منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers (إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..) |
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)
(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.
|
|
| سورة آل عمران الآيات من 101-105 | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: سورة آل عمران الآيات من 101-105 الأربعاء 24 أبريل 2019, 2:48 pm | |
| وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّه وَفيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصمْ باللَّه فَقَدْ هُديَ إلَىٰ صرَاطٍ مُسْتَقيمٍ [١٠١] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
إنه استعظام وتعجيب من أن يأتي الكفر مرة أخرى من المؤمنين وهم في نعيم المعرفة بالله، فآيات الله تُتلى عليهم، ورسول الله حق ومعهم وفيهم.
ويقول الحق سبحانه للمؤمنين: {إن تُطيعُواْ فَريقاً مّنَ ٱلَّذينَ أُوتُواْ ٱلْكتَابَ} [آل عمران: 100] إنّ لذلك قصة؛ فقد كان اليهود في المدينة يملكون السلطة الاقتصادية؛ لأنهم يجيدون التعامل في المال، وكل من يريد مالاً يذهب إليهم ليقترض منهم بالربا.
وكان لليهود أيضاً التفوق والتميز العلمي؛ لأنهم يعلمون الكتاب، بينما كان غالبية أهل مكة والمدينة من الأميين الذين لا يعرفون كتاباً سماوياً.
وكذلك كان هناك تميز آخر لليهود هو خبرتهم بالحرب؛ فلهم قلاع وحصون.
هكذا كان لليهود ثلاثة أسباب للتميز: المال يحقق الزعامة الاقتصادية، والعلم.
بالكتاب وهو تفوق علمي، ثم خبرتهم بفنون الحرب، وكانوا فوق ذلك يحاولون إيجاد الخلاف بين الناس وتعميقه.
مثل محاولتهم إثارة العداوات بين الأوس والخزرج.
والمتاجرة بذلك حتى تظل الحروب قائمة، وبذلك يضمنون رواج تجارة الأسلحة التي يصنعونها ويمدون بها كل فريق من المتحاربين.
ولما جاء الاسلام وحّد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين الأوس والخزرج وبذلك ضاع منهم التفوق الاقتصادي.
وجاء الاسلام بدين وكتاب مهيمن على الكتب، فضاعت من اليهود المنزلة العلمية.
وكذلك ضاعت من اليهود المنزلة الحربية؛ فقد رأوا قلة من المؤمنين هزموا الكفار وأنزلوا بهم هزيمة نكراء في بدر، وهكذا ضاع كل سلطان لليهود في المدينة، لذلك أرادوا أن يعيدوا الأمر إلى ما كان عليه قبل أن يجيء الإسلام، فقالوا فلنؤجج ونشعل ما بين الأوس والخزرج من العداوات ونهيجها، وقال شخص اسمه "شاس بن قيس" وقد رأى نور الإيمان يعلو وجوه الأوس والخزرج ويشملهم الانسجام الإيماني.
وتوجد بينهم المودة وابتسامات الصفاء، هيَّج ذلك شاس بن قيس وقال: "والله لابد أن نعيدها جذعة ونرجعهم إلى ما كانوا عليه من أحقاد وعداوات، فلا استقرار لنا ما دامو قد اجتمعوا”.
فأرسل فتى من اليهود وجلس بين الأوس والخزرج، ثم تطرق الحديث منه إلى يوم يسمى يوم "بعاث"، وهو اسم يوم من أيام العرب قبل الإسلام، وكان بين الأوس والخزرج، وكان النصر فيه للأوس على الخزرج، وجلس الفتى اليهودي يذكر ويأتي بالشعر الذي قيل في هذا اليوم فهيّج حمية الأوس والخزرج وحدث النزاع، وحصل التفاخر واستيقظ التباغض، وقالوا: "السلاح.
السلاح" وهكذا نجحت المكيدة، ونمى الخبر إلى سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقام -صلى الله عليه وسلم- ومعه صحابته، حتى انتهَوْا إلى اجتماع الأوس والخزرج، فوجدوا الحال على أشد درجات الهياج، نزاع، وتباغض، وسلاح محمول، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: أبدَعْوَى الجاهلية وأنا بين أظهركم!!
أي كان من الواجب أن تخجلوا من أنفسكم؛ لأن رسول الله بينكم وأضاف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لقد أكرمكم الله بالإسلام، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، وألف بين قلوبكم، فماذا كانت مواقع كلمات الرسول في نفوس القوم؟
لقد دفعتهم كلماته -صلى الله عليه وسلم- إلى إلقاء السلاح، وبكوا وعانق بعضهم بعضاً وانصرفوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فما كان يوم أقبح أولاً وأحسن آخراً من ذلك اليوم.
وعندما نتأمل ما فعله هؤلاء القوم من اليهود لإشعال الفتنة بين الأوس والخزرج نجد أنهم قد أدركوا طبيعة النزاع القديم بين الأوس والخزرج فأرادوا أن يهيجوا تلك العداوات والأحقاد القديمة، وكذلك نجد أن تهييج المشاعر بين الأوس والخزرج جعل للانفلات بابا فكاد القتال يشتعل، وعندما تكلم فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هدأت المواجيد، وألقوا السلاح، وندموا على ما فعلوا.
وإذا أردنا أن نرى الأمر بعمق التصور لمَا حدث فإننا نجد أن إدراك العداوة بين الأوس والخزرج من اليهود هو الذي دفع اليهود لتحريك هذا الإدراك الخاطئ وإحياء الثارات القديمة، ثم كان انفعال الأوس والخزرج بتلك الثارات القديمة قد فتح الباب لحمل السلاح للاقتتال.
وهكذا نجد أن الإدراك للشيء، يمر بثلاث مراتب: أولاً: الإحساس بالشيء، ثانياً: انفعال النفس له، ثالثاً: النزوع السلوكي، وعندما تحدث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أدرك الأوس والخزرج الأمر بطريقة عكسية فألقوا السلاح، وهدأت مواجيد البغضاء، وتركوا الإدراكات الخاطئة.
لقد ذكرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاثة أشياء هي: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم وقد أكرمكم الله بالإسلام وقطع به عنكم أمر الجاهلية.
وألف بين قلوبكم”.
وقد استقبلوا ذلك بإلقاء السلاح أولاً، ثم البكاء ثانياً، وهو أمر حركته المواجيد فيهم ثم تعانقوا أي صححوا الإدراكات ثالثاً، وهكذا حدث النزوع بالعكس.
ولما حدث ذلك أصاب اليهود الغيظ والخيبة والنكد.
وقال المؤرخ لهذه القصة: فما كان يوم في الإسلام أسوأ أولاً وأحسن آخراً إلاّ ذلك اليوم.
لقد بدأ اليوم بعبوس، وانتهى بإشراق الطمأنينة، وبعد ذلك وُجدت الخلية التي تكوّن المناعة في نفوس المؤمنين، بعد أن قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك القول: "أبدَعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ أكرمكم الله بالإسلام، وقطع به عنكم أمر الجاهلية وألف بينكم“.
لقد صار هذا القول الكريم مستحضراً عند كل نزع لشيطان، أو كيد لعدو.
لقد جعل الحق المناعة ضد فعل الكيد، ونزغ الشيطان عند المؤمنين من الأوس والخزرج، وهكذا نرى أن الله يسخر الكافر حتى في رفعة شأن الإيمان، فلو لم تحدث هذه المسألة ويأتي الرسول صلى الله عليه بمنطقه المؤثر وهو بين القوم ليقول ذلك القول لما أصبح لدى المسلمين هذه المناعة من الارتفاع عن البغضاء فيما بينهم، ولو كان أحد من أتباع الرسول قد قال مثل هذه الكلمة فقد كان من المحتمل أن يحدث هذا الأثر، لكن عندما قالها الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد أوجدت المناعة لغيرها من الأحداث التي تأتي وقد لا يكون الرسول موجوداً.
ولذلك فأنت أيها المؤمن إن نظرت إلى الكافرين.
فإنك تجد عقولهم خائبة.
لقد نشروا الإسلام -دون إرادتهم- بمواقفهم الحمقاء، فمثلاً حين قالوا: سيأتي نبي نتبعه ونقتلكم معه قتل عاد وإرم، فما الذي حدث؟
إن الأنصار ساعة أن سمعوا بالدين الجديد قال بعضهم لبعض: اسمعوا يا قوم، إنه الدين الذي بشرتكم به يهود، فقبل أن يسبقونا إليه هيا بنا نسبق نحن اليهود إليه.
لقد كان استعلاء اليهود وتفاخرهم على الأوس والخزرج دافعاً للأوس والخزرج على الدخول في الإسلام، وهكذا يجعل الحق سبحانه وتعالى كفر الكافر مؤثراً في تثبيت إيمان المؤمن.
وحين يقول الحق سبحانه: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ ٱللَّه وَفيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصم بٱللَّه فَقَدْ هُديَ إلَىٰ صرَاطٍ مُّسْتَقيمٍ} [آل عمران: 101] نفهم أنه استعظام وتعجيب يأتي من الحق.
فساعة تسمع: "كيف تكفرون" فذلك أمر عجيب، لأنه من المستبعد أن يكفر المؤمنون وكتاب الله يتلى عليهم، ورسول الله فيهم.
ويجيء من بعد ذلك الدعوة إلى الاعتصام بالله، ومعنى الاعتصام: التمسك، ولا يتأتى إلا في علو، فيقال: "اعتصمت بحبل الإيمان" لأن للإنسان ثقلاً ذاتياً، هذا الثقل الذاتي إن لم يرفعه سواه، فإنه يقع بالإنسان.
وهذا لا ينشأ إلا إذا كان الإنسان معلقاً في الجو ويمسك بحبل ولا يوجد من يدفعه إلى أسفل، بل الإنسان بثقله الخاص يهبط إلى الأرض.
فمن يعتصم بالله ويمسك بحبل الإيمان فإنه يمنع نفسه من الهُويّ والسقوط.
وهنا نشعر أن الاعتصام بالله هو أن نتبع ما تُليَ علينا من الآيات، وما سنه لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
إذن فباب الاعتصام هو كتاب الله وسنة رسوله، وكذلك كان وجود الرسول بين أظهرهم هو الأمر الضروري، لأنهم كانوا منغمسين في حمأة الجاهلية، فلابد أن توجد إشراقة الرسول بينهم حتى تضيء لهم، فيروا أن الله قد أخرجهم من الظلمات إلى النور.
ولم يقبض الحق رسوله إلا بعد أن أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام ديناً.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي“.
هكذا نرى أن وجود آيات الله، وسنة رسول الله هي العاصم الذي يهدي إلى صراط مستقيم.
والهدى كما نعرف هو ما يوصل إلى الغاية المرجوة، فهب أن غايتك أن تذهب إلى مكان معين فالذي يوصلك إلى ذلك المكان هو هدى، وكل ما يدل إنساناً على الموصل للغاية اسمه هدى.
والحق سبحانه وتعالى خلق الخلق جميعاً، وجعل بعض الخلق مقهوراً، وبعض الخلق مخيراً.
والمقهور من خلق الله هو كافة المخلوقات في الكون ما عدا الإنسان إلا في بعض أموره فإنه مقهور فيها أيضاً ولذلك قلنا: إن كل ما عدا الإنسان من خلق الله يؤدي مهمته كما طُلبت منه، فما امتنعت الشمس أن تشرق على الناس يوماً، ولا امتنعت الريح أن تهب، ولا امتنعت السماء عن أن تمطر، ولم تقل الأرض للإنسان إنك تعصي الله فلا أنبت لك، ولا جاء إنسان ليركب الدابة المسخرة فقالت: لا؛ إنك عاصٍ، ولذلك سأحرن فلا أمكنك من ركوب ظهري.
هكذا نرى أن كل شيء ما عدا الإنسان مسخر مقهور للغاية المرجوة منه، وهو خدمة ذلك الإنسان.
والإنسان وحده هو الذي له اختيار.
ولذلك يجب أن نتنبه دائماً إلى أن الله قد جعل للخلق تسخيراً وتسييراً، وجعل الإجماع في كل الأجناس، ولكن الانقسام جاء عند الإنسان فقال الحق سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن في ٱلسَّمَاوَات وَمَن في ٱلأَرْض وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلْجبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ وَكَثيرٌ مّنَ ٱلنَّاس وَكَثيرٌ حَقَّ عَلَيْه ٱلْعَذَابُ وَمَن يُهن ٱللَّهُ فَمَا لَهُ من مُّكْرمٍ إنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ} [الحج: 18].
إن الجمادات الساجدة المسخرة هي: "الشمس والقمر والنجوم"، والنبات الساجد المسخر هو "الشجر", وكذلك "الدواب" فهي ضمن الكائنات التي عليها حكم الحق بالإجماع، بأنها كلها تسجد خاضعة مسخرة.
أما الإنسان فقد قال الحق عنه: "وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب”.
إذن فالانقسام جاء عند من؟
لقد جاء الانقسام عند الإنسان.
لماذا؟
لأن الله خلق الإنسان مختاراً.
ألم يكن من الممكن أن يخلق الإنسان مسخراً كبقية الكائنات؟
أليس التسخير دليلاً على قدرة المسخر، وأن شيئاً من خلقه لن يخرج من قدرته, هذا صحيح، لكن الحق سبحانه كما أراد أن يثبت القدرة والقهر بالتسخير، أراد أن يثبت المحبوبية بالاختيار.
فمن كان مختاراً أن يؤمن أو يعصي، ثم اختار أن يؤمن، فهذا الاختيار إنما يثبت به الإنسان المحبوبية لله.
هكذا صنف الله الخلق بين قسم قهري يثبت القدرة، وقسم اختياري يثبت المحبوبية، ولهذا أراد الله للإنسان أن يكون مختاراً أن يفعل أو لا يفعل.
فلماذا -إذن- لا يفعل الإنسان كل أفعاله وهي منسجمة مع الإيمان؟
لأن للشهوة بريقاً سطحياً، وهذا البريق السطحي يجذب الإنسان كما تجذب النارُ الفَرَاش.
عندما يوقد الإنسان ناراً ما في الخلاء فضوؤها يجذب الفَرَاش، ويحترق الفَراش بنيران الضوء؛ فقد جذبه النور وأغراه، ولكنه لم يعرف أن مصرعه في تلك النار.
والحكمة العربية تقول: "رب نفس عشقت مصرعها" كذلك في الشهوات، تتزين الشهوة للإنسان، فتجذبه إليها فيكون فيها مصرع الإنسان.
لكن ما الحماية للإنسان من ذلك؟ إن الحماية هي في منهج الله "افعل”.
و"لا تفعل" فمن يرد أن ينقذ نفسه من كيد الشيطان وكيد النفس فعليه أن يخضع لمنهج الله في "افعل" و"لا تفعل”.
وقد قلت قديماً: إنه من الحمق أن يصنع صانع صنعةً ما، ثم ينسى أن يضع لها قانون الصيانة.
والإنسان في حدود صناعته لا ينسى ذلك، فما بالنا بالحق سبحانه بطلاقة قدرته؟
إن الخالق سبحانه وتعالى قد صنع الإنسان، ووضع الحق سبحانه وتعالى قانون صيانة صنعته في الإنسان فقال جل وعلا: افعل كذا ولا تفعل كذا، فمن أراد أن يعتصم بالحبل المتين فلا يأتي له نزغ شيطان أو كيد عدو ولا هوى نفس.
فليعتصم بمنهج الله؛ لأن الله هو الذي خلقه وهو الذي وضع منهجه كقانون لصيانة صنعته، وهو قانون الموجز في "افعل ولا تفعل”.
ويقول الحق: {وَمَن يَعْتَصم بٱللَّه فَقَدْ هُديَ إلَىٰ صرَاطٍ مُّسْتَقيمٍ} [آل عمران: 101] وكلمة الاعتصام أروع ما تكون عندما يكون الإنسان في الهواء معلقاً في الفراغ، وهو في أثناء وجوده في الفراغ فإن ثقله الذاتي هو الذي يوقعه ويسقطه، لكن عندما يتمسك الإنسان بمنهج الله فإنه ينقذ نفسه من السقوط والهوى (بضم الهاء وكسر الواو) ومهمة الشيطان أن يزيّن المعصية بالبريق، فتندفع شهوات النفس هائجة إلى المعصية, ولذلك يأتي الشيطان يوم القيامة ويأخذ الحجة علينا.
يقول الحق: {وَقَالَ ٱلشَّيْطَانُ لَمَّا قُضيَ ٱلأَمْرُ إنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ ليَ عَلَيْكُمْ مّن سُلْطَانٍ إلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لي فَلاَ تَلُومُوني وَلُومُوۤاْ أَنفُسَكُمْ مَّآ أَنَاْ بمُصْرخكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بمُصْرخيَّ إنّي كَفَرْتُ بمَآ أَشْرَكْتُمُون من قَبْلُ إنَّ ٱلظَّالمينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَليمٌ} [إبراهيم: 22].
والسلطان كما نعرف نوعان: النوع الأول هو أن يقهر الشيطانُ الإنسانَ، والشيطان لا قدرة له على ذلك.
والنوع الثاني هو أن يقنع الشيطان الإنسان بأن يفعل ذلك الخطأ.
ما الفرق بين الإقناع والقهر في هذا المجال؟
إن القهر هو أن يجبر الشيطان الإنسان على أن يفعل شيئاً لا يريده الإنسان.
أما الإقناع فهو أن يزين الشيطان الأمر للإنسان فيفعله الإنسان بالاختيار ويعلن الشيطان يوم القيامة: لم يكن لي سلطان أقهرك به أيها الإنسان حتى تعصي الله، لقد زينت لك المعصية أيها الإنسان فاستجبت لي.
إن الشيطان يوم القيامة يقول: "ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي" ما معنى "مصرخكم"؟
إنها مشتقة من "أصرخ"، أي سمع صراخك فأغاثك وأنجدك، فمصرخ: مغيث ومنجد، والشيطان يعلن أنه لن يستطيع نجدة الإنسان، ولا الإنسان بمستطيع أن ينجد الشيطان.
إذن، فثقل النفس البشرية هو ما يوقع الإنسان في الهاوية دون أن يلقيه أحد فيها، ولا إنقاذ للإنسان من الهاوية إلا بالاعتصام بحبل الله.
كأن منهج الله هو الحبل الممدود إلينا، فمن يعتصم به ينجو من الهاوية.
وما دمنا نعتصم بحبل الله وهو القرآن المنزل من خالقنا والسنة النبوية المطهرة، وسبحانه يعلم كيد النفس لصاحبها - فلابد أن يهدينا الله إلى الصراط المستقيم.
وبعد ذلك يقول الحق سبحانه: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاته...}. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة آل عمران الآيات من 101-105 الأربعاء 24 أبريل 2019, 2:49 pm | |
| يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاته وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلمُونَ [١٠٢] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
إن الله قد أعطى المؤمنين المناعة أولاً بألا يسمعوا كلام أعداء الدين.
وحين نسمع كلمة "اتقوا" فلنفهم أن هناك أشياء تسبب لك التعب والأذى، فعليك أن تجعل بينك وبينها وقاية، ولذلك قال الحق: {وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتيۤ أُعدَّتْ للْكَافرينَ} [آل عمران: 131].
إنه الحق يطلب من الإنسان أن يجعل بينه وبين النار وقاية وحجاباً يقيه منها.
والحق سبحانه وتعالى حين يقول على سبيل المثال: {وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إنَّ ٱللَّهَ سَريعُ ٱلْحسَاب} [المائدة: 4].
أي اجعل بينك وبين الله حجاباً يقيك من غضبه.
وقد يقول قائل: كيف يكون ذلك وأنا كمؤمن أريد أن إعيش في معية الله؟
نقول: إنك تجعل الوقاية لنفسك من صفات جلال الله، وأنت تستظل بصفات الجمال، فالمؤمن الحق هو من يجعل لنفسه وقاية من صفات الجلال، وهي القهر والجبروت وغيرها، وكذلك النار إنّها من جنود صفات جلال الله.
فحين يقول الحق: "اتقوا النار" أو "اتقوا الله" فالمعنى واحد.
وعندما يسمع إنسان قول الحق سبحانه: {ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاته} [آل عمران: 102] ماذا تعني (حق تقاته)؟
إن كلمة "حق" -كما نعرف- تعني الشيء الثابت الذي لا يزول ولا يتزحزح، أي لا ينتهي ولا يتذبذب، هذا هو الحق.
إذن ما حق التقى؟
هو أن يكون إيمانك أيها المؤمن إيماناً راسخاً لا يغادرك ولا تتذبذب معه، واتقاء الله حق تقاته هو اتباع منهجه، فيطاع الله باتباع المنهج فلا يعصي، ويُذكر فلا ينسى، ويُشكر ولا يُكفر.
وطريق الطاعة يوجد في اتباع المنهج بـ "افعل" و"لا تفعل" ويذكر ولا ينسى؛ لأن العبد قد يطيع الله، وينفذ منهج الله، ولكن النعم التي خلقها الله قد تشغل العبد عن الله، والمنهج يدعوك أن تتذكر في كل نعمة من أنعم بها، وإياك أن تنسيك النعمة المنعم.
ويشكر العبد الله ولا يكفر بالنعم التي وهبها له الله.
وما دمت أيها العبد تستقبل كل نعمة وتردها إلى الله وتقول: "ما شاء الله، لا قوة إلا بالله" ولا تكفر بالنعم أي أنك تؤدي حق النعمة، وكل نعمة يؤدي العبد حقها تعني أنها نعمة شكر العبد ربه عليها، ولم يكفر بها.
وقيل في معنى: "حق تقاته" أي أَنه لا تأخذك في الله لومة لائم، أو أن تقول الحق ولو على نفسك.
هذا ما يقال عنه "حق التقى"، أي التقى الحق الذي يعتبر تقى بحق وصدق.
وقال العلماء: إن هذه الآية عندما نزلت وسمعها الصحابة، استضعف الصحابة نفوسهم أمام مطلوبها، فقال بعضهم: من يقدر على حق التقى؟
ويقال: إن الله أنزل بعد ذلك: {فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].
فهل معنى هذا أن الله كلّف الناس أولاً ما لا يستطيعون، ثم قال من بعد ذلك: "فاتقوا الله ما استطعتم"؟
لا، إنه الحق سبحانه لا يكلف إلا بما في الوسع، والناس قد تخطئ الفهم لقوله تعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم" فيقول العبد: أنا غير مستطيع أن أقوم بذلك التكليف، ويظن هذا العبد أن التكليف يسقط عنه.
لا، إن هذا فهم خاطئ؛ إن قوله الحق: "فاتقوا الله ما استطعتم" أي إنك تتقي الله بما كان في استطاعتك من الوسع، فما باستطاعتك أن تقوم به عليك أن تقوم به.
فلا يهرب أحد إلى المعنى المناقض ويقول: أنا غير مستطيع؛ لأن الله يعلم حدود استطاعتك.
وساعة تكون غير مستطيع فهو -سبحانه- الذي يخفف.
إنك لا تخفف أنت على نفسك أيها العبد، فالخالق الحق هو الذي يعلم إذا كان الأمر خارجاً عن استطاعتك أو لا، وساعة يكون الأمر خارجاً عن استطاعتك فالله هو الذي يخفف عنك.
ولذلك فعلى الإنسان ألا يستخدم القول الحق: {لاَ يُكَلّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286].
في غير موضعه؛ لأن الإنسان لا يستطيع أن يقدر الوسع، ثم يبني التكليف على الوسع.بل عليك أن تفهم أيها الإنسان أن الله هو الذي خلق النفس، وهو الذي أنزل التكليف لوسع النفس، وما دام الخالق للنفس هو الله فهو العليم بوسع النفس حينما قرر لها المنهج.
إنه سبحانه الذي كلف، وهو العليم بأن النفس قد وسعت، ولذلك فهو لا يكلف نفسا إلا وسعها.
فإن كان سبحانه قد كلف فاعلم أيها العبد أنه سبحانه قد كلف بما في وسعك، وعندما يحدث للإنسان ما يشق عليه أو يمنعه من أداء ما كلف به تاماً فهو -سبحانه- يضع لنا التخفيف وينزل لنا الرخص.
مثال ذلك: المريض أو الذي على سفر، له رخصة الإفطار في رمضان، والمسافر له أن يقصر الصلاة.
إذن فالله سبحانه هو الذي علم حدود وسع النفس التي خلقها، ولذلك لا تقدر وسعك أولاً ثم تقدر التكليف عليه، ولكن قدّر التكليف أولاً، وقل: ما دام الحق قد كلف فذلك في الوسع.
وفي تذييل الآية الكريمة بقوله: {وَلاَ تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلمُونَ} [آل عمران: 102] نجد أنفسنا أمام نهي عن فعل وهو: عدم الموت إلا والإنسان مسلم.
كيف ذلك؟
أيقول لك أحد: لا تمت؟
إن ذلك الأمر ليس لك فيه اختيار؛ لأنه أمر نازل عليك.
فإذا قيل لك: لا تمت، فإنك تتعجب؛ لأن أحداً لا يملك ذلك، ولكن إذا قيل لك: لا تمت إلا وأنت مسلم، فأنت تفكر، وتصل بالتفكير إلى أن الفعل المنهي عنه: لا تمت ليس في قدرة الإنسان؛ ولكن الحال الذي يقع عليه الفعل وهو: إلا وأنت مسلم، في قدرة الإنسان؛ لذلك تقول لنفسك: إن الموت يأتي بغير عمل مني، ولكن كلمة: إلا وأنت مسلم، فهي باستطاعتي، لأن الإسلام يكون باختياري.
صحيح أنك لا تعرف متى يقع عليك الموت؟
ولذلك تحتاط والاحتياط يكون بأن تظل مسلماً حتى يصادفك الموت في أي لحظة وأنت مسلم.
إذن.
فقول الله: {وَلاَ تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلمُونَ} [آل عمران: 102] هو نهي عن الفعل الأول وهو ليس باختيارنا.
والحال الذي لنا فيه اختيار هو {وَلاَ تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلمُونَ} [آل عمران: 102] فكيف نوفق بين الأمرين؟
إن الموت لا اختيار لأحد فيه، ولا يعلم أحد منا متى يقع عليه، ولذلك نأتي إلى الأمر الذي لنا فيه اختيار، وهو أن نحرص على أن نكون مسلمين، ويظل كل منا متمسكاً بأهداب الإسلام، فإن صادف الموت في أي لحظة يكون مسلماً وكأن الحق سبحانه يقول لنا: تمسكوا بإسلامكم؛ لأنكم لا تدرون متى يقع عليكم الموت.
وإخفاء الموت عن الإنسان ليس إبهاما كما يظن البعض، لا؛ إنه منتهي البيان الواسع؛ لأن إخفاء الموت، وميعاده عن الإنسان زمناً وحالاً، وسنا وسببا، كل ذلك يوضح الموت أوضح بيان.
لماذا؟
لأن الله حين استأثر بعلم الموت فالإنسان منا يترقب الموت في أي لحظة وما دام الإنسان مترقباً للموت في أي لحظة فهذا بيان واسع بل هو أوسع بيان.
ويقول الحق بعد ذلك: {وَٱعْتَصمُواْ بحَبْل ٱللَّه جَميعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نعْمَتَ ٱللَّه عَلَيْكُمْ إذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً...}. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة آل عمران الآيات من 101-105 الأربعاء 24 أبريل 2019, 2:50 pm | |
| وَاعْتَصمُوا بحَبْل اللَّه جَميعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نعْمَتَ اللَّه عَلَيْكُمْ إذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بنعْمَته إخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ منَ النَّار فَأَنْقَذَكُمْ منْهَا كَذَٰلكَ يُبَيّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاته لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [١٠٣] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
جاء هذا القول الكريم لينبه كل المؤمنين، من خلال التنبيه للأوس والخزرج، وكأنه يقول: اعلموا أن التفاخر قبل الإسلام كان لأشياء وبأشياء ليست من الإسلام في شيء.
لكن حين يجيء الإسلام فالتفاخر يكون بالإسلام وحده فإذا ما تغاضى إنسان بما قبل الإسلام بقوله: منا كذا.
ومنا كذا.
فهنا يأتي الردّ: لا؛ إن ذلك قبل الإسلام.
وقد حدث أن قال الأوس من بعد الإسلام: "منا خزيمة" فقال واحد من الخزرج: ومنا أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت فقال واحد من الأوس: منا حنظلة ابن الراهب وحنظلة هذا هو غسيل الملائكة، وخزيمة بن ثابت صحابي جليل جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- شهادته بشهادتين؛ لأن خزيمة صاحب إيمان نوراني.
ونورانية اليقين هدته إلى الحكم الصواب؛ فقد اشترى النبي -صلى الله عليه وسلم- فرساً من أعرابي وذهب ليُحضر له الثمن، ولكن الأعرابي أنكر البيع لأن بعض الناس زاده في ثمن الفرس دون علم أن الرسول قد اشتراه فنادى الأعرابي الرسول وقال له إن كنت مبتاعاً هذا الفرس فابتعه وإلا بعته.
فقال النبي للرجل: "ألست قد ابتعته منك”.
فقال الرجل هات شاهداً يشهد بذلك.
لقد انتهز الرجل فرصة أن النبي ابتاع منه دون وجود أحد في هذا الوقت، وكان سيدنا خزيمة جالساً لحظة مطالبته للنبي بشاهد.
فقال سيدنا خزيمة: أنا أشهد يا رسول الله أنك قد بايعته.
ولأن الرجل كاذب، قال لنفسه: لعل خزيمة رآنا وأنا أبيع الفرس للنبّي فسكت الرجل وانصرف، وبعد أن انصرف الرجل نادى الرسول خزيمة.
وقال له: "يا خزيمة بِمَ تَشْهَدُ وَلَمْ تَكُنْ مَعَنَا؟” فقال: أنا أصدقك في خبر السماء ولا أصدقك بما تقول؟
أعلم أنك لا تقول إلا حقاً قد آمناك على أفضل من ذلك، على ديننا.
فعلم الرسول أن لخزيمة نورانية التصديق وحُسن الاستنباط، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ شَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ فَحَسْبُهُ".
فالأمر الذي يحتاج شاهدين تكفي فيه شهادة خزيمة، وبذلك أعطى الرسول -صلى الله عليه وسلم- الوسام لخزيمة وجعل شهادته شهادة رجلين، ولنر كيف جمع الله بين الأوس والخزرج في جمع القرآن، قال زيد بن ثابت: فآليت على نفسي ألاَّ أكتب آية إلاَّ إذا وجدتها مكتوبة وشهد عليها اثنان، إلاّ آخر التوبة فوجدتها مكتوبة ولم يشهد عليها إلاّ خزيمة، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد قال في خزيمة: "من شهد له خزيمة فحسبه" ولنا أن نعرف أن زيد بن ثابت من الخزرج وأن خزيمة من الأوس.
لقد جمعهما الله في جمع القرآن، فنفع الأوسي الخزرجي، وذلك ليدلنا الحق سبحانه دلالة جديدة، وهي أن التفاخر قبل الإسلام كان بغير الإسلام، لكن ساعة يجيء الإسلام فأي واحد من أي جنس ما دام قد أحسن الإسلام، فله أن يفخر به، فإياك يا أوسيّ أن تقول: "منا خزيمة"؛ فالخزرجي له الفخر بخزيمة أيضاً، وليس للخزرجي أن يقول: "منا زيد بن ثابت" فللأوسي أيضاً أن يفخر به، لأن كُلاً منهما قد جمعه الله بالآخر في القرآن، والإسلام، وهكذا يكون الاعتصام بحبل الله.
يقول الحق سبحانه وتعالى: {وَٱعْتَصمُواْ بحَبْل ٱللَّه جَميعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نعْمَتَ ٱللَّه عَلَيْكُمْ إذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبكُمْ} [آل عمران: 103] إنّ الحرب ظلت مستعرة بين الأوس والخزرج مائة وعشرين عاماً مع أن أصل القبيلتين واحد، هما أخوان لأب وأم وعندما جاء الإسلام أَلَّف الله بين قلوبهم وأصبحوا بنعمته إخواناً.
وهذا يدلنا على أن كل نزْغةٍ جارحةٍ من الجوارح لابد أن يكون وراءها هبّة قلب وثورته وهياجه، فاليد لا تصفع أحداً من فراغ، ولكن الصفعة توجد في القلب أولاً {فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبكُمْ} [آل عمران: 103]، إن الحق سبحانه يقول: {وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مّنَ ٱلنَّار فَأَنقَذَكُمْ مّنْهَا} [آل عمران: 103] والشفا هي الحافة.
ومرة يقال: "شفا" ومرة يقال: "شفة”.
لقد كانوا على حافة النار، ومن كان على الحافة فهو يوشك أن يقع، فكأن الله يقول: لقد تداركتم بالإسلام، ولولا الإسلام لهويتم في النار.
ويقول سبحانه: {كَذٰلكَ يُبَيّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاته لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103] وهكذا نرى نعمة الإسلام في الدنيا، فقدرة الإيمان على إنقاذ الإنسان من النار لا تحتاج إلى انتظار بل يستطيع المؤمن أن يراها في الدنيا.
ولقد كان العرب قبل الإسلام مؤرقين بالاختلافات، وموزعين بالعصبية، وكل يوم في شقاق.
ولما جاء الإسلام صاروا إخواناً، وهذه نعمة عاجلة في الدنيا, والدنيا كما نعرف ليست دار جزاء، فما بالك بما يكون في الآخرة وهي دار الجزاء والبقاء.
وقوله الحق: {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103] المقصود به أن تظلوا على هدايتكم.
لقد خاطبهم الحق: {إذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بنعْمَته إخْوَاناً} [آل عمران: 103] وساعة يطلب التشريع منك ما أنت عليه، فاعلم أن التشريع يريد منك استدامته، فعندما يقول الحق (يا أيها الذين آمنوا) أي مع الإيمان الذي معكم قبل كلامي، جددوا إيماناً بعد كلامي ليستمر لكم الإيمان دائماً.
وبعد ذلك يقول الحق سبحانه: {وَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى ٱلْخَيْر وَيَأْمُرُونَ بٱلْمَعْرُوف وَيَنْهَوْنَ عَن ٱلْمُنْكَر...}. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة آل عمران الآيات من 101-105 الأربعاء 24 أبريل 2019, 2:51 pm | |
| وَلْتَكُنْ منْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الْخَيْر وَيَأْمُرُونَ بالْمَعْرُوف وَيَنْهَوْنَ عَن الْمُنْكَر وَأُولَٰئكَ هُمُ الْمُفْلحُونَ [١٠٤] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
وكلمة "أمة" تطلق مرة، ويراد بها الجماعة التي تنتسب إلى جنس، كأمة العرب، أو أمة الفرس، أو أمة الروم، ومرة تطلق كلمة "أمة" ويراد بها الملة أي الدين، ومرة ثالثة تطلق كلمة "أمة" ويراد بها الفترة الزمنية كقول الحق: {وَقَالَ ٱلَّذي نَجَا منْهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبّئُكُمْ بتَأْويله فَأَرْسلُون} [يوسف: 45].
إن الرجل الذي فسر له سيدنا يوسف الرؤيا تذكر سيدنا يوسف بعد أمة أي بعد فترة من الزمن، ومرة تطلق كلمة "أمة" على الرجل الجامع لصفات الخير.
{إنَّ إبْرَاهيمَ كَانَ أُمَّةً قَانتاً للَّه حَنيفاً وَلَمْ يَكُ منَ ٱلْمُشْركينَ} [النحل: 120].
لأن خصال الخير ليس من الضروري أن تجتمع في واحد، ولكنها قد تجتمع في عدد من الأفراد فيكون هناك فلان المتميز بالصفة الطيبة، وغيره متصف بصفة أخرى طيبة، وثالث فيه صفة طيبة ثالثة، ومن مجموع الأمة تظهر صورة الكمال، لكن إبراهيم عليه السلام اجتمعت فيه كل خصال الخير المكتمل.
وساعة أن تأتي لإنسان وتقول له: ليكن منك شجاع فما معنى ذلك؟
إن معناه، أن يجرد الإنسان من نفسه ويخرج منها شخصاً شجاعاً، وذلك بتدريبها وتعويدها على ذلك حتى يكون الإنسان شجاعاً، أو تقول لآخر: ليكن منك كريم، أي أخرج من نفسك رجلاً كريماً.
وقوله الحق سبحانه: {وَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى ٱلْخَيْر} [آل عمران: 104].
هذا القول يعني أن يكون منكم أيها المخاطبون أمة تدعو إلى الخير، ومعناه أيضاً أن تكونوا جميعاً أمة تدعو إلى الخير، وبعض العلماء يرى أن هذا القول يعني: أن تكون منكم جماعة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
ولكنّ هناك فهما أعمق من هذا، وهو أن هذه الآية تأمر بأن تكون كل جماعة المسلمين أمة تدعو إلى الخير، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، أي أن هذه الآية تطالب كُلَّ أمة المسلمين بذلك، فلا تختص جماعة منها فقط بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل الواجب أن تكون أمة المسلمين كلها آمرة بالمعروف، وناهية عن المنكر، فمن يعرف حكماً من الأحكام عليه أن يأمر به.
وهناك من العلماء من قال: إن الذي يأتي المنكر له حكم آخر أيضاً وهو أن ينهى غيره عن المنكر، أي أن الإنسان المؤمن مطالب بأمرين: الأول: ألاّ يصنع المنكر، والثاني: أن ينهى عن المنكر.
ولذلك إن جاء نصح من إنسان ينهاك عن المنكر، وهو قد فعله، فلا تقل له: أصلح نفسك واتبع أنت ما تنصح به أولاً، لا تقل له ذلك حتى لا يقول لك ما قاله الشاعر: خذ بعلمي ولا تركن إلى عملي واجن الثمار وخل العــود للنار
لكن الأجدر بمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أن يكون أول العاملين بقوله حتى لا يدخل في زمرة من قال الله فيهم: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذينَ آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ} [الصف: 2-3].
إذن فقوله الحق: {وَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى ٱلْخَيْر} [آل عمران: 104] أي جردوا من أنفسكم أمة مجتمعة على أنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، واستمعوا إلى قوله تعالى: {وَٱلْعَصْر * إنَّ ٱلإنسَانَ لَفى خُسْرٍ * إلاَّ ٱلَّذينَ آمَنُواْ وَعَملُواْ ٱلصَّالحَات وَتَوَاصَوْاْ بٱلْحَقّ وَتَوَاصَوْاْ بٱلصَّبْر} [العصر: 1-3].
إن السورة الكريمة توضح العقيدة ومطلوبها وهو الإيمان والعمل الصالح.
وبعد ذلك قال الحق: "وتواصوا" ولم يقل "ووصوا" ما معنى "تواصوا"؟
أي أن يعرف كل مؤمن أنه من الأغيار، وكذلك أخوه المؤمن، وقد يضعف أحَدهما أمام معصية فيصنعها، لكن الآخر غير ضعيف أمام تلك المعصية، لذلك يكون على غير الضعيف توصية الضعيف، وعلى الضعيف أيضاً ضرورة الانتباه حتى يتواصى مع غيره.
فالإسلام لم يجعل جماعة يوصون غيرهم، وجماعة أخرى تتلقى الوصاية، بل كلنا موص - بكسر الصاد - حينما نجد مَنْ من يضعف أمام معصية.
وكلنا موصىً، -بفتح الصاد- حين يكون ضعيفاً أمام المعصية؛ فالتواصي يقتضي التفاعل بين جانبين.
فمرة تكون موصياً، ومرة تكون موصىً، وكذلك التواصي بالصبر.
فساعة تحدث كارثة لواحد من المسلمين يأتي أخوه ليصبره، وكذلك إن حدثت كارثة للأخ المسلم يصبره أخوه المسلم، فعندما يحتاج مسلم في وقت ما إلى أن يُصَبَّر، يجد من إخوته من يصبره, فالأمة كلها مطالبة: "وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر”.
هكذا نفهم معنى قول الحق: {وَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى ٱلْخَيْر وَيَأْمُرُونَ بٱلْمَعْرُوف وَيَنْهَوْنَ عَن ٱلْمُنْكَر وَأُوْلَـٰئكَ هُمُ ٱلْمُفْلحُونَ} [آل عمران: 104].
والدعوة إلى الخير يفسرها الحق بأن يأمر الإنسان بالمعروف، وأن ينهى عن المنكر.
ويقول الحق: {وَأُوْلَـٰئكَ هُمُ ٱلْمُفْلحُونَ} [آل عمران: 104] أن كلمة "المفلحون" هي كلمة معها دليلها، فالمفلح هو الذي أخذ الصفقة الرابحة.
والكلمة مأخوذة، من فلح الأرض.
فالذي يفلح الأرض ويحرثها ثم يزرعها يجد الثمرة تجيئه في النهاية، وقد جاء الحق بالمسألة المعنوية من أمر محس.
وبعد ذلك يريد الحق أن يعطينا شيئاً آخر فيقول: إياك أن تظن أن المشقة التي تصيبك حين تفعل خيراً لا تعود عليك بالراحة، أو أن النقص الذي تفعل به الخير لا يعود عليك بالكمال، فمثلاً الإنسان الذي فلح الأرض وأخرج "كيلة" من القمح وبذرها فيها.
هذا الإنسان قد تكون له زوجة حمقاء تقول له: إننا لا نملك إلا أربع "كيلات" من القمح فكيف تأخذ "كيلة" لترميها في الأرض، إن هذه المرأة لا تعرف أن "الكيلة" التي أخذها الزوج هي التي ستأتي بعدد من الأرادب من القمح.
فإياك أن تفهم أن الإسلام يأخذ منك شيئاً إلا وهو يريد أن يعطيك أشياء.
إن الفلاح الذي يشقى بالحرث وبالري، وتراه وقد علا جبهته العرق وتراب الأرض وتغوص أقدامه في الطين والمياه، إنك تراه يوم الحصاد وهو فرح مسرور بغَلَّته.
أما غيره الذي لم يشْقَ بالحرث ولم تعل جبهته حبات العرق، فيأتي في هذا اليوم وهو حزين ونادم.
فإياك أن تنظر إلى تكاليف الدين على أنها أمور تحرمك النفع، إنَّها أمور تربّب لك النفع أي تكثر لك النفع.
وإياك أن تظن أن حكماً من أحكام الله قد جاء ليجور على حريتك بل جاء ليمنع عنك اعتداء الآخرين.
وقلنا من قبل: إن الشرع حين كلف كل إنسان ألا يسرق مال أحد، فهو تقييد من أجل حفظ أموال الملايين، وهو أمر ضمني لكل الناس ألاَّ يسرقوا شيئاً من هذا الإنسان، وهنا نجد الأمان ينتشر بالإيمان بين الجميع.
ولو نظرت إلى ما منع الدين الناس أن يمارسوه معك لعرفت قيمة التكاليف الإيمانية.
إن التكليف حين يأمر ألا يمد أحد عيونه إلى محارم جاره، هذا التكليف صادر للناس جميعاً حتى يحمي الله لك محارمك من عيون الناس، لقد قَيَّد التكليف حرية الآخرين من أجلك وهم كثيرون، وقيد حريتك من أجل الآخرين وأنت واحد.
إذن فيجب أن نذكر أن كل تكليف يعطي صلاحاً وفلاحاً، فالأرض تأخذ الحبة, وتعطيك سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، فلا تنظر إلى ما أخذه التكليف من حريتك، لأنه أخذ لك من حريات الآخرين أيضاً.
ولا تقل: إن التكليف قد نقص حركتي لنفسي، لأنه سيعطيك ثمرات أكثر مما أفقدك.
ويقول الحق من بعد ذلك: {وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ من بَعْد مَا جَآءَهُمُ ٱلْبَيّنَاتُ...}. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة آل عمران الآيات من 101-105 الأربعاء 24 أبريل 2019, 2:52 pm | |
| وَلَا تَكُونُوا كَالَّذينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا منْ بَعْد مَا جَاءَهُمُ الْبَيّنَاتُ وَأُولَٰئكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظيمٌ [١٠٥] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
وهذا القول الحكيم ينهى عن اتباع الهوى الذي يؤدي إلى الفرقة.
برغم وضوح آيات الحق سبحانه لهم، لأن لهؤلاء الذين يتبعون الهوى من بعد وضوح قضية الحق سيصليهم الله النار، ولهم عظيم العذاب.
وبعد ذلك يقول الحق: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ...}. |
| | | | سورة آل عمران الآيات من 101-105 | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|