منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة البقرة: الآيات من 41-45

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 41-45 Empty
مُساهمةموضوع: سورة البقرة: الآيات من 41-45   سورة البقرة: الآيات من 41-45 Emptyالسبت 30 مارس 2019, 8:53 am

وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ [٤١]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
بعد أن ذَكَّرَ الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل بالعهود التي قطعوها على أنفسهم سواء بعدم التبديل والتغيير في التوراة لإخفاء أشياء وإضافة أشياء، وذكرهم بعهدهم بالنسبة للإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكر الله سبحانه وتعالى أوصافه في التوراة حتى أن الحَبْر اليهودي ابن سلام كان يقول لقومه في المدينة: لقد عرفته حين رأيته كمعرفتي لابني ومعرفتي لمحمد أشد، أي أنه كان يُذَكِّرُ قومه أن أوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم الموجودة في التوراة لا تجعلهم يخطئونه.     

قال الحق تبارك وتعالى: {وَآمِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ} [البقرة: 41] لأن القرآن مصدق للتوراة.     

والقصد هنا التوراة الحقيقية قبل أن يحرفوها.     

فالقرآن ليس موافقاً لما معهم من المحرف أو المبدل من التوراة، بل هو موافق للتوراة التي لا زيف فيها.     

ثم يقول الحق تبارك وتعالى: {وَلاَ تَكُونُوۤاْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} [البقرة: 41].    

ولقد قلنا إن اليهود لم يكونوا أول كافر بمحمد صلى الله عليه وسلم وإنما كانت قريش قد كفرت به في مكة.     

المقصود في هذه الآية الكريمة أول كافر به من أهل الكتاب.     

لماذا؟

لأن قريشا لا صلة لها بمنهج السماء، ولا هي تعرف شيئاً عن الكتب السابقة، ولكن أحبار اليهود كانوا يعرفون صدق الرسالة، وكانوا يستفتحون برسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل المدينة ويقولون: "جاء زمن رسول سنؤمن به ونقتلكم قتل عاد وإرم".     

ولما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلاً من أن يسارعوا بالإيمان به كانوا أول كافر به.     

والله سبحانه وتعالى لم يفاجئ أهل الكتاب بمجيء محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما نبههم إلى ذلك في التوراة والإنجيل.     

ولذلك كان يجب أن يكونوا أول المؤمنين وليس أول الكافرين، لأن الذي جاء يعرفونه.     

وقوله تعالى: {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً} [البقرة: 41] الحق سبحانه وتعالى حينما يتحدث عن الصفقة الإيمانية يستخدم كلمة الشراء وكلمة البيع وكلمة التجارة.     

اقرأ قوله تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلّجَنَّةَ} [التوبة: 111].

 وفي آية أخرى يقول: { هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ} [الصف: 10-11].

إن الحق سبحانه وتعالى استعمل كلمة الصفقة والشراء والبيع بعد ذلك في قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَٱسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلْبَيْعَ} [الجمعة: 9].

ونعلم أن التجارة هي وساطة بين المنتج والمستهلك.    

المنتج يريد أن يبيع إنتاجه، والمستهلك محتاج إلى هذا الإنتاج، والربح عملية تطول فترة، وتقصر فترة مع عملية تحرك السلعة والإقبال عليها إن كان سريعاً أو بطيئاً.     

وعملية الاتجار استخدمها الله سبحانه وتعالى ليبين لنا أنها أقصر طريق إلى النفع.     

فالتجارة تقوم على يد الإنسان.     

يشتري السلعة ويبيعها، ولكنها مع الله سيأخذ منك بعضاً من حرية نفسك ليعطيك أخلد وأوسع منها.     

وكما قلنا: لو قارنا بين الدنيا بعمرها المحدود - عمر كل واحد منا - كم سنة؟ خمسين.    

ستين.    

سبعين!!

نجد أن الدنيا مهما طالت ستنتهي والإنسان العاقل هو الذي يضحي بالفترة الموقوته والمنتهية ليكون له حظ في الفترة الخالدة، وبذلك تكون هذه الصفقة رابحة.     

إن النعيم في الدنيا على قدر قدرات البشر، والنعيم في الآخرة على قدر قدرات الله سبحانه وتعالى.     

يأتي الإنسان ليقول: لماذا أضيق على نفسي في الدنيا؟ لماذا لا أتمتع؟ نقول له: لا.    

إن الذي ستناله من العذاب والعقاب في الآخرة لا يساوي ما أخذته من الدنيا.    

إذن الصفقة خاسرة.     

أنت اشتريت زائلاً، ودفعته ثمناً لنعيم خالد.     

والله سبحانه وتعالى يقول لليهود: {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً} [البقرة: 41] أي لا تدفعوا الآيات الإيمانية التي أعطيت لكم لتأخذوا مقابلها ثمناً قليلاً.    

وعندما يأخذ الإنسان أقل مما يعطي.    

فذلك قلب للصفقة، والقلب تأتي منه الخسارة دائماً.     

وكأن الآية تقول: تدفعون آيات الله التي تكون منهجه المتكامل لتأخذوا عرضاً من أعراض الدنيا قيمته قليلة ووقته قصير.     

هذا قلب للصفقة.     

ولذلك جاء الأداء القرآني مقابلاً لهذا القلب.     

ففي الصفقات.    

الأثمان دائماً تدفع والسلعة تؤخذ.     

ولكن في هذه الحالة التي تتحدث عنها الآية في قوله تعالى: {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً} [البقرة: 41] قد جعلت الثمن الذي يجب أن يكون مدفوعاً جعلته مشترى.    

وهذا هو الحمق والخطأ.    

 الله يقول {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً} [البقرة: 41] أي لا تقلبوا الصفقة.    

الشيء الذي كان يجب أن تضحوا به لا تجعلوه ثمناً.    

 لأنك في هذه الحالة تكون قد جعلت الثمن سلعة.     

ما دمت ستشتري الآيات بالثمن.    

فقد جعلت آيات الله ثمناً لتحصل على مكاسب دنيوية.     

وليتك جعلتها ثمناً غالياً، بل جعلتها ثمناً رخيصاً.     

لقد تنكرت لعهدك مع الله ليبقى لك مالك أو مركزك!! أما إذا ضحى الإنسان بشيء من متع الدنيا.    

ليأخذ متع الآخرة الباقية.    

فتكون هذه هي الصفقة الرابحة.     

ذلك لأن الإنسان في الدنيا ينعم على قدر تصوره للنعيم، ولكنه في الآخرة ينعم على قدر تصور الله سبحانه وتعالى في النعيم.    

 بعض الذين لا يريدون أن يحملوا أنفسهم على منهج الله يستعجلون مكاسب الصفقة استعجالاً أحمق.     

إنهم يريدون المتعة حراماً أو حلالاً.    

نقول لكل واحد منهم: إن كنت مؤمناً بالآخرة أو غير مؤمن فالصفقة خاسرة، لأنك في كلتا الحالتين ستعذب في النار.    

فكأنك اشتريت بإيمانك ودينك متعة زائلة، وجعلت الكفر ومعصية الله هما الثمن فقلبت الآية، وجعلت الشيء الذي كان يجب أن يشترى بمنهج الله وهو نعيم الآخرة يباع.    

ويباع بماذا؟

بنعيم زائل!

وعندما يأخذ الإنسان أقل مما يعطي.    

يكون هذا قلباً للصفقة.    

 فكأن الآية تقول: إنكم تدفعون آيات الله وما تعطيكم من خَيْرَيْ الدنيا والآخرة لتأخذوا عرضاً زائلاً من أعراض الدنيا وثمنه قليل.     

والثمن يكون دائماً من الأعيان كالذهب والفضة وغيرهما، وهي ليست سلعة.     

فهب أن معك كنز قارون ذهباً وأنت في مكان منعزل وجائع، ألا تعطي هذا الكنز لمَنْ سيعطيك رغيفاً.    

حتى لا تموت من الجوع؟

ولذلك يجب ألا يكون المال غاية أو سلعة.     

فإن جعلته غاية يكون معك المال الكثير، ولا تشتري به شيئاً لأن المال غايتك، فيفسد المجتمع.     

إن المال عبد مخلص، ولكنه سيد رديء.     

هو عبدك حين تنفقه، ولكن حين تخزنه وتتكالب عليه يشقيك ويمرضك لأنك أصبحت له خادماً.    

 والآية الكريمة تعطينا فكرة عن اليهود لأن محور حياتهم وحركتهم هو المال والذهب.     

فالله سبحانه وتعالى حرم الربا؛ لأن المال في الربا يصبح سلعة.     

فالمائة تُؤْخَذ بمائة وخمسين مثلاً.    

وهذا يفسد المجتمع، لأنه من المفروض أن يزيد المال بالعمل.     

فإذا أصبحت زيادة المال بدون عمل، فسدت حركة الحياة، وزاد الفقير فقراً، وزاد الغني غنى.     

وهذا ما نراه في العالم اليوم.     

فالدول الفقيرة تزداد فقرا لأنها تقترض المال وتتراكم عليها فوائده حتى تكون الفائدة أكثر من الدَّيْنِ نفسه.     

وكلما مر الوقت زادت الفوائد، فيتضاعف الدين.     

ويستحيل التسديد.     

والدول الغنية تزداد غنى، لأنها تدفع القرض وتسترده بأضعاف قيمته.    

 وإذا قال الله سبحانه وتعالى: {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً} [البقرة: 41] يجب ألا نفهم أنه يمكن شراء آيات الله بثمن أعلى.    

لا.    

لأنه مهما ارتفع الثمن وعلا سيكون قليلاً، وقليلاً جداً لأنه يقابل آيات الله، وآيات الله لا تقدر بثمن.     

فالصفقة خاسرة مهما كانت قيمتها.     

وقول الحق تبارك وتعالى: {وَإِيَّايَ فَٱتَّقُونِ} [البقرة: 41] وفي الآية السابقة قال: { وَإِيَّايَ فَٱرْهَبُونِ } [البقرة: 40] وهي وعيد.     

ولكن "إياي فاتقون" واقع.     

فقوله تعالى: { وَإِيَّايَ فَٱرْهَبُونِ } [البقرة: 40] هي وعيد وتحذير لما سيأتي في الآخرة.     

ولكن {وَإِيَّايَ فَٱتَّقُونِ} [البقرة: 41] يعني اتقوا صفات الجلال من الله تعالى.     

وصفات الجلال هي التي تتعلق ببطش الله وعذابه.    

ومن هذه الصفات الجبار والقهار والمتكبر والقادر والمنتقم والمذل، وغيرها من صفات الجلال.    

 الله سبحانه وتعالى يقول: "اتقوا الله" ويقول: "اتقوا النار" كيف؟ نقول إن الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نجعل بيننا وبين النار - وهي أحد جنود العذاب لله سبحانه وتعالى - وقاية.     

ويريدنا أن نجعل بيننا وبين عذاب النار وقاية.     

ويريدنا أيضاً .   

أن نجعل بيننا وبين صفات الجلال في الله وقاية فقوله تعالى: {وَإِيَّايَ فَٱتَّقُونِ} [البقرة: 41] أي اجعلوا بينكم وبين صفات الجلال في الله وقاية.     

حتى لا يصيبكم عذاب عظيم.     

وكيف نجعل بيننا وبين صفات الجلال في الله وقاية؟ أن تكون أعمالنا في الدنيا وفقا لمنهج الله سبحانه وتعالى، إذن فالتقوى مطلوبة في الدنيا.    



سورة البقرة: الآيات من 41-45 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في السبت 30 مارس 2019, 9:01 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 41-45 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 41-45   سورة البقرة: الآيات من 41-45 Emptyالسبت 30 مارس 2019, 8:54 am

وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [٤٢]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
بعد أن حذر الحق سبحانه وتعالى اليهود من أن يبيعوا دينهم بثمن قليل وهو المال أو النفوذ الدنيوي.     

قال تعالى: {وَلاَ تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَاطِلِ} [البقرة: 42] مادة تلبس مأخوذة من اللباس الذي نرتديه.     

واللبس هو التغطية أو التعمية بأن نخفي الحق ولا نظهره.     

فاللباس تغليف للجسم يستره فلا يبين تفصيلاته.     

والحق هو القضية الثابتة المقدرة التي لا تتغير.     

فلنفرض أننا شهدنا شيئاً يقع، ثم روى كل منا ما حدث.     

إذا كنا صادقين لن يكون حديثنا إلا مطابقاً للحقيقة.     

ولكن إذا كان هناك مَنْ يحاول تغيير الحقيقة فيكون لكل منا رواية.

وهكذا فالحق ثابت لا يتغير.     

في التوراة آيات لم يحرفها اليهود، وآيات محرفة.     

كل الآيات التي تتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه وأنه النبي الخاتم.    

حرفها اليهود.     

والآيات التي لا تتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحرفوها.

فكأنهم خلطوا الحق بالباطل.    

ما الذي جعلهم يدخلون الباطل ويحاولون إخفاء الحقائق؟

المصلحة الأولى: ليشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً، والباطل هو ما لا واقع له.     

ولذلك فإن أبواب الباطل متعددة.     

وباب الحق واحد.    

 فالله سبحانه وتعالى يريد أن يبلغنا أن اليهود قد وضعوا في التوراة باطلاً لم يأمر به الله.     

وكتموا الحقيقة عن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.     

ولكن هل فعلوا ذلك عن طريق الخطأ أو السهو أو النسيان؟ لا بل فعلوه وهم يعلمون.     

نأتي مثلاً إلى قول الحق تبارك وتعالى لليهود: { وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ } [البقرة: 58].

وحطة أي حط عنا يا رب ذنوبنا.     

يأتي اليهود ويغيرون قول الله.     

فبدلاً من أن يقولوا حطة، يقولوا حنطة.     

مَنْ يسمع هذا اللفظ قد لا يتنبه ويعتقد أنهم قالوا ما أمرهم الله به.     

مع أن الواقع أنهم حرفوه.     

ولذلك عندما كانوا يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون: راعنا ليا بألسنتهم.     

وكان المفروض أن يقولوا راعينا، ولكنهم قالوا راعنا من الرعونة.

والله تعالى نبه المؤمنين برسوله صلى الله عليه وسلم ألا يقولوا مثلهم.     

فقال جل جلاله: {وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 42].

 أي اتركوا هذه الكلمة نهائياً، هذا لبس الحق بالباطل.     

إذن فاليهود ألبسوا الحق بالباطل.     

والإنسان لا يلبس الحق بالباطل.    

إلا إذا كان لا يستطيع مواجهة الحق، لأن عدم القدرة على مواجهة الحق ضعف نَفِرُّ منه إلى الباطل، لأن الحق يتعب صاحبه، والإنسان لا يستطيع أن يَحْمل نفسه على الحق.     

وقوله تعالى: {وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 42] أي أنهم يفعلون ذلك عن عمد وليس عن جهل.     

فقد يكتم الإنسان حقاً وهو لا يعلم أنه الحق.     

ولكن إذا كنت تعلمه فتلك هي النكبة لأنك تخفيه عامداً متعمداً، أو وأنتم تعلمون.     

قد يكون معناها أن اليهود - وهم أهل كتاب - يعلمون ما سيصيبهم في الآخرة من العذاب الأليم بسبب إخفائهم الحق.     

فهم لا يجهلون ماذا سيحدث في الآخرة، ولكنهم يقدمون على عملهم مع علمهم أنه خطأ فيكون العذاب حقاً.  



سورة البقرة: الآيات من 41-45 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 41-45 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 41-45   سورة البقرة: الآيات من 41-45 Emptyالسبت 30 مارس 2019, 8:55 am

وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [٤٣]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
إقامة الصلاة معروفة.     

وهي تبدأ بالتكبير وتختم بالتسليم.     

بشرائطها من عناصر القيام والركوع والسجود.     

ولكن الحق يقول {وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43] إما أنه يريد منهم أن ينضموا إلى موكب الإيمان الجامع لأن صلاتهم لم يكن فيها ركوع.     

إذن فهو يريدهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم.     

ولا يظنوا أن إيمانهم بموسى عليه السلام يعفيهم من أن يكونوا خاضعين لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.     

ويقولون ديننا كافينا.     

إنما جاء الإسلام لمَنْ لا دين له وهم الكفار والمشركون.    

فيقول لهم: {وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43].

 إن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتهم إلى أن صلاتهم لن تقبل منهم إلا أن يكون فيها ركوع، وصلاة اليهود ليس فيها ركوع.    

وإن كان فيها سجود، وفي كلتا الحالتين فإن الحق سبحانه وتعالى يلفتهم إلى ضرورة الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم.     

الحق سبحانه وتعالى حينما قال: { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً } [البقرة: 41] يريد أن يلفتهم إلى أن العكس هو المطلوب وأنهم كان يجب أن يشتروا الإيمان ويختاروا الصفقة الرابحة.     

ولن يحدث ذلك إلا إذا آمنوا بالرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم.    

فهذا هو الطريق الوحيد لرضا الله سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى يريد أن يهدم تكبرهم على الدين الجديد فأمرهم بالصلاة كما يصلي المسلمون، وبالزكاة كما يزكي المسلمون.     

فلا يعتقدون أن إيمانهم بموسى والتوراة سيُقْبَل منهم بعد أن جاء الرسول الجديد الذي أُمِروا أن يؤمنوا به، بل إن إيمانهم بموسى والتوراة - لو كانوا مؤمنين بهما حقاً - يستوجب هذا الإيمان عليهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم لأن التوراة تأمرهم بذلك.     

فكأن عدم إيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم كفر بالتوراة ونقض لتعاليمها.    

 والصلاة كما قلنا، استحضار العبد وقفته بين يدي ربه، وحينما يقف العبد بين يدي الله، لابد أن يزول كل ما في نفسه من كبرياء، ويدخل بدلاً منه الخشوع والخضوع والذلة لله، والمتكبر غافل عن رؤية ربه الذي يقف أمامه.     

إنما عدم إيمانهم بهذا النبي، والوقوف بين يدي الله للصلاة كما يجب أن تُؤَدَّى، وكما فرضها الله تعالى من فوق سبع سماوات، إنما هو رفض للخضوع لأوامر الله.     

وبعد ذلك تأتي الزكاة.     

لأن العبد المؤمن لابد أن يوجه حركة حياته إلى عمل نافع يتسع له ولمَنْ لا يقدر على الحركة في الحياة.     

والله سبحانه وتعالى حينما يطالبنا بالسعي في الأرض لا يطالبنا أن يكون ذلك على قدر احتياجاتنا فقط، بل يطالبنا أن يكون تحركنا أكثر من حاجة حياتنا؛ حتى يتسع هذا التحرك ليشمل حياة غير القادر على حركة الحياة.     

فيتسع المجتمع للجميع، ويزول منه الحقد والحسد، وتصفى النفوس.



سورة البقرة: الآيات من 41-45 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 41-45 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 41-45   سورة البقرة: الآيات من 41-45 Emptyالسبت 30 مارس 2019, 8:57 am

أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ [٤٤]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
بعد أن لفت الله أنظار اليهود إلى أن عدم إيمانهم بالإسلام هو كفر بالتوراة.    

لأن تعاليم التوراة تأمرهم أن يؤمنوا بالرسول الجديد، وقد أعطوا أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزمنه في التوراة، وأمروا أن يؤمنوا به.     

قال تبارك وتعالى: {أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 44] لقد كان اليهود يبشرون بمجيء رسول جديد، ويعلنون أنهم سيؤمنون به.     

فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن من قومهم كفروا به؛ لأنهم كانوا يريدون أن تكون السطوة لهم بأن يأتي الرسول الجديد منهم.     

فلما جاء من العرب، عرفوا أن سطوتهم ستزول، وأن سيادتهم الاقتصادية ستنتهي، فكفروا بالرسول وبرسالته.     

ولابد أن ننبه إلى أنه إذا كانت هذه الآيات قد نزلت في اليهود، فليس معناها أنها تنطبق عليهم وحدهم، بل هي تنطبق على أهل الكتاب جميعاً، وغير المؤمنين.     

فالعبرة ليست بخصوص الموضوع، ولكن العبرة بعموم السبب.    

 إن الكلام منطبق هنا حتى على المسلمين الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً وهؤلاء هم خطباء الفتنة الذين رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تقرض شفاهم بمقارض من نار.     

فسأل: مَنْ هؤلاء يا جبريل: فقال خطباء الفتنة.     

إنهم الذين يزينون لكل ظالم ظلمه.     

ويجعلون دين الله في خدمة أهواء البشر.     

وكان الأصل أن تخضع أهواء البشر لدين الله، وهؤلاء هم الذين يحاولون - تحت شعار التجديد - أن يجعلوا للناس حجة في أن يتحللوا من منهج الله.     

فهم يبررون ما يقع.     

ولا يتدبرون حساب الآخرة.    

 إن علماء الدين الذين يحملون منهج الله ليس من عملهم تبرير ما يقع من غيرهم، ومنهج الله لا يمكن أن يخضع أبداً لأهواء البشر، وعلى الذين يفعلون ذلك أن يتوبوا ويرجعوا إلى الله، ويحاولوا استدراك ما وقع منهم لأن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.    

 وقوله الحق سبحانه وتعالى: {أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 44] يعطينا منهجاً آخر من مناهج الدعاة.     

لأن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحمل منهج الله.    

يريد أن يخرج من لا يؤمن من حركة الباطل التي ألفها.     

وإخراج غير المؤمن من حركة الباطل أمر شاق على نفسه؛ لأنه خروج عن الذي اعتاده، وبُعد عما ألفه، واعتراف أنه كان على باطل لذلك فهو يكون مفتوح العينين على مَنْ بَيَّنَ له طريق الإيمان ليرى هل يطبق ذلك على نفسه أم لا؟ أيطبق الناهي عن المُنكر ما يقوله؟ فإذا طبقه عرف أنه صادق في الدعوة، وإذا لم يطبقه كان ذلك عذراً ليعود إلى الباطل الذي كان يسيطر على حركة حياته.    

 إن الدين كلمة تقال، وسلوك يفعل.     

فإذا انفصلت الكلمة عن السلوك ضاعت الدعوة.     

فالله سبحانه وتعالى يقول: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } [الصف: 2-3].

 لماذا؟

لأن مَنْ يراك تفعل ما تنهاه عنه يعرف أنك مخادع وغشاش.     

وما لم ترتضه أنت كسلوك لنفسك.     

لا يمكن أن تبشر به غيرك.     

لذلك نقرأ في القرآن الكريم: { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً } [الأحزاب: 21].

فمنهج الدين وحده لا يكفي إلا بالتطبيق.     

ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأمر أصحابه بأمر إلا كان أسبقهم إليه، فكان المسلمون يأخذون عنه القدوة قولاً وعملاً، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين يريد أن يقنن أمراً في الإسلام يأتي بأهله وأقاربه ويقول لهم: لقد بدا لي أن آمر بكذا وكذا، والذي نفسي بيده مَنْ خالف منكم لأجعلنه نكالاً للمسلمين.     

وكان عمر بن الخطاب بهذا يقفل أبواب الفتنة، لأنه يعلم من أين تأتي.

وفي الدعوة الإسلامية.    

لابد أن يكون العلماء قدوة لينصلح أمر الناس.     

ففي كل علوم الدنيا القدوة ليست مطلوبة إلا في الدين.     

فأنت إذا ذُكِرَ لك عالم كيمياء بارع، وقيل لك إنه يتناول الخمر، أو يفعل كذا.     

تقول مالي وسلوكه.    

أنا آخذ عنه علم الكيمياء لأنه بارع في ذلك، ولكن لا شأن لي بسلوكه.     

وكذلك كل علماء الأرض ما عدا عالم الدين.     

فإذا كان هناك عالم يبصرك بالطريق المستقيم، وتتلقى عنه علوم دينك ثم بعد ذلك تعرف أنه يشرب الخمر أو يسرق.     

أتستمع له؟

أبداً.     

إنه يهبط من نظرك في الحال، ولا تحب أن تسمعه، ولا تجلس في مجلسه.     

مهما كان علمه.     

ستقول له: كفاك دجلاً.     

وهكذا فإن عالم الدين لابد أن يكون قدوة.     

فلا ينهى عن منكر ويفعله، أو يأمر بمعروف وهو لا ينفذه.     

فالناس كلهم مفتحة أعينهم لما يصنع، والإسلام قبل أن ينتشر بالمنهج العلمي انتشر بالمنهج السلوكي، وأكبر عدد من المسلمين اعتنق هذا الدين من أسوة سلوكية قادته إليه.     

فالذين نشروا الإسلام في الصين كان أغلبهم من التجار الذين تخلقوا بأخلاق الإسلام، فجذبوا حولهم الكثيرين فاعتنقوا الإسلام.     

ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [فصلت: 33]. فالشرط الأول هو الدعوة إلى الله، والشرط الثاني العمل الصالح.     

وقوله: { إِنَّنِي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [فصلت: 33] لم ينسب الفضل لنفسه أو لذاته.     

ولكنه نسب الفضل إلى الإسلام.     

ولكن قولوا لي: أي فائدة أن نقول إننا مسلمون ونعمل بعمل غير المسلمين؟ إذن فقوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 44] يذكر الله بأن اليهود يقولون ما لا يفعلون.     

ولو كانوا يؤمنون حقاً بالتوراة لآمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالإسلام.     

لأن ذلك أمر في التوراة، ولكنهم نسوا أنفسهم.     

فهم أول مخالف للتوراة لأنهم لم يتبعوها.    

وهم يتلون كتابهم الذي يأمرهم بالإيمان الجديد.     

ومع أنهم متأكدون من صدق رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إلا أنهم لا يؤمنون.     

ولو كان عندهم ذرة من العقل لآمنوا بما يطلبه منهم كتابهم الذي يتلونه.    

 ولكنهم لا يفكرون بعقولهم، وإنما يريدون علوا في الأرض.     

والآية -كما قلنا- لا تنطبق على اليهود وحدهم بل على كل مَنْ يسلك هذا السلوك.    



سورة البقرة: الآيات من 41-45 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 41-45 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 41-45   سورة البقرة: الآيات من 41-45 Emptyالسبت 30 مارس 2019, 8:58 am

وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ [٤٥]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
بعد أن بَيَّنَ الحقُ سبحانه وتعالى أن الإيمان قدوة، وبعد أن لفتنا إلى أن التوراة تطالب اليهود بأن يؤمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام.     

يطلب الله سبحانه وتعالى الاستعانة بالصبر والصلاة، ومعنى الاستعانة بالصبر أن هناك أحداثاً شاقة ستقع.     

وأن المسألة لن تكون سهلة، بل تحتاج إلى جهد.     

فالصبر معناه حمل النفس على أمر صعب، وهم ماداموا قد تعودوا على شراء آيات الله بثمن قليل.    

لأنهم قلبوا الصفقة، فجعلوا آيات الله ثمناً لمتع الدنيا.     

واشتروا بها متعهم وملذاتهم.     

وبعد أن تعودوا على الربا وغيره من وسائل الكسب الحرام لابد أن يستعينوا بالصبر إذا أرادوا العودة إلى طريق الإيمان.     

وكما قلنا، فإن المسألة ليست بخصوصية الموضوع ولكن بعموم السبب.     

فإنها موجهة للجميع.     

فكل مؤمن يدخل منهج الإيمان محتاج إلى الاستعانة بالصبر ليحمل نفسه على مشقة المنهج وتكاليفه.     

وليمنع نفسه عن الشهوات التي حَرَّمها الله سبحانه وتعالى والصبر في الآية الكريمة فسره بعض العلماء بأنه الصيام، فكأن الله تعالى يأمرهم أن يجوعوا ويصبروا على ألم الجوع.     

ومشقة الإيمان والصلاة كما قلنا خشوع وخضوع وذلة لله.    

تنهي استكبارهم بأن يؤمنوا بدين لم ينزل على أحد من أحبار اليهود.

والحق سبحانه وتعالى يقول: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45].

ويطلب الحق في قوله: {وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ} [البقرة: 45] الاستعانة بشيئين هما الصبر والصلاة.     

وكان سياق الآية يقتضي أن يقال: "وأنهما" لكن القرآن قال: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ} [البقرة: 45] فهل المقصود واحدة منهما.     

الصلاة فقط.     

أم الصبر؟

نقول إنه عندما يأتي أمران منضمان إلى بعضهما لا تستقيم الأمور إلا بهما معاً.    

يكونان علاجاً واحداً.    

واقرأ قوله تعالى: { يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ } [التوبة: 62].

 فقال يرضوه ولم يقل يرضوهما.     

نفس التفسير السابق نفهمه: ليس لله حق ولرسوله حق.     

ولكن الله ورسوله يلتقيان على حق واحد.     

وكذلك قوله تعالى: { وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً ٱنفَضُّوۤاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِماً} [الجمعة: 11].

وكان المفروض أن يقال إليهما.     

ولكن التجارة واللهو لهما عمل واحد هو شغل المؤمنين عن العبادة والذكر: {وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ} [البقرة: 45] لأن العلاج في الصبر مع الصلاة.     

والصبر كبير أن تتحمله النفس، وكذلك الصلاة لأنهما يأخذان من حركة حياة الإنسان.     

والصبر هنا مطلوب ليصبروا على ما يمتنعون عنه من نعيم الدنيا وزخرفها.     

والصلاة تحارب الاستكبار في النفس، فكأن الوصفة الإيمانية لا تتجزأ.     

فلا يتم الصبر بلا صلاة، ولا تتقن الصلاة إلا بالصبر.     

وقوله تعالى: {إِلاَّ عَلَى ٱلْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45].    

ما معنى الخشوع؟ الخشوع هو الخضوع لمَنْ ترى أنه فوقك بلا منازع.     

فالناس يتفاوتون في القيم والمواهب، وكل واحد يحاول أن يفاخر بعلوه ومواهبه، ويقول: أنا خير من فلان، أو أنت خير من فلان.     

إذن فمن الممكن أن يستكبر الإنسان بما عنده.     

ولكن الإنسان يخضع لمَنْ كانت له حاجة عنده؛ لأنه لو تكبر عليه أتعبه في دنياه.     

ولذلك أعطى الله سبحانه وتعالى للناس المواهب على الشيوع والخشوع على الشيوع.     

فكل إنسان منا محتاج للآخر.     

هذا خشوع على الشيوع.     

وكل إنسان منا مميز بما لا يقدر عليه غيره.     

هذه مواهب على الشيوع.     

هذا في البشر، أما بالنسبة لله سبحانه فإنه خشوع لمَنْ خلق ووهب وأوجد.    

 والخشوع يجعل الإنسان يستحضر عظمة الحق سبحانه ويعرف ضآلة قيمته أمام الحق سبحانه وتعالى ومدى عجزه أمام خالق هذا الكون.     

ويعلم أن كل ما عنده يمكن أن يذهب به اللهتعالى في لحظة.    

ذلك أننا نعيش في عالم الأغيار.     

ولذلك فلنخضع للذي لا يتغير.     

لأن كل ما يحصل عليه الإنسان هو من الله وليس من ذاته، والذين يغترون بوجود الأسباب نقول لهم: اعبدوا واخشعوا لواهب الأسباب وخالقها، لأن الأسباب لا تعمل بذاتها.     

والله سبحانه وتعالى يجعل الأيام دولاً.    

أي متداولة بين الناس.     

إنسان يفاخر بقوته، يأتي مَنْ هو أقوى منه فيهزمه.     

إنسان يفاخر بماله، يضيع هذا المال في لحظة.    

واقرأ قوله تعالى: { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } [آل عمران: 140].

ولذلك لابد أن نفهم أن الإنسان الذي يستعلي بالأسباب سيأتي وقت لا تعطيه الأسباب.     

فالإنسان إذا بلغ في عينه وأعين الناس مرتبة الكمال اغتر بنفسه.     

نقول له: لا تغتر بكمالات نفسك.     

فإن كانت موجودة الآن، فستتغير غداً.     

فالخشوع لا يكون إلا لله.     

والحق سبحانه وتعالى يقول: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45]

مَنْ هم الخاشعون؟

الخاشع هو الطائع لله.     

الممتنع عن المحرمات.     

الصابر على الأقدار الذي يعلم يقينا داخل نفسه أن الأمر لله وحده، وليس لأي قوة أخرى.    

فيخشع لمَنْ خلقه وخلق هذا الكون كله.



سورة البقرة: الآيات من 41-45 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة البقرة: الآيات من 41-45
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة البقرة: الآيات من 76-80
» سورة البقرة: الآيات من 156-160
» سورة البقرة: الآيات من 236-240
» سورة البقرة: الآيات من 81-85
» سورة البقرة: الآيات من 161-165

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: البقرة-
انتقل الى: