منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة البقرة: الآيات من 46-50

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 46-50 Empty
مُساهمةموضوع: سورة البقرة: الآيات من 46-50   سورة البقرة: الآيات من 46-50 Emptyالسبت 30 مارس 2019, 6:14 pm

الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [٤٦]

تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

بعد أن أوضح لنا الحق سبحانه وتعالى أن الصبر والصلاة كبيرة إلا على كل مَنْ خشع قلبه لله.      


فهو يُقبل عليها بحُبٍ وإيمان ورغبة.      


أراد أن يُعَرِّفَنَا مَنْ هم الخاشعون.      


فقال جل جلاله: {ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمْ} [البقرة: 46].


 ما هو الظن؟


سبق أن تحدثنا عن النسب.      


وقلنا هناك نسبة أنا جازم بها والواقع يصدقها.      


عندما أقول مثلاً: محمد مجتهد.      


فإذا كان هناك شخص اسمه محمد ومجتهد.      


أكون قد جزمت بواقع.      


فهذه نسبة مجزوم بها بشرط أن أستطيع أن أدلل على صدق ما أقول.      


فإذا كنت جازماً بالنسبة على صدق ما أقول، فهذا تقليد.      


مثلما يقول ابنك البالغ من العمر ست سنوات مثلاً: لا إله إلا الله محمد رسول الله.      


ولكن عقله الصغير لا يستطيع أن يدلل على ذلك، وإنما هو يقلد أباه أو مدرسيه.      


فإذا كنت جازماً بالشيء وهو ليس له وجود في الواقع، فهذا هو الجهل.      


والجاهل شر من الأمي.      


لأن الجاهل مؤمن بقضية لا واقع لها.      


ويدافع عنها.      


أما الأمي، فهو لا يعلم، ومتى علم فإنه يؤمن.      


ولذلك لابد بالنسبة للجاهل أن تخرج الباطل من قلبه أولاً ليدخل الحق.      


وإذا كانت القضية غير مجزوم بها ومتساوية في النفي والوجود، فإن ذلك يكون شكاً.     


 فإذا رجحت إحدى الكفتين على الأخرى يكون ذلك ظناً.      


والحق سبحانه وتعالى يقول: {ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ} [البقرة: 46] ولم يقل: الذين تيقنوا أنهم ملاقوا ربهم، لماذا لم يستخدم الحق تعالى لفظ اليقين وأبدله بالظن؟


لأن مجرد الظن أنك مُلاقٍ الله سبحانه وتعالى، كافٍ أن يجعلك تلتزم بالمنهج.      


فما بالك إذا كنت متيقنا.      


فمجرد الظن يكفي.     


 وإذا أردنا أن نضرب لذلك مثلاً -ولله المثل الأعلى- نقول: هب أنك سائر في طريق.      


وجاء شخص يخبرك بأن هذا الطريق فيه لصوص وقطاع طرق.      


فمجرد هذا الكلام يجعلك لا تمشي في هذا الطريق إلا إذا كنت مسلحاً ومعك شخص أو اثنان.      


فأنت تفعل ذلك للاحتياط.      


إذن فمجرد الظن دفعنا للاحتياط، إذن فقوله تعالى: {يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمْ} [البقرة: 46].


فمجرد أن القضية راجحة، هذا يكفي لاتباع منهج الله.      


فتقي نفسك من عذاب عظيم.      


ويقول المعرّي في آخر حياته:

زعم المنجّم والطبيب كلاهما لا تحشر

الأجساد قلتُ إليكما إن صحّ قولكما فلسْت بخاسرٍ

أو صح قولي فالخسارُ عليكما

فكل مكذب بالآخرة خاسر.      


والنفس البشرية لابد أن تحتاط للقاء الله.      


وأن تعترف أن هناك حشراً وتعمل لذلك.      


والحق سبحانه وتعالى يقول: {ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 46]


والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى أمر يقيني.      


فما دمت قد جئت إلى الدنيا مخلوقاً من الله، فأنت لا محالة سترجع إليه.      


وهذا اليوم، يجب أن نحتاط له حيطة كبرى، وأن نترقبه لأنه يوم عظيم، والحق سبحانه يقول: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ } [الحج: 1-2].


ويقول جل جلاله: { فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ ٱلْوِلْدَانَ شِيباً } [المزمل: 17].


إذا كان هذا حالنا يوم القيامة، فكيف لا يكفي مجرد الظن لأن نتمسك بمنهج الله.      


ونحن نحتاط لأحداث دنيوية لا تساوي شيئاً بالنسبة لأهوال يوم القيامة.      


إن الظن هنا بأننا سنلاقي الله تعالى يكفي لأن نعمل له ألف حساب.    



سورة البقرة: الآيات من 46-50 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في السبت 30 مارس 2019, 6:55 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 46-50 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 46-50   سورة البقرة: الآيات من 46-50 Emptyالسبت 30 مارس 2019, 6:45 pm

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ [٤٧]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
يدَّعي بعض الناس أن هناك تكراراً للآيات السبع التي سبق فيها تذكير بني إسرائيل.     

نقول: لا.     

لم تتكرر هذه الآيات، وهي قوله تعالى: { يَابَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَٱرْهَبُونِ * وَآمِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُوۤاْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَٱتَّقُونِ * وَلاَ تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ * أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ ٱلْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَاشِعِينَ * ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } [البقرة: 40-46].

هذه الآيات السبع كلها تذكر بني إسرائيل برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي جاء وصف صفاته وزمنه في التوراة ولتذكيرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو نعمة إليهم وإلى الناس جميعاً.     

وإذا كان الله قد فضل بني إسرائيل بأن أرسل إليهم رسلاً.     

فليس معنى ذلك أن ينكروا نعمة الله عليهم بالرسول الخاتم.     

وبما أن أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرت في التوراة وطلب منهم أن يؤمنوا به وينصروه؛ فإن عدم إيمانهم به هو كفر بالتوراة.     

كما أن الإنجيل بَشَّرَ بمحمد صلى الله عليه وسلم وطلب منهم أن يؤمنوا به.     

فعدم إيمانهم به كفر بالإنجيل.     

وقوله تعالى: {ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِي ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} [البقرة: 47] أي اذكروا أنني جعلت في كتابكم ما يثبت صدق محمد صلى الله عليه وسلم في نبوته.     

والمعنى اذكروا نعمتي بأني فضلتكم على العالمين ممَّنْ عاصروكم وقت نزول رسالة موسى.     

وجعلت منكم الأنبياء.     

وما دام الحق سبحانه وتعالى قد فضلهم على العالمين، فكيف يَمُنُّ عليهم؟

نقول المَنُّ هنا لشدة النكاية بهم.     

فالله سبحانه وتعالى لشدة معصيتهم وكفرهم جعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت.     

واقرأ قوله تعالى: { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعْتَدَواْ مِنْكُمْ فِي ٱلسَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } [البقرة: 65].

وقوله تعالى: { قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ ٱلْقِرَدَةَ وَٱلْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّاغُوتَ أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ } [المائدة: 60].

فالله سبحانه وتعالى يبين لنا كيف كفر بنو إسرائيل بأنبيائهم وقتلوهم رغم أن الله تعالى أعطاهم خيراً كثيراً، لكنهم نكثوا العهد، فاستحقوا العذاب.     

فهم لم يجعلوا نعمة الله عليهم سبباً في إخلاصهم والإيمان به سبحانه وتصديق منهجه، وتصديق الرسول الخاتم الذي ذُكر عندهم في التوراة.     

كان يجب أن يؤمنوا بالله وأن يذكروا نعمه الكثيرة التي تفضل بها عليهم.    

والحق يريد أن يلفتنا إلى أنه ما دام قد أنعم عليهم، فلا يظنون أنهم غير مطالبين بالإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام.     

إنما كان لابد أن يفهموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ليصحح لهم كتابهم، ويوضح لهم الطريق الصحيح، فكان يجب عليهم أن ينصروه.     

والنعمة لا يمكن أن تستمر مع الكفر بها، وحتى لا نظن أن الله سبحانه وتعالى قد قسا عليهم بأن جعلهم أمما متفرقة في الأرض كلها.     

ثم بعد ذلك يُجْمَعون في وطن واحد ليقتلوا، واقرأ قوله تعالى: { وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ، } [الإسراء: 104].

أي أرض تلك التي طلب الله سبحانه وتعالى من بني إسرائيل أن يسكنوها؟

ما دام الحق سبحانه وتعالى قال: {ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ} [البقرة: 47] فهل الأرض كل الأرض.     

وهل تكون الأرض كلها وطناً لليهود؟ طبعاً لا.     

ولكن الحق سبحانه كتب عليهم أن يتفرَّقوا في الأرض.     

فلا تكون لهم دولة إلا عندما يشاء الله أن يجمعهم في مكان واحد، ثم يُسلّط عليهم عباده المؤمنين.     

والحق سبحانه وتعالى يقول: { وَقَضَيْنَآ إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي ٱلأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ ٱلدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً } [الإسراء: 4-6].

هذه هي المرة الأولى التي انتصر فيها المسلمون على اليهود.     

يقول الحق سبحانه وتعالى: { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ } [الإسراء: 6].

وما دام الحق سبحانه وتعالى قال عليهم فهي على المسلمين.     

لأنهم هم الذين انتصروا على اليهود.     

وقوله تعالى: { وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ } [الإسراء: 6] معناها أنهم ينتصرون على المسلمين وهذا ما هو حادث الآن، وما شاهدناه وما نشاهده في الفترة الأخيرة.     

أي أن المدد والقوة تأتيهم من الخارج وليس من ذاتهم.     

ونحن نرى أن إسرائيل قائمة على جلب المهاجرين اليهود من الدول الأخرى، وجلب الأموال والمساعدات من الدول الأخرى أيضاً.     

أي أن كل هذا يأتيهم بمدد من الخارج، وإسرائيل لا تستطيع أن تعيش إلا بالمهاجرين إليها، وبالمعونات التي تأتيها.     

فالمدد لابد أن يأتي من الخارج.    

إذا كانت هناك معركة وطلب قائد المدد، فمعناه أنه يريد رجالاً يأتونه من خارج أرض المعركة ليصبحوا مدداً وقوة لهذا الجيش.     

وقوله تعالى: { وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً } [الإسراء: 6] النفير هو الصوت العالي الذي يجذب الانتباه.     

ونحن نرى الآن أن إسرائيل تسيطر على وسائل الإعلام والدعاية في العالم، وأن صوتها عال ومسموع، ويقول الحق سبحانه وتعالى: { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ } [الإسراء: 7]

ومعنى هذا أن المسجد الأقصى سيضيع من المسلمين ويصبح تحت حكم اليهود فيأتي المسلمون ويحاربونهم ويدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.    

ويقول الله تعالى: { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } [الإسراء: 7] واللفيف هو الجمع غير المتجانس الذي يتنافر مع نفسه ومع مَنْ حوله.     

وبما أن الله سبحانه وتعالى قد قضى أن يحدث قتال بين اليهود وبين المسلمين، يستعيد فيه المسلمون المسجد الأقصى.     

فكان لابد أن يجمعهم في مكان واحد.     

لأنهم لو بقوا كجاليات متفرقة في كل دول العالم ومعزولة عن المجتمعات التي يعيشون فيها لاقتضى ذلك أن يحارب المسلمون العالم كله.     

ولكن الله سبحانه وتعالى سيأتي بهم من كل دولة إلى المكان الذي فيه بيت المقدس حتى يمكن أن يحاربهم المسلمون، وأن يدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة.    

فالحق سبحانه وتعالى يذكر بني إسرائيل بنعمه عليهم.     

وبمعاصيهم وكفرهم حتى لا يقول أحد إن الله سبحانه كان قاسياً عليهم لأنهم هم الذين كفروا، وهم الذين عصوا وأفسدوا في الأرض.

فاستحقوا هذا العقاب من الله سبحانه وتعالى.



سورة البقرة: الآيات من 46-50 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 46-50 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 46-50   سورة البقرة: الآيات من 46-50 Emptyالسبت 30 مارس 2019, 6:47 pm

وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ [٤٨]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
قوله تعالى: {وَٱتَّقُواْ يَوْماً} يذكرهم بهذا اليوم.     

وهو يوم القيامة الذي لا ينفع الإنسان فيه إلا عمله، ويطلب الحق سبحانه وتعالى منهم أن يجعلوا بينهم وبين صفات الجلال للهتعالى في ذلك اليوم وقاية.    

إن هناك آية أخرى تقول: { وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } [البقرة: 123].

وهذه الآية وردت مرتين.     

وصدر الآيتين متفق.     

ولكن الآية الأولى تقول: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ} والآية الثانية: { وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } [البقرة: 123] هل هذا تكرار؟ نقول لا.     

والمسألة تحتاج إلى فهم.     

فالآيتان متفقتان في مطلعهما: في قوله تعالى: {وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً}.

ففي الآية الأولى قدم الشفاعة وقال: لا يقبل.     

والثانية أخَّرَ الشفاعة وقال لا تنفع.     

الشفاعة في الآية الأولى مقدمة، والعدل متأخر، وفي الآية الثانية العدل مقدم والشفاعة مؤخرة، وفي الآية الأولى لا يقبل منها شفاعة، وفي الآية الثانية، لا تنفعها شفاعة.     

والمقصود بقوله تعالى: {وَٱتَّقُواْ يَوْماً} هو يوم القيامة الذي قال عنه سبحانه وتعالى: { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } [الانفطار: 19].

وقوله تعالى: {لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً} كم نفسا هنا؟ إنهما اثنتان.     

نفس عن نفس.     

هناك نفس أولى ونفس ثانية.     

فما هي النفس الأولى؟

النفس الأولى هي الجازية.     

والنفس الثانية، هي المجزي عنها، ومادام هناك نفسان فقوله تعالى: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} هل من النفس الأولى أم الثانية؟ إذا نظرت إلى المعنى فالمعنى: أنه سيأتي إنسان صالح في يوم القيامة ويقول يا رب أنا سأجزي عن فلان أو أغني عن فلان أو أقضي حق فلان.     

النفس الأولى أي النفس الجازية تحاول أن تتحمل عن النفس المجزي عنها.     

ولكي نقرب المعنى -ولله المثل الأعلى- نفترض أن حاكماً غضب على أحد من الناس وقرر أن ينتقم منه أبشع انتقام.     

يأتي صديق لهذا الحاكم ويحاول أن يجزي عن المغضوب عليه.     

فبما لهذا الرجل من منزلة عند الحاكم يحاول أن يشفع للطرف الثالث. 
 
وفي هذه الحالة إما أن يقبل شفاعته أو لا يقبلها.     

فإذا لم يقبل شفاعته فإنه سيقول للحاكم أنا سأسدد ما عليه، أي سيدفع عنه فدية، ولا يتم ذلك إلا إذا فسدت الشفاعة.     

فإذا كانت المسألة وفي يوم القيامة ومع الله سبحانه وتعالى، يأتي إنسان صالح ليشفع عند الله تبارك وتعالى لإنسان أسرف على نفسه.

فلابد أن يكون هذا الإنسان المشفع من الصالحين حتى تقبل شفاعته عند الحق جل جلاله.     

واقرأ قوله سبحانه: { مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِه، } [البقرة: 255].

وقوله تعالى: { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } [الأنبياء: 28].

والإنسان الصالح يحاول أن يشفع لمَنْ أسرف على نفسه فلا تقبل شفاعته ولا يؤخذ منه عدل ولا يسمح لها بأي مساومة أخرى.   

إذن لا يتكلم عن العدل في الجزاء إلا إذا فشلت الشفاعة.     

هنا الضمير يعود إلى النفس الجازية.     

أي التي تتقدم للشفاعة عند الله.     

فيقول الحق سبحانه وتعالى: {لاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} فلا يقبل منها أي مساومة أخرى.     

ويقول سبحانه: {وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ}.     

وهذا ترتيب طبيعي للأحداث.     

وفي الآية الثانية يتحدث الله تبارك وتعالى عن النفس المجزي عنها قبل أن تستشفع بغيرها وتطلب منه أن يشفع لها.     

لابد أن تكون قد ضاقت حيلها وعَزَّت عليها الأسباب.     

فيضطر أن يذهب لغيره.     

وفي هذا اعتراف بعجزه.     

فيقول يا رب ماذا أفعل حتى أُكَفَّرَ عن ذنوبي فلا يقبل منه.     

فيذهب إلى مَنْ تقبل منهم الشفاعة فلا تقبل شفاعتهم.     

وإذا أردنا أن نضرب لذلك مثلاً من القرآن الكريم فاقرأ قول الحق تبارك وتعالى: { وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ } [السجدة: 12].

هؤلاء هم الذين يطلبون العدل من الله.     

بأن يعيدهم إلى الدنيا ليُكَفِّرُوا عن سيئاتهم.     

ويعملوا عملاً صالحاً ينجيهم من العذاب.   

ذلك أن الحسنات يذهبن السيئات.     

فماذا كان رد الحق سبحانه وتعالى عليهم.     

قال جل جلاله: { فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَآ إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُـواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [السجدة: 14].

فهم عرضوا أن يُكَفِّرُوا عن سيئاتهم؛ بأن طلبوا العودة إلى الدنيا ليعملوا صالحاً.     

فلم يقبل الله سبحانه وتعالى منهم هذا العرض.     

اقرأ قوله تبارك وتعالى: { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } [الأعراف: 53].

 لقد طلب هؤلاء الشفاعة أولاً ولم تقبل.     

فدخلوا في حد آخر وهو العدل فلم يؤخذ مصداقاً لقوله تعالى: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ}، وهكذا نرى الاختلاف في الآيتين.     

فليس هناك تكرار في القرآن الكريم.     

ولكن الآية التي نحن بصددها تتعلق بالنفس الجازية، أو التي تريد أن تشفع لمَنْ أسرف على نفسه: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} [البقرة: 48].

والآية الثانية: { لاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ } [البقرة: 123].

أي أن الضمير هنا عائد على النفس المجزي عنها.     

فهي تقدم العدل أولاً: { فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً }[السجدة: 12] فلا يقبل منها، فتبحث عن شفعاء فلا تجد ولا تنفعها شفاعة.     

وهذه الآيات التي أوردناها من القرآن الكريم كلها تتعلق بيوم القيامة على أن هناك مثلاً آخر في قوله تعالى: { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلاَدَكُمْ مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ، } [الأنعام: 151].

والآية الثانية في قوله سبحانه: { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم } [الإسراء: 31].

يقول بعض الناس إنَّ {نَرْزُقُكُمْ} في الآية الأولى و {نَرْزُقُهُمْ} في الآية الثانية من جمال الأسلوب.     

نقول لا.     

قوله تعالى: { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلاَدَكُمْ مِّنْ إمْلاَقٍ } [الأنعام: 151] أي من فقر موجود.     

وما دام الفقر موجوداً فالإنسان لا يريد أولاداً ليزداد فقره.     

ولذلك قال له الحق سبحانه وتعالى: { نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم } [الإسراء: 31]

أي أن مجيء الأولاد لن يزيدكم فقراً.     

لأن لكم رزقكم ولهم رزقهم.     

وليس معنى أن لهم رزقهم أن ذلك سينقص من رزقكم.     

فللأب رزق وللولد رزق.     

أما في الآية الثانية: { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ } [الإسراء: 31] فكأن الفقر غير موجود.     

ولكنه يخشى إنْ رُزِقَ بأولاد يأتيه الفقر.     

يقول له الحق: { نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم } [الإسراء: 31].

أي أن رزقهم سيأتيهم قبل رزقكم.     

فعندما تقرأ قول الله سبحانه وتعالى: {وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً} مكررة في الآيتين لا تظن أن هذا تكرار.     

لأن إحداهما ختامها: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ}.     

والثانية: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ}.     

فالضمير مختلف في الحالتين.     

مرة يرجع إلى النفس الجازية فقدم الشفاعة وأخَّر العدل.     

ولكن في النفس المجزي عنها يتقدم العدل وبعد ذلك الشفاعة.     

الحق سبحانه وتعالى يقول: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ وَٱخْشَوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً، } [لقمان: 33].

أي أن الإنسان لا يمكن أن يجزى عن إنسان مهما بلغت قرابته، لا يجزي الولد عن أمه أو أبيه.     

أو يجزي الوالد عن أولاده.     

واقرأ قوله تبارك وتعالى: { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [عبس: 34-37].

وقول الحق سبحانه وتعالى: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}: {وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ}.     

العدل هو المقابل.     

كأن يقول المسرف على نفسه يا رب فعلت كذا وأسرفت على نفسي فأعدني إلى الدنيا أعمل صالحاً.     

وكلمة العدل مرة تأتي بكسر العين وهي مقابل الشيء من جنسه.     

أي أن يعدل القماش قماش مثله ويعدل الذهب ذهب مثله.     

وعدل بفتح العين مقابل الشيء ولكن من غير جنسه.     

والعدل معناه الحق والعدل لا يكون إلا بين خصمين.     

ومعناه الإنصاف ومعناه الحق.     

والحق هو الشيء الثابت الذي لا يتغير.     

وإنك لا تتحيز لجهة على حساب جهة أخرى.     

ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يجلس مع أصحابه يوزع نظره إلى كل الجالسين حتى لا يقال إنه مهتم بواحد منهم عن الآخر.     

ولابد أن نعرف ما هي النفس.     

كلمة النفس إذا وردت في القرآن الكريم.     

فافهم أن لها علاقة بالروح.     

حينما تتصل الروح بالمادة وتعطيها الحياة توجد النفس.     

المادة وحدها قبل أن تتصل بها الروح تكون مقهورة ومنقادة مسبحة لله.     

فلا تقل الحياة الروحية والحياة المادية، لأن الروح مُسَبِّحة والمادة مُسَبِّحة.     

ولكن عندما تلتقي الروح بالمادة وتبدأ الحياة وتتحرك الشهوات يبدأ الخلل.     

والموت يترتب عليه خروج الروح من الجسد.     

الروح تذهب إلى عالمها التسخيري، والمادة تذهب إلى عالمها التسخيري.     

وذلك يجعلنا نفهم قول الحق سبحانه وتعالى: { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [النور: 24].

لماذا تشهد؟ لأنها لم تعد مسخرة للإنسان تتبع أوامره في الطاعة والمعصية.     

فحواسك مسخرة لك بأمر الله في الحياة الدنيا وهي مسبحة وعابدة.

فإذا أطاعتك في معصية فإنها تلعنك لأنك أجبرتها على المعصية فتأتي يوم القيامة وتشهد عليك.     

والله سبحانه وتعالى يقول: { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } [الشمس: 7-8].

ولقد شاع عند الناس لفظ الحياة المادية والحياة الروحية.     

لأن الحياة الروحية تختلف عن الروح التي في جسدك.     

وهي تنطبق على الملائكة مصداقاً لقوله تعالى: { نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ } [الشعراء: 193].

وقوله جل جلاله: { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا، } [الشورى: 52].

هذه هي الروح التي فيها النقاء والصفاء.     

وقوله تعالى: {وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ} [البقرة: 48].

أي أن الله سبحانه وتعالى إذا اقضى عليهم العذاب لا يستطيع أحد نصرهم أو وقف عذابهم.     

لا يمكن أن يحدث هذا لأن الأمر كله لله.    



سورة البقرة: الآيات من 46-50 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 46-50 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 46-50   سورة البقرة: الآيات من 46-50 Emptyالسبت 30 مارس 2019, 6:50 pm

وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ [٤٩]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
بعد أن حذر الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل من يوم لا تنفع فيه الشفاعة.     

أراد أن يذكرهم بفضله عليهم وبنعمه.     

قوله تعالى: {وَإِذْ} هي ظرف لشيء وسبق أن قلنا إن الظرف نوعان.

لأن كل حدث من الأحداث يحتاج إلى زمان يقع فيه وإلى مكان يقع فيه.     

وعندما أقول لك اجلس مكانك.     

هذا الظرف يراد به المكان.     

وعندما يخاطب الله عز وجل عباده: أذكر إذ فعلت كذا.     

أي اذكر وقت أن فعلت كذا ظرف زمان.    

وقول الحق تبارك وتعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم} أي اذكروا الوقت الذي نجاكم فيه من فرعون.     

والآية التي نحن بصددها وردت ثلاث مرات في القرآن الكريم.     

قوله تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة: 49].

{ { وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ، } [الأعراف: 141].

 وقوله جل جلاله في سورة إبراهيم: { إِذْ أَنجَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ، } [إبراهيم: 6].

الاختلاف بين الأولى والثانية هو قوله تعالى في الآية الأولى: {يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ}.     

وفي الثانية: {يُقَتِّلُونَ أَبْنَآءَكُمْ}.     

"ونجينا" في الآية الأولى، "وأنجينا" في الآية الثانية.     

ما الفرق بين نجينا وأنجينا؟ هذا هو الخلاف الذي يستحق أن تتوقف عنده، في سورة البقرة: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ}، الكلام هنا من الله، أما في سورة إبراهيم فنجد: { ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ } [إبراهيم: 6].

الكلام هنا كلام موسى عليه السلام.     

ما الفرق بين كلام الله سبحانه وتعالى وكلام موسى؟.    

إن كلام موسى يحكي عن كلام الله.     

إن الله سبحانه وتعالى حين يَمْتَنُّ على عباده يمتن عليهم بقمم النعمة، ولا يمتن بالنعم الصغيرة.     

والله تبارك وتعالى حين امتن على بني إسرائيل قال: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ} [البقرة: 49].

ولم يتكلم عن العذاب الذي كان يلاقيه قوم موسى من آل فرعون.     

إنهم كانوا يأخذونهم أجراء في الأرض ليحرثوا وفي الجبال لينحتوا الحجر وفي المنازل ليخدموا.     

ومن ليس له عمل يفرضون عليه الجزية.     

ولذلك كان اليهود يمكرون ويسيرون بملابس قديمة حتى يتهاون فرعون في أخذ الجزية منهم.     

وهذا معنى قول الحق سبحانه وتعالى: { وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلْمَسْكَنَةُ، } [البقرة: 61].

أي أنهم يتمسكنون ويظهرون الذلة حتى لا يدفعوا الجزية.     

ولكن الحق سبحانه وتعالى لم يمتن عليهم بأنه أنجاهم من كل هذا العذاب.     

بل يمتن عليهم بقمة النعمة.     

وهي نجاة الأبناء من الذبح واستحياء النساء؛ لأنهم في هذه الحالة ستستذل نساؤهم ورجالهم.     

فالمرأة لا تجد رجلاً يحميها وتنحرف.     

كلمة (نجَّى) وكلمة (أنجى) بينهما فرق كبير.     

كلمة (نَجَّى) تكون وقت نزول العذاب.     

وكلمة (أنجى) يمنع عنهم العذاب.     

الأولى للتخليص من العذاب والثانية يبعد عنهم عذاب فرعون نهائياً.

ففضل الله عليهم كان على مرحلتين.     

مرحلة أنه خلصهم من عذاب واقع عليهم.     

والمرحلة الثانية أنه أبعدهم عن آل فرعون فمنع عنهم العذاب.     

قوله تعالى: {يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ} [البقرة: 49].

 ما هو السوء؟

إنه المشتمل على ألوان شتى من العذاب كالجلد والسخرة والعمل بالأشغال الشاقة.    

ما معنى يسوم؟

يقال سام فلان خصمه أي أذله وأعنته وأرهقه.     

وسام مأخوذة من سام الماشية نتركها ترعى.     

لذلك سميت بالسام أي المتروكة.     

وعندما يقال إن فرعون يسوم بني إسرائيل سوء العذاب.     

معناها أن كل حياتهم ذل وعذاب، فتجد أن الله سبحانه وتعالى عندما يتكلم عن حكام مصر من الفراعنة يتكلم عن فراعنة قدماء كانوا في عهد عاد وعهد ثمود.     

واقرأ قوله تعالى: { وَٱلْفَجْرِ * وَلَيالٍ عَشْرٍ * وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ * وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ * أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ * ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ * وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ * ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ * فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ } [الفجر: 1-12].

أي أن الله تبارك وتعالى جاء بحضارة الفراعنة وقدماء المصريين بعد عاد وثمود.     

وهذا دليل على أن حضارة عاد وثمود قديمة.     

والله سبحانه وتعالى وصف عاداً بأنها التي لم يخلق مثلها في البلاد.

أي أنها حضارة أرقى من حضارة قدماء المصريين.    

 قد يتساءل بعض الناس كيف يصف الله سبحانه وتعالى عاداً بأنها التي لم يخلق مثلها في البلاد مع أنه يوجد الآن حضارات متقدمة كثيرة.    

نقول إن الله قد كشف لنا حضارة الفراعنة وآثارهم.     

ولكنه أخفى عنا حضارة عاد.     

ولقد وجدنا في حضارة الفراعنة أشياء لم نصل إليها حتى الآن.     

مثل براعتهم في تحنيط الموتى والمحافظة على الجثث، وبناء الأهرامات وغير ذلك.     

وبما أن حضارة عاد كانت أرقى من حضارة الفراعنة.     

فإنها تكون قد وصلت إلى أسرار ما زالت خافية على العالم حتى الآن.     

ولكنا لا نعرف شيئاً عنها، لأن الله لم يكشف لنا آثارها.     

ولقد تحدث الحق تبارك وتعالى عن الفراعنة باسم فرعون، وتكلم عنهم في أيام موسى باسم آل فرعون.     

ولكن الزمن الذي كان بين عهدي يوسف وموسى لم يسم ملك مصر فرعون، إنما سماه العزيز الذي هو رئيس الوزراء ورئيسه الملك. 

وقال الحق تبارك وتعالى: { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِي بِهِ، } [يوسف: 50].

 إذن فالحاكم أيام يوسف كان يسمى ملكاً ولم يسم فرعون.     

بينما حكام مصر قبل يوسف وبعده كانوا يلقبون بفرعون.     

ذلك لأنه قبل عهد يوسف عليه السلام حكم مصر الهكسوس أهل بني إسرائيل.     

فقد أغاروا على مصر وانتصروا على الفراعنة، وحكموا مصر سنوات حتى تجمع الفراعنة وطردوهم منها.     

والغريب أن هذه القصة لم تعرف إلا بعد اكتشاف حجر رشيد، وفك رموز اللغة الهيروغليفية.     

وكان ملوك الهكسوس من الرُّعاة الذين استعمروا مصر فترة، ولذلك نرى في قصة يوسف عليه السلام قول الله سبحانه وتعالى: { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِي بِهِ } [يوسف: 50].

وهكذا نعلم أن القرآن الكريم قد روى بدقة قصة كل حاكم في زمنه.

وصف الفراعنة بأنهم الفراعنة، ثم جاء الهكسوس فلم يكن هناك فرعون ولكن كان هناك ملك.     

وعندما جاء موسى كان الفراعنة قد عادوا لحكم مصر.     

فإذا كان هذا الأمر لم نعرفه إلا في مطلع القرن الخامس.     

عندما اكتشف الفرنسيون حجر رشيد، ولكن القرآن أَرَّخَ له التاريخ الصحيح منذ أربعة عشر قرناً.     

وهذه معجزة تنضم لمعجزات كبيرة في القرآن الكريم عن شيء كان مجهولاً وقت نزول القرآن وأصبح معلوماً الآن.     

لنجد أن القرآن جاء به في وضعه الصحيح والسليم.     

بعد أن تحدثنا عن الفرق بين نجيناكم وأنجيناكم.     

نتحدث عن الفرق بين {يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ}.     

و {يُقَتِّلُونَ أَبْنَآءَكُمْ}، الذبح غير القتل، الذبح لابد فيه من إراقة دماء، والذبح عادة يتم بقطع الشرايين عند الرقبة، ولكن القتل قد يكون بالذبح أو بغيره كالخنق والإغراق.     

كل هذا قتل ليس شرطاً فيه أن تسفك الدماء.    

والحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلى أن فرعون حينما أراد أن ينتقم من ذرية بني إسرائيل انتقم منهم انتقامين، انتقاماً لأنهم كانوا حلفاء للهكسوس وساعدوهم على احتلال مصر.     

ولذلك فإن ملك الهكسوس اتخذ يوسف وزيراً.     

فكأن الهكسوس كانوا موالين لبني إسرائيل.     

وعندما انتصر الفراعنة انتقموا من بني إسرائيل بكل وسائل الانتقام.

قتلوهم وأحرقوا عليهم بيوتهم.    

أما مسألة الذبح في قوله تعالى: {يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ} فلقد رأى فرعون ناراً هبت من ناحية بيت المقدس فأحرقت كل المصريين ولم ينج منها غير بني إسرائيل.     

فلما طلب فرعون تأويل الرؤيا.     

قال له الكهان يخرج من ذرية إسرائيل ولد يكون على يده نهاية ملكك.     

فأمر القوابل (الدايات) بذبح كل مولود ذكر من ذرية بني إسرائيل. 

ولكن قوم فرعون الذين تعودوا السلطة قالوا لفرعون: إن بني إسرائيل يوشك أن ينقرضوا وهم يقومون بالخدمات لهم.     

فجعل الذبح سنة والسنة الثانية يبقون على المواليد الذكور.     

وهارون ولد في السنة التي لم يكن فيها ذبح فنجا.     

وموسى ولد في السنة التي فيها ذبح فحدث ما حدث.     

إذن سبب الذبح هو خوف فرعون من ضياع ملكه.     

وفرض الذبح حتى يتأكد قوم فرعون من موت المولود.     

ولو فعلوه بأي طريقة أخرى كأن ألقوه من فوق جبل أو ضربوه بحجر غليظ أو طعنوه بسيف أو برمح قد ينجو من الموت.     

ولكن الذبح يجعلهم يتأكدون من موته في الحال فلا ينجو أحد.    

والحق يقول: {يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ} [البقرة: 49].

كلمة الابن تطلق على الذكر، ولكن الولد يطلق على الذكر والأنثى.

ولذلك كان الذبح للذكور فقط.     

أما النساء فكانوا يتركونهن أحياء.    

ولكن لماذا لم يقل الحق تبارك وتعالى يذبحون أبناءكم ويستحيون بناتكم بدلاً من قوله يستحيون نساءكم.     

الحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلى أن الفكرة من هذا هو إبقاء عنصر الأنوثة يتمتع بهن آل فرعون.     

لذلك لم يقل بنات ولكنه قال نساء.     

أي أنهم يريدونهن للمتعة وذلك للتنكيل ببني إسرائيل.     

ولا يقتل رجولة الرجل إلا أنه يرى الفاحشة تصنع في نسائه.     

والحق سبحانه وتعالى يقول: {وَفِي ذَلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة: 49].

ما هو البلاء؟

بعض الناس يقول إن البلاء هو الشر.     

ولكن الله تبارك وتعالى يقول: { وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } [الأنبياء: 35].

إذن هناك بلاء بالخير وبلاء بالشر.     

والبلاء كلمة لا تخيف.     

أما الذي يخيف هو نتيجة هذا البلاء؛ لأن البلاء هو امتحان أو اختبار.

إن أديته ونجحت فيه كان خيراً لك.     

وأن لم تؤده كان وبالاً عليك.     

والحق سبحانه وتعالى يقول في خليله إبراهيم:  { وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً، } [البقرة: 124].

فإبراهيم نجح في الامتحان، والبلاء جاء لبني إسرائيل من جهتين، بلاء الشر بتعذيبهم وتقتيلهم وذبح أبنائهم، وبلاء الخير بإنجائهم من آل فرعون.    

ولقد نجح بنو إسرائيل في البلاء الأول.     

وصبروا على العذاب والقهر وكان بلاءً عظيماً، وفي البلاء الثاني فعلوا أشياء سنتعرض لها في حينها.    



سورة البقرة: الآيات من 46-50 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 46-50 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 46-50   سورة البقرة: الآيات من 46-50 Emptyالسبت 30 مارس 2019, 6:52 pm

وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ [٥٠]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
مرة ثانية تأتي {وَإِذْ}.     

ويأتي الإنجاء وسيلة.     

هذه الوسيلة ذكرتها الآية الكريمة.     

فقد خرج موسى وقومه وكانوا ستمائة ألف كما تقول الروايات.     

وعرف فرعون بخروجهم فخرج وراءهم على رأس جيش من ألف ألف (مليون).     

عندما رآهم قوم موسى كما يروي لنا القرآن الكريم: { قَالُوۤاْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا، } [الأعراف: 129].

وقال لهم موسى كما جاء في الكتاب العزيز: { عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } [الأعراف: 129].

وعندما جاء قوم فرعون بعددهم الضخم يقاومون قوم موسى وتراءى الجمعان أي أنهم رأوهم رؤية العين قال قوم موسى: { إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } [الشعراء: 61].

وهذا كلام منطقي.     

فأمامهم البحر ووراءهم فرعون وجنوده.     

ولكن حين تخرج الأحداث من نطاق الأسباب إلى قدرة المُسَبِّب فهي لا تخضع لأسباب الكون.    

ولذلك قال لهم موسى بملء فمه: { قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } [الشعراء: 62].

وبذلك نقل المسألة من الأسباب إلى المسبب تبارك وتعالى.     

فبمنطق الأحداث يكون فرعون وجنوده سيدركونهم.     

ولكن بمنطق الحق سبحانه وتعالى فإنه سيهيئ لهم طريق النجاة.    

وأوحى الله سبحانه وتعالى إلى موسى بأن يضرب بعصاه البحر فانفلق.     

وهكذا توقف قانون الماء وهو الاستطراق والسيولة.     

وانفلق البحر وأصبح كل جزء منه كالجبل.     

ذرات الماء تماسكت مع بعضها البعض لتكون جبلين كبيرين بينهما يابس يمر منه بنو إسرائيل.     

هذا هو معنى قوله تعالى: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ ٱلْبَحْرَ} [البقرة: 50] والفرق هو الفصل بين شيئين، وإذا كان البحر قد انشق، فأين ذهب الطين المبتل في قاع البحر؟، قالوا إن الله أرسل ريحاً مرت عليه فجففته.

ولذلك قال الحق جل جلاله: { طَرِيقاً فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً } [طه: 77].

ويقال إنه حين كان موسى وقومه يعبرون البحر سألوا عن بقية إخوانهم.     

فقال لهم موسى إنهم في طرق أخرى موازية لطريقنا.     

قالوا نريد أن نطمئن عليهم.    

فرفع موسى يده إلى السماء وقال اللهم أَعِنِّي على أخلاقهم السيئة.

فأوحى الله إلى موسى أن يضرب بعصاه الحواجز فانفتحت طاقة بين كل ممر.     

فكانوا يرون بعضهم بعضاً.    

وعندما رأى موسى عليه السلام فرعون وجيشه يتجهون إلى البحر ليعبروه.     

أراد أن يضرب البحر ليعود إلى السيولة.     

فلا يلحق بهم آل فرعون.     

ولكن الله أوحى إليه: { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ } [الدخان: 24].

أي اترك البحر على ما هو عليه.     

حتى يتبعكم قوم فرعون.     

ظانين أنهم قادرون على أن يسلكوا نفس الطريق ويمشوا فيه.     

وحينما يكون أولهم قريباً من شاطئكم وآخرهم عند الشاطئ الآخر. 

أعيد الماء إلى استطراقه.     

فأكون قد أنجيت وأهلكت بالسبب الواحد.     

فالحق سبحانه وتعالى يريد أن يمنَّ على بني إسرائيل بأنه أنجاهم من العذاب وأهلك عدوهم.     

فكان العطاء عطاءين.     

عطاء إيجاب بأن أنجاهم.     

وعطاء سلب بأن أهلك عدوهم.     

وقوله تعالى: {وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ} [البقرة: 50] في هذه الآية لم يتحدث الحق جل جلاله عن فرعون.     

وإنما تحدث عن إغراق آل فرعون.     

لماذا؟ لأن آل فرعون هم الذين أعانوه على جبروته وبطشه وطغيانه.     

هم الأداة التي استخدمها لتعذيب بني إسرائيل.     

والله سبحانه وتعالى أراد أن يرى بنو إسرائيل آل فرعون وهم يغرقون فوقفوا يشاهدونهم.     

وأنت حين ترى مصرع عدوك.     

تشعر بالمرارة التي في قلبك تزول.     

{وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ} [البقرة: 50] تحتمل معنى آخر.     

أي ينظر بعضكم إلى بعض وأنتم غير مصدقين أنكم نجوتم من هذا البلاء العظيم.     

وفي نفس الوقت تطمئنون وأنتم تشاهدونهم وهم يغرقون دون أن ينجو منهم أحد حتى لا يدخل في قلوبكم الشك.     

إنه ربما نجى بعضهم وسيعودون بجيش ليتبعوكم.



سورة البقرة: الآيات من 46-50 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة البقرة: الآيات من 46-50
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة البقرة: الآيات من 76-80
» سورة البقرة: الآيات من 156-160
» سورة البقرة: الآيات من 236-240
» سورة البقرة: الآيات من 81-85
» سورة البقرة: الآيات من 161-165

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: البقرة-
انتقل الى: