منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

الحــواس فـي القـــرآن الكـــريــم أحكـام صـلاة المـريض وطهـارته إلــــــــى كــــــــــل زوجـيــــــــــن مـــن أقـــــوال شيـــــخ الإســــلام لا عـلـيـك مـا فـاتـك مـن الـدنـيا رؤية الخاطب مخطوبته قبل العقد أحْلامٌ مِنْ أبِي باراك أوباما كُــــتُـبٌ غَــــــيُّـرَتْ الـعَـالَــــــمْ مــصـــــر التي فـي خــاطـــــري الزعيـم الثــائر أحـمـــد عـــرابي مـحـاسـن العقيـــدة الإسـلامـيـــة الرَّحَّـالة: أبي الحسن المسعـودي رضـــي الله عـنـهـــم أجـمـعـــين الأسئلة والأجــوبــة في العقيــدة النـهـضــة اليـابـانـيــة الـحـديثــة الحجاج بـن يــوســف الـثـقـفــي قـصــة حـيـاة ألـبرت أيـنـشـتــاين الأمثـــال الإسـلام بيـن الـعـلـم والـمــدنـيــة

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51866
العمر : 72

الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Empty
مُساهمةموضوع: الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع   الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Emptyالجمعة 15 مارس 2019, 9:46 pm

الفصل الثاني: (دور مؤسسات المجتمع)
المبحث الأول: (المسجــد)
المطلب الأول: أهمية المسجد
ينظرُ الإسلام إلى المسجد نظرة خاصة وهامة، من حيث اعتبارها ميداناً واسعاً، ومكاناً رحباً، يُعْبَدُ اللَّهُ تعالى في أرجائه، ويطاع في سائر نواحيه وأجزائه, ولذا منحه فضائل فريدة، وميَّزَه بخصائص عديدة، باعتباره منطلق الدعوة إلى الخالق جل وعز ومركز الإشعاع الأول، الذي انطلقت من جنابته أحكام التشريع وانبعثت من ردهاته أشعة الإيمان ولقد عَظَّم الإسلامُ المسجد وأعلى مكانتَه، ورسَّخَ في النفوس قدسيتَه، فأضافه اللَّهُ تعالى إليه إضافةَ تشريفٍ وتكريم فقال تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا).  

فالمسجد يحتل مرتبةً مميزة ومعظمة في أفئدة المسلمين، تزكو به نفوسُهم، وتطمئن قلوبُهم، وتتآلف أرواحهم وتصفو أذهانُهم، يجتمعون فيه بقلوبٍ عامرةٍ بالإيمان، خاشعة متذللةٍ للخالق الديان فرسالة المسجد شاملة ومتنوعة، وضافية ومتعددة، تنتظم مجالاتٍ مختلفة لنشر القيم الإسلامية، وغرس الآداب والأخلاق الحميدة، وإبراز سمو الإنسان وكرامته، والحفاظ على وجوده وحياته وتقويم سلوكه، وإشعاره بالأمن والطمأنينة من خلال الأدوار المتعددة، والمجالات المختلفة التي يضطلع بها المسجدُ لتحقيق الأمن الاجتماعي، وتوفير الطمأنينة النفسية والروحية، التي تخفف عن الناس أعباءَ الحياةِ وآلامها، وتكبحُ فيهم جموح الغرائز وشهواتها، وترسّخ أواصر المحبة، وروابط الألفة بين الأفراد، وبسط الأمن الوارف في ربوع المجتمع، ونشر الاستقرار والاطمئنان في أرجائه، وتوطيد قواعده، وتثبيت دعائمه.

المطلب الثاني: المسجد مصدر الأمن والأمان
للمسجد قدسية خاصة، ففيه آياتُ القرآن الكريم، ويسمع في أنحائه كلُّ ما يطهر القلوب، ويصفي النفوس، وينقي الأفكار والأذهان، ويزكي الأرواح ويهذبها، ويغذيها ويشحنها بروح اليقظة الإيمانية، والاستقامة السلوكية.فكلما ازداد تردد المسلم على المسجد، كلما ازداد تعلقا به، والتصاقا بخالقه، فحاسب النفس وابتعد عن النوازع العدوانية، والدوافع الإجرامية.

إن الفرد حين يلتصق بالمسجد التصاقاً وثيقاً، ينعكس أثر ذلك إيجاباً على المجتمع بأسره، حين يتلقى في المسجد معاني الفضيلة وسمات الصلاح وقيم الإسلام السامية، التي تشيع في النفوس الاطمئنان، فتستقيم على المنهج الحق، وتنحسر فيها دواعي الشرور والإفساد, والتفكير في دورب العنف والتطرف بمحافظته على الصلاة فهي مصدر الأمن والاستقرار، وينبوع السعادة والاطمئنان ونهر الوسطية والاعتدال.

قال ابن تيمية رحمه الله:
(القلبُ فقيرٌ بالذات إلى الله تعالى من جهتين: من جهة العبادة، ومن جهة الاستعانة والتوكل). 

فالعبادة تأطرها على أن تكون منبع خير وأمان، ومصدر ضبط واعتدال واتزان فإذا اصطبغت بذلك نفوس المصلين، وأصبح سلوكها تبعاً للوحي الإلهي، والنهج القرآني، سار المجتمع بأفراده على الصراط السوي، وسلم من كل ما يعكر صفوه، أو يثير في أوساطه ما يزعزع أمنه وبذلك يظهر الأثر القوي، والدور الحيوي للمسجد في ترسيخ دعائم الأمن، وتوطيد قواعد الاستقرار في ربوع المجتمع، فالصلاة ذات أثر مباشر في تقويم سلوك الأفراد، وهي وسيلة فاعلة للوقاية من الانحراف والجريمة.

المطلب الثالث: دور المسجد في التوعية بالجرائم الأمنية
المساجد هي صمام الأمان للمجتمع الإسلامي، ولا تستقيم حياة مجتمع دون توفر الآمان لأفراده وجماعاته، إضافة إلى ما يقوم به المسجد من عملية تأمين للمجتمع من الأفكار والأفعال المنحرفة ويظهر ذلك في محاربته لآثار هذه الأفكار الوافدة التي تدعو إلى الشك والإباحية والفساد الخلقي والاجتماعي.

وفى هذا الإطار يبرز ما امتازت به الشريعة الإسلامية من مبادئ أساسية في العبادات والمعاملات، وإصلاح الحياة الاجتماعية بصورة يسود فيها الأمن والعدل بين الناس، وصيانة الحريات الخاصة بالأفراد والحقوق العامة للجماعة على أن الدور الذي لعبه المسجد في توجيه الناس وإرشادهم على مدي التاريخ الإسلامي لم يكن مستقلاً عن بقية هيئات المجتمع فكان المسجد يشعّ على كلّ هيئات ومؤسسات المجتمع أنوارَ الهداية والرّشاد.

وحين نستعرض بعض الآثار التي تركها المسجد على مؤسسات المجتمع فإننا لا نجد مؤسسة من هذه المؤسسات إلا ولها صلة مباشرة بالآثار الإيجابية للمسجد.

فدور المسجد هو:
العمل على تلقين النّاس الدّين الحق بلا غلو ولا تفريط.



الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الجمعة 15 مارس 2019, 10:34 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51866
العمر : 72

الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع   الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Emptyالجمعة 15 مارس 2019, 10:05 pm

المبحث الثاني: خطبة الجمعة وأثرها في أمن المجتمع

خطبة الجمعة مشكاة من النبوة، ومنبع من النور والتقى، ومنارة حق للأمن والسلام والهدى، فدورُها في حياة المجتمع المسلم واضح لا يخفى، وراسخ لا يُنسى، فهي الدعامة الأولى، والركيزة الكبرى لتحقيق الأمن الاجتماعي، وتعميق الوحدة ونبذ الفرقة، وتغذية الأمة بالتوجيه الروحي والفكري ولئن كانت تلكم المعاني ثابتة لمن تأمَّل خطبة الجمعة، إلا أنها لن تكون ذات أثر فاعل إن لم يكن القائم بها على قدر من المسؤولية والقدرة على إبراز تلك المعاني وإظهار القيم السامية لدورها المؤثر في حياة الفرد والمجتمع.


فالمسجد يتوافد عليه في يوم الجمعة أعداد كبيرة لسماع الخطبة والإنصات لها لذلك فهم يحتاجون إلى التذكير والتنبيه، واستغلال حضورهم للإرشاد والتوجيه، ومعالجة مشكلات المجتمع، والإسهام في إصلاح الحياة العامة، وإعادة الفرد إلى قواعد الدين ومبادئه وإشاعة روح المودة والإصلاح بين الناس وإن خطيب المسجد وإمامه أشد فاعلية، وأكثر وقعاً في نفوس الجماهير، من أي وسيلة أخرى يمكن أن تؤثر في المجتمع.


خطيب الجمعة يقتلع جذور الشر في نفس المجرم، ويبعث في نفسه خشية الله تعالى، وحب الحق، وقبول العدل ومعاونة الناس وإصلاح الضمائر، وإيقاظ العواطف النبيلة في نفوس الأمة، وبناء الضمائر الحية، وتربية الروح على الآداب الفاضلة والأخلاق الحميدة، وتسكين الفتن، وتهدئة النفوس، فهو يستقي التوجيهات من كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) ولكي تكون خطبة الجمعة قوية لها أثرها البالغ اعتنى العلماء والفقهاء بها العناية الفائقة، وذكروا عوامل رئيسة لنجاحها وعظيم فائدتها..


المطلب الأول: عوامل نجاح الخطبة

(فهم الواقع)

ولا يمكن أن ينجح الخطيب في أداء مهمته على الوجه المطلوب، إلا إذا استطاع الأخذ بألباب سامعيه، بالأسلوب البليغ، والحجة الظاهرة، والخطبة الباهرة، والإثارة والتشويق، وأنى للخطيب أن يفيد إن لم يراعِ مقتضى الحال، فلكل مقام مقال، فيجدر به مواكبة الأحدث، ومسايرة الوقائع، وملائمة موضوع الخطبة للأحداث الجارية، والملابسات الواقعة، فالكلام في حال الأمن يختلف عنه في حال القلق، واختلاف الظروف وتقلبات الأحوال تتطلب من الخطيب أن يكون فطناً مسايراً لما يحدث حوله، وأن لا يكون في وادٍ، وحال المجتمع في وادٍ آخر، كأن يكون بعيدا عن تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، ورد الشبهات والأباطيل التي يثيرها خصومه لبلبلة الأذهان، ومواجهة الأفكار الهدامة والمضللة، بتقديم الإسلام الصحيح، وإبراز خصائصه من السماحة والشمول والتوازن والعمق والإيجابية.


فيجب لتحقيق الهدف المنشود من الخطبة ربطها بأحداث المجتمع، وبالواقع الذي يعيشه الناس، والتركيز على علاج أمراض المجتمع، وتقديم الحلول لمشكلاته، كما يجب تثبيت معنى الأخوة الإسلامية،ومقاومة النـزعات والعصبيات العنصرية المفرقة للأمة، المشتتة لشملها، والمثيرة للأحقاد والبغضاء.


(الحث على طاعة ولي الأمر)

ينبغي لخطباء المساجد التركيز على أمن المجتمع واستقراره وإشاعة السلام والطمأنينة في سائر أرجائه، وتخليصه من أسباب الفرقة وبواعث الشر والخلاف، ومن أهم ما ينبغي طرقه وتذكير الناس به، والتعرض له بين الفينة والأخرى وبالأخص في أوقات المحن والشدائد، كما يجب عليه أن يحفز المصلين على تقوية إيمانهم وترسيخه في قلوبهم، ليثمر الشعور بمراقبة الله تعالى، وخوفَهم من عذابه، وأليم عقابه، ويدعوهم إلى الاستقامة السلوكية، وتصحيح المواقف، وتحصيل مصالح الدنيا والآخرة، ودفع الشرور والمفاسد بالتأكيد على الضمانات الأمنية والوسائل الكفيلة بترسيخ أمنه والمحافظة عليه التي من أهمها طاعةُ ولاة الأمر، فهي أصلٌ مهم وقاعدة كبرى، ومنهج واضح، وأساسٌ قوي لتحقيق الأمن الاجتماعي، واستقرار البلاد، واطمئنان الرعية بوجوب طاعة ولي الأمر، وتحريم عصيانه أو الخروج عليه، ففي الطاعة اجتماع لكلمة المسلمين، وفي العصيان فسادٌ للأحوال في الدارين، وما نزعت يد من طاعة إلا وصافحها الشيطان، فا العاقل يدرك خطورة عصيان ولاة الأمر، وما يجلبه من شرور عظمى، وأخطار ومفاسد كبرى ويعلم ما في الطاعة من الخير والهدى، وتحقيق السعادة، واستتباب الأمن، وترابط المجتمع وتماسكه، ونصرة المظلوم، ودحر الباطل والجور، والعناية بمصالح العباد والبلاد، وحماية الحياة الاجتماعية من الفوضى والاضطراب، والأخذ على أيدي السفهاء والعابثين وردع البغاة والمجرمين.


إن طاعة ولي الأمر، واحترام شخصيته وهيبته، مما هو واجب على الرعية لما في مخالفة ذلك من نشر المفاسد، وإثارة الفتن والقلاقل مما لا يمكن رده ولا دفعه، فذوو العقول السليمة، والفطر المستقيمة يدركون أهمية الطاعة، ويقدرون العواقب، طريقهم طريق الحق والهدى، ويلتقون على الخير والرشاد والتقوى، وينأون بأنفسهم عن مواطن الشر والأذى، ويحذرون من مزالق الرذيلة والهوى، وطريق المؤمنين حفظ ألسنتهم، والاحتكام إلى كتاب ربهم، وسنة نبيهم (صلى الله عليه وسلم) وإنَّ طَرْقَ موضوع وجوب طاعة ولاة الأمر، من أهم ما يجب أن يذكر به الخطيبُ المصلين بين الحين والآخر، وأن يؤكد عليهم الالتزام بالطاعة، وأن التفاف الأمة حول قيادتها دليلُ وحدتها، وطريق فلاحها، وسبيل رقيها ونهضتها ونجاحها، ومصدر عزتها ومنعتها، ومعاونة ولاة الأمر في أداء مهمتهم، ومساعدتهم في حماية المجتمع من المفاسد والشرور، من أهم ما يلزم الرعية والإبلاغ عن المشبوهين الذين يتربصون لإحداث الفوضى، واجب كل مسلم حماية للبلاد من السفهاء والمفسدين، وتجنيباً لها من القلق والفوضى، وقطعاً لطمع الطامعين، ودحراً للسفلة والمعتدين.


(الوحدة الإسلامية والأخوة الإيمانية)

أن خطيب المسجد، عليه أن يعنى بترسيخ معنى الوحدة في نفوس المصلين، وتعميق أواصر المحبة بينهم، ويذكرهم بأن الإسلام اعتمد الأخوة دعامةً لوحدة المجتمع، وركيزة للترابط بين أفراده، فلا يسمح الإسلام بقيام أحزاب أو تجمعات من شأنها تمزيق وحدة المجتمع، وتبديد قوته، وتفريق كلمته، أو بروز خلافات ينتج عنها التناحر، أو تسفر عن القطيعة والتناحر، فذلك شرٌّ عظيم، وخطر جسيم، ينتج عنه الكثير من الأحداث المروعة، والمآسي المفجعة ويزعزع أمن المجتمع، ويؤدي إلى قلقه واضطرابه، وإن مسارعة الخطيب أو الإمام إلى إزالة أي خلاف قد تظهر بوادره من أبرز ما يجب أن يضطلع به، فيبادر إلى الإصلاح بين الناس في خصوماتهم وإزالة خلافاتهم، وتوطيد علاقاتهم الأخوية، وترسيخ دواعي الألفة والانسجام، لأن ذلك من أقوى دعائم ترسيخ أمن المجتمع، وضمان الاطمئنان والحياة السعيدة، وعليه أن يذكرهم بأنهم وحدة قائمة، متشابكة متآلفة، كل عضو منه يعمل في سبيل مصلحة الجميع، على نحو قول المصطفى (صلى الله عليه وسلم) (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).   


(الوسطية والاعتدال)

إن دعوة الإسلام إلى الوسطية والاعتدال من أهم ما يجب أن يتحدث عنه الإمام والخطيب في المسجد، ومن أبرز ما يجب أن يوضحه للناس، وأن يكشف لهم وسطية الإسلام واضحة في سائر تشريعاته، وأن على جميع أفراد المجتمع أن يستشعروا منهج الإسلام الرصين في دعوته إلى التوازن والاعتدال، والواقع يشهد أن المغالين والمتنطعين أضيق الناس صدراً، وأشدهم قلقاً واضطراباً وأكثرهم غضباً وغلياناً، وربما عمدوا إلى استخدام القوة لحمل الآخرين على موافقتهم في آرائهم، وسلوك منهجهم، وقد انزلق البعض في هذا المسلك، حيث سرى في أوساط فئة من الشباب الحكم بكفر فلان، أو وصفه بالفسق أو العلمنة أو نحو ذلك، وهذا له آثار سيئة تجرع المجتمع آلامها وغصصها، وعاشت الأمة محنها وشرورها، فقد زاغت قلوب تلك الفتن، وطاشت عقولهم وانحرفت أفهامهم ورغبت أنفسهم عن سلوك المنهج الحق وأطلقوا لألسنتهم العنان في الحكم على الآخرين بما يرونه، وإخراجهم عن دائرة الإسلام اعتماداً على الأقاويل والشائعات، والشكوك والظنون، والأخبار الكاذبة، والمصادر الواهية.


(العناية بالشباب)

للخطيب أثر فاعل في توجيه الناس وبالأخص الشباب للزوم المنهج الحق، والاستقامة على شرع الله وأمره وصراطه المستقيم، وتقوية الوازع الديني، وإيقاظ الضمير، وتزكية النفس، وبيان محاسن الاستقامة، ومساوئ الانحراف، والتنفير من الإقدام على الجريمة، وإيراد النصوص الشرعية المحذّرة من ارتكابها، المبعدة حتى عن مجرد التفكير فيها، وأن إفلات المجرم من العقوبة الدنيوية لا يعنى أنه سلم ونجا من العقوبة الأخروية، كما أنه لا يستطع الهروب من تأنـيب الضمير، والشعور بالخوف من الله تعالى، ومساورة القلق النفسي، والاضطراب الملازم له طوال حياته، وأَنَّ تظاهره أمام أفراد مجتمعه بالاستخفاف واللامبالاة، لا يقلل من إحساسه الداخلي بعظم الذنب، وفداحة الجريمة.وعليه أن يوضح لهم حفظ الإسلام للضرورات الخمس الدين، والنفس، والعقل، والعرض والمال وحمايته لها، وتحذيره من العبث بها والاعتداء عليها، وأنه قرر عقوبات جزائية رادعة للنفوس المريضة المعتدية، تمنع تصرفاتها الطائشة التي تتحكم بها الأهواء الفاسدة، والأفكار المنحرفة والنفس الأمارة بالسوء، وأن تلك العقوبات شرّعت لسدّ منافذ الجريمة، وإغلاق أبواب العدوان، والقضاء على العصابات الإرهابية الباغية، التي تعمل على تخويف الآمنين، وتسعى إلى نشر الخوف في نفوس المسلمين، وبث الرعب والقلق في أوساط المطمئنين، وتعتدي على النفوس البريئة، وتسلبها حقها في الحياة وتعبث في الأرض فساداً وإفساداً.


إنَّ على الخطيب مسؤولية كبرى في توعية الناس والشباب خاصة بالضوابط الأمنية المحكمة التي قررها التشريع الإسلامي لحفظ المجتمع من الجريمة، ووقايته من الانحراف، ومحاربة الأعمال الإرهابية، والتصرفات الشاذة التي تسعى إلى الخروج على النظام العام، والإخلال بالأمن، وسفك الدماء، وسلب الأموال، وتدمير الممتلكات، وإثارة الفتن، وتفريق جماعة المسلمين، والعبث بأمن المجتمع واستقراره، وإن كل مخالفة لما جاء في أحكام الشريعة الإسلامية، يعتبر تعدياً، وتصرفاً مقتبساً، وانتهاكاً صارخاً لقدسيتها، يستوجب العقوبة الحاسمة التي قررتها، حتى تستأصل مِن المجتمع دواعي الإجرام، ومسببات الفتنة، وبواعث القلق، ويعيش الجميع في ظلال الإسلام، في أمن وأمان، واستقراره وراحة واطمئنان.


(العلاقة مع غير المسلمين)

إنَّ الخطيب عليه أن يبرز مِن على منبر المسجد، ويوضح للناس تلك القيم الإسلامية السامية، والمواقف الحكيمة والعادلة، في نظرة الإسلام إلى غير المسلمين في المجتمع المسلم، وأن وجود جماعات وطوائف عديدة متعايشة مع المسلمين دليل على التزام ظاهرة التسامح، وتجنب الفرقة والاضطهاد، وأن المجتمع الإسلامي لا يعرف النعرات، بل يحرص على إضفاء روح المودة، ونشر الأمن والاطمئنان، والتعايش مع الآخرين لإشاعة أجواء السلام والأمان وتجنب الخصومات والمنازعات، والبعد عن إثارة الفتن والمنغصات وما يعصف بأمن المجتمع واستقراره، أو بجلب الضرر لجميع فئاته أو يزرع الأحقاد والعداوة في صفوفه فمن سمات المجتمع الإسلامي إقراره للتعايش وفق منهجه السمح في تعامله مع المخالفين والمسالمة مع المسالمين، وقد أولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا الجانب عناية فائقة وجعله من أولى اهتماماته عند تأسيسه الدولة الإسلامية الأولى في المدينة ليقيم نظاماً أمنياً مشتركاً مع الفئات الأخرى، حيث اعتبر توفير الأمن من أهم المطالب، ولم يكن المجتمع مقصوراً على المسلمين فحسب، بل ضمَّ فئات مختلفة من أصحاب الديانات الأخرى لذلك وضع الإسلام قواعد وأحكاماً تنظم علاقة المسلمين معهم وتبرز التعايش بينهم وبين المسلمين في المجتمعات الإسلامية على مر العصور، وفي مختلف الأزمان.


لقد قرر الإسلام التعايش الاجتماعي الآمن من المخالفين والمسالمين المقيمين في كنف الدولة الإسلامية، وأباح أكل طعامهم، وأحَلَّ ذبائحهم، وجَوَّزَ مصاهرتهم، وأوصى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحفظ حقوق أهل الكتاب، ورعايتها، وصيانة دمائهم وأموالهم، وعدم الاعتداء عليهم، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عام).


وهذا يظهر روح الإسلام السمحة، وعدالته القائمة، وأنها مبذولة للبشرية كلها، لنشر الرحمة، وإشاعة الأجواء الآمنة وتوثيق العلاقات الإنسانية.


إن الإسلام لا يحكم بالفناء على جميع العناصر التي تعيش داخل مجتمعه ممن لا تدين به، بل يوطّد العلاقة بينها وبين المسلمين ويحترم المواثيق، ويعنى بالعهود، ولا يقبل الغدر والخيانة.


المطلب الثاني: خطبة الحرم المكي والمسجد النبوي

إن المتابع لخطب الحرمين الشريفين يرى وبكل جلاء ووضوح موقف أصحاب الفضيلة الخطباء من فهم الواقع ومتابعة الحدث أول بأول ومن ذلك الحرب ضد العنف والتطرف وتجريم الأعمال المقيتة التي هي غريبة عن ديننا الحق وبعيدة عن سياسة بلادنا المستقيمة على أحكام الإسلام وأن ما حدث من أعمال إرهابية إجرام واعتداء وعدوان، ومما يفرح الخاطر ويسر الفؤاد أن خطبة مكة المكرمة تنقل على الهواء مباشرة على الأقمار الصناعية من تلفزيون المملكة العربية السعودية (القناة الأولى) وخطبة المسجد النبوي الشريف كذلك على الهواء مباشرة عبر (القناة الثانية) ويشارك التلفزيون السعودي مجموعة كبيرة من الفضائيات التي تنقلها من التلفزيون السعودي فضلا عن مشاركة إذاعة البرنامج العام من الرياض والبرنامج الثاني من جدة في نقلها مما يعطي خطبة الحرمين الشريفين حضور واهتمام بالغ من العالم الإسلامي.


أنموذج من خطبة الحرم المكي الشريف  

ومن ذلك الخطبة التي ألقاها معالي الشيخ د. صالح بن عبد الله بن حميد رئيس مجلس الشورى بالمملكة وإمام وخطيب المسجد الحرام والتي كانت بعنوان: كيف يعُالج الإرهاب؟ وكيف وظف عناصرها في محاربة الإرهاب والتطرف والعنف ممن يحمل أو يتعاطف مع أصحاب الفكر المنحرف.


1/ خطر الإرهاب

الإرهاب شرّ يجب التعاون على اجتثاثه واستئصاله، كما يجب منع أسبابه وبواعثه، عانت منه دول، وذاقت من ويلاته مجتمعات بدرجات متفاوتات، الإرهابيون يرتكبون فظيع الجرائم عندما يُقدمون على قتل الأبرياء، وتدمير الممتلكات، ويُفسدون في الأرض والله لا يحب الفساد.


الإرهاب شر كُله، وخراب كله، وأحزان كله، وفساد كله. محْترف الإرهاب مُنحرف التفكير، مريض النفس، ومن ذا الذي لا يُدين الإرهاب ولا يمقته ولا يُحذّر منه.


الإرهاب يخترق كل المجتمعات، وينتشر في كل الدول بين جميع الأعراق والجنسيات، والأديان والمذاهب، عمليات إرهابية تتجاوز حتى مصلحة مُنفّذيها، فضلاً عن أنها تكلفهم حياتهم وأرواحهم، عمليات تتجاوز حدود المشروع والمعقول، وتتجاوز تعاليم الأديان، ومألوف الأعراف، وضابط النظم والقوانين.


الإرهاب كلمة مقصورة محصورة في الإقدام على القتل والتخويف، والخطف والتخريب، والسلب والغصب، والزعزعة والترويع، والسعي في الأرض بالفساد.


الإرهاب إزهاق للأرواح المعصومة، وإراقة للدماء المحترمة، من غير سبب مشروع.


الإرهاب لا يعرف وطناً ولا جنساً، ولا دينًا ولا مذهبًا، ولا زمانًا ولا مكانًا، المشاعر كلها تلتقي على رفضه واستنكاره، والبراءة منه ومن أصحابه، فهو علامة شذوذ، ودليل انفراد وانعزالية.


2/ وجوب إدانة الإرهاب

المسلم حين يُدين الإرهاب، فإنه لا يستمدّ موقفه هذا وإدانته تلك من إعلام الإثارة والتهويل، ولا من الفلسفات الاعتذارية التي تغلب على تفكير بعض قاصري النظر، ولكنها إدانة من مسلم منطلق من إسلامه الذي يمنع قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ويقرن ذلك قرآنه بحق الله في إخلاص التوحيد، والخلوص من الشرك, فالإسلام يؤكد كل معاني الحماية للمدنيين والعزّل والضّعفة ممن ليسوا أهلاً للقتال، وليسوا في حال قتال.


وابن آدم الأول قابيل حين قتل أخاه ظلماً فباء فإثمه وإثم أخيه، قال فيه نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) (لا تُقتل نفسٌ ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كِفْلٌ منها لأنه كان أول مَنْ سَنَّ القتل).  


يتحمَّل قابيل كِفَلاً من كل دم إنساني يُسفح عدواناً في الماضي وفي الحاضر والمستقبل أكوامٌ من الآثام المتراكمة، لماذا؟ لأنه أول مَنْ استباح دم نفسٍ إنسانية، وأول مَنْ بسط يده بالقتل.


إن الإسلام يُعَظِّمُ حُرمة الدَّم الإنساني، فالويل ثم الويل لِمَنْ يقتل أنفسًا، ويُرَوِّعُ آمنين، ويُدَمِّرُ ممتلكات، يقصدهم في مساكنهم وأسواقهم ومرافقهم، في أسواق ومرافق تَعُجُّ بالرجال والنساء والأطفال.


وفي خطبة أخرى لفضيلته عن الإرهاب قال:

3/ خطر العنف وسفك الدماء وهدر المقدرات

الإرهاب كلمة وسلوك يتوجه على تخويف الناس بالقتل والخطف والتخريب والنسف والتدمير والسلب والغصب والزعزعة والترويع والسعي في الأرض بالفساد والإفساد والإرهاب إزهاق للأرواح وإراقة للدماء المعصومة بغير حق مشروع.


إن أساليب العنف ومسالكه من تفجير وتدمير وسطو ونسف لا تهزم الدول الكبيرة، ولا تقوض المنجزات الشاهقة، ولا تحرر شعباً، ولا تفرض مذهباً، ولا تنصر حزباً، إن العنف والإرهاب لا يمكن أن يكون قانوناً محترماً أو مسلكا مقبولاً، فضلاً عن أن يكون عقيدة أو ديناً، ولن يكسب تعاطفاً بل يؤكد الطبيعة العدوانية والروح لتوجهات أصحابه الفكرية.


والإرهاب لا يعرف وطناً ولا جنساً ولا زماناً ولا مكاناً، والمشاعر والعقول كلها تلتقى على استنكاره ورفضه والبراءة منه ومن أصحابه ومن ثم فإنه يبقى علامة شذوذ ودليل انفراد وانعزالية، الإرهاب يورث عكس مقصود أصحابه، فيقوي التماسك الشرعي والسياسي والاجتماعي في الأمة المبتلاة، والمجتمع لن يسمح لحفنة من الشاذين أن تملي عليه تغيير مساره أو التشكيك في مبادئه ومسلماته.


4/ وحــدة الأمــة

أيها المسلمون، ذلكم أن الناظر والمتأمل ليقدر هذه الوقفة الواحدة التي وقفت الأمة صفاً واحداً خلف قيادتها وولاة أمرها تستنكر هذا العمل وتدينه ولا تقبل فيه أي مسوغ، وتتبرأ من فاعليه والأمة مؤمنة بربها متمسكة بدينها مجتمعة حول ولاة أمرها محافظة على مكتسباتها، وكلنا بإذن الله حراس للعقيدة حماة للديار غيارى على الحرمات، فيجب على من علم أحداً يعد لأعمال تخريبية أن يبلغ عنه، ولا يجوز التستر عليه كما أننا جزء من هذا العالم نسهم في بنائه على الحق والعدل، ونحافظ على منجزات الخير فيه لصالح الإنسانية وسلامتها حسب توجيهات شرع ربنا، وهذه البلاد لن تهتز بإذن الله من أي نوع من التهديد أو الابتزاز الذي يحاول النيل من ثوابتها الإسلامية وسياستها وسيادتها، وإن الأمة والدولة واثقة من خطوها ثابتة على نهجها من شجاعة وصبرٍ وحلم وتوازن وبعد في النظر والرؤية وهذا محل الوقفة التالية.


5/ وصيته للعلماء الاهتمام بالشباب

أمة الإسلام، وثمة وقفة أخرى يحملها ويتحملها أهل العلم والرأي إننا نحتاج إلى فتح أبواب الحوار الصريح والشفاف، يقوده علماؤنا في حوار بناء، إن العدل في الحوار يتطلب شفافية ومصارحة ومصداقية من جميع الأطراف حتى تصل الأمة جميعاً بأبنائها على ساحة الأمن الفكري الوسط في التدين والمنهج والخطاب وإن المسؤولية في ذلك كبيرة، إنها توعية الناشئة وتبصيرهم بما يحميهم من التخبط في أوحال الدعوات المضللة والعصابات المنحرفة وينبغي أن لا تضيق صدور العلماء الأجلاء بأسئلة السائلين مهما تكن في نوعيتها ومظهرها وأسلوبها ودلالاتها حتى يزول اللبس عن الأذهان ويرتفع الحرج من النفوس ويكون التقارب والقبول والاستيعاب، تسلح من قبل أهل العلم بسلاح الصبر في الإفهام من أجل تنقية العقول من اللوث وغسل الأفكار من الدرن، ولابد من توسيع دائرة الاتصال والثقة المتبادلة بين الناشئة والعلماء والمربين والموجهين، والبعد عن التجهم لأسئلتهم أو تجاهل استفساراتهم مهما بدا من غرابتها أو سذاجتها أو سطحيتها أو خشونتها أو خروجها عن المألوف فالأمور لا تعالج بالازدراء والتنقص والتهوين من الأحداث أو الأشخاص، كما لا تعالج بالتسفيه والهجوم المباشر من غير إظهار جلي للحجة والغوص في أعماق المشكلة والشباب إذا ابتعد عن العلم الصحيح والعلماء الراسخين ولم يتبين له رؤية واعية تتزاحم في فكرة خطوات نفسية وسوانح فكرية، يختلط عنده فيها الصواب بالخطأ والحق بالباطل   

وفي إشارة معاليه على أنه مع تجريم الإرهاب وأعماله بقوله: (فإن الحوار مع المخدوعين هو أحد طرق القضاء عليه وما من شك أن ذلك من أهم الطرق من محاربته وتفنيد شبهاته وأفكاره الزائفة) لاسيما وفعل الإرهاب وجريمته تتأسس على فكر منحرف وضلال وتلبيس يخلط المفاهيم والتصورات بحيث يتوصل عاقروه على ترويجه والتغبيش بملوثاته وشبهاته مغررين بذلك من قل علمه وضعف فهمه).


أنموذج لخطبة المسجد النبوي

أنموذج رائع ومتابع للحملة المباشرة ضد الإرهاب في مهده ومكافحته بالنص الشرعي والعقلي وقد برز أصحاب الفضيلة بخطب قوية ضد الغلو والعنف والتطرف حفظتها لهم النقل المباشر والإعادة المسجلة عبر والفضائيات الإذاعات المختلفة ومن تلك النماذج الرائعة خطبة لفضيلة د علي بن عبد الرحمن الحذيفي إمام المسجد النبوي الشريف وخطيبه الذي شدد على أن ما يفعله الإرهابيون من قتل وإفساد وتدمير هو سلوك غريب عن ديننا ونهج بلادنا وأن ذلك إجرام ومحرم شرعاً ومنبوذ عقلاً فجاء في خطبته إبان أعمال التفجير في مدينة الرياض قوله: "إن ما وقع في هذه الأيام من تفجير لمبان في الرياض قتل بسببه مسلمون وغير مسلمين عمل إجرامي وإرهابي شنيع، لا يقره دين ولا يقبله عرف والإسلام بريء من هذا الفعل الإرهابي، والمنفذون له مفسدون في الأرض مجرمون قتلة، قد باؤوا بجرم عظيم يحاربه الإسلام أشد المحاربة ويدينه اشد الإدانة، ويستنكر هذا التخريب والإرهاب كل ذي علم ودين وعقل، قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ". 


وقد جمع هؤلاء القتلة –والعياذ بالله– المفسدون بين قتل النفوس الآمنة وبين قتل أنفسهم ظلمات بعضها فوق بعض، والله قد توعَّد مَنْ قتل نفسه بالعذاب الأليم في جهنم، فكيف بِمَنْ يقتل النفس المُحرمة؟!


قال تعالى:

"وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً".


عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (مَنْ تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَنْ تحسَّى سُمَّاً فقتل نفسه فسُمَّهُ في يده يتحسَّاهُ في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَنْ قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجَّأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً). 


وهذا العمل خيانة وغدر، قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً". 


وترويع للآمنين، وأن هذا الإجرام تحاربه مناهج التعليم لدينا ويحاربه علماء هذه البلاد ويحاربه أئمة الحرمين الشريفين، ويحاربه مجتمعنا كله.


والمناهج الدينية لدينا مبينة على قول الله الحق، وعلى قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحق، والحق خير كله للبشرية، ولا يترتب عليه باطل، وولاة أمر هذه البلاد بالمرصاد لمن يسعى بالقتل والتدمير أو الإفساد الذي يستهدف الأمن انطلاقاً مما توجبه الشريعة الإسلامية من الحفاظ على دماء الناس وأموالهم وحقوقهم، وينفذون فيه ما تحكم به الشريعة.


أيها الناس، إن أمن بلدكم واجب على الجميع ويجب شرعاً على من علم أحداً يعد لأعمال تخريبية أن يرفع أمره للسلطات لكف شره عن الناس، ولا يجوز التستر عليه ونحذر بعض الشباب المغرر بهم من الفكر الخارجي الذي يكفر الأئمة ويكفر من لم يوافقه فقد أمر الله بطاعة ولي الأمر من غير معصية.



الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51866
العمر : 72

الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع   الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Emptyالجمعة 15 مارس 2019, 10:10 pm

المبحث الثالث: (العلماء والدعــاة)

لقد أكرم الله هذه الأمة بالعلماء والدعاة وأعلى من شأنهم، وقد أصبح لزاماً عليهم، ومن صلب عملهم، دعوة الناس إلى طريق الحق والخير والعدل، سبيلهم في ذلك اللين والرشاد وغزارة العلم الصحيح من الكتاب والسنة، فالحق سبحانه وتعالى أمر موسى (صلى الله عليه وسلم) وأخاه هارون (صلى الله عليه وسلم) بالتوجه إلى فرعون مصر فقال جل وعلا:


(اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى).


وقال عز وجل: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) وفي مجال الحكمة والسداد والأخذ بأسباب الإقناع هناك تدرج منهجي وأسلوب عميق في التعامل مع الآخرين للدعوة بينه الله عز وجل في قوله تعالى (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).


فهذه الآية من الأصول التي يحرص عليها الدعاة الصالحون لأنها تتضمن ثلاث درجات من العمل الدعوي تبدأ بالحكمة التي يجب على العلماء والدعاة أن يدركوا بها حقيقة مهمة ثابتة لا يمكن التغافل عنها أو الالتفات عن أهميتها، ألا وهي أن سلوك الإرهاب والعنف والتطرف نتيجة ظاهرة لمرضٍ في قلب من يسعى إليه أو يشارك فيه.


فعلى من يتطلع للتصدي لهذا السلوك أن يحدد الداء قبل أن يصف الدواء فإذا أدرك العلماء والدعاة هذه الحقيقة ولم يسعوا إلى الدواء وعلاج هذا المرض فيخشى أن يكون في هذا إهمال وصدّ عن ترغيب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المداواة والمعالجة.


في هذه الحال يجب على العلماء والدعاة أن ينهضوا لتحمل هذه الأمانة العظيمة، فهم مطالبون ببذل قصارى جهدهم لوصف الدواء الناجع لهذا المرض وهذا مما ائتمنهم الله عليه ليكونوا ورثة الأنبياء كما أن عليهم السعي الدءوب لمعرفة توعية هؤلاء المتورطين وما يسيطر عليهم من أفكار وأحوال نفسية فالعلماء والدعاة مكلفون بتحمل المسؤوليات لأنهم على وعي باحتمالات المضار ومواقع المنافع.


فهو واجب ثقيل تترتب عليه سعادة الأمة في حاضرها ومستقبلها وذلك بحفظ دينها وقيمها وأمنها واقتصادها ووحدتها.


وإن مما يشرح الصدر عند البحث في هذه المشكلة أن الأمة ولله الحمد قد توحدت على ضرورة القضاء على مظاهر آفة الإرهاب وهي قادرة بحول الله وقدرته وتعاون المجتمع على تحقيق ذلك).


قيام العلماء والدعاة بوظيفتهم تجاه هذه المشكلة يعد محورًا مهمًا في النهوض والتصدي لهذه الظاهرة وحماية المجتمع من الانهيار بمعاول الفساد التي يحملها المنحرفون الذين يسعون لهدم هيكل المجتمع بوجه عام أو يحدثوا شروخا عميقة فيه ليزعزعوا الأمن ويحدثوا الفوضى فيهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد.


إن من أول الأهداف التي يضعها العلماء والدعاة لمحاربة سلوك الإرهاب بيان غاية الشريعة الإسلامية التي تتمثل في حفظه مصلحة الفرد والمجتمع وهي الغاية نفسها التي جاءت جميع الأديان السماوية بحمايتها، بل شرعت العقوبات الرَّادعة لِمَنْ أراد أن يمسَّها أو يفسدها.


وهي المعروفة بالضرورات الخمس:

  الأول:  حفظ الدين.

  الثاني:  حفظ النفس.

الثالث: حفظ العقل.

الرابع: حفظ النسل.

الخامس: حفظ المال  


فعلى العلماء والدعاة أن يبينوا حرمة هذه الأمور الخمسة والاعتداء عليها وتجريم من فعل ذلك مهما كانت نيته وغايته فالغاية لا تبيح الوسيلة في الفكر الإسلامي الصحيح بل يجب احتواء السلوك الإرهابي بالكشف عن الأسباب التي تشجع على هذا السلوك، ويتسنى ذلك بالوقوف على أنماط شخصيات أصحاب هذا السلوك والفئات التي ينتمون إليها ودراسة هذه الشخصيات لمعرفة ما يسيطر عليها من أفكار وما تردده من آراء لتحديد الدوافع لهذا السلوك. 



ويتم الكشف المراد في نظري بالحوار معهم، والاطلاع على منتدياتهم في وسائل الاتصال الحديثة، ومعرفة الرموز التي يسمعون لها ويطيعونها ماذا تقدم وعلى أي شيء تركز منطلقات حديثها إليهم في رسم الوسطية ومحاربة الغلو والتطرف وهنا تُعظم الأمانة على العلماء والدعاة في أن يوصلوا إلى الناس النظرة الوسطية للتمسك بالدين بصورة حكيمة تجعل هؤلاء الناس يتصورون الدين بوضوح يحميهم من الانحرافات والجنوح عن الصراط المستقيم, وكم هو جميل أن يٌهتم الدعاة والعلماء بتفعيل الانتماء الوطني الذي يُعد من المشاعر الفطرية للإنسان كيف لا!!


وهو حب فطري تجاه الأرض التي ولد على ترابها ونشأ في جنابتها، وليس هذا الحب للمكان الجغرافي المادي ما لم يكن مقدسًا وإنما يتعداه إلى الناس المقيمين فيه وعلاقاتهم العاطفية ومبادئهم القيمة التي تحدد سلوكياتهم.


كَمَنْ يسكن مكة والمدينة وفلسطين فمثل هذا المجتمعات حري بأن ينشأ الناشئة على حبها والتمسك بها والدفاع عنها فضلاً عن قدسيتها كما ينشأ الناشئة على تحقيق المحبة والأخوة بينهم على هذا الأساس، لأن الأخوة الصادقة مفتاح كل خير، وصمام أمان ضد كل شر، كما ينبغي للعلماء والدعاة أن يبرز هدف مهم يبين الأثر السلبي الذي يحدثه السلوك الإرهابي في الصد عن دين الله تعالى وإقناع غير المسلمين بأن الإسلام لا يصلح ديناً يعتنقونه، لأنه في نظرهم دين يقوم على القتل والترويع والإتلاف، فسوء التصرفات هذا هو الذي يشوّه سمعة الإسلام، فنحن أمة ينظر العالم إلينا بعين تختلف عن غيرنا، حتى إذا ما وجد أعداء الإسلام في هؤلاء المسلمين خللا أو تقصيرًا سعوا جاهدين لاستغلال هذا الخلل في طمس صورة الإسلام الحقيقية وأبرزوا هذا الخلل بكل وسيلة من وسائل الإعلام حقداً وزورا، وهذا ما يحدث هذه الأيام ونشاهده عبر كل وسيلة إعلامية.


فعلى العلماء والدُّعاة بيان ذلك للناس حتى لا يحمل أحد معول هدم للدعوة والإسلام وهو يحسب أنه يحسن صنعا ويرفع دين الله تعالى كما أنه يجب احتواء السلوك الإرهابي الذي يقوم على أسس مهمة عندهم وشبهات يجب أن يراعيها العلماء والدعاة حتى يؤتي عملهم ثمرته ويلتزم بمنهج واضح للجميع مستعينين بالصبر والأناة وسعة الصدر، وحسن الخلق مصداقاً لقول الله: (وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).



الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51866
العمر : 72

الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع   الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Emptyالجمعة 15 مارس 2019, 10:22 pm

المبحث الرابع: (الإرهاب والقضاء الشرعي)

القضاء من أقوى الفرائض بعد الإيمان بالله تعالى، وقد قام الله به جل جلاله، وبعث به رسله، فقاموا به صلوات الله وسلامه عليهم أتم قيام،وقام به من بعدهم أئمة العدل، قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً)  وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ). 


الإرهاب بمفهومه الواسع الحديث يراد به الأعمال المتصلة بالجور والاعتداء والظلم وهو ما يقوم به المجرمون والمعتدون لترويع الآمنين وإزهاق أرواحهم،وزعزعة أمن مجتمعهم بأي أسلوب وطريقة كانت من فعل أو قول أو إجراء وهو ما قرره علماء الشريعة تحت مسمى (الإفساد في الأرض) وهذا هو الوصف الذي تقرر في هذا الزمن وأصبح مصطلحاً متعارفاً عليه وهو الذي يُعد جريمة من أعظم الجرائم التي يعاقب عليها القضاء الشرعي بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) من الحدود الشرعية وتقرير العلماء لعقوبات التعزير الراجعة لاجتهاد القاضي.


نظرة القضاء للأعمال الإرهابية:

أولا: تضافرت النصوص الشرعية على تحريم الظلم والإفساد في الأرض ففي الحديث القدسي: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)، قال تعالى: (وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا).


قال ابن كثير رحمه الله:

(ينهى تعالى عن الإفساد في الأرض وما أضره بعد الإصلاح، فإنه إذا كانت الأمور ماشية على السداد ثم وقع الإفساد بعد ذلك كان أضر ما يكون على العباد، فنهى تعالى عن ذلك). 


وقال القرطبي رحمه الله:

 (نهى سبحانه وتعالى عن كل فساد، قلَّ أو كثر، بعد صلاح قلَّ أو كثر، فهو على العموم على الصحيح من الأقوال). 


فهذه الأعمال الإجرامية تتضمن الغدر، والخيانة، والعدوان، والبغي والإثم، فضلا عن الظلم والإفساد الذي يجب التعامل معه تعاملاً يحقق القضاء عليه كليا وإراحة المجتمع منه وقطع دابر شره وضرره وتحقيق مقاصد الضرورات الخمس وهي الدين والنفس والعرض والعقل والمال وسبق الحديث عنها.


ثانياً:

الأعمال الإرهابية تتخذ في تنفيذ أهدافها الإجرامية طابع العنف والتخويف والترويع لمن يعيش في المجتمع المجني عليه ولهذا نجد من يقوم بالواقعة الإرهابية لا يفرق بين مواجهة محارب ومسالم آمن، لأن هدفه إشاعة الفوضى والفساد، فتجده يقصد المجمعات السكنية التي يقطنها النساء والأطفال والعجزة، حتى المستشفيات ومؤسسات التعليم لم تسلم من شرها وآذاها لتصبح مقدرات البلد ومنشئاته الحيوية ومراكزه الأمنية في طلائع أهداف تلك الأعمال المشينة، كل ذلك يراها القضاء الشرعي أنها من العدوان على مقدرات البلد ومن يعيش فيه.


ثالثاً:

لقد شوهت الأعمال الإرهابية صورة المجتمع المسلم وألحقت الضرر بالأمة التي ينتمي إليها من قام بها ودبرها، حتى ألصقت تهمة الإرهاب بالإسلام وكان لبعض أهل الإسلام سبب رئيس في إلحاق هذه التهمة بهم وبدينهم وذلك لرعونة التصرف وسوء الفعل فأفعال من ينتسب إلى دين ؛ يلحقها الآخرون بهذا الدين، ومما لا شك فيه أن الوقائع الإرهابية التي وقعت في هذا الزمن قد جرّأت أعداء الدين على محاربته وحرصت على تنفير الناس من الدخول فيه وفتحت الأبواب للطعن في الدين الإسلامي الخالد الذي أنزله الله ديناً خاتماً صالحاً لكل زمان ومكان.


الإجراءات الشرعية للتحقيق مع الإرهابيين في جرائمهم:

1/ الاستعانة بالخبراء لإبداء الرأي في المسائل المتعلقة بالتحقيق المجرى. 


2/ انتقال المحقق فور الإبلاغ بالجريمة إلى مكان وقوعها لإجراء المعاينة اللازمة قبل زوالها أو طمس معالمها أو تغييرها.


3/ تفتيش المساكن التي يقيم فيها الشخص المتهم بارتكاب الجريمة وكذلك تفتيش المتهم نفسه.


4/ الاستماع إلى أقوال الشهود الذين يطلب الخصوم سماع أقوالهم ما لم ير المحقق عدم الفائدة من سماعها.


5/ استجواب المتهم والتثبت من شخصيته وإحاطته بالتهمة المنسوبة إليه، ومواجهته بغيره من المتهمين أو الشهود.

 

6/ توقيف المتهم إذا تبين بعد استجوابه أن الأدلة كافية ضده في الجريمة، أو كانت مصلحة التحقيق تستوجب توقيفه.

 

7/ إذا كانت الأدلة كافية ضد المتهم ترفع الدعوى إلى المحكمة المختصة،ويكلف المتهم بالحضور أمامها،وذلك بعد انتهاء التحقيق , فإذا وجد الفعل المقترن بالمظاهر الإجرامية المذكورة واقترن بذلك أركان الجريمة التي تكتمل بوجودها منظمة الجريمة لينطبق عليها هذا الوصف...


وهي كما يأتي:

أولاً: الركن الشرعي الذي يبين الجريمة ويُحرم ارتكابها ويحدد عقوبتها.

ثانياً: القصد الجنائي ، أهلية التكليف لإيقاع العقوبة.

ثالثاً: التنفيذ أو الشروع في إحدى مراحله.


فإنه يُعَدُّ القائم بهذه الواقعة مُداناً بها ويتم إيقاع العقوبة المناسبة لجريمته مما يحقق العدالة ويحفظ للمجتمع مصلحته. 


التدابير الوقائية والعلاجية للوقائع الإرهابية:

1/ نشر الوعي القضائي والفقه الجنائي بين الناس ليظهر أن لكل جناية ما يناسبها من العقوبات وليتم تعاون المواطنين معها على أتم أسلوب وأقوى داعم.


2/ الاهتمام بالجانب الإصلاحي لمن وقعت منه الجناية لأن الوقائع الجنائية وقطع أسبابها قبل وقوعها مقدم على رفعها عند وقوعها.


3/ توجيه العقوبات إلى أفضل الطرق التي تعين على دفع الجرائم وقطعها من أصولها.


4/ إيقاع العقوبات المناسبة المؤثرة للوقائع الجنائية حتى ولو كانت صغيرة وليس لها اتصال مباشر بالوقائع الإرهابية، لأن الجرائم والمعاصي يجر بعضها بعضاً.


5/ التشديد في العقوبات على الوقائع الجنائية العامة إذا اقترنت بالشبهة الإرهابية لأن الاقتران يعظم الواقعة المقترنة بها.


6/ إيجاد العقوبات المساندة للعقوبات الأساسية بحسب ما يقتضيه الحال، كالتشهير والإعلان ونحو ذلك.


7/ تطبيق العقوبات الشرعية الإلهية على وقائعها الإجرامية بدقة وحرص وعدم تنحيتها عن الوقائع الخاصة بها، لأن الله جلّ وعلا قد شرعها لإصلاح شأن العباد وهو سبحانه وتعالى خالق الخلق الذي يعلم ما يصلح شأنهم وما يناسب حالهم، قال تعالى: (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ).

  

8/ تطوير الأجهزة القضائية والأمنية التي تتعقب الجريمة قبل وقوعها وتباشر تمحيص أصولها، وتقترح التوصيات الشرعية والمعالجات العلمية والاجتماعية والإعلامية المناسبة والسعي لتنفيذها على أكمل وجه.


العقوبات القضائية على الوقائع الإرهابية

يمكن تقسيم العقوبات القضائية على الوقائع الإرهابية إلى أقسام متعددة بحسب هذه الجناية، وهذه العقوبات إما أن تكون عقوبة مقدرة من الشارع كالحدود وإما أن تكون غير مقدرة ويترك تحديدها للقاضي ليوقع من العقوبة ما يوافق الجناية ويناسبها.


وهي عقوبة التعزير بأنواعه بحسب الفعل الذي صدر من الجاني كما يأتي:

1-    العقوبة على التخطيط.

2-    العقوبة على التحريض.

3-    العقوبة على المساعدة والإعانة.

4-    العقوبة على الشروع في الجناية وعدم إتمامها.

5-    العقوبة على التنفيذ.

6-    العقوبة على العلم وعدم الإبلاغ "التستر".


فيجب أن يكون لكل فعل ما يناسبه من العقوبة وليس ترتيبها هنا بناءً على ترتيب عقوبتها فرب محرض أو مخطط يستحق من العقوبة أكثر ممن نفذ أو باشر، وكذلك لا بد أن تكون العقوبة المقررة مما يجوز إيقاعها شرعاً على الجاني فالعقوبة لابد أن تكون جائزة شرعاً وكذلك لا بد أن تكون العقوبة منحصرة على المجرم ولا تتعداه إلى غيره ممن لم يسهم معه في جنايته.



الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51866
العمر : 72

الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع   الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Emptyالجمعة 15 مارس 2019, 10:30 pm

المبحث الخامس: (الأســـــرة)
المطلب الأول: اهتمام الإسلام بالأسرة
لقد اهتم الإسلام بالأسرة اهتماماً كبيراً وجعلها الخلية الأولى في المجتمع، ولم يترك صغيرة ولا كبيرة من شؤونها إلا وأوضحها بما لا يدع مجالاً للشك قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً ورحمة).

(إن الأسرة في الإسلام هي المحضن الطبيعي للناشئة الصاعدة، فيها تشب على مشاعر المحبة، والرحمة، والتكافل، –وركائز الإسلام هي هذه المشاعر الثلاثة جميعاً– لتصبح هذه الركائز جزءاً من طبيعتها، وخلقاً أصيلاً يكيف ويضبط سلوكها، ليبنى على أساسها مجتمع التقوى والعمل الصالح). 

الأسرة مظلة إنسانية ضرورية لبناء النفس، وممارسة المعيشة الهانئة في الحياة.

أما بناء النفس الإنسانية المتكاملة للرجل أو المرأة فيتم عن طريق الزواج الذي يشبع النزعات الفطرية، والميول الغريزية ويلبى المطالب النفسية والروحية والعاطفية والجسدية، وذلك من أجل التوصل إلى تحقيق منهج الوسطية والاعتدال، دون حرمان من الإشباع الجنسي، ودون إباحية تؤدى إلى الانحلال من الفضيلة وأما ممارسة المعيشة الهانئة في الحياة فتحصل من خلال الأسرة التي توجد تجمعاً صغيراً يبنى أصول حياته ومعيشته بهدوء، ويحقق تعاوناً بناء وقوياً في التغلب على مشكلات المعيشة والمكاسب، وتخيم فيها أجواء المحبة والود والأنس والطمأنينة والسلامة.

إن الأسرة المسلمة هي المعقل الأول الذي ينشأ فيه الطفل في جو التربية الإسلامية، وإن أهم أهداف تكوين الأسرة هي إقامة حدود الله: أي تحقيق شرع الله ومرضاته في كل شؤونهما وعلاقاتهما الزوجية، وهذا معناه إقامة البيت المسلم الذي يبنى حياته على تحقيق عبادة الله، أي على تحقيق الهدف الأسمى للتربية الإسلامية وهكذا ينشأ الطفل في بيت أقيم على تقوى الله فيقتدي بذلك إذ يمتص ويكتسب تلك العادات الأبوية السمحة من خلال المعايشة اليومية، ومن ثم يقتنع بعقيدتهما الإسلامية حين يصبح واعياً.

إضافة لتحقيق السكون النفسي والطمأنينة, فإذا اجتمع الزوجان على أساس من الرحمة والاطمئنان النفسي المتبادل فحينئذ يتربى الناشئ في جو سعيد يهبه الثقة والاطمئنان والعطف والمودة، بعيداً عن القلق وعن العقد والأمراض النفسية التي تضعف شخصيته أو تزرع فيه العنف والإرهاب فعلى الأبوين تقع مسؤولية تربية الأبناء ووقايتهم من الخسران والشر والنار، التي تنتظر كل إنسان لا يؤمن بالله، أو يتبع غير سبيل المؤمنين.

وعلى رغم تشابك العلاقات الأسرية إلا أننا في هذا المقام نسعى لإلقاء الضوء على علاقة الوالدين بالأبناء، وهي علاقة قررها الحق في قوله: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً)، وقال تعالى: (أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ). 

المطلب الثاني: وظيفة الأسرة
الأسرة هي الأساس والأصل في تكوين البناء الإنساني روحياً وعقلياً وعقائدياً وجسدياً ووجدانياً وانفعالياً واجتماعياً، لذا نجد الإسلام قد حرص على هذا التكوين،وذلك ليضمن سلامة النسل من الأمراض الوراثية التي تنجب أولاداً معتوهين ومعوقين وكما اهتم بسلامة النسل عقلاً وجسداً قبل مولده نجده بيَّن دور الأسرة في البناء الروحي والعقائدي للإنسان بعد مولده في قوله (صلى الله عليه وسلم): (ما من مولود إلاَّ يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أوينصرانه أويمجسَّانه).  

لقد تكفل الإسلام ببيان أحكام الأسرة مع الإشارة إلى أسرار التشريع مفصلة تارة، ومجملة أخرى، في آيات وسور متعددة وأحاديث كثيرة، من إرث ووصية ونكاح وطلاق، وبين أسباب الألفة ووسائل حسن المعاشرة، وشيد صرح المحبة بين أفرادها على تأسيس حقوق معلومة في دائرة محدودة، فمتى روعيت تلك الحدود عاشت الأسرة في أرغد عيش وأهنأ حياة، وحذر من هدم الأسرة، وحث على تماسكها واتحادها، ونفر عن كل ما يدعو إلى تفكك عراها.

فإذا قام الأبوان بدورهما كاملاً في تنشئة أبنائهما على تشرب روح التعاليم الإسلامية، وحرصا على تفادي عناصر التفكك الأسري فإن هذه الخلية ستكون صالحة وتنبت رجالاً ونساء صالحين يسهمون في إسعاد أنفسهم وتقدم مجتمعهم نحو الأفضل ومن هنا تبرز لنا الآية الكريمة في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).

وبهذا تخرج البشرية من طور الفردية إلى رحابة الإنسانية لتدخلها من أوسع أبوابها وهو باب التعارف الذي يقود إلى التعاون والتآزر وحرية الحركة والتنقل والفكر والتجارة وغيرها من المصالح المرسلة بين الناس وبضمان صلاح أفراد الأسرة فإن المجتمع كله سوف يتجه إلى الصلاح وتنحسر مسببات العنف والآفات التي تنخر في المجتمع وتسهم في ارتفاع هجمة الإرهاب والتطرف.

وبطبيعة الحال فهناك مسببات أخرى أدت إلى زيادة ظاهرة التطرف والعنف والإرهاب في مختلف المجتمعات على رغم أن البناء الأسري قد ظل على حاله دون زعزعة على امتداد عشرات بل مئات السنين.

وهذه حقيقة مسلم بها، إلا أن إسهام الأسرة يأتي بتعرض أبنائها إلى طائفة من الأفكار الغريبة التي لم تكن متاحة من قبل، فدخول القنوات الفضائية وشبكة "الإنترنت" قد شكل تدخلاً سافراً في خصوصية الأسرة المسلمة، ومع إيماننا بأهمية هذه العناصر وفائدتها إلا أنها أثبتت من الوهلة الأولى أنها سلاح ذو حدين، إذا أسيء استخدامها فإنها تؤدي إلى نتائج وخيمة، وإذا أحسن التعامل معها والاستفادة من مخزونها المعرفي فإنها كنز لا غنى عنه لكل أسرة، وبالتالي فإن دور الوالدين يزداد أهمية بمراعاة هذه العناصر الجديدة التي وفدت إلى بيوتنا، ولابد من تكريس المزيد من الوقت لمتابعة نشاطات الأبناء، والحرص على عدم انجرافهم مع التيارات التي تسعى في الأرض فساداً.

علماً بأن الأسرة المسلمة مستهدفة بطريقة سافرة وهناك جهات كثيرة تسعى لتقويضها حتى يفسح لها المجال لمزيد من التخريب داخل المجتمع الإسلامي وبالتالي فإن غسل عقول بعض الشباب والدفع بهم إلى أتون العنف والإرهاب قد تم بالتأكيد بعيداً عن رقابة الأسرة التي يفترض أن تكون على معرفة تامة بتحركات أبنائها وبناتها وعلى إدراك كامل بعلاقاتهم الاجتماعية والجهات التي يستقون منها أفكارهم، حتى لا يُفاجأ الوالدان بتبدل عادات أبنائهما بعد تكرار تواصلهم مع بعض الجهات المشبوهة، وكثيراً ما تقع الكارثة ويستفحل الأمر قبل تداركه، لذا ينبغي على الأسرة أن تعي دورها جيداً وتعمل وفق منهج التربية الإسلامية وتحمل كامل المسؤولية من كل فرد.

المطلب الثالث: دورها في الحد من الانحراف والجريمة
الوظائف التي تقوم بها الأسرة سبع وظائف افتراضية أساسية تقوم بها.

وقد لخصت هذه الوظائف فيما يلي:   
* الإنتاج الاقتصادي والمادي والخدمات الأساسية.
* إعطاء الفرد مكانة اجتماعية.
* تربية الصغار.
* تنمية الاتجاه الديني عند الصغار.
* الحماية.
* تجديد النشاط.
* الحب.

وعلى الرغم من أنه يمكن حماية ورعاية الطفل عن طريق المؤسسات الاجتماعية الأخرى إلا أن حماية ورعاية الأسرة أكثر فعالية وذلك لأن الأسرة مؤسسة اجتماعية تجمع بين الاستجابة الشخصية الحميمة والرعاية الاجتماعية المتماسكة وفي المجتمعات العربية الإسلامية نجد أن وظيفة الأسرة تمتد لتصل إلى روح الإنسان فتصقلها وتوجهها الوجهة السليمة التي تفق مع فطرته التي فطره الله عليها وإذا اتفق التوجيه الأسري مع فطرة الإنسان أدى ذلك إلى صلاح الفرد باستقامته وأمنه النفسي والاجتماعي وبذلك فإن وظيفة الأسرة في الإسلام إضافة إلى ما تقدم فهي تعتبر المنبع الذي يغذي الطفل بالعقيدة الصحيحة والفكر المعتدل من القرآن الكريم والسنة النبوية.

إن الإنسان يكتسب عادة الأساليب السوية للسلوك والتفكير من خلال التفاعل الاجتماعي والاحتكاك بالآخرين وأن الأبوين هما في العادة الأوائل الذين يقومون بعملية التطبيع الاجتماعي فالطفل يستجيب للأبوين ويستجيبان له وهذا من شأنه أن يزيد العلاقة الشخصية القائمة بين الطفل وأبويه.

من هنا يبدو واضحاً دور الأسرة في السلوك الإجرامي مؤداه أن الأسرة هي المسئولة الأولى عن ظهور مثل هذا السلوك وعن ظهور أي سلوك منحرف كما أن الأسرة كذلك مسئولة عن تكوين السلوك السوي ويأتي ذلك عن طريق تأثر الأبناء بطبائع الآباء.

أو الحرمان الشديد لمدة طويلة، أو عدم استقرار الأسرة وسيطرة المشكلات والخصومات بين الأفراد ذلك أنها المسئولة عن التكوين الوراثي للمنحرف كما أن الأسرة هي أول مؤسسة اجتماعية تتلقى الطفل لإعداده وتنشئته طبقاً لمتطلبات المجتمع الذي تعيش فيه فشخصية الآباء ووجودهم وأسلوب تنشئتهم من المحددات الأساسية في ظهور وتكوين السلوك السوي أو الإرهابي فالأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع بعد الفرد وهذا يلقي عليها عبئاً كبيراً ذلك أنه إذا صلحت الأسر صلح المجتمع ولو حافظت الأسر على صلاحها أستمر المجتمع في صورة صالحة.

كما أن الأسرة هي المؤسس الاجتماعي الوحيدة التي تقوم على أساس عضوي وليس على أساس وظيفي وهذا يعطيها فرصة نادرة لتخفيف الضغوط النفسية والمادية على أفرادها.

(الأسرة)
إذا هي المسئولة عن توجيه الناشئ إلى مبدأ عقدي أو فكري أو ثقافي معين أو صرفه عن مبدأ عقدي أو فكري أو ثقافي وقد سبق وأشرنا إلى الحديث الذي يؤكد أن المولود يولد على فطرة الإسلام وبلغ من أثر الأسرة في توجيهه أن الأسرة تهوده أو تمجسه أو تنصره بحسب ما ترغب هي في توجيهه إليه إما عن طريق الأب أو الأم أو كليهما معاً.

إن دور الأسرة في أمن المجتمع عظيم فهي خط الدفاع الأول الذي يقف سداً منيعاً في وجه الأشرار.

لكنها لا تستطيع القيام بهذا الدور الحيوي إلا إذا كانت مترابطة في كيانها متينة في علاقاتها الداخلية والخارجية.

فعلى قدر ما تتمتع به الأسرة من ترابط وتماسك بين أفرادها على قدر ما تدرك الطريق السليم لتربية أبناءها وتهيئتهم ليكونوا أعضاء نافعين لمجتمعهم وأمتهم.

إن من الجوانب التي يجب أن توليها الأسرة أهمية كبيرة حتى تستطيع أن تقوم بدورها ككيان أساسي في المجتمع هو التخطيط الأسري لحياة الأبناء ونشاطاتهم وممارساتهم وبالأخص أثناء الإجازات والعطل الصيفية حتى تتم الاستفادة من أوقاتها فيما يعـود بالنفع على الفرد والأسرة والمجتمع فهناك صلة وثيقة بين سوء استغلال وقت الفراغ لدى الأبناء وعشرة قرناء السوء والوقوع في الانحراف وسوء السلوك.

فيجب الاهتمام بحسن استغلال وقت الفراغ بالسفر أو الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية المفيدة.

إن الأسرة من منطلق حرصها على التنشئة الاجتماعية السليمة وحسن استغلال وقت الفراغ والتفاعل بجدية مع مؤسسات المجتمع المختلفة تسهم بشكل حيوي في صناعة الفرد الصالح في المجتمع والفرد الصالح في المجتمع أمان للمجتمع في حاضرة ومستقبله.



الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51866
العمر : 72

الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع   الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Emptyالجمعة 15 مارس 2019, 10:41 pm

المبحث السادس: (المـدرسة)
المطلب الأول: الدور الأمني للمدرسة
الطالب والمنهج والأستاذ وبيئة المدرسة مقومات أساسية لغرس جانب الاعتدال والإنصاف أو لشحن العنف والتطرف ولا يمكن لنا مناقشة الدور المأمول من المدرسة في مواجهة الفكر المتطرف بمعزل عن التطوير والمكاشفة بأخطائنا في التعليم ومخرجاته فالتعليم في المجتمع المسلم يقوم على حفظ الطالب المعلومة لفترة مؤقتة حتى يتم استردادها منه وقت الامتحان وعلى هذا فالطالب يُعد وعاء لتلقي المعلومة فقط دون أن يكون له دور في فهمها أو تمحيصها والأفراد الذين يمرون بهذه التجربة يكونون أكثر سهولة للانقياد للأفكار وأكثر صرامة في تطبيقها دون التفكير أو النقاش، فمثل هؤلاء الأفراد يمكن أن يكونوا صيداً سهلاً ليصبحوا أدوات تنفيذ فكرياً وعملياً.  

إن تفعيل الدور الأمني للمدرسة في مقاومة السلوك المتطرف يجب أن يقوم على أساس تعويد الطلاب على التعليم الحواري القائم على التفكير والإبداع الذي يسمح لعقل الطالب بتأمل الأمور ورؤية الحقيقة من أكثر من زاوية بما يمكنه من الابتعاد بعد توفيق الله سبحانه وتعالى عن أن يصبح فريسة سهلة للأفكار المتطرفة والداعية للعنف والتخريب.

ويجب على المدرسة ممثلة في المدرسين والعاملين فيها تحديد الجماعات المستهدفة أو الهشة داخل المجتمع الكبير والتي يمكن أن تكون عرضة للانسياق وراء الأفكار الهدامة ومحاولة توجيههم ووضع برامج خاصة لهم. كما أن عدم القدرة على استيعاب حاجات الطلاب يمكن أن يؤدي إلى تسربهم خارج السلك الدراسي مما يدفعهم إلى ممارسة السلوك الإجرامي وقد يكونون فريسة سهلة للجماعات الإرهابية لتنفيذ مخططاتهم.

ولهذا يمثل الأستاذ النواة التي يمكن توصيل المعلومة من خلالها إلى الطالب وإذا لم يكن الأستاذ متمكناً من المادة العلمية التي يعرضها لطلابه فإنه لن يستطيع توصيلها بشكل سليم إلى الطلاب وبذا تفشل العملية التعليمية.

والمعلمون يمثلون بدائل الآباء، وهم الراشدون خارج نطاق الحياة الأسرية الذين يقومون بأدوار مهمة في حياة الصغار والشباب, ومن المعلمين من يعين الطالب في التغلب على الإعاقات والقصور والمشكلات التي تعيق فهمه وتعترض ميوله ومنهم من يعرقل المسيرة الصحيحة المعتدله أمام أبنائه من التلاميذ والمعلمون لكونهم من العناصر المهمة في التطبيع الاجتماعي يؤثرون في تلاميذهم عن طريق القدوة، فهو يرون المعلم شخصية كاملة يأخذون منها التعامل الأمثل, والأسلوب الأفضل.

المطلب الثاني: أثر المدرسة في مقاومة الإرهاب والعنف والتطرف
المدرسة يجب أن تتحمل الدور المناط بها في تقليل الإرادة الإجرامية لدى أفراد المجتمع حيث إن الأمن يرتبط ارتباطاً وثيقاً وجوهرياً بالتربية والتعليم، إذ بقدر ما تغرس القيم الأخلاقية النبيلة في نفوس أفراد المجتمع بقدر ما يسود ذلك المجتمع الأمن والاطمئنان والاستقرار ويمثل النسق التربوي أحد الأطراف الاجتماعية المهمة التي تؤدي عملاً حيوياً ومهماً في المحافظة على بناء المجتمع واستقراره، وذلك من خلال ما تقوم به التربية والتعليم من نقل معايير وقيم المجتمع من جيل إلى آخر ومما لا شك فيه أن التعليم يؤدي عملاً حيوياً ومهماً في الحفاظ على تماسك المجتمع وخلق الانتماء الوطني ومشاعر الوحدة الوطنية بين أفراده للمحافظة على بقائه وتكامله والتي تنعكس بالضرورة على مكتسبات الوطن الأمنية ومن هذا المنطلق فسوف يتم توضيح الدور الأمني للمدرسة في مكافحة سلوك العنف والإرهاب والتطرف على رغم الكثير من الأصوات حول فشل المناهج الدراسية في تشريب الناشئة المعايير والقيم الاجتماعية الإيجابية فهناك من يعتقد أن المناهج الدراسية كانت لها آثار إيجابية في الماضي تمثلت في استقرار النظام الاجتماعي والثقافي في المجتمع ومازالت تؤثر حتى الوقت الحاضر وعلى رغم كل ما يطرح عن فشل المناهج الدراسية وضرورة إعادة النظر فيها إلا أننا نعتقد أن هناك عناصر إيجابية في المناهج الدراسية ينبغي إبرازها والاعتراف بأنها ساعدت ومازالت تساعد وبشكل مباشر على المحافظة على الأمن فالماضي ليس كله شر كما أن الحاضر ليس بالضرورة هو الأفضل, والأيام حُبلى بالجديد والقادم غيب قال تعالى: (وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ).

المطلب الثالث: مناهج التربية الإسلامية   
خير شاهد على الواقع لنجاح مناهج التعليم في مكافحة العنف والتطرف فهي تساهم بدور فاعل في خدمة الأمن لدى الطلاب فمواد التربية الإسلامية تدرس في جميع المراحل الدراسية منذ المرحلة الابتدائية إلى أعلى المراحل الدراسية مع اختلاف مسمياتها في الدول العربية والإسلامية وتقوم مواد التربية الإسلامية على ترسيخ العقيدة الإسلامية في نفوس الطلاب في المراحل الأولى للتعليم، ومما لا شك فيه أن انعكاس هذه العقيدة على سلوك التلميذ سوف يجعل منه مواطناً صالحاً مساعداً في أمن وطنه وأمانه وباستعراض افتراضي لدروس التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية مثلا نجد أنها ترتكز على الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تربي النفس على القيم الفاضلة وتحذر من انتهاك المحرمات والفساد في الأرض ومناقشة موضوعات مهمة في مجال الأمن مثل آثار الخلاف والعداوة بين المسلمين ومفسدات علاقة المسلم بأخيه وتحريم الظلم.

مناهج التربية الإسلامية المعتدلة تكرَّس الثقافة الأمنية لدى التلاميذ وإبعادهم عن مواطن الشبهات حيث يناقش مواضيع مهمة لمراحلهم العمرية المتقدمة في ضوء الكتاب والسنة حسب لجان التخصص في وضع المناهج الذين يرعون في إعدادها قطع دابر العنف والتطرف وإحياء الوسطية والاعتدال ومن ذلك توضيح حرمة أذى الناس وخطورة الإشارة بالسلاح على المسلم أو ترويعه وتحريم حمل السلاح على المسلمين وقتالهم إلى غير ذلك من موضوعات أمنية تتعلق بأمن المجتمع وحمايته من الجريمة والانحراف من خلال استعراضه لموضوعات مناهج التربية الإسلامية الخالدة التي منها الحدود، حرمة الدماء، الحربة، وجوب طاعة ولي الأمر, تحريم الانتحار، التعامل مع الكفار، أحكام المرتدين، ضوابط التكفير, موضوعات الجريمة في الفقه الإسلامي حافلة بمؤلفات للعلماء القدامى والمعاصرين في التعريف بالجريمة وأقسامها وأضرارها على المجتمع وكذلك العقوبة وأقسامها وآثارها في المجتمع لتوضيح الحد الفاصل بين المقبول في المجتمع وغير المقبول ولردع من تسول له نفسه اقتراف الجرم لمعرفة نوع العقوبة التي سوف تطبق عليه وهذا يعد منهجاً علمياً تدعو له بعض نظريات الجريمة حيث ترى النظرية الكلاسيكية أن معرفة الشخص بنوع العقوبة التي سوف تطبق عليه عند ارتكاب السلوك الإجرامي وسيلة لردع الأفراد عن ارتكاب السلوك الإجرامي.

وتجدر الإشارة إلى أنه على رغم أن المواد الدينية في المدارس الإسلامية ضعيفة لحدٍٍ ما أو هامشية تحت مسمى (الثقافة الإسلامية) إلا أن المملكة العربية السعودية تشكل مناهج التربية الإسلامية حجر الزاوية في التوعية الأمنية لحفظ المجتمع من الجريمة والانحراف إضافة للمواد الأخرى التي تؤدي دوراً مهماً في مساعدة المواد الدينية على تأصيل هذا الجانب ويبقى (المعلم) بيت القصيد في نجاح هذه المناهج ووصولها للمتلقي باعتدال ووسطية محمودة العواقب، جميلة النتائج وذلك انطلاقاً من السياسة العليا للتعليم في المملكة العربية السعودية التي تؤكد في أكثر من مادة من موادها على أن تربية المواطن المؤمن هو الهدف الأساس لهذه السياسة حتى يكون لبنة صالحة في بناء أمته ووطنه ويكون قادراً على الدفاع عن وطنه عند الحاجة لذلك فالمدرسة في المجتمع السعودي تؤدي دوراً حيوياً في نشر الوعي الأمني بين التلاميذ، وتشكل لبنة مهمة من لبنات الأمن في المجتمع السعودي فالمواد الدراسية في مجملها تهدف إلى تعميق مفهوم الولاء الوطني لدى جميع أفراد المجتمع حيث أصبحت كلمة الوطنية في السنوات الأخيرة قضية مصيرية تفرض نفسها بإلحاح على علماء الاجتماع والنفس والسياسة وجميع المهتمين بتربية الناشئة حتى أصبحت التنشئة السياسية إحدى الضرورات الأساسية في هذا العصر الذي نعيشه لإيجاد إحساس عام بالالتزام والولاء للسلطة الرسمية ويبرز الدور المهم الذي يجب أن تؤديه المدرسة في تأكيد أهمية عملية التربية الوطنية حيث إن الأمن يتحقق فقط عندما يشعر الجميع بمسؤوليتهم نحو الوطن.

وأعتقد أن التربية الوطنية يجب أن تصاغ بشكل مباشر في جميع المناهج الدراسية بحيث تصبح جزءاً من المناهج الدراسية، فالوطنية ليست مادة تدرس وإنما سلوك يجب أن يتفاعل من خلال المواد الدراسية جميعها ويجب أن يكون الأستاذ والمدرسة بجميع العاملين فيها قدوة ونموذجاً للطلاب لتكريس مفهوم الولاء الوطني ليكون سلوكاً وممارسة وليس مواد نظرية تدرس بعيداً عن الواقع.

إن المجتمعات الحديثة اتجهت بوظيفة المدرسة من مجرد مؤسسة للتعليم إلى مؤسسة تعليمية ذات وظيفة اجتماعية مسايرة لتطورات الحياة الاجتماعية كما أصبحت المدرسة توصف بأنها مجتمع صغير يُدربُ طلابه على العمل المحلي وعلى تحمل المسؤولية حيث يتمثل التلاميذ معنى النظام وفكرة الحق والواجب،بل أصبح بعضهم يصف المدرسة بأنها مؤسسة تنظيمية تقوم على خدمة المجتمع ودراسة البيئة والتعرف عليها والوقوف على مواردها واحتياجاتها واشتراك الأهالي في تمويل المشروعات وتنفيذها لأن المؤسسة الوحيدة التي ترتبط بجميع أفراد البيئة هي المدرسة، وهكذا تطورت وظيفة المدرسة كمؤسسة اجتماعية إلى المساهمة في أعمال المجتمع الكبير بعد أن كانت منعزلة عنه وأتاحت للآباء والأمهات أن يدخلوها ليتشاوروا في مصالح أبنائهم ومصالح المدرسة.

إن التوسع الذي شهدته المدرسة لكونها مؤسسة اجتماعية رائدة قل نظيرها في المجتمعات المعاصرة، يدعو إلى محاولة سبر غور هذه المنشأة الهامة وتشريح دورها فالبيت بغض النظر عن قيامه بدوره وواجباته يدفع بالأبناء إلى بوابة المدرسة حيث تتكفل أجهزة التربية والتعليم بالقيام بصقل تلك العقول الغضة وتلقينها أسس الفضائل من خلال المناهج الدراسية ليكونوا مواطنين صالحين في مستقبل أيامهم، فهي مصنع الشباب والفتيات الذين سوف يقودون زمام المجتمع في يوم ما، وتلك حتمية الحياة وصيرورتها الأزلية.

وتكمن الخطورة في استغلال هذه العقول الصغيرة وتوجيهها إلى مسارات تبتعد بها عن جادة الطريق السوي، وأعني قيام بعض من لهم علاقة بالعملية التعليمية بغرس أفكارهم الخاصة ومفاهيمهم وما يعتقدون أنه صواب (من وجهة نظرهم فقط) والإصرار على تلقين الطلاب تلك الأفكار، والتركيز على أنها الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، مع أنها أفكار خاضعة للأخذ والرد.

إننا أمام إشكالية انحراف البعض بمسيرة التعليم بالرغم من الضوابط المنهجية التي تفرضها الجهات المعنية، ذلك أن علاقة الطالب بأستاذه لا تنحصر في الصف الدراسي فقط، بل تتعداه كما هو معلوم إلى النشاطات غير الصفية، وهي مجال خصب وبيئة صالحة لتفريخ الكثير من الأفكار الغريبة، والتوجهات التي تسعى إلى فرض نفسها بأساليب أقلها العنف والشدة، والنتيجة أن ينحرف سلوك الطالب تجاه أقرانه ليفرض عليهم أفكاره التي استقاها دون تثبت من بعض أساتذته، فهو لا يملك أدوات التثبت لأنه غير مطلع على المصادر التي تتناول الموضوعات الخلافية وتنظر فيها بعين التدبر والعمل على إخضاعها لموازين الكتاب والسنة وأقوال العلماء وأهل الاجتهاد.

وللأسف يخرج هذا الجيل –وهم قلة والحمد لله– وقد حمل بذرة العنف والإرهاب والتطرف، ويكون ديدنه بين الناس، فهو عندما يغادر المدرسة (المجتمع الصغير) يجد نفسه وجهاً لوجه أمام مجتمع كبير يجمع كل ألوان الطيف الثقافي والفكري والديني بمختلف مذاهبه، بينما يكون متشبعاً بأفكار لا يتزحزح عنها ويرى أنها الحق ولا شيء غيره، ومع ذلك تكتنف عقله هالة من القدسية تجاه ما يؤمن به ويحسب أن مفاتيح الجنان معلقة بتنفيذ أفكاره على أرض الواقع حتى إذا ما اصطدمت بالنظام أو الدولة رفض بكل التعاليم الدينية التي تدعو إلى التسامح وعدم الغلو ونبذ التطرف، فهو ربما لم يسمع بها، أو أنها تتنافى مع معتقداته الفاسدة الضالة، وهكذا تجد هذه الفئة المنحرفة نفسها في جيوب منعزلة وتعمل في الظلام لتنفيذ مآربها، وتصل الكارثة إلى قمة المأساة عندما يقوم هؤلاء الإرهابيون المجرمون بتدمير الممتلكات بالمتفجرات ظناً منهم أن ذلك من الدين، والدين منه براء.

أن المدرسة تسعى لضبط علاقة الطالب بالمجتمع الصغير وفق أنظمة ولوائح تضمن الحقوق والواجبات، وهذا تدريب عملي على ممارسة الانضباط نفسه في المجتمع الكبير، بين الفرد ومن حوله في العمل والبيت ومع الدولة بمختلف مؤسساتها، كل ذلك وفق أنظمة وقوانين تنظم هذه العلاقة وترعى مصالح الجميع، علماً بأنه يتم التمهيد لكل ذلك من خلال إتاحة الفرصة للتلاميذ لكي يتدربوا على استخدام عقولهم وأفكارهم واستنباط حلول للمشكلات التي تعترضهم بعيداً عن العنف والإرهاب كما أن الجمعيات الأدبية والمنابر الخطابية وغيرها من وسائل التعبير عن النفس ذات أثر كبير في تذويب الفوارق بين التجمعات الطلابية ويجب أن تسير هذه المنظومة في إطار بعيد عن تدخل الكبار إلا من قبيل التوجيه عن بعد، ولكنها حتماً سوف تفسد فساداً كبيراً إذا تبنت أفكار الآخرين وأصبحت تغذيها بأسلوب يمنع عنها الاحتكاك بالأفكار الأخرى مع رفض الآخر والعمل على عزله وإنكار حقه في التعبير عن ذاته.

بعد عرض جميع النشاطات المختلفة على نصوص الشريعة وما شذ منها وكان بعيدا عن معنى الوحدة والتسامح والحب والوفاء بالعهد فإنها ستكون هذه التوجهات هي البذرة الأولى والأكثر خطورة في إذكاء روح العدوانية والعنف والتطرف والإرهاب.



الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51866
العمر : 72

الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع   الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Emptyالجمعة 15 مارس 2019, 10:47 pm

المبحث السابع: المؤسسات الأمنية
الأمن بمعناه الواسع ومقاصده السامية هو أساس كل تنظيم لأنه العمود الفقري للحياة الإنسانية كلها وأساس الحضارة والمدنية والتقدم والازدهار في سائر فروع المعارف البشرية والفنون والآداب والتجارة والسياحة وأداء المناسك والشعائر الدينية وقد أوكلت إلى الجهات الأمنية مهمات الحفاظ على هذه المكتسبات القيمة، فهي مثقلة بكثير من المهام الكبيرة المناط بها تحقيقها حفاظاً على الأمن والأمان اللذان هما عصب الحياة ومنبع حركتها ومصب إنجازاتها والمتتبع لتطور لوزارة الداخلية في العالم التي تقع تحت مظلتها جميع الأجهزة الأمنية يجد أنها تشتمل على أقسام عديدة تُعنى بالأمن إضافة إلى كليات وأكاديميات وأنشطة تدريبية تقنية تهدف لرفع مستوى رجال الأمن فالنشاطات الأمنية أصبحت معروفة لدى العام والخاص فمن المعلوم أن مهمة قوات الأمن هي المحافظة على النظام وصيانة الأمن العام وحماية الأرواح والأعراض والأموال، ومن مسؤوليات رجال الأمن التأكد من استمرارية النشاط العادي للمجتمع بسلام ولذلك فمن واجبهم أن يضبطوا ويقبضوا على أولئك الأفراد من أعضاء المجتمع الذين لا يتجاوبون مع رغبات مجتمعهم في استمرار الهدوء والاستقرار ومنع الاضطرابات.  

مهمة الضبط التي تقوم قوات الأمن بها تتعلق بصفة مبدئية بأولئك الأشخاص الخارجين على المجتمع، ولا يتسنى السيطرة الكاملة على هؤلاء حتى يوضع شرطي على كل زاوية من زوايا الشوارع،ولكن المجتمع يحتاج إلى ظروف تقلل الاضطراب والفوضى وهذه الظروف ينبغي أن تتوافر في إطار التقاليد والعادات الاجتماعية والأنظمة التي تعمل على خدمة المجتمع والمحافظة عليه، وقوات الأمن في المجتمعات المتقدمة تعد مسئولة عن المجتمع وتعمل على خدمته.

ولكي تواجه قوات الأمن مسؤولياتها فإنها يجب أن تضطلع بأربع مهمات:
1/ ضبط الجريمة.
2/ منع الجريمة.
3/ تنظيم السلوك.
4/ الاستعداد للخدمة.

إن هذا التاريخ الناصع في العمل الأمني في المملكة العربية السعودية كمثال يُحتذى يجعلنا ندرك الدور الخطير والهام الذي تضطلع به هذه القوات المتنوعة المهارات والتدريب، بيد أن الهجمة الشرسة التي تعرضنا إليها أخيراً على يد الإرهاب وأعوانه ومنفذوه جعلتنا نقف لوهلة أمام مرض غامض لم يخطر ببال أحدنا أن يكون من بني جلدتنا، ولكن بعودة رباطة الجأش وتماسك الجبهة الداخلية سريعاً عادت المبادرة إلى يد قوات الأمن وبسطت سيطرتها على الوضع تماماً، وانتقلت المهمة من مطاردة فلول الإرهابيين بعد تنفيذ عملياتهم القذرة، إلى استطلاع وإحباط تلك العمليات قبل وقوعها، وهذه قمة العطاء وأقصى ما يطمح إليه المواطن والمقيم على ثرى هذا البلد الحبيب، وإنني على يقين أن القيادات الأمنية لقادرة بإذن الله على تفكيك كل جيوب الإرهاب واقتلاع شأفتها ودحرها إلى غير رجعة، فهي نبت شيطاني مصيره إلى زوال، ومن بقي منهم على قيد الحياة فإنه عائد لا محالة إلى حضن الوطن المقدس بأحب البقاع عند الله مكة والمدينة يعود التائب إلى مرافئ الأمان بعد أن يتبين له الضلال والغي الذي سدر فيه، وهنا لابد أن تتكاتف جميع الجهود المدنية والأمنية لرأب الصدع واللجوء إلى الحكمة والموعظة الحسنة، وفي ذات الوقت شحذ همم الحزم والقوة والردع لكسر موجة الإرهاب وتحجيمه إلى أقصى حد ممكن وفي هذا الإطار فإن كل ما تقدم يذوب وينصهر في بوتقة واحدة تسير وفق وتيرة موحدة ومتناغمة لخدمة أثمن ما نملك وهو الأمن والأمان.

واجب المجتمع تجاه رجال الأمن
الأمن ضرورة من ضرورات الحياة وعامل أساسي لبقائها ومن المستحيل أن يقوم المجتمع ولا يتم الأمن إلا برجاله والقائمين على ضبطه مهما اختلفت المسميات والوظائف التي تجتمع كلها في حفظ الأمن الذي شرف الله من سعى في ضبطه من باب قدسية النعمة الإلهية وهم تبع لها لقيامهم على حفظها والعناية بها وإيقاع أقصى العقوبات لمن أراد النيل منها أو الإخلال بها فمشاريع الحياة لا تقوم إلا بالأمن ففي ظله تحفظ الأعراض والأموال،وتدوم الحياة بحفظ الدماء المحترمة والمعصومة فضعف الأمن هو الشرارةُ الأولى لإثارة الفتن والحرب الداخلية لاسيما أنَّ انقلاب الأمن وزعزعة الاستقرار أسهل بكثير من إمكانية ضبط إعادته وإذا انعدم الأمن حصلت مفاسد القتلُ والاغتيالات والتفجيراتُ وغيرها من الأعمال الإرهابية فجهود رجال الأمن كالشمس في رابعة النهار لا ينكرها إلا جاهل أو حاقد ويكفيهم فخراً ضبطهم لكميات الأسلحة والمتفجرات المخيفة قبل استخدامها من مواد C4 أو TNT أو القنابل اليدوية والمواد البيولوجية أو الآر بي جيه، التي عرضت وسائل الإعلام صوراً لها مما تسبَّب زعزعة الأمن في المجتمع لولا أن الله أعان رجال الأمن فضبطت قبل استخدامها في إعمالهم الإرهابية المشينة التي كانت التداعيات المصاحبة لها شاهد عيان لشرها وعظيم خطرها من القتل والترويع وإزهاق الأنفس المحترمة وسفك الدماء المعصومة، أن كيلوا واحداً من TNT يكفي لتدمير بناية بمساحة 100 متر مربع وقوة تدمير PBX كافية لإزالة بناية مكونة من 10 طوابق استطاع رجال الأمن أن يحبط عدداً منها بتوفيق الله وحده.

رجال الأمن صمام آمان لهذه الأمة من الأخطار والفساد ويجب دعمهم والوقوف معهم ضد المفسدين والمخربين ولهم منا كل الشكر والتقدير لما يبذلونه من وقت نفيس في حماية أرواح المجتمع وأن عملهم هذا من نوع الجهاد لا حرمهم الله الأجر والعافية ودعوتي لكافة أفراد المجتمع أن يتعاونوا معهم وأن يتحملوا تفتيشهم الدقيق وطول الانتظار فما ذاك إلا لمصلحة الجميع وأن أصابكم أحدنا الملل والسآمة من ذلك فلنتذكر جهود رجال الأمن وتحملهم لساعات طويلة واقفين يتعرضون لتغيرات الجو الطبيعية صابرين على تصرفات لا تليق من بعض أفراد المجتمع لاسيما وأن الوقت حرج والأحداث مخيفة تتطلب مثل هذه الإجراءات التنظيمية فضلا عن شعورنا النبيل تجاه رجال بذلوا حياتهم رخيصة لأجل الأمن واستتبابه.

إن ما حصل من قتل لرجال الأمن أثناء المداهمات أو حين القبض على بعض الإرهابيين لهو شرُ كبير يجب محاربته وإنكاره والوقوف ضد مرتكبيه بكل قوة مهما كانت ومشاهد دماء رجال الأمن وجنائزهم محفورة في الذاكرة لا تنسى لكن عزاؤنا أننا نحتسبهم شهداء عند الله فهم أصحاب الأعين الساهرة في حفظ اشرف البقاع عند الله وحين نتحدث عنهم فإن الأمانة على كواهلهم عظيمة فهم صمام الآمان لأقدس بلاد على وجه الأرض ومهما قدموا من التضحيات فهي عند الله مأجورة ولهم في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما الأسوة الحسنة في عمل رجل الأمن وواجباته وعليهم بالصبر والاحتساب في تقصي المجرمين والقضاء عليهم فجهودهم مشكورة وأعمالهم مشروعة وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يرسل العيون من الصحابة وفي حادثة العرنين الذين قتلوا الراعي واستاقوا الإبل أرسل الرسول في طلبهم والبحث عنهم وأوقع بهم أشد العقوبة إذ قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وما يقال من شدة رجال الأمن وقسوتهم فهذا يتطلبه الحدث ومستواه الحقيقي ولم تكن الشدة والقسوة عذرا لاختلال الأمن بل الضبط يتطلب نوعا من ذلك ولا حرج وأعمال التحقيق لا تخلو من المتابعة والإيقاف لحين ظهور الحق وبيانه أما التجسس المنهي عنه فهو تكشف العورات وانتهاك الحرمات لأجل شهوة دنيوية وليس عمل الإخوة من رجال الأمن من ذلك في شيء.


رجال الأمن جزء من المجتمع فكلمة أهمس بحروفها لأمهات وآباء وزوجات وأولاد رجال الأمن هنيئا لكم هذا الشرف بانتساب ذويكم لهذا الجهاز الهام كيف لا!! وهو يقدم أعظم الأعمال وأزكاها عند الله بحفظ هذه البلاد المقدسة من المجرمين والمفسدين.

وهو نوع من الجهاد الذي يؤجرون عليه وواجب عليكم أن تقفوا معهم وتخففوا عليهم ما يعانونه من الأعمال الشاقة في ضبط الأمن، وكم هو جميل أن يرى رجل الأمن والدا أو أخا أو ابنا من عائلته التقدير والاهتمام وربما أقول وبصراحة الدعم النفسي هو ما يحتاجه رجل الأمن فلئن كان الدنيا مصاعب فإن الأهل سلونها فدعوة للزوجات خاصة أن تخفف على زوجها رجل الأمن فهي السكن له والراحة والاطمئنان ولو كان ذلك مقابل التنازلات لبعض الحقوق وتقليل المناسبات والطلبات العائلية قدر الإمكان ولتعلم الزوجة أن وقت زوجها ليس ملكه بل ملك الجميع وهذه سنة الله وقدره ويجب عليها أن تكون عند مستوى الحدث الذي تعيشه البلاد وهكذا نقول لأمهاتنا وآبائنا أن يقلوا اللوم على الأبناء رجال الأمن باعتذارهم المتكرر عن بعض المواعيد الطبية أو المناسبات العائلية بعد حدوث بعض الأعمال الإرهابية وملاحقة من تسبب فيها وأما مَنْ مات من رجال الأمن فعاجل البشرى لأهله أنه شهيد إن شاء الله.



الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51866
العمر : 72

الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع   الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Emptyالجمعة 15 مارس 2019, 10:56 pm

المبحث الثامن: الملتقيات واللقاءات المحلية والدولية
كم هو جميل أن نرى ونشاهد تفاعل أرباب الكلمة وصُناع القرار في دعم الملتقيات المعنية في مكافحة الإرهاب التي تأتي لتبين النظرة الحقيقة والصادقة لموقف الإسلام عن الإرهاب والعنف وأنه يرفض كآفة أصناف الاعتداء على الآخرين وتروعيهم بأي وسلية كانت وخاصة مِمَّنْ يقيم بينهم من أصحاب الديانات الأخرى وقد شرفت المملكة العربية السعودية باستضافة مؤتمرين عالميين خلال من عام 1423 وحتى عام 1425 هـ عن الإرهاب كان لهما متابعة جيدة عبر أواسط الإعلاميين في كافة أنحاء العالم ونقل الصورة الحقيقة لموقف الإسلام في محاربة الإرهاب فضلا عن الملتقيات المحلية على مستوى مؤسسات المجتمع المختلفة.

المؤتمر الأول: (المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب)  
والذي نظمته وزارة الخارجية وعقد بمركز الملك عبد العزيز للمؤتمرات بالعاصمة الرياض تحت رعاية كريمة من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير/ عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وبمتابعة مباشرة من سمو وزير الخارجية وضم قرابة خمسة وسبعين دولة ومنظمة واتحاد عربي ودولي على مستوى الخبراء لتناول وتبادل المعلومات والوسائل التقنية لمكافحة الإرهاب الذي يأتي ردا مباشرا لمن يُسيء لسمعة الإسلام والمسلمين الذي هو دين التسامح والوسطية والاعتدال.

أهداف المؤتمر:
* توضيح المفاهيم الأسباب التي جعلت هذه الظاهرة بارزة على السطح.
* رصد التطورات التاريخية والفكرية لهذه الظاهرة.
* التعرف على الجوانب التنظيمية للمنظمات الإرهابية وتشكيلها وطرق عملها ومكافحة التنظيمات الداعية للعنف والتطرف.
* دراسة مدى العلاقة بين الإرهاب من جانب وغسيل الأموال من جانب آخر.

محاور المؤتمر:
* جذور الإرهاب.
* العلاقة بين الإرهاب والمخدرات.
* الثقافة والفكر الإرهابي.
* العلاقة بين الإرهاب وتهريب الأسلحة وغسيل الأموال.

توصيات المؤتمر.. ومن أهمها:
* الإجماع على إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب.
* اعتبار الأمم المتحدة المنتدى الرئيسي لتوحيد التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب.
* يجب الاتفاق على تعريف شامل (للإرهاب).
* حث الدول على اتخاذ كآفة التدابير الكفيلة بمنع الإرهابيين من امتلاك أسلحة دمار شامل.
* الدعوة لتعزيز التعاون على المستويات الدولي والإقليمي والثنائي لتحديد وتفكيك الخط المالي للإرهاب.
* دعم جهود الإصلاح الوطني للتصدي للظروف التي تعزز العنف والتطرف.
* دعوة الدول إلى اعتماد استراتيجيات وطنية وفاعلة وشاملة وموحدة لمكافحة الإرهاب.
* التشجيع على إنشاء مراكز وطنية وإقليمية متخصصة في مكافحة الإرهاب.

المؤتمر الثاني: (موقف الإسلام من الإرهاب)
والذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية وقد شارك فيه لفيفٌ من أصحاب الفكر وقادة الرأي في عدد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

وتم توزيع الدراسات والمناقشات التي جرت في المؤتمر بشكل فوري بخمس لغات وهي العربية والانكليزية والفرنسية والاسبانية والفارسية كما ويمكن الاطلاع عليها في الموقع الاكتروني على الانترنت الذي أعد لهذا الغرض وعنوانه: www.islamstand.org

أهداف المؤتمر:
* الكشف عن جذور الإرهاب والعنف والتطرف، وأنه نتاج لفكر منحرف عن تعاليم الإسلام.

* بيان وسطية الإسلام وعدالة تعاليمه وبعدها عن العنف ودعوتها إلى الحوار والإقناع والمجادلة بالتي هي أحسن.

* توضيح الرأي الشرعي المستند إلى الدليل حول الأحداث الأخيرة.

* الإسهام في الدفاع فكريّاَ وعلمياَ عن المملكة العربية السعودية وفضح ما يروج عنها في الخارج وما يلفق حول موقفها من أكاذيب وتهم.

* تقديم المقترحات العلمية والتربوية والنفسية والاجتماعية للجهات المختصة إسهاماَ في العلاج المطلوب.

* توضيح موقف جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بجلاء من الفكر المنحرف ومن ثم إبطال التهم التي يحاول البعض إلصاقها بها.

* الإسهام مع سائر القطاعات في المملكة العربية السعودية في حماية وتأمين جبهته الداخلية.

المحور الأول: حقيقة الإرهاب والعنف والتطرف
* المفاهيم واختلاف وجهات النظر حولها.
* الجذور.
* المظاهر والأشكال.

المحور الثاني: الإرهاب والعنف والتطرف في ميزان الشرع
* في القرآن والسُّنَّة.
* في مواقف الصحابة والتابعين.
* في مواقف العلماء ماضياَ وحاضراَ.

المحور الثالث: الإرهاب والعنف والتطرف (التاريخ، الأسباب، النتائج)
* التاريخ.
* الأسباب: (الفكرية، الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، النفسية، التربوية وغيرها).
* النتائج: (الفكرية، الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، النفسية التربوية وغيرها).

المحور الرابع: التعامل مع الإرهاب والعنف والتطرف
* وظيفة العلماء والدعاة.
* وظيفة الأسرة.
* وظيفة المدرسة.
* وظيفة المؤسسات الاجتماعية.
* وظيفة المؤسسات الإعلامية.
* وظيفة المؤسسات الأمنية.

المحور الخامس: وسطية الإسلام وسماحته ودعوته للحوار
* وسطية الإسلام.
* سماحة الإسلام.
* دعوته للحوار.

المحور السادس: موقف المملكة العربية السعودية من الإرهاب والعنف والتطرف ماضياَ وحاضراَ.
* الأسس التي تقوم عليها المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب والعنف والتطرف في الماضي (داخلياَ، وخارجياَ).
* جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب والعنف والتطرف في الحاضر.

توصيات المؤتمر
* التأكيد على رفض الإرهاب المتمثل في العدوان سواء كان مصدره الأفراد أو الجماعات أو الدول وأن الإرهاب عمل إجرامي لا تُقِرُّهُ الأديان السماوية ولا القوانين الوضعية، كما أنه ظاهرة عالمية لا ترتبط بدين ولا ثقافة ولا جنس.

* أهمية الاتفاق العالمي على تحديد مفهوم دقيق للإرهاب يمكن الاحتكام إليه عند الاختلاف والمنازعات حتى لا يصبح هذا المصطلح مجالاً للتأويلات والادعاءات.

* أهمية استمرار الجامعة وغيرها من المؤسسات العلمية في إقامة الملتقيات والندوات العلمية بصفة دورية لبحث هذه الظواهر المعاصرة التي تهم المجتمعات المحلية والدولية.

* التأكيد على بيان مفاسد الغلو والتطرف والإرهاب العدواني من حيث كونه بدعة في الدين وسبباً لهلاك الأمم وفيه مشابهة لأهل الضَّلال وأنه يناقض ما بنيت عليه الشريعة من السماحة، ومطالبة العلماء بتبصير عامة المسلمين وغيرهم بسماحة الشريعة الإسلامية ومراعاتها لحقوق جميع البشر.

* تأليف كتب وبحوث علمية دقيقة متخصصة في موضوع الإرهاب والتطرف والعنف والغلو وترجمتها إلى اللغات العالمية.

* التأكيد على معالجة أسباب التطرف وبواعثه من خلال نشر العلم وتحقيق العدالة وإزالة أسباب الظلم في المجتمعات، واحترام حقوق الإنسان وخصوصيات الشعوب.

* الحرص على تحصين الشباب وحمايتهم من الانجراف إلى التطرف والعنف بوسائل منها:
أ- الحوار والإقناع.
ب- شغل أوقات الشباب بما ينفعهم وينمي مهاراتهم.
ج- التأكيد على مفاهيم التسامح والبُعد عن الغلو من خلال مناهج التعليم ووسائل التثقيف والإعلام.


* ضرورة التفريق بين الإرهاب الذي تمقته الشريعة الإسلامية وجميع الأديان السماوية والقوانين الوضعية وبين المقاومة المشروعة في سبيل التحرر من الظلم والاستبداد والاحتلال الأجنبي.

* التأكيد على أن الدعوة الإصلاحية التي قام بهاو الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هي دعوة إسلامية تقوم على مبادئ الإسلام الصافية البعيدة عن الغلو والتطرف والإرهاب.

* تأسيس مركز للدراسات الإسلامية المعاصرة والحوار بين الحضارات يهدف إلى دراسة العوامل المؤثرة في العلاقة بين الحضارات وما يعيق التواصل بينها من ظواهر سلبية كظواهر العنف والإرهاب والتطرف.

* التأكيد على تعزيز التواصل وتبادل الزيارات بين العلماء والمفكرين من المملكة ونظرائهم من علماء الغرب وغيرهم من أجل الإسهام في تعزيز الحوار وإزالة سوء الفهم حول الكثير من القضايا.

* التأكيد على أهمية قيام العلماء ببذل المزيد من التواصل الفكري مع الشباب من خلال تكثيف اللقاءات والحوارات حول الإرهاب والعنف والتطرف.

* التأكيد على أهمية دور وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في احترام القيم والأخلاق والآداب العامة.

* نشر بحوث المؤتمر ومداولاته في سجل علمي وترجمتها إلى عدد من اللغات العالمية.



الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51866
العمر : 72

الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع   الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Emptyالجمعة 15 مارس 2019, 11:07 pm

المبحث التاسع: (الإرهاب الإلكتروني)

وجد الإرهابيون مساحة واسعة لبث ونشر أفكارهم الباطلة والدعوة إلى مبادئهم السيئة للمجتمع على شبكة الإنترنت العالمية التي ينطلقون منها بأمان محدود وبأسماء مستعارة عبر مواقعهم ومنتدياتهم النصية والصوتية والمرئية حتى غرف نظام المحادثات الصوتي الكبير المعروف بالبالتوك لم يسلم من أهدافهم الإلكترونية لتغذية الفكر الإرهابي واصطياد اكبر عدد ممكن من الشباب والمتعاطفين معه وتجنيدهم لدعمه مالياً ومعنوياً بشتى الوسائل الممكنة تحت عبارة (تفجير نت) و (تكفير كوم) حتى تم تعليم الطرق والوسائل التي تساعد على القيام بالعمليات الإرهابية وذلك بإنشاء مواقع لتعليم صناعة المتفجرات وطرق الاغتيال وإحراق المؤسسات الحيوية وأبرز أساليب الخطف وتنظيف الأسلحة الخفيفة وإعادة صيانتها فضلا عن الإسعافات الأولية وطرق المداهمة واستهداف رجال الأمن مع نشر كآفة الطرق الإلكترونية لكيفية اختراق وتدمير المواقع، وطرق اختراق البريد الإلكتروني، وكيفية الدخول على المواقع المحجوبة، وطريقة نشر الفيروسات وغير ذلك.


الإنترنت مكان آمن للالتقاء:

إذا كان التقاء الإرهابيين والمجرمين في مكان معين لتعلم طرق الإرهاب والإجرام، وتبادل الآراء والأفكار والمعلومات صعبا في الواقع فإن الإنترنت تسهل هذه العملية كثيراً، إذ يمكن أن يلتقي عدة أشخاص في أماكن متعددة في وقت واحد، ويتبادلوا الحديث والاستماع لبعضهم عبر الإنترنت، بل يمكن أن يجمعوا لهم أتباعاً وأنصاراً عبر إشاعة أفكارهم ومبادئهم من خلال مواقع الإنترنت ومنتديات الحوار، وما يسمى بغرف الدردشة، فإذا كان الحصول على وسائل إعلامية كالقنوات التلفزيونية والإذاعية صعبا، فإن إنشاء مواقع على الإنترنت، واستغلال منتديات الحوار وغيرها لخدمة أهداف الإرهابيين غدا سهلاً ممكناً، بل تجد لبعض المنظمات الإرهابية آلاف المواقع، حتى يضمنوا انتشاراً أوسع، وحتى لو تم منع الدخول على بعض هذه المواقع أو تعرضت للتدمير تبقى المواقع الأخرى يمكن الوصول إليها.


لقد وجد الإرهابيون بغيتهم في تلك الوسائل الرقمية في ثورة المعلوماتية، فأصبح للمنظمات الإرهابية العديد من المواقع على شبكة المعلومات العالمية الإنترنت، فغدت تلك المواقع من أبرز الوسائل المستخدمة في الإرهاب الإلكتروني.


جهود المملكة العربية السعودية في التصدي للإرهاب الإلكتروني

تتميز المملكة العربية السعودية باعتمادها على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة شريعة وحكما في جميع شؤون الحياة، ومن هذا المنطلق فإن التعاملات المرتبطة بتقنية المعلومات، كغيرها من مجالات الحياة، تخضع للأحكام الشرعية المستمدة من الكتاب والسنة، وفي ضوء تلك الأحكام تقوم الجهات المعنية بوضع اللوائح المحددة لحقوق والتزامات الأطراف المختلفة، كما تقوم الهيئات الأمنية والقضائية والحقوقية بتنزيل تلك الأحكام واللوائح على القضايا المختلفة.


ولقد صدرت في المملكة العربية السعودية بعض الأنظمة واللوائح والتعليمات والقرارات لمواجهة الاعتداءات الإلكترونية والإرهاب الإلكتروني، ونصت تلك الأنظمة على عقوبات في حال المخالفة لهذه الأنظمة والتعليمات واللوائح، كقرار مجلس الوزراء رقم (163) في عام 1417هـ الذي ينص على إصدار الضوابط المنظمة لاستخدام شبكة الإنترنت والاشتراك فيها...


ومن ذلك:

1/الامتناع عن الوصول أو محاولة الوصول إلى أي من أنظمة الحاسبات الآلية الموصولة بشبكة الإنترنت، أو إلى أي معلومات خاصة، أو مصادر معلومات دون الحصول على موافقة المالكين أو من يتمتعون بحقوق الملكية لتلك الأنظمة والمعلومات أو المصادر.

2/ الامتناع عن إرسال أو استقبال معلومات مشفرة إلا بعد لحصول على التراخيص اللازمة من إدارة الشبكة المعنية بالخدمة.

3/ الامتناع عن الدخول إلى حسابات الآخرين، أو محاولة استخدامها بدون تصريح.

4/ الامتناع عن إشراك الآخرين في حسابات الاستخدام أو إطلاعهم على الرقم السري للمستخدم.

5/ الالتزام باحترام الأنظمة الداخلية للشبكات المحلية والدولية عند النفاذ إليها.

6/ الامتناع عن تعريض الشبكة الداخلية للخطر، وذلك عن طريق فتح ثغرات أمنية عليها.

7/ الامتناع عن الاستخدام المكثف للشبكة بما يشغلها دوماً ويمنع الآخرين من الاستفادة من خدماتها.

8/ الالتزام بما تصدره وحدة خدمات (الإنترنت) بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية من ضوابط وسياسات لاستخدام الشبكة.

9/ نص القرار على تكوين لجنة دائمة برئاسة وزارة الداخلية وعضوية وزارات: الدفاع، والمالية، والثقافة والإعلام والاتصالات وتقنية المعلومات، والتجارة، والشؤون الإسلامية والتخطيط، والتعليم العالي، والتربية والتعليم، ورئاسة الاستخبارات، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وذلك لمناقشة ما يتعلق بمجال ضبط واستخدام (الإنترنت) والتنسيق فيما يخص الجهات التي يراد حجبها.


ولها على الأخص ما يأتي:

أ / الضبط الأمني فيما يتعلق بالمعلومات الواردة أو الصادرة عبر الخط الخارجي للإنترنت والتي تتنافى مع الدين الحنيف والأنظمة.
ب/ التنسيق مع الجهات المستفيدة من الخدمة فيما يتعلق بإدارة وأمن الشبكة الوطنية.


وهذا القرار يبين مبادرة المملكة العربية السعودية وسعيها لتنظيم التعاملات الإلكترونية وضبطها.


ولقد بدأت المملكة العربية السعودية في عقد دورات تدريبية، هي الأولى من نوعها حول موضوع مكافحة جرائم الحاسب الآلي بمشاركة مختصين دوليين، وتقدر تكلفة جرائم الحاسب الآلي في منطقة الشرق الأوسط بحوالي 600 مليون دولار، 25% من هذه الجرائم تعرض لها أفراد ومؤسسات من السعودية خلال عام 2000م فقط، وفيما تعمل لجنة سعودية حكومية مكونة من وكلاء الوزارات المعنية بهذا الموضوع على الانتهاء من إنجاز مشروع نظام التجارة الإلكترونية، فهي مكلفة أيضاً بوضع النظم والبيانات، وتقييم البنية التحتية، وجميع العناصر المتعلقة بالتعاملات الإلكترونية، وتأتي هذه الاستعدادات للحد من انتشار هذا النوع من الجريمة محلياً بعد فتح باب التجارة الإلكترونية فيها خاصة أن العالم يعاني من انتشارها بشكل واسع  بعد أن تطورت بشكل لافت للنظر فيما يخص ماهية هذا النوع من الجرائم ومرتكبيها، وأنواعها ووسائل مكافحتها، إلى جانب الأحكام والأنظمة التي تحد من ارتكابها.


وتهدف الإجراءات في المملكة العربية السعودية إلى تنمية معارف ومهارات المشاركين في مجال مكافحة الجرائم التي ترتكب عن طريق الكمبيوتر، أو عبر شبكة الحاسب الآلي، وتحديد أنواعها ومدلولاتها الأمنية، وكيفية ارتكابها، وتطبيق الإجراءات الفنية لأمن المعلومات في البرمجيات وأمن الاتصالات في شبكات الحاسب الآلي، والإجراءات الإدارية لأمن استخدام المعلومات، ويرتكب هذا النوع من الجرائم بواسطة عدة فئات مختلفة، ولعل الفئة الأخطر من مرتكبي هذا النوع من الجرائم هي فئة الجريمة المنظمة التي يستخدم أفرادها الحاسب الآلي لأغراض السرقة أو السطو على المصارف والمنشآت التجارية، بما في ذلك سرقة أرقام البطاقات الائتمانية والأرقام السرية ونشرها أحياناً على شبكة الإنترنت، كما تستخدم هذه الفئة الحاسب الآلي لإدارة أعمالها غير المشروعة كالقمار والمخدرات وغسيل الأموال، وعلى رغم تنوع الفئات التي ترتكب هذه النوعية من الجرائم إلا أن الطرق المستخدمة في الجريمة تتشابه في أحيان كثيرة.


ولذلك فإن أجهزة الأمن بحاجة إلى الكثير من العمل لتطوير قدراتها للتعامل مع جرائم الكمبيوتر، خاصة في مسرح الجريمة، حتى يكون رجل التحقيق قادراً على التعامل مع الأدوات الإلكترونية من أجهزة وبرامج.


أصبح الإرهاب الإلكتروني هاجسا يخيف العالم الذي أصبح عرضة لهجمات الإرهابيين عبر الإنترنت الذين يمارسون نشاطهم التخريبي من أي مكان في العالم، وهذه المخاطر تتفاقم بمرور كل يوم، لأن التقنية الحديثة وحدها غير قادرة على حماية الناس من العمليات الإرهابية الإلكترونية والتي سببت أضراراً جسيمة على الأفراد والمنظمات والدول.


ولقد سعت العديد من الدول إلى اتخاذ التدابير لمواجهة الإرهاب الإلكتروني، إلا أن هذه الجهود قليلة ولا نزال بحاجة إلى المزيد من هذه الجهود المبذولة لمواجهة هذا السلاح الخطير.


فالإرهاب الإلكتروني أصبح خطراً يهدد العالم بأسره، ويكمن الخطر في سهولة استخدام هذا السلاح مع شدة أثره وضرره، فيقوم مستخدمه بعمله الإرهابي وهو في منزله، أو مكتبه، أو في مقهى، أو حتى من غرفته في أحد الفنادق.


عوامل حفظ المجتمع من الإرهاب الإلكتروني:

توصل فضيلة د/ عبد الرحمن السند إلى عوامل تحفظ المجتمع من الإرهاب الإلكتروني:  

أولاً:

أن التعاملات المرتبطة بتقنية المعلومات كغيرها من مجالات الحياة يجب أن تخضع للأحكام الشرعية المستمدة من الكتاب والسنة، وفي ضوء تلك الأحكام تقوم الجهات المعنية بوضع اللوائح المحددة لحقوق والتزامات الأطراف المختلفة، كما تقوم الهيئات القضائية والأمنية والحقوقية بتنزيل تلك الأحكام واللوائح على القضايا المختلفة، وفض النزاعات الناتجة عنها.


ثانياً:

أن من أعظم الوسائل المستخدمة في الإرهاب الإلكتروني استخدام البريد الإلكتروني في التواصل بين الإرهابيين وتبادل المعلومات بينهم، بل إن كثيراً من العمليات الإرهابية التي حدثت في الآونة الأخيرة كان البريد الإلكتروني فيها وسيلة من وسائل تبادل المعلومات وتناقلها بين القائمين بالعمليات الإرهابية والمخططين لها.


ثالثاً:

 اختراق البريد الإلكتروني خرق لخصوصية الآخرين وهتك لحرمة معلوماتهم وبياناتهم والله سبحانه وتعالى نهى عن التجسس،والشريعة الإسلامية كفلت حفظ الحقوق الشخصية للإنسان وحرمت الاعتداء عليها بغير حق. كما أن الاعتداء على مواقع الإنترنت بالاختراق أو التدمير ممنوع شرعاً، ويعد تدمير المواقع من باب الإتلاف وعقوبته أن يضمن ما أتلفه فيحكم عليه بالضمان.


رابعاً:

يقوم الإرهابيون بإنشاء وتصميم مواقع لهم على شبكة المعلومات العالمية الإنترنت لنشر أفكارهم والدعوة إلى مبادئهم، وتعليم الطرق والوسائل التي تساعد على القيام بالعمليات الإرهابية، فقد أنشئت مواقع لتعليم صناعة المتفجرات، وكيفية اختراق وتدمير المواقع وطرق اختراق البريد الإلكتروني، وكيفية الدخول على المواقع المحجوبة وطريقة نشر الفيروسات وغير ذلك.


خامساً:

حجب المواقع الضارة والتي تدعو إلى الفساد والشر ومنها المواقع التي تدعو وتعلم الإرهاب والعدوان والاعتداء على الآخرين بغير وجه حق من الأساليب المجدية والنافعة لمكافحة الإرهاب الإلكتروني.


سادساً:

على الرغم من إدراك أهمية وجود وتطبيق أحكام وأنظمة لضبط التعاملات الإلكترونية والتي تعتبر وسيلة من وسائل مكافحة الإرهاب الإلكتروني، فإن الجهود المبذولة لدراسة وتنظيم ومتابعة الالتزام بتلك الأحكام لا يزال في مراحله الأولية، وما تم في هذا الشأن لا يتجاوز مجموعة من القرارات المنفصلة واللوائح الجزئية التي لا تستوعب القضايا المستجدة في أعمال تقنية المعلومات كما لا توجد بصورة منظمة ومعلنة أقسام أمنية، ومحاكم مختصة، ومنتجات إعلامية لشرائح المجتمع المختلفة.


سابعاً:

إن أجهزة الأمن تحتاج إلى كثير من العمل لتطوير قدراتها للتعامل مع جرائم الكمبيوتر والوقاية منها، وتطوير إجراءات الكشف عن الجريمة، خاصة في مسرح الحادث بحيث تتمكن من تقديم الدليل المقبول للجهات القضائية وأيضاً يلزم نشر الوعي العام بجرائم الكمبيوتر، والعقوبات المترتبة عليها، واستحداث الأجهزة الأمنية المختصة القادرة على التحقيق في جرائم الكمبيوتر، والتعاون مع الدول الأخرى في الحماية والوقاية من هذه الجرائم.


ثامناً:

تضطلع المملكة العربية السعودية بجهود جبارة في مكافحة الإرهاب الإلكتروني، ولقد أصدرت مجموعة من الأنظمة واللوائح والتعليمات والقرارات لمواجهة الاعتداءات الإلكترونية والإرهاب الإلكتروني، إضافة إلى عقد دورات تدريبية، هي الأولى من نوعها حول موضوع مكافحة جرائم الحاسب الآلي بمشاركة مختصين دوليين.


تاسعاً:

على مستوى دول العالم ومع مواكبة التطور الهائل لتقنية المعلومات سنت أنظمة لضبط التعاملات الإلكترونية، وتضمنت تلك الأنظمة عقوبات للمخالفين في التعاملات الإلكترونية ومكافحة الإرهاب الإلكتروني.



الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51866
العمر : 72

الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع   الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع Emptyالجمعة 15 مارس 2019, 11:10 pm

المبحث العاشر: (الأمــــن الفكري)
أمن المجتمع فكريا من أهم وسائل مكافحة الإرهاب بل هو مطلب رئيس لكل أمة إذ هو ركيزة استقرارها وأساس أمانها واطمئنانها فهو كما قيل لب الأمن وركيزته الكبرى
لقد اهتم الإسلام بمنع وتحريم الاعتداء على عقيدة المجتمع المسلم ومحاولة تغييرها والإخلال بأمنهم الفكري والسعي في انحراف الفكر ولاسيما عند الشباب فالأمن الفكري يضطرب إذا انتشرت البدع ولم تكن هناك مرجعية للإفتاء في مسائل تخص المجتمع نفسه وعلاقته بالآخرين ومن ذلك العلاقة مع غير المسلمين كما أن المجتمع بحاجة لفهم التوازن والوسطية والاعتدال ونشرها بين أفراده صغاراً وكباراً في ظل طوفان البث الفضائي المرئي والمسموع وظهور شبكة الإنترنت بما فيها من السلبيات والإيجابيات مما جعل مصادر التلقي في مجال الفكر والتربية متعددة ومتنوعة ولم تعد محصورة في المدرسة والمسجد والأسرة وغيرها من مؤسسات المجتمع وقد حمل هذا الطوفان غثاًّ كثيراً وثميناً قليلاً، إضافة إلى تسويق الانحرافات السلوكية والأخلاقية التي جعلت تيار الوسط يفقد كثيراً من سالكيه لصالح تيار الجفاء والتفريط في ثوابت الفكر والخلق في أكثر الأحيان أو تيار الغلو والإفراط في أحيان أقل.

الوسائل الوقائية لحماية الأمن الفكري
1/ إظهار وسطية الإسلام واعتداله وتوازنه وترسيخ الانتماء لدى الشباب لهذا الدين الوسط وإشعارهم بالاعتزاز بهذه الوسطية وهذا يعني الثبات على المنهج الحق وعدم التحول عنه يمنة أو يسرة وعدم نصرة طرف الغلو والإفراط أو طرف الجفاء والتفريط في صراعهما المستمر.

2/ معرفة الأفكار المنحرفة وتحصين الشباب ضدها فلا بد من تعريفهم بهذه الأفكار وأخطائها قبل وصولها إليهم منمقة مزخرفة فيتأثرون بها لأن الفكر الهدام ينتقل بسرعة كبيرة جداًّ ولا مجال لحجبه عن المجتمع.

3/ إتاحة الفرصة الكاملة للحوار داخل المجتمع الواحد وتقويم الاعوجاج الفكري بالحجة والإقناع لأن البديل هو تداول هذه الأفكار بطريقة سرية غير موجهة ولا رشيدة مما يؤدي في النهاية إلى الإخلال بأمن المجتمع.

4/ الاهتمام بالتربية في المدارس والمساجد والبيوت وكم يؤلم أن نرى ونسمع هذا الانفصال الشعوري بين الآباء والأبناء، وبين المعلمين والطلاب وبين الخطباء والمصلين في كثير من الأحيان بل سمعنا عن معظم المشاركين في أحداث التفجيرات أنهم انفصلوا عن أهلهم وخرجوا من بيوتهم منذ مدة طويلة وغابوا عن مجتمعهم دون سؤال عنه.

5/ الدعاء: وهو سلاح عظيم له أثر كبير في حلول الأمن الفكري وقد أهمله كثير من الناس فلا تكاد الأيدي ترتفع سائلة الله الهداية إلى الصواب مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو المؤيد المسدد بالوحي كان يدعو الله كثيرا بالثبات على الدين.

الوسائل العلاجية لحماية الأمن الفكري
1/ دعوة المخطيء إلى الرجوع عن خطئه: وبيان الحق بالمناقشة العلمية الهادئة دون اتهام للنيات فقد تكون صادقة.

2/ تجنب الأساليب غير المجدية التي تستنزف الكثير من الجهد والوقت وقد تكون ثمرتها محدودة في العلاج.

3/ وجوب الأخذ على أيديهم: ومنعهم من الإخلال بالأمن الفكري للمجتمع ولو أدى ذلك إلى إجبارهم على عدم مخالطة الآخرين لاتقاء شرهم، وقد ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- مثلاً بليغاً لمثل هذه الحالة فقال: (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً،وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونحوا جميعاً).
 
4/ النهي عن مجالسة أهل الانحراف الفكري: الذين يريدون خرق سفينة المجتمع وإغراق أهلها بخوضهم في آيات الله وتجرؤهم على الفُتيا بغير علم وقد قال تعالى:(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ غيره).
 
5/ ضرورة التفريق بين الانحراف الفكري الذي لم يترتب عليه فعل وبين من أخل بفعله بالأمن في مجتمعه: فمن ظهر منه عمل تخريبي وثبت عليه شرعاً فيجب محاسبته على ما بدر منه كائناً من كان وعقابه بما يستحقه شرعاً حتى ولو كان ظاهره الصلاح والاستقامة فيما يرى الناس شأنه في ذلك شأن من كان ظاهره الصلاح لكنه وقع في السرقة والزنا أو القذف على سبيل المثال، فإن ما ظهر للناس من صلاحه واستقامته لا يشفع له ويسقط المحاسبة عنه لكن العبرة هنا بالثبوت الشرعي المعتبر لجرمه التخريبي.



الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الثاني: الفصل الأول المجتمع وحاجته للأمن
» الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار)
» الباب الأول: الفصل الثاني التطرف في الشريعة الإسلامية
» الباب الثاني: المقومات الأساسية للمجتمع الفصل الأول: المقومات الاجتماعية
» الباب الثاني: تاريخ الأزهر الحديث الفصل الأول: القوّة الشعبيّة بعد الحملة الفرنسيّة ممثلة في الأزهر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: ذم الإرهــــاب والإرهــــابيـين :: الإرهاب في ميزان الشريعة-
انتقل الى: