قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب):"لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين)فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُمِصْرَعلى سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض،والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحيفيلسوف العمارة ومهندس الفقراء:هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية،وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول،اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن،ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كوروناغير المتوقعة للبشريةأنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباءفيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض..فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي"رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي(رحمه الله)قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني،وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.
موضوع: رد: المجلد السابع الأحد 30 سبتمبر 2018, 8:18 pm
باب ما كان على حرفين وليست فيه علامة التأنيث
أما ما كان أصله فعلا فإنه إذا كسر على بناء أدنى العدد كسر على أفعل وذلك نحو: يدٍ وأيدٍ وإن كسر على بناء أكثر العدد كسر على فعالٍ وفعولٍ وذلك قولهم: دماء ودمى لما ردوا ما ذهب من الحروف كسروه على تكسيرهم إياه لو كان غير منتقص على الأصل نحو: ظبيٍ ودلو وإن كان أصله فعلا كسر من أدنى العدد على أفعالٍ كما فعل ذلك بما لم يحذف منه شيء وذلك أب وآباء.
وزعم يونس أنهم يقولون: أخ وآخاء.
وقالوا: أخوان كما قالوا: خرب وخربان.
والخرب: ذكر الحبارى فبنات الحرفين تكسر على قياس نظائرها التي لم تحذف.
وبنات الحرفين في الكلام قليل.
وأما ما كان من بنات الحرفين وفيه الهاء للتأنيث فإنك إذا أردت الجمع لم تكسره على بناء يرد ما ذهب منه وذلك لأنها فعل بها ما لم يفعل بما فيه الهاء مما لم يحذف منه شيء وذلك أنهم يجمعونها بالتاء والواو والنون كما يجمعون المذكر نحو: مسلمين فكأنه عوض فإذا جمعت بالتاء لم تغير البناء.
وربما ردوها إلى الأصل إذا جمعوها بالتاء وذلك قولهم: سنوت وعضوات.
فإذا جمعوا بالواو والنون كسروا الحرف الأول وغيروا الاسم.
وذلك قولهم: سنون وقلون وثبون ومئون فإنما غيروا أول هذا لأنهم ألحقوا آخره شيئا ليس هو في الأصل للمؤنث ولا يلحق شيئا فيه الهاء ليس على حرفين.
فلما كان كذلك غيروا أول الحرف كراهية أن يكون بمنزلة ما الواو والنون له في الأصل نحو قولهم: هنون ومنون وبنون.
وبعضهم يقول: قلون: فلا يغير كما لم يغيروا في التاء.
وأما هنة ومنة فلا تجمعان ألا بالتاء لأنهما قد ذكرتا.
وقد يجمعون الشيء بالتاء ولا يجاوزون به ذلك استغناء وذلك: ظبة وظبات وشية وشيات.
والتاء بدخل على ما دخلت فيه الواو والنون لأنها الأصل.
وقد يكسرون هذا النحو على بناءٍ يرد ما ذهب من الحرف.
وذلك قولهم: شفة وشفاه وشاة وشياه تركوا الواو والنون حيث ردوا ما حذف منه واستغنوا عن التاء حيث عنوا بها أدنى العدد وإن كانت من أبنية أكثر العدد كما استغنوا بثلاثة جروحٍ عن أجراحٍ وتركوا الواو والنون كما تركوا التاء حيث كسروه على شيء يرد ما حذف منه واستغنى به.
وقالوا: أمة وآمٍ وإماء فهي بمنزلة أكمةٍ وآكمٍ وإكامٍ.
وإنما جعلناها فعلة لأنا قد رأيناهم كسروا فعلة على أفعلٍ مما لم يحذف منه شيء ولم نرهم كسروا فعلة مما لم يحذف منه شيء على أفعلٍ.
ولم يقولوا: إمون وإن حيث كسروه على مارد الأصل استغناء عنه حيث رد إلى الأصل بآمٍ وتركوا أمات استغناء بآمٍ.
وقالوا: برة وبرات وبرون وبرى ولغة ولغى فكسروها على الأصل كما كسروا نظائرها التي لم تحذف نحو: كليةٍوكلى.
فقد يستغنون بالشيء عن الشيء وقد يستعملون فيه جميع ما يكون في بابه.
وسألت الخليل عن قول العرب: أرض وأرضات فقال: لما كانت مؤنثة وجمعت بالتاء ثقلت كما ثقلت طلحات وصحفات.
قلت: فلم جمعت بالواو والنون قال: شبهت بالسنين ونحوها من بنات الحرفين لأنها مؤنثة كما أن سنة مؤنثة ولأن الجمع بالتاء أقل والجمع بالواو والنون أعم.
ولم يقولوا: آرضٍ ولا آراضٍ فيجمعونه كما جمعوا فعل.
قلت: فهلا قالوا: أرضون كما قالوا: أهلون قال: إنها لما كانت تدخلها التاء أرادوا أن يجمعونها بالواو والنون كما جمعوها بالتاء وأهل مذكر لا تدخله التاء ولا تغيره الواو والنون كما لا تغير غيره من المذكر نحو: صعبٍ وفسلٍ.
وزعم يونس أنهم يقولون: حرة وحرون يشبهونها بقولهم: أرض وأرضون لأنها مؤنثة مثلها.
ولم يكسروا أول أرضين لأن التغيير قد لزم الحرف الأوسط كما لزم التغيير الأول من سنةٍ في الجمع.
وقالوا: إوزة وإوزون كما قالوا: حرة وحرون.
وزعم يونس أنهم يقولون أيضا: حرة وإحرون يعنون الحرار كأنه جمع إحرة ولكن لا يتكلم بها.
وقد يجمعون المؤنث الذي ليست فيه هاء التأنيث بالتاء كما يجمعون ما فيه الهاء لأنه مؤنث مثله وذلك قولهم: عرسات وأرضات وعير وعيرات حركوا الياء وأجمعوا فيها على لغة هذيلٍ لأنهم يقولون: بيضات وجوزات.
وقالوا: سموات فاستغنوا بهذا أرادوا جمع سماء لا من المطر وجعلوا التاء بدلا من التكسير كما كان ذلك في العير والأرض.
وقد قالوا: عيرات وقالوا: أهلات فخففوا شبهوها بصعبات حيث كان أهل مذكرا تدخله الواو والنون فلما جاء مؤنثا كمؤنث صعبٍ فعل به كما فعل بمؤنث صعبٍ.
وقد قالوا: أهلات فثقلوا كما قالوا: أرضات.
قال المخبل: وهم أهلات حول قيس بن عاصمٍ إذا أدلجوا بالليل يدعون كوثرا وقد قالوا: إموان جماعة الأمة كما قالوا: إخوان لأنهم جمعوها كما جمعوا ما ليس فيه الهاء.
وقال القتال الكلابي: أما الإماء فلا يدعونني ولدا ** إذا ترامى بنو الأموان بالعار
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 2:43 am
باب تكسير ما عدة حروفه أربعة أحرف للجمع
أما ما كان فعالا فإنك إذا كسرته على بناء أدنى العدد كسرته على أفعلةٍ وذلك قولك: حمار وأحمرة وخمار وأخمرة وإزار وآزرة ومثال وأمثلة وفراش وأفرشة.
فإذا أردت أكثر العدد بنيته على فعلٍ وذلك حمار وحمر وخمار وخمر وإزار وأزر وفراش وفرش.
وإن شئت خففت جميع هذا في لغة تميمٍ.
وربما عنوا ببناء أكثر العدد أدنى العدد كما فعلوا ذلك وأما ما كان منه مضاعفا فإنهم لم يجاوزوا به أدنى العدد وإن عنوا الكثير تركوا ذلك كراهية التضعيف إذ كان من كلامهم أن لا يجاوزوا بناء أدنى العدد فيما هو غير معتل.
وذلك قولهم: جلال وأجلة وعنان وأعنة وكنان وأكنة.
وأما ما كان منه من بنات الياء والواو فإنهم يجاوزون به بناء أدنى العدد كراهية هذه الياء مع الكسرة والضمة لو ثقلوا والياء مع الضمة لو جففوا.
فلما كان كذلك لم يجاوزوا به أدنى العدد إذ كانوا لا يجاوزون في غير المعتل بناء أدنى العدد.
وذلك قولهم: رشاء وأرشية وسقاء وأسقية ورداء وأردية وإناء وآنية.
فأما ما كان منه من بنات الواو التي الواوات فيهن عينات فإنك إذا أردت بناء أدنى العدد كسرته على أفعلةٍ وذلك قولك: خوان وأخونة ورواق وأروقة وبوان وأبوانة.
فإذا أردت بناء أكثر العدد لم تثقل وجاء على فعلٍ كلغة بني تميم في الخمر وذلك قولك: خون وروق وبون.
وإنما خففوا كراهية الضمة قبل الواو والضمة التي في الواو فخففوا هذا كما خففوا فعلا حين أرادوا جمع قوولٍ وذلك قولهم: قول.
وإذا كان في موضع الواو من خوانٍ ياء ثقل في لغة من يثقل وذلك قولك: عيان وعين.
والعيان: حديدة تكون في متاع الفدان.
فثقلوا هذا كما قالوا: بيوض وبيض حيث كان أخف من بنات الواو كما قالوا: بيوت حيث كان أخف من بنات وزعم يونس أن من العرب من يقول: صيود وصيد وبيوض وبيض وهو على قياس من قال في الرسل: رسل.
وأما ما كان فعالا فإنهم إذا كسروه على بناء أدنى العدد فعلوا به ما فعلوا بفعالٍ لأنه مثله في الزيادة والتحريك والسكون إلا أن أوله مفتوح وذلك قولك: زمان وأزمنة ومكان وأمكنة وقذال وأقذلة وفدان وأفدنة.
وإذا أردت بناء أكثر العدد قلت: قذل وفدن.
وقد يقتصرون على بناء أدنى العدد كما فعلوا ذلك فيما ذكرنا من بنات الثلاثة وهو أزمنة وأمكنة.
وما كان منه من بنات الياء والواو فعل به ما فعل بما كان من بنات فعالٍ وذلك قولك: سماء وأسمية وعطاء وأعطية.
وكرهوا بناء الأكثر لإعتلال هذه الياء لما ذكرت لك ولأنها أقل الياءات احتمالا وأضعفها.
وفعال في جميع الأشياء بمنزلة فعالٍ.
وأما ما كان فعالا فإنه في بناء أدنى العدد بمنزلة فعالٍ لأنه ليس بينهما شيء إلا الكسر والضم.
وذلك قولك: غراب وأغربة وخراج وأخرجة وبغاث وأبغثة.
فإذا أردت بناء أكثر العدد كسرته علىفعلانٍ وذلك قولك: غراب وغربان وخراج وجرجان وبغاث وبغثان وغلام وغلمان.
ولم يقولوا: أغلمة استغنوا بقولهم: ثلاثة غلمةٍ كما استغنوا بفتيةٍ عن أن يقولوا: أفتاء.
وقالوا في المضاعف حين أرادوا بناء أدنى العدد كما قالوا في المضاعف في فعالٍ وذلك قولهم: ذباب وأذبة.
وقالوا حين أرادوا الأكثر ذبان ولم يقتصروا على أدنى العدد لأنهم أمنوا التضعيف.
وقالوا: حوار وحيران كما قالوا: غراب وغربان.
وقالوا في أدنى العدد: أحورة.
والذين يقولون حوار يقولون: حيران وصوار وصيران جعلوا هذا بمنزلة فعالٍ كما أنهما متفقان في بناء أدنى العدد.
وأملسوا وسور فوافق الذين يقولون سوار الذين يقولون: سوار كما اتفقوا في الحوار.
وقد قال بعضهم: حوران.
وله نظير سمعنا العرب يقولون: زقاق وزقاق جعلوه وافق فعيلا كما وافقه في أدنى العدد.
وقد يقتصرون على بناء أدنى العدد كما فعلوا ذلك في غيره قالوا: فؤاد وأفئدة وقالوا قراد وقرد فجعلوه موافقا لفعالٍ لأنه ليس بينهما إلا ما ذكرت لك.
ومثله قول بعضهم: ذباب وذب.
وأما ما كان فعيلا فإنه في بناء أدنى العدد بمنزلة فعالٍ وفعالٍ لأن الزيادة التي فيها مدة لم تجيء الياء التي في فعيلٍ لتلحق بناتٍ الثلاثة ببنات الأربعة كما لم تجيء الألف التي في فعالٍ وفعالٍ لذلك وهو بعد في الزنة والتحريك والسكون مثلهما فهن أخوات.
وقالوا: سرير وأسرة وسرر كما قالوا: قليب وأقلبة وقلب.
وقالوا: فصيل وفصال شبهوه بظريف وظراف ودخل مع الصفة في بنائه كما دخلت الصفة في بناء الاسم وستراه فقالوا: فصيل حيث قالوا: فصيلة كما قالوا: ظريفة وتوهموا الصفة حيث أنثوا وكان هو المنفصل من أمه.
وقد قالوا: أفيل وأفائل والأفائل: حاشية الإبل كما قالوا: ذنوب وذنائب.
وقالوا أيضا: إفال شبهوها بفصال حيث قالوا: أفيلة.
وأما ما كان من هذه الأشياء الأربعة مؤنثا فإنهم إذا كسروه على بناء آدني العدد كسروه على أفعلٍ وذلك قولك: عناق وأعنق.
وقالوا في الجميع: عنوق وكسروه على فعولٍ كما كسروها على أفعلٍ بنوه على ما هو بمنزلة افعلٍ كأنهم أرادوا أن يفصلوا بين المذكر والمؤنث كأنهم جعلوا الزيادة التي فيه إذ كان مؤنثا بمنزلة الهاء التي في قصعةٍ ورحبةٍ وكرهوا أن يجمعوه جمع قصعةٍ لأن زيادته ليست كالهاء فكسروه تكسير ما ليس فيه زيادة من الثلاثة حيث شبه بما فيه الهاء منه ولم تبلغ زيادته الهاء لأنها من نفس الحرف وليست علامة تأنيث لحقت الاسم بعد ما بني كحضرموت.
ونظير عنوقٍ قول بعض العرب في السماء: سمي.
وقال أبو نخيلة: كنهور كان من أعقاب السمي وقالوا: أسمية فجاءوا به على الأصل.
وأما من أنث اللسان فهو يقول: ألسن.
من ذكر قال: أسنة.
وقالوا: ذراع وأذرع حيث كانت مؤنثة ولا يجاوز بها هذا البناء وإن عنو الأكثر كما فعل ذلك بالأكف والأرجل. وقالوا: شمال وأشمل وقد كسرت على الزيادة التي فيها فقالوا: شمائل كما قالوا في الرسالة: رسائل إذ كانت مؤنثة مثلها.
قالوا: شمل فجاءوا بها على قياس جدرٍ قال الأزرق العنبري: طرن أنقطاعة أوتارٍ محظربةٍ في أقواسٍ نازعتها أيمن شملا وقالوا: عقاب وأعقب وقالوا: عقبان كما قالوا: غربان وقالوا: يأتي لها من أيمنٍ وأشمل وقالوا: أيمان فكسروها على أفعالٍ كما كسروها على أفعلٍ إذ كانا لما عدده ثلاثة أحرف.
وأما ما كان فعولا فهو بمنزلة فعيل إذا أردت بناء أدنى العدد لأنها كفعيلٍ في كل شيء إلا أن زيادتها واو وذلك: قعود وأقعدة وعمود وأعمدة وخروف وأخرفة.
فإن أردت بناء أكثر العدد كسرته على فعلانٍ وذلك: خرفان وقعدان وعتود وعدان خالفت فعيلا كما خالفتها فعال في أول الحرف.
قالوا: قداثم كما قالوا: شمائل في الشمال وقالوا: قلص وقلائص.
وقد كسروا شيئا منه من بنات الواو على أفعالٍ قالوا: أفلاء وأعداء والواحد فلو وعدو.
وكرهوا فعلا كما كرهوا في فعال وكرهوا فعلانا للكسرة التي قبل الواو إن كان بينهما حرف ساكن لأنه ليس جاهزا حصينا.
وعدو وصف ولكنه ضارع الاسم.
وأما ما كان عدة حروفه أربعة أحرف وكان فعلى أفعل فإنك تكسوه على فعلٍ وذلك قولك: الصغرى والصغر والكبرى والكبر والأولى والأول.
وقال تعالى جده: " إنها لإحدى الكبر ".
ومثله من بنات الياء والواو: الدنيا والدنى.
والقصوى والقصى والعليا والعلي.
وإنما صيروا الفعلى ههنا بمنزلة الفعلة لأنها على بنائها ولأن فيها علامة التأنيث وليفرقوا بينها وبين ما لم يكن فعلى أفعل.
وإن شئت جمعتهن بالتاء فقلت: الصغريات والكبريات كما تجمع المذكر بالواو والنون وذلك الأصغرون والأكبرون والأرذلون.
وأما ما كان على أربعة أحرف وكان آخره ألف التأنيث فإن أردت أن تكسره فإنك تحذف الزيادة التي هي التأنيث ويبنى على فعالي وتبدل من الياء الألف وذلك نحو قولك في حبلى: حبالى وفي ذفري ذفاري.
وقال بعضهم: ذفري وذفارٍ.
ولم ينونوا ذفري.
وكذلك ما كانت الألفان في آخره للتأنيث وذلك قولك صحراء وصحارى وعذراء وعذارى.
وقد قالوا: صحارٍ وعذارٍ وحذفوا الألف التي قبل علامة التأنيث وليكون آخره كآخر ما فيه علامة التأنيث وليفرقوا بين هذا وبين علباءٍ ونحوه: وألزموا هذا ما كان فيه علامة التأنيث إذ كانوا يحذفونه من غيره وذلك: مهرية ومهارٍ وأثفية وأثافٍ.
جعلوا صحراء بمنزلة ما في آخره ألف إذ كان أواخرهما علامات التأنيث مع كراهيتهم الياءات حتى قالوا مدارى ومهارى.
فهم في هذا أجدر أن يقولوا لئلا يكون بمنزلة ما جاء آخره لغير التأنيث.
وقالوا: ربي ورباب حذفوا الألف وبنوه على هذا البناء كما ألقوا الهاء من جفرةٍ فقالوا: جفار إلا أنهم قد ضموا أول ذا كما قالوا: ظئر وظؤار ورخل ورخال.
ولم يكسوا أوله كما قالوا: بئار وقداح.
وإذا أردت ما هو أدنى العدد جمعت بالتاء تقول: خبراوات وصحراوات وذفريات وحبليات.
وقالوا: إنثى وإناث فذا بمنزلة جفرةٍ وحفار.
ومثل ظئرٍ وظؤارٍ: ثنى وثناء.
والثنى: التي قد نتجت مرتين.
وقالوا: خنثى وخناثى كقولهم: حبلى وحبالى.
وقال الشاعر: خناثى يأكلون التمر ليسوا ** بزوجاتٍ يلدن ولا رجال وأما ما كان عدد حروفه أربعة أحرف وفيه هاء التأنيث وكان فعيلة فإنك تكسره على فعائل وذلك نحو: صحيفةٍ وصحائف وقبيلةٍ وقبائل وكتيبةٍ وكتائب وسفينةٍ وسفائن وحديدةٍ وحدائد.
وهذا أكثر من أن يحصى.
وربما كسروه على فعلٍ وهو قليل قالوا: سفينة وسفن وصحيفة وصحف شبهوا ذلك بقليبٍ وقلبٍ كأنهم جمعوا سفين وصحيف حين علموا أن الهاء ذاهبة شبهوها بجفارٍ حين أجريت مجرى جمدٍ وجمادٍ.
وليس يمتنع شيء من ذا أن يجمع بالتاء إذا أردت ما يكون لأدنى العدد.
وقد يقولون: ثلاث صحائف وثلاث كتائب وذلك لأنها صارت على مثال فعالل نحو: حضاجر وبلابل وجنادب وأما فعالة فهو بهذه المنزلة لأن عدة الحروف واحدة والزنة والزيادة مد كما أن زيادة فعيلة مد فوافقته كما وافق فعيل فعالا.
وذلك قولك إذا جمعت بالتاء: رسالات وكنانات وعمامات وجنازات.
فإذا كسرته على فعائل قلت: جنائز ورسائل وكنائن وعمائم.
والواحدة جنازة وكنانة وعمامة ورسالة.
ومثله جناية وجنايا.
وما كان على فعالةٍ فهو بهذه المنزلة لأنه ليس بينهما إلا الفتح والكسر وذلك: حمامة وحمائم ودجاجة ودجائج. والتاء أمرها ههنا كأمرها فيما قبلها.
وما كان فعالة فهو كذلك في جميع الأشياء لأنه ليس بينهما شيء إلا الضم في أوله.
وذلك قولك: ذؤابة وذؤابات وقوارة وقوارات وذبابة وذبابات.
فإذا كسرته قلت: ذوائب وذبائب.
وكذلك فعولة: لأنها بمنزلة فعيلةٍ في الزنة والعدة وحرف المد.
وذلك قولهم: حمولة وحمائل وحلوبة وحلائب وركوبة وركائب.
وإن شئت قلت: حلوبات وركوبات وحمولات.
وكل شيء كان من هذا أقل كان تكسيره أقل كما كان ذلك في بنات الثلاثة.
واعلم أن فعالا وفعيلا وفعالا وفعالا إذا كان شيء منها يقع على الجميع فإن واحده يكون على بنائه ومن لفظه وتلحقه هاء التأنيث وأمرها كأمر ما كان على ثلاثة أحرف.
ومثله من بنات الياء والواو وعظاءة وعظاءات وملاء وملاءة وملاءات وقد قالوا: سفائن ودجائج وسحائب.
وقالوا: دجاج كما قالوا: طلحة وطلاح وجذبة وجذاب.
وكل شيء كان واحدا مذكرا يقع على الجميع فإن واحده وإياه بمنزلة ما كان على ثلاثة أحرف مما ذكرنا كثرت عدة حروفه أو قلت.
وأما ما كان من بنات الأربعة لا زيادة فيه فإنه يكسر على مثال مفاعل وذلك قولك: ضفدع وضفادع وحبرج وحبارج وخنجر وخناجر وجنجن وجناجن وقمطر وقماطر.
فإن عنيت الأقل لم تجاوز ذا لأنك لا تصل إلى التاء لأنه مذكر ولا إلى بناءٍ من أبنية أدنى العدد لأنهم لا يحذفون حرفا من نفس الحرف إذ كان من كلامهم أن لا يجاوزوا بناء الأكثر وإن عنوا الأقل.
فإن عنوا الأقل.
فإن كان فيه حرف رابع حرف لين وهو حرف المد كسرته على مثال مفاعيل وذلك قولك: قنديل وقناديل وخنذيذ وخناذيذ وكرسوع وكراسيع وغربال وغرابيل.
واعلم أن كل شيء كان من بنات الثلاثة فلحقته الزيادة فبنى بناء بنات الأربعة وألحق ببنائها فإنه يكسر على مثال مفاعل كما تكسر بنات الأربعة وذلك: جدول وجداول وعثير وعثاير وكوكب وكواكب وتولب وتوالب وسلم وسلالم ودمل ودمامل وجندب وجنادب وقردد وقرادد وقد قالوا: قراريد كراهية التضعيف.
وكذلك هذا النحو كله.
وما لم يلحق ببنات الأربعة وفيها زيادة وليست بمدة فإنك إذا كسرته كسرته على مثال مفاعل وذلك: تنضب وتناضب وأجدل وأجادل وأخيل وأخايل.
وكل شيء مما ذكرنا كانت فيه هاء التأنيث يكسر على ما ذكرنا إلا أنك تجمع بالتاء إذا أردت بناء ما يكون لأدنى العدد وذلك قولك جمجمة وجماجم وزردمة وزرادم ومكرمة ومكارم وعودقة وعوادق وهو الكلوب الذي يخرج به الدلو.
وكل شيء من بنات الثلاثة قد ألحق ببنات الأربعة فصار رابعه حرف مد فهو بمنزلة ما كان من بنات الأربعة له رابع حرف مدٍ وذلك: قرطاط وقراطيط وجرينال وجرابيل وقرواح وقراويح.
وكذلك ما كانت فيه زيادة ليست بمدة وكان رابعه حرف مدٍ ولم يبن بناء بنات الأربعة التي رابعها حرف مد وذلك نحو: كلوبٍ وكلاليب ويربوعٍ ويرابيع.
وما كان من الأسماء على فاعلٍ أو فاعلٍ فإنه يكسر على بناء فواعل وذلك: تابل وتوابل وطابق وطوابق وحاجر وحواجر وحائط وحوائط.
وقد يكسرون الفاعل على فعلانٍ نحو: حاجرٍ وحجرانٍ وسال وسلانٍ وحائر وحورانٍ وقد قال بعضهم: حيران كما قالوا: جان وجنان وكما قال بعضهم: غائط وغيطان وحائط وحائط وحيطان قلبوها حيث صارت الواو بعد كسرة.
فالأصل فعلان.
وقد قالوا: غال وغلان وقالق وفلقان ومال مللان.
ولا يمتنع شيء من ذا من فواعل.
وأما ما كان أصله صفة فأجرى الأسماء فقد يبنونه على فعلانٍ كما يبنونها وذلك: راكب وركبان وصاحب وصحبان وفارس وفرسان وراعٍ ورعيان.
وقد كسروه على فعالٍ قالوا صحاب حيث أجروه مجرى فعيلٍ نحو: جريبٍ وجربانٍ.
وسترى بيانه إن شاء الله لم أجرى ذلك المجرى.
فإدخلوا الفعال ههنا كما أدخلوه ثمة حين قالوا: إفال وفصال وذلك نحو صحابٍ.
ولا يكون فيه فواعل كما كان في تابلٍ وخاتمٍ وحاجرٍ لأن أصله صفة وله مؤنث فيفصلون بينهما إلا في فوارس فإنهم قالوا: فوارس كما قالوا: حواجر لأن هذا اللفظ لا يقع في كلامهم إلا للرجال وليس في أصل كلامهم أن يكون إلا لهم.
فلما لم يخافوا الالتباس قالوا فواعل كما قالوا فعلان وكما قالوا: حوارث حيث كان اسما خاصا كزيدٍ.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 4:57 am
باب ما يجمع من المذكر بالتاء
فمنه شيء لم يكسر على بناء من أبنية الجمع بالتاء إذ منع ذلك وذلك قولهم: سرادقات وحمامات وإوانات ومنه قولهم: جمل سبحل وجمال سبحلات وربحلات وجمال سبطرات.
وقالوا: جوالق وجواليق فلم يقولوا: جوالقات حين قالوا: جواليق.
والمؤنث الذي ليس فيه علامة التأنيث أجرى هذا المجرى.
ألا ترى أنك لا تقول: فرسنات حين قالوا فراسن ولا خنصرات حين قالوا: خناصر ولا محاجات حين قالوا: محالج ومحاليج.
وقالوا: عيرات حين لم يكسروها على بناء يكسر عليه مثلها.
وربما جمعوه بالتاء وهم يكسرونه على بناء الجمع لأنه يصير إلى بناء التأنيث فشبهوه بالمؤنث الذي ليس فيه هاء التأنيث وذلك قولهم: بوانات وبوان للواحد وبون للجميع كما قالوا: عرسات وأعراس فهذه حروف تحفظ ثم يجاء بالنظائر.
وقد قال بعضهم في شمالٍ: شمالات.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 4:59 am
باب ما جاء بناء جمعه على غير ما يكون في مثله
ولم يكسر هو على ذلك البناء فمن ذلك قولهم: رهط وأراهط كأنهم كسروا أرهط.
ومن ذلك باطل وإبطيل لأن ذا ليس بناء باطلٍ ونحوه إذا كسرته فكأنه كسرت عليه أباطيل وإبطال.
ومثل ذلك: كراع وأكارع لأن ذا ليس من أبنية فعالٍ إذا كسر بزيادة أو بغير زيادة فكأنه كسر عليه أكرع.
ومثل ذلك حديث وأحاديث وعروض وأعارض وقطيع وأقاطيع لأن هذا لو كسرته إذ كانت عدة حروفه أربعة أحرف بالزيادة التي فيها لكانت فعائل ولم تكن لتدخل زيادة تكون في أول الكلمة كما أنك لا تكسر جدولا ونحوه إلا على ما تكسر عليه بنات الأربعة.
فكذلك هذا إذا كسرته بالزيادة لا تدخل فيه زيادة سوى زيادته فيصير اسما أوله ألف ورابعه حرف لين.
فهذه الحروف لم تكسر على ذا.
ألا ترى أنك لو حقرتها لم تقل: أحيديث ولا أعيريض ولا أكيريع.
فلو كان ذا أصلا لجاز ذا التحقير وإنما يجري التحقير على أصل الجمع إذا أردت ما جاوز ثلاثة أحرف مثل مفاعل ومفاعيل.
ومثل: أراهط أهل وأهالٍ وليلة وليالٍ: جمع أهلٍ وليلٍ.
وقالوا: لييلية فجاءت على غير الأصل كما جاءت في الجمع كذلك.
وزعم أبو الخطاب أنهم يقولون: أرض وآراض أفعال كما قالوا: أهل وآهال.
وقد قال بعض العرب: أمكن كأنه جمع مكنٍ لا مكانٍ لأنا لم نر فعيلا ولا فعالا ولا فعالا ولا فعالا يكسرون مذكراتٍ على أفعلٍ.
ليس ذا لهن طريقة يجرين عليها في الكلام.
ومثل ذلك: توأم وتؤام كأنهم كسروا عليه تئم كما قالوا: ظئر وظؤار ورخل ورخال.
وقالوا: كروان وللجميع كروان فإنما يكسر عليه كرى كما قالوا إخوان.
وقد قالوا في مثلٍ: " أطرق كوا ومثل ذلك: حمار وحمير.
ومثل ذا: أصحاب وأطيار وفلو وأفلاء.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 5:01 am
باب ما عدة حروفه خمسة أحرف
خامسه ألف التأنيث أو ألفا التأنيث أما ما كان فعالي فإنه يجمع بالتاء.
وسمعنا من يوثق به من العرب يقول: سابياء وسوابٍ وحانياء وحوانٍ وحاوياء وحوايا.
وقالوا: خنفساء: وخنافس شبهوا ذا بعنصلاء وهناصل وقنبراء وقنابر.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 5:03 am
باب جمع الجمع
أما أبنية أدنى العدد فتكسر منها أفعلة وأفعل على فاعل على أفاعل لأن أفعلا بزنة أفعل قال الأجز: تحلب منها ستة الأواطب وأسقية وأساقٍ وأما ما كان أفعالا فإنه يكسر على أفاعيل لأن أفعالا بمنزلة إفعال وذلك نحو: أنعامٍ وأناعيم وأقوالٍ وأقاويل.
وقد جمعوا أفعلة بالتاء كما كسروها على أفاعل شبهوها بأنملةٍ وأنامل وأنملات وذلك قولهم: أعطيات وأسقيات.
وقالوا: جمال وجمائل فكسروها عل فعائل لأنها بمنزلة شمالٍ وشمائل في الزنة.
وقد قالوا: جمالات فجمعةها يالاء كما قالواك رجالات وقالوا: كلابات.
ومثل ذلك: بيوتات.
عملوا بفعولٍ ما عملوا بفعالٍ.
ومثل ذلك: الحمرات والطرقات والجزرات فجعلوا فعلا إذ كانت للجمع كفعالٍ الذي هو للجمع كما جعلوا الجمال إذ كان مؤنثا في جمع التاء نحو: جمالاتٍ بمنزلة ما ذكرنا من المؤنث نحو: أرضاتٍ وعيراتٍ وكذلك الطرق والبيوت.
واعلم أنه ليس كل جمع يجمع كما أنه ليس كل مصدر يجمع كالأشغال والعقول والحلوم والألبان: ألا تر ى أنك لا تجمع الفكر والعلم والنظر.
كما أنهم لا يجمعون كل اسم يقع على الجميع نحو: التمر وقالوا: التمرات.
ولم يقولوا: أبرار ويقولون: مصران ومصارين كأبيات وأبابيت وبيوتٍ وبيوتاتٍ.
ومن ذا الباب أيضا قولهم: أسورة وأساورة.
وقالوا: عوذ وعوذات كما قالوا: جزرات.
قال الشاعر: لها بحقيل فالثميرة موضع ** ترى الوحش عوذات به ومتاليا وقالوا: دورات كما قالوا: عوذات.
وقالوا: حشان وحشاشين مثل مصران ومصارين وقال: ترعى أناضٍ من جزيز الحمض جمع الأنضاء وهو جمع نضوٍ.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 5:06 am
هذا باب ما كان من الأعجمية على أربعة أحرف
وقد أعرب فكسرته على مثال مفاعل زعم الخليل أنهم يلحقون جمعه الهاء إلا قليلا.
وقد قالوا: جوارب وكيالج جعلوها كالصوامع والكواكب.
وقد أدخلوا الهاء أيضاً فقالوا كيالجة.
ونظيره في العربية صيقل وصياقلة وصيرف وصيارفة وقشعم وقشاعمة فقد جاء إذا أعرب كملكٍ وملائكةٍ.
وقالوا: أناسية لجمع إنسانٍ.
وكذلك إذا كسرت الاسم وأنت تريد آل فلانٍ أو جماعة الحي أو بني فلان.
وذلك قولك: المسامعة والمناذرة والمهالبة والأحامرة والأزارقة.
وقالوا: الدياسم وهو ولد الذئب والمعاول كما قالوا: جوارب شبهوه بالكواكب حين أعرب.
وجعلوا الدياسم بمنزلة الغيالم والواحد غيلم.
ومثل ذلك الأشاعر.
وقالوا: البرابرة والسيابجة فاجتمع فيها الأعجمية وأنها من الإضافة إنما يعني البربريين والسيبجيين كما أردت بالمسامعة المسمعيين.
فأهل الأرض كالحي.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 5:12 am
باب ما لفظ به مما هو مثنى
كما لفظ بالجمع وهو أن يكون الشيئان كل واحد منهما بعض شيء مفردٍ من صاحبه.
وذلك قولك: ما أحسن رءوسهما وأحسن عواليهما.
وقال عز وجل: " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما "، " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما " فرقوا بين المثنى الذي هو شيء على حدةٍ وبين وقد قالت العرب في الشيئين اللذين كل واحد منهما اسم على حدة وليس واحد منهما بعض شيء كما قالوا في ذا لأن التثنية جمع فقالوا كما قالوا: فعلنا.
وزعم يونس أنهم يقولون: ضع رحالهما وغلمانهما وإنما هم اثنان.
قال الله عز وجل " وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب.
إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان " وقال: " كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون ".
وزعم يونس أنهم يقولون: ضربت رأسيهما.
وزعم أنه سمع ذلك من رؤبة أيضا أجروه على القياس.
قال هميان بن قحافة: ظهراهما مثل ظهور الترسين وقال الفرزدق: هما نفثا في في من فمويهما على النابح العاوى أشد رجام وقال أيضا: بما في فؤادينا من الشوق والهوى فيجبر منهاض الفؤاد المشعف واعلم أن من قال: أقاويل وأبابيت في أبياتٍ وأنابيب في أنيابٍ لا يقول: أقوالان ولا أبياتان.
قلت: فلم ذلك قال: لأنك لا تريد بقولك: هذه أنعام وهذه أبيات وهذه بيوت ما تريد بقولك: هذا رجل وأنت تريد هذا رجل واحد ولكنك تريد الجمع.
وإنما قلت: أقاويل فبنيت هذا البناء حين أردت أن تكثر وتبالغ في ذلك كما تقول: قطعه وكسره حين تكثر عمله.
ولو قلت: قطعه جاز واكتفيت به.
وكذلك تقول: بيوت فتجزيء به.
وكذلك الحلم والبسر والتمر إلا أن تقول: عقلان وبسران وتمران أي ضربان مختلفان.
وقالوا: إبلان لانه اسم لم يكسر عليه وإنما يريدون قطيعين وذلك يعنون.
وقالوا: لقاحان سوداوان جعلوهما بمنزلة ذا.
وإنما تسمع ذا الضرب ثم تأتي بالعلة والنظائر.
وذلك لأنهم يقولون لقاح واحدة كقولك: قطعة واحدة.
وهو في أبلٍ أقوى لأنه لم يكسر عليه شيء.
وسألت الخليل عن ثلاثة كلابٍ فقال: يجوز في الشعر شبهوه بثلاثة قرودٍ ونحوها ويكون ثلاثة كلابٍ على غير وجه ثلاثة أكلبٍ ولكن على قوله ثلاثة من الكلاب كأنك قلت: ثلاثة عبدي الله.
وإن نونت قلت: ثلاثة كلاب على معنى كأنك قلت: ثلاثة ثم قلت: كلاب.
قال الراجز لبعض السعديين: كأن خصييه من التدلدل ظرف عجوزٍ فيه ثنتا حنظل وقال: قد جعلت مي على الظرار خمس بنانٍ قانئ الأظفار لم يكسر عليه واحده ولكنه بمنزلة قومٍ ونفرٍ وذودٍ إلا أن لفظه من لفظ واحده وذك قولك: ركب وسفر.
فالركب لم يكسر عليه راكب.
ألا ترى أنك تقول في التحقير: ركيب وسفير فلو كان كسر عليه الواحد رد إليه فليس فعل مما يكسر عليه الواحد للجميع.
ومثل ذلك: طائر وطير وصاحب وصحب.
وزعم الخليل أن مثل ذلك الكمأة وكذلك الجبأة ولم يكسر عليه كمء تقول: كميئة فإنما هي بمنزلة صحبةٍ وظؤرةٍ وتقديرها ظعرة ولم يكسر عليها واحد كما أن السفر لم يكسر عليه المسافر وكما أن القوم لم يكسر عليه واحد.
ومثل ذلك: أديم وأدم.
والدليل على ذلك انك تقول: هو الأدم وها أديم.
ونظيره أفيق وأفق وعمود وعمد.
وقال يونس: يقولون هو العمد.
ومثل ذلك: حلقة وحلق وفلكة وفلك فلو كانت كسرت على حلقةٍ كما كسروا ظلمة على ظلمٍ لم يذكروه فليس فعل مما يكسر عليه فعلة.
ومثله فيما حدثنا أبو الخطاب نشفة ونشف وهو الحجر الذي يتدلك به.
ومثل ذلك: الجامل والباقر لم يكسر عليهما جمل ولا بقرة.
والدليل عليه التذكير والتحقير وأن فاعلا لا يكسر عليه شيء.
فبهذا استدل على هذه الأشياء.
وهذا النحو في كلامهم كثير.
ومثل ذلك في كلامهم: أخ وإخوة وسرى وسراة.
ويدلك على هذا قولهم: سروات فلو كانت وقد قالوا: فاره وفرهة مثل صاحبٍ وصحبةٍ كما أن راكب وركب بمنزلة صاحبٍ وصحبٍ.
قال امرؤ القيس: سريت بهم حتى تكل غزيهم ** وحتى الجياد ما يقدن بأرسان
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 5:19 am
باب تكسير الصفة للجمع وأما ما كان فعلا فإنه يكسر على فعالٍ ولا يكسر على بناء أدنى العدد الذي هو لفعلٍ من الأسماء لأنه لا يضاف إليه ثلاثة وأربعة ونحوهما إلى العشرة وإنما يوصف بهن فأجرين غير مجرى الأسماء.
وسمعنا من العرب من يقول: فسل وفسول فكسروه على فعول كما كسروه عليه إذ كان اسما وكما شركت فعال فعولا في الاسم.
واعلم أنه ليس شيء من هذا إذا كان للآدميين يمتنع من أن تجمعه بالواو والنون.
وذلك قولك: صعبون وخدلون.
وقال الراجز: قالت سليمى لا أحب الجعدين ولا السباط إنهم مناتين وجميع هذا إذا لحقته الهاء لتأنيث كسر على فعالٍ وذلك: عبلة وعبال وكمشة وكماش وجعدة وجعاد.
وليس شيء من هذا يمتنع من التاء غير أنك لا تحرك الحرف الأوسط لأنه صفة.
وقالوا: شياه لجبات فحركوا الحرف الأوسط لأن من العرب من يقول: شاة لجبة فإنما جاءوا بالجمع على هذا واتفقوا عليه في الجمع.
وأما ربعة فإنهم يقولون: رجال ربعات ونسوة ربعات وذلك لأن أصل ربعةٍ اسم مؤنث وقع على المذكر والمؤنث فوصفا به ووصف المذكر بهذا الاسم المؤنث كما يوصف المذكرون بخمسة حين يقولون: رجال خمسة وخمسة اسم مؤنث وصف به المذكر.
وقد كسروا فعلا على فعلٍ فقالوا: رجل كث وقوم كث وقالوا: ثط وثط وجون وجون.
وقالوا: سهم حشر وأسهم حشر.
وسمعنا من العرب من يقول: قوم صدق اللقاء والواحد صدق اللقٍاء.
وقالوا: فرس ورد وخيل ورد.
وقد كسروا ما استعمل منه استعمال الأسماء على أفعلٍ وذلك: عبد وأعبد.
وقالوا: عبيد وعباد كما قالوا: كليب وكلاب وأكلب.
والشيخ نحو من ذلك قالوا: أشياخ كما قالوا: أبيات وقالوا: شيخان وشيخة.
ومثله: ضيف وضيفان مثل: رألٍ ورئلانٍ.
وقالوا: ضيف وضيوف وقالوا: وغد ووغدان كما فالوا ظهور ظهران وقالوا: وغدان فشبه بعبدٍ وعبدانٍ.
ومع ذا إنهم ربما كسروا الصفة كما يكسرون الأسماء وسترى ذلك إن شاء الله.
وأما ما كان فعلا فإنهم يكسرونه على فعالٍ كما كسروا والفعل واتفقا عليه كما انهما متفقان عليه في الأسماء.
وذلك قولك: حسن وحسان وسبطر وسباط وقطط وقطاط.
وربما كسروه على أفعالٍ لأنه مما يكسر عليه فعل فاستغنوا به عن فعالٍ.
وذلك قولهم: بطل وأبطال وعزب وأعزاب وبرم وأبرام.
وأما ما جاء على فعل الذي جمعه فعال فإذا لحقته الهاء للتأنيث كسر على فعالٍ كما فعل ذلك بفعلٍ.
وليس شيء من هذا للآدميين يمتنع من الواو والنون وذلك قولك: حسنون وعزبون.
وأما ما كان من فعلٍ على أفعال فإن مؤنثه إذا لحقته الهاء جمع بالتاء نحو بطلةٍ وبطلاتٍ من قبل أن مذكره لا يجمع على فعالٍ فيكسر هو عليه ولا يجمع على أفعالٍ لأنه ليس مما يكسر وقالوا: رجل صنع وقوم صنعون ورجل رجل وقوم رجلون - والرجل هو الرجل الشعر - ولم يكسروهما على شيء استغنى بذلك عن تكسيرهما.
وإنما منع فعل أن يطرد اطراد فعلٍ أنه أقل في الكلام من فعلٍ صفة.
كما كان أقل منه في الأسماء.
وهو في الصفة أيضا قليل.
وأما الفعل فهو في الصفات قليل وهو قولك: جنب.
فمن جمع من العرب قال: أجناب كماقالوا: أبطال فوافق فعل فعلا في هذا كما وافقه في الأسماء.
وإن شئت قلت: جنبون كما قالوا صنعون.
وقالوا: رجل شلل وهو الخفيف في الحاجة فلا يجاوزون شللون.
وأما ما كان فعلا فإنهم قد كسروه على أفعالٍ فجعلوه بدلا من فعولٍ وفعالٍ إذ كان أفعال ما يكسر عليه الفعل وهو في القلة بمنزلة فعلٍ أو أقل.
وذلك قولك: جلف وأجلاف ونضو وأنضاء ونقض وأنقاض.
ومؤنثه إذا لحقته الهاء بمنزلة مؤنث ما كسر على أفعالٍ من باب فعلٍ.
وقد قال بعض العرب: أجلف كما قالوا: أذؤب حيث كسروه على أفعل كما كسروا الأسماء.
وقالوا: أرجل صنع وقوم صنعون ولم يجاوزوا ذلك.
وليس شيء مما ذكرنا يمتنع من الواو والنون إذا عنيت الآدميين.
وقالوا: جلفون ونضوون.
وقالوا: علج وعلجة فجعلوها كالأسماء كما كان العلج كالأسماء حين قالوا: أعلاج.
ومثله في القلة فعل يقولون: رجل حلو وقوم حلوون.
ومؤنثه يجمع بالتاء.
وقالوا: مر وأمرار ويقولون: رجل جد للعظيم الجد فلا يجمعونه إلا بالواو والنون كما لم يجمعوا صنع إلا كذلك يقولون: جدون.
وصار فعل أقل من فعلٍ في الصفات إذ كان أقل منه في السماء.
وأما ما كان فعلا فإنه لم يكسر على ما كسر عليه اسما لقلته في الأسماء ولأنه لم يتمكن في الأسماء للتكسير والكثرة والجمع كفعلٍ فلما كان كذلك وسهلت فيه الواو والنون تركوا التكسير وجمعوه بالواو والنون.
وذلك: حذرون وعجلون ويقظون وندسون فألزموه هذا إذ كان فعل وهو أكثر منه قد منع بعضه التكسير نحو: صنعون ورجلون ولم يكسروا هذا على بناء أدنى العدد كما لم يكسروا الفعل عليه.
وإنما صارت الصفة أيعد من الفعول والفعال لأن الواو والنون يقدر عليهما في الصفة ولا يقدر عليهم في الأسماء لأن الأسماء أشد تمكنا في التكسير.
وقد كسروا أحرفا منه على أفعالٍ كما كسروا فعلا وفعلا.
قالوا: نجد وأنجاد ويقظ وأيقاظ.
وفعل بهذه المنزلة وعلى هذا التفسير وذلك قولهم: قوم فزعون وقوم فرقون وقوم وجلون.
وقالوا: نكد وأنكاد كما قالوا: أبطال وأجلاف وأنجاد فشبهوا هذا بالأسماء لأنه بزنتها وعلى بنائها.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad_M_Lbn في السبت 13 أكتوبر 2018, 11:16 pm عدل 2 مرات
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 5:39 am
باب تكسيرك ما كان من الصفات
أما ما كان فاعلا فإنك تكسره على فعلٍ.
وذلك قولك: شاهد المصر وقوم شهد وبازل وبزل وشارد وشرد وسابق وسبق وقارح وقرح.
ومثله من بنات الياء والواو التي هي عينات: صائم وصوم ونائم ونوم وغائب وغيب وحائض وحيض.
ومثله من الياء والواو التي هي لا مات: غزي وعفي.
ويكسرونه أيضا على فعالٍ وذلك قولك: شهاد وجهال وركاب وعراض وزوار وغياب.
وهذا النحو كثير.
ويكسرونه على فعلةٍ وذلك نحو: فسقة وبررة وجهلة وظلمة وفجرة وكذبة.
وهذا كثير.
ومثله خونة وحوكة وباعة.
ونظيره من بنات الياء والواو التي هي لام يجيء على فعلةٍ نحو غزاة وقضاةٍ ورماةٍ.
وقد جاء شيء كثير منه على فعلٍ شبهوه بفعول حيث حذفت زيادته وكسر على فعلٍ لأنه مثله في الزيادة والزنة وعدة الحروف وذلك: بازل وبزل وشارف وشرف وعائذ وعوذ وحائل وحول وعائط وعيط.
وقد يكسر على فعلاء شبه بفعيلٍ من الصفات كما شبه في فعلٍ بفعول وذلك: شاعر وشعراء وجاهل وجهلاء وعالم وعلماء يقولها من لا يقول إلا عالم.
وليس فعل وفعلاء بالقياس المتمكن في ذا الباب.
ومثل شاعر وشعراء صالح وصلحاء.
وجاء على فعالٍ كما جاء فيما ضارع الاسم حين أجرى مجرى فعيلٍ هو والاسم حين قالوا فعلان.
وقد يجرون الاسم مجرى الصفة والصفة مجرى الاسم والصفة إلى الصفة أقرب.
وذلك قولهم: جياع ونيام.
وقالوا: فعلان في الصفة كما قالوا في الصفة التي ضارعت الاسم وهي إليه أقرب من الصفة إلى الاسم وذلك: راعٍ ورعيان وشاب وشبان.
وإذا لحقت الهاء فاعلا للتأنيث كسر على فواعل وذلك قولك: ضاربة وضوارب وقواتل وخوارج.
وكذلك إن كان صفة للمؤنث ولم تكن فيه هاء التأنيث وذلك: حواسر وحوائض.
ولا يمتنع شيء فيه الهاء من هذه الصفات من التاء وذلك قولك ضاربات وخارجات.
وإن كان فاعل لغير الأدميين كسر على فواعل وإن كان المذكر أيضا أنه لا يجوز فيه ما جاز في الآدميين: وذلك قولك: جمال بوازل وجمال عواضه.
وقد اضطر فقال في الرجال وهو الفرزدق: وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم خضع الرقاب نواكس الأبصار فأما ما كان فعلا فنحو فقهاء وبخلاء وظرفاء وحلماء وكلماء وأما ما كان فعلا فإنه يكسر على فعلاء وعلى فعال.
فأما ما كان فعلاء فنحو: ظريفٍ وظراف وكريم وكرامٍ ولثامٍ وبراءٍ.
وفعال بمنزلة فعيلٍ لأنهما أختان.
ألا ترى انك تقول: طويل وطوال وبعيد وبعاد.
وسمعناهم يقولون: شجيع وشجاع وخفيف وخفاف.
وتدخل في مؤنث فعالٍ الهاء كما تدخلها في مؤنث فعيل.
فأما ما كان من هذا مضاعفا فإن يكسر على فعال كما كسر غير المضاعف وذلك شديد وشداد وحديد وحداء ونظير فعلا فيه أفعلاء وذلك شديد وشداد ولبيب وألباء وشحيح وأشحاء وإنما دعاهم إلى ذلك إذا كانت مما يكسر يكسرون المضاعف على أفعلة نحو أشحة كما كسروه على أفعلاء.
وإنما هذان البناءان للأسماء يعني أفعلة وأفعلاء.
وكما جاز أفعلاءٍ جاز أفعلة وهي بعد بمنزلتها في البناء وفي أن آخره حرف تأنيث كما أن آخر هذا حرف تأنيث نحو: أشحة.
وأما ما كان من بنات الياء والواو فإن نظير فعلاء فيه أفعلاء وذلك نحو: أغنياء وأشقياء وأغوياء وأكرياء وأصفياء.
وذلك أنهم يكرهون تحريك هذه الواوات والياءات وقبلها حرف ولا نعلمهم كسروا شيئا من هذا على فعالٍ استغنوا بهذا وبالجمع بالواو والنون.
وإنما فعلوا ذلك أيضا لأنه من بنات الياء والواو أقل منه مما ذكرنا قبله من غير بنات الياء والواو.
وأما ما كان من بنات الياء والواو التي الياء والواو فهن عينات فإنه لم يكسر على فعلاء ولا أفعلاء واستغنى عنهما بفعالٍ لأنه أقل مما ذكرنا وذلك: طويل وطوال وقويم وقوام.
واعلم انه ليس شيء من ذا يكون للآدميين يمتنع من الواو والنون وذلك قولهم: ظريفون وطويلون ولبيبون وحكيمون.
وقد كسر شيء منه على فعلٍ شبه بالأسماء لأن البناء واحد وهو نذير ونذر وجديد وجدد وسديس.
وسدس ومثل ذلك من بنات الياء ثني وثنٍ.
ومثل ذلك: شجعان شبهوه بجربانٍ.
ومثله: ثني وثنيان.
وقالوا: خصي وخصيان شبهوه بظلمنٍ كما قالوا: حلقان وجذعان شبهوه بحملانٍ إذ كان البناء واحدا.
وقد كسروا منه شيئا على أفعالٍ كما كسروا عليه فاعلا نحو: شاهدٍ وصاحب فدخل هذا على بنات الثلاثة كما دخل هذا لأن العدة والزنة والزيادة واحدة.
وذلك قولهم: يتيم وأيتام وشريف وأشراف.
وزعم أبو الخطاب أنهم يقولون: أبيل وآبا وعدو وأعداء شبه بهذا لأن فعيلا يشبهه فعول في كل شيء إلا أن زيادة فعولٍ الواو.
وقالوا: صديق وصدق وأصدقاء كما قالوا: جديد وجدد ونذير ونذر.
ومثله فصح حيث استعمل كما تستعمل الأسماء.
وإذا لحقت الهاء فعيلا للتأنيث فإن المؤنث يوافق المذكر على فعالٍ وذلك: صبيحة وصباح وظريفة وظراف.
وقد كسر على فعائل كما كسرت عليه الأسماء وهو نظير أفعلاء وفعلاء ههنا وذلك: صبائح وصحائح وطبائب.
وقد يدعون فعائل استغناء بغيرها كما أنهم قد يدعون فعلاء استغناء بغيرها نحو قولهم: صغير وصغار ولا يقولون: صغراء وسمين وسمان.
ولا يقولون: سمناء كما أنهم قد يقولون: سري ولا يقولون أسرياء وقالوا: خليفة خلائف فجاءوا بها على الأصل وقالوا خلفاء من أجل أنة لا يقع إلا على مذكر فحملوا عليه المعنى وصاروا كأنهم جمعوا خليف حيث علموا أن الهاء لا تثبت في التكسير.
واعلم أنه ليس شيء من هذا يمتنع من ان يجمع بالتاء.
وزعم الخليل أن قولهم: ظريف وظروف لم يكسر على ظريفٍ كما أن المذاكير لم تكسر على ذكر.
وقال أبو عمر: أقول في ظروفٍ هو جمع ظريفٍ كسر على غير بنائه وليس مثل مذاكير.
والدليل على أن ذلك أنك إذا صغرت قلت: ظريفون ولا تقول ذلك في مذاكير.
وأما ما كان فعولا فإنه يكسر على فعلٍ عنيت جميع المؤنث أو جميع المذكر وذلك قولك: صبور وصبر وغدور وغدر.
وأما ما كان منه وصفا للمؤنث فإنهم يجمعونه على فعائل كما جمعوا عليه فعيلة لأنه مؤنث وذلك: عجوز وعجائز وقالوا: عجز كما قالوا صبر وجدود وجدائد وصعود وصعائد.
وقالوا للواله: عجول وعجل كما قالوا: عجوز وعجز وسلوب وسلب وسلائب كما قالوا عجائز وكما كسروا الأسماء.
وذلك: قدوم وقدائم وقدم وقلوص وقلائص وقلص.
وقد يستغنى ببعض هذا عن بعض وذلك قولك: صعائد ولا يقال: صعد ويقال: عجل ولا يقال: عجائل.
وليس شيء من هذا وإن عنيت به الآدميين يجمع بالواو والنون كما أن مؤنثه لا يجمع بالتاء لأنه ليس فيه علامة التأنيث لأنه مذكر الأصل.
ومثل هذا مري وصفي قالوا: مرايا وصفايا.
والمري: التي يمريها الرجل يستدرها للحلب.
وذلك لأنهم يستعملونه كما تستعمل الأسماء.
وقالوا للذكر: جزور وجزائر لما لم يكن من الآدميين صار في الجمع كالمؤنث وشبهوه بالذنوب والذنائب كما كسروا الحائط على الحوائط.
وقالوا: رجل ودود ورجال ودداء شبهوه بفعيلٍ لأنه مثله في الزيادة والزنة ولم يتقوا التضعيف وقالوا: عدو وعدوة شبهوه بصديقٍ وصديقةٍ كما وافقه حيث قالوا للجميع: عدو وصديق فأجرى مجرى ضده.
وقد أجرى شيء من فعيلٍ مستويا في المذكر والمؤنث شبه بفعولٍ وذلك قولك: جديد وسديس وكتيبة خصيف وريح خريق وقالوا: مدية هذام ومدية جراز جعلوا فعالا بمنزلة أختها فعيل.
وقالوا: فلو فلوة لأنها اسم فصارت كفعيل وفعيلةٍ.
وقالوا: امرأة فروقة وملولة جاءوا به على التأنيث كما قالوا: حمولة.
ألا ترى أنه في المذكر والمؤنث والجمع فهي لا تغير كما لا تغير حمولة فكما كانت حمولة كالطريد كان هذا كربعةٍ.
وأما فعال بمنزلة فعول.
وذلك قولك: صناع وصنع كما قالوا: جماد وجمد وكما قالوا: صبور وصبر.
ومثله من بنات الياء والواو التي الواو عينها: نوار ونور وجواد وجود وعوان وعون فأمر فعال كأمر فعولٍ.
ألا ترى ان الهاء لا تدخل في مؤنثه كما لا تدخل في مؤنث فعولٍ.
وتقول: رجل جبان وقوم جبناء شبهوه بفعيلٍ لأنه مثله في الصفة والزنة والزيادة.
وأما فعال فبمنزلة فعالٍ.
ألا ترى أنك تقول: ناقة كناز اللحم وتقول للجمل العظيم: جمل كناز ويقولون كنز.
وقالوا: رجل لكاك اللحم وسمعنا العرب يقولون للعظيم كناز.
فإذا جمعت وزعم الخليل أن قولهم: هجان للجماعة بمنزلة ظراف وكسروا عليه فعالا فوافق فعيلا ههنا كما يوافقه في الأسماء.
وزعم أبو الخطاب أنهم يجعلون الشمال جميعا فهذا نظيره.
ويدلك على أن دلاصا وهجانا جمع لدلاصٍ وهجان وأنه كجوادٍ وجياد وليس كجنب قولهم: هجانات ودلاصان.
فالتثنية دليل في هذا النحو.
وأما ما كان مفعالا فإنه يكسر على مثال مفاعيل كالأسماء وذلك لأنه شبه بفعولٍ حيث كان المذكر والمؤنث فيه سواء.
وفعل ذلك به كما كسر فعول على فعلٍ فوافق الأسماء.
ولا يجمع هذا بالواو والنون كما لا يجمع فعول.
وذلك قولك: مكثار ومكاثير ومهذار ومهاذير ومقلات ومقاليت.
وما كان مفعلا فهو بمنزلته لأنه للمذكر والمؤنث سواء.
وكذلك مفعيل لأنه لمذكر والمؤنث سواء.
وأما مفعل فنحو: مدعسٍ ومقولٍ تقول: مداعس ومقاول.
وكذلك المرأة.
وأما مفعيل فنحو: محضيرٍ ومحاضير ومئشيرٍ ومآشير.
وقالوا: مسكينة شبتهت بفقيرةٍ حيث لم يكن في معنى الإكثار فصار بمنزلة فقيرٍ وفقيرة.
فإن شئت قلت: مسكينون كما تقول فقيرون.
وقالوا مساكين كما قالوا: مآشير وقالوا أيضاً: امرأة مسكينة فقاسوه على امرأة جبانٍ وهي رسول لأن مفعيلا من هذا النحو الذي يجمع هكذا.
وأما ما كان فعالا فإنه لا يكسر لأنه تدخله الواو والنون فيستغني بهما ويجمع مؤنثه بالتاء لأن الهاء تدخله ولم يفعل به ما فعل بفعيلةٍ ولا بالمذكر ما فعل بفعيلٍ.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 5:41 am
تابع: باب تكسيرك ما كان من الصفات
وكذلك فعال.
فأما الفعال فنحو شرابٍ وقتالٍ.
وأما الفعال فنحو: الحسان والكرام يقولون: شرابون وقتالون وحسانون وكرامون.
وكرهوا أن يجعلوه كالأسماء حيث وجدوا مندوحة.
وقد قالوا: عوار وعواوير شبهوه بمنفاز ونقاقيز.
وذلك أنهم قلما يصفون به المؤنث فصار بمنزلة مفعالٍ ومفعيل ولم يصر بمنزلة فعالٍ وكذلك مفعول.
وأما الفعيل فنحو: الشريب والفسيق تقول: شريبون وفسيقون.
والمفعول نحو مضروب تقول: مضروبون.
غير أنهم قد قالوا: مكسور ومكاسير وملعون وملاعين ومشئوم ومشائيم ومسلوخة ومساليخ شبهوها بما يكون من الأسماء على هذا الوزن كما فعل ذلك ببعض ما ذكرنا.
وكذلك مفعل ومفعل إلا إنهم قد قالوا: منكر ومناكير ومفطر ومفاطير وموسر ومياسير.
وفعل بمنزلة فعالٍ وذلك نحو: زملٍ وجبأ يجمع فعل بالواو والنون وفعيل كذلك وهو زميل.
وكذلك أشباه هذا تجمع بالواو والنون مذكرة وبالتاء مؤنثة.
وأما مفعل الذي يكون للمؤنث ولا تدخله الهاء فإنه يكسر.
وذلك مطفل ومطافل ومشدن ومشادن.
وقد قالوا على غير القياس: مشادين ومطافيل شبهوه في التكسير بالمصعود والمسلوب فلم يجز فيها إلا ما جاز في الأسماء إذ لم يجمعا بالتاء.
وأما فيعل فبمنزلة فعالٍ نحو: قيمٍ وسيدٍ وبيع يقولون للمذكر بيعون وللمؤنث بيعات إلا أنهم قالوا: ميت وأموات شبهوا فيعلا بفاعلٍ حين قالوا: شاهد وأشهاد.
ومثل ذلك قيل وأقيال وكيس وأكياس فلو لم يكن الأصل فيعلا لما جمعوه بالواو وانون فقالوا: قيلون وكيسون ولينون وميتون لأنه ما كان من فعلٍ فالتكسير فيه أكثر وما كان من فيعلٍ فالواو والنون فيه أكثر.
ألا ترى أنهم يقولون: صعب وصعاب وخدل وخدال وفسل وفسال وقالوا: هين وهينون ولين ولينون لأن اصله فيعل ولكنه خفف وحذف منه فلو كان قيل وكيس فعلا لم يكن أصلا فعيلا كان التكسير أغلب.
وقد قالوا: ميت وأموات فشبهوه بذلك.
ويقولون للمؤنث أيضا أموات فيوافق المذكر كما ومثل ذلك: امرأة حية وأحياء ونضوة وأنضاء ونقضة وأنقاض كأنك كسرت نقضا لأنك إذا كسرت فكأن الحرف لا هاء فيه.
وقالوا: هين وأهوناء فكسروه على أفعلاء كما كسروا فاعلا على فعلاء ولم يقولوا: هوناء كراهية الضمة مع الواو فقالوا ذا كما قالوا: أغنياء حين فروا من غنياء.
وكنضوةٍ نسوة ونسوان كأن الهاء لم تكن في الكلام كأنه كسر نسو.
وقالوا: طيب وطياب وجيد وجياد كما قالوا: جياع وتجار.
وقالوا: بين وأبيناء كهين وأهوناء.
وأما ما ألحق من بنات الثلاثة بالأربعة فإنه يكسر كما كسر بنات الأربعة وذلك: قسور وقساور وتوأم وتوائم أجروه مجرى قشاعم وأجارب.
ومثل ذلك: غيلم وغاليم شبهوه بسملق وسمالق.
ولا يمتنع هذا أن تقول فيه إذا عنيت الآدميين قسورون وتوأمون كما أن مؤنثه تدخله الهاء ويجمع بالتاء.
وقد جاء شيء من فيعل في المذكر والمؤنث سواء قال الله جل وعز: " وأحيينا به بلدة ميتا " وناقة ريض.
قال الراعي: وكأن ريضها إذا ياسرتها كانت معودة الرحيل ذلولا جعلوه بمنزلة سديسٍ وجديدٍ.
والناقة الريض: الصعبة.
وأما افعل إذا كان صفة فإنه يكسر على فعلٍ كما كسروا فعولا على فعلٍ لأن افعل من الثلاثة وفيه زائدة كما أن فعولا فيه زائدة وعدة حروفه كعدة حروف فعول إلا أنهم لا يثقلون في أفعل في الجمع العين إلا ان يضطر شاعر وذلك: أحمر وحمر وأخضر وخضر وأبيض وبيض وأسود وسود.
وهو مما بكسر على فعلانٍ وذلك: حمران وسودان وبيضان وشمطان وأدمان.
والمؤنث من هذا يجمع على فعلٍ وذلك: حمراء وحمر وصفراء وصفر.
وأما الأصغر والأكبر فإنه يكسر على أفاعل.
ألا ترى أنك لا تصف به كما تصف بأحمر ونحوه لا تقول: رجل أصغر ولا رجل أكبر.
سمعنا العرب تقول الأصاغرة كما تقول: القشاعمة وصيارفة حيث خرج على هذا المثال فلما لم يتمكن هذا في الصفة كتمكن أحمر أجرى مجرى أجدلٍ وأفكلٍ كما قالوا: الأباطح والأساود حيث استعمل استعمال الأسماء.
وإن شئت قلت الأصفرون واللأكبرون فاجتمع الواو والنون والتكسير ههنا كما اجتمع الفعل والفعلان.
وقالوا: الآخرون ولم يقولوا غيره كراهية ان يلتبس بجماع آخر ولأنه خالف أخواته في الصفة فلم تمكن تمكنها كما لم تصرف في النكرة.
وأما فعلان إذا كان صفة وكانت له فعلى فإنه يكسر على فعالٍ بحذف الزيادة التي في آخره كما حذفت ألف إناثٍ وألف ربابٍ.
وذلك: عجلان وعجال وعطشان وعطاش وغرثان وغراث.
وكذلك مؤنثه وافقه كما وافق فعيلة في فعالٍ.
وقد كسر على فعالي وفعال فيه أكثر من فعالي وذك: سكران وسكارى وحيران وحيارى وخزيان وخزايا وغيران وغيارى.
وكذلك المؤنث أيضا شبهوا فعلان بقولهم: صحراء وصحارى.
وفعلي وفعلي جعلوها كذفري وذفارى وحبلي وحبالى.
وقد يكسرون بعض هذا على فعالي وذلك قول بعضهم: سكارى وعجالى.
ومنهم من يقول: عجالى.
ولا يجمع بالواو والنون فعلان كما لا يجمع أفعل وذلك لأن مؤنثه لم تجيء فيه الهاء على بنائه فيجمع بالتاء فصار بمنزلة مالا مؤنث فه نحو فعولٍ.
ولا يجمع مؤنثه بالتاء كما لا يجمع مذكره بالواو والنون.
فكذلك أمر فعلان وفعلي وأفعل وفعلاء إلا أن يضطر شاعر.
وقد قالوا في الذي مؤنثه تلحقه الهاء كما قالوا في هذا فجعلوه مثله.
وذلك قولهم: ندمانة وندمان وندام وندامى.
وقالوا: خمصانة وخمصان وخماص.
ومن العرب من يقول: خمصان فيجريه هلى هذا.
وما يشبه من الأسماء بهذا كما تشبه الصفة بالاسم سرحان وضبعان وقالوا: سراج وضباع لأن آخره كآخره ولأنه بزنته فشبه به.
وهم مما يشبهون الشيء بالشيء وإن لم يكن مثله في جميع الأشياء وقد بين ذلك فيما مضى وستراه فيما بقي إن شاء الله.
وإن شئت قات في خمصانٍ: خمصانون وفي ندمانٍ: ندمانون لأنك تقول: ندمانات وخمصانات.
وإن شئت قلت في عريانٍ: عريانون فصار بمنزلة قولك: ظريفون وظريفات لان الهاء ألحقت بناء التذكير حين أردت بناء التأنيث فلم يغيروا ولم يقولوا في عريانٍ: عراء ولا عرايا استغنوا بعراة لأنهم مما يستغنون بالشيء عن الشيء حتى لا يدخلوه في كلامهم.
وقد يكسرون فعلا على فعالي لأنه قد يدخل في باب فعلان فيعني به ما يعني بفعلان.
وذلك: رجل عجل ورجل سكر وحذر وحذارى وبعير حبط وإبل حباطى ومثل سكرٍ كسل يراد به ما يراد بكسلان.
ومثله صدٍ وصديان.
وقالوا: رجل رجل الشعر وقوم رجالي لان فعلا قد يدخل في هذا الباب.
وقالوا: عجل وعجلان.
وقال بعضهم: رجلان وامرأة رجلي وقالوا: رجال كما قالوا: عجال.
ويقال: شاة حرمي وشاه حرام وحرامى لأن فعلي صفة بمنزلة التي لها فعلان كأن ذا لو قيل في المذكر قيل: حرمان.
وأما فعلاء فهي بمنزلة فعلةٍ من الصفات كما كانت فعلي بمنزلة فعلةٍ من الأسماء.
وذلك قولك: نفساء ونفساوات وعشراء وعشراوات ونفاس وعشار كما قالوا: ربعة وربعات ورباع شبهوها بها لأن البناء واحد ولأن آخره علامة التأنيث كما أن آخره هذا عامة التأنيث.
وليس شيء من الصفات آخره علامة التأنيث يمتنع من الجمع بالتاء غير فعلاء أفعل وفعلي فعلان.
ووافقن الأسماء كما وافق غيرهن من الصفات الأسماء.
وقالوا: بطحاوات حيث استعملت استعمال الأسماء كما قالوا: صحراوات.
ونظير ذلك قولهم: الأباطح ضارع الأسماء.
ومن العرب من يقول: نفاس كما تقول: رباب.
وقالوا بطحاء وبطاح كما قالوا: صحفة وصحاف وعطشى وعطاش.
وأما فعيل إذا كان في معنى مفعولٍ فهو في المؤنث والمذكر سواء وهو بمنزلة فعولٍ ولا تجمعه بالواو والنون كما لا يتجمع فعول لأن قصته كقصته وإذا كسرته كسرته على فعلي.
وأما الذبيحة فبمنزلة القتوبة والحلوبة وإنما ترد: هذه مما يقتبون وهذه مما يحلبون فيجوز أن قول: قتوبة ولم تقتب وركوبة ولم تركب.
وكذلك فريسة الأسد بمنزلة الضحية.
وكذلك أكيلة السبع.
وقاواك رجل حميد وامرأة حميدة يشبه بسعيدٍ وسعيدةٍ ورشيدٍ ورشيدةٍ حيث كان نحوهما في المعنى وأتفق في البناء كما قالوا: قتلاء وأسراء فشبهوهما بظرفاء.
وقالوا: عقيم وعقم شبهوه بجديد وجددٍ.
ولو قيل: إنها لم تجئ على فعل كما أن حزين لم تجئ على حزن لكان مذهبا.
ومثله في أنه جاء على فعلٍ لم يستعمل: مري ومرية لا تقول: مرت وهذا النحو كثير وستراه فيما تستقبل إن شاء الله ومنه ما قد مضى.
وقال الخليل: إنما قالوا: مرضى وهلكى وموتى وجربى وأشباه ذلك لأن ذلك أمر يبتلون به وأدخلوا فيه وهم له كارهون وأصيبوا به فلما كان المعنى معنى المفعول كسروه على هذا المعنى.
وقد قالوا: هلاك وهالكون فجاءوا به عل قياس هذا البناء وعلى الأصل هذا المعنى.
وقد يكسروه على المعنى إذ كان بمنزلة جالسٍ في البناء وفي الفعل.
وهو على هذا أكثر في قالوا: دامر ودمار ودامرون وضامر وضمر ولا يقولون: ضمرى.
فهذا يجري مجرى هذا إلا أنهم قد قالوا ما سمعت على هذا المعنى.
ومثل هلاكٍ قولهم: مراض وسقام ولم يقولوا: سقمى فالمجرى الغالب في هذا النحو غير فعلي.
وقالوا: رجل وجع وقوم وجعى كما قالوا هلكى وقالوا: وجاعى كما قالوا: حباطى وحذارى وكما قالوا: بعير حبج وإبل جباحى وقالوا: قوم وجاع كما قالوا: بعير جرب وإبل جراب جعلوها بمنزلة حسن وحسان فوافق فعل فعلا هنا كما يوافقه في الأسماء.
وقالوا: أنكاد وأبطال فاتفقنا كما اتفقنا في الأسماء.
وقالوا: مائق وموقى وأحمق وحمقى وأنوك ونزكى وذلك لأنهم جعلوه شيئا فد أصيبوا به في عقولهم كما أصيبوا ببعض ما ذكرنا في أبدانهم.
وقالوا: أهوج وهوج فجاءوا به على القياس وأنوك ونوك.
وقد قالوا: رجل سكران وقوم يسكرى.
ذلك لأنهم جعلوه كالمرضى وقالوا رجال روبى جعلوه بمنزلة سكرى والروبى: الذين قد استثقلوا نوما فشبهوه بالسكران.
وقالوا اللذين قد أثخنهم السفر والوجع روبى أيضا والواحد رائب.
وقالوا: زمن وزمني وهرم وهرمي وضمن وضمني كما قالوا وجعي لأنها بلايا ضربوا بها فصارت في التكسير لذا المعنى ككسيرٍ وكسرى ورهيص ورهصى وحسيرٍ وحسرى.
وإن شئت قلت: زمنون وهرمون كما قلت: هلاك وهالكون.
وقالوا: أسارى شبهوه بقولهم: كسالى وكسالى.
وقالوا: كسلى فشبهوه بأسرى.
وقالوا: وجٍ ووجيا كما قالوا: زمن وزمني فأجروا ذلك على المعنى كما قالوا: يتيم ويتامى وأيم وأيامي فأجروه مجرى وجاعى.
وقالوا: حذاري لأنه كالخائف.
وقالوا: ساقط وسقطى كما قالوا: مائق وموقى وفاسد وفسدى.
وليس يجيء في كل هذا على المعنى لم يقولوا: بخلى ولا سقمى جاءوا ببناء الجمع على الواحد المستعمل في الكلام على القياس.
وقد جاء منه شيء كثير على فعالي قالوا: يتامى وأيامي شبهوه بوجاعى وحباطى لأنها مصائب قد ابتلوا بها فشبهت بالأوجاع حين جاءت على فعلي.
وقالوا: طلحت الناقة وناقة طليح شبهوها بحسيرٍ لأنها قريبة من معناها.
وليس ذا بالقياس لأنها ليست طلحت فإنما هي كمريضةٍ وسقيمةٍ ولكن المعنى أنه فعل ذابها كما قالوا: زمني.
فالحمل على المعنى في هذه الأشياء ليس بالأصل.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 5:55 am
هذا باب بناء الأفعال
التي هي أعمال تعداك إلى غيرك وتوقعها به ومصادرها فالأفعال تكون من هذا على ثلاثة أبنية: على فعل يفعل وفعل يفعل وفعل يفعل.
وقد جاء مصدر فعل يفعل وفعل يفعل على فعلٍ وذلك: حلبها يحلبها حلبا وطردها يطردها وقد جاء المصدر أيضا على فعل وذلك: خنقه يخنقه خنقا وكذب يكذب كذبا وقالوا: كذابا جاءوا به على فعالٍ كما جاء على فعولٍ.
ومثله حرمه يحرمه حرما وسرقه يسرقه سرقا.
وقالوا: عمله يعمله عملا فجاء على فعلٍ كما جاء السرق والطلب.
ومع ذا أن بناء فعله كبناء فعل الفزع ونحوه فشبه به.
وقد جاء من مصادر ما ذكرنا على فعلٍ وذلك نحو: الشرب والشغل.
وقد جاء على فعلٍ نحو: فعله فعلا ونظيره: قاله قيلا.
وقالوا: سخطه سخطا شبهوه بالغضب حين اتفق البناء وكان المعنى نحوا منه يدلك ساخط وسخطته أنه مدخل في باب الأعمال التي ترى وتسمع وهو موقعه بغيره.
وقالوا: وددته ودا مثل شربته شربا.
وقالوا: ذكرته ذكرا كحفظته حفظا.
وقالوا: ذكرا كما قالوا شربا.
وقد جاء شيء من هذه الأشياء المتعدية التي هي على فاعلٍ على فعيلٍ حين لم يريدوا به الفعل شبهوه بظريفٍ ونحوه قالوا: ضريب قداحٍ وصريم للصارم.
والضريب: الذي يضرب بالقداح بينهم.
وقال طريف بن تميم العنبري: يريد: عارفهم.
وقد جاء بعض مصادر ما ذكرنا على فعال كما جاء على فعولٍ وذلك نحو: كذبته كذابا وكتبته كتابا وحجبته حجابا وبعض العرب يقول: كتبا على القياس.
وقد جاء بعض مصادر ما ذكرنا على فعلانٍ وذلك نحو: حرمه يحرمه حرمانا ووجد الشيء يجده وجدانا.
ومثله أتيته آتيه إتيانا وقد قالوا: أتيا على القياس.
وقالوا: لقيه لقيانا وعرفه عرفانا.
وثل هذا: رئمه رئمانا وقالوا: رأما.
وقالوا: حسبته حسبانا ورضيته رضوانا.
وقد قالوا: سمعته سماعا فجاء على فعالٍ كما جاء على فعولٍ في لزمته لزوما.
وقالوا: غشيته غشيانا كما كان الحرمان ونحوه.
وقد جاء على فعلانٍ نحو الشكران والغفران.
وقالوا: الشكور كما قالوا: الجحود.
فإنما هذا الأقل نوادر تحفظ عن العرب ولا يقاس عليها ولكن الأكثر يقاس عليه.
وقالوا: الكفر كالشغل وقالوا: سألته سؤالا فجاءوا به على فعالٍ كما جاءوا بفعالٍ.
وقالوا: نكيت العدو نكاية وحميته حماية وقالوا: حميا على القياس.
وقالوا: حميت المريض حمية كما قالوا: نشدته نشدة.
وقالوا: الفعلة نحو الرحمة واللقية.
ونظيرها: خلته خيلة.
وقالوا: نصح نصاحة وقالوا: غلبه غلبة كما قالوا: نهمة وقالوا: الغلب كما قالوا: السرق.
وقالوا: ضربها الفحل ضرابا كالنكاح والقياس ضربا ولا يقولونه كما لا يقولون نكحا وهو القياس.
وقالوا: دفعها دفعا كالقرقع وذقطها ذقطا وهو النكاح ونحوه من باب المباضعة.
وقالوا: سرقة كما قالوا: فطنة.
وقالوا: لويته حقه ليانا على فعلانٍ وقالوا: رحمته رحمة كالغلبة.
وأما كل عملٍ لم يتعد إلى منصوب.
فإنه يكون فعله على ما ذكرنا في الذي يتعدى ويكون الاسم فاعلا والمصدر يكون فعولا وذلك نحو: قعد قعودا وهو قاعد وجلس جلوسا وهو جالس وسكت سكوتا وهو ساكت وثبت ثبوتا وهو ثابت وذهب ذهوبا وهو ذاهب.
وقالوا: الذهاب والثبات فبنوه على فعال كما بنوه على فعولٍ والفعول فيه أكثر.
وقالوا: ركن يركن ركونا وهو راكن.
وقد قالوا في بعض مصادر هذا فجاء به على فعلٍ كما جاءوا ببعض مصادر الأول على فعولٍ وذلك قولك: سكت يسكت سكتا وهدأ الليل يهدأ هدءا وعجز عجزا وحرد يحرد حردا وقالوا: لبث لبثا فجعلوه بمنزلة عمل عملا وهو لابث يدلك على أنه من هذا الباب.
وقالوا: مكث يمكث مكوثا كما قالوا: قعد يقعد قعودا: وقال بعضهم: مكث شبهوه بظرف لأنه فعل لا يتعدى كما أن هذا فعل لا يتعدى وقالوا: المكث كما قالوا: الشغل وكما قالوا: القبح إذ كان بناء الفعل واحدا.
وقال بعض العرب: مجن يمجن مجنا كما قالوا: الشغل.
وقالوا: فسق فسقا كما قالوا فعل فعلا وقالوا: حلف حلفا كما قالوا: سرق سرقا.
وأما دخلته دخولا وولجته ولوجا فإنما هي ولجت فيه ودخلت فيه ولكنه ألقي في استخفافا كما قالوا: نبئت زيدا وإنما يريد نبئت عن زيدٍ.
ومثل الحارد والحرد: حميت الشمس تحمى حميا وهي حامية.
وقالوا: لعب يلعب لعبا وضحك يضحك ضحكان كما قالوا الحلف.
وقالوا: حج حجا كما قالوا: ذكر ذكرا.
وقد جاء بعضه على فعالٍ كما جاء على فعالٍ وفعولٍ قالوا: نعس نعاسا وعطس عطاسا ومزح مزاحا.
وأما السكات فهو داء كما قالوا: العطاس.
فهذه الأشياء لا تكون حتى تريد الداء جعل وقالوا: عمرت الدار عمارة فأنثوا كما قالوا: النكاية وكما قالوا: قصرت الثوب قصارة حسنة.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 5:58 am
تابع هذا باب بناء الأفعال وأما الوكالة والوصاية والجراية ونحوهن فإنما شبهن بالولاية لأن معناهن القيام بالشيء.
وعليه الخلافة والإمارة والنكابة والعرافة وإنما أردت أن تخبر بالولاية.
ومثل ذلك الإيالة والعياسة والسياسة.
وقد قالوا: العوس.
كما أنك قد تجيء ببعض ما يكون من داءٍ على غير فعالٍ وبابه فعال كما قالوا: الحبط والحج والغدة.
وهذا النحو كثير.
وقالوا: التجارة والخياطة والقصابة وإنما أرادوا أن يخبروا بالصنعة التي يليها فصار بمنزلة الوكالة.
وكذلك السعاية إنما أخبر بولايته كأنه جعله الأمر الذي يقوم به.
وقالوا: فطنة كما قالوا: سرقة.
وقالوا: رجح رجاحنا كما قالوا: الشكران والرضوان.
وقالوا في أشياء قرب بعضها من بعض فجاءوا به على فعالٍ وذلك نحو الصراف في الشاء لأنه هياج فشبه به كما شبه ما ذكرنا بالولاية لأن هذا الأصل كما أن ذاك هو الأصل.
ومثله الهباب والقراع لأنه يهيج فيذكر.
وقالوا: الضبعة كما قالوا: العوس.
وجاءوا بالمصادر حين أرادوا انتهاء الزمان على مثال فعالٍ وذلك: الصرام والجزاز والجداد والقطاع والحصاد.
وربما دخلت اللغة في بعض هذا فكان فيه فعال وفعال فإذا أرادوا الفعل على فعلت قالوا: حصدته حصدا وقطعته قطعا إنما تريد العمل لا انتهاء الغاية.
وكذلك الجز ونحوه.
ومما تقاربت معانيه فجاءوا به على مثالٍ واحد نحو الفرار والشراد والشماس والنفار والطماح وهذا كله مباعدة والضراح إذا رمحت برجلها.
يقال رمحت وضرحت فقالوا: الضراح شبهوه بذلك.
وقالوا: الشباب شبهوه بالشماس.
وقالوا: النفور والشموس والشبوب والشبيب من شب الفرس.
وقالوا: الخراط كما قالوا: الشراد والشماس وقالوا: الخلاء والحران.
والخلاء: مصدر من خلأت الناقة أي حرنت.
وقد قالوا: خلاء لأن هذا فرق وتباعد.
والعرب مما يبنون الأشياء إذا تقاربت على بناء واحد ومن كلامهم أن يدخلوا في تلك الأشياء غير ذلك البناء وذلك نحو: النفور والشبوب والشب فدخل هذا في ذا الباب كما دخل الفعول في فعلته والفعل في فعلت.
وقالوا: العضاض شبهوه بالحران والشباب ولم يريدوا به المصدر من فعلته فعلا.
ونظير هذا فيما تقاربت معانيه قولهم: جعلته رفاتا وجذاذا.
ومثله الحطام والفضاض والفتات.
فجاء هذا على مثالٍ واحد حين تقاربت معانيه.
ومثل هذا ما يكون معناه نحو معنى الفضالة وذلك نحو القلامة والقوارة والقراضة والنفاية والحسالة والكساحة والجرامة وهو ما يصرم من النخل والحثالة.
فجاء هذا على بناء واحد لما تقاربت معانيه.
ونحوه مما ذكرنا: العمالة والخباسة وإنما هو جزاء ما فعلت والظلامة نحوها.
ونحو من ذا: الكظة والملأة والبطنة ونحو هذا لأنه في شيءٍ واحد.
وأما الوسم فإنه يجيء على فعالٍ نحو: الخباط والعلاط والعراض والجناب والكشاح.
فالأثر يكون على فعالٍ والعمل يكون فعلا كقولهم: وسمت وسما وخبطت البعير خبطا وكشحته كشحا.
وأما المشط والدلو والخطاف فإنما أرادوا صورة هذه الأشياء أنها وسمت به كأنه قال: عليها صورة الدلو.
وقد جاء على غير فعالٍ نحو القرمة والجرف اكتفوا بالعمل يعني المصدر والفعلة فأوقعوهما على الأثر.
الخباط على الوجه والعلاط والعراض على العنق والجناب على الجنب والكشاح على الكشح.
ومن المصادر التي جاءت على مثال واحدٍ حين تقاربت المعاني قولك: النزوان والنقزان وإنما هذه الأشياء في زعزعة البدن واهتزازه في ارتفاع.
ومثله العسلان والرتكان.
وقد جاء على فعالٍ نحو النزاء والقماص كما جاء عليه الصوت نحو الصراخ والنباح لأن الصوت قد تكلف فيه من نفسه ما تكلف من نفسه في النزوان ونحوه.
وقالوا: النزو والنقز كما قالوا: السكت والقفز والعجز لأن بناء الفعل واحد لا يتعدى كما أن هذا لا يتعدى.
ومثل هذا الغليان لأنه زعزعة وتحرك.
ومثله الغثيان لأنه تجيش نفسه وتثور.
ومثله الخطران واللمعان لأن هذا اضطراب وتحرك.
ومثل ذلك اللهبان والصخدان والوهجان لأنه تحرك الحر وثؤوره فإنما هو بمنزلة الغليان.
وقالوا: وجب قلبه وجيبان ووجف وجيفا ورسم البعير رسيما فجاء على فعيلٍ كما جاء على فعال وكما جاء فعيل في الصوت كما جاء فعال.
وذلك نحو الهدير والضجيج والقليخ والصهيل والنهيق والشحيج فقالوا: قلخ البعير يقلخ قليخا وهو الهدير.
وأكثر ما يكون الفعلان في هذا الضرب ولا يجيء فعله يتعدى الفاعل إلا أن يشذ شيء نحو: شنئته شنآنا.
وقالوا: اللمع والخطر كما قالوا: الهدر.
فما جاء منه على فعلٍ فقد جاء على الأصل وسلموه وقد جاءوا بالفعلان في أشياء تقاربت.
وذلك: الطوفان والدوران والجولان.
شبهوا هذا حيث كان تقلبا وتصرفا بالغليان والغثيان لأن الغليان أيضا تقلب ما في القدر وتصرفه.
وقد قالوا: الجول والغلي فجاءوا به على الأصل.
وقالوا: الحيدان والميلان فأدخلوا الفعلان في هذا كما أن ما ذكرناه من المصادر قد دخل بعضها على بعض.
وهذه الأشياء لا تضبط بقياس ولا بأمر أحكم من هذا.
وهكذا مأخذ الخليل.
وقالوا: وثب وثبا ووثوبا كما قالوا: هدأ هدء وهدوءا.
وقالوا: رقص رقصا كما قالوا: طلب طلبا.
ومثله خب يخب خببا.
وقالوا: خبيبا كما قالوا: الذميل والصهيل.
وقد جاه شيء من الصوت على الفعلة نحو الرزمة والجلبة والحدمة والوحاة.
وقالوا: الطيران كما قالوا: النزوان.
وقالوا: نفيان المطر شبهوه بالطيران لأنه ينفي بجناحيه فالسحاب تنفيه أول شيء رشا أو بردا.
ونفيان الريح أيضا: التراب.
وتنفي المطر: تصرفه كما يتصرف التراب.
ومما جاءت مصادره على مثالٍ لتقارب المعاني قولك: يئست يأسا ويآسة وسئمت سأما وسآمة وزهدت زهدا وزهادة.
فإنما جملة هذا لترك الشيء.
وجاءت الأسماء على فاعل وقالوا: زهد كما قالوا: ذهب وقالوا: الزهد كما قالوا: المكث.
وجاء أيضا ما كان من الترك والانتهاء على فعل يفعل فعلا وجاء الاسم على فعلٍ.
وذلك أجم يأجم أجما وهو أجم وسنق يسنق سنقا وهو سنق وغرض يغرض غرضا وهو غرض.
وجاءوا بضد الزهد والغرض على بناء الغرض وذلك هوى يهوى هوى وهو هوٍ.
وقالوا: قنع يقنع قناعة كما قالوا: زهد يزهد زهادة.
وقالوا قانع كما قالوا: زاهد وقنع كما قالوا: غرض لأن بناء الفعل واحد وأنه ضد ترك الشيء.
ومثل هذا في التقارب بطن يبطن بطنا وهو بطين وبطن وتبن تبنا وهو تبن وثمل يثمل ثملا وهو ثمل.
وقالوا: طبن يطبن طبنا وهو طبن.
تم بحمد الله وتوفيقه نسخ وتسيق المجلد السابع بواسطة إدارة منتدى (إنما المؤمنون إخوة)