منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة البقرة: الآيات من 56-60

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 56-60 Empty
مُساهمةموضوع: سورة البقرة: الآيات من 56-60   سورة البقرة: الآيات من 56-60 Emptyالسبت 30 مارس 2019, 7:23 pm

ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [٥٦]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
فالحق سبحانه وتعالى يكمل لنا قصة الذين قالوا: { أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ } [النساء: 153{

موسى عليه السلام أصيب بالصاعقة أيضاً، عندما طلب أن ينظر إلى الله.    

ولكن هناك فرق بين الحالتين، الله تبارك وتعالى يقول: { وَخَرَّ موسَىٰ صَعِقاً فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143{.

ولكن الأمر لم يكن كذلك مع قوم موسى.

فمع موسى قال الله سبحانه وتعالى: "فلما أفاق" أي أن الصاعقة أصابته بنوع من الإغماء، ولكن مع قوم موسى قال: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ} [البقرة: 56]، فكأن قوم موسى ماتوا فعلاً من الصاعقة، فموسى أفاق من تلقاء نفسه، أما أولئك الذين أصابتهم الصاعقة من قومه، فقد ماتوا ثم بعثوا لعلهم يشكرون.



سورة البقرة: الآيات من 56-60 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 56-60 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 56-60   سورة البقرة: الآيات من 56-60 Emptyالسبت 30 مارس 2019, 7:26 pm

وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [٥٧]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
فالله سبحانه وتعالى يريد أن يمتنّ على بني إسرائيل بنعمه ومعجزاته، ويرينا أنه برغم كل هذه النعم عاش بنو إسرائيل في عنادهم وتعنتهم، بعد أن طلب بنو إسرائيل أن يروا الله جهرة فقتلتهم الصاعقة، ثم بعثهم الله تبارك وتعالى لعلهم يشكرون، ذكر لنا الحق جل جلاله نعماً أخرى من نعمه على بني إسرائيل، وقال اذكروا إذ كنتم في الصحراء وليس فيها ظل تحتمون به من حرارة الشمس القاسية، وليس فيها مكان تستظلون فيه، لأنه لا ماء ولا نبات في الصحراء، فظلل الله سبحانه وتعالى عليكم بالغمام، أي جاء الغمام رحمة من الله سبحانه وتعالى، ثم بعد ذلك جاء المن والسلوى.    والمن نقط حمراء تتجمع على أوراق الشجر بين الفجر وطلوع الشمس.    

وهي موجودة حتى الآن في العراق، وفي الصباح الباكر يأتي الناس بالملاءات البيضاء ويفرشونها تحت الشجر، ثم يهزون الشجر بعنف فتسقط القطرات الموجودة على ورق الشجر فوق الملاءات، فيجمعونها وتصبح من أشهى أنواع الحلويات.    

فيها طعم القشدة وحلاوة عسل النحل، وهي نوع من الحلوى اللذيذة المغذية سهلة الهضم سريعة الامتصاص في الجسم.    

والله سبحانه وتعالى جعله بالنسبة لهم وقود حياتهم، وهم في الصحراء يعطيهم الطاقة.    

أما السلوى فهي طير من السماء ويقال إنه السِّمَّان، يأتيهم في جماعات كبيرة لا يعرفون مصدرها، ويبقى على الأرض حتى يمسكوا به ويذبحوه ويأكلوه.    

فالله تبارك وتعالى قد رزقهم بهذا الرزق الطيب من غمام يقيهم حرارة الشمس، ومَنّ يعطيهم وقود الحركة، وسَلْوَى كغذاء لهم، وكل هذا يأتيهم من السماء دونما تعب منهم، ولكنهم لعدم إيمانهم بالغيبيات يريدون الأمر المادي وهم يخافون أن ينقطع المَنُّ والسلْوى عنهم يوماً ما فماذا يفعلون؟

لو كانوا مؤمنين حقاً لقالوا: إن الذي رزقنا بالمَنِّ والسَّلوى لن يضيعنا، ولكن الحق جل جلاله ينزل لهم طعامهم يومياً من السماء وهم بدلاً من أن يقابلوا هذه النعمة بالشكر قابلوها بالجحود.    

وقوله تعالى: {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [البقرة: 57] فالحق سبحانه وتعالى يتحدث للمرة الثالثة عن ظلم قوم موسى، ففي المرة الأولى قال "وأنتم ظالمون".    

وفي الآية الثانية قال: "ظلمتم أنفسكم"، وفي هذه الآية قال: {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [البقرة: 57]

ولقد سبق أن قلت إنه لا أحد يستطيع أن يظلم الله لأن الله سبحانه وتعالى باق بقدرته وقوته وعظمته، لا يقلل منها لو كفر أهل الأرض جميعاً ولا يزيد فيها لو آمن أهل الأرض كلهم.    

فقدرة الله باقية وكلمته ماضية، ولكن نحن الذين نظلم أنفسنا، بأن نوردها مورد التهلكة والعذاب الذي لا نجاة منه دون أن نعطيها شيئاً.

إن الدنيا كما قلنا عالم أغيار.    

والنعمة التي أنت فيها زائلة عنك.    

إما أن تتركها بالموت أو تتركك هي وتزول عنك، وتخرج من الدنيا تحمل أعمالك فقط، كل شيء زال وبقيت ذنوبك تحملها إلى الآخرة، ولذلك فإن كل من عصى الله وتمرد على دينه قد ظلم نفسه لأنه قادها إلى العذاب الأبدي طمعاً في نفوذ أو مال زال بعد فترة قصيرة ولم يدم، فكأنه ظلمها بأن حرمها من نعيم أبدي وأعطاها شهوة قصيرة عاجلة.   



سورة البقرة: الآيات من 56-60 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 56-60 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 56-60   سورة البقرة: الآيات من 56-60 Emptyالسبت 30 مارس 2019, 7:31 pm

وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ [٥٨]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
من هذه الآية الكريمة نعرف أن بني إسرائيل رفضوا رزق السماء من المن والسلوى مع أنه كان رزقاً عالياً، عالياً في الجودة لأنه طعام حلو نقي شهي ينزل لهم من السماء مباشرة، وعالياً في الكثرة من أنه كان يأتيهم بلا عمل وبلا تعب وبكميات هائلة تكفيهم وتزيد، وطلبوا من موسى طعام الأرض الذي يزرعونه بأيديهم ويرونه أمامهم كل يوم فقد كانوا يخافون أن يستيقظوا يوماً فلا يجدون المن والسلوى.    

الحق سبحانه وتعالى يكمل لنا القصة في آية قادمة: { وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ ٱلأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيْرٌ ٱهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ، } [البقرة: 61.{

فالله سبحانه وتعالى ما زال يمتن على بني إسرائيل بنعمه وكيف قابلوها بالجحود، فيذكرهم بإنجائهم من عذاب آل فرعون، ويذكرهم بالبحر الذي انشق لهم فمشوا فيه ثم انقض الماء بعد ذلك على آل فرعون فأغرقهم، ويذكرهم كيف أنهم عبدوا العجل بعد ذلك، وكان من الممكن أن يهلكهم الله بذنوبهم.    

كما أهلك الأمم السابقة ولكنه عفا عنهم، ثم يذكرهم بفضله عليهم بأن أعطاهم الكتاب الذي يفرق بين الحق والباطل، ويذكرهم بأنهم طلبوا أن يروا الله جهرة، فصعقوا وماتوا ثم بعثهم الله.    

ويذكرهم كيف ظللهم بالغمام من حرارة الشمس المحرقة، ورزقهم بالمن والسلوى، ثم يذكرهم بأنهم طلبوا طعام الأرض فاستجاب لهم.

في هذه الآية يقول الحق تبارك وتعالى: {فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً} [البقرة: 58.{

وفي آية أخرى يقول: { رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا } [البقرة: 35.{

الفرق في المعنى أن قوله تعالى: {حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً} [البقرة: 58] تدل على أن هناك أصنافاً كثيرة من الطعام.

"ورغداً حيث شئتم" يكون هناك صنف واحد والناس جائعون فيقبلون على الطعام، عندما يقول الحق جل جلاله: كلوا رغداً يكون المخاطب هنا نوعين: إنسان غير جائع ولذلك تعد له ألواناً متعددة من الطعام لتغريه على الأكل، فتقدم في هذه الحالة "حيث شئتم" فيقال: {فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً} [البقرة: 58]، فإذا كان الإنسان جوعان يرضى بأي طعام، فيقال رغداً حيث شئتم.    

إن المسألة في القرآن الكريم ليست تقديماً وتأخيراً في الألفاظ، ولكن المعنى لا يستقيم بدون هذا التغيير، قوله تعالى {ٱدْخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ} [البقرة: 58]، والقرية هي هنا بيت المقدس أو فلسطين أو الأردن، الحق تبارك وتعالى يقول: {وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 58].   

والحق جل جلاله حين خاطبهم بين لنا أنهم لم يكونوا في حالة جوع شديد بحيث يأكلون أي شيء فقال: {فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً} [البقرة: 58] أي ستجدون فيها ألواناً كثيرة من الطعام تغريكم على الأكل ولو لم تكونوا جائعين.    

وقوله تعالى: {وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً} [البقرة: 58]، أي ادخلوا الباب وأنتم في منتهى الخضوع، {وَقُولُواْ حِطَّةٌ} [البقرة: 58] أي حط عنا ذنوبنا يا رب، غير أنهم حتى في الأمر يغيرون مضمونه، ويلبسون الحق بالباطل، وهذه خاصية فيهم، ولذلك دخلوا الباب وهم غير ساجدين، دخلوه زاحفين على ظهورهم، مع أن ما أمرهم الله به أقل مشقة مما فعلوه، فكأن المخالفة لم تأت من أن أوامر الله شاقة، ولكنها أتت من الرغبة في مخالفة أمر الخالق وبدلاً من أن يقولوا حطة.    

أي حط عنا يا رب ذنوبنا قالوا حنطة والحنطة هي القمح، ليطوعوا اللفظ لأغراضهم، فكأن المسألة ليست عدم قدرة على الطاعة ولكن رغبة في المخالفة.    

ومع أن الحق تبارك وتعالى وعدهم بالمغفرة والرحمة والزيادة للمحسنين، فإنهم خالفوا وعصوا، وقوله تعالى: {وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 58] يأتي في الآية الكريمة: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ } [يونس: 26.{

أي لهم أجر مثل ما فعلوا أضعافاً مضاعفة، وما هي الزيادة؟ أن يروا الله يوم القيامة.    

هذه هي الزيادة التي ليس لها نظير في الدنيا. 



سورة البقرة: الآيات من 56-60 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 56-60 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 56-60   سورة البقرة: الآيات من 56-60 Emptyالسبت 30 مارس 2019, 7:32 pm

فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [٥٩]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
الله سبحانه وتعالى يشرح لنا في هذه الآية الكريمة كيف أن اليهود قومُ معصيةٍ برغم نِعَمِ الله عليهم، فلو أن الله سبحانه وتعالى كلّفهم تكليفاً لم يستطيعوه؛ لأنه شاقٌ عليهم فربما كان لهم عُذرهم، ولكن الله تبارك وتعالى لا يُكلّف إلا بما هو في طاقة الإنسان أو أقل منها، فيقول جل جلاله: { لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ } [البقرة: 286.{

والله تبارك وتعالى لم يُكلّف بني إسرائيل بأن يدخلوا هذه القرية التي يُقال: إنها القدس ويُقال إنها قرية في فلسطين أو قرية في الأردن، إلا بناء على طلبهم هم.    

فهم الذين طلبوا من موسى أن يدعو الله لهم أن يدخلوا وادياً فيه زرع، ليأكلوا مما تنتج الأرض ويطمئنوا على طعامهم، لأنهم يخافون أن يأتي يوم، لا ينزل عليهم المَنُّ والسَّلوى من السَّماء، فلما استجاب الله لدعواهم وقال لهم ادخلوا الباب خاشعين.    

وقولوا يا رب حًطّ عنا ذنوبنا، بَدَّلَ بنو إسرائيل القول فبدلاً من أن يقولوا حِطّة قالوا حِنطة، وبدَّلوا طريقة الدخول فبدلاً من أن يدخلوا ساجدين دخلوا على ظهورهم زاحفين، وكان هذا رغبة في المُخالفة، فأصابهم الله بعذابٍ من السماء بما كانوا يفسُقون، أي يبتعدون عن منهج الله ولا يطبقونه.    

رغبة في المُخالفة وإصراراً على العِناد.    



سورة البقرة: الآيات من 56-60 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 56-60 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 56-60   سورة البقرة: الآيات من 56-60 Emptyالسبت 30 مارس 2019, 7:34 pm

وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ [٦٠]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
ومعناها: اذكر إذا استسقى موسى لقومه، وهذه وردت كما بَيَّنَّا في عدة آيات في قوله تعالى: { وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ، } [الأعراف: 141.{

وقول الله سبحانه: { وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، } [البقرة: 51.{

وقوله جل جلاله: { وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً، } [البقرة: 55.{

وقلنا إن هذه كلها نِعَمٌ امتنَّ الله بها على بني إسرائيل وهو سبحانه وتعالى يذكرهم بها.    

إما مباشرة وإما على لسان موسى عليه السلام.    

والحق يريد أن يُذَكِّرَ بني إسرائيل حينما تاهوا في الصحراء أنه أظلهم بالغمام، وسقاهم حين طلبوا السقيا، ولقد وصلت ندرة الماء عند بني إسرائيل لدرجة أنهم لم يجدوا ما يشربونه، لأن الإنسان يبدأ الجفاف عنده لعدم وجود ماء يسقي به زرعه، ثم يقل الماء فلا يجد ما يسقي به أنعامه، ثم يقل الماء فلا يجد ما يشربه، وهذا هو قمة الجفاف أو الجدب.    

وموسى عليه السلام طلب السُّقيا من الله تبارك وتعالى، ولا تطلب السُّقيا من الله إلا إذا كانت الأسباب قد نفدت، وانتهت آخر نقطة من الماء عندهم؛ فالماء مصدر الحياة ينزله الله من السماء، وينزله نقياً طاهراً صالحاً للشرب والري والزرع وسقيا الأنعام.    

والحق سبحانه وتعالى جعل ثلاثة أرباع الأرض ماء والربع يابساً، حتى تكون مساحة سطح الماء المعرضة للتبخّر بواسطة أشعة الشمس كبيرة جداً فتسهل عملية البخر؛ فإنك إذا جئت بكوب ماء وتركته في حجرة مغلقة لمدة يومين أو ثلاثة.    

ثم عدت تجده ناقصاً قيراطاً أو قيراطين.    

ولكن إذا أمسكت ما في الكوب من ماء وألقيته على أرض الحجرة، فإنه يجف قبل أن تغادرها لماذا؟

لأن مساحة سطح الماء هنا كبيرة، ولذلك يتم البخر بسرعة ولا يستغرق وقتاً.    

هذه هي النظرية نفسها التي تتم في الكون.    

الله تبارك وتعالى جعل سطح الماء ثلاثة أرباع الأرض ليتم البخر في سرعة وسهولة، فيتكون السحاب وينزل المطر نأخذ منه ما نحتاج إليه، والباقي يكون ينابيع في الأرض، مصداقاً لقوله تبارك وتعالى: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي ٱلأَرْضِ، } [الزمر: 21.{

هذه الينابيع تذهب إلى أماكن لا يصلها المطر.    

ليشرب منها الناس مِمّا نُسميه الآبار أو المياه الجوفية، وتشرب منها أنعامهم، فإذا حدث جفاف يخرج الناس رجالاً ونساء وصبياناً وشيوخاً.    

يتضرعون إلى الله ليُمطرهم بالماء، ونحن إذا توسلنا بأطفالنا الرضع وبالضعفاء يمطرنا الله.    

وبعض الناس يقولون إن المطر ينزل بقوانين علمية ثابتة، يصعد البخار من البحار ويصبح سحاباً في طبقات الجو العليا ثم ينزل مطراً، تلك هي القوانين الثابتة لنزوله.    

وأن السحاب لا بد أن يكون ارتفاعه عدد كذا من الأمتار، ليصل إلى برودة الجو التي تجعله ينزل مطراً.    

ولابد أن يكون السحاب ملقحاً، نقول أن هذا كله مرتبط بمتغيرات.    

فالريح تهب أو لا تهب.    

وتحمل السحاب إلى منطقة عالية باردة ولا تحمله وغير ذلك.    

إذن فكل ثابت محمول على متغير، قد تعرف أنت القوانين الثابتة، ولكن القوانين المتغيرة لا يمكن أن تتنبأ بما ستفعل ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى: { وَأَلَّوِ ٱسْتَقَامُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً } [الجن: 16.{

إذن فعوامل سقوط المطر لا تخضع لقوانين ثابتة.    

ولكن المتغير هو العامل الحاسم.    

ليسوق السحاب إلى المناطق الباردة وإلى الارتفاع المطلوب، ولابد أن نتنبه إلى أن هناك قوانين ثابتة في الكون وقوانين تتغير، وأن القانون المتغير هو الذي يحدث التغيير.    

وقوله تعالى: {وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ} [البقرة: 60]، تدل على أن هناك مُستسقى بفتح القاف وأن هناك مستسقي بكسر القاف، مستسقِي بكسر القاف أي ضارع إلى الله لينزل المطر، أما المستسقَى بفتح القاف فهو الله سبحانه وتعالى الذي ينزل المطر.    

إن هذا الموقف خاص بالله تبارك وتعالى فلا توجد مخازن للمياه وليس هناك ماء في الأرض، من أنهار أو آبار أو عيون ولا ملجأ إلا الله، فلابد من التوسل لله تبارك وتعالى: "عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيُسقون" بعض الناس يقولون هذا دليل على أن الميت لا يستعان به، بدليل أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يتوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته، وإنما توسل بعم رسول الله، نقول وبمن توسل عمر؟.   

أتوسل بالعباس أم بعم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، توسل بالرسول، وبذلك أخذنا الحجة أن الوسيلة ليست مقصورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما تتعدى إلى أقاربه.    

وهنا يأتي سؤال لماذا نقل الأمر من رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى عم الرسول؟

نقول لأن رسول الله قد انتقل ولا ينتفع الآن بالماء، ولكن عمُّه العباس هو الحيُّ الذي ينتفع بالماء، لذلك كان التوسل بعم رسول الله صلى الله عليه وسلم.    

ولم يكن منطقيا أن يتوسلوا برسول الله عليه الصلاة والسلام وهو ميت ولا يحتاج إلى الماء، والذين أرادوا أن يأخذوا التوسل بذوي الجاه، نقول لهم أن الحديث ضدكم وليس معكم، لأنه أثبت أن التوسل جائز بمن ينتسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.    

لابد أن نتحدث كيف أن الحق سبحانه وتعالى بعد أن قابل بنو إسرائيل النعمة بالجحود والنكران فكيف يسقيهم؟، نقول إنها النبوة الرحيمة التي كانت السبب في تنزل الرحمة تلو الرحمة على بني إسرائيل، وكان طمع موسى في رحمة الله بلا حدود، ولذلك فإن الدعوات كانت تتوالى من موسى عليه السلام لقومه، وكانت الاستجابة من الله تأتي.    

كان من المفروض لاستكمال المعنى أن يقال وإذا استسقى موسى ربه لقومه فقال يا رب اسقهم، ولكن هذه لم تأت حذفت وجاء بعدها الإجابة: {وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ} [البقرة: 60]، إذن قوله يا رب اسق قومي واستجابة الله له محذوفة لأنها مفهومة، ولذلك جاء القرآن باللفتات الأساسية وترك اللفتات المفهومة لذكاء الناس، تماماً كما جاء في سورة النمل: الهدهد ذهب ورأى ملكة بلقيس وعرشها.    

وعاد إلى سليمان وأخبره.    

فطلب سليمان من الهدهد أن يلقي إلى ملكة سبأ وقومها كتاباً وقال: { ٱذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَٱنْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ * قَالَتْ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ إِنِّيۤ أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ } [النمل: 28-29.{

فسليمان أمر الهدهد أن يلقي كتاباً إلى بلقيس وقومها، والآية التي بعدها جاءت بقوله تعالى: قالت{ قَالَتْ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ إِنِّيۤ أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ } [النمل: 29] كل التفاصيل حذفت من أن الهدهد أخذ الكتاب وطار إلى ملكة سبأ وألقى الكتاب أمام عرشها، والتقطت بلقيس ملكة سبأ الكتاب وقرأته، ودعت قومها وبدأت تروي إليهم قصة الكتاب، كل هذا حُذف لأنه مفهوم.    

قال موسى: يا رب اسق قومي، والله سبحانه وتعالى قال له: إن أردت الماء لقومك، كل هذا محذوف، وتأتي الآية الكريمة: {فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ} [البقرة: 60.{

ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ} [البقرة: 60] لنا معها وقفة، الإنسان حين يستسقي الله، يطلب منه أن ينزل عليه مطراً من السماء، والحق تبارك وتعالى كان قادراً على أن ينزل على بني إسرائيل مطراً من السماء.    

ولكن الله جل جلاله أراد المعجزة، فقال سأمدكم بماء ولكن من جنس ما منعكم الماء وهو الحجر الموجود تحت أرجلكم، لن أعطيكم ماء من السماء، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يُرِي بني إسرائيل مدى الإعجاز، فأعطاهم الماء من الحجر الذي تحت أرجلهم.    

ولكن مَنْ الذي يتأثر بالضرب: الحجر أم العصا؟، العصا هي التي تتأثر وتتحطم والحجر لا يحدث فيه شيء، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد بضربة واحدة من العصا أن ينفلق الحج.

 ولذلك يقول الشاعر:
أيا هـازئاً من صـنوف القـدرْ
بنفســك تـعنف لا بالقــدرْ
ويا ضـارباً صخـرةً بالعصـا
ضربْتَ العصا أم ضربْتَ الحجرْ

إن انفجار الماء من ضربة العصا دليل على أن العصا أشارت فقط إلى الصخرة فتفجر منها الماء، وحتى لو كانت العصا من حديد، هل تكون قادرة على أن تجعل الماء ينبع من الحجر؟

فالحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلى أنه كان من الممكن أن ينزل الماء من السماء، ولكن الله أرادها نعمة مركبة، ليعلموا أنه يستطيع أن يأتي الماء من الحجر الصلب، وأن نبع الماء من متعلقات "كن".

هنا لابد أن ننظر إلى تعنت بني إسرائيل قالوا لموسى هب أننا في مكان لا حجر فيه.    

من أين ينبع الماء؟

لابد أن نأخذ معنا الحجر حتى إذا عطشنا نضرب الحجر بالعصا، ونسوا أن هناك ما يتم بالأسباب وما يتم بكلمة "كن"، ولذلك تجد مثلاً كبار الأطباء يحتارون في علاج مريض، ثم يشفى على يد طبيب ناشىء حديث التخرج، هل هذا الطبيب الناشىء يعرف أكثر من أساتذته الذين علموه؟

الجواب طبعاً لا.    

إن التلميذ لا يتفوق على أستاذه الذي علمه فليس العلاج بالأسباب وحدها ولكن بقدرة المسبب، ولذلك جاء موعد الشفاء على يد هذا الطبيب الناشىء، فكشف الله له الداء وألهمه الدواء.    

يقول الحق سبحانه وتعالى: {فَٱنفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً} [البقرة: 60] لماذا اثنتا عشرة عيناً.    

لأن اليهود كانوا يعيشون حياة انعزال.    

كل مجموعة منهم كانت تسمى "سبطاً" لها شيخ مثل شيخ القبيلة، والحق تبارك وتعالى يقول: {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ} [البقرة: 60] أي كل سبط أو مجموعة ذهبت لمشرب، نبعت العيون من الحجر وامتدت متشعبة إلى الأسباط جميعاً كل في مكانه، فإذا ما أخذوا حاجتهم ضرب موسى الحجر فيجف.    

ولذلك نعرف أن الحجر كان يعطيهم الماء على قدر الحاجة وكانت الجهة السفلى من الحجر الملامسة للأرض، والجهة العليا التي ضرب عليها بالعصا لم ينبع منهما شيء، أما باقي الجهات الأربع فقد نبع منها كل منها ثلاثة ينابيع.    

وهناك شيء في اللغة يسمونه اللفظ المشترك، وهو الذي يستخدم في معانٍ متعددة، فإذا قلت سقى القوم دوابهم من العين، العين هنا عين الماء، وإذا قلت أرسل الأمير عيونه في المدينة يعني أرسل جنوده، وإذا قلت اشتريته بعين أي بذهب، وإذا قلت نظر إليَّ بعينه شذراً أي ببصره، إذن كلمة عين تستخدم في أشياء متعددة، ومعناها هنا عين الماء الجارية.    

قوله تعالى: {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ} [البقرة: 60] أي أن كل سبط عرف مكانه الذي يلزمه، حتى لا يضيع من كل منهم الماء، ولكن الإنسان حينما يكون مضطراً يلتزم بما يطلبه الله منه ويكون ملتزماً بالأداء، فإذا فرج الله كربه وعادت إليه النعمة يعود إلى طغيانه، ولذلك يقول الحق جل جلاله فيها: {كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [البقرة: 60] أي لا يكون شكركم على النعمة بالإفساد في الأرض، واقرأ قوله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَٱشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ } [سبأ: 15-16.{

هنا نرى أن أهل سبأ رزقهم الله فأعرضوا عن شكره، كانوا يتيهون بالسد الذي يحفظ لهم مياه الأمطار، ويمدهم بما يحتاجون إليه منها طوال العام، وأخذوا يتفاخرون بعلمهم ونسوا الله الذي علمهم، فكان هذا السد هو النكبة أو الكارثة التي أهلكت زرعهم، كذلك حدث لبني إسرائيل، قيل لهم: {كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [البقرة: 60.{

فأفسدوا في الأرض ونسوا نعمة الله فنزل بهم العذاب.    



سورة البقرة: الآيات من 56-60 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة البقرة: الآيات من 56-60
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة البقرة: الآيات من 76-80
» سورة البقرة: الآيات من 156-160
» سورة البقرة: الآيات من 236-240
» سورة البقرة: الآيات من 81-85
» سورة البقرة: الآيات من 161-165

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: البقرة-
انتقل الى: