| الباب الثاني: في المحمل | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: الباب الثاني: في المحمل الثلاثاء 06 أغسطس 2019, 10:33 pm | |
| الباب الثاني: في المحمل وفيه اثنا عشر فصلاً
الفصل الأول: في تعريف المحمل وتاريخه المحمل: أعواد من خشب على شكل الهودج، شكله مربع ذو سقف يأخذ في الارتفاع من الجانب إلى الوسط الذي فيه قائم ينتهي بهلال، وفي العادة يسدل على ذلك الهيكل الخشبي كسوة قد تكون من الحرير، وقد تكون من غيره، يوضع أثناء السفر على ظهر جمل.
هذا الذي ذكره صاحب مرآة الحرمين تعريف لماهية المحمل ومقوماته وشكله الظاهر ولا يراد هذا المعنى حينما يطلق هذا اللفظ، بل المراد به كما ذكره الدكتور منير العجلان: المحمل من العادات أو (المراسم) المشهورة التي كانت تبرز في موسم الحج من كل عام، والمحمل: جمل ينصب عليه (هودج) ويزين بأنواع الزينة، يجعلونه في مقدمة الركب، إلى قافلة الحجاج، ويحيطونه بكل مظاهر الحفاوة والتكريم، كأنه رمز حي للحج، وربما جعلوا خلفه فرقة موسيقيين تضرب على آلاتها النحاسية وتنفخ في الأبواق وتقرع الطبول زيادة في التعظيم... والتجسيم...
ويقول علي بن الحسين السليمان: يُراد بالمحمل الجمل أو الجمال التي تحمل كسوة الكعبة ويضم (المحمل) مع قافلة الحجاج ركب الحجاج.
ويقول السيد عبد المجيد بكر: المحمل أطلق قديمًا علي الجمل الذي يحمل الهدايا إلى الكعبة المشرفة ويرى البعض أن المحمل يعود إلى فترة تاريخية بعيدة، ترجع إلى بداية الإسلام، فلقد سيَّر الرسول -صلى الله عليه وسلم- محملاً بالهدايا إلى الكعبة المعظمة، وتكرر رسم المحمل فيما دُوِّن عن الحج، كالمحمل العراقي، والمحمل اليمني، والمحمل الشامي، ومحمل نظام حيدر آباد بالهند.
ومحمل سلطان الفور بالسودان، وكان محمله يأتي إلى مصر، ومعه الريش والصمغ وغيرهما من خيرات بلاده، فيباع، وحصيلة ثمنها هي نقود الصُّرة، ثم يستطرد الحج إلى الحرمين مع الركب المصري، ومن المحامل محمل آل سعود، ومحمل ابن رشيد، كلها كانت تحمل الهدايا إلى الحرمين الشريفين، وفي عهد المماليك أطلق المحمل على الجمال التي تحمل كسوة الكعبة المعظمة، وانضم المحمل إلى قافلة الحجاج، ويخضع لأمير الحج المصري. ويقول صاحب الحج قبل مائة سنة عن المحمل: نظرًا لمخاطر الطريق يلجأون من سحيق الزمان إلى إرسال قوافل الحجاج كل سنة إلى مكة والمدينة المنورة لمناسبة زمن الحج بحيث تكون قوافل كبيرة جدًا، ويحميها خفر قوي، ويسير على رأسها محمل، ويقول أيضًا: وباسم المحمل كان يسمى من قبل البعير الذي كانت أسرة النبي -صلى الله عليه وسلم- تقوم عليه بفريضة الحج من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، وفيما بعد أخذوا يطلقون هذا الاسم على خيام مزينة ببالغ الغنى محمولة باحتفال خاص على جمال مُعَدَّة خصيصًا لها.
ويصف المستشرق (ك سنوك هور خرونيه) المحمل بقوله: هو الاسم الفعلي لكل تلك الحاملة التي يسافر فيها المرء على الجمل، وتبدو بأشكال مختلفة بحسب تجهيزها وبعض العامة يطلقون عليها اسم شقدف أو هودج أو ساحلة، وهذه التعبيرات هي من اللغة الدارجة التي تستعمل في هذا المقام، لقد استعملت كلمة محمل منذ عدة قرون لترمز إلى الصناديق المزركشة بالحلي، والتي تحوي كسوة الكعبة المشرفة والحجرة النبوية التي يرسلها خلفاء المسلمين سنويًا في أثناء موسم الحج، وهذه العادة قديمة في مكة، كان يقوم بها الحكام المسلمون كرمز لنيل الشرف بحصولهم على زمام السلطة في المدينة المقدسة، وقد اعتاد هؤلاء أن يرفعوا علم الخلافة على جبل عرفات أثناء الوقوف بها، غير أن تعدد السلاطين وتقسيم مملكة الإسلام قد أدى إلى تكاثر هذه الأعلام، وقد وردت إشارات تاريخية إلى أن نزاعات وخصومات كثيرة كانت تقع بين أمراء العالم الإسلامي حول نصب هذه الأعلام، ومن تكون له مرتبة الشرف الأولى في رفعها.
ويستطرد قائلاً: وعلى أي حال فقد كانت شهرة المحمل واسعة حتى على المستوى الشعبي فقد اعتاد الناس في أحياء جدة أن يضعوا محملاً حتى في الأعياد الشعبية، فكل حي له يوم خاص، ينظم فيه محملاً يفوق كل المحامل في الأحياء الأخرى المعايدة، ومهما يكن من أمر فإن المحمل مؤشر يرمز إلى سلطة حامي مكة والمدافع عنها والذين ينافسونه في هذا السبيل.
وقال أيضًا: ومنذ عهد أبي نمي تأصلت عادة خدمة المحمل من قبل الأشراف لهذا الهيكل الرمزي، فقد كانوا يرتحلون لمقابلته، حيث يتسلمون من أمراء الحج الذين يرافقون المحمل، لباس الشرف (الخلعة) الذي يشهد لهم على رضا حامي الديار المقدسة عنهم، وقد كان أمراء الحج في بعض الأحيان يطلبون من الأشراف الضعاف إبداء الاحترام والتقدير بصورة مهينة، وربما استعملت مثل هذه الأمور لإنهاء سلطة من لا يرضون عنه من هؤلاء، ويمكن القول إن المحامل قد استعملت لعدة قرون بمنـزلة بارومتر لقياس الجو السياسي في مكة ، ثم استدل المستشرق بحوادث ووقائع تاريخية على ما ادعاه.
والمحمل الذي تصاحبه الكسوة كان يعظم تعظيمًا بالغًا من قبل حاكم مكة.
يقول القلقشندي: ومن عادة أمير مكة أنه إذا وصل المحمل إلى ظاهر مكة خرج لملاقاته، فإذا وافاه ترجل عن فرسه، وأتى الجمل الحامل للمحمل، فقلب خف يده اليمنى، وقَبَّله خدمة لصاحب مصر...
ويقول الدكتور علي الخربوطي: وقد بلغ من إكبار ملوك دولة المماليك للمحمل أنهم أمروا جميع حكام البلاد التي يمر عليها في طريقه بأن يقبلوا خف جمل المحمل عند استقباله، واستمر أمراء مكة يقبلونه حتى أعفاهم مـن ذلك السلطان جقمق في سنة 843هـ.
وقال الغازي: وذكر صاحب درر الفرائد: أن المحامل التي اعتادت أن ترد من الأقاليم إلى الحجاز أربعة:العراقي، والمصري، والشامي، واليمني، وحج في بعض السنين الحلبيون بمحمل، وحج آخرون بمحامل في سنين مختلفة، وذكر الدكتور ريتشارد مورتيل محملاً آخر وهو محمل إيلخاني أو محمل الإيلخانيين.
وذكر الغازي أيضًا: أن المحمل العراقي كان أجل المحامل في وقته، لأن الخلافة الإسلامية كانت في مدينة بغداد عاصمة العراق، وكان معول أقاليم الإسلام على ما يصدر منها ويرد إليها، والولايات والأمور الدينية والدنيوية إنما تنشأ منها، ويخبر بها عنها، ولقد اعتنى أبو سعيد بن خدابنده بأمر حاج العراق عناية تامة... ثم قال: ولما تقلص ظل الخلافة عن العراق وآل الأمر إلى الملوك المتغلبين من الأمراء والأعيان ضعف شأن المحمل العراقي، فكان يستهتر بركبه العربان، وكثيرًا ما اعتدوا عليه... إلى أن ذكر: ثم صار المحمل العراقي يجيء مرة وينقطع أخرى إلى القرن التاسع الهجري.
وقال الغازي عن تاريخ المحمل اليماني: قال العصامي في تاريخه: وفي سنة 963 كان ابتداء حدوث المحمل اليماني، والمُحْدث لـه الوزير مصطفى النشار المتولي على اليمن من جهة السلطان سليمان خان، فجعله كالمحملين، ومعه خلعة من جانب السلطنة فَبَرز مولانا الشريف أبي نمي لملاقاة الخلعة إلى بركة الماجن، ثم وصل هو والأمير والمحمل إلي أن حاذى الشريف داره فدخلها، وتوجه الأمير ونزل عند سفح الجبل الذي على يمين الداخل إلى مكة من ثنية الحجون، ولم يزل كذلك إلى أن بطلت الخلعة والمحمل من سنة تسع وأربعين وألف وذلك لسبب وقوع الفتن القوية واشتغال الدولة العثمانية بقتال أعداء الله وإعلاء كلمته العلية. انتهى.
وقال الغازي عن المحمل الرومي: قال في خلاصة الكلام وفي سنة 923 أرسل الأمير مصلح بيك بمحمل رومي.
وقال الغازي أيضًا: لم يعلم تاريخ حدوث المحمل الشامي، وجاء في درر الفرائد ما يدل على أن سفره إلى الحجاز قبل سفر المحمل الرومي إليه إذ في الدرر أن في سنة 919 هـ تسابق المحمل الشامي والمحمل المصري فسبق الشامي فشق ذلك على المصريين فعقروا جمل المحمل الشامي...
إلى أن ذكر: وما زال المحمل الشامي يرد إلى مكة والمدينة صحبة أميره والحجاج والجنود الشاهانية والموسيقى السلطانية والذخيرة الكافية إلى أن قامت الحرب الكبرى في سنة الموافق 1914م فإن الأتراك شغلوا عن إرساله منذ دخلوا الحرب بجانب دول الاتفاق.
ثم ذكر المحمل المصري، فقال: قالوا: إن المحمل المصري يرجع تاريخه إلى تاريخ إرساله للحجاز إلى عهد شجرة الدر سنة 648هـ إلى أن قال: والمحمل المصري من قديم الزمان تصحبه كسوة الكعبة، وما يلزم الحرمين والصدقات التي توزع على فقرائها لذلك كان في مقدمة المحامل، وكان أميره مُقَدَّمًا في الرتبة والمنـزلة..
ويقول البتنوني: ذهب بعض المؤرخين إلى أن المحمل يبتدئ تاريخه من سنة 645هـ.
وقالوا: إنه الهودج الذي ركبت فيه شجرة الدر ملكة مصر في حجها في هذه السنة، وصار بعدها يسير سنويًا أمام قافلة الحاج، وليس فيه من أحد، لأن مكان الملوك لا يجلس فيه غيرهم.
ويقول إبراهيم باشا: جاء في كتاب (الكنـز المدفون) للسيوطي: إن أول من أحدث المحامل في طريق مكة شرفها الله الحجاج بن يوسف الثقفي.
وقال البتنوني: والذي أراه أن المحمل قديم جدًا، وربما كان قبل الإسلام، وكان يطلق على الجمل الذي يحمل الهدايا إلى الكعبة المكرمة، وقد سيَّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محملاً إلى مكة بهداياه إلى البيت المعظم.
وقال بعد أن ذكر بعض المحامل: وعليه فمحمل شجرة الدر ربما كان يسير أمامها حاملاً الهدايا التي أخذتها معها للبيت المكرم في هودج مزين بأبهى زينة، وغاية ما هناك أنها عنيت به، ورتبت له كثيرًا من الخدم والحشم، ومن ثم صار عادة تقوم بها ملوك مصر كل سنة.
ويبدو أن نسبة مبدأ المحمل إلى شجرة الدر بسبب عنايتها البالغة بمحملها حيث لم يسبق لها مثيل في التاريخ وإلا فتاريخ المحامل أقدم منها كما تقدَّم-، وشجرة الدر هي زوجة السلطان الأيوبي الملك الصالح نجم الدين أيوب ، فلما أرادت أداء فريضة الحج أعد لها زوجها هذا المحمل بهذه الأبهة خشية عليها من أخطار الطريق واللصوص من العربان، فجهز لها قافلة كبيرة فيها الخدم والجنود حرس محملها لحمايتها تليق بمكانتها، وعمل لها احتفالاً كبيرًا بهذه المناسبة.
ومع مرور الأيام أصبحت تلك عادة سار عليها الملوك والحكام كل عام مع خلوه من الركاب لما تقدم أن مكان الملوك لا يجلس فيه غيرهم، ثم استغل المحمل في حمل كسوة الكعبة المشرفة فيما بعد، وبدأوا يطلقون لفظ المحمل على الجمل الذي يحمل عليه الهدايا والكساوي والأموال اللازمة لمصاريف الحج والزيارة، وما يوزع منها على فقراء ومحتاجي الحرمين الشريفين.
يقول سيد عبد المجيد بكر: وكان يحتفل بالمحمل قبل خروجه من القاهرة إلى مكة، وذلك بدورته دورتين بمدينة القاهرة، الدورة الأولى في شهر رجب، وتعني إعلان أمن الطريق للراغبين في الحج، أما الدورة الثانية فكانت في شوال قبل خروج الموكب بعدة أيام، واتبع هذا التقليد من سنة 675هـ 1276م في حكم الظاهر بيبرس، وكان يتقدم المحمل في دورته بالقاهرة قبل سفر أمير الحج، ويقام حفل بهيج وسيأتي تفاصيله يحضره السلطان، وكبار رجال الدولة، وكما كان يحتفل بالمحمل في الذهاب توديعًا لـه يحتفل بعودة المحمل بسلامة الوصول.
ويذكر ابن بطوطة هذه المناسبة بقوله: (ذكر يوم المحمل بمصر): وهو يوم دوران الجمل يوم مشهود، وكيفية ترتيبهم فيه أنه يركب فيه القضاة الأربعة ووكيل بيت المال، والمُحتسب، وقد ذكرنا جميعهم، ويركب معهم أعلام الفقهاء وأمناء الرؤساء وأرباب الدولة، ويقصدون جميعًا باب القلعة دار الملك الناصر فيخرج إليهم المحمل على جمل، وأمامه الأمير المُعَيَّن لسفر الحجاز في تلك السنة، ومعه عسكره والسقاؤون على جمالهم، ويجتمع لذلك أصناف الناس من رجال ونساء، ثم يطوفون بالمحمل، وجميع من ذكرنا معه بمدينتي القاهرة ومصر، والحداة يحدون أمامهم، ويكون ذلك في رجب، فعند ذلك تهيج العزمات، وتنبعث الأشواق، وتتحرك البواعث ويلقي الله تعالى العزيمة على الحج في قلب من يشاء من عباده، فيأخذون في التأهب والاستعداد.
يقول السيوطي: كان المحمل أول الأمر عبارة عن (حمولة جمل) تتضمن هدايا وكسوة الكعبة، ثم نما المحمل نموًا عظيمًا، حتى بلغ ثقله قناطير مقنطرة، استعمل لنقلها عشرون جملاً وصار انتقال المحمل مع قافلة الحاج إلى مكة من مصر عبارة عن انتقال مجتمع بأكمله، معه الأمراء والجند والأئمة والمؤذنون والأدلاء والحجاج ورجال الإدارة والمؤنة. * * *
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في السبت 10 أغسطس 2019, 5:11 am عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب الثاني: في المحمل الثلاثاء 06 أغسطس 2019, 10:35 pm | |
| الفصل الثاني: مراسم حمل الكسوة الشريفة تحدثنا المصادر التي تبحث عن تاريخ كسوة الكعبة المعظمة أن الكسوة الشريفة كانت تحمل من مراكز قوة الخليفة أو السلطان في بغداد أو القاهرة مركز الخلافة العباسية أو الخلافة الفاطمية، وسواء كانت من هنا أو هناك فإنها موضع اهتمام كل خليفة وسلطان ووال على مر السنين، وقد خصصت مصانع كبيرة تقوم بنسج الكسوة على مدار السنة تُعرف باسم دار الكسوة.
وبعد أن يتم نسج الكسوة كانت تحمل إلى الكعبة قبل موسم الحج وسط مراسيم بهيجة خاصة بحامل من الخشب، يطلق عليه اسم المحمل وقد تقدم تعريف المحمل لغة واصطلاحًا في الصفحات السابقة وعدد المحامل التي كانت ترد إلى مكة المكرمة والمحمل المصري من قديم الزمان تصحبه كسوة الكعبة وما يلزم الحرمين والصدقات التي توزعها على فقرائها، لذلك كان في مقدمة المحامل، وكان أميره مقدمًا في الرتبة والمنـزلة على بقية أمراء المحامل، وكانت تقام للمحمل المصري عدة احتفالات في أماكن متعددة، وفيما يأتي تاريخ هذه الحفلات وأماكن إقامتها وكيفيتها وغير ذلك من التفاصيل. * * * |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب الثاني: في المحمل الثلاثاء 06 أغسطس 2019, 10:42 pm | |
| الفصل الرابع: أوقات الاحتفال بكسوة الكعبة في القاهرة يقول المؤذن: جرت العادة قديمًا بمصر بإقامة احتفالين، الأول في يوم 27 من شهر شوال بمناسبة الانتهاء من صناعة الكسوة الشريفة وتوابعها، وكسوة مقام سيدنا إبراهيم، والثاني في يوم 13 شهر ذي القعدة بمناسبة سفر المحمل والكسوتين إلى مكة المكرمة.
وكان ذلك يتم كل سنة باتفاق بين نظارة الداخلية والمالية على اليوم الذي يتم فيه الاحتفال، ومن ثم يصدق عليه الخديوي حيث تعطل فيه المصالح الحكومية ودواوينها، وينشر ذلك بالجرائد الرسمية، كما تخبر نظارة الداخلية نظارة الحربية ومحافظ العاصمة بذلك، ليكون الضباط، والجند، ورجال الشرطة على استعداد تام للاحتفال بذلك اليوم، وترسل المحافظة إلى العلماء والأعيان وكبار التجار بطاقات الدعوة لحضور ذلك الاحتفال. * * * |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب الثاني: في المحمل الثلاثاء 06 أغسطس 2019, 10:44 pm | |
| الفصل الخامس: في ذكر بعض الاحتفالات في القاهرة بالكسوة والمحمل يقول البتنوني: والمحمل يعمل لـه يوم خروجه من مصر احتفال كبير، من أيام الدولة الأيوبية، وهذا الاحتفال الآن لـه يوم مشهود بالقاهرة، تمشي فيه الجنود الراكبة والبيادة (المشاة) وحرس المحمل وركبه وخدمته من ضوئية وعكامة، يتقدمهم أمير الحج الذي يعينه الجناب العالي الخديوي سنويًا، وهو من الباشوات العسكريين في الغالب، وبعد أن يدور المحمل دورته المعتادة في ميدان القلعة يمر على المصطبة، وهي المكان المعد لجلوس الجناب العالي الخديوي يوم هذا الاحتفال، ومعه رجال حكومته السنية من الوزراء الفخام والعلماء الأعلام وكبار وذوات العاصمة، وهناك يأتي حضرة مأمور الكسوة الشريفة، وبيده زمام جمل المحمل، فيستلمه الجناب العالي منه، ويسلمه إلى أمير الحج، وعندها تضرب المدافع، ويسير الموكب تتقدمه أشاير السادة الصوفية، ثم الجنود، ثم جمل المحمل يتقدمه أمير الحاج، ويتلوه المحاملي، والجمالة ثم الفرايحية (الطبالون) على جمالهم.
ويستمر هذا الموكب سائرًا إلى المحجر، فالدرب الأحمر، ويمر من بوابة المؤيد، فالغورية، فالنحاسين، فباب النصر، فالعباسية، وهنالك يتفرق الموكب، وينزل ركب المحمل إلى خيامهم التي تكون ضربت لهم في فضاء العباسية، وينصب المحمل في وسط ساحتها ليزوره من يريد التبرك به حتى إذا كان يوم السفر إلى السويس نقلوه مع أدواتهم وذخائرهم إلى وابور المحمل الذي يكون متهيئًا في محطة العباسية، وبعد الشحنة يسير بهم على بركة الله إلى السويس، ومنها يبحر إلى جدة، ثم يقصد مكة برًا، وهنالك تسلم الكسوة إلى حضرة الشيبي القائم بسدانة الكعبة بإشهاد شرعي يحضره العلماء والكبراء، فتبقى في منزله إلى صباح يوم عيد النحر فيؤتى بها على أعناق الرجال وتعلق على الكعبة بعد إنزال الكسوة القديمة.
وأدرك أحد هذه المواكب في عصر (محمد علي) المستشرق الرحالة الانجليزي (ادوارد وليم لين). فقال بعد مشاهدته: عقب العيد السابق ذكره بيومين أو ثلاثة تقريبًا (عيد الفطر) تحمل الكسوة المرسلة سنويًا مع قافلة الحجاج الكبرى في موكب يسير من القلعة حيث تصنع على نفقة السلطان إلى مسجد الحسين لتخاط أقسامها معًا، وتبطن استعدادًا للحج القريب، والكسوة ديباج أسود غليظ تغطيه نقوش لآيات قرآنية... الخ..
ثم يقول المستشرق: وإني أكتب الآن عن موكب الكسوة بعد عودتي من مشاهدته في السادس من شهر شوال عام 1249هـ الموافق 15 فبراير 1834م.
فقال: أخذت مجلسي بعد شروق الشمس في دكان كتبي الباشا في شارع المدينة الرئيسي مقابل سوق خان الخليلي تقريبًا، وكان هذا الدكان وكل دكاكين الشارع تقريبًا مزدحمة بأشخاص جذبتهم الرغبة في مشاهدة الموكب شيوخًا وشبانًا، والمصريون من كل طبقة ومركز وسن يجدون لذة كبيرة في رؤية المشاهدات العامة، ولكن الشوارع لم تكن مزدحمة الازدحام العادي التي تكون كل منها جانبًا من الكسوة قد مرت محمولة بالمكان الذي اتخذت فيه مركزي، فوضع كل قسم من الحبال التي تربط بها على حمار، ولم تكن الحمير مزينة إطلاقًا ولا مسرجة بإتقان.
بعد هذا قدم حوالي عشرين رجلاً في ثياب رثة يحملون على أكتافهم إطارًا طويلاً من الخشب امتد عليه الحزام أي الشريط السابق ذكره، ثم بدأ يذكر تفاصيل أجزاء الكسوة.
وذكر عبد الله النديم في جريدة (الأستاذ) تحت عنوان (الكسوة الشريفة) بتاريخ 22 شوال سنة 1310هـ. فقال: احتفل ليلة السبت في ديوان محافظة مصر احتفالاً جليلاً دعي إليه العلماء والأمراء وأرباب الطرق وكثير من الوجهاء والأعيان سرورًا بإنجاز كسوة مقام سيدنا الخليل عليه الصلاة والسلام، وقـد بلغت مصاريفها (1700جنيهًا) وفي الصباح انتظم الموكب مركبًا من فرق العساكر الخيالة والمشاة والمدفعية، وكان الوزراء الكرام يتقدمهم صاحب الدولة (رياض باشا) نائبًا عن الحضرة الخديوية قد اجتمعوا في سقيفة المنشية، يصحبهم لفيف من العلماء الأعلام في مقدمتهم صاحب السماحة والفضيلة شيخنا الأستاذ (الأنبابي) وفي مقدمة رجال الطرق وأصحاب الأشاير صاحب السماحة والسيادة السيد (توفيق أفندي البكري الصديقي) وسماحة قاضي أفندي مصر أي أن هؤلاء الأعلام وجدوا مع النظار الكرام بالملابس الرسمية في مقدمة من وجد معهم من العلماء والأشياخ، ومن ساحة المنشية سار الموكب حتى دخل مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، وقد هرع الناس إلى الشوارع التي مر بها حتى لم يبق في مصر أحد ممن يميلون لرؤية هذا الموكب المنيف إلا وقف له...
احتفال آخر بالمحمل المصري في مصر: تقول جريدة الأهرام: إن حضرة صاحب العظمة سلطان مصر رأى أن يزيد طلعة المحمل في هذا العام أبّهة وجلالاً، لأنها الحفلة الأولى على عهد حكمه الميمون الطالع، فعقد النية على أن يرأس هذه الحفلة وأن يشترك في ذلك حضرات أصحاب السمو الأمراء وحضرة صاحب الدولة الرئيس وحضرات أصحاب المعالي زملائه الوزراء وحضرات المستشارين ووكلاء الوزارات وحضرات العلماء وكبار الموظفين الملكيين والعسكريين وجمهور من نخبة الأعيان والتجار مرتدين جميعًا الكسى الرسمية وحاملين وساماتهم.
وبالفعل ركب عظمته صباح يوم الخميس 23 ذي القعدة بموكب حافل مهيب من قصر عابدين إلى ميدان محمد علي لابسًا حُلته الرسمية وأوسمته، وقد أطلق 21 مدفعًا تكريمًا لعظمته عند تشريفه إلى ذلك الميدان حيث جرى لتشييع المحمل احتفال قل نظيره في السنوات الماضية، ولما انقضت المراسم المعتادة آب عظمته إلى قصر عابدين فأطلق له 21 مدفعًا وقت انصرافه.
هذا وقد ضمت وزارة الحربية المصرية موسيقى المحمل المصري جوقة جديدة مؤلفة من 14 جنديًا انتقتهم من الجنود القدماء الذين أتموا مدة خدمتهم وتمرنوا على الموسيقى، وبمناسبة الاحتفال بسفر المحمل المصري عطلت وزارات الحكومة وسائر الدواوين الأميرية في القاهرة يوم الخميس 23 ذي القعدة، وفي السويس يوم السبت 25 منه...
احتفال رائع آخر بالمحمل والكسوة في القاهرة: ومن حفلات المحمل والكسوة في القاهرة احتفال رائع ذكره إبراهيم رفعت باشا، وقد سجل فيما ذكره معلومات وملحوظات دقيقة.
يقول: في يوم 27 شوال سنة 1318هـ (16فبراير سنة 1901م) احتفل في القاهرة بكسوة الكعبة المشرفة بالطريقة الآتية: في يوم 26 شوال أتي بالمحمل من مقره بوزارة المالية ونقل داخل صناديق على عجلة إلى (وكالة الست) بالجمالية حسب المعتاد من قديم ونقل جزء من كسوة الكعبة مع أحزمتها الحريرية المزركشة بالقصب من مصنعها بالخرنفش إلى المصطبة بميدان صلاح الدين المعروف بميدان القلعة أو ميدان محمد علي وفي عصر هذا اليوم احتفل رسميًا بنقل كسوة مقام الخليل إبراهيم عليه السلام، والجزء الباقي من كسوة الكعبة من مصنعها بالخرنفش إلى ميدان صلاح الدين السابق، وكان نقل الكسوة على أكتاف الحمالين يحيط بها رجال الشرطة ويتقدمها قسم من الجيش ما بين راجل وراكب معهم الموسيقى تصدح بالأنغام المطربة ويصحبه أرباب المزمار البلدي المعينون للسفر بصحبة المحمل، وكذلك تقدم الكسوة مدير مصنعها مأمور الكسوة ممتطيًا جواده مرتديًا لباسه الرسمي بذلة التشريفة الكبرى وعلى يديه المبسوطتين كيس مفتاح الكعبة، ويتلو كسوة الكعبة كسوة مقام الخليل محمولة على الأكتاف أيضًا.
وسار الموكب بهذا النظام من المصنع إلى (سبيل كتخدا) القريب من النحاسين حيث التقى به المحمل بكسوته الخضراء المعتادة آتيًا من (وكالة الست) بالجمالية على ظهر جمل، فسار وراء كسوة المقام وسار الموكب كله إلى النحاسين فالغورية فباب زويلة (بوابة المتولي) فالدرب الأحمر فالتبانة فالمحجر، فميدان صلاح الدين حيث أقيم هناك الاحتفال فوضع المحمل مع الكسوة في المحل المقابل لردهة (لصالة) الاستقبال حتى الصباح ووضعت كسوة المقام وسط الردهة المذكورة التي زينت جدرها بقطع من كسوة الكعبة وأحزمتها القصبية وكيس مفتاح الكعبة وستارة بابها، وباب التوبة.
ووضع حول كسوة المقام أربع ماثلاث (شمعدانات) من الفضة أحضرت من جامع القلعة، ووضع بحجرة المحافظ التي بالجهة الغربية من ردهة الاستقبال أربع قطع يقال لها (كرداشيات) زينت بها جدر الحجرة، وقد أحيت المحافظة الليلة المعقبة لهذا اليوم بتلاوة آي القرآن الكريم وإنشاد المنشدين في مكان شرقي مكان الاحتفال ودعت العلماء والكبراء والأعيان لمشاركتها في إحياء الليلة، ومنهم من دعته لتناول طعام العشاء قبل الغروب، ومنهم من دعي للإحياء بعد صلاة العشاء فحسب كما أنها دعت مشايخ الطرق من الرفاعية والسعدية والأحمدية والإبراهيمية والبيومية والقادرية والشاذلية للسير أمام المحمل والكسوتين وللمشاركة في إحياء هذه الليلة التي أنفق فيها مائة جنيه مصري، واستمرت الحفلة إلى ما بعد نصف الليل حيث جمعت قطع الكسوة التي في الردهة وفي حجرة المحافظة مع كسوة المقام، ووضع كل ذلك مع المحمل في المكان المقابل لردهة الاستقبال.
وفي صباح هذه الليلة احتفل بالكسوة والمحمل احتفالاً فخمًا في ميدان صلاح الدين حضره سمو الخديوي والوزارء والعلماء والأعيان، وأطلق للخديوي ساعة حضوره واحد وعشرون مدفعًا وصدحت الموسيقى بسلامه ثلاثًا أعقبها الضباط والعساكر والحضور في كل مرة بالهتاف لسموه (أفند مز جوق يشا) (يعيش أفندينا طويلاً) وكان الخديوي والحضور ساعة ذلك رافعي أيديهم إلى جباههم بالسلام ثم استراح جنابه مع الحضور قليلاً في بهو (صالة) الاستقبال مشاهدًا دورات المحمل السبع المعتادة في الفناء الواسع الذي أمام البهو وكان يقود جمل المحمل مدير مصنع الكسوة الذي قدم المقود إلى سمو الخديوي فقبله وناوله قاضي القضاة فقبله أيضًا مع بعض الحضور ثم أعاده إلى المأمور الذي ينتظر بالمحمل قبالة الجامع المعروف بالمحمودية بالميدان ريثما يتم استعراض الكسوة، ثم عرضت الكسوة يحملها الخفراء على سموه.
وقد وقف خارج الردهة مع الوزراء والحضور، والخفراء يمرون بها من أمامهم حتى إذا ما انتهت استعرض الجيش ثم أطلق واحد وعشرون مدفعًا إيذانًا بانتهاء الحفلة وانصرف الخديوي والحضور ثم سير بالكسوتين والمحمل إلى مسجد الحسين رضي الله عنه يصحبها رجال الجيش والشرطة وأرباب الطرق وفي المسجد استقبل الكسوتين أمير الحج وأمين الصرة وكانا قد سبقا الناس إلى المسجد وهنالك ضمت بالخياطة قطع الكسوة بعضها إلى بعض ثم نقلت إلى العباسية مع كسوة المقام في صناديقها المعدة لها استعدادًا للسفر بهما إلى الحجاز بعد، أما المحمل فسير به من المسجد الحسيني إلى مصنع الكسوة بالخرنفش وبقي هنالك إلى صبيحة يوم الاحتفال بخروج المحمل إلى الأقطار الحجازية، ففي صبيحة هذا اليوم احتفل بنقله من المصنع إلى ميدان صلاح الدين ولكن من طريق سوق السلاح، وفي ضحوة ذلك اليوم 13ذي القعدة سنة 1318هـ (4مارس سنة 1901م) عمل احتفال بالميدان المذكور كالاحتفال السابق وسلم فيه عبد الله فائق بك مدير مصنع الكسوة زمام المحمل إلى سمو الخديوي وسموه سلمه لأمير الحج حيث قاده محفوفًا برجال الشرطة والجيش وأرباب الطرق إلى العباسية ليسافر من هنالك إلى السويس فمكة مع الكسوتين والروائح العطرية والخرق الجديدة التي تغسل بها الكعبة. * * * |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب الثاني: في المحمل الثلاثاء 06 أغسطس 2019, 10:46 pm | |
| الفصل السادس: في ذكر احتفالين بمناسبة تشييع الكسوة والمحمل المصري من القاهرة تقول جريدة القبلة: احتفل في يوم السبت الماضي بتشييع كسوة الكعبة المشرفة والمحمل المصري احتفالاً شائقًا أقيم في ميدان محمد علي بالقاهرة كالعادة المتبعة في كل سنة وفي صباح السبت 14 ذي القعدة ترأس حضرة صاحب الدولة حسين رشدي باشا رئيس وزراء مصر حفلة عرض الكسوة الشريفة في الميدان المذكور بالنيابة عن عظمة سلطان مصر، وكان دولته محفوفًا بزملائه النظار وغيرهم من أكابر العلماء والموظفين، وسار في هذا الموكب رجال الحامية المصرية ضباطًا وغيرهم من أكابر العلماء والموظفين، وسار في هذا الموكب رجال الحامية المصرية ضباطًا وجنودًا، وأطلقت المدافع المعتادة.
وأقيم احتفال رسمي آخر قبل ذلك بيوم واحد لنقل الكسوة الشريفة من مصنعها في حي الخرنفش إلى ميدان محمد علي، فكان يتقدم الموكب أرباب الطرق والأشاير، وبلوكان من جنود المشاة تصحبها موسيقى المشاة العسكرية، ويحرسه جمهور كبير من رجال البوليس مشاة وركبانًا، حتى إذا وصلت الكسوة إلى منتهى سكة الجمالية تقابلت بالمحمل المصري، وترافقا إلى ميدان محمد علي، وبقيت الموسيقى معهما في ذلك الميدان إلى ما بعد صلاة العشاء، وهي ترحب بالذين يفدون لمشاهدتهما من العلماء والأعيان والموظفين... وبمناسبة الاحتفال بالكسوة الشريفة أصدرت رئاسة مجلس الوزراء بمصر أمرًا بتعطيل وزارات الحكومة ودوائرها في ذلك اليوم، وكذلك فعلت وزارة الحربية فأمرت بتعطيل جميع دوائرها وأفلامها.
ويذكر إبراهيم باشا بعد ذكر الاحتفال السابق تحت عنوان: (سفر المحمل وركبه من القاهرة إلى جدة): وقد وقف القطار بمحطات القاهرة وطوخ، وبنها، والزقازيق وأبي حماد، ونفيشة، والإسماعيلية، وفائد، وقد كان الأهالي ومشايخ الطرق وطلبة المدارس بنين وبنات ينتظرون المحمل في محطات الوقوف ومعهم الموسيقى والمزمار البلدي، ومما رأيناه من عادات الأهالي إحضارهم أولادهم الرضع ليروا المحمل، ويلمسوه فيبارك لهم في ذريتهم وكانوا إذا لم يستطيعوا لمسه قذفوا بمناديلهم إلى خدام المحمل بعد أن يضعوا فيها شيئًا من النقود أو يملؤوها باللحوم البيضاء أو الفطير فيأخذ الخدم ذلك منها، ويردونها إلى أربابها بعد إمرارها على المحمل... * * * |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب الثاني: في المحمل الثلاثاء 06 أغسطس 2019, 10:48 pm | |
| الفصل السابع: الاحتفالات التي كانت تقام عند وصول المحمل والكسوة إلى ميناء جدة جاء في جريدة (القِبْلَة): شمس يوم الخميس الماضي أشرقت مع دوي المدافع التي كانت تطلق من كل البوارج الراسية في الثغر تحية لنزول المحمل (أي من السفينة هاردن) وما كاد الزورق الذي يحمله يقترب من الشاطئ حتى أقبل الناس أفواجًا يترقبون وصوله إليهم، وكان أولياء الأمور قد أعدوا كل وسائل الاحتفال به، وما هي إلا ساعة حتى أقبل زورق المحمل تحف به الهيبة والوقار، فحيته البطارية العربية بإطلاق 21 مدفعًا.
ولما وصل المحمل إلى الشاطئ علت أصوات التهليل والتكبير من كل جانب واستعدت الجنود العربية والجنود المصرية لاستقباله، وكانت مصطفة صفين بغاية النظام والإتقان، ولما أخرج المحمل إلى البر كان في مقدمة الجماهير العظيمة حضرة صاحب السيادة الشريف محسن بن منصور نائب جلالة سيدنا في جدة، وسعادة أمير الحج المصري وكبار موظفي جدة وأعيانها، فنقل المحمل إلى ميدان الجمرك، وأقبل الحرس، وأمامهم الموسيقى العسكرية، فالتفوا حوله.
وأخذ رجال المحمل بإلباس الكسوة الذهبية المزركشة، وفي الساعة الرابعة تحرك المحمل بين طلقات مدافع البطارية العربية التي كانت قريبة من الجمرك، والموسيقى العسكرية تعزف بتحية السلام، فسار والجنود المصرية تسير أمامه، ورجال الشرطة العربية تحيط به فاخترق باب المغاربة، وشارع البغدادي فشارع البوسطة، فشارع دار الحكومة، فشارع مخزن الذخائر، فباب مكة، حتى بلغ الثكنة العسكرية، وجماهير الناس متقاطرة من كل فج وسط التهليل والتكبير احتفالاً بقدومه ولما بلغ المحمل مضرب خيامه أطلقت البطارية المصرية مدافعها، وحيته الجنود المصرية التحية العسكرية، وترجل نائب جلالة سيدنا حفظه الله ومن بمعيته من الموظفين والأعيان، فدخلوا سرادق أمير الحج، وهنالك أديرت عليهم كؤوس المرطبات، وتبادلوا عبارات التهنئة والتبريك.
احتفال آخر للمحمل المصري بميناء جدة: جاء في جريدة القبلة أيضًا: في صباح يوم السبت (28 ذي القعدة) نزل المحمل إلى الثغر محمولاً على زورق بخاري، فلما وصل إلى الساحل ضج الناس بأصوات التهليل والتكبير، وكانت الجنود العربية، والجنود المصرية مصطفة لاستقباله، وعند إخراجه إلى المرفأ أطلقت المدافع المعتادة، وكان في مقدمة الجماهير المجتمعة لاستقباله سيادة الشريف محسن بن منصور قائمقام جدة وسعادة أحمد فطين بك أمير الحج المصري، وكبار موظفي جدة ووجهائها.
وبعد أن اصطف جنود الحرس في المرفأ حول المحملوأمامهم الموسيقى العسكرية بدئ بإلباسه الثوب الخاص وسط التهليل والتكبير، وكذلك الموسيقي كانت تصدح بألحانها المطربة، وسار المحمل بعد ذلك بين طلقات المدافع العربية وعزف الموسيقى تحف به جنود المشاة والخيالة، وجماهير الناس تصحبه وتتبعه من كل فج إلى أن بلغ مضرب خيامه المعدة لـه، وهنالك أطلقت المدافع المصرية وحيته جنود الحرس التحية العسكرية، ثم زار سيادة قائمقام جدة سرادق سعادة أمير الحج، فاستقبل استقبالاً حسنًا، وأديرت كؤوس المرطبات وتبودلت عبارات التحية والتبريك.
احتفال ثالث بوصول المحمل إلى ثغر جدة: جاء في جريدة القبلة: في الساعة السابعة عربية نهار السبت غرة ذي الحجة وصلت الباخرة (بنت كوته) إلى ميناء جدة حاملة المحمل المصري، وترافقها السفينة الحربية (صوفر) لخفارتها، فلما دخلت الميناء أطلقت السفينة الحربية مدافع التحية والسلام، فأجابتها المدافع العربية بمثلها، وفي الساعة الثانية عشر والنصف من صباح يوم الأحد كانت الجنود العربية ورجال الشرطة والجنود المصرية بموسيقاها مصطفة على أجمل نظام في ساحة المرفأ، فما لبث المحمل أن وصل محمولاً من الباخرة إلى البر على زورق بخاري، فضجّ الناس حينئذ بالتهليل والتكبير بين دوي طلقات المدافع المعتادة، وكان في مقدمة الجماهير التي أتت لاستقبال موكب المحمل حضرة صاحب الكمال الشريف محسن بن منصور قائمقام جدة وسائر كبار رجال الحكومة السنية والوجهاء والأعيان.
وفي تلك الأثناء ابتدأت مراسم إلباس المحمل الثوب الخاص وسط التهليل والتكبير وبعد الانتهاء من ذلك نهض المحمل وسُيّر به إلى مضارب خيامه المعدة له عند الثكنة العسكرية، وفي مقدمة السائرين معه حضرة صاحب الكمال الشريف محسن وسعادة أمير الحج المصري عبد الرحيم باشا فهمي، والموسيقى تشف الآذان بألحانها المطربة، حتى إذا بلغوا مضارب الخيام أطلقت المدافع المصرية وقام الجنود بالتحية العسكرية، وزار سيادة الشريف محسن سرادق سعادة أمير الحج، فاستقبل هنالك أحسن استقبال، وتبودلت عبارات التهنئة والتبريك بحلول هذا الموسم المبارك وأديرت كؤوس المرطبات على الحاضرين. * * * |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب الثاني: في المحمل الثلاثاء 06 أغسطس 2019, 10:49 pm | |
| الفصل الثامن: الاحتفال بالمحمل في مدينة جدة في اليوم الثاني بعد وصوله إليها ذكر إبراهيم رفعت باشا: احتفل بالمحمل في جدة احتفالاً رسميًا، فتراصت عساكر الدولة العلية صفين متقابلين معهم الموسيقى وكان عددهم (400) من العساكر النظامية، و(200) من غير النظامية.. وجيء بالمحمل يتقدمه الأمير وأمين الصرة، ويحيط به حرسه، وتضام الكل، وسار المحمل بين الصفوف يجوب شوارع المدينة جريًا على سنته الماضية، وكان يومًا مشهودًا، إذ كان جميع الضباط والموظفين بلباسهم الرسمي، والموسيقى الدولة وعدد رجالها ثمانون تصدح مع موسيقانا بالأنغام الشجية، وكنت ترى الوجوه ضاحكة مستبشرة لا تقرأ عليها إلا آيات الفرح والسرور، وإذا أضفت إلى ذلك منع الزحام بفضل النظام الذي وضعه القائد خالد بك أدركت أن الناس قد بلغ الفرح من نفوسهم مبلغًا عظيمًا.
وقد انتهت الحفلة برجوع المحمل حيث بدأ سيره بعد أن صدحت الموسيقى بالسلام السلطاني فالسلام الخديوي وبعد الهتاف لهما بالعز والبقاء. * * * |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب الثاني: في المحمل الثلاثاء 06 أغسطس 2019, 10:52 pm | |
| الفصل العاشر: الاحتفالات بمناسبة زيارة ملك الحجاز الهاشمي للمحمل قبل العهد السعودي ومن جملة الاحتفالات التي كانت تقام قبل العهد السعودي سنويًا احتفال بمناسبة زيارة ملك الحجاز الهاشمي للمحمل المصري الذي كان بمعيته كسوة الكعبة المعظمة، وذكرت مجلة القبلة مناسبة من هذه المناسبات.
وأنا أذكر منها بنصها: تفضل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية مليكنا المعظم، فزار في صباح هذا اليوم معسكر المحمل المصري زيارته الرسمية كالعادة السنوية المتبعة من قبل، فما وافت الساعة الواحدة صباحًا حتى كان الموكب الملوكي السامي متهيئًا للمسير من القصر الهاشمي العالي، وقد امتطى جلالته جيادًا من أكرم جياد الجزيرة العربية، وركب بمعية جلالته سمو الأمير عبد الله بن محمد، وبين يدي جلالته رجال القصر العالي، ومن خلفه الحرس الخاص من الهجانة والفرسان وموسيقى الديوان العالي، فلما بلغ جلالته مضارب خيام المحمل كانت حاميته من كل الأسلحة والمراتب واقفة لأخذ السلام الملوكي، فالجنود المشاة مصطفون على جانبي ممر جلالته بأسلحتهم، وفي الطرفين قسم الفرسان والمدفعية والرشاشات كلها واقفة بأتم نظام، وفي مقدمة الجميع سعادة أمير الحج، وكبار ضباطه وحضرة ذي الجاه والإقبال وكيل الحربية الجليلة.
وعند دخول جلالته في مدخل مضارب الخيام أطلقت المدافع إجلالاً وتعظيمًا، وصدحت الموسيقى بالسلام الملوكي الهاشمي، وأدت الجند بكل أنواعها رسم التعظيم، وخرج سعادة أمير الحج المصري لاستقبال جلالته، ثم سار بين يديه الكريمتين إلى أن استقر بجلالته المقام في سرادق إمارة الحج، وهنالك أديرت كؤوس المرطبات والقهوة ثم وقف سعادة أمير الحج بين يدي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية، وألقى خطبة بليغة رفع فيها آيات الشكر للعرش الهاشمي الأسمى، وللحكومة العربية السنية على ما لقيه موكب الحج المصري في هذا العام من صنوف الترحيب والتسهيل وأنواع العناية والرعاية التي هي غاية الغايات، والتي هي فوق كل مأمول.
وقال: إن كل حرس المحمل وأفراد الحج المصري في غاية الصحة والعافية ببركة هذه الديار المقدسة والبيت النبوي الكريم، ولما انتهى من خطابه أثنى عليه جلالة الملك المعظم، وذكر أن البلاد تعتقد بأن رعاية ضيوفها وفود بيت الله الحرام من أسمى وظائفها الدينية التي تتقرب بها إلى الله تعالى، وفي نحو الساعة الثانية والنصف نهض جلالته للعودة إلى الديوان الهاشمي العالي، فمر بين حرس المحمل الواقفين موقف التحية والإجلال والتعظيم، فأخذ جلالته يحييهم ويؤانسهم، وقد قال لهم: إنني أهنئكم بما اختاره الله تعالى لكم من القيام بهذا الواجب الديني السامي، ولا شك أن الله تعالى قد أراد لكم الخير، فجعل علامة رضائه عنكم اختصاصكم بهذا الواجب المقرون بأداء هذه الفريضة المقدسة.
ثم عاد (قد عاد) جلالته بموكبه الفخيم مودعًا بما استقبل من الإعظام والإجلال وسط إطلاق مدافع التحية وترنم الموسيقى بالسلام الملوكي الهاشمي وأداء الجنود من كل الأسلحة واجب الحرمة والتعظيم.
احتفال آخر بمناسبة زيارة أمير مكة وواليها وقائد جندها للمحمل ذكره إبراهيم باشا فقال: في الساعة الثانية العربية نهارًا من يوم 7 ذي الحجة سنة 1318هـ زار صاحب الدولة الشريف عون الرفيق باشا أمير مكة معسكر المحمل في موكب حافل، وكان راكبًا عربة يجرها جوادان وكان على يساره وكيل الشريف على باشا، وكـان أمـام العربة 50 فارسًا و150هجانًا و250 راجلاً و12 موسيقيًا وزمارًا، وكلهم من أهالي مكة إلا القليل سودانيين وكانوا بلباس عادي يحملون أسلحة من الطراز القديم، وكان خلف العربة حوالي 15 جوادًا يقودها سواسها، وكان عليها السروج المذهبة المسبل عليها القطيفة المزركشة بالقصب منظر يسر الناظرين.
أما نحن فلدى قرب مجيئه اصطفت عساكرنا صفين متقابلين الموسيقيون أولاً فالفرسان فالمشاة، واتخذ رجال المدفعية مكانًا مناسبًا لإطلاق المدافع، ووقف أمير الحج والأمين وموظفوا المحمل في ميمنة العسكر، وعند وصول الشريف تقدم إليه الأمير والأمين وقَبَّلا يَدَه وطرف السترة (الأتك) وتبعاه راكبًا عربته يسير الهوينا بين الصفين متأملاً زي العساكر معجبًا بشهامتهم وثباتهم مسلمًا عليهم بالإشارة وعند سرادق الأمير نزل من العربة وجلس على أريكة في صدر السرادق، وساعتئذ قدم الأمير موظفي المحمل فلثموا يده، ثم أمرهم بالجلوس وبعد زمن يسير قلت للعسكر (صفا) أي راحة، وتوجهت بالضباط إلى السرادق حيث قبَّلْنَا يَدَ الأمير و(أتكه) كمن سبقنا، وبعد تناول الشاي والقهوة هَمَّ بالعودة فرجعت بالضباط حيث كانوا أولاً، وساعة مروره حيى التحية العسكرية، وصدحت الموسيقى بسلام جلالة السلطان، وأطلقت المدفعية 21 مدفعًا كما حصل ذلك عند القدوم. * * * |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب الثاني: في المحمل الثلاثاء 06 أغسطس 2019, 10:55 pm | |
| الفصل الثاني عشر: الاحتفالات بمناسبة وداع المحمل المصري عندرجوعه إلى القاهرة جاء في (القِبْلَة): تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، فزار معسكر المحمل المصري مساء أمس زيارة خصوصية بمناسبة العزيمة على سفره مع سائر الحجاج المصريين في هذا اليوم إلى جدة، فهرع سعادة أمير الحج المصري وضباطه لاستقبال جلالة الملك المعظم، وأجريت لقدوم جلالته المراسم العسكرية والاحترامات اللائقة، وقد لبث جلالته في سرادق سعادة أمير الحج مدة، ثم عاد بموكبه الفخيم إلى الديوان الهاشمي العالي.
وكما كانت تقام حفلة عند وصول المحمل المصري إلى العاصمة (مكة المكرمة) كانت تقام حفلة أخرى لوداعه بعد الحج كل عام في عهد الهاشمية.
وأذكر فيما يلي مناسبتين من هذا النوع: حفلة لوداع المحمل المصري من العاصمة: جاء في جريدة (القِبْلَة): أجرى الاحتفال الرسمي لوداع ركب المحمل بالصورة اللائقة به، وخرج لتشييعه ممثلو الحكومة الهاشمية وجماهير الاعيان والوجهاء، وأطلقت المدافع تحية واحترامًا.
أعاد الله تعالى هذا الموسم القدسي بالخيرات والبركات على البلاد والعباد إنه أكرم مسؤول.
احتفال آخر لوداع المحمل المصري: وذكرت (القِبْلَة) أيضًا: في صبيحة أمس جرى احتفال رسمي بخروج المحمل المصري من المسجد المكي الشريف، فبعد أن ألبس المحمل حلله الفاخرة داخل المسجد، أخرج بحفلة حافلة، وشيع بهيئة خَدَمَة المسجد يحملون المباخر التي تعطر روائح طيبها الأرجاء، وكان يرأس هذه الحفلة صاحب السمو الملكي الأمير (زيد) المعظم، وعلى رأس خدمة المسجد ناظر الحرم المكي الشريف، فشيعت هذه الهيئة المحمل من المسجد بحفاوة تامة إلى أن حمل على جمله الخاص، وعند ذاك مسك صاحب السمو الملكي الأمير (زيد) المعظم بزمام جمل المحمل، وهو محمول عليه، فدَوَّرَهُ ثلاثًا أمام الصفا، ومن بين يديه خدمة المسجد بمباخرهم، ثم بعد ذلك سلمه سموه إلى مأموري المحمل الخصوصيين، فسار المحمل بعد ذلك بموكبه، وعند سيره كانت ثلة من الجند الهاشمي واقفة، فأدت له التحية العسكرية وهكذا سار مخترقًا الشارع العام بجنده وموسيقاه وكلما مرت ثلة من الشرطة أدت له التحية العسكرية، والخلاصة أن الاحتفال بخروج المحمل كان بالغًا الغاية في الأبهة والفخامة والهيبة والوقار. انتهى.
حفلة بكسوة الكعبة بدون المحمل: من المعروف أن الكسوة الشريفة كانت تأتي من مصر بمعية المحمل المصري، فكانت تقام لهما الحفلات في جدة وفي مكة، وكذا في مصر، وقد ذكرنا فيما سبق بعض الحفلات في هذه الأماكن، وقد انفردت الكسوة بحفلة بهيجة في سنة من السنوات ولم يكن المحمل معها في تلك السنة، ففي عام 1341هـ حينما عاد المحمل المصري بما معه من الكسوة الشريفة من ميناء جدة لاختلاف بين حكومة مصر وحكومة الحجاز جُلبت كسوة محفوظة في مستودع المسجد النبوي بطريق ميناء رابغ إلى جدة، وقد حفظت لنا جريدة القبلة وقائع هذه الحفلة، فجاء فيها.
وصلت كسوة الكعبة المشرفة من المدينة المنورة إلى جدة يوم الخميس الماضي، وقد جرى هنالك استقبال رسمي واستقبال عسكري، فأطلقت لها المدافع من ثكنة جدة، ومشت أمامها الجنود النظامية ورجال العسكرية والموسيقى، وقد اشترك في ذلك الاحتفال هيئة حكومة جدة وجميع أهلها، فكان ذلك اليوم عندهم يومًا مشهودًا، وفي يوم الجمعة الثالث عشر منه وصلت إلى العاصمة وفي صباح يومنا هذا صار الاحتفال بها رسميًا كالمعتاد، فحملت من دار صاحب الإقبال فاتح بيت الله الحرام الشيخ عبد القادر الشيبي، فمشى معها هو وسدنة الكعبة، ومشت الموسيقى أمامها على مشهد من الألوف المؤلفة من الحجاج والأهالي، حتى وصلوا بها إلى المسجد الحرام فوضعوها إزاء الكعبة الشريفة، وجرى إكساء البيت بها في محفل عظيم من الألوف المؤلفة من الأهالي والحجاج الذين علا ضجيجهم وهتافهم حينذاك بالدعاء والابتهال إلي الله سبحانه وتعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين... * * * |
|
| |
| الباب الثاني: في المحمل | |
|