري الجري هذا بالطريقة التي هو يريدها هذا كيف يريد أن يقابل ربنا، لست فاهم، ولماذا يجري، وإلى أين يذهب بالضبط . الآذان يؤذن عليه الله أكبر، أي أكبر مما في يديك، أكبر من أي عمل أنت تذهب إليه، أكبر من أي مشوار وعنده القدرة علي إنه ينزل ويصلي . يقول بن الجوزي: ( المُنتَحَلُ لِلعِبَادة )من هذا الباقي يَسير إما نوم وإما أكل وإما شرب وإما شغل والعبادة على الهامش . ( أَفَلَا يُشتَري ذَلك الدَائِمُ بِهَذا القَلِيل،) الخمسة والعشرين سنة التي نحن نتكلم عنها . (إِن الإِعرَاضَ عن الشِروعِ فَي هذا البَيعِ والشِرَاءِ لَغَبنٌ فاحشٌ في العقلِ وخَللٌ دَاخِلٌ في الإِيمانِ بِالوَعدِ .) لما النبي- عليه الصلاة والسلام- مثلاً يعدك بوعد، أو ربنا سبحانه وتعالي يعدك بوعد، ويقول لك:﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ﴾ (الطلاق:2) وأنت رجل تعمل في عمل حرام، تقول أنا لا أقدر أن أترك العمل الحرام لأن أنا عندي أولاد، وعلي ما أدبر عمل وأنا جاد إن أنا وجدت عمل، يا بني فهمني أنت شغلك من تسعه لسبعه بتطلع منهك القوي أنا أريد أن أفهم أنت متى وأين ستبحث عن عمل ؟ أنت مكسر تريد أن تذهب لتنام، وستبحث علي أي عمل بأي طريقة، ستمر على كل محل تقول له والله تريد عامل، فيه حد يعملها، لا، لا يوجد أحد يعملها، إنما يبحث عن واسطة، واحد من إخوانه، والله ابحث لي مش عارف إيه وأنت ابقي ابحث لي في هذا المكان، فلان نسي الموضوع، وفلان نسي الموضوع وهو شغال في الحرام، وربنا- عز وجل- يقول له:﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾ فيكون أنا عندي الأول تقوي، تتقي إنك إنت تترك سيجعل لك مخرجًا، وسيرزقك من حيث لا تحتسب . ما معنى من حيث لا تحتسب ؟ ما جمالها وما عائدتها على الإنسان، قال لك الحاجة التي تأتي فجأة سواء كانت سيئة أو حسنة بتصدع القلب تمزقه، سواء كانت هكذا أو هكذا، ولد شاب جميل رائع زهرة متفتحة يمرح وينط لأعلى ثم فجأة سقط على الأرض ساكت، الحزن عليه كم يكون قدره، ليسوا مصدقين، نحن لسه متناولين الغذاء، والأكل لا يزال في معدته، لم يتم هضمه، كان يقول لي كذا و كذا وحزين، إنما واحد مريض منذ عشرين سنه، مرض مزمن، أول سنه يجروا عليه كيف حالك ألف سلامة عليك، ثاني سنة لا نجري عليه، إنما نمشي له، ثالث سنه، رابع سنه يا أخي دماغنا، ما هو مرض مزمن ماذا نعمل له ؟، لو نقدر نحمله عنك كنا نحمله، خلاص مزمن اسكت بقي دماغنا، تمام، مات الله يرحمه أستريح، نحن كنا عارفين إنه سيموت، الحزن قليل عليه، ترى حزن الولد الذي طب ساكت وحزن الرجل الذي كان مريض منذ عشرين سنة ستجد الفرق كبير . لما تكون العلاوة تأتي وأنت عارف أنه سيأتي لك آخر الشهر ألفين، ثلاث ألاف جنيه أنا منتظرهم، وبالعكس دا عملت حسبة مصاريفهم، سوف يأتوا على طول ويذهبوا في أماكنهم . لكن عادي وأنت ماشي ومنضبط حالك وهذا الكلام وتفاجأ واحد قال لك فيه والله علاوة عشرة ألاف جنيه ستأتي لك فجأة هكذا تحس أنك فرحان، وأنت حتى ساعات لما بتغير ملابس الصيف والشتاء وبتنسي لا تعد فلوسك، ساعات تنسى لك بعض الجنيهات في جيب الجلابية وتضعها، الشتوي بقي وتحطها وتلبس الصيفي، يجي الشتاء القادم أول ما تلبسها وتحط تلاقي الفلوس أنت تفرح بها، صح ولا غلط ؟ مع أنها فلوسك، ولم يضعها أحد لكن كانت في حكم العدم، كانت معدومة، فأتت لك من حيث لا تحتسب لما أنا أقرأ ﴿ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب ﴾، حتى يدخل الفرحة علي قلبه وحتى يثق بربه ويعرف أن الوعد حق، فقط ينفذ الشرط صح . التقوى تكون الأول سيأتي لك المخرج إن شاء الله، لازم يجيلك، لأن وعد الله لا يتخلف، ولما يأتي لك لن يأتيك فقط لكي تقول إن حاجه مكان حاجه، لا، أنت سيحيا قلبك بالفرح لأن الله- عز وجل- يرزقك من حيث لا تحتسب، والخاطرة لها أيضًا تتمه، أهم عصب فيها الذي هو كلامه على أبي حامد الغزالي وعلى دور العلم في تقويم السير إلى الله سبحانه تعالي. إنتهى الدرس الحادي والعشرون |
|