منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي المنتدى)
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه)

(فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الباب الثاني: فِي ذم البدع والمبتدعين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52879
العمر : 72

الباب الثاني: فِي ذم البدع والمبتدعين Empty
مُساهمةموضوع: الباب الثاني: فِي ذم البدع والمبتدعين   الباب الثاني: فِي ذم البدع والمبتدعين Emptyالأربعاء 19 ديسمبر 2018, 5:13 pm

الباب الثاني: فِي ذم البدع والمبتدعين
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَة اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِي قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الْمُذْهِبِ نا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن حَمْدَان نا أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن حَنْبَلٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي ثنا يَزِيد عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سَعْد أَخْبَرَنِي أَبِي وأَخْبَرَنَا أَبُو غَالُبٍ مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ وَأَبُو سَعْد الْبَغْدَادِيُّ قَالا نا الْمُطَهِّرُ بْن عَبْدِ الْوَاحِد نا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْمَرْزُبَانُ نا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الحروزي ثنا لُوَيْنٌ ثنا إِبْرَاهِيم بْن سَعْد عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْن مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ" أَخْبَرَنَا مَوْهُوبُ بْن أَحْمَدَ نا عَلِيّ بْن أَحْمَدَ الْبُسْرِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن الْمُخَلِّصُ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد الْبَغَوِيُّ ثنا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْمَوْصِلِيُّ وَإِسْحَاقُ بْن إِبْرَاهِيم الْمَرْوَزِيُّ قَالا ثنا إِبْرَاهِيم بْن سَعْد عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْن مُحَمَّد عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ" قَالَ الْبَغَوِيُّ وَحَدَّثَنَا عَبْد الأَعْلَى بْن حَمَّادٍ ثنا عَبْدُ الْعَزِيز عَنْ عَبْدِ الْوَاحِد بْن أَبِي عَوْنٍ عَنْ سَعْد بْن إِبْرَاهِيم عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ فَعَلَ أَمْرًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ" أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.

أَخْبَرَنَا هِبَة اللَّهِ بْن مُحَمَّدٍ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْن أَحْمَدَ ثني أَبِي ثنا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَن وَمُغِيرَةَ الضَّبِّيِّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ رَغَبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي" انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيُ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ نا ابْنُ الْمُذْهِبِ نا أَحْمَد بْن جَعْفَر نا عَبْد اللَّهِ ابْن أحمد حَدَّثَنِي أَبِي ثنا الْوَلِيدُ بْن مُسْلِمٍ ثنا ثَوْرُ بْن يَزِيد ثنا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَمْرٍو السُّلَمِيُّ وَحِجْرُ بْن حِجْرٍ قَالا أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ: {وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} فسلمنا وقلنا أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين فَقَالَ عِرْبَاضٌ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا فَقَالَ: "أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِيشْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ" قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ نا ابْنُ الْمُذْهِبِ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ثنا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ ثني أَبِي ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْن الْوَلِيدِ ثنا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَلَيَخْتَلِجَنَّ رِجَالٌ دُونِي فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيُقَالُ إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ" أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أبي القاسم نا أَحْمَد بْن مُحَمَّد نا أَبُو نعيم ثنا أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْن سُلَيْمَان ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كثير عَنْ الأوزاعي عَنْ يَحْيَى بْن أبي عمرو الشَّيْبَانِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محرز قَالَ يذهب الدين سنة سنة كَمَا يذهب الحبل قوة قوة أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَدَ نا عُمَر بْن عَبْدِ اللَّهِ البقال نا أَبُو الْحُسَيْن بْن بشران ثنا عثمان بْن أَحْمَدَ الدقاق ثنا حنبل قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّهِ يعني أَحْمَد بْن حنبل ثنا عَبْدُ الرزاق ثنا معمر قَالَ كان طاوس جالسا وعنده ابنه فجاء رجل من المعتزلة فتكلم فِي شيء فأدخل طاوس أصبعيه فِي أذنيه وقال يا بني أدخل أصبعك فِي أذنيك حتى لا تسمع من قوله شيئا فَإِن هَذَا القلب ضعيف ثم قَالَ أي بني أسدد فما زال يَقُول أسدد حتى قَامَ الآخر قال حنبل وَحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن داود ثنا عِيسَى بْن عَلِيٍّ الضبي قَالَ كان رجل معنا يختلف إِلَى إِبْرَاهِيم فبلغ إبراهيم أنه قد دخل فِي الإرجاء فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم إذا قمت من عندنا فلا تعد قَالَ حنبل وَحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن داود الحدائي قَالَ قلت لسفيان بْن عيينة إن هَذَا يتكلم فِي القدر يعني إِبْرَاهِيم بْن أبي يَحْيَى فَقَالَ سفيان عرفوا الناس أمره وسلوا اللَّه لي العافية قَالَ حنبل وَحَدَّثَنَا سعدوية ثنا صالح المري قَالَ دخل رجل عَلَى ابْن سيرين وأنا شاهد ففتح بابا من أبواب القدر فتكلم فيه فَقَالَ ابْن سيرين إما أن تقوم وإما أن نقوم أَخْبَرَنَا المحمدان ابْن ناصر وابن عَبْد الباقي قالا نا أَحْمَد بْن أَحْمَدَ نا أَبُو نعيم الْحَافِظ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ راشد ثنا إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد بْن عامر عَنْ سلام بْن أبي مطيع قَالَ قَالَ رجل من أهل الأهواء لأيوب أكلمك بكلمة قَالَ لا ولا نصف كلمة قَالَ ابْن راشد وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد الأشج ثنا يَحْيَى بْن يمان عَنْ مخلد بْن حسين عَنْ هشام بْن حسان عَنْ أيوب السختياني قَالَ مَا ازداد صاحب بدعة اجتهادا إلا ازداد من اللَّه عز وجل بعدا أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ بْن عَلِيٍّ الْبَزَّاز نا الطُّرَيْثِيثِيّ نا هِبَة اللَّهِ بْن الحصين نا عِيسَى بْن عَلِيّ نا البغوي نا أَبُو سَعِيد الأشج نا يَحْيَى بْن اليمان قَالَ سمعت سفيان الثوري قَالَ الْبِدْعَة أحب إِلَى إبليس من المعصية المعصية يثاب منها والبدعة لا يثاب منها1 أَخْبَرَنَا ابْن أبي القاسم نا أَحْمَد بْن أَحْمَدَ نا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ ثنا سُلَيْمَان بْن أَحْمَدَ ثنا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ ثنا محمود بْن غيلان ثنا مؤمل بْن إِسْمَاعِيلَ قال مات عَبْد الْعَزِيز بْن أبي داود وكنت فِي جنازته حتى وضع عند باب الصفا فصف الناس وجاء الثوري فَقَالَ الناس جاء الثوري فجاء حتى خرق الصفوف والناس ينظرون إليه فجاوز الجنازة ولم يصل عَلَيْهِ لأنه كان يرمي بالإرجاء أَخْبَرَنَا الْمُبَارَك بْن أَحْمَدَ الأنصاري نا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ السمرقندي نا أَحْمَد بْن أَحْمَدَ بْن روح النهرواني ثنا طلحة بْن أَحْمَدَ الصوفي ثنا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن أبي مهزول قَالَ سمعت أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ يَقُول سمعت شعيب بْن حرب يَقُول سمعت سفيان الثوري يَقُول من سمع من مبتدع لم ينفعه اللَّه بما سمع ومن صافحه فقد نقض الإسلام عروة عروة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن ناصر نا أَحْمَد بْن أَحْمَدَ نا أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ الأصفهاني ثنا إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَدَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد ثنا سَعِيد الكريري قَالَ مرض سُلَيْمَان التيمي فبكى فِي مرضه بكاء شديدا فَقِيلَ لَهُ مَا يبكيك أتجزع من الموت قَالَ لا ولكني مررت عَلَى قدري فسلمت عَلَيْهِ فأخاف أن يحاسبني ربي عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَك وَيَحْيَى بْن عَلِيّ قالا أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الصَّرِيفِينِيّ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدَان نا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البائع ثنى أبي ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْر قَالَ سمعت فضل بْن عياض يَقُول من جلس إِلَى صاحب بدعة فاحذروه أَخْبَرَنَا ابْن عَبْد الباقي نا أَحْمَد بْن أَحْمَدَ نا أَبُو نعيم ثنا سُلَيْمَان بْن أَحْمَدَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْر ثنا عَبْدُ الصَّمَد بْن يَزِيد قَالَ سمعت فضيل بْن عياض يَقُول من أحب صاحب بدعة أحبط اللَّه عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ الباقي نا أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ ثنا عَبْدُ الصَّمَد قَالَ سمعت الفضيل يَقُول إذا رأيت مبتدعا فِي طريق فخذ فِي طريق آخر ولا يرفع الصاحب الْبِدْعَة إِلَى اللَّه عز وجل عمل ومن أعان صاحب بدعة فقد أعان عَلَى هدم الإسلام وسمعت رجلاً يَقُول للفضيل من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها فقال له الفضيل من زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها ومن جلس مَعَ صاحب بدعة لم يعط الحكمة وإذا علم اللَّه عز وجل من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له سيئاته.
------------------------------------------
1 أثاب الرجل وثاب رجع.
------------------------------------------
قَالَ المصنف:
وَقَدْ روي بعض هَذَا الكلام مرفوعا وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عنها قالت قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ وَقَرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فقد أعان عَلَى هدم الإسلام" وقال مُحَمَّد بْن النَّضْر الحارثي من أصغى بسمعه إِلَى صاحب بدعة نزعت مِنْهُ العصمة ووكل إِلَى نفسه وقال إِبْرَاهِيم سَمِعْتُ أبا جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ القابني يَقُول سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عِيسَى يَقُول سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ يَقُول سَمِعْتُ يُونُس بْن عَبْدِ الأعلى يَقُول قَالَ صاحبنا يعني الليث بْن سَعْد لو رأيت صاحب بدعة يمشي عَلَى الماء مَا قبلته فَقَالَ الشافعي إِنَّهُ مَا قصر لو رأيته يمشي عَلَى الهواء مَا قبلته وعن بِشْر بْن الحارث أنه قَالَ جاء موت هَذَا الذي يقال لَهُ المريسي1 وأنا فِي السوق فلولا أن الموضع ليس موضع سجود لسجدت شكرا الحمد لله الذي أماته هكذا قولوا.

قَالَ المصنف:
حدثت عَنْ أبي بَكْر الخلال عَنْ المروزي عَنْ مُحَمَّد بْن سَهْل البخاري قَالَ كنا عند القرباني فجعل يذكر أهل البدع فَقَالَ لَهُ رجل لو حدثتنا كان أعجب إلينا فغضب وقال كلامي فِي أهل البدع أحب إلي من عبادة ستين سنة.

فصل:
فَإِن قَالَ قائل قد مدحت السُّنَّة وذممت الْبِدْعَة فما السُّنَّة وما الْبِدْعَة فانا نرى أن كل مبتدع فِي زعمنا يزعم أنه من أهل السُّنَّة؟2
------------------------------------------
1 المريسي هو أبو عبد الرحمن بشر بن غياث قال ابن خلكان في ترجمته اشتغل بالكلام وجدد القول بخلق القرآن وحكى عنه في ذلك أقوال شنيعة وكان مرجئا وإليه تنسب الطائفة المريسية من المرجئة وكان يقول إن السجود للشمس والقمر ليس بكفر ولكنه علامة عليه والمريسي بفتح الميم وكسر الراء نسبة إلى مريس قيل قرية بمصر وقيل جنس من السودان وقال بعض المحققين إن المريسي كان يسكن في بغداد بدرب المريس فنسب إليه انتهى ببعض تصرف ومعنى كلام بشر بن الحارث أن الخبر بموت المريسي أتاه وهو في السوق فلو لم يكن في السوق لسجد شكرا لله تعالى على موته والسوق غير موضع سجود لورود النهي عن الصلاة في الأسواق والسجود بعض الصلاة وهذه عادة السلف الصالح رضي الله عنهم.

تنبيه:
في الأصل فلولا انه كان في موضع شهرة لكان موضع شكر وسجود الحمد لله... الخ.
وما صححناه فمن لسان الميزان.

 2 اعلم أنه لم يقع خلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في زمن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لوجود نور النبوة بين ظهرانيهم وتأثير المواعظ الحسنة فيهم والحكم البالغة من النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما توفاه الله وقع الخلاف بينهم فأول خلاف كان في موته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فزعم قوم أنه لم يمت بل رفعه الله إليه والثاني في دفنه عليه الصلاة والسلام فأراد أهل مكة رده إلى مكة وأهل المدينة دفنه بها وفي الإمامة فأذعنت الأنصار لسعد بالبيعة وقريش قالت إن الإمامة لا تكون إلا في قريش وفي فدك قرية بخيبر وتوريث الكلالة ومانعي الزكاة وهكذا وقد أزال هذا الخلاف كله أَبُو بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عنه بحجته القوية وعزمه المتين وبرهانه الساطع ولم تؤثر هذه الاختلافات في الهيئة الاجتماعية والقوة الرابطة لجمعهم واتحادهم إلا أنها فتحت بابا ولجه المبتدعون والزنادقة وأدخلوا الشكوك على بعض الأفراد وسنوا طرقا مضلة وزخرفوها بأقاويل كاذبة وحجج واهية ودعوا الناس إليها فقيض لهم المولى جل وعز رجالا من أهل الحديث والسُّنَّة يدحضون حجتهم ويبينون للناس عقائدهم الفاسدة ونياتهم الخبيثة وينصحون من تبعهم بأدلة قاطعة من الكتاب والسُّنَّة وهم الطائفة التي أخبر عنها النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها لا تزال قائمة بأمر الله الحديث ولم تزل قائمة كذلك إلى زمننا هذا إلا أنهم قليلون اللهم وفقنا للعمل بالكتاب والسُّنَّة واجعلهما حجة لنا يا أرحم الراحمين.
------------------------------------------
فالجواب
أن السُّنَّة فِي اللغة الطريق ولا ريب في أن أهل النقل والأثر المتبعين آثار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآثار أصحابه هم أهل السُّنَّة لأنهم عَلَى تلك الطريق التي لم يحدث فيها حادث وإنما وقعت الحوادث والبدع بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه.

والبدعة:
عبارة عَنْ فعل لم يكن فابتدع والأغلب فِي المبتدعات أنها تصادم الشريعة بالمخالفة وتوجب التعاطي عليها بزيادة أَوْ نقصان فان ابتدع شيء لا يخالف الشريعة ولا يوجب التعاطي عليها فقد كان جمهور السلف يكرهونه وكانوا ينفرون من كل مبتدع وإن كان جائزا حفظا للأصل وَهُوَ الاتباع وَقَدْ قَالَ زيد بْن ثابت لأبي بَكْر وعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حين قالا لَهُ اجمع القرآن كيف تفعلان شيئا لم يفعله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي عُمَر قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن نا ابْنُ شَاذَانَ نا أَبُو سَهْل نا أَحْمَدُ الْبَرَنِيُّ ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ ثنا سُفْيَانُ عَنِ ابْن عَجْلانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ سَعْد بْن مَالِكٍ سَمِعَ رَجُلا يَقُول لَبَّيْكَ ذَا الْمَعَارِجِ فَقَالَ مَا كُنَّا نَقُولُ هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِمِ بِإِسْنَادٍ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي الْبُحْتُرِيِّ قَالَ أَخْبَرَ رَجُلٌ عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ أَنَّ قَوْمًا يَجْلِسُونَ فِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِيهِمْ رَجُلٌ يَقُولُ كَبِّرُوا اللَّهَ كَذَا وَكَذَا وَسَبِّحُوا اللَّهَ كَذَا وَكَذَا وَاحْمَدُوا اللَّهَ كَذَا وَكَذَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتَهُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَأْتِنِي فَأَخْبِرْنِي بِمَجْلِسِهِمْ فَأَتَاهُمْ فَجَلَسَ فَلَمَّا سَمِعَ مَا يَقُولُونَ قَامَ فَأَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ فَجَاءَ وَكَانَ رجلا حديدا فَقَالَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ جِئْتُمْ بِبِدْعَةٍ ظُلْمًا وَلَقَدْ فَضَلْتُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْمًا فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فَقَالَ عَلَيْكُمْ بِالطَّرِيقِ فَالْزَمُوهُ وَلَئِنْ أَخَذْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالا لَتَضِلُّنَّ ضَلالا بَعِيدًا أنبأنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي طاهر عَنْ أبي مُحَمَّد الْجَوْهَرِيّ عَنْ أبي عُمَر بْن أبي حياة ثنا أَحْمَد بْن معروف ثنا الْحُسَيْن بْن فهم ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْد ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأنصاري ثنا ابْنُ عوف قَالَ كنا عند إِبْرَاهِيم النخعي فجاء رجل فَقَالَ يا أبا عمران أدع اللَّه أن يشفيني فرأيت أنه كرهه كراهية شديدة حتى عرفنا كراهية ذلك فِي وجهه وذكر إِبْرَاهِيم السُّنَّة فرغب فيها وذكر مَا أحدثه الناس فكرهه وَقَالَ فِيهِ أَخْبَرَنَا المحمدان ابْن ناصر وابن عَبْد الباقي نا أحمد نا أبو نعيم سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم يَقُول سمعت مُحَمَّد بْن ريان يَقُول سمعت ذا النون وجاءه أصحاب الحديث فسألوه ِعَنِ الْخَطَرَاتِ وَالْوَسَاوِسِ فَقَالَ أَنَا لا أَتَكَلَّمُ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا فَإِنَّ هَذَا مُحْدَثٌ سَلُونِي عَنْ شَيْءٍ فِي الصَّلاةِ أَوِ الْحَدِيثِ وَرَأَى ذُو النُّونِ عَلَيَّ خُفًّا أَحْمَرَ فَقَالَ انْزَعْ هَذَا يَا بُنَيَّ فَإِنَّهُ شُهْرَةٌ مَا لَبِسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا لَبِسَ أَسْوَدَيْنِ ساذجين.

فصل:
قَالَ الشيخ أَبُو الفرج رحمه اللَّه قد بيَّنا أن القوم كانوا يتحذرون من كل بدعة وإن لم يكن بِهَا بأس لئلا يحدثوا مَا لم يكن وَقَدْ جرت محدثات لا تصادم الشريعة ولا يتعاطى عليها فلم يروا بفعلها بأسا كَمَا روى أن الناس كانوا يصلون فِي رمضان وحدانا وكان الرَّجُل يصلي فيصلي بصلاته الْجَمَاعَة فجمعهم عُمَر بْن الخطاب عَلَى أبي بْن كعب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فلما خرج فرآهم قَالَ نعمت الْبِدْعَة هذه لأن صلاة الْجَمَاعَة مشروعة وإنما قَالَ الْحَسَن فِي القصص نعمت الْبِدْعَة كم من أخ يستفاد ودعوة مستجابة لأن الوعظ مشروع ومتى أسند المحدث إِلَى أصل مشروع لم يذم فأما إذا كانت الْبِدْعَة كالمتمم فقد اعتقد نقص الشريعة وإن كانت مضادة فهي أعظم فقد بان بما ذكرنا أن أهل السُّنَّة هم المتبعون وأن أهل الْبِدْعَة هم المظهرون شيئا لم يكن قبل ولا مستند لَهُ ولهذا استتروا ببدعتهم ولم يكتم أهل السُّنَّة مذهبهم فكلمتهم ظاهرة ومذهبهم مشهور والعاقبة لهم أَخْبَرَنَا هِبَة اللَّهِ بْن مُحَمَّدٍ نا الْحَسَنُ بْن عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ نا أَحْمَد بْن جَعْفَر ثنا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ قَالَ ثني أَبِي ثنا يَعْلَى بْن عُبَيْد ثنا إِسْمَاعِيل عَنْ قَيْسٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يَزَالُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ" فِي الصَّحِيحَيْنِ أَخْبَرَنَا هِبَة اللَّهِ الْحَسَن بْن عَلِيّ نا ابْن ملك ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ثني أَبِي قَالَ ثنا يُوسُفُ ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ" انْفَرَدَ بِهِ مُسْلِمٌ وَقَدْ رَوَى هَذَا الْمَعْنَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاوِيَةُ وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَقُرَّةُ أَخْبَرَنَا الْكَرُوخِيُّ النّورجِيُّ وَالأَزْدِيُّ قَالا نا الْحراجِيُّ ثنا الْمَحْبُوبِيُّ ثنا التِّرْمِذِيّ قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ قَالَ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ هم أصحاب الحديث.

فصل:
في بيان انقسام أهل البدع أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ الْكَرُوخِيُّ نا أَبُو عَامِرٍ الأَزْدِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ النّورجِيُّ قَالا نا الْحراجِيُّ ثنا الْمَحْبُوبِيُّ ثنا التِّرْمِذِيّ ثنا الْحُسَيْن بْن حُرَيْثٍ ثنا الْفَضْلُ بْن مُوسَى عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَفَرَّقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَالنَّصَارَى مِثْلُ ذَلِكَ وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً" قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيح.

قَالَ الْمُصَنِّفُ:
وَقَدْ ذَكَرْنَا هَذَا الْحَدِيثَ فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَهُ وَفِيهِ كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلا مِلَّةً وَاحِدَةً قَالُوا مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أنا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُسَيْن نا ابْن الْمُذْهِبِ نا أَحْمَد بْن جَعْفَر نا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ قَالَ ثني أَبِي ثنا حَسَنٌ ثنا ابْنُ لهيعة خَالِدُ بْن زَيْدٍ عَنْ سَعِيد بْن أَبِي هِلالٍ عَنْ أَنَسِ بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ بَنِي إِسْرِائِيلَ تَفَرَّقَتْ إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَهَلَكَتْ سَبْعُونَ فِرْقَةً وَخَلَصَتْ فِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً يَهْلَكُ إِحْدَى وَسَبْعُونَ وَتَخْلَصُ فِرْقَةٌ" قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تِلْكَ الْفِرْقَةِ قَالَ: "الْجَمَاعَةُ" قال الشيخ أَبُو الفرج رحمه اللَّه فَإِن قيل وهل هذه الفرق معروفة فالجواب إنا نعرف الافتراق وأصول الفرق1 وإن كل طائفة من الفرق قد انقسمت إِلَى فرق وإن لم نحط بأسماء تلك الفرق ومذاهبها وَقَدْ ظهر لنا من أصول الفرق الحرورية2 والقدرية والجهمية والمرجئة والرافضة والجبرية وَقَدْ قَالَ بعض أهل العلم أصل الفرق الضالة هذه الفرق الستة وَقَد انقسمت كل فرقة منها عَلَى اثنتي عشرة فرقة فصارت اثنتين وسبعين فرقة.

وانقسمت الحرورية اثنتي عشرة فرقة فأولهم الأزرقية3.
------------------------------------------
1 اعلم أن العلماء اختلفوا في أصول هذه الفرق وتعيينها على أقوال: الأول أن أصولها أربعة وهي الخوارج والقدرية والروافض والمرجئة ثم تشعبت كل فرقة إلى ثماني عشرة فرقة والثالثة والسبعون الناجية: الثاني أنها ثمانية المعتزلة والخوارج والمرجئة والنجارية والجبرية والمشبهة والشيعة والناجية فافترقت المعتزلة عشرين فرقة والخوارج عشرين أيضا والمرجئة خمسا والنجارية ثلاثا والجبرية واحدة وكذلك المشبهة والشيعة ثنتين وعشرين فرقة والقول الثالث ما ذهب إليه المصنف من أنها ست ومن أراد تفاصيل ذلك فعليه بالاعتصام والمواقف وهذا التقسيم بحسب الظن والتكلف في مطابقة ما ذكر للحديث الصحيح إذ ليس هناك دليل شرعي يفيد ذلك ولا دل العقل على انحصار ما ذكر في ذلك العدد من غير زيادة ولا نقصان وبذلك تعلم ما في كلام المصنف من المخالفة لغيره في عدد الفرق وتسميتها بأسماء لم توجد في كتاب.
2 هم الذين خرجوا على علي وانحازوا إلى حروراء وهم يومئذ اثنا عشر ألفا وعبد الله بن كوا حينئذ زعيمهم.
3 نسبة إلى أبي راشد نافع بن الأزرق ولم يكن للخوارج قط فرقة أكثر عددا ولا أشد شوكة منهم وبعهم ثمانية.

------------------------------------------
قالوا لا نعلم أحداً مؤمناً وكفَّروا أهل القبلة إلا مَنْ دان بقولهم والأباضية1 قالوا من أخذ بقولنا فهو مؤمن ومن أعرض عنه فهو منافق والثعلبية2 قالوا إن اللَّه لم يقض ولم يقدر والحازمية3 قالوا مَا ندري مَا الإيمان والخلق كلهم معذورن والخلفية4 زعموا أن من ترك الجهاد من ذكر أَوْ أنثى فقد كفر والمكرمية5 قالوا ليس لأحد أن يمس أحدا لأنه لا يعرف الطاهر من النجس ولا أن يؤاكله حتى يتوب ويغتسل والكنزية قالوا لا ينبغي لأحد أن يعطي ماله أحدا لأنه ربما لم يكن مستحقا بل يكنزه فِي الأَرْض حتى يظهر أهل الحق والشمراخية قالوا لا بأس بمس النساء الأجانب لأنهن رياحين والأخنسية6 قالوا لا يلحق الميت بعد موته خير ولا شر والمحكمية قالوا إن من حاكم إِلَى مخلوق فهو كافر والمعتزلة من الحرورية قالوا اشتبه علينا أمر علي ومعاوية فنحن نتبرأ من الفريقين والميمونية7 قالوا لا إمام إلا برضا أهل محبتنا.

وانقسمت القدرية اثنتي عشرة فرقة الأحمرية وهي التي زعمت أن شرط العدل من اللَّه أن يملك عباده أمورهم ويحول بينهم وبين معاصيهم والثنوية وهي التي زعمت أن الخير من اللَّه والشر من إبليس والمعتزلة هم الذين قالوا بخلق القرآن وجحدوا الرؤية والكيسانية8 هم الذين قالوا لا ندري هذه الأفعال من اللَّه أم من العباد ولا نعلم أيثاب الناس بعد الموت أَوْ يعاقبون والشيطانية9 قالوا إن اللَّه لم يخلق شيطاناً والشريكية قالوا إن السيئات كلها مقدرة إلا الكفر والوهمية قالوا ليس لأفعال الخلق وكلامهم ذات ولا للحسنة والسيئة ذات والراوندية قالوا كل كتاب أنزل من اللَّه فالعمل به حق ناسخاً كان أَوْ منسوخاً والبترية10
------------------------------------------
1 نسبة إلى عبد الله بن أباض.
2 نسبة إلى ثعلبة بن مشكان.
3 وهم أصحاب حازم بن علي.
4 وهم أصحاب خلف الخارجي الذي قاتل حمزة الخارجي.
5 وهم أتباع مكرم بن عبد الله العجلي ويقول تارك الصلاة كافر لا من أجل ترك الصلاة ولكن لجهله بالله تعالى وطرد هذا في كل كبيرة يرتكبها الإنسان.
6 أتباع رجل منهم كان يعرف بالأخنس.
7 وهم أتباع ميمون بن خالد يجيزون نكاح البنات وبنات أولاد الإخوة.
8 أصحاب كيسان مولى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وقيل تلميذ ابن الحنفية.
9 هم أتباع محمد بن النعمان الرافضي الملقب بشيطان الطاق.
10 هم أتباع رجلين الحسن بن صالح بن حي وكثير المنوي الملقب بالأبتر.

------------------------------------------
زعموا أن مَنْ عصى ثم تاب لم تقبل توبته والناكثية زعموا أن من نكث بيعة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا إثم عَلَيْهِ والقاسطية فضلوا طلب الدنيا عَلَى الزهد فيها والنظامية تبعوا إِبْرَاهِيم النظام فِي قوله من زعم أن اللَّه شيء فهو كافر.

وانقسمت الجهمية 1 اثنتي عشرة فرقة المعطلة زعموا أن كل مَا يقع عَلَيْهِ وهم الإنسان فهو مخلوق ومن ادعى أن اللَّه يرى فهو كافر والمريسية2 قالوا أكثر صفات اللَّه مخلوقة والملتزمة جعلوا الباري سبحانه وتعالى فِي كل مكان والواردية قالوا لا يدخل النار من عرف ربه ومن دخلها لم يخرج منها أبدا الزنادقة قالوا ليس لأحد أن يثبت لنفسه ربا لأن الإثبات لا يكون إلا بعد إدراك الحواس وما يدرك فليس بإله وما لا يدرك لا يثبت والحرقية زعموا أن الكافر تحرقه النار مرة واحدة ثم يبقى محترقا أبدا لا يجد حر النار والمخلوقية زعموا أن القرآن مخلوق والفانية زعموا أن الْجَنَّة والنار تفنيان ومنهم من قالإنهما لم تخلقا والمغيرية3 جحدوا الرسل فقالوا إنما هم حكام والواقفية قالوا لا نقول إن القرآن مخلوق ولا غير مخلوق والقبرية ينكرون عذاب القبر والشفاعة واللفظية قالوا لفظنا بالقرآن مخلوق.

وانقسمت المرجئة اثنتي عشرة فرقة التاركية قالوا ليس لله عز وجل عَلَى خلقه فريضة سوى الإيمان به فمن آمن به وعرفه فليفعل مَا شاء والسائبية قالوا إن اللَّه تعالى سيب خلقه ليعملوا مَا شاءوا والراجية قالوا لا نسمي الطائع طائعا ولا العاصي عاصيا لأنا لا ندري مَا لَهُ عند اللَّه والشاكية قالوا إن الطاعات ليست من الإيمان والبيهسية4 قالوا الإيمان علم ومن لا يعلم الحق من الباطل والحلال من الحرام فهو كافر والمنقوصية قالوا الإيمان لا يَزِيد ولا ينقص والمستثنية نفوا الاستثناء فِي الإيمان والمشبهة يقولون لله بصر كبصري ويد كيدي والحشوية جعلوا حكم الأحاديث كلها واحدا فعندهم إن تارك النفل كتارك الفرض والظاهرية5 وهم الذين نفوا القياس والبدعية أول من ابتدع الأحداث فِي هذه الأمة.
------------------------------------------
1 هم أتباع جهم بن صفوان ظهرت بدعته بترمذ وقتله سالم المازني بمرو.
2 هم أتباع بشر المريسي.
3 وفي نسخة العبدية.
4 نسبة إلى بيهس بن الهيصم.
5 أصحاب الإمام المجتهد داود بن علي الظاهري ولد بالكوفة سنة مائتين ونشأ ببغداد وتوفي بها سنة سبعين ومائتين وهو من أئمة أهل السُّنَّة والجماعة ولعل عد هذه من المرجئة سبق قلم حمانا الله من الزلل.

------------------------------------------
وانقسمت الرافضة اثنتي عشرة فرقة العلوية قالوا إن الرسالة كانت إِلَى علي وإن جبريل أخطأ والأمرية قالوا إن عليا شريك مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أمره والشيعة قالوا إن عليا رَضِيَ اللَّهُ عنه وصي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووليه من بعده وإن الأمة كفرت بمبايعة غيره والإسحاقية قالوا إن النبوة متصلة إِلَى يوم القيامة وكل من يعلم علم أهل البيت فهو نبي والناووسية قالوا إن عليا أفضل الأمة فمن فضل غيره عَلَيْهِ فقد كفر والإمامية قالوا لا يمكن أن تكون الدنيا بغير إمام من ولد الْحُسَيْن وإن الإمام يعلمه جبرائيل فَإِذَا مات بدل مكانه مثله واليزيدية قالوا إن ولد الْحُسَيْن كلهم أئمة فِي الصلوات فمتى وجد منهم أحد لم تجز الصلاة خلف غيره برهم وفاجرهم والعباسية زعموا أن العباس كان أولى بالخلافة من غيره والمتناسخة قالوا إن الأرواح تتناسخ فمتى كان محسنا خرجت روحه فدخلت فِي خلق تسعد بعيشه ومن كان مسيئا دخلت روحه فِي خلق تشقي بعيشه والرجعية زعموا أن عليا وأصحابه يرجعون إِلَى الدنيا وينتقمون من أعدائهم واللاعنية الذين يلعنون عثمان وطلحة والزبير ومعاوية وأبا مُوسَى وعائشة وغيرهم رَضِيَ اللَّهُ عنهم والمتربصة تشبهوا بزي النساك ونصبوا فِي كل عصر رجلا ينسبون الأمر إليه يزعمون أنه مهدى هذه الأمة فَإِذَا مات نصبوا رجلاً آخر.

وانقسمت الجبرية اثنتي عشرة فرقة فمنهم المضطربة قالوا لا فعل للآدمي بل اللَّه عز وجل يفعل الكل والأفعالية قالوا لنا أفعال ولكن لا استطاعة لنا فيها وإنما نحن كالبهائم نقاد بالحبل والمفروغية قالوا كل الأشياء قد خلقت والآن لا يخلق شيء والنجارية1 زعمت أن اللَّه يعذب الناس عَلَى فعله لا عَلَى فعلهم والمتانية قالوا عليك بما خطر بقلبك فافعل مَا توسمت به الخير والكسبية قالوا لا يكسب العبد ثوابا ولا عقابا والسابقية قالوا من شاء فليعمل ومن شاء لا يعمل فَإِن السعيد لا تضره ذنوبه والشقي لا ينفعه بره والحبية قالوا من شرب كأس محبة اللَّه عز وجل سقطت عنه الأركان والقيام بِهَا والخوفية قالوا إن من أحب اللَّه سبحانه وتعالى لم يسعه أن يخافه لأن الحبيب لا يخاف حبيبه والفكرية قالوا إن من ازداد علما سقط عنه بقدر ذلك من العبادة والخسية قالوا الدنيا بين العباد سواء لا تفاضل بينهم فيما ورثهم أبوهم آدم والمعية قالوا منا الفعل ولنا الاستطاعة.
------------------------------------------
1 هم أصحاب الحسين بن محمد النجار وأكثر معتزلة الري وحواليها على مذهبه.
------------------------------------------



الباب الثاني: فِي ذم البدع والمبتدعين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الباب الثاني: فِي ذم البدع والمبتدعين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع
» الباب الأول: في تعريف البدع وبيان معناها وما اشتق منه لفظاً
» الباب الثالث البدع الملحقة بالأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم
» الباب الثاني والستون
» الباب الثاني: في المحمل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الرقـيـــة من الكـتــاب والسُّـنَّة :: تلبيس إبليس-
انتقل الى: