منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الحلقة الثامنة عشرة من مدرسة الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الحلقة الثامنة عشرة من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة الثامنة عشرة من مدرسة الحياة   الحلقة الثامنة عشرة من مدرسة الحياة Emptyالجمعة 13 مايو 2011, 5:01 am

المحاضرة الثامنة عشر
مازال حديثنا موصولًا مع خاطرة بن الجوزي- رحمه الله تعالي- والتي يتكلم فيها أو يرد فيها علي الذين يذمون الدنيا بإطلاق ، وبَيَن أنها ليست مذمومة بإطلاق ، بل المذموم هو عمل الجاهل والعاصي ، أما ما خلقه الله- تبارك وتعالي- للناس فهذا يمدح ولا يذم ,وكنا وصلنا إلي كلام مطعم ، أن رسول الله- صلي الله عليه وسلم - ما أمتنع من مباح قط ، كان يأكل اللحم ، ويأكل لحم الدجاج ، وكان يأكل الحلوى والعسل ، وكان يشرب الماء العذب ، وأن كل ذلك مما يتقوي به المرء علي بقاء جسمه بأنه لا يستطيع أن يعبد ربه إلا إذا كان جسمه صحيحًا سليمًا ، وذكر العلة أو المذموم فيما يتعلق بالمطعم ، ألا وهو الشِبع .قال- رحمه الله-: ( وإنما يُكرَه الأكلُ فوق الشِّبع ،واللُّبسُ على وجهِ الاختِيَالِ والبَطَر )إنما يكره الأكل فوق الشِبع إذا كان هذا له عادة ، ولا يُكره لذاته إنما يُكره لما يؤدي إلى الفتور والكسل في العبادة مع تقوية الشهوة ، لأن النبي- صلي الله عليه وسلم – لما قال:" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لا فعليه بالصوم فإنه له وجاء " فكان المقصود من كلامه - عليه الصلاة والسلام- بالأمر بالصوم أن يقطع شهوة الإنسان ، لأن الشهوة تحتاج إلى مدد وإلى زاد ، وهذا المدد يكون في الأكل الجيد .فيكون الإنسان إذا أكل فوق الشِبع يُمكن أن تفتر عبادته ، يُمكن أن تزيد شهوته ، لكن فيه بعض الناس يقول أنا كلما أكلت أعبد ربنا جيدًا والشهوة عندي لا تفرق إذا أكلت أو إذا لم آكل ، والمسألة تختلف من إنسان إلى إنسان ولا نريد أن، نجعلها قانوناً ، لكن القانون العام أن الأكل فوق الشِبع مكروه ، ولكن يجوز أن يشبع ويأكل فوق حاجته أحيانًا .وفيه حديث البخاري- رحمه الله- من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: "والله والذي لا إله إلا هو لقد كنت أُصرع جنب هذا المنبر" _ جنب منبر النبي- صلي الله عليه وسلم-" فيجيء إلجائي فيضع قدمه على عنقي يظن بي جنونًا وما بي جنون ، ما بي إلا الجوع" _ جائع يُغشى عليه ، يصرع أي يغشى عليه ، يغمى عليه " ولقد قعدت في طريقهم يومًا"، خرجوا كانوا في الصلاة ، وهو أبو هريرة- رضي الله عنه- أراد أن يسد جوعته ، ولكن بكرامة دون أن يتعرض للسؤال ,فوقف على الطريق العام الذي يسلكه الصحابة عندما يخرجون من المسجد إلى ديارهم ، قال" فمر بي أبي بكر فسألته عن آية من كتاب الله ، ما سألته عنها إلا ليشبعني ، أو إلا رجاء أن يستتبعني فمر ولم يفعل " يسأله عن آية ، ما تقول في آية كذا وكذا وأبو هريرة يقول وإنها لمعي أنا أحفظ الآية وأعرف معناها ، لكنها حيلة مباحة ، أنه يقول والله هذه الآية كذا وكذا وتعالي نمشي معًا ونتناول الغذاء ثم نتفاهم وأقول لك الموضوع,فيكون حصّل مراده بدون ما يريق ماء وجهه ، لكن أبا بكر- رضي الله عنه- لم يفطن لمراد أبي هريرة فأجابه وأنطلق ، قال:" فمر عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته عنها إلا رجاء أن يشبعني ، أو إلا رجاء أن يستتبعني وإنها لمعي قال: فمر ولم يفعل ، حتى مر بي أبو القاسم- صلي الله عليه وسلم- ، فلما رآني تبسم وعرف ما بي ، فقال أباهر: ألحق بنا ، وكان النبي- صلي الله عليه وسلم - إذا دخل بيته فوجد شيئًا هو لم يشتريه أو لم يستجلبه سأل عنه ، فلما دخل الدار وجد لبنًا فسأل من أين هذا اللبن ؟ قالوا أهداه لك فلان ، فقال أبا هر: ألحق بأهل الصفة فادعوهم يشركوننا في هذا اللبن ؟ قال: فأحزنني ذلك" . لأن أهل الصفة كثير .وذكر الحافظ شمس الدين السخاوي -رحمه الله تعالي-:" أن أهل الصفة كانوا أحيانًا يزيدون حتى يصل عددهم إلي أربعة مائة وأحيانًا يقلون "، أي كانوا يزيدون ويقلون ، قال:" أحزنني ذلك وما يصنع هذا اللبن في أهل الصفة ؟ ، لقد كنت أريد أن أتقوي بها ، ولم يكن لي من طاعة الله وطاعة رسوله بدًا ".هذا هو الجيل الفريد عن كل الأجيال التي جاءت بعد ذلك ، طاعة الله- عز وجل- ، ورسوله- صلي الله عليه وسلم- في المنشط والمكره .هناك ناس يطيعون الله ورسوله إذا كان علي هواهم ، وإذا كان علي خلاف هواهم كسروا الأوامر ، فأبو هريرة يقول: ما يستطيع أن يقول لا ، وبعد ذلك شيء آخر أحزن أبو هريرة قال:" فكنت أنا الذي أدعوهم ، وأنا الذي سأسقيهم ، فسأكون من آخرهم شربًا ،" فهو لن يجد لبن ، لكن كما علل وقال: لم يكن من طاعة الله ولا طاعة رسوله- صلي الله عليه وسلم- بدًا ، ذهب وجاء ونادي أهل الصفة .
مِنْ هَمِّ أَهْلِ الْصُّفَّةِ ؟وأهل الصفة: أضياف الإسلام لا يأوون إلي أهل ولا مال ، تركوا ديارهم وتركوا أموالهم ، وهاجروا إلي الله- عز وجل- ، وإلي رسوله- صلي الله عليه وسلم- في المدينة ، فكان إذا جاء النبي- صلي الله عليه وسلم طعامًا دعاهم إليه ، وأنه ليس من المروءة استخدام الضيف لأن لا يوجد أحد يناول أخوة ، لا يناولوا بعض ، يرد الإناء لأبي هريرة ثم أبي هريرة يعطيه للثاني فلذلك قالوا : ليس من المروءة استخدام الضيف ، فبعدما شربوا جميعًا ، ولم يبقي إلا النبي- صلي الله عليه وسلم- وأبو هريرة قال:" فأعطيت الإناء للنبي- صلي الله عليه وسلم - فنظر إليَّ وتبسم ، قال: يا أبا هر لم يبقي إلا أنا وأنت ، فقلت: صدقت يا رسول الله ، قال: أقعد ، قال: فقعدت ، قال: أشرب فشربت ، قال: أشرب فشربت ، قال: أشرب فشربت ، قال: أشرب قلت والذي بعثك بالحق لا أجد له مسلكًا فقال: أرني ، فسَمَّ الله وشرب الفضلة ".البخاري- رحمه الله- عليه بوب علي هذا الحديث "باب كيفية معيشة ، أو عيش أصحاب- رسول الله صلي الله عليه وسلم- "هذا الجوع اختياري أم اضطراري ؟ اضطراري ، لأنهم لا يجدوا ما يأكلون بخلاف جوع الصوفية جوع اختياري أمامه الأكل وسيموت من الجوع ولا يأكل ، الصحابة لم يكونوا كذلك ، الصحابة كانوا لا يأكلون عندما لا يجدون ، وكانوا يصبرون ، وكانوا يأكلون الشيء الذي لا يخطر لك علي بال لأن بعض الناس لديهم مشكلة الأكل المتوازن.
مَا الْأَكْلِ الْمُتَوَازِنُ ؟ لابد أن يكون البروتين مثل الدهون لابد أن يكون كله مثل بعضه كم جرام بروتين ، وكم جرام دهون ، وتأخذ ثمرة فاكهة لكي يكون الأكل متوازن لكي يكون جسمك مفتول وجيد وإلا يحدث لك نوع من الضمور والهزال وغير ذلك لا أنظر إلي الصحابة ، الصحابة لم يكونوا كذلك ،
سعد بن أبي وقاس قال: "لقد رأيتني سابع سبع مع رسول الله- صلي الله عليه وسلم- ولم يكن لنا زادٌ إلا ورق الشجر ، ثم تُعَذرُنِي بني أسد علي الدين ؟لقد خبت إذًا وضل سعيي" لو أن هؤلاء هم الذين سيعلمونني الدين وحديث جابر وهو في الصحيحين: عندما أرسلهم النبي- صلي الله عليه وسلم- بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح- رضي الله- عنه في غزوة سيف البحر ، وسيف هو الشاطئ غزوة شاطئ البحر ، وأعطاهم جرابًا من تمر وكانوا ثلاث مائة رجل ، جراب من تمر ، هذا هو تموين الجيش .قال: فكان يعطينا كل يوم تمرتين تمرتين، وبعد ذلك عندما أوشك التمر علي النفاذ أعطاهم تمرة ، تمرة ، قال:" فكنا نمصها ونشرب عليها الماء ، حتى فني الزاد فلجئوا إلي الخَبَط " والخَبَط هو ورق الشجر اليابس ، يكسروه ويبتلعوه ،" وظلوا علي ذلك يأكلون ورق الشجر اليابس حتى رمي لهم البحر بدابة عظيمة يقال لها العنبر "، العنبر دابة عظيمة ، أنظر إلي جابر بن عبد الله قال: أن أبا عبيدة أتي بشوكته ، الشوكة الموجودة في ظهره أوقفها ، وجاء بأعلى بعير وركبه أطول رجل فمر من تحت هذه الشوكة .فعندما رمي البحر بهذه الدابة العظيمة ، قال أبو عبيدة: "ميتة لا تأكلوه ، ثم رجع فقال: نحن جيش رسول الله- صلي الله عليه وسلم- وفي سبيل الله ونحن مضطرون فكلوا ،" طبعًا هذا لم يبلغه أن ميتة البحر حلال ، وهذا يدل علي أن الرجل العالم الفاضل قد يفوته شيء ، وإلا لو كان عند أبي عبيدة أن ميتة البحر حلال ما قال: ميتة لا تأكلوه ولكنه لجأ إلي الأكل للضرورة ﴿ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾(المائدة:3) . الَمَخْمَصَةٍ: شدة المجاعة .وأحاديث أيضًا بعض الصحابة عُتبة بن غَزوَان في صحيح مسلم الذي أوله " أن الدنيا آذنت بِصُرمٍ وَوَلَت حَذَّاء " في هذا الحديث يقول :" وكنا نأكل ورق الشجر حتى تقَرَحَت أشدَاقُنَا " شفاهم تشققت من أكل ورق الشجر تقرحت أشداقنا ، وكانوا مجاهدين ، وكانوا فضلاء ، وعمروا الدنيا وما مات النبي- صلي الله عليه وسلم - إلا وقد ظهر الإسلام علي الدنيا كلها وكانت فارس والروم يخشون المسلمين ، وبعض الناس يقولون البدو ، فلا تقول البروتين ، والدهون ، والكربوهيدرات ، وغير ذلك لا ، الله- عز وجل- هو الذي يطعم ويسقي .
عَمَلِ أَصْحَابِ الْنَّبِيِّ _صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُ بَرَكَةٌ:هذا كان حال أصحاب النبي- عليه الصلاة والسلام- ، كان عملهم كله فيه بركة ، بذلوا أنفسهم للدين ، ولم تتعلق قلوبهم إلا بالله- عز وجل- ونصرة هذا الدين ، سعد بن معاذ رضي الله عنه ، أسلم وعمره ثلاثين سنة ، مات وعمره ستة وثلاثين سنة ، أي فترة إسلام سعد ست سنوات ، تُرَي ما الذي فعله سعد في هذه الست حتى اهتز له عرش الرحمن يوم مات ، ألستم تعرفون الحديث أن عرش الرحمن اهتز لموت سعد ، وعرش الرحمن شيء ضخم ، ما السماوات والأرض السماوات السبع ، والأرضون السبع بالنسبة للعرش إلا كحلقة في فلاة ، حلقة في صحراء لا منتهي لآخرها ,هذا العرش الذي مدح الله- عز وجل- نفسه أنه أستوي عليه ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ (طه:5) ، لما هذا العرش العظيم يهتز لموت عبد يمشي علي الأرض بقدميه ما حجم هذا العبد وما وزنه ؟ وإسلامه لم يتجاوز ست سنوات ، لذلك ضروري أن نتعلق بهذا الجيل ،النظيف وأن نذب عنه بأعراضنا ، أن أصون أعراضهم بعرضي وأنا الرابح ، أنا أُقبل أن أُسب وأُشتم ولا يشتمون الدفاع عنهم فريضة واجبة ، ونحن نعرف قدر المحبة بقدر الذب عن هؤلاء الأفاضل ,ولو تكلمنا عن الصحابة وعن ما فعلوه وغير ذلك لطال بنا الخطاب فالمطلوب الرجوع إلى سيرهم مرة أخرى وتحمل نفس على ما كانوا يفعلون وتعلم أولادك سير هؤلاء ، ليست مشكلتنا كأمة مسلمة مشكلة لا موارد ولا أرض و لا فلوس ، إنما هي مشكلة رجال ،هذا موقف يحكيه أبو هريرة ، وكان جوعهم كما قلت كان جوعًا اضطراريًا وليس جوعًا اختياريًا ، وهذا فيما يتعلق ، بالأكل فوق الشِبع ,قال: (وإنما يُكرَه الأكلُ فوق الشِّبع ، واللُّبسُ على وجهِ الاختِيَالِ والبَطَر وفي صحيح مسلم من حديث بن مسعود- رضي الله عنه-" أن رجلاً قال يا رسول الله إني أحب أن يكون نعلي حسنًا " قال هذا الكلام بعد ما سمع النبي- صلي الله عليه وسلم يقول:" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " ، الشيء الذي لا يقبل قليله ولا كثيره بعد الشرك الكبر ، وفي بعض الأحاديث:" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر " ، لا يقبل مطلقًا لا قليله ولا كثيره ,يمكن الزاني ارتكب كبيرة ، شارب الخمر ارتكب كبيره ممكن يتوب ، وممكن يكون هذا الذنب رائده إلى الجنة ، يضعه أمامه على طول ونادم بصفة مستمرة ، وخائف يدخل النار فهو يجتهد أن يبرأ من هذا الذنب فيكون رائده إلى الجنة ، إلا الكبر ، غير مقبول كله ، فلما سمع رجلاً هذا الكلام قال يا رسول الله إني أحب أن يكون نعلي حسنًا وثوبي حسنًا أهذا كبر ؟ قال:" لا ، الكبر بطر الحق وغَمطُ الناس " غمط الناس: احتقارهم بطر الحق: دفعه لا يسلم لأحد بحق ,بَعْضَ طُرُقِ كَسَرَ الْكِبَرَ,لكن فهمنا من كلام الرجل أن اللبس الحسن والنعل الحسن قد يكون طريقًا إلى الكبر ، وممكن لا يكون كذلك ، ولكن يختلف من شخص إلى آخر ، إذا أنت كنت تحس أنك عندما تلبس لبس جميل أنك تمشي وأن ليس على الأرض من هو مثلي أو على قدري ، فلا تلبسه أنت أبيك عنده سيارة وأنت تركب السيارة وتذهب وتأتي وتشعر بانتفاخ وتكبر اركب دراجة اكسر الكبر ، أنت رجل من رواد المساجد وأحسست بهذه المسألة خذ المساحة ونظف دورات المياه واكنسها ، ولا أحد يقول لك لا يا مولانا ويا فضيلة الشيخ تعمل هذا الكلام ، أنت لك علة أنت الذي تعرفها هو لا يعرفها ، فداوي علتك وهذه طرق من طرق الكبر ,و عندنا حديث النبي- صلي الله عليه وسلم- :" بينما رجل يلبس حلة يتبختر بها إذ خسف الله به الأرض ، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة " ، يتجلجل فيها: أي مضطرب يصل إلى أعلي ثم ينزل على رقبته حتى يوم القيامة ، وهذا الرجل منذ أن خسف به الأرض هو اليوم يتجلجل ، الساعة التي نحن نتكلم فيها الآن يتجلجل هذا العبد ، يتخبط يمين ويتخبط شمال إلى يوم القيامة ، وذلك ما سببه ؟ كان يمشي متكبر ، ما يؤمنك وأنت تلبس الكبر أن تموت ، لا أقول يخسف بك الأرض ، تموت لأنني لو قلت لك يخسف بك الأرض ستقول ما الدليل ؟ ومن أتيت بها ؟ ، لكن تموت لا تحتاج إلى دليل ، فلو مت على هذا كيف تقول ، ماذا أنت قائل لربك ؟ ,لذلك سفيان بن عيينة ، رحمة الله على أبي محمد الهلالي يقول:( من كانت معصيته من الشهوة فارجو له ، وإن كانت معصيته من الكبر فلا خير فيه ، إن آدم عصى ربه شهوةً ، شهوة أن يكون من الخالدين ، ماذا أكل من الشجرة ؟ ليكون من الخالدين ، اشتهى ذلك ، فتاب الله عليه لما استغفر ربه ، أما إبليس فما منعه من السجود إلا الكبر فطرد ,لذلك يقول المتكبر ليس له كبير ، هو يعتقد أن دمه ليس من دم الناس ولا طينته من طينة الخلق ، هو كبير نفسه ، لذلك يعاقب يوم القيامة بنقيض ما كان يفعل في الدنيا ، كما في حديث عبد الله بن عمر بن العاص الذي رواه الترمذي وحسنه وأحمد وغيرهما ، قال- صلي الله عليه وسلم-:" يُحشر المتكبرون يوم القيامة كأمثال الذر في صور الناس " الذر: هو الهباءة ، أنت لما تنظر في شعاع الشمس تجد الذر يطير هكذا ، هذا هو المتكبر الذي لم نكن نستطيع أن نكلمه ويطأ الجميع بقدمه ، ثاني عطفه ينظر إلى عضلاته يمين وشمال وهو يمشي ولم نكن نستطيع أن نكلمه في الدنيا يحشر يوم القيامة كمثل الذر بنقيض ما كان يفعل ، " كأمثال الذر في صور الناس ، يدخلون سجنًا في جهنم يقال له بولس تعلوهم نار الأنيار " نار الأنيار أصعب نار في جهنم نار الأنيار ، أكلهم من عصارة أهل النار يسقون من طينة الخبال .
الْإِنْسَانُ إِذَا وَجَدَ طَرِيْقا يُؤَدِّيَ بِهِ إِلَىَ الْكِبْرِ يَنْبَغِيْ بِمُنْتَهَىَ الْحَزْمِ أَنْ يُغْلِقَهُ : أنا رئيس مؤسسة وعندي عمال ، أول ما السيارة تقف يجري الرجل ويفتح الباب وينحني ويجري أمامه ، وإذا لم يعمل ذلك يقيله ، ويعتبر أنه قليل الأدب ولا يراعي البروتوكول وغير ذلك ، إذا كان هذا الداء موجود عندك تخلص منه ، وهذه نصيحة ، احمل حقيبتك بنفسك لست مقطوع اليد فاحملها ، كم من أناس كانوا في السماء نزلوا في الأرض ، كان الواحد منهم عندما يعطى البقشيش يعطي بالألف جنيه أيام ,فأنت لا تؤمن أنك كنت فوق تنزل تحت ، وتكون نجاتك يوماً من الأيام على يد هذا الرجل المسكين ، كما يقولون في أخبار الحيوانات وهذا الكلام والقصص والحكايات التي تروى على لسان الحيوانات ، وكان سفيان الثوري يتجوز فيها وأيوب السختياني أيضًا كان يتجوز غي هذه الحكايات وأنا من هذا الباب أتجوز أيضًا ,لما يقول أن الأسد كان في يوم من الأيام نائم والفأر يمر فوجد كومة من القش وهو لا يعرف ماذا يكون هذا فأخذ ينط عليه ، فلسوء حظه نط على أنف الأسد فأيقظه من نومه ، أول ما مسكه ، يا مولاي وأخر مرة وهذا الجميل سأرده لك ، فقهقه الأسد وقال: أي جميل وأنت لا تساوي شيئًا وأنت ملك الغابة فما الجميل الذي سترجعه إلىَّ في يوم من الأيام ، قال له معذرة أنا سأرد لك الجميل ، المهم تأفف منه وتركه ، وفي يوم من الأيام هذا الأسد اصطاده الصيادون ودخل الشبكة ، ولم يستطيع الخروج ، والفأر يمر ، فحرك ذيله وبصبص ولا تقال إلا للحيوانات ,مثلاً الكلب لما يهز ذيله أو القط لما يهز ذيله يقال بصبص أي حرك ذيله لذلك يقال للرجل الذي يلعب بذيله وهذه مأخوذة من الحيوان قال له: الآن أرد لك الجميل ، وغير ذلك .
فَلَا تُحْتَقَرُ أَحَدٍ حَتَّىَ وَإِنْ كُنْتَ تُحْسِنُ إِلَيْهِ فِيْ الْدُّنْيَا: ويأتي إليك ليأخذ الصدقة أو الزكاة أو غير ذلك ، قد تكون نجاتك علي يديه يوماً ما يحصل حادثة أو يحصل غير ذلك فيكون موجود وينقذك ، وربنا يجعله سبب في أن ينقذك ,أريد أن أقول أي شيء يكون طريقًا إلى الكبر لابد أن تغلقه ، من الأشياء التي تجعل المرء يتكبر الثياب ، لذلك الرسول- عليه الصلاة والسلام- قال: " من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله إليه " من الخيلاء أي _الكبر_ ، لم ينظر الله إليه بخلاف الذي يجر ثوبه بغير خيلاء هذا سيدخل النار فقط ، لأنه ممكن يدخل النار ويخرج ، إنما الذي يجر إزاره من الخيلاء فعل جريمتين:-الجريمة الأولي: أنه أسبل إزاره .الجريمة الثانية: الخيلاء .
مَا الْدَّلِيلُ عَلَيْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ ؟ حديث النبي- صلي الله عليه وسلم- الذي رواه جمهرة من الصحابة: " أسفل الكعبين من الإزار ففي النار ، ومن جرَّ إزاره من الخيلاء لم ينظر الله إليه أي واحد يلبس قميصًا التي اصطلحنا عليها الجلباب وطبعًا هذه الجلباب للنساء إنما هو اسمه القميص في حق الرجال اسمه القميص ، ليس القميص الذي يلبس فوق البنطلون ، والمرأة ثيابها اسمه الجلباب . الكعب: هو العظم الناتئ أعلي القدم ، ممنوع منعًا باتًا ملابسك كلها سواء بنطلون ، أو سروال ، أو جلباب أي_ قميص _، كل هذا ممنوع أن ينزل تحت الكعبين ، ينزل تحت الكعبين ففي النار ، فإن أضيف إلي ذلك شيء لا ينظر الله إليه وهذه طبعًا عقوبة أطم ، بعض الناس يقولون: أن أبو بكر الصديق وهذه حجة كل من يجيز أن يطيل المرء إزاره ، يقول: أبو بكر الصديق كانت ملابسة طويلة والنبي- صلي الله عليه وسلم- قال له: " إنك لست من من يفعل ذلك خيلاء " ، فإذا جرَّ المرء ثوبه بغير خيلاء جاز له ذلك هم يقولون هذا الكلام ، وقال هذا الكلام بعض العلماء الكبار .
مِنْ أَيْنَ أَتَىَ الْعُلَمَاءُ بِهَذَا الْكَلَامِ ؟ قالوا أتينا به بدلالة المفهوم بدليل الخطاب ، لأن المفروض المخالفة ، والحديث يقول:" من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله إليه " ، فيكون مفهوم الكلام ، ومن جرَّ إزاره بغير خيلاء نظر الله إليه ، أليس هذا مفهوم الكلام ؟ نريد أن نتكلم في هذه المسألة ونبين خطأ هذا الفهم ، نحن لدينا أحاديث كثيرة عن جمهرة من الصحابة فيها " أسفل الكعبين من الإزار ففي النار " بمفردها . " ومن جر إزاره من الخيلاء " بمفردها ، فقالوا: نحمل المطلق علي المقيد ، إذا كانت هذه جاءت مطلقة وقيدت في حديث آخر ، فنحمل المطلق علي المقيد كقول أهل العلم فأنا قبل أن أجاوب علي هذه الشبهة نأتي بالحديث الذي يحتجون به ويعتبروه من أقوي أدلة الباب وهو حديث صحيح علي شرط الشيخين ، رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن بن عمر ، هذا حفظي لهذا السند من قديم وأرجوا ألا أكون واهمًا فيه ، ولو فيه وهم أضربوا عليه ، واحد يراجع في مسند أحمد ويضرب عن هذا لو كنت مخطئًا .قال بن عمر:" كان علي ثوب جديد يتقعقع" _ أي جديد يعمل صوت_ "فلما رآني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: من ؟ قلت: أنا عبد الله قال: إن كنت عبد الله فارفع إزارك " قبل هذه القصة قال بن عمر: قال رسول الله- صلي الله عليه وسلم- " من جرَّ إزاره من الخيلاء لم ينظر الله إليه ثم حكي هذه الحكاية ، أنه لبس ثوبً جديدً ثم جاء النبي - صلي الله عليه وسلم- قال: من ؟ قلت: أنا عبد الله ، قال: إن كنت عبد الله فارفع إزارك ، قال:" فرفعت إزاري ، قال: زد "_أي ارفع أكثر_ ، وبن عمر يجلس مع النبي - صلي الله عليه وسلم- جاء أبو بكر ، فقال النبي- صلي الله عليه وسلم-:" من جرَّ إزاره من الخيلاء لم ينظر الله إليه " .فقال أبو بكر:" يا رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي وأنا أتعهده ، قال له: إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء "
تَعْقِيْبْ الْشَّيْخِ حَفِظَهُ الْلَّهُ عَلَيَّ هَذَا الْحَدِيْثِ: أولا:قالوا طالما أنه لم يفعل ذلك خيلاء جاز ، لنا أكثر من ملحوظة ,هذا معناه اتهام بن عمر بالخيلاء ، لماذا قال له: ارفع إزارك ؟ وكان بداية الكلام " من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله إليه " ، وقال له: إن كنت عبد الله فارفع لإزارك ثم قال له: زد ، أليس هذا اتهام لابن عمر ؟. ثانياً: أبو بكرٍ- رضي الله عنه- لم يكن يطيل إزاره أصلاً ن أنما كان إزاره مشدودًا فوق الكعبين لكنه كما وصفته عائشة كان نحيفًا ، أجنأ يسترخي إزاره من على حقوه ، كلما ينزل يشده لأعلى ، وليس أنه أطال إزاره فلما قال النبي- صلي الله عليه وسلم- ذلك اعتذر عن تطويل الإزار بأن أنا أرفعه لأعلى ، لكن كما جزم الذهبي- رحمة الله – في ترجمة بن عمر من السير قال كان أبي بكر ، وهذا كان المتصور في أبو بكر يستحيل يخلف ، يؤمر بأي أمر يستحيل يخالف .فيكون إزاره فوق الكعبين كان مشدودًا ، لكنه لكونه نحيفًا كان ينزل منه فيشده لأعلى ، فلا حجة لهم أن أبا بكر كان يطيل إزاره ، وقال له النبي- صلي الله عليه وسلم-:" إنك لست ممن يفعل ذلك خُيلاء " ، فهذا الكلام فيه معنى الخصوصية ، لأنه لو كان عامًا لسوى بين أبي بكر وبن عمر في أصل المسألة لأن الأحكام الشرعية تعم ، لا يخصص واحد عن الآخر ، فلو كانت المسألة تعم لكان الحكم عند أبي بكر كالحكم عند بن عمر سواء بسواء ، ألا وقد فرق بين بن عمر وبين أبي بكر في أصل المسألة دل ذلك على الخصوصية لأبي بكر الصديق ، أن هذا من العذر لأبي بكر الصديق .ثالثاً: أن الأحاديث التي نهت عن إسبال الإزار أحاديث نصية سيقت أصلاً لهذه المسألة ، و الذين احتجوا بحديث أبي بكر- رضي الله عنه- أخذوه بدليل المفهوم ، فلو حدث تعارض بين المنطوق والمفهوم ، أهل العلم يقدمون المنطوق لصراحته ولأنه سيق لأجل المسألة ، ودليل الخطاب عليه اعتراضات عند علما الأصول نعود لحمل المطلق على المقيد ، وقال لماذا لا نحمل المطلق على المقيد ، أي إذا ورد حديثٌ أو ورد نص مطلق ، وورد نص آخر مقيد لهذا الإطلاق ، قال يحمل المطلق على المقيد حتى لا نهمل العمل بالمقيد .
مِثَالُ يُوَضِّحُ مَعْنَىً حُمِلْ الْمُطْلَقِ عَلَىَ الْمُقَيَّدِ: لو أنك قلت لي أنا عملت الذنب كذا فقلت لك أعتق رقبة رقبة: هذا لفظ مطلق يشمل أي رقبة ، رجل ، امرأة ، صغير ، كبير ، كافر مسلم , فلو قلت لك أعتق رقبة مؤمنة ، فأكون قيدت الرقبة بالإيمان أم لا ؟ .فلو كان الحكم واحدًا نحمل المطلق على المقيد ، فلا تأتي وتقول لي أعتق رقبة أعتق رقبة كافر ، أقول لك لا ، لأنه ورد في نص آخر وصف الإيمان للرقبة الرقبة المطلقة في النص الأول مقيدة بوصف الإيمان بدلالة النص الثاني ، وهذا معنى حمل المطلق على المقيد ,ورد في سنن أبي داود من حديث بن عمر أن النبي- صلي الله عليه وسلم-: قال: " من جرَّ إزاره من الخيلاء لم ينظر الله إليه ، وأسفل الكعبين من الإزار ففي النار " ، هذين الاثنين وردا في سياق واحد ، ليس حديث وحديث ، لا حديث واحد ، فيه هذان القسمان " من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله إليه وأسفل الكعبين من الإزار ففي النار " ، السبب واحد أم مختلف ، السبب في العقوبة سواء لا ينظر الله إليه أو أن أسفل الكعبين من الإزار ففي النار السبب واحد أم مختلف ؟ ، السبب واحد وهو إسبال الإزار ، الحكم مختلف أم متفق ؟ مختلف .
قَاعِدَةِ فِيْ بَابِ الْمُطْلَقِ وَالْمُقَيَّدِ:قال العلماء: إذا اتحد السبب واختلف الحكم لا يحمل المطلق على المقيد , إذا اتحد السبب ، وهو متحد أم لا ؟ واختلف الحكم ، مختلف أم لا ؟ ، قال: لا يحمل المطلق على المقيد ، فلا يصح أن نقول نحمل هذا على هذا ، لهذا الكلام الذي ذكرناه ، فيكون هذا لأنه أحد الأسباب التي تفضي بالمرء إلى الكبر فالرسول- صلي الله عليه وسلم- منع هذه المسألة ,وفي حديث عبد الله بن عمر بن العاص الذي هو في مسند الإمام أحمد ، وعند البخاري في الأدب المفرد ورواه البزار من حديث عطاء بن يسار من حديث عبد الله بن عمر بن العاص ، قال: " بينما نحن جلوس عند النبي - صلي الله عليه وسلم- إذ أتى رجلٌ يلبس جبة أو يلبس طيلسان من حرير " فلما رآه الرسول - صلي الله عليه وسلم- قام فأخذ به وجذبه جذبة شديدة وقال: ألا أرى عليك ثياب من لا يعقل ",قبل ما يعمل معه هذا العمل قال:" إن هذا يريد أن يرفع كل راع بن راعي ويضع كل فارس بن فارس " يرفع الراعي بن الراعي ، وأنت تعرف الراعي يكون مسكين ، يشير إلى قلة النسب ، أو عدم نجابة النسب ، والفارس الذي هو أصحاب الأنساب ، فقال: هذا الرجل أتى ليقلب كل الموازين ، كل واحد محترم يريد أن يضعه في الأرض وكل واحد غير محترم يريد أن يرفعه لأعلى ، وهذا معني :" يريد أن يرفع كل راعٍ بن راع ويضع كل فارس بن فارس " ثم قام النبي- صلي الله عليه وسلم- فأخذ به وجذبه جبذة شديدة ، وقال:" ألا أرى عليك ثياب من لا يعقل ".ثم جلس النبي- صلي الله عليه وسلم- وحكي وصية نوح التي ذكرنا طرفًا منها لما قال نوح لولده عندما أدركته الوفاة ،"قال آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين ، أنهاك عن اثنتين قال: أنهاك عن الشرك وعن الكبر ، فقال رجل: يا رسول الله أمن الكبر أن يكون للرجل نعلاً حسنًا ؟ قال: لا ، أن يكون له ثوبًا حسنًا ؟ قال: لا ، قال: أن يكون له: أصحاب ؟ قال: لا ، قال: أن يكون له دابة حسنة فارهة ؟ قال: لا ، قال: فما هو الكبر ؟ قال: الكبر: بطر الحق وغمط الناس "ولأن اللبس هو الظاهر ، لذلك علقنا عليه ، لأن الكبر ممكن يكون كامن في النفس ولا أحد يعرف إن كان هذا متكبر أم لا ، إنما تظهر أمارات الكبر الولد الذي يقول مثلاً أنا لا ألبس النعل إلا بألف جنيه فأنت تلبس هذا النعل الذي ثمنه ألف جنيه وتمشي بين أناس حفاة ، لن يعرف أحد قيمة الحذاء الذي تلبسه ، أي أن كثير جدًا يلبس الحذاء الذي هو بثلاثمائة ، وأربعمائة وخمسمائة ، وألف ، وزيادة عن ألف ، ويمشي معك وأنت لا تعرف ، لمن هو يلبسه ؟ لماذا بذل هذا المبلغ كله في هذا الحذاء ؟ لمن ؟هذا نوع من الكبر ، يقول: لا ألبس الحذاء إلا بألف جنية ، لماذا تلبس حذاء بألف جنية ؟ أو أن هذه البدلة لابد أن تفصل في باريس ، وأن تجلس وسط الناس يعرفون أن هذه البدلة كم ثمنها ، ويمشي متصور أن الناس تعرف أن هذه البدلة بعشر آلاف هذا نوع من الكبر ،العبد العاقل هو الذي يغلق علي نفسه باب الكبر, لذلك يقول بن الجوزي: (وإنما يُكرَه الأكلُ فوق الشِّبع ، واللبسُ على وجهِ الاختِيَالِ والبَطَر )قال: (وقد اقتَنعَ أقوامٌ بالدونِ من ذَلك لأنَّ الحَلالَ الصَّافي لا يكادُ يُمكِنُ فيه تحصيلُ المُراد وإلا فقد لبسَ النبي- صلى الله عليه وسلم- حُلةً اشتريت له بسبعة وعشرين بعيرًا ، وكان لتميم الداري حلةً اشتريت بألف درهم يُصَلي فيها بالليل ، فجاء أقوام فأظهروا التِّزَهُدَ وابتَكَرُوا طريقةً زيَنهَا لهم الهوى ، ثم تَطَلَبُوا لها الدليل ، وإنما ينبَغِي للإنسان أن يتبعَ الدَّليلَ لا أن يَتبِع طَريقاً ويَتَطَلبُ لها دَلِيلَاً ثم انقسموا ). و هذا الكلام سنرجع إليه إن شاء الله عز وجل في الخبر الذي ذكره بن الجوزي في الحلة التي اشتريت للنبي -صلي الله عليه وسلم - وكذلك حلة تميم الداري .
انتهي الدرس الثامن عشر


الحلقة الثامنة عشرة من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الحلقة الثامنة عشرة من مدرسة الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحلقة التاسعة عشرة من مدرسة الحياة
» الحلقة الحادية عشرة من مدرسة الحياة
» الحلقة الثانية عشرة من مدرسة الحياة
» الحلقة الثالثة عشرة من مدرسة الحياة
» الحلقة (20) من مدرسة الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1428 هجرية-
انتقل الى: