قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب):"لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين)فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُمِصْرَعلى سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض،والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحيفيلسوف العمارة ومهندس الفقراء:هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية،وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول،اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن،ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كوروناغير المتوقعة للبشريةأنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباءفيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض..فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي"رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي(رحمه الله)قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني،وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.
موضوع: رد: المجلد السابع الثلاثاء 25 سبتمبر 2018, 1:47 am
باب تحقير كلّ اسم كان ثانية ياء تثبت في التحقير
وذلك نحو: بيت وشيخ وسيِّد.
فأحسنه أن تقول: شييخ وسييد فتضم لأنّ التحقير يضم أوائل الأسماء وهو لازم له كما أنّ الياء لازمة له.
ومن العرب من يقول: شييخ وبييت وسييد كراهية الياء بعد الضمّة.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
موضوع: رد: المجلد السابع الثلاثاء 25 سبتمبر 2018, 1:51 am
باب تحقير المؤنَّث
اعلم أن كلّ مؤنَّث كان على ثلاثة أحرف فتحقيره بالهاء وذلك قولك في قدم: قديمة وفي يدٍ: وزعم الخليل أنَّهم إنَّما أدخلوا الهاء ليفرقوا بين المؤنّث والمذكّر.
قلت: فما بال عناقٍ قال: استثقلوا الهاء حين كثر العدد فصارت القاف بمنزلة الهاء فصارت فعيلةً في العدد والزنة فاستثقلوا الهاء.
وكذلك جميع ما كان على أربعة أحرف فصاعدا.
قلت: فما بال سماءٍ قالوا: سميَّة قال: من قبل أنها تحذف في التحقير فيصير تحقيرها كتحقير ما كان على ثلاثة أحرف فلمَّا خفَّت صارت بمنزلة دلوٍ كأنَّك حقَّرت شيئاً على ثلاثة أحرف.
فإن حقّرت امرأة سقَّاء قلت: سقيقيٌّ ولم تدخلها الهاء لأنَّ الاسم قد تمّ.
وسألته عن الذين قالوا في حباري: حبيِّرة فقال: لمَّا كانت فيه علامة التأنيث ثابتةً أرادوا أن لا يفارقها ذلك التحقير وصاروا كأنَّهم حقّروا حبارة.
وأمَّا الذين تركوا الهاء فقالوا: حذفنا الياء والبقية على اربعة أحرف فكأنّا حقّرنا حبار.
ومن قال في حباري: حبيِّرة قال: في لغيزي: لغيغيزة وفي جميع ما كانت فيه الألف خامسة فصاعداً إذا كانت ألف تأنيث.
وسألته عن تحقير نصفٍ نعت امرأة فقال: تحقيرها نصيف وذاك لأنّه مذكّر وصف به مؤنث.
ألا ترى أنّك تقول: هذا رجل نصف.
ومثل ذلك أنّك تقول: هذه امرأة رضي فإذا حقّرتها لم تدخل الهاء لأنَّها وصفت بمذكّر وشاركت المذكّر في صفته لم تغلب عليه.
ألا ترى أنك لو وتصديق ذلك فيما زعم الخليل قول العرب في الخلق: خليق وإن عنوا المؤنَّث لأنه مذكّر يوصف به المكّر فشاركه فيه المؤنث.
وزعم الخليل أن الفرس كذلك.
وسألته عن الناب من الإبل فقال: إنّما قالوا: نييب لأنَّهم جعلوا الناب الذّكر اسماً لها حين طال نابها على نحو قولك للمرأة: إنَّما أنت بطين ومثلها أنت عينهم فصار اسماً غالباً وزعم أن الحرف بتلك المنزلة كأنَّه مصدر مذكّر كالعدل والعدل مذكّر وقد يقال: جاءت العدل المسلمة.
وكأنَّ الحرف صفة ولكنَّها أجريت مجرى الاسم كما أجرى الأبطح والأبرق والأجدل.
وإذا رخَّمت الحائض فهي كالضامر لأنَّه إنما وقع وضفاً لشيء والشَّيء مذكَّر.
وقد بيَّنا هذل فيما قبل.
قلت: فما بال المرأة إذا سمِّيت بحجر قلت: حجيرة قال: لأنّ حجر قد صار اسماً لها علما وصار خالصاً وليس بصفة ولا اسماً شاركت فيه مذكّرا على معنّى واحد ولم ترد أن تحقِّر الحجر كما أنَّك أردت أن تحقِّر المذكّر حين قلت: عديل وقريش وإنَّما هذا كقولك للمرأة: ما أنت إلا رجيل وللرجل: ما أنت إلا مريَّة فإنّما حقَّرت الرجل والمرأة.
ولو سمّيت امرأة بفرس لقلت: فريسة كما قلت: حجيرة فإذا حقَّرت الناب والعدل وأشباههما فإنَّك تحقِّر ذلك الشيء والمعنى يدلُّ على ذلك وإذا سمَّيت رجلاً بعين أو أذنٍ فتحقيره بعينٍ أو أذنٍ فتحقيره بغير هاء وتدع الهاء ههنا كما أدخلتها في حجرٍ اسم امرأة.
ويونس يدخل الهاء ويحتجّ بأذينة وإنما سمَّى بمحقَّر.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
موضوع: رد: المجلد السابع الثلاثاء 25 سبتمبر 2018, 1:59 am
باب ما يحقّر على غير بناء مكبّره
الذي يستعمل في الكلام فمن ذلك قول العرب في مغرب الشمس: مغيربان الشمس وفي العشيِّ: آتيك عشيَّاناً.
وسمعنا من العرب من يقول في عشَّية: عشيشية فكأنهم حقَّروا مغربان وعشيان وعشاة.
وسألت الخليل عن قولك: آتيك أصيلالاً فقال: إنما هو أصيلان أبدلوا اللام منها.
وتصديق ذلك قول العرب: آتيك أصيلاناً.
وسألته عن قول بعض العرب: آتيك عشيَّاناتٍ ومغيربانات فقال: جعل ذلك الحين أجزاء لأنَّه حين كلمَّا تصوَّيت فيه الشمس ذهب منه جزء فقالوا: عشيَّانات كأنَّهم سمَّوا كلَّ جزء منه عشيَّة.
ومثل ذلك قولك المفارق في مفرقٍ جعلوا المفرق مواضع ثم قالوا: المفارق كأنَّهم سمّوا كلّ موضع مفرقاً.
قال الشاعر وهو جرير: ومن ذلك قولهم للبعير: ذو عثانين كأنهم جعلوا كلّ جزء منه عثنوناً.
ونحو ذا كثير.
فأمَّا غدوة فتحقيرها عليها تقول: غدية وكذلك سحر تقول: أتانا سحيراً.
وكذلك ضحىً تقول: أتانا ضحيّاً.
وقال الشاعر وهو النابغة الجعدي: كأنّ الغبار الذي غادرت ** ضحيّاً دواخن من تنضب واعلم أنك لا تحقر في تحقيرك هذه الأشياء الحين ولكنّك تريد أن تقرِّب حيناً من حين وتقلِّل الذي بينهما كما أنك إذا قلت: دوين ذاك وفويق ذاك فإنما تقرّب الشيء من الشيء وتقلَّل الذي بينهما وليس المكان بالذي يحقّر.
ومثل ذلك قبيل وبعيد فلمَّا كانت أحياناً وكانت لا تمكن وكانت لم تحقَّر لم تمكَّن على هذا الحدّ تمكُّن غيرها.
وقد بيَّنا ذلك فيما جاء تحقيره مخالفاً كتحقير المبهم فهذا مع كثرتها في الكلام.
وجميع ذا إذا سمَّي به الرجل حقَر على القياس.
ومما يحقّر على غير بناء مكبَّره المستعمل في الكلام إنسان تقول: أنيسيان وفي بنون: أبينون كأنهم حقَّروا إنسيان وكأنهم حقَّروا أفعل نحو أعمى وفعلوا هذه الأشياء لكثرة استعمالهم إيَّاها في كلامهم وهم ممّا يغيِّرون الأكثر في كلامهم عن نظائره وكما يجيء جمع الشيء على غير بنائه المستعمل.
ومثل ذلك ليلة تقول لييلية كما قالوا: ليالٍ وقولهم في رجلٍ: رويجل ونحو هذا.
وجميع هذا أيضاً إذا سمّيت به رجلاً أو امرأة صرفته إلى القياس كما فعلت ذلك بالأحيان.
ومن ذلك قولهم في صبية: أصيبية وفي غلمةٍ: أغيلمة كأنَّهم حقروا أغلمةً وأصبيةً وذلك أنَّ أفعلةً يجمع به فعال وفعيل فلمَّا حقّروه جاءوا به على بناء قد يكون لفعالٍ وفعيلٍ.
فإذا سمَّيت به امرأة أو رجلاً حقرته على القياس ومن العرب من يجريه على القياس فيقول: صبيَّة وغليمة.
وقال الراجز: صبيةً على الدُّخان رمكا ما إن عدا أصغرهم أن زكَّا باب تحقير الأسماء المبهمة اعلم أن التحقير يضم أوائل هذه الأسماء فإنّه يترك أوائلها على حالها قبل أن تحقّر وذلك لأنَّ لها نحواً في الكلام ليس لغيرها -وقد بيّنَّا ذلك- فأرادوا أن يكون تحقيرها على غير تحقير ما سواها.
وذلك قولك في هذا: هذيَّا وذاك: ذيّاك وفي ألا: أليَّا.
وإنَّما ألحقوا هذه الألفات في أواخرها لتكون أواخرها عل غير حال أواخر غيرها كما صارت أوائلها على ذلك.
قلت: فما بال ياء التصغير ثانيةً في ذا حين حقّرت قال: هي في الأصل ثالثة ولكنَّهم حذفوا الياء حين اجتمعت الياءات وإنَّما حذفوها من ذييَّا.
وأما تيَّا فإنما هي تحقيرتا وقد استعمل ذلك في الكلام.
قال الشاعر كعب الغنويٌّ: وخبَّرتماني أنَّما الموت في القرى ** فكيف وهاتا هضبة وقليب وقال عمران بن حطَّان: وليس لعيشنا هذا مهاه ** وليست دارنا هاتا بدار وكرهوا أن يحقَّروا المؤنّث على هذه فيلتبس الأمر.
وأمّا من مدَّ ألاء فيقول: ألياء وألحقوا هذه الألف لئّلا يكون بمنزلة غير المبهم من الأسماء كما فعلوا ذلك في آخر ذا وأوّله.
وأولئك هما أولا وأولاء كما أنَّ هو ذا إلاّ أنَّك زدت الكاف للمخاطبة.
ومثل ذلك الذي والتي تقول: اللذيَّا واللتّيَّا.
قال العجّاج: بعد اللَّتيَّا واللّتيَّا والتي وإذا ثنَّيت هذه الألفات كما تحذف ألف ذواتا لكثرتها في الكلام إذا ثنيَّت.
وتصغير ذلك في الكلام ذيَّاك وذيالك وكذلك اللَّذيا إذا قلت: اللذيُّون والتي إذا قلت: اللَّتيات والتثنية إذا قلت: اللّذيَّان واللَّتيَّان وذيَّان.
ولا يحقّر من ولا أيٌّ إذا صارا بمنزلة الذي لأنّهما من حروف الاستفهام والذي بمنزلة ذا أنَّها ليست من حروف الاستفهام فمن لم يلزمه تحقير كما يلزم الذي لأنّه إنَّما يريد به معنى الذي وقد استغنى عنه بتحقير الذي مع ذا الذي ذكرت لك.
واللاّتي لا تحقَّر استغنوا بجمع الواحد إذا حقّر عنه وهو قولهم: اللّتيَّات فلمَّا استغنوا عنه صار مسقطا.
فهذه الأسماء لمَّا لم يكن حالها في التحقير حال غيرها من الأسماء غير المبهمة ولم تكن حالها في أشياء قد بيَّناها حال غير المبهمة صارت يستغنى ببعضها عن بعض كما استغنوا بقولهم: أتانا مسيّاناً وعشيَّاناً عن تحقير القصر في قولهم: أتانا قصراً وهو العشيّ.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 12:47 am
باب تحقير ما كسّر عليه الواحد للجمع
وسأبيّن لك تحقير ذلك إن شاء الله اعلم أنّ كل بناء كان لأدنى العدد فإنّك تحَّقر ذلك البناء لا تجاوزه إلى غيره من قبل أنك إنَّما واعلم أن لأدنى العدد أبنية هي مختصَّة به وهي له في الأصل وربَّما شركه فيه الأكثر كما أنَّ الأدنى ربَّما شرك الأكثر.
فتلك أربعوة أبنية فما خلا هذا فهو في الأصل للأكثر وإن شركه الأقل.
ألا ترى ما خلا هذا إنَّما يحقّر على واحده فلو كان شيء ممّا خلا هذا يكون للأقل كان يحقّر على بنائه كما تحقّر الأبنية الأربعة التي هي لأدنى العدد وذلك قولك في أكلب: أكيلب وفي أجمالٍ: أجيمال وفي أجربة: أجيربة وفي غلمةٍ: غليمة وفي ولدةٍ: وليدة.
وكذلك سمعناها من العرب.
فكلّ شيء خالف هذه الأبنية في الجمع فهو لأكثر العدد وإن عني به على الأقلُّ فهو داخل على بناء الأكثر وفيما ليس له كما يدخل الأكثر على بنائه وفي حيِّزه.
وسألت الخليل عن تحقير الدُّور فقال: أردُّه إلى بناء أقلّ العدد لأني إنّما أريد تقليل العدد فإذا أردت أن أقللّه وأحقّره صرت إلى بناء الأقلِّ وذلك قولك: أديئر فإن لم تفعل فحقّرها على الواحد وألحق تاء الجمع وذلك لأنَّك تردّه إلى الاسم الذي هو لأقلّ العدد.
ألا ترى أنَّك تقول للأقل ظبيات وغلوات وركوات ففعلات ههنا بمنزلة أفعلٍ في المذكَّر وأفعالٍ ونحوهما.
وكذلك ما جمع بالواو والنون والياء والنون وإن شركه الأكثر كما شرك الأكثر الأقلُّ فيما ذكرنا قبل هذا.
وإذا حقَّرت الأكفّ والأرجل وهنَّ قد جاوزن العشر قلت: أكيفٌّ وأريجلٌ لأنَّ هذا بناء أدنى العدد وإن كان قد يشرك فيه الأكثر الأقلَّ.
وكذلك الأقدام والأفخاذ.
ولو حقَّرت الجفنات وقد جاوزن العشر لقلت: جفينات لا تجاوز لأنّها بناء أقلِّ العدد.
وإذا حقَّرت المرابد والمفاتيح والقناديل والخنادق قلت: مريبدات ومفيتيحات وقنيديلات وخنيدقات لأنَّ هذا البناء للأكثر وإن كان يشركه فيه الأدنى فلمَّا حقرت صيّرت ذلك إلى شيء هو الأصل للأقلّ.
ألا تراهم قالوا في دارهم: ريهمات.
وإذا حقَّرت الفتيان قلت: فتيَّة فإن لم تقل ذا قلت: فتيُّون فالواو والنون بمنزلة التاء في المؤنَّث.
وإذا حقّرت الشسُّوع وأنت تريد الثلاثة قلت: شسيعات ولا تقول شسيّع أنَّ هذا البناء لأكثر العدد في الأصل وإنَّما الأقل مدخل عليه كما صار الأكثر يدخل على الأقلِّ.
وإذا حقّرت الفقراء قلت: فقيِّرون على واحده وكذلك أذلاّء إن لم تردده إلى الأذلّة ذليِّلون.
قال رجل من الأنصار الجاهلي: إن ترينا قليِّلين كما ذي د عن المجربين ذود صحاح وكذلك حمقى وهلكى وسكرى وجرحى وما كان من هذا النّحو ممّا كسّر الواحد.
وإنّما صارت التاء والواو والنون لتثليث أدنى العدد إلى تعشيره وهو الواحد كما صارت الألف والنون للتثنية ومثنّاه أقلُّ من مثلَّثه.
ألا ترى أنّ جرّ التاء ونصبها سواء وجر الاثنين والثلاثة الذين هم على حدّ التثنية ونصبهم سواء.
فهذا يقرِّب أن التاء والواو والنون لأدنى العدد لأنّه وافق المثنى.
وإذا أردت أن تجمع الكليب لم تقل إلاَّ كليبات لأنَّك إن كسّرت المحقَّر وأنت تريد جمعه ذهبت ياء التحقير.
فاعرف هذه الأشياء.
واعلم أنَّهم يدخلون بعضها على بعض للتوسُّع إذا كان ذلك جمعاً.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 12:48 am
باب ما كسّر على غير واحده المستعمل في الكلام
فإذا أردت أن تحقره حقرته على واحده المستعمل في الكلام الذي هو من لفظه وذلك قولك في ظروفٍ: ظريِّفون وفي السُّمحاء: سميحون وفي الشعراء: شويعرون.
وإذا جاء الجمع ليس له واحد مستعمل في الكلام من لفظه يكون تكسيره عليه قياساً ولا غير ذلك فتحقيره على واحدٍ هو بناؤه إذا جمع في القياس.
وذلك نحو عباديد فإذا حقّرتها قلت: عبيديدون لأنّ عباديد إنما هو جمع فعلولٍ أو فعليلٍ أو فعلالٍ.
فإذا قلت: عبيديات فأيّاً ما كان واحدها فهذا تحقيره.
وزعم يونس أن من العرب من يقول في سراويل: سرييَّلات وذلك لأنهم جعلوه جماعاً بمنزلة دخاريض وهذا يقوِّي ذاك لأنهم إذا أرادوا بها الجمع فليس لها واحد في الكلام كسَّرت عليه ولا غير ذلك.
وإذا أردت تحقير الجلوس والقعود قلت: قويعدون وجويلسون فإنما جلوس ههنا حين أرادت الجمع بمنزلة ظروف وبمنزلة الشهود والبكيّ وإنّما واحد الشّهود شاهد والبكيّ الباكي.
هدان المستعملان في الكلام ولم يكسَّر الشُّهود والبكيُّ عليهما فكذلك الجلوس.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 12:50 am
باب تحقير ما لم يكسَّر عليه واحد للجمع
ولكنَّه شيء واحد يقع على الجميع فتحقيره كتحقير الاسم الذي يقع على الواحد لأنه بمنزلته إلا أنه يعني به الجميع وذلك قولك في قومٍ: قويم وفي رجلٍ: رجيل.
وكذلك النفر والرّهط والنّسوة وإن عنى بهن أدنى العدد.
وكذلك الرَّجلة والصُّحبة هما بمنزلة النِّسوة وإن كانت الرّجلة لأدنى العدد لأنّهما ليسا مما يكسّر عليه الواحد.
وإن جمع شيء من هذا على بناء من أبنية أدنى العدد حقّرت ذلك البناء كما تحقّر إذا كان بناءً لما يقع على الواحد.
وذلك نحو أقوامٍ وأنفارٍ تقول: أقَّيام وأنيفار.
وإذا حقرت الأراهط قلت: رهيطون كما قلت في الشعراء: شويعرون.
وإن حقّرت الخباث قلت خبيثات كما كنت قائلاً ذاك لو حقرت الخبوث والخباث: جمع الخبيثة بمنزلة ثمارٍ فمنزلة هذه الأشياء منزلة واحدة.
وقال: قد شربت إلاَّ دهيدهينا قليِّصات وأبيكرينا والدهداء: حاشية الإبل فكأنه حقّر دهاده فردّه إلى الواحد وهو دهداه وأدخل الياء والنون كما تدخل في أرضين وسنين وذلك حيث اضطرّ في الكلام إلى أن يدخل ياء التصغير.
وأمّا أبيكرينا فإنه جمع الأبكر كما يجمع الجزر والطُّرق فتقول: جزرات وطرقات ولكنّه أدخل الياء والنُّون كما أدخلها في الدُّهيدهين.
وإذا حقرت السِّنين لم تقل إلاَّ سنيات لأنَّك قد رددت ما ذهب فصار على بناء لا يجمع بالواو والنون وصار الاسم بمنزلة صحيفةٍ وقصيعةٍ.
وكذلك أرضون تقول: أريضات ليس إلاّ لأنَّها بمنزلة بديرةٍ.
وإذا حقَّرت أرضين اسم امرأة قلت: أريضون وكذلك السِّنون ولا تدخل الهاء لأنَّك تحقّر بناء أكثر من ثلاثة ولست تردُّها إلى الواحد لأنَّك لا تريد تحقير الجمع فأنت لا تجاوز هذا اللفظ كما لا تجاوز ذلك في رجل اسمه جريبان تقول: جريبان كما تقول في خراسان: خريسان ولا تقول فيه كما تقول حين تحقِّر الجريبين.
وإذا حقَّرت سنين اسم امرأة في قول من قال: هذه سنين كما قلت: سنيِّن على قوله في يضع: يضيع.
ومن قال: سنون قال: سنيُّون فرددت ما ذهب وهو اللاّم.
وإنَّما هذه الواو والنون إذا وقعتا في الاسم بمنزلة ياء الإضافة وتاء التأنيث التي في بنات الأربعة لا يعتدّ بها كأنَّك حقّرت سنيٌّ.
وإذا حقَّرت أفعال اسم رجل قلت: أفيعال كما تحقّرها قبل أن تكون اسما فتحقير أفعالٍ كتحقير عطشان فرقوا بينها وبين إفعالٍ لأنه لا يكون إلا واحداً ولا يكون أفعالٌ إلا جمعاً ولا يغيَّر عن تحقيره قبل أن يكون اسما كما لا يغيَّر سرحان عن تصغيره إذا سمّيت به ولا تشبِّهه بليلة ونحوها إذا سمَّيت بها رجلاً ثم حقَّرتها لأن ذا ليس بقياس.
وتحقير أفعالٍ مطَّرد على أفيعالٍ وليست أفعال وإن قلت فيها أفاعيل كأنعامٍ وأناعيم تجري مجرى سرحانٍ وسراحين لأنه لو كان كذلك لقلت في جمَّالٍ: جميمال لأنك لا تقول: جماميل.
وإنّما جرى هذا ليفرق بين الجمع والواحد.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 12:52 am
باب حروف الإضافة إلى المحلوف به وسقوطها
وللقسم والمقسم به أدوات في حروف الجرّ وأكثرها الواو ثمَّ الباء يدخلان على كلِّ محلوف به.
ثمَّ التاء ولا تدخل إلا في واحد وذلك قولك: والله لأفعلنّ: وبالله لأفعلنّ وتالله لأكيدنَّ أصنامكم.
وقال الخليل: إنّما تجيْ بهذه الحروف لأنَّك تضيف حلفك إلى المحلوف به كما تضيف مررت به بالباء إلاّ أنَّ الفعل يجيء مضمراً في هذا الباب والحلف توكيد.
وقد تقول: تالله! وفيها معنى التعجب.
وبعض العرب يقول في هذا المعنى: لله فيجيء باللام ولا تجيء إلا أن يكون فيها معنى التعجّب.
قال أميّة بن أبي عائذ: لله يبقى على الأيام ذو حيدٍ بمشمخرٍّ به الظَّيان والآس واعلم أنك إذا حذفت من المحلوف به حرف الجرّ نصبته كما تنصب حقّاً إذا قلت: إنك ذاهب حقّاً.
فاالمحلوف به مؤكَّد به الحديث كما تؤكَّده بالحقِّ ويجرُّ بحروف الإضافة كما يجر حقٌّ إذا قلت: إنك ذاهب بحقٍّ وذلك قولك: الله لأفعلنَّ.
وقال ذو الرمة: وقال الآخر: إذا ما الخبز تأدمه بلحمٍ فذاك أمانة الله الثَّريد فأمَّا تالله فلا تحذف منه التاء إذا أردت معنى التعجّب.
ولله مثلها إذا تعجّبت ليس إلا.
ومن العرب من يقول: الله لأفعلنَّ وذلك أنه أراد حرف الجرّ وايّاه نوى فجاز حيث كثر في كلامهم وحذفوه تخفيفاً وهم ينوونه كما حذف ربَّ في قوله: وجدَّاء ما يرجى بها ذو قرابةٍ لعطفٍ وما يخشى السُّماة ربيبها إنَّما يريدون: ربَّ جدَّاء وحذفوا الواو كما حذفوا اللامين من قولهم: لاه أبوك حذفوا لام الإضافة واللام الأخرى ليخففِّوا الحرف على اللسان وذلك ينوون.
وقال بعضهم: لهى أبوك فقلب العين وجعل اللام ساكنة إذ صارت مكان العين كما كانت العين ساكنة وتركوا آخر الاسم مفتوحا كما تركوا آخر أين مفتوحا.
وإنَّما فعلوا ذلك به حيث غيَّروه لكثرته في كلامهم فغيَّروا إعرابه كما غيَّروه.
واعلم أنَّ من العرب من يقول: من ربيِّ لأفعلنَّ ذلك ومن ربيِّ إنَّك لأشر يجعلها في هذا الموضع بمنزلة الواو والباء في قوله: والله لأفعلنَّ.
ولا يدخلونها في غير ربيِّ كما لا يدخلون التاء في غير الله ولكن الواو لازمة لكلّ اسم يقسم به والباء.
وقد يقول بعض العرب: لله لأفعلنَّ كما تقول: تالله لأفعلنَّ.
ولا تدخل الضمّة في من إلا ههنا كما لا تدخل الفتحة في لدن إلا مع غدوةٍ حين تقول: لدن غدوةً إلى العشيّ.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 1:00 am
باب ما يكون ما قبل المحلوف به عوضاً من اللفظ بالواو
وذلك قولك: إي ها الله ذا نثبت ألف لأنَّ الذي بعدها مدغم.
ومن العرب من يقول: إي هلله ذا فيحذف الألف التي بعد الهاء.
ولا يكون في المقسم ههنا إلا الجرّ لأنَّ قولهم: ها صار عوضاً من اللفظ بالواو فحذفت تخفيفاً على اللسان.
ألا ترى أنَّ الواو لا تظهر ههنا كما تظهر في قولك: والله فتركهم الواو ههنا البتَّة يدلُّك على أنها ذهبت من هنا تخفيفاً على اللسان وعوضت منها ها.
ولو كانت تذهب من هنا كما كانت تذهب من قولهم: الله لأفعلنَّ إذن لأدخلت الواو.
وأمَّا قولهم: ذا فزعم الخليل أنه المحلوف عليه كأنه قال: إي والله للأمر هذا فحذف الأمر لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم وقدم ها كما قدَّم ها في قولهم ها هوذا: وها أناذا.
وهذا قول الخليل وقال زهير: تعلَّمن ها لعمر الله ذا قسماً فاقصد بذرعك وانظر أين تنسلك ومثل قولهم: آلله لأفعلنّ صارت الألف ههنا بمنزلة ها ثمّ.
ألا ترى أنك لا تقول: أو الله كما لا تقول: ها والله فصارت الألف ههنا وهما يعاقبان الواو ولا يثبتان جميعا.
وقد تعاقب ألف اللام حرف القسم كما عاقبته ألف الاستفهام وها فتظهر في ذلك الموضع الذي يسقط في جميع ما هو مثله للمعاقبة وذلك قوم: أفألله لتفعلنَّ.
ألا ترى أنك إن قلت: أفوّ الله لم تثبت.
وتقول: نعم الله لأفعلن وإي الله لأفعلنّ لأنهما ليسا ببدل.
ألا ترى أنك تقول: إي والله ونعم والله.
وقال الخليل في قوله عزّ وجلَّ: " والليل إذا يغشى.
والنَّهار إذا تجلى.
وما خلق الذَّكر والأنثى ": الواوان الأخريان ليستا بمنزلة الأولى ولكنهما الواوان اللتان تضمّان الأسماء إلى الأسماء في قولك: مررت بزيدٍ وعمروٍ والأولى بمنزلة الباء والتاء.
ألا ترى أنَّك تقول: والله لأفعلنَّ ووالله لأفعلنّ فتدخل واو العطف عليها كما تدخلها على الباء والتاء.
قلت للخليل: فلم لا تكون الأخريان بمنزلة الأولى فقال: إنَّما أقسم بهذه الأشياء على شيء واحد ولوكان انقضى قسمه بالأوّل على شيء لجاز أن يستعمل كلاماً آخر فيكون كقولك: بالله لأفعلنّ بالله لأخرجنّ اليوم ولا ييقوى أن تقول: وحقِّك وحقِّ زيد لأفعلنّ والواو الآخرة واو قسم لا يجوز إلا مستكرها لأنَّه لا يجوز هذا في محلوف عليه إلا أن تضمّ الآخر إلى الأول وتقول: وحياتي ثمَّ حياتك لأفعلنّ فثمَّ ههنا بمنزلة الواو.
وتقول: والله ثم الله لأفعلنّ وبالله ذم الله لأفعلنّ وتالله ثمَّ الله لأفعلنَّ.
وإن قلت: والله لآتينك ثم الله لأضربنّك فإن شئت قطعت فنصبت كأنَّك قلت: بالله لآتينك والله لأضربنَّك فجعلت هذه الواو بمنزلة الواو التي في قولك: مررت بزيد وعمرو خارج وإذا لم تقطع وجررت فقلت: والله لآتينك ثمّ والله لأضربنك صارت بمنزلة قولك: مررت بزيد ثم بعمروٍ.
وإذا قلت: والله لآتينك ثم لأضربنك الله فأخّرته لم يكن إلا النصب لأنه ضمّ الفعل إلى الفعل ثمّ جاء بالقسم له على حدته ولم يحمله على الأوّل.
وإذا قلت: والله لآتينك ثمّ الله فإنَّما أحد الاسمين مضموم إلى الآخر وإن كان قد أخرّ أحدهما ولا يجوز في هذا إلا الجرّ لأنَّ الآخر معلَّق بالأوّل لأنه ليس بعده محلوف عليه.
ويدلك على أنّه إذا قال: والله لأضربنك ثم لأقتلنك الله فإنه لا ينبغي فيها إلا النصب: أنه لو قال: مررت بزيدٍ أول من أمس وأمس عمروٍ كان قبيحاً خبيثا لأنه فصل بين المجرور والحرف الذي يشركه وهو الواو في الجار كما أنَّه لو فصل بين الجّار والمجرور كان قبيحاً فكذلك الحروف التي تدخله في الجارّ لأنه صار كأنَّ بعده حرف جر فكأنك قلت: وبكذا.
ولو قال: وحقِّك وحقِّ زيد على وجه النِّسيان والغلط جاز.
ولو قال: وحقِّك وحقِّ على باب ما عمل بعضه في بعض وفيه معنى القسم وذلك قولك: لعمر الله لأفعلنَّ وأيم الله لأفعلنّ.
وبعض العرب يقول: أيمن الكعبة لأفعلنَّ كأنه قال: لعمر الله المقسم به وكذلك أيم الله وأيمن الله إلا أنّ ذا أكثر في كلامهم فحذفوه كما حذفوا غيره وهو أكثر من أن أصفه لك.
ومثل أيم الله وأيمن: لاها الله ذا إذا حذفوا ما هذا مبني عليه.
فهذه الأشياء فيها معنى القسم ومعناها كمعنى الاسم المجرور بالواو وتصديق هذا قول العرب: عليَّ عهد الله لأفعلنّ.
فعهد مرتفعة وعليَّ مستقرّ لها.
وفيها معنى اليمين.
وزعم يونس أنَّ ألف أيم موصولة.
وكذلك تفعل بها العرب وفتحوا الألف كما فتحوا الألف التي في الرَّجل وكذلك ايمن.
قال الشاعر: فقال فريق القوم لمَّا نشدتهم نعم ** وفريق ليمن الله ما ندري سمعناه هكذا من العرب.
وسمعنا فصحاء العرب يقولون في بيت امرىء القيس: فقلت يمين الله أبرح قاعداً ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي جعلوه بمنزلة أيمن الكعبة وأيم الله وفيه المعنى الذي فيه.
وكذلك أمانة الله.
ومثل ذلك يعلم الله لأفعلنّ وعلم الله لأفعلن فإعرابه كإعراب يذهب زيد وذهب زيد والمعنى: والله لأفعلنّ وذا بمنزلة يرحمك الله وفيه معنى الدعاء وبمنزلة اتقى الله امرؤ وعمل خيراً إعرابه إعراب فعل ومعناه ليفعل وليعمل.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 1:03 am
باب ما يذهب التنوين فيه من الأسماء لغير الإضافة
ولا دخول الألف واللام ولا لأنَّه لا ينصرف وكان القياس أن يثبت التنوين فيه وذلك كلُّ اسمٍ غالبٍ وصف بابنٍ ثم أضيف إلى اسم غالب أو كنية أو أمٍ.
وذلك قولك: هذا زيد بن عمروٍ.
وإنَّما حذفوا التنوين من هذا النَّحو حيث كثر في كلامهم لأنَّ التنوين حرف ساكن وقع بعده حرف ساكن ومن كلامهم أن يحذفوا الأوّل إذا التقى ساكنان وذلك قولك: اضرب ابن زيد وأنت تريد الخفيفة.
وقولهم: لد الصَّلاة في لدن حيث كثر في كلامهم.
وما يذهب منه الأوّل أكثر من ذلك نحو: قل وخف.
وسائر تنوين الأسماء يحرَّك إذا كانت بعده ألف موصولة لأنَّهما ساكنان يلتقيان فيحرّك الأول كما يحرّك المسكَّن في الأمر والنهي.
وذلك قولك: هذه هند امرأة زيدٍ وهذا زيد امرؤ عمروٍ وهذا عمر الطويل إلاَّ أن الأول حذف منه التنوين لما ذكرت لك.
وهم ممَّا يحذفون الأكثر في كلامهم.
وإذا اضطرَّ الشاعر في الأوَّل أيضاً أجراه على القياس.
سمعنا فصحاء العرب أنشدوا هذا البيت: هي ابنتكم وأختكم زعمتم لثعلبة بن نوفلٍ ابن جسر وقال الأغلب: جارية من قيسٍ ابن ثعلبة وتقول: هذا أبو عمرو بن العلاء لأنَّ الكنية كالاسم الغالب.
ألا ترى أنَّك تقول: هذا زيد بن أبي عمروٍ فتذهب التنوين كما تذهبه في قولك: هذا زيد بن عمروٍ لأنَّه اسم غالب.
وتصديق ذلك قول العرب: هذا رجل من بني أبي بكر بن كلابٍ.
وقال الفرزدق في أبي عمرو بن العلاء: ما زلت أغلق أبواباً وأفتحها حتَّى أتيت أبا عمرو بن عمّار وقال: فلم أجبن ولم أنكل ولكن يممت بها أبا صخر بن عمر وقال يونس: من صرف هنداً قال: هذه هند بنت زيدٍ فنوّن هنداً لأن هذا موضع لا يتغيَّر وكان أبو عمرو يقول: هذه هند بنت عبد الله فيمن صرف ويقول: ولمَّا كثر في كلامهم حذفوه كما حذفوا لا أدر ولم يك ولم أبل وخذ وكل وأشباه ذلك وهو كثير.
وينبغي لمن قال: بقول أبي عمرو أن يقول: هذا فلان بن فلانٍ لأنّه كناية عن الأسماء التي هي علامات غالبة فأجريت مجراها.
وأما طامر بن طاكر فهو كقولك: زيد بن زيدٍ أنه معرفة كأمّ عامرٍ وأبي الحارث للأسد وللضبَّع فجعل علماً.
فإذا كنيت إن غير الآدمييّن قلت: الفلان والفلانة والهن والهنة جعلوه كنايةً عن النَّاقة التي تسمى بكذا والفرس الذي يسمَّى بكذا ليفرقوا بين الآدمييّن والبهائم.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 1:06 am
باب ما يحرَّك فيه التنوين في الأسماء الغالبة
وذلك قولك: هذا زيد ابن أخيك وهذا زيد ابن أخي عمروٍ وهذا زيد الطويل وهذا عمرو الظريف إلا أن يكون شيء من ذا يغلب عليه فيعرف به كالصَّعق وأشباهه فإذا كان ذلك كذلك لم ينوَّن.
وتقول: هذا زيد ابن عمرك إلا أن يكون ابن عمرك غالباً كابن كراع وابن الزُّبير وأشباه ذلك.
وأمَّا زيد ابن زيدك فقال الخليل: هذا زيد ابن زيدك وهو القياس وهو بمنزلة: هذا زيد ابن أخيك لأنَّ زيداً إنَّما صار ههنا معرفةً بالضمير الذي فيه كما صار الأخ معرفة به.
ألا ترى أنَّك لو قلت: هذا زيد رجلٍ صار نكرة فليس بالعلم الغالب لأنَّ ما بعده غيَّره وصار يكون معرفةً ونكرةً به.
وأمّا يونس فلا ينوّن.
وتقول: مررت بزيدٍ ابن عمرو إذا لم تجعل الابن وصفاً ولكنَّك تجعله بدلاً أو تكريرا كأجمعين.
وتقول: هذا أخو زيدٍ ابن عمروٍ إذا جعلت ابن صفةً للأخ لأنَّ أخا زيدٍ ليس بغالبٍ فلا تدع التنوين فيه فيما يكون اسماً غالباً أو تضيفه إليه.
وإنما ألزمت التنوين والقياس هذه الأشياء لأنَّهم لها أقلّ استعمالا.
ومثل ذلك: هذا رجلٍ ابن رجل وهذا زيد رجلٍ كريمٍ.
وتقول: هذا زيد بني عمرو في قول أبي عمرو ويونس لأنَّه لا يلتقي ساكنان: وليس بالكثير في الكلام ككثرة ابن في هذا الموضع وليس كلُّ شيء بكثير في كلامهم يحمل الشاذّ.
ولكنه يجري على بابه حتَّى تعلم أنَّ العرب قد قالت غير ذلك.
وكذلك تقول العرب ينوّنون.
وجيع التنوين يثبت في الأسماء إلاّ ما ذكرت لك.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 1:15 am
باب النون الثقيلة والخفيفة
اعلم أنَّ كل شيء دخلته الخفيفة فقد تدخله الثقيلة.
كما أن كلَّ شيء تدخله الثقيلة تدخله الخفيفة.
وزعم الخليل أنَّهما توكيد كما التي تكون فضلاً.
فإذا جئت بالخفيفة فأنت مؤكّد وإذا جئت بالثقيلة فأنت أشدُّ توكيدا.
ولها مواضع سأبينها إن شاء الله ومواضعها في الفعل.
فمن مواضعها الفعل الذي للأمر والنهي وذلك قولك: لا تفعلنَّ ذاك واضربنَّ زيدا.
فهذه الثقيلة.
وإن خففت قلت: ذاك ولا تضربن زيدا.
ومن مواضعها الفعل الذي لم يجب الذي دخلته لام القسم فذلك لا تفارقه الخفيفة أو الثقيلة لزمه ذلك كما لزمته اللام في القسم.
وقد بيّنا ذلك في بابه.
فأمّا الأمر والنَّهي فإن شئت أدخلت فيه النون وإن شئت لم تدخل لأنه ليس فيهما ما في ذا.
وذلك قولك: لتفعلنَّ ذاك ولتفعلان ذاك ولتفعلن ذاك.
فهذه الثقيلة.
وإن خففّت قلت: لتفعلن ذاك ولتفعلن ذاك.
فما جاء فيه النون في كتاب الله عزّ وجلّ: " ولا تتَّبعان سبيل الذين لا يعلمون " " ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً " وقوله تعالى: " ولآمرنهم فليبنِّكنَّ آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيَّر خلق الله ".
و " وليسجنّن وليكونن من الصاغرين " وليكونن خفيفة.
وأمّا الخفيفة فقوله تعالى: " لنسفعن بالنَّاصية " وقال الأعشى: فإياك والميتات لا تقربنّها ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا فالأولى ثقيلة والأخرى خفيفة.
وقال زهير: تعلَّمن ها لعمر الله ذا قسماً فاقصد بذراعك وانظر أين تنسلك فهذه الخفيفة.
وقال الأعشى: أبا ثابت لا تعلقنك رماحنا أبا ثابت فاقعد وعرضك سالم فهذه الخفيفة.
وقال النابغة الذبياني: لا أعرفن ربرباً حوراً مدامعها كأن أبكارها نعاج دوار وقال النابغة أيضاً: فلتأتينك قصائد وليدفعن جيش إليك قوادم الأكوار والدعاء بمنزلة الأمر والنهي قال ابن رواحة: وقال لبيد: فلتصلقن بني ضبينة صلقةً تلصقنهم بخوالف الأطناب هذه الثقيلة وهو أكثر من أن يحصى.
وقالت ليلى الأخيلية: تساور سواراً إلى المجد والعلا وفي ذمتى لئن فعلت ليفعلا.
وقال النابغة الجعدي: فمن يك لم يثأر بأعراض قومه فإني وربِّ الراقصات لأثأرا فهذه الخفيفة خففّت كما تثقَّل إذا قلت: لأثأرن.
ومن مواضعها الأفعال غير الواجبة التي تكون بعد حروف الاستفهام وذلك لأنك تريد أعلمني إذا استفهمت وهي أفعال غير واجبة فصارت بمنزلة أفعال الأمر والنهي فان شئت أقحمت النون وان شئت تركت كما فعلت ذلك في الأمر والنهي.
وذلك قولك: هل تقولن وأتقولن ذاك وكم تمكثن وانظر ماذا تفعلن وكذلك جميع حروف الاستفهام.
وقال الأعشى: فهل يمنعني ارتيادي البلا د من حذر الموت أن يأتين وقال: وأقبل على رهطى ورهطك نبتحث مساعينا حتى ترى كيف نفعلا أفبعد كندة تمدحنَّ قبيلا وقال: هل تحلفن يا نعم لا تدينها فهذه الخفيفة.
وهذا أقرب من لأنك تعرض فكأنَّك قلت: افعل لأنه استفهام فيه معنى العرض.
ومثل ذلك: لولا تقولنَّ لأنك تعرض.
وقد بيّنّا حروف الاستفهام وموافقتها الأمر والنهي في باب الجزاء وغيره وهذا ممّا وافقتها فيه وترك تفسيرهن ههنا للذي فسرنا فيما مضى.
ومن مواضعها حروف الجزاء إذا وقعت بينها وبين الفعل ما للتوكيد وذلك لأنَهم شبّهوا ما باللام التي في لتفعلن لمَّا وقع التوكيد قبل الفعل ألزموا النون آخره كما ألزموا هذه اللام.
وإن شئت لم تقحم النون كما أنَّك إن شئت لم تجيء بها.
فأمّا اللام فهي لازمة في اليمين فشبّهوا ما هذه إذ جاءت توكيداً قبل الفعل بهذه اللام التي جاءت لإثبات النون.
فمن ذلك قولك: إمّا تأتيني آتك وأيُّهم ما يقولنَّ ذاك تجزه.
وتصديق ذلك قوله عزّ وجلّ: " وإمّا تعرضنّ عنهم ابتغاء رحمةٍ من ربك " وقال عزّ وجلّ: " فإما ترينّ من البشر أحداً ".
وقد تدخل النون بغير ما في الجزاء وذلك قليل في الشعر شبّهوه بالنهي حين كان مجزوماً غير واجب.
وقال الشاعر: نبتم نبات الخيزرانيِّ في الثَّرى ** حديثاً متى ما يأتك الخير ينفعا وقال ابن الخرع: فمهما تشأ منه فزارة تعطكم ** ومهما تشأ منه فزارة تمنعا وقال: من يثقفن منهم فليس بآثبٍ ** أبداً وقتل بني قتيبة شافي وقال: يحسبه الجاهل ما لم يعلما شيخاً على كرسيّه معمَّما شبّهه بالجزاء حيث كان مجزوما وكان غير واجب وهذا لا يجوز إلاَّ في اضطرار وهي في الجزاء أقوى.
وقد يقولون: أقسمت لمَّا لم تفعلنَّ لأن ذا طلب فصار كقولك: لا تفعلنَّ كما أن قولك أتخبرني فيه معنى افعل وهو كالأمر في الاستغناء والجواب.
ومن مواضعها أفعال غير الواجب التي في قولك: بجهدٍ ما تبلغنَّ وأشباهه.
وإنّما كان ذلك في عضة مَّا ينبتنَّ شكيرها وقال أيضاً في مثل آخر: بألمٍ مَّا تختننَّه وقالوا: بعين مَّا أريتك.
فما هاهنا بمنزلتها في الجزاء.
ويجوز للمضطر أنت تفعلنّ ذلك شبهوه بالتي بعد حروف الاستفهام لأنها ليست مجزومة والتي في القسم مرتفعة فأشبهتها في هذه الأشياء فجعلت بمنزلتها حين اضطروا.
وقال الشاعر جذيمة الأبرش: ربما أوفيت في علمٍ ** ترفعن ثوبي شمالات وزعم يونس أنهم يقولون ربَّما تقولنَّ ذاك وكثر ما تقولنَّ ذاك لأنّه فعل غير واجب ولا يقع بعد هذه الحروف إلاّ وما له لازمة فأشبهت عندهم لام القسم.
وإن شئت لم تقحم النون في هذا النحو فهو أكثر وأجود وليس بمنزلته في القسم لأنّ اللام إنما ألزمت اليمين كما ألزمت النون اللام وليست مع المقسم به بمنزلة حرف واحد وليست كالتي في بألم ما تختتنه لأنها ليست مع ما قبلها بمنزلة حرف واحد.
ولو لم تلزم اللام التبس بالنفي إذا حلف أنه لا يفعل فما تجيء لتسهل الفعل بعد ربِّ.
ولا يشبه ذا القسم.
ومثل ذلك: حيثما تكونن آتك لأنّها سهلت الفعل أن يكون مجازاة.
وإنما كان ترك النون في هذا أجود لأنَّ ما وربَّ بمنزلة حرف واحد نحو قد وسوف وما حيث بمنزلة أين واللام باب أحوال الحروف التي قبل النون الخفيفة والثقيلة اعلم أنّ فعل الواحد إذا كان مجزوماً فلحقته الخفيفة والثقيلة حركت المجزوم وهو الحرف الذي أسكنت للجزم لأن الخفيفة ساكنة والثقيلة نونان الأولى منهما ساكنة.
والحركة فتحة ولم يكسروا فيلتبس المذكّر بالمؤنّث ولم يضمّوا فيلتبس الواحد بالجميع.
وذلك قولك: اعلمن ذلك وأكرمن زيدا وإما تكرمنه أكرمه.
وإذا كان فعل الواحد مرفوعا ثم لحقته النون صيّرت الحرف المرفوع مفتوحاً لئلا يلتبس الواحد بالجميع وذلك قولك: هل تفعلن ذاك وهل تخرجن يا زيد.
وإذا كان فعل الاثنين مرفوعاً وأدخلت النون الثقيلة حذفت نون الاثنين لاجتماع النونات ولم تحذف الألف لسكون النون لأن الألف تكون قبل الساكن المدغم ولو أذهبتها لم يعلم أنك تريد الاثنين ولم تكن الخفيفة ههنا لأنّها ساكنة ليست مدغمة فلا تثبت مع الألف ولا يجوز حذف الألف فيلتبس بالواحد.
وإذا كان فعل الجميع مرفوعاً ثم أدخلت فيه النون الخفيفة أو الثقيلة حذفت نون الرفع ذلك قولك: لتفعلنَّ ذاك ولتذهبنَّ لأنَّه اجتمعت فيه ثلاث نونات فحذفوها استثقالا.
وتقول: هل تفعلنَّ ذاك تحذف نون الرفع لأنَّك ضاعفت النون وهم يستثقلون التضعيف فحذفوها إذ كانت تحذف وهم في ذا الموضع أشدّ استثقالا للنونات وقد حذفوها فيما هو أشدّ من ذا.
بلغنا أن بعض القراء قرأ أتحاجوني وكان يقرأ فبم تبشِّرون وهي قراءة أهل المدينة وذلك لأنهم استثقلوا التضعيف.
وقال عمرو بن معد يكرب: تراه كالثَّغام يعلُّ مسكاً يسوء الفاليات إذا فليني يريد: فلينني.
واعلم أنَّ الخفيفة والثقيلة إذا جاءت بعد علامة إضمار تسقط إذا كانت بعدها ألف خفيفة أو ألف ولام فإنَّها تسقط أيضاً مع النون الخفيفة والثقيلة وإنَّما سقطت لأنَّها لم تحرَّك فإذا لم تحرك حذفت فإذا حذفت فتحذف لئلا يلتقي ساكنان وذلك قولك للمرأة: اضربنَّ زيدا وأكرمنَّ عمر تحذف الياء لما ذكرت لك ولتضربنَّ زيدا ولتكرمنَّ عمرا لأنَّ نون الرفع تذهب فتبقى ياء كالياء التي في اضربي وأكرمي.
ومن ذلك قولهم للجميع: اضربنَّ زيدا وأكرمن عمراً ولتكرمن بشرا لأنّ نون الرفع تذهب فتبقى واو هي كواو ضربوا وأكرموا.
فإذا جاءت بعد علامة مضمرٍ تتحرّك للألف الخفيفة أو للألف واللام حرّكت لها وكانت الحركة هي الحركة التي تكون إذا جاءت الألف الخفيفة أو الألف واللام لأن علّة حركتها ههنا العلّة التي ذكرتها ثمّ والعلّة التقاء الساكنين وذلك قولك: ارضونَّ زيدا تريد الجميع واخشون زيدا واخشينَّ زيدا وارضينَّ زيدا فصار التحريك هو التحريك الذي يكون إذا جاءت الألف واللام أو الألف الخفيفة.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 1:17 am
باب الوقف عند النون الخفيفة
اعلم أنَّه إذا كان الحرف الذي قبلها مفتوحاً ثم وقفت جعلت مكانها ألفا كما فعلت ذلك في الأسماء المنصرفة حين وقفت وذلك لأنَّ النون الخفيفة والتنوين من موضع واحد وهما حرفان زائدان والنون الخفيفة ساكنة كما أنَّ التنوين ساكن وهي علامة توكيد كما أنَّ التنوين علامة المتمكّن فلمَّا كانت كذلك أجريت مجراها في الوقف وذلك قولك: اضربا: إذا امرت الواحد وأردت الخفيفة وهذا تفسير الخليل.
وإذا وقفت عندها وقد أذهبت علامة الإضمار التي تذهب إذا كان بعدها ألف خفيفة أو ألف ولام رددتها الألف التي في هذا: هذا مثنًّنى كما ترى إذا سكتَّ وذلك قولك للمرأة وأنت تريد الخفيفة: اضربي وللجميع: اضربوا وارموا وللمرأة: ارمي واعزي.
فهذا تفسير الخليل وهو قول العرب ويونس.
وقال الخليل: إذا كان ما قبلها مكسوراً أو مضموماً ثم وقفت عندها لم تجعل مكانها ياءً ولا واوا وذلك قولك للمرأة وأنت تريد الخفيفة: اخشى وللجميع وأنت تريد النون الخفيفة: اخشوا.
وقال: هو بمنزلة التنوين إذا كان ما قبله مجرورا أو مرفوعا.
وأمّا يونس فيقول: اخشيي واخشووا يزيد الياء والواو بدلاً من النون الخفيفة من أجل الضمّة والكسرة.
فقال الخليل: لا أرى ذاك إلاَّ على قول من قال: هذا عمرو ومررت بعمري.
وقول العرب على قول الخليل.
وإذا وقفت عند النون الخفيفة في فعل مرتفع لجميع رددت النون التي تثبت في الرفع وذلك قولك وأنت تريد الخفيفة: هل تضربين وهل تضربون وهل تضربان.
ولا تقول: هل تضربونا فتجريها مجرى التي تثبت مع الخفيفة التي في الصلة.
وينبغي لمن قال بقول يونس في اخشيي واخشووا إذا أردت أراد الخفيفة أن ييقول: هل تضربوا يجعل الواو مكان الخفيفة كما فعل ذلك في اخشيي لأنَّ ما قبلها في الوصل مرتفع إذا كان الفعل للجمع ومنكسر إذا كان للمؤنث ولا يردّ النون مع ما هو بدل من الخفيفة كما لم تثبت في الصلة فإنما ينبغي لمن قال بذا أن يجريها مجراها في المجزوم لأنَّ نون الجميع ذاهبة في الوصل كما تذهب في المجزوم وفعل الاثنين المرتفع بمنزلة فعل الجميع المرتفع.
فأمّا الثقيلة فلا تتغيّر في الوقف لأنّها لا تشبه التنوين.
وإذا كان بعد الخفيفة ألف ولام أو ألف الوصل ذهبتكما تذهب واو يقل لالتقاء الساكنين.
ولم يجعلوها كالتنوين هنا فرقوا بين الاسم والفعل وكان في الاسم أقوى لأنّ الاسم أقوى من الفعل وأشّد تمكنّا.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 1:49 am
هذا باب النون الثقيلة والخفيفة في فعل الاثنين
وفعل جميع النساء فإذا أدخلت الثقيلة في فعل الاثنين ثبتت الألف التي قبلها وذلك قولك لا تفعلان ذلك ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون.
وتقول: افعلانِّ ذلك وهل تفعلانِّ ذلك.
فنون الرفع تذهب ها هنا كما ذهبت في فعل الجميع وإنّما تثبت الألف ههنا في كلامهم لأنه قد يكون بعد الألف حرف ساكن إذا كان مدغما في حرف من موضعه وكان الآخر لازما للأول ولم يكن لحاق الآخر بعد استقرار الأول في الكلام وذلك نحو قولك: راد وأراد.
فالدال الآخرة لم تلحق الأولى ولم تكن الأولى في شيء يكون كلاماً بها والآخرة ليست بعدها ولكنهما يقعان جميعاً وكذلك الثقيلة هما نونان تقعان معاً ليست تلحق الآخرة الأولى بعدما يستقر كلاماً.
فالخفيفة في الكلام على حدةٍ.
والثقيلة على حدةٍ ولأن تكون الخفيفة حذف عنها المتحرَّك أشبه لأنَّ الثقيلة في الكلام أكثر ولكنَّا جعلناها على حدةٍ لأنَّها في الوقف كالتنوين وتذهب إذا كان بعدها ألف خفيفة أو ألف ولام كما تذهب لالتقاء الساكنين ما لم يحذف عنه شيء.
ولو كانت بمنزلة نون لكن وأن وكأن التي حذفت عنها المتحرّكة لكانت مثلها في الوقف.
وليس حرف ساكن في هذه الصِّفة إلا بعد ألفٍ أو حرف لين كالألف وذلك نحو: تمودَّ الثوب وتضربيني تريد المرأة.
وتكون في ياء أصيمَّ وليس مثل هذه الواو والياء لأنَّ حركة ما قبلهنّ منهن كما أن ما قبل الألف مفتوح.
وقد أجازوه في مثل ياء أصيمّ لأنّه حرف لين.
وقال الخليل: إذا أردت الخفيفة في فعل الاثنين كان بمنزلته إذا لم ترد الخفيفة في فعل الاثنين في الوصل والوقف لأنه لا يكون بعد الألف حرف ساكن ليس بمدغم.
ولا تحذف الألف فيلتبس فعل الواحد والاثنين.
وذلك قولك: اضربا وأنت تريد النون وكذلك لو قلت: اضرباني واضربا نعمان لا تردَّن الخفيفة.
ولا تقل ذا موضع إدغام فأردَّها لأنَّها قد تثبت مدغمة.
والردُّ خطأ ههنا إذا كان محذوفا في الوصل والوقف إذا لم تتبعه كلاما.
وكيف تردّه وأنت لو جمعت هذه النون إلى نون ثانية لاعتلَّت وأدغمت وخذفت في قول بعض العرب فإذا كفوا مؤنثها لم يكونوا ليردوها إلى ما يستثقلون.
ولو قلت ذا لقلت: اضربا نُّعمان لأنَّ النون تدغم في النون.
ولو قلت ذا لقلت: اضربان أبا كما في قول من لم يهمز لأنَّ ذا موضعٌ لم يمتنع فيه الساكن من التحريك فتردها إذا وثقت بالتحريك كما رددتها حيث وثقت بالإدغام فلا تردّ في شيء من هذا لأنّك جئت به إلى شيء قد لزمه الحذف.
إلا ترى أنكَّ لو لم تخف اللبس فحذفت الألف لم تردهّا فكذلك لا ترد النون.
ولو قلت ذا لقلت جيثونيِّ في قولك: جيؤنى لأنَّ الواو قد ئبتت وبعدها ساكن مدغم ولقلت: جيؤو نعمَّان.
والنون لا تردّ ههنا كما لا تردّ في الوصل والوقف هذه الواو في نحو ما ذكرنا.
وذلك انكَّ تقول للجميع: جيؤنَّ زيداً تريد الثقيلة ولا تردها في الوقف ولا في الوصل.
وأن أردت الخفيفة في فعل الاثنين المرتفع قلت: هل تضربان زيداً لأنكَّ قد أمنت النونّ الخفية وإنمَّا أذهبت النون لأنها لا تثبت مع النون الرفع فإذا بقيت نون الرفع لم تثبت بعدها النون الخفيفة فلماَّ أمنوها ثبتت نون الرفع في الصلة كما ثبتت نون الرفع في فعل جميع في الوقف ورددت نون الجميع كما رددت ياء أضرب وواو اضربوا حين أمنت البدل من الخفيفة في الوقت.
وإذا أدخلت الثقيلة في فعل جميع النساء قلت: اضربنانَ يا نسوة وهل تضربنانِّ ولتضربنانِّ فإنمَّا ألحقت هذه الألف كراهية النونات فأرادوا أن يفصلوا لالتقائها كما حذفوا نون الجميع للنوَّنات ولم يحذفوا نون النِّساء كراهية ان يلتبس فعلهن وفعل الواحد.
وكسرت الثقيلة ههنا لأنهَّا بعد ألف زائدة فجعلت بمنزلة نون الاثنين حيث كانت كذلك.
وهي في ما سوى ذلك مفتوحة لأنهَّما حرفان الأوّل منهم ساكن ففتحت كما فتحت نون أين.
وإذا أردت الخفيفة في فعل جميع النساء قلت في الوقف والوصل: اضربن زيدا ولضربن زيداً ويكون بمنزلته إذا لم ترد الخفيفة وتحذف الألف التي في قولك: اضربنانِّ لأنِّها ليست باسم كألف اضربا وإنمَّا جئت بها كراهية النونات فلمِّا أمنت النون لم تحتج أليها فتركتها كما أثبِّت نون الاثبين في الرفع إذا أمنت النون وذلك لأنهَّا لم تكن لتثبت مع نون الجميع التقائهما ولا بعد الألف كما لم تثبت في الاثنين فلمَّا استغنوا عنها تركوها.
وأمًّا يونس وناسٌ من النحويينّ فيقولون: اضربان زيداً واضربنان زيداً.
فهذا لم تقله العرب وليس له نظيرا في كلامها.
ولا يقع بعد الألف ساكنٌ إلاّ أن يدغم.
ويقولون في الوقف: اضربا واضربنا فيمدّون وهو القياس قولهم لأنهَّا تصير ألفاً فإذا اجتمعت ألفان مد الحرف وإذا وقع بعدها ألف ولام أو ألف موصلة جعلوها همزة مخففَّة وفتحوها وإنمَّا القياس في قولهم أن يقولوا اضرب الرَّجل كما تقول بغير الخفيفة إذا كان بعدها ألف وصلٍ أو ألف ولام ذهبت فينبغي لهم أن يذهبوها لذا ثم تذهب الألف كما تذهب الألف وأنت تريد النون في الواحد إذا وقفت فقلت: اضربا ثم قلت: اضرب الرجل لأنَّهم إذا قالوا: اضربان زيدا فقد جعلوها بمنزلتها في اضربن زيدا فينبغي لهم أن يجرؤا عليها هناك ما يجري عليها في الواحد.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 1:50 am
باب ثبات الخفيفة والثقيلة في بنات الياء والواو
التي الواوات والياءات لا ماتهن اعلم أن الياء التي هي لام والواو التي هي بمنزلتها إذا حذفنا في الجزم ثم الحقت الخفيفة أو الثقيلة أخرجتها كما تخرجها إذا جئت بالألف للاثنين لأنَّ الحرف يبنى عليها كما يبنى على تلك الألف وما قبلها مفتوح كما يفتح ما قبل الألف.
وذلك قولك: ارمينَّ زيدا واخشينَّ واغزونَّ.
قال الشاعر: وإن كانت الواو والياء غير محذوفين ساكنتين ثم ألحقت الخفيفة أو الثقيلة حرّكتّها كما تحرّكّها لألف الاثنين والتفسير في ذلك كالتفسير في المحذوف.
وذلك قولك: لأدعونَّ ولأرضينَّ ولأرمينَّ وهل ترضينَّ أو ترمينَّ وهل تدعون.
وكذلك كلُّ ياءٍ أجريت مجرى الياء من نفس الحرف وكانت في الحرف نحو ياء سلقيت وتجعبيت.
جعباه أي صرعه وتجعبى: انصرع.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 1:52 am
باب ما لا تجوز فيه نون خفيفة ولا ثقيلة
وتلك الحروف التي للأمر والنهي وليست بفعل وذلك نحو: إيه وصه ومه وأشباهها.
وهلَّم في لغة أهل الحجاز كذلك.
ألا تراهم جعلوها للواحد والاثنين والجميع والذَّكر والأنثى سواء.
وزعم أنها لمَّ ألحقتها هاء التنبيه في اللغتين.
وقد تدخل الخفيفة والثقيلة في هلَّم في لغة بني تميم لأنَّها عندهم بمنزلة ردًّ وردّاً وردِّي وارددن كما تقولك هلمَّ وهلمَّا وهلمِّي وهلممن والهاء فضل إنَّما هي ها التي للتنبيه ولكنّهم حذفوا الألف لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 5:01 am
باب مضاعف الفعل واختلاف العرب فيه
والتضعيف أن يكون آخر الفعل حرفان من موضعٍ واحد ونحو ذلك: رددت ووددت واجتررت وانقددت واستعددت وضاررت وتراددنا واحمررت واحماررت واطمأننّت.
فإذا تحرَّك الحرف الآخر فالعرب مجمعون على الإدغام وذلك فيما زعم الخليل أولى به لأنه لما كانا من موضع واحد ثقل عليهم أن يرفعوا ألسنتهم من موضع ثم يعيدوها إلى ذلك الموضع للحرف الآخر فلما ثقل عليهم ذلك أرادوا أن يرفعوا رفعةً واحدة.
وذلك قولهم: ردِّي واجترّاَ وانقدوا واستعدّي وضارّي زيدا وهما يرادّان واحمرّ واحمارَّ وهو يطمئنُّ.
فإذا كان حرف من هذه الحروف في موصع تسكن فيه لام الفعل فإنَّ أهل الحجاز يضاعفون لأنَّهم أسكنوا الآخر فلم يكن بدٌّ من تحريك الذي قبله لأنه لا يلتقي ساكنان.
وذلك قولك: اردد واجترر وإن تضار أضارر وإن تستعدد أستعدد وكذلك جميع هذه الحروف ويقولون اردد الرجل وإن تستعدد اليوم استعدد يدعونه على حاله ولا يدغمون لأنَّ هذا التحريك ليس بلازم لها إنما حركوا في هذا الموضع لالتقاء الساكنين وليس الساكن الذي بعده في الفعل مبنيَّاً عليه كالنون الثقيلة والخفيفة.
وأمّا بنو تميم فيدغمون المجزوم كما أدغموا إذ كان الحرفان متحرّكين لما ذكرنا من المتحرّكين فيسكنون الأوّل ويحرِّكون الآخر لأنَّهما لا يسكنان جميعاً وهو قول غيرهم من العرب وهم كثير.
فإذا كان الحرف الذي قبل الحرف الأول من الحرفين ساكنا ألقيت حركة الأول عليه: إن كان مكسورا فاكسره وإن كان مضموما فضمَّه وإن كان مفتوحا فافتحه.
وإن كان قبل الذي تلقى عليه الحركة ألف وصل حذفتها لأنَّه قد استغنى عنها حيث حرّك وإنَّما احتيج إليها لسكون ما بعدها.
وذلك قولك: ردَّ وفلاَّ وعضَّ وإن تردَّأ ردَّ ألقيت حركة الأول منهما على الساكن الذي قبله وحذفت الألف كما فعلت ذلك في غير الجزم وذلك قولك ردّاً وردَّوا.
وإن كان الساكن الذي قبل الأوَّل بينه وبين الألف حاجز ألقيت عليه حركة الأول لأنَّ كل واحدٍ منهما يتحولَّ في حال صاحبه عن الأصل كما فعلت ذلك في ردَّ وفرَّ وعضَّ ولا تحذف الألف لأنَّ الحرف الذي بعد ألف الوصل ساكن وذلك قولك: اطمأنَّ واقشعرَّ وإن تشمئزَّ أشمئز فصارت الألف في الإدغام والجزم مثلها في الخبر.
وذلك قولك: اطمئنوا واطمئنا ومثل ذلك استعدَّ.
وإن كان الذي قبل الأول متحركا وكان في الحرف ألف وصل لم تغيِّره الحركة عن حاله لأنه لم يكن حرفا يضطرّ إلى تحريكه ولا تذهب الألف لأنَّ الذي بعدها لم يحرَّك وذلك قولك: اجترَّ واحمرَّ وانقدَّ وإن تنقدَّ أنقدَّ فصار الإدغام وثبات الألف مثله في غير الجزم.
وإذا كان قبل الأوَّل ألف لم تغيَّر لأنَّ الألف قد يكون بعدها الساكن المدغم فيحتمل ذلك وتكون ألف الوصل في هذا الحرف لأنَّ الساكن الذي بعدها لا يحرَّك.
وذلك احمارَّ واشهابَّ.
وإن تدهامَّ أدهامَّ فصار في الإدغام وثبات الألف مثله في غير الجزم.
وإن كان قبل الأوّل ألف ولم يكن في ذلك الحرف حرف وصلٍ لم يتغيِّر عن بنائه وعن الإدغام في غير الجزم وذلك قولك: مادَّ ولا تضارَّ ولا تجارّ.
وكذلك ما كانت ألفه مقطوعة نحو: أمدَّ وأعدَّ.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 5:05 am
باب اختلاف العرب في تحريك الآخر
لأنه لا يستقيم أن يسكن هو والأوّل من غير أهل الحجاز اعلم أن منهم من يحرك الآخر كتحريك ما قبله فإن كان مفتوحا فتحوه وإن كان مضموما ضمَّوه وإن كان مكسوراً كسروه وذلك قولك: ردُّ وعضَّ وفرَّ يا فتى واقشعرَّ واطمئنِّ واستعدِّ واجترَّ واحمرَّ وضارَّ لأن قبلها فتحة وألفاً فهي أجدر أن تفتح وردُّنا ولا يشلِّكم وسألت الخليل لم ذاك فقال: لأنَّ الهاء خفيَّة ردَّا وأمدَّا غلاَّ إذا قالوا: ردَّها وغلَّها وأمدَّها.
فإذا كانت الهاء مضمومة ضمرا كأنهم قالوا: مدُّوا وعضُّوا إذا قالوا: مدُّه وعضُّه.
فإن جئت بالألف واللام وبالألف الخفية كسرت الأول كله لأنَّه كان في الأصل مجزوما لأن الفعل إذا كان مجزوماً فحرّك لالتقاء الساكنين كسر.
وذلك قول: اضرب الرَّجل واضرب ابنك فلما جاءت الألف واللام والألف الخفيفة رددته إلى أصله لأن أصله أن يكون مسكَّنا على لغة الحجاز كما أنَّ نظائره من غير المضعف على ذلك جرى.
ومثل ذلك مذ وذهبتم فيمن أسكن تقول: مذ اليوم وذهبتم اليوم لأنك لم تبن الميم على أصله السكون ولكنه حذف كياء قاضٍ ونحوها.
ومنهم من يفتح إذا التقى ساكنان على كل حال إلا في الألف واللام والألف الخفيفة.
فزعم الخليل أنهم شبهوه بأين وكيف وسوف وأشباه ذلك وفعلوا به إذ جاءوا بالألف واللام والألف الخفيفة ما فعل الأولون وهم بنو أسدٍ وغيرهم من بني تميم.
وسمعناه ممن ترضى عربيته.
ولم يبتغوا الآخر الأول كما قالوا: امرؤ وامرىءٍ وامرأ فأتبعوا الآخر الأول وكما قالوا: ابم وابنم وابنّما.
ومنهم من يدعه إذا جاء بالألف واللام على حاله مفتوحاً يجعله في جميع الأشياء كأين.
غضَّ الطَّرف إنك من نميرٍ ولا يكسر هلَّم البتة من قال: هلمَّا وهلمَّي ولكن يجعلها في الفعل تجري مجراها في لغة أهل الحجاز بمنزلة رويد.
ومن العرب من يكسر ذا أجمع على كل حال فيجعله بمنزلة اضرب الرجل وأن لم تجىء بالألف واللام لأنه فعل حرك لالتقاء الساكنين وكذلك اضرب ابنك واضرب واضرب ابنك واضرب الرجل.
ولا يقولها في هلَّم لا يقول: هلمِّ يا فتى من يقول: هلُّموا فيجعلها بمنزلة رويد.
ولا يكسر هلَّم أحد لأنها تصرَّف تصرُّف الفعل ولم تقوقوَّته ومن يكسر كعب وغنى.
وأهل الحجاز وغيرهم مجتمعون على أنهم يقولون للنساء: ارددن وذك لأن الدال لم تسكن ههنا لأمر ولا نهيٍ.
وكذلك كل حرف قبل نون النساء لا يسكن لأمر ولا لحرفٍ يجزم.
ألا ترى أن السكون لازم له في حال النصب والرفع وذلك قولك: رددن وهن يرددن علىَّ أن يرددن وكذلك يجري غير المضاعف قبل نون النساء لا يحرك في حال.
وذلك قولك: ضربن ويضربن ويذهبن.
فلما كان هذا الحرف يلزمه السكون في كل موضع وكان السكون حاجزاً عنه ما سواه من الإعراب وتمكن فيه ما لم يتمكن في غيره من الفعل كرهوا أن يجعلوه بمنزلة ما يجزم لأمر أو لحرف الجزم فلم يلزمه السكون كلزوم هذا الذي هو غير مضاعف.
ومثل ذلك قولهم: رددت ومددت لأن الحرف بني على هذه التاء كم بنى على النون وصار السكون فيه بمنزلته فيما نون النساء.
يدلك على ذلك أنه في موضع فتح.
وزعم الخليل أنَّ ناساً من بكر بن وائل يقولون: ردَّن ومدَّن وردَّت جعلوه بمنزلة ردَّ ومدَّ.
وكذلك جميع المضاعف يجري كم ذكرت لك في لغة أهل الحجاز وغيرهم والبكرييّن.
وأما ردَّد ويردد فلم يدغموه لأنه لا يجوز أن يسكن حرفان فيلتقيا ولم يكونوا ليحركوا العين الأولى لأنَّهم لو فعلوا ذلك لم ينجوا من أ يرفعوا ألسنتهم مرتين فلما كان ذلك لا ينجيهم أجروه على الأصل ولم يجز غيره.
واعلم أن الشعراء إذا اضطروا إلى ما يجتمع أهل الحجاز وغيرهم على إدغامه أجروه على الأصل قال الشاعر وهو قعنب بن أم صاحب: مهلاً أعاذل قد جرَّبت من خلقي ** أنّى أجود لأقوام وإن ضننوا وقال: تشكو الوجى من أظلل وأظلل وهذا النحو في الشعر كثير.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 5:10 am
باب المقصور والممدود
وهما في بنات الياء والواو التي هي لامات وما كانت الياء في آخره وأجريت مجرى تلك التي من نفس الحرف.
فالمنقوص كل حرف من بنات الياء والواو وقعت ياؤه أو واوه بعد حرف مفتوح وإنما نقصانه أن تبدل الألف مكان الياء والواو ولا يدخلها نصب ولا رفع ولا جر.
وأشياء يعلم أنها منقوصة لأن نظائرها من غير المعتل إنّما تقع أواخرهن بعد حرف مفتوح وذلك نحو: وذلك نحو: معطيً ومشتريً وأشباه ذلك لأن معطىً مفعل وهو مثل مخرجٍ فالياء بمنزلة الجيم والراء بمنزلة الطاء فنظائر ذا تدلّك على أنه منقوص.
وكذلك مشتريً إنَّما هو مفتعل هو مثل معتركٍ فالراء بمنزلة الراء والياء بمنزلة الكاف.
ومثل ذلك: هذا مغزىً وملهى إنَّما هما مفعل وإنمَّا هما بمنزلة مخرجٍ فإنمّا هي واوٌ وقعت بعد مفتوح كما أن الجيم وقعت بعد مفتوح وهما لامان فأنت تستدلّ بذا على نقصانه.
ومثل ذلك المفعول من سلقيته وذلك قولك: مسلقىً ومسلنقىً.
والدليل على ذلك أنهَّ لو كان بدل هذه الياء التي في سلقيت حرفُ غير الياء لم تقع إلا بعد ومما تعلم أنهَّ منقوص كل شيء كان مصدراً لفعل يفعل وكان الاسم على افعل لأنَّ ذلك في غير بنات الياء والواو إنمَّا يجيء على مثال فعلٍ وذلك قولك للأحول: به حولٌ وللأعور: به عورٌ ولأدر به أدرٌ وللأشتر: به شترٌ وللأقرع: به قرعٌ وللأصلع: به صلعٌ.
وهذا أكثر من أن أحصيه لك.
فهذا يدلكَّ على أن الذي من بنات الياء والواو منقوص لأنهَّ فعلٌ وذلك قولك للأعشى: به عشيً وللأعمى: به عميً وللأقنى: به قنًي.
فهذا يدلّك على أنه منقوص كما يدلكّ على أنَّ نظير كل شيء وقعت جيمه بعد فتحة من أخرجت منقوص من أعطيت لأنهَّا أفعلت ولكل شيء من أخرجت نظير من أعطيت.
ومما تعلم أنه منقوص أن ترى الفعل فعل يفعل والاسم منه فعلٌ فإذا كان الشيء كذلك عرفت أنَّ مصدره منقوص لأنهَّ فعلٌ يدلّك على ذلك نظائره من غير المعتل وذلك قولك: فرق يفرق فرقاً وهو فرقٌ وبطر يبطر بطراً وهو بطرٌ وكسل يكسل كسلاً وهو كسلٌ ولحج يلحج لحجاً وهو لحجٌ وأشر يأشر أشراً وهو أشرٌ وذلك أكثر من أن أذكره لك.
فمصدر ذا من بنات الياء والواو على مثال فعلٍ وإذا كان فعلٌ فهو ياء أو واو وقعت بعد فتحة وذلك قولك: هوى يهوي هويً وهو هوٍ ورديت تردى ردىً وهو ردٍ وهو الرَّدى وصديت تصدي صدىً وهو صدٍ وهو ولوي يلوي لويً وهو لو وهو اللَّوي وكريت تكري كريً وهو النعُّاس وغوى الصبيُّ يغوي غوًى وهو غوٍ وهو الغوى.
وإذا كان فعل يفعل والاسم فعلان فهو أيضاً منقوص.
ألا ترى أنَّ نظائره من غير المعتل تكون فعلا.
وذلك قولك للعطشان: عطش يعطش عطشاً وهو عطشان وغرث يغرث غرثاً وهو غرثان وظمىء يظمأ ظمأً وهو ظمآن.
فكذلك مصدر نظير ذا من بنات والواو ولأنه فعل لما أن ذا فعل حيث كان فعلان له فعلى وكان فعل يفعل وذلك قولك: طوى يطوي طوىً وصدى يصدي صدًى وهو صديان.
وقالوا: غرى يغري غرىً وهو غرٍ.
والغراء شاذٌّ ممدود كما قالوا الظماء.
وقالوا: رضي يرضي وهو راضٍ وهو الرِّضا ونظيره سخط يسخط سخطاً وهو ساخط وكسروا الراء كما قالوا: الشَّبه فلم يجيئوا به على نظائره وذا لا يجسر عليه إلاَّ بسماعٍ وسوف نبين ذلك إن شاء الله.
وأما الغراء فشاذ.
وقالوا: بدا له يبدو له بداً ونظيره حلب يحلب حلباً.
وهذا يسمع ولا يجسر عليه ولكن يجاء بنظائره بعد السمع.
ومن الكلام ما لا يدري أنَّه منقوص حتى تعلم أن العرب تكلَّم به فإذا تكلموا به منقوصاً علمت أنها ياء وقعت بعد فتحة أو واو لا تستطيع أن تقول ذا لكذا كما لا تستطيع أن تقول قالوا: قدم لكذا ولا قالوا: جمل لكذا فكذلك نحوهما.
فمن ذلك قفاً ورحى ورجا البئر وأشباه ذلك لا يفرق بينها وبين سماء كما لا يفرق بين قدمٍ وقذالٍ إلا أنك إذا سمعت قلتك هذا فعل وهذا فعال.
وأما الممدود فكلُّ شيء وقعت ياؤه أو واو بعد ألف.
فأشياء يعلم أنَّها ممدودة وذلك نحو الاستسقاء لأن استسقيت استفعلت مثل استخرجت فإذا أردت المصدر علمت أنَّه لا بد من أن تقع ياؤه بعد ألف كما أنه لا بد للجيم من أن تجيء في المصدر بعد ألف فأنت تستدل على الممدود كما يستدل على المنقوص بنظيره من غير المعتل حيث علمت أنه لا بد لآخره من أن يقع بعد مفتوح كما أنَّه لا بدّ لآخر نظيره من أن يقع بعد مفتوح.
ومثل ذلك الاشتراء لأنَّ اشتريت افتعلت بمنزلة احتقرت فلا بد من أن تقع الياء بعد ألف كما أن الرَّاء لا بدّ لها من أ تقع بعد ألف إذا أردت المصدر.
وكذلك الإعطاء لأنَّ أعطيت أفعلت كما أنَّك إذا أردت المصدر من أخرجت لم يكن بدُّ للجيم من أن تجيْ بعد ألف إذا أردت المصدر فعلى هذا فقس هذا النحو.
ومن ذلك أيضاً الاحبنطاء لا يقال إلا احبنطيت والاسلنقاء لأنك لو أوقعت مكان في مكان الياء حرفاً سوى الياء لأوقعته بعد ألف فكذلك جاءت الياء بعد ألف فإنما تجيء على مثال الاستفعال.
ومما تعلم به أنه ممدود أن تجد المصدر مضموم الأول يكون للصوت نحو: العواء والدُّعاء والزُّقاء وكذلك نظيره من غير المعتل نحو: الصراخ والنُّباح والبغام.
ومن ذلك أيضا البكاء وقال الخليل: الذين قصروه جعلوه كالحزن.
ويكون العلاج كذلك نحو: النزاء.
ونظيره من غير المعتل القماص وقلَّما يكون ما ضم أوله من المصدر منقوصاً لأن فعلاً لا تكاد تراه مصدراً من غير بنات الياء والواو.
ومن الكلام ما لا يقال له: مدَّ لكذا كما أنك لا تقول: جراب وغراب لكذا وإنَّما تعرفه بالسَّمع فإذا سمعته علمت أنَّها ياء أو واو وقعت بعد ألف نحو: السَّماء والرِّشاء والألاء والمقلاء.
ومما يعرف به الممدود الجمع الذي يكون عل مثال أفعلةٍ فواحده ممدود أبداً نحو: أقبيةٍ واحدها
قباء وأرشية واحدها رشاء.
وقالوا: ندىً وأندية.
فهذا شاذ.
وكلّ جماعة واحدها قعلة أو فعلة فهي مقصورة نحو: عروةٍ وعرًى وفريةٍ وفرًى.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 5:26 am
هذا باب الهمز
اعلم أن الهمزة تكون فيها ثلاثة أشياء: التحقيق والتخفيف والبدل.
وأمّا التخفيف فتصير الهمزة فيه بين بين وتبدل وتحذف وسأبيّن ذلك إن شاء الله.
اعلم أن كلّ همزةٍ مفتوحة كانت قبلها فتحة فإنَّك تجعلها إذا أردت تخفيفها بين الهمزة والألف الساكنة وتكون بزنتها محققَّةً غير أنَّك تضعف الصوت ولا تتمه وتخفي لأنّك تقربّها من هذه الألف.
وذلك قولك: سأل في لغة أهل الحجاز إذا لم تحقَّق كما يحقِّق بنو تميم وقد قرأ قبل بين بين.
وإذا كانت الهمزة منكسرة وقبلها فتحة صارت بين الهمزة والياء الساكنة كما كانت المفتوحة بين الهمزة والألف الساكنة.
ألا ترى أنك لا تتم الصوت ههنا وتضعِّفه لأنَّك تقرِّبها من الساكن ولولا ذلك لم يدخل الحرف وهن وذلك قولك: يئس وسئم وإذ قال إبراهيم وكذلك أشباه هذا.
وإذا كانت الهمزة مضمومة وقبلها فتحة صارت بين الهمزة والواو الساكنة.
والمضمومة قصتها وقصّة الواو قصة المكسورة والياء فكلّ همزة تقرَّب من الحرف الذي حركتها منه فإنّما جعلت هذه الحروف بين بين ولم تجعل ألفاتٍ ولا ياءات ولا واواتٍ لأنَّ أصلها الهمز فكرهوا أن يخففّوا على غير ذلك فتحوَّل عن بابها فجعلوها بين بين ليعلموا أنَّ أصلها عندهم الهمز.
وإذا كانت الهمزة مكسورة وقبلها كسرة أو ضمة فهذا أمرها أيضاً وذلك قولك: من عند إبلك ومرتع إبلك.
وإذا كانت الهمزة مضمومة وقبلها ضمّة أو كسرة فإنَّك تصيَّرها بين بين وذلك قولك: هذا درهم أختك ومن عند أمّك وهو قول العرب وقول الخليل.
واعلم أنَّ كلّ همزة كانت مفتوحة وكان قبلها حرف مكسور فإنّك تبدل مكانها ياء التخفيف وذلك قولك في المئر: مير وفي يريد أن يقرئك يقريك.
ومن ذلك: من غلام يبيك إذا أردت من غلام أبيك.
وإن كانت الهمزة مفتوحة وقبلها ضمّة وأردت أن تخفف أبدلت مكانها واواً كما أبدلت مكانها ياء حيث كان ما قبلها مكسورا وذلك قولك: في التؤدة تودة وفي الجؤن جون وتقول: غلام وبيك إذا إذا أردت غلام أبيك.
وإنما منعك أن تجعل الهمزة ههنا بين بين من قبل أنها مفتوحة فلم تستطع أن تنحو بها نحو الألف وقبلها كسرة أو ضمّة كما أن الألف لا يكون ما قبلها مكسوراً ولا مضموماً فكذلك لم ولم يحذفوا الهمزة إذا كانت لا تحذف وما قبلها متحرِّك فلمَّا لم تحذف وما قبلها مفتوح لم تحذف وما قبلها مضموم أو مكسور لأنَّه متحرِّك يمنع الحذف كما منعه المفتوح.
وإذا كانت الهمزة ساكنة وقبلها فتحة فأردت أن تخفِّف أبدلت مكانها ألفاً وذلك قولك في رأسٍ وبأسٍ وقرأت: راس وباس وقرات.
وإن كان ما قبلها مضموما فأردت أن تخفِّف أبدلت مكانها واواً وذلك قولك في الجؤنة والبؤس والمؤمن الجونة والبوس والمومن.
وإن كان ما قبلها مكسورا أبدلت مكانها ياء كما أبدلت مكانها واواً إذا كان ما قبلها مضموما وألفاً إذا كان ما قبلها مفتوحا وذلك الذِّئب والمئرة: ذيب وميرة فإنّما تبدل مكان كلِّ همزة ساكنةٍ الحرف الذي منه الحركة التي قبلها لأنَّه ليس شيء أقرب منه ولا أولى به منها.
وإنّما يمنعك أن تجعل هذه السواكن بين بين أنَّها حروف ميتة وقد بلغت غايةً ليس بعدها تضعيف ولا يوصل إلى ذلك ولا تحذف لأنه لم يجيء أمر تحذف له السواكن فألزموه البدل كما ألزموا المفتوح الذي قبله كسرة أو ضمّة البدل: وقال الراجز: عجبت من ليلاك وانتيابها من حيث زراتني ولم أورا بها خفّف: ولم أورأبها لإأبدلوا هذه الحروف التي منها الحركات لأنها أخوات وهي أمَّهات البدل والزوائد وليس حرف يخلو منها أو من بعضها وبعضها حركاتها.
وليس حرف أقرب إلى الهمزة من الألف وهي إحدى الثلاث والواو والياء شبيهة بها أيضاً مع شركتهما أقرب الحروف منها.
وسترى ذلك إن شاء الله.
واعلم أنَّ كل همزة متحرّكة كان قبلها حرف ساكن فأردت أن تخفّف حذفتها وألقيت حركتها على الساكن الذي قبلها.
وذلك قولك: من بوك ومن مُّك وكم بلك إذا أردت أن تخفِّف الهمزة في الأب والأم والإبل.
ومثل ذلك قولك ألحمر إذا أردت أن تخفف ألف الأحمر.
ومثله قولك في المرأة: المرة والكمأة: الكمة.
وقد قالوا: الكماة والمراة ومثله قليل.
وقد قال الذين يخفِّفون: " ألا يسجدوا لله الَّذي يخرج الخب في السَّموات حدثنا بذلك عيسى وإنَّما حذفت الهمزة ههنا لأنك لن ترد أن تتمّ وأردت إخفاء الصوت فلم يكن ليلتقي ساكن وحرف هذه قصته كما لم يكن ليلتقي ساكنان.
ألا ترى أنَّ الهمزة إذا كانت مبتدأةً محقَّقة في كل لغة فلا تبتدىء بحرف قد أوهنته لأنَّه بمنزلة الساكن كما لا تبتدىء بساكن.
وذلك قولك: أمر.
فكما لم يجز أن تبتدأ فكذلك لم يجز أن تكون بعد ساكن ولم يبدلوا لأنَّهم كرهوا أن يدخلوها في بنات الياء والواو اللّتين هما لامان.
فإنَّما تحتمل الهمزة أن تكون بين بين في موضع لو كان مكانها ساكنٌ جاز ألاَّ الألف وحدها فإنه يجوز ذلك بعدها فجاز ذلك فيها.
ولا تبالي إن كانت الهمزة في موضع الفاء أو العين أو اللام فهو بهذه المنزلة إلاّ في موضع لو كان فيه ساكنٌ جاز.
وممّا حذف في التخفيف لأنّ ما قبله ساكن قوله: أرى وترى ويرى ونرى غير أنَّ كل شيء كان في أوله زائدةٌ سوى ألف الوصل من رأيت فقد اجتمعت العرب على تفيفه لكثرة استعمالهم إيّاه جعلوا الهمزة تعاقب.
وحدثني أبو الخطاَّب أنه سمع من يقول: قد أرآهم يجيء بالفعل من رأيت على الأصل من العرب الموثوقون بهم.
وإذا اردت أن تخفِّف همزة ارأوه تلقى حركة الهمزة على الساكن وتلقى ألف الوصل لأنَّك استغنيت حين حرّكت الذي بعدها لأنَّك إنما الحقت ألف الوصل للسكون.
ويدّلك على ذلك: رذاك وسل خفّفوا ارأ واسأل.
وإذا كانت الهمزة المتحرّكة بعد ألف لم تحذف لأنَّك لو حذقتها ثم فعلت بالألف ما فعلت بالسواكن التي ذكرت لك لتحولت حرفاً غيرها فكرهوا أن يبدلوا مكان الألف حرفاً ويغيّروها لأنَّه ليس من كلامهم أن يغيّروا السَّواكن فيبدلوا مكانها إذا كان بعدها همزة فخفّفوا ولو فعلوا ذلك لخرج كلام كثير من حدِّ كلامهم لأنه ليس من كلامهم أن تثبت الياء والواو ثانيةً فصاعداً وقبلها فتحة إلاَّ أن تكون الياء أصلها السكون.
وسنبين ذلك في بابه إن شاء الله.
والألف تحتمل أن يكون الحرف المهموز بعدها بين بين لأنَّها مدٌّ كما تحتمل أن يكون بعدها ساكن وذلك قولك في هباءة: هباأة وفي مسائل مسايل وفي جزاء أمِّه: جزاؤ امِّه.
وإذا كانت الهمزة المتحركة بعد واو أو ياء زائدةٍ ساكنة لم تلحق لتلحق بناء ببناء وكانت مدَّةً في الاسم والحركة التي قبلها منها بمنزلة الألف أبدل مكانها واو إن كانت بعد واو وياء إن كانت بعد ياء ولا تحذف فتحرِّك هذه الواو والياء فتصير بمنزلة ما هو من نفس الحرف أو بمنزلة الزوائد التي مثل ما هو من نفس الحرف من الياءات والواوات.
وكرهوا أن يجعلوا الهمزة بين بين بعد هذه الياءات والواوات إذ كانت الياء والواو الساكنة قد تحذف بعدها الهمزة المتحركة وتحرّك فلم يكن بدٌّ من الحذف أو البدل وكرهوا الحذف لئلاَّ تصير هذه الواوات والياءات بمنزلة ما ذكرنا وذلك قولك في خطيئةٍ خطيَّة وفي النَّسىء النَّسيٌّ يا فتى وفي مقروء ومقروءةٍ: هذا مقروٌّ وهذه مقروّة وفي أفيئس وهو تحقير أفؤسٍ أفيس وفي بريئةٍ بريَّة وفي سويئلٍ وهو تحقير سائلٍ سويِّل فياء التحقير بمنزلة ياء خطيّةٍ وواو الهدوِّ في أنَّها لم تجيء لتلحق بناء ببناء ولا تحرَّك أبداً بمنزلة الألف.
وتقول في أبي إسحاق وأبو إسحاق: أبيسحاق وأبو سحاق.
وفي أبي أيُّوب وذو أمرهم: ذومرهم وأبي يُّوب وفي قاضي أبيك: قاضي بيك وفي يغزو أمَّه: يغزومَّه لأنَّ هذه من نفس الحرف.
وتقول في حوأبةٍ: حوبة لأنّ هذه الواو ألحقت بنات الثلاثة ببنان الأربعة وإنما كواو جدولٍ.
ألا تراها لا تغيّر إذا كسّرت للجمع تقول: حوائب فإنَّما هي بمنزلة عين جعفرٍ.
وكذلك سمعنا العرب الذي يخففون يقولون: اتَّبعومره لأنّ هذه الواو ليست بمدَّة زائدة في حرف الهمزة منه فصارت بمنزلة واو يدعو.
وتقول: اتبَّعي مره صارت كياء يرمي حيث انفصلت ولم تكن مدَّةً في كلمة واحدةٍ مع الهمزة لأنَّها إذا كانت متَّصلة ولم تكن من نفس الحرف أو بمنزلة ما هو نفس الحرف أو تجيء لمعنىً فإنّما تجيء لمدَّةً لا لمعنى.
وواو اضربوا واتبعوا هي لمعنى الأسماء وليس بمنزلة الياء في خطيئةٍ تكون في الكلمة لغير معنىً.
ولا تجيء الياء مع المنفصلة لتلحق بناءً ببناء فيفصل بينها وبين ما لا يكون ملحقاً بناء ببناء.
فأمَّا الألف فلا تغيَّر على كلِّ حال لأنها إن حرِّكت صارت غير ألف.
والواو والياء تحرّكان ولا تغيَّران.
واعلم أنَّ الهمزة إنَّما فعل بها هذا من لم يخففها لأنَّه بعد مخرجها ولأنها نبرة في الصدَّر تخرج بالجتهادٍ وهي أبعد الحروف مخرجاً فثقل عليهم ذلك لأنَّه كالتهُّوع.
واعلم أنَّ الهمزتين إذا التقتا وكانت كل واحدةً منهما من كلمة فإنَّ أهل التحقيق يخفَّفون إحداهما ويستثقلون تحقيقهما لما ذكرت لك كما استثقل أهل الحجاز تحقيق الواحدة.
فليس كم كلام العرب أن تلتقي همزتان فتحققا ومن كلام العرب تخفيف الأولى وتحقيق الآخرة وهو قول ابي عمر.
وذلك قولك: فقد جا أشراطها ويا زكريَّا إنا نبشرك.
ومنهم من يحقِّق الأولى ويخفّف الآخرة سمعنا ذلك من العرب وهو قولك: فقد جاء أشراطها ويا زكريَّا إنَّا.
وقال: كلَّ غرَّاء إذا ما برزت ترهب العين عليها والحسد سمعنا من يوثق به من العرب ينشده هكذا وكان الخليل يستحب هذا القول فقلت له: لمه فقال: إنيَّ رأيتهم حين أرادوا أن يبدلوا إحدى الهمزتين اللَّتين تلتقيان في كلمة واحدة أبدلوا الآخرة وذلك: جاىءٍ وآدم.
ورأيت أبا عمرو أخذ بهنَّ في قوله عزَّ وجلَّ: " يا ويلتا أللد وأنا عجوز " وحقق الأولى.
وكلٌّ عربيّ.
وقياس من خفّف الأولى أن يقول: يا ويلتا األد.
والمخفّفة فيما ذكرنا بمنزلتها محقّقة في الزِّنة يدُّلك على ذلك قول الأعشى: أأن رأت رجلاً أعشى أضرَّبه ريب المنون ودهر متبل خبل وأمَّا أهل الحجاز فيخفّفون الهمزتين لأنّه لو لم تكن إلاّ واحدة لخفِّفت.
وتقول: اقرا آيةً في قول من خفف الأولى لأنّ الهمزة الساكنة أبداً إذا خففت أبدل مكانها الحرف الذي منه حركة ما قبلها.
ومن حقَّق الأولى قال: اقرآية لأنّك خففّت همزةً متحرّكة قبلها حرف ساكن فحذفتها وألقيت حركتها على الساكن الذي قبلها.
وأمّا أهل الحجاز فيقولون: اقرأ آيةً لأن أهل الحجاز يخفّفونهما جميعاً يجعلون همزة اقرأ ألفاً ساكنة ويخفّفون همزة آية.
ألا ترى أن لو لم تكن إلا همزة واحدة خفَّفوها فكأنه قال: اقرا ثمَّ جاء بآية ونحوهما.
وتقول: أقري باك السَّلام بلغة أهل الحجاز لأنهم يخففَّونهما.
فإنما قلت أقري ثمَّ جئت بالأب فحذفت الهمزة وألقيت الحركة على الياء.
وتقول فيهما إذا خففت الأولى في فعل أبوك من قرأت: قرا أبوك وإن خففت الثانية قلت: قرأ ابوك محققةٌ.
والمخففة بونتها محققةً ولولا ذلك لكان هذا البيت منكسراً إن خففت الأولى أو الآخرة: كلُّ غرّاء إذا ما برزت ومن العرب ناس يدخلون بين الف الاستفهام وبين الهمزة ألفاً إذا التقتا وذلك أنهم كرهوا التقاء همزتين ففصلوا كما قالوا: اخشينان ففصلوا بالألف كراهية التقاء هذه الحروف المضاعفة.
قال فيا ظبية الوعساء بين جلاجلٍ وبين النَّقا آأنت أم أمُّ سالم فهؤلاء أهل التحقيق.
وأمَّا أهل الحجاز فمنهم من يقول: آأنّك وآأنت وهي التي يختار أبو عمرو وذلك لأنهم يخففون الهمزة والذي كما يخفف بنو تميم في اجتماع الهمزتين فكرهوا التقاء الهمزة والذي هو بين بين فأدخلوا الألف كما أدخلته بنو تميم في التحقيق.
ومنهم من يقول: إن بني تميم الذين يدخلون بين الهمزة وألف الاستفهام ألفاً وأمَّا الذين لا يخففون الهمزة فيحققونهما جميعاً ولا يدخلون بينهما ألفاً.
وإن جاءت ألف الاستفهام وليس قبلها شيء لم يكن من تحقيقها بدٌّ وخفَّفوا الثانية على لغتهم.
واعلم أن الهمزتين إذا التقتا في كلمة واحدة لم يكن بدٌّ من بدل الآخرة ولا تخفف لأنهما إذا كانتا في حرف واحد لزم التقاء الهمزتين الحرف.
وإذا كانت الهمزتان في كلمتين فإنّ كلّ واحدة منهما قد تجرى في الكلام ولا تلزق بهمزتها همزة فلما كانتا لا تفارقان الكلمة كانتا أثقل فأبدلوا من إحداهما ولم يجعلوها في الاسم الواحد والكلمة الواحدة بمنزلتهما في كلمتين.
فمن ذلك قولك في فاعلٍ من جئت جاىءٍ أبدلت مكانها الياء لأنّ ما قبلها مكسور فأبدلت مكانها الحرف الذي منه الحركة التي قبلها كما فعلت ذلك بالهمزة الساكنة حين خففّت.
ومن ذلك أيضاً: آدم أبدلوا مكانها الألف لأن ما قبلها مفتوح وكذلك لو كانت متحركة لصيّرتها ألفاً كما صيرت همزة جاىءٍ ياءً وهي متحركة للكسرة التي قبلها.
وسألت الخليل عن فعللٍ من جئت فقال: جيأي وتقديرها جميعاً كما ترى.
وإذا جمعت آدم قلت: أوادم كما إذا حقرت قلت: أويدم لأنّ هذه الألف لمّا كانت ثانية ساكنة وكانت زائدة لأنّ البدل لا يكون من انفس الحروف فأرادوا أن يكسِّروا هذا الاسم الذي ثبتت فيه هذه الألف - صيّروا ألفه بمنزلة ألف خالد.
وأمَّا خطايا فكأنَّهم قلبوا ياء أبدلت من آخر خطايا ألفاً لأنَّ ما قبل آخرها مكسور كما أبدلوا ياء مطاياً ونحوها ألفاً وأبدلوا مكان الهمزة التي قبل الآخر ياءً وفتحت للألف كما فتحوا راء مداري فرقوا بينها وبين الهمزة التي تكون من نفس الحرف أو بدلاً مما هو من نفس الحرف نحو فعالٍ من برئت إذا قلت: رأيت براءً وما يكون بدلاً من نفس الحرف قضاء إذا قلت: رأيت قضاءً وهو فعال من قضيت فلمَّا أبدلوا من الحرف الآخر ألفاً استثقلوا همزةً بين ألفين لقرب الألفين من الهمزة.
ألا ترى أنَّ أناساً يحقِّقون الهمزة فإذا صارت بين ألفين خفِّفوا وذلك قولك: كساءان ورأيت كساءً وأصبت هناءً فيخفّفون كما يخفّفون إذا التقت الهمزتان لأنّ الألف أقرب الحروف إلى الهمزة.
ولا يبدلون لأن الاسم قد يجري في الكلام ولا تلزق الألف الآخرة بهمزتها فصارت كالهمزة التي تكون في الكلمة على حدة فلمَّا كان ذا من كلامهم أبدلوا مكان الهمزة التي قبل الآخرة ياءً ولم يجعلوها بين بين لأنَّها والألفين في كلمة واحدة ففعلوا هذا إذ كان من كلامهم ليفرقوا بين ما فيه همزتان إحداهما بدل من الزائدة لأنها أضعف -يعني همزة خطايا- وبين ما فيه همزتان إحداهما بدل من مما هو من نفس الحرف.
إنما تقع إذا ضاعفت وسترى ذلك في باب الفعل إن شاء الله.
واعلم أن الهمزة التي يحقِّق أمثالها أهل التحقيق من بني تمبم وأهل الحجاز وتجعل في لغة أهل التخفيف بين بين تبدل مكانها الألف إذا كان ما قبلها مفتوحاً والياء إذا كان ما قبلها مكسوراً والواو إذا كان ما قبلها مضموما.
وليس ذا بقياس متلئبٍّ نحو ما ذكرنا.
وإنَّما يحفظ عن العرب كما يحفظ الشيء الذي تبدل التَّاء من واوه نحو أتلجت فلا يجعل قياساً في كلّ شيءٍ من هذا الباب وإنَّما هي بدل من واو أولجت.
فمن ذلك قولهم: منساة وإنَّما اصلها منسأة.
وقد بجوز في ذا كلّه البدل حتَّى يكون قياساً متلئباً إذا اضطر الشاعر: قال الفرزدق: راحت بمسلمة البغال عشيَّةً فارعي فزارة لا هناك المرتع وقال حسان: سألت هذيل رسول الله فاحشةً ضلَّت هذيل بما جاءت ولم تصب وقال القرشيّ زيد بن عمرو بن نفيل: سالتا الطَّلاق أن رأتاني قلَّ مالي قد جئتماني بنكر.
فهؤلاء ليس من لغتهم سلت ولا يسال.
وبلغنا أن سلت تسال لغة.
وقال عبد الرحمن بن حسّان: وكنت أذلَّ من وتدٍ بقاعٍ يشجّج رأسه بالفهر واجي يريد: الواجىء وقالوا: نبيٌّ وبريّةٌ فألزموا أهل التحقيق البدل.
وليس كلُّ شيء نحوهما يفعل به ذا إنّما يؤخذ بالسمع.
وقد بلغنا أنَّ قوماً من أهل الحجاز من أهل التحقيق يحقّقون نبيْ وبريئة وذلك قليل رديء.
فالبدل ههنا كالبدل في منساةٍ وليس بدل التخفيف وإن كان اللفظ واحداً.
واعلم أنَّ العرب منها من يقول في أو أنت: أو أنت يبدل.
ويقول: أنا أرميّ باك وأبوَّ يُّوب يريد أبا أيُّوب وغلاميَّ بيك.
وكذلك المنفصلة كلُّها إذا كانت الهمزة مفتوحة.
وإن كانت في كلمة واحدة نحو سوأةٍ وموألةٍ حذفوا فقالوا: سوة ومولة.
وقالوا في حوأبٍ: حوب لأنَّه بمنزلة ما هو من نفس الحرف.
وقد قال بعض هؤلاء: سوَّة وضوٌّ شبّهوه بأوّنت.
فإن خفّفت أحلبني إبلك في قولهم وأبو أمِّك لم تثقل الواو كراهيةً لاجتماع الواوات والياءات والكسرات.
تقول: أحلبني بلك وأبومِّك.
وكذلك أرمي مَّك وادعو بلكم.
يخفِّفون هذا حيث كان الكسر والياءات مع الضمّ والواوات مع الكسر.
والفتح أخفُّ عليهم في الياءات والواوات.
فمن ثمّ فعلوا ذلك.
ومن قال: سوة قال: مسوٌّ وسيَّ.
وهؤلاء يقولون: أنا ذونسه حذفوا الهمزة ولم يجعلوها همزةً تحذف وهي مما تثبت.
وبعض هؤلاء يقولون: يريد أن يجييك ويسوك وهو يجيك ويسوك يحذف الهمزة.
ويكره الضمُّ مع الواو والياء وعلى هذا تقول: هو يرم خوانه تحذف الهمزة ولا تطرح الكسرة على الياء لما ذكرت لك ولكن تحذف الياء لالتقاء الساكنين.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 5:31 am
باب الأسماء التي توقع على عدّة المؤنَّث والمذكَّر
لتبيِّن ما العدد إذا جاوز الاثنين والثِّنتين إلى أن تبلغ تسعة عشر وتسع عشرة اعلم أنَّ ما جاوز الاثنين إلى العشرة مما واحده مذكر فإنّ الأسماء التي تبين بها عدّته مؤنَّثة فيها الهاء التي هي علامة التأنيث.
وذلك قولك: له ثلاثة بنين وأربعة أجمالٍ وخمسة أفراسٍ إذا كان الواحد مذكَّراً وستَّة أحمرة.
وكذلك جميع هذا تثبت فيه الهاء حتى تبلغ العشرة.
وإن كان الواحد مؤنثاً فإنَّك تخرج هذه الهاءات من هذه الأسماء وتكون مؤنَّثة ليست فيها علامة التأنيث.
وذلك قولك: ثلاث بناتٍ وأربع نسوةٍ وخمس أينقٍ وستُّ لبنٍ وسبع تمراتٍ وثماني بغلاتٍ.
وكذلك جميع هذا حتَّى تبلغ العشر.
فإذا جاوز المذكَّر العشرة فزاد عليها واحداً قلت: أحد عشر كأنَّك قلت: أحد جمل.
وليست في عشر ألف وهما حرفان جعلا اسماً واحداً ضمّوا أحد إلى عشر ولم يغيَّروا أحد عن بنائه الذي كان عليه مفرداً حين قلت: له أحد وعشرون عاماً وجاء الآخر على غير بنائه حين كان منفرداً والعدد لم يجاوز عشرة.
وإن جاوز المؤنَّث العشر فزاد واحداً قلت: إحدى عشرة بلغة بني تميم كأنما قلت: إحدى نبقة.
وبلغة أهل الحجاز: إحدى عشرة كأنما قلت: إحدى تمرة.
وهما حرفان جعلا اسماً واحداً ضمُّوا إحدى إلى عشرة ولم يغيّروا إحدى عن حالها منفردةً حين قلت: له إحدى وعشرون سنةً.
فإن زاد المذكَّر واحداً على أحد عشر قلت: له اثنا عشر وإنَّ له اثنى عشر لم تغيّر الاثنين عن حالهما إذا ثنيت الواحد غير أنّك حذفت النون لأنَّ عشر بمنزلة النون والحرف الذي قبل النون في الاثنين حرف إعراب وليس كخمسة عشر.
وقد بيَّنا ذلك فيما ينصرف ولا ينصرف.
وإذا زاد المؤَّنث واحدا على إحدى عشرة قلت: له ثنتا عشرة واثنتا عشرة وإن له ثنتي عشرة واثنتي عشرة.
وبلغة أهل الحجاز: عشرة.
ولم تغيّر الثّنتين عن حالهما حين ثنَّيت الواحدة إلاّ أنَّ النون ذهبت هنا كما ذهبت في الاثنين لأنّ قصَّة المذكّر والمؤنَّث سواء.
وبني الحرف الذي بعد إحدى وثنتين على غير بنائه والعدد لم يجاوز العشر كما فعل ذلك بالمذكّر.
وقد يكون اللفظ له بناء في حالٍ فإذا انتقل عن تلك الحال تغيَّر بناؤه.
فمن ذلك تغييرهم الاسم في الإضافة قالوا في الأفق أفقيٌّ وفي زبينة زبانيٌّ.
ونحو هذا كثير في الإضافة وقد بينَّاه في بابه.
وإذا زاد العدد واحداً على اثنى عشر فإن الحرف الأول لا يتغير بناؤه عن حاله وبنائه حيث لم تجاوز العدَّة ثلاثةً والآخر بمنزلته حيث كان بعد أحدٍ واثنين.
وذلك قولك: له ثلاثة عشر عبداً وكذلك ما بين هذا العدد إلى تسعة عشر.
وإذا زاد العدد واحدا فوق ثنتي عشرة فالحرف الأول بمنزلته حيث لم تجاوز العدَّة ثلاثاً والآخر حيث كان بعد إحدى وثنتين وذلك قولك: ثلاث عشرة جارية وعشرة بلغة أهل الحجاز.
وكذلك ما بين هذه العدَّة إلى تسع عشرة.
ففرقوا ما بين التأنيث والتذكير في جميع ما ذكرنا من هذا الباب.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الخميس 27 سبتمبر 2018, 6:33 am
باب ذكرك الاسم الذي به تبين العدة كم هي
مع تمامها الذي هو من ذلك اللفظ فبناء الاثنين وما بعده إلى العشرة فاعل وهو مضاف إلى الاسم الذي به يبيَّن العدد.
وذلك قولك: ثاني اثنين.
قال الله عزَّ وجلّ: " ثاني اثنين إذ هما في الغار " و " ثالث ثلاثةٍ " وكذلك ما بعد هذا إلى العشرة.
وتقول في المؤنث ما تقول في المذكر إلاَّ أنّك تجيء بعلامة التأنيث في فاعلة وفي ثنتين واثنتين وتترك الهاء في ثلاثٍ وما فوقها إلى العشر.
وتقول: هذا خامس أربعةٍ وذلك أنَّك تريد أن تقول: هذا الذي خمس الأربعة كما تقول: خمستهم وربعتهم.
وتقول في المؤنَّث: خامسة أربعٍ وكذلك جميع هذا من الثلاثة إلى العشرة.
إنَّما تريد هذا الذي صيَّر أربعةً خمسةً.
وقلما تريد العرب هذا وهو قياس.
ألا ترى أنك لا تسمع أحداً يقول: ثنيت الواحد ولا ثاني واحدٍ.
وإذا أردت أن تقول في أحد عشر كما قلت خامس قلت: حادي عشر وتقول: ثاني عشر وثالث عشر.
وكذلك هذا إلى أن تبلغ تسعة عشر.
ويجري مجرى خمسة عشر في فتح الأوّل والآخر وجعلا بمنزلة اسم واحد كما فعل ذلك بخمسة عشر.
وعشر في هذا أجمع بمنزلته في خمسة عشر.
وتقول في المؤنث كما تقول في المذكر إلا أنَّك تدخل في فاعلة علامة التأنيث وتكون عشرة بعدها بمنزلتها في خمس عشرة.
وذلك قولك حادية عشرة وثانية عشرة وثالثة عشرة وكذلك جميع هذا إلى أن تبلغ تسع عشرة.
ومن قال: خامس خمسةٍ قال: خامس خمسة عشر وحادي أحد عشر.
وكان القياس أن تقول: حادي عشر وخامس عشر لأن حادي عشر وخامس عشر بمنزله خامسٍ وسادسٍ ولكنه يعني حادي ضمّ إلى عشر بمنزلة حضرموت.
قال: تقول حادي عشر فتبينه وما أشبهه فإن قلت: حادي أحد عشر فحادي وما أشبهه يرفع ويجرُّ ولا يبني لأنَّ أحد عشر وما أشبهه مبنيّ فإن بنيت حادي وما أشبهه معها صارت ثلاثة أشياء اسماً واحداً.
وقال بعضهم: تقول ثالث عشر ثلاثة عشر ونحوه.
وهو القياس ولكنّه حذف استخفافاً لأنَّ ما ابقوا دليل على ما ألقوا فهو بمنزلة خامس خمسة في أنَّ لفظ أحد عشرا كما أن في خامس لفظٍ خمسةٍ لمّا كان من كلمتين ضمّ أحدهما إلى الآخر وأجرى مجرى المضاف في مواضع صار بمنزلة قولهم حادي عشر بمنزلة خامس خمسةٍ ونحوه.
وإنما حادي عشر بمنزلة خامسٍ.
وليس قولهم ثالث ثلاثة عشر في الكثرة كثالث ثلاثة لأنّهم قد يكتفون بثالث عشر.
وتقول: هذا حادي أحد عشر إذا كنّ عشر نسوة معهن رجل لأنَّ المذكّر يغلب المؤنّث.
ومثل ذلك قولك: خامس خمسةٍ إذا كن أربع نسوةٍ فيهن رجل كأنك قلت: هو تمام خمسةٍ.
وتقول: هو خامس اربعٍ إذا أردت أنه صيّر أربع نسوةٍ خمسةً.
ولا تكاد العرب تكلَّم به كما ذكرت لك.
وعلى هذا تقول: رابع ثلاثة عشر كما قلت: خامس أربعة عشر.
وأمَّا بضعة عشر فبمنزلة تسعة عشر في كلّ شيء وبضع عشرة كتسع عشرة في كل شيء.
وأصله التأنيث فإذا جئت بالأسماء التي تبيَّن بها العدّة أجريت الباب على التأنيث في التثليث إلى تسع عشرة.
وذلك قولك: له ثلاث شياه ذكور وله ثلاث من الشّاء فأجريت ذلك على الأصل لأنّ الشاء أصله التأنيث وإن وقعت على المذكر كما أنك تقول: هذه غنم ذكور فالغنم مؤنّثة وقد تقع على المذكّر.
وقال الخليل: قولك: هذا شاة بمنزلة قوله تعالى: " هذا رحمة من ربِّي ".
وتقول: له خمسة من الإبل ذكور وخمس من الغنم ذكور من قبل أن الإبل والغنم اسمان مؤنّثان كما أنّ ما فيه الهاء مؤنّث الأصل وإن تثليثهما وقع على المذكّر فلمّا كان الإبل والغنم كذلك جاء تثلثيهما على التأنيث لأنَّك إنَّما أردت التثليث من اسم مؤنث بمنزلة قدمٍ ولم يكسَّر عليه مذكر للجميع فالتثليث منه كتثليث ما فيه الهاء كأنَّك قلت: هذه ثلاث غنم.
فهذا يوضح لك وإن كان لا يتكلَّم به كما تقول: ثلثمائة فتدع الهاء لأن المائة أنثى.
وتقول: له ثلاث من البطِّ لأنّك تصيّره إلى بطّةٍ.
وتقول: له ثلاثة ذكور من الإبل لأنَّك لم تجيء بشيء من التأنيث وإنّما ثلّثت المذكَّر ثم جئت بالتفسير.
فمن الإبل لا تذهب الهاء كما أنَّ وتقول: ثلاثة أشخص وإن عنيت نساءً لأنَّ الشخص اسم مذكّر.
ومثل ذلك ثلاث أعينٍ وإن كانوا رجالاً لأنَّ العين مؤنَّثة.
وقالوا: ثلاثة أنفسٍ لأنَ النفس عندهم إنسان.
ألا ترى أنهم يقولون: نفس واحد فلا يدخلون الهاء.
وتقول: ثلاثة نسَّابات وهو قبيح وذلك أن النَّسَّابة صفة فكأنه لفظ بمذكّر ثم وصفه ولم يجعل الصفة تقوى قوة الاسم فإنَّما تجيء كأنك لفظت بالمذكَّر ثم وصفته كأنَّك قلت: ثلاثة رجالٍ نسٍّاباتٍ.
وتقول: ثلاثة دوابّ إذا أردت المذكر لأنَّ أصل الدابّة عندهم صفة وإنما هي من دببت فأجروها على الأصل وإن كان لا يتكلم بها إلاَّ كما يتكلم بالأسماء كما أنَّ أبطح صفة واستعمل استعمال الأسماء.
وتقول: ثلاث أفراسٍ إذا أردت المذكّر لأنَّ الفرس قد ألزموه التأنيث وصار في كلامهم للمؤنّث أكثر منه للمذكّر حتَّى صار بمنزلة القدم كما أنَّ النَّفس في المذكّر أكثر.
وتقول: سار خمس عشرة من بين يومٍ وليلةٍ لأنّك ألقيت الاسم على اللّيالي ثم بينت فقلت: من بين يومٍ وليلةٍ.
ألا ترى أنك تقول: لخمسٍ بقين أو خلون ويعلم المخاطب أنَّ الأيام قد دخلت في الليالي فإذا ألقى الاسم على الليالي اكتفى بذلك عن ذكر الأيام كما أنّه يقول: أتيته ضحوة وبكرة فيعلم المخاطب أنَّها ضحوة يومك وبكرة يومك.
وأشباه هذا في الكلام كثير فإنَّما قوله من بين يومٍ وليلةٍ توكيد بعد ما وقع على الليالي لأنه قد علم أنَّ الأيام داخلة مع الليالي.
وقال الشاعر وهو النابغة الجعديّ: فطافت ثلاثاً بين يوم وليلةٍ ** يكون النَّكير أن تضيف وتجأرا وتقول أعطاه خمسة عشر من بين عبدٍ وجاريةٍ لا يكون في هذا إلاّ هذا لأنَّ المتكلم لا يجوز له أن يقول: خمسة عشر عبداً فيعلم أنَّ ثمَّ من الجواري بعدّتهم ولا خمس عشرة فيعلم أن ثم من العبيد بعدتهن فلا يكون هذا إلا مختلطاً يقع عليهم الاسم الذي بيِّن به العدد.
وقد يجوز في القياس: خمسة عشر من بين يومٍ وليلةٍ.
وليس بحدّ كلام العرب.
وتقول: ثلاث ذودٍ لأنَّ الذَّود أنثى وليست باسم كسّر عليه مذكّر.
وأما ثلاثة أشياء فقالوها: لأنهم جعلوا أشياء بمنزلة أفعالٍ لو كسّروا عليها فعل وصار بدلاً من أفعالٍ.
ومثل ذلك قولهم: ثلاثة رجلةٍ لأنَّ رجلة صار بدلاً من أرجال.
وزعم الخليل أن اشياء مقلوبة كقسيٍّ فكذلك فعل بهذا الذي هو في لفظ الواحد ولم يكسَّر عليه الواحد.
وزعم يونس عن رؤية أنه قال: ثلاث أنفسٍ على تأنيث النَّفس كما يقال: ثلاث أعين للعين من وإنَّ كلاباً هذه عشر أبطنٍ وأنت بريء من قبائلها العشر وقال القتَّال الكلابي: قبائلنا سبع وأنتم ثلاثة وللسَّبع خير من ثلاثٍ وأكثر فأنَّث أبطنا إذ كان معناها القبائل.
وقال الآخر وهو الحطيئة: ثلاثة أنفسٍ وثلاث ذودٍ لقد جار الزمان على عيالي وقال عمر بن أبي ربيعة: فكان نصيري دون من كنت أتقَّى ثلاث شخوص كاعبان ومعصر فأنث الشَّخص إذ كان في معنى أنثى.
باب ما لا يحسن أن تضعف إليه الأسماء التي تبين بها العدد إذا جاوزت الاثنين إلى العشرة وذلك الوصف تقول: هؤلاء ثلاثة قرشيون وثلاثة مسلمون وثلاثة صالحون.
فهذا وجه الكلام كراهية أن تجعل الصفة كالاسم إلاّ أن يضطر شاعر.
وهذا يدلّك على أنَّ النسَّابات إذا قلت: ثلاثة نسَّابات إنّما يجيء كأنه وصف المذكَّر لأنَّه ليس موضعاً تحسن فيه الصفة كما يحسن الاسم فلمّا لم يقع إلاّ وصفاً صار المتكلم كأنه قد لفظ بمذكَّرين ثم وصفهم بها.
وقال الله جلّ ثناؤه: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ".
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الجمعة 28 سبتمبر 2018, 5:58 am
باب تكسير الواحد للجمع
أما ما كان من الأسماء على ثلاثة أحرف وكان فعلا فإنك إذا ثلثته إلى أن تعشره فإن تكسيره أفعل وذلك قولك: كلب وأكلب وكعب وأكعب وفرخ وأفرخ ونسر وأنسر.
فإذا جاوز العدد هذا فان البناء قد يجيء على فعال وعلى فعول وذلك قولك: كلاب وكباش وبغال وأما الفعول فنسور وبطون.
وربما كانت فيه اللغتان فقالوا فعول فعال وذلك قولهم: فروخ وفراخ وكعوب وكعاب وفحول وفحال.
وربما جاء فعيلا وهو قليل نحو: الكليب والعبيد والمضاعف يجري هذا المجرى وذلك قولك: ضب وأضب وضباب كما قلت: كلب وأكلب وكلاب وصك وأصك وصكاك وصكوك كما قالوا: فرخ وأفرخ وفروخ وبت وأبت وبتوت وبتات.
وأعلم أنه قد يجئ في فعل أفعال مكان أفعل قال الشاعر الأعشى: وليس ذلك بالباب في كلام العرب.
ومن ذلك قولهم: أفراخ وأجداد وأفراد وأجد عربية وهي الأصل.
ورأد وأرآد والرأد: أصل اللحيين.
وربما كسر الفعل على فعلة كما كسر على فعال وفعول وليس ذلك بالأصل.
وذلك قولهم: جبء وهو الكمأة الحمراء وجبأة وفقع وفقعة وقعب وقعبة.
وقد يكسر على فعولة وفعالة فيلحقون هاء التأنيث البناء وهو القياس أن يكسر عليه.
وزعم الخليل أنهم إنما أرادوا أن يحققوا التأنيث.
وذلك نحو الفحالة والبعولة والعمومة.
والقياس في فعل ما ذكرنا وأما ما سوى ذلك فلا يعلم إلا بالسمع ثم تطلب النظائر كما أنك تطلب نظائر الأفعال هاهنا فتجعل نظير الأزناد قول الشاعر وهو الأعشى: إذا روح الراعي اللقاح معزبا وأمست على آنافها عبراتها.
وقد يجيء خمسة كلاب يرادبه خمسة من الكلاب كما تقول: هذا صوت كلاب أي هذا من هذا الجنس.
وكما تقول: هذا حب رمان.
وقال الراجز: كأن حصييه من التدلدل ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل وقال الآخر: قد جعلت مي على الظرار خمس بنان قانىء الأظفار وما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فانك إذا كسرته لأدنى العدد بنيته على أفعال.
وذلك قولك: جمل واجمال وجبل وأجبال وأسد وآساد.
فإذا جاوزوا به أدنى العدد فإنه يجيء على فعال وفعول فأما الفعال فنحو جمال وأما الفعول فنحو أسود وذكور والفعال في هذا أكثر.
وقد يجيء إذا جاوزوا به أدنى العدد على فعلان وفعلان فأما فعلان فنحو: خربان وبرقان وورلان.
وأما فعلان فنحو: حملان وسلقان.
فإذا تجاوز أدنى العدد قلت: أبراق وأحمال وأورال وأخراب وسلق وأسلاق.
وربما جاء الأفعال يستغنى به أن يكسر الاسم على البناء الذي هو لأكثر العدد فيعنى به ما عني بذلك البناء من العدد.
وذلك نحو: قتب وأقتاب ورسن وأرسان.
ونظير ذلك من باب الفعل الأكف والأرآد.
وقد يجيء الفعل فعلانا وذلك قولك: ثغب وثغبان.
والثغب: الغدير.
وبطن وبطنان وظهر وظهران.
وقد يجيء على فعلان وهو أقلهما نحو: حجل وحجلان ورأل ورئلان وجحش وجحشان وعبد وعبدان.
وقد يلحقون الفعال الهاء كما ألحقوا الفعال التي في الفعل.
وذلك قولهم في جمل: جمالة وقد كسر على فعل وذلك قليل كما أن فعلة في باب فعل قليل وذلك نحو: أسد وأسد ووثن بلغنا أنها قراءة.
وبلغني أن بعض العرب يقول: نصف ونصف.
وربما كسروا فعلا على أفعل كما كسروا فعلا على أفعال وذلك قولك: زمن وأزمن.
وبلغنا أن بعضهم يقول: جبل وأجبل.
وقال الشاعر وهو ذو الرمة: أمنزلتي مي سلام عليكما ** هل الأزمن اللائي مضين رواجع وبنات الياء والواو تجرى هذا المجرى قالوا: قفا وأقفاء وقفي وعصى وعصي وصفا وأصفاء وصفي كما قالوا: آساد وأسود وأشعار وشعور.
وقالوا: رحى وأرحاء فلم يكسروها على غير ذلك كما لم يكسروا الأرسان والأقدام على غير ذلك ولو فعلو كان قياسا ولكني لم أسمعه.
وقالوا: عصى وأعص كما قالوا: أزمن.
وقالوا: عصي كما قالوا: أسود ولا نعلمهم قالوا: أعصاء جعلوا أعص بدلا من أعصاء وجعلوا هذا بدلا منها.
وتقول في المضاعف: لبب وألباب ومدد وأمداد وفنن وأفنان ولم يجاوزوا الأفعال كما لم يجاوزوا الأقدام والأرسان والأغلاق.
والثبات في باب فعل على الأفعال أكثر من الثبات في باب فعل على الأفعل.
فان بني المضاعف على فعال أو فعول أو فعلان أو فعلان فهو القياس على ما ذكرنا كما جاء المضاعف في باب فعل على قياس غير المضاعف.
فكل شيء دخل المضاعف مما دخل الأول فهو له نظير.
وقالوا: الحجار فجاءوا به على الأكثر والأقيس وهو في الكلام قليل.
قال الشاعر: كأنها من حجار الغيل ألبسها ** مضارب الماء لون الطحلب اللزب وما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فانما تكسره من أبنية أدنى العدد على أفعال.
وذلك نحو: كتف وأكتاف وكبد وأكباد وفخذ وأفخاذ ونمر وأنمار.
وقلما يجاوزون به لأن هذا البناء نحو كتف أقل من فعل بكثير كما أن فعلا أقل من فعل.
ألا ترى أن ما لزم منه بنا الأقل أكثر فلم يفعل به ما فعل بفعل إذ لم يكن كثيرا مثله كما لم يجيء في مضاعف فعل ما جاء في مضاعف فعل لقلته.
ولم يجيء في بنات الياء والواو من فعل جميع ما جاء في بنات الياء والواو من فعل لقلتها وهي على ذلك أكثر من المضاعف.
وذلك أن فعلا أكثر من فعل.
وقد قالوا: النمور والوعول شبهوها بالأسود.
وهذا النحو قليل فلما جاز لهم أن يثبتوا في الأكثر على أفعال كانوا له في الأقل ألزم.
وما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فهو بمنزلة الفعل وهو أقل وذلك قولك: قمع وأقماع ومعا وأمعاء وعنب وأعناب وضلع وأضلاع وارم وآرام.
وقد قالوا: الضلوع والأروم كما قالوا النمور.
وقد قال بعضهم: الأضلع شبهها بالأزمن.
وما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فهو كفعل وفعل وهو أقل في الكلام منهما وذلك قولك: عجز وأعجاز وعضد وأعضاد.
وقد بني على فعال قالوا: أرجل ورجال وسبع وسباع جاءوا به على فعال كما جاءوا بالصلع على فعول وفعال ومفعول أختان وجعلوا أمثلته على بناء لم يكسر عليه واحده.
وذلك قولهم: ثلاثة رجلة واستغنوا بها عن أرجال.
وما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فهو بمنزلة الفعل لأنه قليل مثله وهو قولك: عنق وأعناق وطنب وأطناب وأذن وآذان.
وما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فان العرب تكسره على فعلان وان أرادوا أدنى العدد لم يجاوزوه واستغنوا به كما استغنوا بأفعل وأفعال فيما ذكرت لك فلم يجاوزه في القليل والكثير.
وذلك قولك: صرد وصردان ونغر ونغران وجعل وجعلان وخزز وخزان.
وقد أجرت العرب شيئا منه مجرى فعل وهو قولهم: ربع وأرباع ورطب وأرطاب كقولك: جمل وأجمال.
وقد جاء من الأسماء اسم واحد على فعل لم نجد مثله وهو ابل وقالوا: آبال كما فيها عياييل أسود ونمر.
ففعل به ما فعل بالأسد حين قال: أسد.
وما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فانه إذا كسر على ما يكون لأدنى العدد كسر على أفعال ويجاوزون به بناء أدنى العدد فيكسر على فعول وفعال والفعول فيه أكثر.
فمن ذلك قولهم: حمل وأحمال وحمول وعدل وأعدال وعدول وجذع وأجذاع وجذوع وعرق وأعراق وعروق عذق وأعذاق وعذوق.
وأما الفعال فنحو: بئر وأبار وبئار وذئب وذئاب.
وربما لم يجاوزوا أفعالا في هذا البناء كما لم يجاوزوا الأفعل والأفعال فيما ذكرنا وذلك نحو خمس وأخماس وستر وأستار وشبر وأشبار وطمر وأطمار.
وقد يكسر على فعلة نحو: قرد وقردة وحسل وحسلة وأحسال إذا أردت بناء أدنى العدد.
فأما القردة فاستغنى بها عن أقراد كما قالوا: ثلاثة شسوع فاستغنوا بها عن أشساع وقالوا: ثلاثة قروء فاستغنوا بها عن ثلاثة أقرؤ.
وربما بني فعل على أفعل من أبنية أدنى العدد وذلك قولهم: ذئب وأذؤب وقطع وأقطع وجرو وأجر وقالوا: جراء كما قالوا: ذئاب ورجل وأرجل ألا أنهم لا يجاوزون الأفعل كما أنهم لم يجاوزوا الأكف.
وقصة المضاعف ها هنا وبنات الياء والواو كقصتها في باب فعل قالوا: نحي وأنحاء ونحاء كما قالوا: آبار وبئار.
وقالوا في جمع نحي: نحى كما قالوا: لص ولصوص وقالوا في الذئب: ذؤبان جعلوه كثغب وثغبان.
وقالوا: الصوص في اللص كما قالوا: القدور في القدر وأقدر حين أرادوا بناء الأقل.
وكما قالوا: فرخ وأفراخ وفراخ قالوا: قدح وأقداح وقداح جعلوها كفعل وقالوا: رئد ورئدان كما قالوا: صنو وصنوان وقنو وقنوان وقال بعضهم: صنوان وقنوان كقوله: ذؤبان.
والرئد: فرخ الشجرة.
وقالوا: شقذ وشقذان.
والشقذ: ولد الحرباء.
وقالوا: صرم وصرمان كما قالوا: ذئب وذؤبان.
وقالوا: ضرس وضريس كما قالوا: كليب وعبيد.
وقالوا: زق وزقاق وأزقاق كما قالوا: بئر بئار وآبار.
وقالوا: زقان وكما قالوا ذؤبان.
وأما ما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فانه يكسر من أبنية أدنى العدد على أفعال.
وقد يجاوزون به بناء أدنى العدد فيكسرونه على فعولٍ وفعالٍ وفعول أكثر وذلك قولهم: جند وأجناد وجنود وبرد وأبراد وبرود وبرج وأبراج وبروج.
وقالوا: جرح وجروح ولم يقولوا: أجراح كما لم يقولوا: أقراد.
وأما الفعال فقولهم: جمد وأجماد وجماد وقرط وأقراط وقراط.
والفعال في المضاعف منه كثير وذلك قولهم: أخصاص وخصاص وأعشاش وعشاش وأقفاف وقفاف وأخفاف وخفاف تجريه مجرى أجمادٍ وجمادٍ.
وقد يجيء إذا جاوز بناء أدنى العدد على قال الشاعر: كرام حين تنكفت الأفاعي ** إلى أجحارهن من الصقيع ونظيره من المضاعف حب وأحباب وحببة نحو: قلبٍ وأقلابٍ وقلبةٍ وخرج وخرجة ولم يقولوا: أخراج كما لم يقولوا: أجراح وصلب وأصلاب وصلبة وكرزق وأكراز وكرزة وهو كثير.
وربما استغنى بأفعالٍ في هذا الباب فلم يجاوز كما كان ذلك في فعلٍ وفعلٍ وذلك نحو: ركنٍ وأركانٍ وجزءٍ وأجزاءٍ وشفرٍ وأشفارٍ.
وأما بنات الياء والواو منه فقليل قالوا: مدي وأمداء لا يجاوزون به ذلك لقلته في هذا الباب.
وبنات الياء والواو فيه أقل منها في جميع ما ذكرنا.
وقد كسر حرف منه على فعلٍ كما كسر عليه فعل وذلك قولك للواحد: هو الفلك فتذكر وللجميع: هي الفلك.
وقال الله عز وجل: " في الفلك المشون " فلما جمع قال: " والفلك التي تجري في البحر " كقولك: أسد وأسد.
وهذا قول الخليل ومثله: رهن ورهن.
وقالوا: ركن وأركن وقال الراجز وهو رؤبة: وزحم ركنيك شداد الأركن.
كما قالوا: أقدح في القدح وقالوا: حش وحشان وحشان كقولهم: رئد ورئدان.
وأما ما كان على فعلةٍ فانك إذا أردت أدنى العدد جمعتها بالتاء وفتحت العين وذلك قولك: قصعة وقصعات وصحفة وصحفات وجفنة وجفنات وشفرة وشفرات وجمرة وجمرات.
فإذا جاوزت أدنى العدد كسرت الاسم على فعال وذلك قصعة وقصاع وجفنة وجفان وشفرة وشفار وجمرة وجمار.
وقد جاء على فعولٍ وهو قليل وذلك قولك: بدرة وبدور ومأنة ومؤون فأدخلوا فعولا في هذا الباب لأن فعالا وفعولا أختان فأدخلوها ههنا كما دخلت في باب فعلٍ مع فعالٍ غير أنه في هذا الباب قليل.
وقد يجمعون بالتاء وهم يريدون الكثير.
وقال الشاعر وهو حسان بن ثابت: لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى ** وأسيافنا يقطرن من نجدةٍ دما فلم يرد أدنى العدد.
وقالوا: جديات الرحل ولم يكسروا الجدية على بناء الأكثر استغناء بهذا إذ جاز أن يعنوا به الكثير.
والمضاعف في هذا البناء بتلك المنزلة تقول: سلة وسلال وسلات ودبة ودباب ودبات.
وأما ما كان فعلة فهو في أدنى العدد وبناءٍ الأكثر بمنزلة فعلةٍ وذلك قولك: رحبة ورحبات وان جاء شيء من بنات الياء والواو والمضاعف أجري هذا المجرى إذ كان مثل ما ذكرنا ولكنه عزيز.
وأما ما كان فعلة فانك إذا كسرته على بناء أدنى العدد ألحقت التاء وحركت العين بضمة وذلك قولك: ركبة وركبات وغرفة وغرفات وجفرة وجفرات.
فإذا جاوزت بناء أدنى العدد كسرته على فعلٍ وذلك قولك: ركب وغرف وجفر.
وربما كسروه على فعالٍ وذلك قولك: نقرة ونقار وبرمة وبرام وجفرة وجفار وبرقة وبراق.
ومن العرب من يفتح العين إذا جمع بالتاء فيقول: ركبات وغرفات.
سمعنا من يقول في قول الشاعر: ولما رأونا باديا ركباتنا على موطنٍ لا نخلط الجد بالهزل.
وبنات الواو بهذه المنزلة.
قالوا: خطوة وخطوات وخطى وعروة وعروات وعرى.
ومن العرب من يدع العين من الضمة في فعلةٍ فيقول: عروات وخطوات.
وأما بنات الياء إذا كسرت على بناء الأكثر فهي بمنزلة بنات الواو وذلك قولك: كلية وكلى ومدية ومدى وزبية وزبى كرهوا أن يجمعوا بالتاء فيحركوا العين بالضمة فتجئ هذه الياء بعد ضمة فلما ثقل ذلك عليهم تركوه واجتزءوا ببناء الأكثر.
ومن خفف قال: كليات وقد يقولون: ثلاث غرفٍ وركبٍ وأشباه ذلك كما قالوا: ثلاثة قردةٍ وثلاثة حببةٍ وثلاثة جروحٍ وأشباه ذلك.
وهذا في فعلةٍ كبناء الأكثر في فعلةٍ إلا أن التاء في فعلةٍ أشد تمكنا لأن فعلة أكثر ولكراهية ضمتين.
والمضاعف بمنزلة ركبة قالوا: سرات وسرر وجدة وجدد وجدات ولا يحركون العين لأنها كانت مدغمة.
والفعال كثير في المضاعف نحو: جلالٍ وقبابٍ وجبابٍ.
وما كان فعلة فانك إذا كسرته على بناء أدنى العدد أدخلت التاء وحركت العين بكسرة وذلك قولك: قربات وسدرات وكسرات ومن العرب من يفتح العين كما فتحت عين فعلةٍ وذلك قولك: قربات وسدرات وكسرات.
فإذا أردت بناء الأكثر قلت: سدر وقرب وكسر.
ومن قال: غرفات فخفف قال: كسرات.
وقد يريدون الأقل فيقولون: كسر وفقر وذلك لقلة استعمالهم التاء في هذا الباب لكراهية الكسرتين.
والتاء في الفعلة أكثر لأن ما يلتقي في أوله كسرتان قليل.
وبنات الياء والواو بهذه المنزلة.
تقول: لحية ولحى وفرية وفرى ورشوة ورشا.
ولا يجمعون بالتاء كراهية أن تجيء الواو بعد كسرة واستثقلوا الياء هنا بعد كسرة فتركوا هذا استثقالا واجتزءوا ببناء الأكثر.
ومن قال: كسرات قال: لحيات.
والمضاعف منه كالمضاعف من فعلة.
وذلك قولك: قدة وقدات وقدد وربة وربات وربب وقد كسرت فعلة على أفعلٍ وذلك قليل عزيز ليس بالأصل.
قالوا: نعمة وأنعم وشدة وأشد وكرهوا أن يقولوا في رشوةٍ بالتاء فتنقلب الواو ياء ولكن من أسكن فقال: كسرات قال: رشوات.
وأما الفعلة فإذا كسرت على بناء الجمع ولم تجمع بالتاء كسرت على فعل وذلك قولك: نقمة ونقم ومعدة ومعد.
والفعلة تكسر على فعلٍ ان لم تجمع بالتاء وذلك قولك: تخمة وتخم وتهمة وتهم.
وليس كرطبةٍ ورطبٍ.
ألا ترى أن الرطب مذكر كالبر والتمر وهذا مؤنث كالظلم والغرف.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الأحد 30 سبتمبر 2018, 5:16 pm
باب ما كان واحداً يقع للجميع
ويكون واحده على بنائه من لفظه إلا أنه مؤنث تلحقه هاء التأنيث ليتبين الواحد من الجميع.
فأما ما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فهو نحو طلحٍ والواحدة طلحة وتمرٍ والواحدة تمرة ونخلٍ ونخلةٍ وصخرٍ وصخرةٍ.
فإذا أردت أدنى العدد جمعت الواحد بالتاء.
وإذا أردت الكثير صرت إلى الاسم الذي يقع على الجميع ولم تكسر الواحد على بناء آخر.
وربما جاءت الفعلة من هذا الباب على فعالٍ وذلك قولك سخلة وسخال وبهمة وبهام وطلحة وطلاح وطلح شبهوه بالقصاع وقد قال بعضهم صخرة وصخور فجعلت بمنزلة بدرةٍ وبدورٍ ومأنةٍ ومؤونٍ.
والمأنة: تحت الكركرة.
وأما ما كان منه من بنات الياء والواو فمثل: مروٍ ومروةٍ وسروٍ وسروةٍ.
وقالوا: صعوة وصعو وصعاء كما قالوا: ومثل ما ذكرنا شرية وشري وهدية وهدي هذا مثله في الياء.
والشرية: الحنظلة.
ومن المضاعف: حبة وحب وقتة وقت.
وأما ما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فان قصته كقصة فعلٍ وذلك قولك: بقرة وبقرات وبقر وشجرة وشجرات وشجر وخرزة وخرزات وخرز.
وقد كسروا الواحد منه على فعال كما فعلوا ذلك في فعلٍ قالوا أكمة واكام وأكم وجذبة وجذاب وجذب وأجمة واجام وأجم وثمرة وثمار وثمر.
ونظير هذا من بنات الياء والواو حصى وحصاة وحصيات وقطاة وقطا وقطوات.
وقالوا: أضاة وأضا وإضاء كما قالوا: إكام وأكم.
سمعنا ذلك من العرب.
والذين قالوا: إكام ونحوها شبهوها بالرحاب ونحوها كما شبهوا الطلاح وطلحة بجفنةٍ وجفانٍ.
وقد قالوا: حلق وفلك ثم قالوا: حلقة وفلكة فخففوا الواحد حيث ألحقوه الزيادة وغيروا المعنى كما فعلوا ذلك في الإضافة.
وأما ما كان فعلا فقصته كقصة فعل إلا أنا لم نسمعهم كسروا الواحد على بناء سوى الواحد الذي يقع على الجميع وذلك أنه أقل في الكلام من فعلٍ وذلك: نبقة ونبقات ونبق وخرب وخرب وخربات ولبن ولبنة ولبنات وكلمة وكلمات وكلم.
وأما ما كان فعلا فهو بمنزلته وهو أقل منه.
وذلك نحو: عنبةٍ وعنبٍ واحدأةٍ وحدإٍ وحدآتٍ وإبرةٍ وإبرٍ وإبراتٍ وهو فسيل المقل.
وأما ما كان فعلة فهو بهذه المنزلة وهو أقل من الفعل وهو سمرة وسمر وثمرة وثمر وسمرات وثمرات وفقرة وفقر وفقرات.
وما كان فعلا فنحو: بسرٍ وبسرةٍ وبسراتٍ وهدبٍ وهدبةٍ وهدباتٍ.
وما كان فعلا فهو كذلك وهو قولك: عشر وعشرة وعشرات ورطب ورطبات.
ويقول ناس للرطب: أرطاب كما قالوا: عنب وأعناب.
ونظيرها ربع وأرباع ونعرة ونعر ونعرات.
والنعر: داء يأخذ الإبل في رءوسها.
ونظيرها من الياء قول بعض العرب: مهاة ومهى وهو ماء الفحل في رحم الناقة.
وزعم أبو الخطاب أن واحد الطلى طلاة.
وإن أردت أدنى العدد جمعت بالتاء وقال الحكأ والواحدة حكأة والمرع والواحدة مرعة.
فأما ما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فإن قصته كقصة ما ذكرنا وذلك: سدر وسدرة وسدرات وسلق وسلقة وسلقات وتبن وتبنة وتبنات وعرب وعربة وعربات.
والعربة: السفى وهو يبيس البهي.
وقد قالوا: سدرة وسدر فكسروها على فعلٍ جعلوها ككسرٍ كما جعلوا الطلحة حين قالوا الطلاح كالقصاع فشبهوا هذا بلقحةٍ ولقاحٍ كما شبهوا طلحة بصفحةٍ وصحافٍ.
وقالوا: لقحة ولقاح كما قالوا في باب فعلةٍ فعال نحو: جفرةٍ وجفارٍ.
ومثل ذلك حقة وحقاق وقد قالوا حقق.
قال الشاعر وهو المسيب بن علسٍ: قد نالني منهم على عدمٍ ** مثل الفسيل صغارها الحقق وما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فقصته كقصة فعلٍ وذلك قولك دخن ودخنة ودخنات ونقد ونقدة ونقدات وهو شجر وحرف وحرفة وحرفات.
ومثل ذلك من المضاعف در ودرة ودرات وبر وبرة وبرات.
وقد قالوا: درج فكسروا الاسم على فعلٍ كما كسروا سدرة على سدرٍ.
موضوع: رد: المجلد السابع الأحد 30 سبتمبر 2018, 5:28 pm
باب نظير ما ذكرنا من بنات الياء والواو
الياءات والواوات فيهن عينات.
أما ما كان فعلا من بنات الياء والواو فإنك إذا كسرته على بناء أدنى العدد كسرته على أفعالٍ وذلك: سوط وأسواط وثوب وأثواب وقوس وأقواس.
وإنما منعهم أن يبنوه على أفعلٍ كراهية الضمة في الواو فلما ثقل ذلك بنوه على أفعالٍ.
وله في ذلك أيضا نظائر من غير المعتل نحو أفراخٍ وأفرادٍ ورفغٍ وأرفاغٍ.
فلما كان غير المعتل يبنى على هذا البناء كان هذا عندهم أولى.
وإذا أرادوا بناء الأكثر بنوه على فعالٍ وذلك قولك: سياط وثياب وقياس.
تركوا فعولا كراهية الضمة في الواو والضمة التي قبل الواو فحملوها على فعال وكانت في هذا الباب أولى إذ كانت متمكنة في غير المعتل.
وقد يبنى على فعلانٍ لأكثر العدد وذلك: قوز قيزان وثور وثيران ونظيره من غير هذا الباب وجذ ووجذان فلما بني عليه ما لم يعتل فروا إليه كما لزموا الفعال في سوطٍ وثوبٍ.
وقال: الوجذ: نقرة في الجبل.
وقد يلزمون الأفعال في هذا فلا يجاوزونها كما لم يجاوزوا الأفعل في باب فعلٍ الذي هو غير معتل والأفعال في باب فعلٍ الذي هو معتل.
فإذا كانوا لا يجاوزون فيما ذكرت لك فهم في هذا أجدر أن لا يجاوزوا وذلك نحو: لوحٍ وألواحٍ وجوزٍ وأجوازٍ ونوعٍ وأنواعٍ.
وقد قال بعضهم في هذا الباب حين أراد بناء أدنى العدد أفعل فجاء به على الأصل وذلك قليل.
قالوا: قوس وأقواس.
وقال الراجز: لكل عيشٍ قد لبست أثوبا.
وقد كسروا الفعل في هذا الباب على فعلةٍ كما فعلوا ذلك بالفقع والجبء حين جاوزوا به أدنى العدد وذلك قولهم: عود وعودة وأعواد إذا أرادوا بناء أدنى العدد وقالوا: زوج وأزواج وزوجة وثور وأثوار وثورة وبعضهم يقول: ثيرة.
وجاءوا به على فعولٍ كما جاءوا بالمصدر قالوا فوج وفؤج كما قالوا: نحو ونحو كثيرة.
وهذا لا يكاد يكون في الأسماء ولكن في المصادر استثقلوا ذلك في الأسماء.
وسنبين ذلك إن شاء الله.
ومثل ثيرةٍ زوج وزوجة.
وأما ما كان من بنات الياء وكان فعلا فإنك إذا بنيته بناء أدنى العدد بنيه على أفعالٍ وذلك قولك: بيت وأبيات وقيد وأقياد وخيط وأخياط وشيخ وأشياخ.
وذلك أنهم كرهوا الضمة في الياء كما يكرهون الواو بعد الياء وسترى ذلك في بابه إن شاء الله.
وهي في الواو أثقل.
وقد بنوه على أفعلٍ على الأصل قالوا: أعين.
قال الراجز: وقال آخر: يا أضبعا أكلت آيار أحمرةٍ ففي البطون وقد راحت قراقير.
بناه على أفعالٍ.
وقالوا أعيان.
قال الشاعر: ولكنني أغدو علي مفاضة ** دلاص كأعيان الجراد المنظم وإذا أردت بناء أكثر العدد بنيته على فعولٍ وذلك قولك: بيوت وخيوط وشيوخ وعيون وقيود.
وذلك لأن فعولا وفعالا كانا شريكين في فعلٍ الذي هو غير معتل فلما ابتز فعال بفعلٍ من الواو دون فعولٍ لما ذكرنا من العلة ابتزت الفعول بفعلٍ من بنات الياء حيث صارت أخف من فعولٍ من بنات الواو.
فكأنهم عوضوا هذا من إخراجهم إياها من بنات الواو.
فأما أقياد ونحوها فقد خرج من الأصل كما خرجت أسواط وأثواب يعنى إذا لم تبن على أفعلٍ لأن أفعلا هي الأصل لفعلٍ.
وليست أفعل وأفعال شريكين في شيء كشركة فعولٍ وفعالٍ فتعوض الأفعل الثبات في بنات الياء لخروجها من بنات الواو ولكنهما جميعا خارجان من الأصل والضمة تستثقل في الياء كما تستثقل في الواو وإن كانت في الواو أثقل ومع هذا إنهم كرهوا أن يقولوا أبيات إذا كانت أخف من فعول من بنات الواو لئلا تلتبس الواو فأرادوا أن يفصلوا فإذا قالوا: أبيات وأسواط فقد بينوا الواو من الياء.
وقالوا: عيورة وخيوطة كما قالوا وأما ما كان فعلا فإنه يكسر على أفعالٍ إذا أردت بناء أدنى العدد وذلك نحو: قاعٍ وأقواعٍ وتاجٍ وأتواجٍ وجارٍ وأجوارٍ.
وإذا أردت بناء أكثر العدد كسرته على فعلانٍ وذلك نحو: جيرانٍ وقيعانٍ وتيجانٍ وساجٍ وسيجانٍ.
ونظير ذلك من غير المعتل: شبت وشبثان وخربان.
ومثله فتى وفتيان.
ولم يكونوا ليقولوا فعول كراهية الضمة في الواو مع الواو التي بعدها والضمة التي قبلها وجعلوا البناء على فعلانٍ.
وقل فيه الفعال لأنهم ألزموه فعلان فجعلوه بدلا من فعالٍ ولم يجعلوه بدلا من شريكه في هذا الباب.
وإنما امتنع أن يتمكن فيه ما تمكن في فعلٍ من الأبنية التي يكسر عليها الاسم لأكثر العدد نحو: أسودٍ وجبالٍ أنه معتل أسكنوا عينه وأبدلوا مكانها ألفا ولم يخرجوه من أن يبنوه على بناء قد بني عليه غير المعتل وانفرد به كما انفرد فعال ببنات الواو.
وقد يستغنى بأفعالٍ في هذا الباب فلا يجاوزونه كما لم يجاوزوه في غير المعتل وهو في هذا الأكثر لاعتلاله ولأنه فعل وفعل يقتصر فيه على أدنى العدد كثيرا وهو أولى من فعلٍ كما كان ذلك في باب سوطٍ وذلك نحو: أبوابٍ وأموالٍ وباعٍ وأبواعٍ.
وقالوا: ناب وأنياب وقالوا: نيوب كما قالوا: أسود وقد قال بعضهم: أنيب كما قالوا في الجبل: أجبل.
وما كان مؤنثا من فعلٍ من هذا الباب فإنه يكسر على أفعلٍ إذا أردت بناء أدنى العدد وذلك: دار وأدوار وساق وأسوق ونار وأنور.
هذا قول يونس ونظنه إنما جاء على نظائره في الكلام نحو: جملٍ وأجملٍ وزمنٍ وأزمن وعصا وأعصٍ.
فلو كان هذا إنما هو للتأنيث لما قالوا: غنم وأغنام.
فإذا أردت بناء أكثر العدد قلت في الدار: دور وفي الساق: سوق وبنوهما على فعل فرارا من فعولٍ كأنهم أرادوا أن يكسروهما على فعولٍ كما كسروهما على أفعلٍ.
وقد قال بعضهم: سؤوق فهمز: كراهية الواوين والضمة في الواو.
وقال بعضهم: ديران كما قالوا: نيران شبهوها بقيعانٍ وغيران.
وقالوا: ديار كما قالوا: جبال.
وقالوا: ناب ونيب للناقة بنوها على فعلٍ كما بنوا الدار على فعلٍ كراهية نيوب لأنها ضمة في ياء وقبلها ضمة وبعدها واو فكرهوا ذلك.
ولهن مع ذا نظائر من غير المعتل: أسد وأسد ووثن ووثن.
وقالوا: أنياب كما قالوا: أقدام.
وما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلا فإنك تكسره على أفعال من أبنية أدنى العدد وهو قياس غير المعتل.
فإذا كان كذلك فهو في هذا أجدر أن يكون.
وذلك قولك: فيل وأفيال وجيد وأجياد وميل وأميال.
فإذا كسرته على بناء أكثر العدد قلت فعول كما قلت: عذوق وجذوع.
وذلك قولك: فيول وديوك وجيود.
وقد قالوا: ديكة وكيسة كما قالوا: قردة وحسلة.
ومثل ذلك فيلة.
وقد يقتصرون في هذا الباب على أفعال كما اقتصروا على ذلك في باب فعلٍ وفعلٍ من المعتل.
وقد يجوز أن يكون ما ذكرنا فعلا يعني أن الفيل يجوز أن يكون أصله فعلا كسر من أجل الياء كما قالوا أبيض وبيض فيكون الأفيال والأجياد بمنزلة الفيال والجياد ويكون فيلة بمنزلة خرجةٍ وجحرةٍ.
وإنما اقتصارهم على أفعال في هذا الباب الذي هو من بنات الياء نحو: أميالٍ وأنيارٍ وكيرٍ وأكيارٍ.
وقالوا في فعلٍ من بنات الواو: ريح وأرواح ورياح ونظيره أبآر وبئار.
وقالوا فعال في هذا كما قالوا في فعلٍ من بنات الواو فكذلك هذا لم يجعلوه بمنزلة ما هو من الياء.
وأما ما كان فعلا من بنات الواو فإنك تكسره على أفعالٍ إذا أردت بناء أدنى العدد وهو القياس والأصل.
فإذا أردت بناء أكثر العدد لم تكسره على فعولٍ ولا فعالٍ ولا فعلةٍ وأجرى مجرى فعلٍ وانفرد به فعلان كما أنه غلب على فعل من الواو الفعال فكذلك هذا فرقوا بينه وبين فعلٍ من بنات الياء كما فرقوا بين فعلٍ من الياء وفعلٍ من الواو ووافق فعلا في الأكثر كموافقته إياه في الأقل.
وذلك عيدان - وغيلان - وكيزان وحيتان وبنيان جماعة النون وقد جاء مثل ذلك في غير المعتل.
قالوا: حش وحشان كما قالوا في فعلٍ من بنات الواو: ثور وثيران وقوز وقيزان كما جاء في الصحيح: عبد وعبدان ورأل ورئلان.
وإذا كسرت فعلة من بنات الياء والواو على بناء أكثر العدد كسرتها على البناء الذي كسرت عليه غير المعتل.
فإذا أردت بناء أدنى العدد ألحقت التاء ولم تحرك العين لأن الواو ثانية والياء ثانية.
وقد قالوا: فعلة في بنات الواو وكسروها على فعلٍ كما كسروا فعلا على بناء غيره.
وذلك قولهم: نوبة ونوب وجوبة وجوب ودولة ودول.
ومثلها: قرية وقرى ونزوة ونزى.
وقد قالوا: فعلة في بنات الياء ثم كسروها على فعل وذلك قولهم: ضيعة وضيع وخيمة وخيم.
ونظيرها من غير المعتل: هضبة وهضب وحلقة وحلق وجفنة وجفن.
وليس هذا بالقياس.
وأما ما كان فعلة فهو بمنزلة غير المعتل وتجمعه بالتاء إذا أردت أدنى العدد.
وذلك قولك: دولة ودولات لا تحرك الواو لأنها ثانية فإذا لم ترد الجمع المؤنث بالتاء قلت: دول وسوقة وسوق وسورة وسور.
وأما ما كان فعلة فهو بمنزلة غير المعتل وذلك: قيمة وقيم وقيمات وريبة وريبات وريب وديمة وديمات وديم.
وأما ما كان على فعلةٍ فإنه كسر على فعال قالوا: ناقة ونياق كما قالوا رقبة ورقاب.
وقد كسروه على فعلٍ قالوا: ناقة ونوق وقارة وقور ولابة ولوب وأدنى العدد لابات وقارات.
وساحة وسوح.
ونظيرهن من غير المعتل: بدنة وبدن وخشبة وخشب وأكمة وأكم.
وليس بالأصل في فعلةٍ وإن وجدت النظائر.
وقالوا: أينق ونظيرها أكمة وآكم.
وقد كسرت على فعلٍ كما كسرت ضيعة قالوا: قامة وقيم وتارة وتير.
وقال: يقوم تاراتٍ ويمشي تيرا.
وإنما احتملت الفعل في بنات الياء والواو لأن الغالب الذي هو حد الكلام في فعله في غير المعتل الفعال هذا باب ما يكون واحدا يقع للجميع من بنات الياء والواو ويكون واحده على بنائه ومن لفظه إلا أنه تلحقه هاء التأنيث لتبين الواحد من الجميع.
أما ما كان فعلا فقصته قصة غير المعتل وذلك: جوز وجوزة وجوزات ولوزة ولوز ولوزات وبيض وبيضة وبيضات وخيم وخيمة وخيمات وقد قالوا: خيام وروضة وروضات ورياض وروض كما قالوا: طلاح وسخال.
وأما ما كان فعلا فهو بمنزلة الفعل من غير المعتل وذلك: سوس وسوسة وسوسات وصوف وصوفة وصوفات وقد قالوا: تومة وتومات وتوم وقد قالوا: توم كما قالوا: درر وأما ما كان فعلا فقصته كقصة غير المعتل وذلك قولك: تين وتينة وتينات وليف وليفات وطين وطينة وطينات.
وقد يجوز أن يكون هذا فعلا كما يجوز أن يكون الفيل فعلا.
وسترى بيان ذلك في بابه إن شاء الله.
وأما ما كان فعلا فهو بمنزلة الفعل من غير المعتل إلا أنك إذا جمعت بالتاء لم تغير الاسم عن حاله وذلك: هام وهامة وهامات وراح وراحات وشام وشامة وشامات.
قال الشاعر وهو القطامي: فكنا كالحريق أصاب غابا ** فيخبو ساعة ويحيج ساعا فقال: ساعة وساع وذلك كهامةٍ وهامٍ.
ومثله آية وآي.
ومثله قول العجاج: وخطرت أيدي الكماة وخطر ** رأى إذا أورده الطعن صدر.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الأحد 30 سبتمبر 2018, 5:30 pm
باب ما هو اسم واحد يقع على جميع وفيه علامات التأنيث
وواحده على بنائه ولفظه وفيه علامات التأنيث التي فيه وذلك قولك للجميع: حلفاء وحلفاء واحدة وطرفاء للجميع وطرفاء واحدة وبهمي للجميع وبهمى واحدة لما كانت تقع للجميع ولم تكن أسماء كسر عليها الواحد أرادوا أن يكون الواحد من بناءٍ فيه علامة التأنيث كما كان ذلك في الأكثر الذي ليس فيه علامة التأنيث ويقع مذكرا نحو التمر والبر والشعير وأشباه ذلك.
ولم يجاوزوا البناء الذي يقع للجميع حيث أرادوا واحدا فيه علامة تأنيث لأنه فيه علامة التأنيث فاكتفوا بذلك وبينوا الواحدة بأن وصفوها بواحدة ولم يجيئوا بعلامة سوى العلامة التي في الجميع ليفرق بين هذا وبين الاسم الذي يقع للجميع وليس فيه علامة التأنيث نحو: البسر والتمر.
وتقول: أرطى وأرطاة وعلقي وعلقاه لأن الألفات لم تلحق للتأنيث فمن ثم دخلت الهاء.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الأحد 30 سبتمبر 2018, 8:18 pm
باب ما كان على حرفين وليست فيه علامة التأنيث
أما ما كان أصله فعلا فإنه إذا كسر على بناء أدنى العدد كسر على أفعل وذلك نحو: يدٍ وأيدٍ وإن كسر على بناء أكثر العدد كسر على فعالٍ وفعولٍ وذلك قولهم: دماء ودمى لما ردوا ما ذهب من الحروف كسروه على تكسيرهم إياه لو كان غير منتقص على الأصل نحو: ظبيٍ ودلو وإن كان أصله فعلا كسر من أدنى العدد على أفعالٍ كما فعل ذلك بما لم يحذف منه شيء وذلك أب وآباء.
وزعم يونس أنهم يقولون: أخ وآخاء.
وقالوا: أخوان كما قالوا: خرب وخربان.
والخرب: ذكر الحبارى فبنات الحرفين تكسر على قياس نظائرها التي لم تحذف.
وبنات الحرفين في الكلام قليل.
وأما ما كان من بنات الحرفين وفيه الهاء للتأنيث فإنك إذا أردت الجمع لم تكسره على بناء يرد ما ذهب منه وذلك لأنها فعل بها ما لم يفعل بما فيه الهاء مما لم يحذف منه شيء وذلك أنهم يجمعونها بالتاء والواو والنون كما يجمعون المذكر نحو: مسلمين فكأنه عوض فإذا جمعت بالتاء لم تغير البناء.
وربما ردوها إلى الأصل إذا جمعوها بالتاء وذلك قولهم: سنوت وعضوات.
فإذا جمعوا بالواو والنون كسروا الحرف الأول وغيروا الاسم.
وذلك قولهم: سنون وقلون وثبون ومئون فإنما غيروا أول هذا لأنهم ألحقوا آخره شيئا ليس هو في الأصل للمؤنث ولا يلحق شيئا فيه الهاء ليس على حرفين.
فلما كان كذلك غيروا أول الحرف كراهية أن يكون بمنزلة ما الواو والنون له في الأصل نحو قولهم: هنون ومنون وبنون.
وبعضهم يقول: قلون: فلا يغير كما لم يغيروا في التاء.
وأما هنة ومنة فلا تجمعان ألا بالتاء لأنهما قد ذكرتا.
وقد يجمعون الشيء بالتاء ولا يجاوزون به ذلك استغناء وذلك: ظبة وظبات وشية وشيات.
والتاء بدخل على ما دخلت فيه الواو والنون لأنها الأصل.
وقد يكسرون هذا النحو على بناءٍ يرد ما ذهب من الحرف.
وذلك قولهم: شفة وشفاه وشاة وشياه تركوا الواو والنون حيث ردوا ما حذف منه واستغنوا عن التاء حيث عنوا بها أدنى العدد وإن كانت من أبنية أكثر العدد كما استغنوا بثلاثة جروحٍ عن أجراحٍ وتركوا الواو والنون كما تركوا التاء حيث كسروه على شيء يرد ما حذف منه واستغنى به.
وقالوا: أمة وآمٍ وإماء فهي بمنزلة أكمةٍ وآكمٍ وإكامٍ.
وإنما جعلناها فعلة لأنا قد رأيناهم كسروا فعلة على أفعلٍ مما لم يحذف منه شيء ولم نرهم كسروا فعلة مما لم يحذف منه شيء على أفعلٍ.
ولم يقولوا: إمون وإن حيث كسروه على مارد الأصل استغناء عنه حيث رد إلى الأصل بآمٍ وتركوا أمات استغناء بآمٍ.
وقالوا: برة وبرات وبرون وبرى ولغة ولغى فكسروها على الأصل كما كسروا نظائرها التي لم تحذف نحو: كليةٍوكلى.
فقد يستغنون بالشيء عن الشيء وقد يستعملون فيه جميع ما يكون في بابه.
وسألت الخليل عن قول العرب: أرض وأرضات فقال: لما كانت مؤنثة وجمعت بالتاء ثقلت كما ثقلت طلحات وصحفات.
قلت: فلم جمعت بالواو والنون قال: شبهت بالسنين ونحوها من بنات الحرفين لأنها مؤنثة كما أن سنة مؤنثة ولأن الجمع بالتاء أقل والجمع بالواو والنون أعم.
ولم يقولوا: آرضٍ ولا آراضٍ فيجمعونه كما جمعوا فعل.
قلت: فهلا قالوا: أرضون كما قالوا: أهلون قال: إنها لما كانت تدخلها التاء أرادوا أن يجمعونها بالواو والنون كما جمعوها بالتاء وأهل مذكر لا تدخله التاء ولا تغيره الواو والنون كما لا تغير غيره من المذكر نحو: صعبٍ وفسلٍ.
وزعم يونس أنهم يقولون: حرة وحرون يشبهونها بقولهم: أرض وأرضون لأنها مؤنثة مثلها.
ولم يكسروا أول أرضين لأن التغيير قد لزم الحرف الأوسط كما لزم التغيير الأول من سنةٍ في الجمع.
وقالوا: إوزة وإوزون كما قالوا: حرة وحرون.
وزعم يونس أنهم يقولون أيضا: حرة وإحرون يعنون الحرار كأنه جمع إحرة ولكن لا يتكلم بها.
وقد يجمعون المؤنث الذي ليست فيه هاء التأنيث بالتاء كما يجمعون ما فيه الهاء لأنه مؤنث مثله وذلك قولهم: عرسات وأرضات وعير وعيرات حركوا الياء وأجمعوا فيها على لغة هذيلٍ لأنهم يقولون: بيضات وجوزات.
وقالوا: سموات فاستغنوا بهذا أرادوا جمع سماء لا من المطر وجعلوا التاء بدلا من التكسير كما كان ذلك في العير والأرض.
وقد قالوا: عيرات وقالوا: أهلات فخففوا شبهوها بصعبات حيث كان أهل مذكرا تدخله الواو والنون فلما جاء مؤنثا كمؤنث صعبٍ فعل به كما فعل بمؤنث صعبٍ.
وقد قالوا: أهلات فثقلوا كما قالوا: أرضات.
قال المخبل: وهم أهلات حول قيس بن عاصمٍ إذا أدلجوا بالليل يدعون كوثرا وقد قالوا: إموان جماعة الأمة كما قالوا: إخوان لأنهم جمعوها كما جمعوا ما ليس فيه الهاء.
وقال القتال الكلابي: أما الإماء فلا يدعونني ولدا ** إذا ترامى بنو الأموان بالعار
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 2:43 am
باب تكسير ما عدة حروفه أربعة أحرف للجمع
أما ما كان فعالا فإنك إذا كسرته على بناء أدنى العدد كسرته على أفعلةٍ وذلك قولك: حمار وأحمرة وخمار وأخمرة وإزار وآزرة ومثال وأمثلة وفراش وأفرشة.
فإذا أردت أكثر العدد بنيته على فعلٍ وذلك حمار وحمر وخمار وخمر وإزار وأزر وفراش وفرش.
وإن شئت خففت جميع هذا في لغة تميمٍ.
وربما عنوا ببناء أكثر العدد أدنى العدد كما فعلوا ذلك وأما ما كان منه مضاعفا فإنهم لم يجاوزوا به أدنى العدد وإن عنوا الكثير تركوا ذلك كراهية التضعيف إذ كان من كلامهم أن لا يجاوزوا بناء أدنى العدد فيما هو غير معتل.
وذلك قولهم: جلال وأجلة وعنان وأعنة وكنان وأكنة.
وأما ما كان منه من بنات الياء والواو فإنهم يجاوزون به بناء أدنى العدد كراهية هذه الياء مع الكسرة والضمة لو ثقلوا والياء مع الضمة لو جففوا.
فلما كان كذلك لم يجاوزوا به أدنى العدد إذ كانوا لا يجاوزون في غير المعتل بناء أدنى العدد.
وذلك قولهم: رشاء وأرشية وسقاء وأسقية ورداء وأردية وإناء وآنية.
فأما ما كان منه من بنات الواو التي الواوات فيهن عينات فإنك إذا أردت بناء أدنى العدد كسرته على أفعلةٍ وذلك قولك: خوان وأخونة ورواق وأروقة وبوان وأبوانة.
فإذا أردت بناء أكثر العدد لم تثقل وجاء على فعلٍ كلغة بني تميم في الخمر وذلك قولك: خون وروق وبون.
وإنما خففوا كراهية الضمة قبل الواو والضمة التي في الواو فخففوا هذا كما خففوا فعلا حين أرادوا جمع قوولٍ وذلك قولهم: قول.
وإذا كان في موضع الواو من خوانٍ ياء ثقل في لغة من يثقل وذلك قولك: عيان وعين.
والعيان: حديدة تكون في متاع الفدان.
فثقلوا هذا كما قالوا: بيوض وبيض حيث كان أخف من بنات الواو كما قالوا: بيوت حيث كان أخف من بنات وزعم يونس أن من العرب من يقول: صيود وصيد وبيوض وبيض وهو على قياس من قال في الرسل: رسل.
وأما ما كان فعالا فإنهم إذا كسروه على بناء أدنى العدد فعلوا به ما فعلوا بفعالٍ لأنه مثله في الزيادة والتحريك والسكون إلا أن أوله مفتوح وذلك قولك: زمان وأزمنة ومكان وأمكنة وقذال وأقذلة وفدان وأفدنة.
وإذا أردت بناء أكثر العدد قلت: قذل وفدن.
وقد يقتصرون على بناء أدنى العدد كما فعلوا ذلك فيما ذكرنا من بنات الثلاثة وهو أزمنة وأمكنة.
وما كان منه من بنات الياء والواو فعل به ما فعل بما كان من بنات فعالٍ وذلك قولك: سماء وأسمية وعطاء وأعطية.
وكرهوا بناء الأكثر لإعتلال هذه الياء لما ذكرت لك ولأنها أقل الياءات احتمالا وأضعفها.
وفعال في جميع الأشياء بمنزلة فعالٍ.
وأما ما كان فعالا فإنه في بناء أدنى العدد بمنزلة فعالٍ لأنه ليس بينهما شيء إلا الكسر والضم.
وذلك قولك: غراب وأغربة وخراج وأخرجة وبغاث وأبغثة.
فإذا أردت بناء أكثر العدد كسرته علىفعلانٍ وذلك قولك: غراب وغربان وخراج وجرجان وبغاث وبغثان وغلام وغلمان.
ولم يقولوا: أغلمة استغنوا بقولهم: ثلاثة غلمةٍ كما استغنوا بفتيةٍ عن أن يقولوا: أفتاء.
وقالوا في المضاعف حين أرادوا بناء أدنى العدد كما قالوا في المضاعف في فعالٍ وذلك قولهم: ذباب وأذبة.
وقالوا حين أرادوا الأكثر ذبان ولم يقتصروا على أدنى العدد لأنهم أمنوا التضعيف.
وقالوا: حوار وحيران كما قالوا: غراب وغربان.
وقالوا في أدنى العدد: أحورة.
والذين يقولون حوار يقولون: حيران وصوار وصيران جعلوا هذا بمنزلة فعالٍ كما أنهما متفقان في بناء أدنى العدد.
وأملسوا وسور فوافق الذين يقولون سوار الذين يقولون: سوار كما اتفقوا في الحوار.
وقد قال بعضهم: حوران.
وله نظير سمعنا العرب يقولون: زقاق وزقاق جعلوه وافق فعيلا كما وافقه في أدنى العدد.
وقد يقتصرون على بناء أدنى العدد كما فعلوا ذلك في غيره قالوا: فؤاد وأفئدة وقالوا قراد وقرد فجعلوه موافقا لفعالٍ لأنه ليس بينهما إلا ما ذكرت لك.
ومثله قول بعضهم: ذباب وذب.
وأما ما كان فعيلا فإنه في بناء أدنى العدد بمنزلة فعالٍ وفعالٍ لأن الزيادة التي فيها مدة لم تجيء الياء التي في فعيلٍ لتلحق بناتٍ الثلاثة ببنات الأربعة كما لم تجيء الألف التي في فعالٍ وفعالٍ لذلك وهو بعد في الزنة والتحريك والسكون مثلهما فهن أخوات.
وقالوا: سرير وأسرة وسرر كما قالوا: قليب وأقلبة وقلب.
وقالوا: فصيل وفصال شبهوه بظريف وظراف ودخل مع الصفة في بنائه كما دخلت الصفة في بناء الاسم وستراه فقالوا: فصيل حيث قالوا: فصيلة كما قالوا: ظريفة وتوهموا الصفة حيث أنثوا وكان هو المنفصل من أمه.
وقد قالوا: أفيل وأفائل والأفائل: حاشية الإبل كما قالوا: ذنوب وذنائب.
وقالوا أيضا: إفال شبهوها بفصال حيث قالوا: أفيلة.
وأما ما كان من هذه الأشياء الأربعة مؤنثا فإنهم إذا كسروه على بناء آدني العدد كسروه على أفعلٍ وذلك قولك: عناق وأعنق.
وقالوا في الجميع: عنوق وكسروه على فعولٍ كما كسروها على أفعلٍ بنوه على ما هو بمنزلة افعلٍ كأنهم أرادوا أن يفصلوا بين المذكر والمؤنث كأنهم جعلوا الزيادة التي فيه إذ كان مؤنثا بمنزلة الهاء التي في قصعةٍ ورحبةٍ وكرهوا أن يجمعوه جمع قصعةٍ لأن زيادته ليست كالهاء فكسروه تكسير ما ليس فيه زيادة من الثلاثة حيث شبه بما فيه الهاء منه ولم تبلغ زيادته الهاء لأنها من نفس الحرف وليست علامة تأنيث لحقت الاسم بعد ما بني كحضرموت.
ونظير عنوقٍ قول بعض العرب في السماء: سمي.
وقال أبو نخيلة: كنهور كان من أعقاب السمي وقالوا: أسمية فجاءوا به على الأصل.
وأما من أنث اللسان فهو يقول: ألسن.
من ذكر قال: أسنة.
وقالوا: ذراع وأذرع حيث كانت مؤنثة ولا يجاوز بها هذا البناء وإن عنو الأكثر كما فعل ذلك بالأكف والأرجل. وقالوا: شمال وأشمل وقد كسرت على الزيادة التي فيها فقالوا: شمائل كما قالوا في الرسالة: رسائل إذ كانت مؤنثة مثلها.
قالوا: شمل فجاءوا بها على قياس جدرٍ قال الأزرق العنبري: طرن أنقطاعة أوتارٍ محظربةٍ في أقواسٍ نازعتها أيمن شملا وقالوا: عقاب وأعقب وقالوا: عقبان كما قالوا: غربان وقالوا: يأتي لها من أيمنٍ وأشمل وقالوا: أيمان فكسروها على أفعالٍ كما كسروها على أفعلٍ إذ كانا لما عدده ثلاثة أحرف.
وأما ما كان فعولا فهو بمنزلة فعيل إذا أردت بناء أدنى العدد لأنها كفعيلٍ في كل شيء إلا أن زيادتها واو وذلك: قعود وأقعدة وعمود وأعمدة وخروف وأخرفة.
فإن أردت بناء أكثر العدد كسرته على فعلانٍ وذلك: خرفان وقعدان وعتود وعدان خالفت فعيلا كما خالفتها فعال في أول الحرف.
قالوا: قداثم كما قالوا: شمائل في الشمال وقالوا: قلص وقلائص.
وقد كسروا شيئا منه من بنات الواو على أفعالٍ قالوا: أفلاء وأعداء والواحد فلو وعدو.
وكرهوا فعلا كما كرهوا في فعال وكرهوا فعلانا للكسرة التي قبل الواو إن كان بينهما حرف ساكن لأنه ليس جاهزا حصينا.
وعدو وصف ولكنه ضارع الاسم.
وأما ما كان عدة حروفه أربعة أحرف وكان فعلى أفعل فإنك تكسوه على فعلٍ وذلك قولك: الصغرى والصغر والكبرى والكبر والأولى والأول.
وقال تعالى جده: " إنها لإحدى الكبر ".
ومثله من بنات الياء والواو: الدنيا والدنى.
والقصوى والقصى والعليا والعلي.
وإنما صيروا الفعلى ههنا بمنزلة الفعلة لأنها على بنائها ولأن فيها علامة التأنيث وليفرقوا بينها وبين ما لم يكن فعلى أفعل.
وإن شئت جمعتهن بالتاء فقلت: الصغريات والكبريات كما تجمع المذكر بالواو والنون وذلك الأصغرون والأكبرون والأرذلون.
وأما ما كان على أربعة أحرف وكان آخره ألف التأنيث فإن أردت أن تكسره فإنك تحذف الزيادة التي هي التأنيث ويبنى على فعالي وتبدل من الياء الألف وذلك نحو قولك في حبلى: حبالى وفي ذفري ذفاري.
وقال بعضهم: ذفري وذفارٍ.
ولم ينونوا ذفري.
وكذلك ما كانت الألفان في آخره للتأنيث وذلك قولك صحراء وصحارى وعذراء وعذارى.
وقد قالوا: صحارٍ وعذارٍ وحذفوا الألف التي قبل علامة التأنيث وليكون آخره كآخر ما فيه علامة التأنيث وليفرقوا بين هذا وبين علباءٍ ونحوه: وألزموا هذا ما كان فيه علامة التأنيث إذ كانوا يحذفونه من غيره وذلك: مهرية ومهارٍ وأثفية وأثافٍ.
جعلوا صحراء بمنزلة ما في آخره ألف إذ كان أواخرهما علامات التأنيث مع كراهيتهم الياءات حتى قالوا مدارى ومهارى.
فهم في هذا أجدر أن يقولوا لئلا يكون بمنزلة ما جاء آخره لغير التأنيث.
وقالوا: ربي ورباب حذفوا الألف وبنوه على هذا البناء كما ألقوا الهاء من جفرةٍ فقالوا: جفار إلا أنهم قد ضموا أول ذا كما قالوا: ظئر وظؤار ورخل ورخال.
ولم يكسوا أوله كما قالوا: بئار وقداح.
وإذا أردت ما هو أدنى العدد جمعت بالتاء تقول: خبراوات وصحراوات وذفريات وحبليات.
وقالوا: إنثى وإناث فذا بمنزلة جفرةٍ وحفار.
ومثل ظئرٍ وظؤارٍ: ثنى وثناء.
والثنى: التي قد نتجت مرتين.
وقالوا: خنثى وخناثى كقولهم: حبلى وحبالى.
وقال الشاعر: خناثى يأكلون التمر ليسوا ** بزوجاتٍ يلدن ولا رجال وأما ما كان عدد حروفه أربعة أحرف وفيه هاء التأنيث وكان فعيلة فإنك تكسره على فعائل وذلك نحو: صحيفةٍ وصحائف وقبيلةٍ وقبائل وكتيبةٍ وكتائب وسفينةٍ وسفائن وحديدةٍ وحدائد.
وهذا أكثر من أن يحصى.
وربما كسروه على فعلٍ وهو قليل قالوا: سفينة وسفن وصحيفة وصحف شبهوا ذلك بقليبٍ وقلبٍ كأنهم جمعوا سفين وصحيف حين علموا أن الهاء ذاهبة شبهوها بجفارٍ حين أجريت مجرى جمدٍ وجمادٍ.
وليس يمتنع شيء من ذا أن يجمع بالتاء إذا أردت ما يكون لأدنى العدد.
وقد يقولون: ثلاث صحائف وثلاث كتائب وذلك لأنها صارت على مثال فعالل نحو: حضاجر وبلابل وجنادب وأما فعالة فهو بهذه المنزلة لأن عدة الحروف واحدة والزنة والزيادة مد كما أن زيادة فعيلة مد فوافقته كما وافق فعيل فعالا.
وذلك قولك إذا جمعت بالتاء: رسالات وكنانات وعمامات وجنازات.
فإذا كسرته على فعائل قلت: جنائز ورسائل وكنائن وعمائم.
والواحدة جنازة وكنانة وعمامة ورسالة.
ومثله جناية وجنايا.
وما كان على فعالةٍ فهو بهذه المنزلة لأنه ليس بينهما إلا الفتح والكسر وذلك: حمامة وحمائم ودجاجة ودجائج. والتاء أمرها ههنا كأمرها فيما قبلها.
وما كان فعالة فهو كذلك في جميع الأشياء لأنه ليس بينهما شيء إلا الضم في أوله.
وذلك قولك: ذؤابة وذؤابات وقوارة وقوارات وذبابة وذبابات.
فإذا كسرته قلت: ذوائب وذبائب.
وكذلك فعولة: لأنها بمنزلة فعيلةٍ في الزنة والعدة وحرف المد.
وذلك قولهم: حمولة وحمائل وحلوبة وحلائب وركوبة وركائب.
وإن شئت قلت: حلوبات وركوبات وحمولات.
وكل شيء كان من هذا أقل كان تكسيره أقل كما كان ذلك في بنات الثلاثة.
واعلم أن فعالا وفعيلا وفعالا وفعالا إذا كان شيء منها يقع على الجميع فإن واحده يكون على بنائه ومن لفظه وتلحقه هاء التأنيث وأمرها كأمر ما كان على ثلاثة أحرف.
ومثله من بنات الياء والواو وعظاءة وعظاءات وملاء وملاءة وملاءات وقد قالوا: سفائن ودجائج وسحائب.
وقالوا: دجاج كما قالوا: طلحة وطلاح وجذبة وجذاب.
وكل شيء كان واحدا مذكرا يقع على الجميع فإن واحده وإياه بمنزلة ما كان على ثلاثة أحرف مما ذكرنا كثرت عدة حروفه أو قلت.
وأما ما كان من بنات الأربعة لا زيادة فيه فإنه يكسر على مثال مفاعل وذلك قولك: ضفدع وضفادع وحبرج وحبارج وخنجر وخناجر وجنجن وجناجن وقمطر وقماطر.
فإن عنيت الأقل لم تجاوز ذا لأنك لا تصل إلى التاء لأنه مذكر ولا إلى بناءٍ من أبنية أدنى العدد لأنهم لا يحذفون حرفا من نفس الحرف إذ كان من كلامهم أن لا يجاوزوا بناء الأكثر وإن عنوا الأقل.
فإن عنوا الأقل.
فإن كان فيه حرف رابع حرف لين وهو حرف المد كسرته على مثال مفاعيل وذلك قولك: قنديل وقناديل وخنذيذ وخناذيذ وكرسوع وكراسيع وغربال وغرابيل.
واعلم أن كل شيء كان من بنات الثلاثة فلحقته الزيادة فبنى بناء بنات الأربعة وألحق ببنائها فإنه يكسر على مثال مفاعل كما تكسر بنات الأربعة وذلك: جدول وجداول وعثير وعثاير وكوكب وكواكب وتولب وتوالب وسلم وسلالم ودمل ودمامل وجندب وجنادب وقردد وقرادد وقد قالوا: قراريد كراهية التضعيف.
وكذلك هذا النحو كله.
وما لم يلحق ببنات الأربعة وفيها زيادة وليست بمدة فإنك إذا كسرته كسرته على مثال مفاعل وذلك: تنضب وتناضب وأجدل وأجادل وأخيل وأخايل.
وكل شيء مما ذكرنا كانت فيه هاء التأنيث يكسر على ما ذكرنا إلا أنك تجمع بالتاء إذا أردت بناء ما يكون لأدنى العدد وذلك قولك جمجمة وجماجم وزردمة وزرادم ومكرمة ومكارم وعودقة وعوادق وهو الكلوب الذي يخرج به الدلو.
وكل شيء من بنات الثلاثة قد ألحق ببنات الأربعة فصار رابعه حرف مد فهو بمنزلة ما كان من بنات الأربعة له رابع حرف مدٍ وذلك: قرطاط وقراطيط وجرينال وجرابيل وقرواح وقراويح.
وكذلك ما كانت فيه زيادة ليست بمدة وكان رابعه حرف مدٍ ولم يبن بناء بنات الأربعة التي رابعها حرف مد وذلك نحو: كلوبٍ وكلاليب ويربوعٍ ويرابيع.
وما كان من الأسماء على فاعلٍ أو فاعلٍ فإنه يكسر على بناء فواعل وذلك: تابل وتوابل وطابق وطوابق وحاجر وحواجر وحائط وحوائط.
وقد يكسرون الفاعل على فعلانٍ نحو: حاجرٍ وحجرانٍ وسال وسلانٍ وحائر وحورانٍ وقد قال بعضهم: حيران كما قالوا: جان وجنان وكما قال بعضهم: غائط وغيطان وحائط وحائط وحيطان قلبوها حيث صارت الواو بعد كسرة.
فالأصل فعلان.
وقد قالوا: غال وغلان وقالق وفلقان ومال مللان.
ولا يمتنع شيء من ذا من فواعل.
وأما ما كان أصله صفة فأجرى الأسماء فقد يبنونه على فعلانٍ كما يبنونها وذلك: راكب وركبان وصاحب وصحبان وفارس وفرسان وراعٍ ورعيان.
وقد كسروه على فعالٍ قالوا صحاب حيث أجروه مجرى فعيلٍ نحو: جريبٍ وجربانٍ.
وسترى بيانه إن شاء الله لم أجرى ذلك المجرى.
فإدخلوا الفعال ههنا كما أدخلوه ثمة حين قالوا: إفال وفصال وذلك نحو صحابٍ.
ولا يكون فيه فواعل كما كان في تابلٍ وخاتمٍ وحاجرٍ لأن أصله صفة وله مؤنث فيفصلون بينهما إلا في فوارس فإنهم قالوا: فوارس كما قالوا: حواجر لأن هذا اللفظ لا يقع في كلامهم إلا للرجال وليس في أصل كلامهم أن يكون إلا لهم.
فلما لم يخافوا الالتباس قالوا فواعل كما قالوا فعلان وكما قالوا: حوارث حيث كان اسما خاصا كزيدٍ.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 4:57 am
باب ما يجمع من المذكر بالتاء
فمنه شيء لم يكسر على بناء من أبنية الجمع بالتاء إذ منع ذلك وذلك قولهم: سرادقات وحمامات وإوانات ومنه قولهم: جمل سبحل وجمال سبحلات وربحلات وجمال سبطرات.
وقالوا: جوالق وجواليق فلم يقولوا: جوالقات حين قالوا: جواليق.
والمؤنث الذي ليس فيه علامة التأنيث أجرى هذا المجرى.
ألا ترى أنك لا تقول: فرسنات حين قالوا فراسن ولا خنصرات حين قالوا: خناصر ولا محاجات حين قالوا: محالج ومحاليج.
وقالوا: عيرات حين لم يكسروها على بناء يكسر عليه مثلها.
وربما جمعوه بالتاء وهم يكسرونه على بناء الجمع لأنه يصير إلى بناء التأنيث فشبهوه بالمؤنث الذي ليس فيه هاء التأنيث وذلك قولهم: بوانات وبوان للواحد وبون للجميع كما قالوا: عرسات وأعراس فهذه حروف تحفظ ثم يجاء بالنظائر.
وقد قال بعضهم في شمالٍ: شمالات.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 4:59 am
باب ما جاء بناء جمعه على غير ما يكون في مثله
ولم يكسر هو على ذلك البناء فمن ذلك قولهم: رهط وأراهط كأنهم كسروا أرهط.
ومن ذلك باطل وإبطيل لأن ذا ليس بناء باطلٍ ونحوه إذا كسرته فكأنه كسرت عليه أباطيل وإبطال.
ومثل ذلك: كراع وأكارع لأن ذا ليس من أبنية فعالٍ إذا كسر بزيادة أو بغير زيادة فكأنه كسر عليه أكرع.
ومثل ذلك حديث وأحاديث وعروض وأعارض وقطيع وأقاطيع لأن هذا لو كسرته إذ كانت عدة حروفه أربعة أحرف بالزيادة التي فيها لكانت فعائل ولم تكن لتدخل زيادة تكون في أول الكلمة كما أنك لا تكسر جدولا ونحوه إلا على ما تكسر عليه بنات الأربعة.
فكذلك هذا إذا كسرته بالزيادة لا تدخل فيه زيادة سوى زيادته فيصير اسما أوله ألف ورابعه حرف لين.
فهذه الحروف لم تكسر على ذا.
ألا ترى أنك لو حقرتها لم تقل: أحيديث ولا أعيريض ولا أكيريع.
فلو كان ذا أصلا لجاز ذا التحقير وإنما يجري التحقير على أصل الجمع إذا أردت ما جاوز ثلاثة أحرف مثل مفاعل ومفاعيل.
ومثل: أراهط أهل وأهالٍ وليلة وليالٍ: جمع أهلٍ وليلٍ.
وقالوا: لييلية فجاءت على غير الأصل كما جاءت في الجمع كذلك.
وزعم أبو الخطاب أنهم يقولون: أرض وآراض أفعال كما قالوا: أهل وآهال.
وقد قال بعض العرب: أمكن كأنه جمع مكنٍ لا مكانٍ لأنا لم نر فعيلا ولا فعالا ولا فعالا ولا فعالا يكسرون مذكراتٍ على أفعلٍ.
ليس ذا لهن طريقة يجرين عليها في الكلام.
ومثل ذلك: توأم وتؤام كأنهم كسروا عليه تئم كما قالوا: ظئر وظؤار ورخل ورخال.
وقالوا: كروان وللجميع كروان فإنما يكسر عليه كرى كما قالوا إخوان.
وقد قالوا في مثلٍ: " أطرق كوا ومثل ذلك: حمار وحمير.
ومثل ذا: أصحاب وأطيار وفلو وأفلاء.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 5:01 am
باب ما عدة حروفه خمسة أحرف
خامسه ألف التأنيث أو ألفا التأنيث أما ما كان فعالي فإنه يجمع بالتاء.
وسمعنا من يوثق به من العرب يقول: سابياء وسوابٍ وحانياء وحوانٍ وحاوياء وحوايا.
وقالوا: خنفساء: وخنافس شبهوا ذا بعنصلاء وهناصل وقنبراء وقنابر.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 5:03 am
باب جمع الجمع
أما أبنية أدنى العدد فتكسر منها أفعلة وأفعل على فاعل على أفاعل لأن أفعلا بزنة أفعل قال الأجز: تحلب منها ستة الأواطب وأسقية وأساقٍ وأما ما كان أفعالا فإنه يكسر على أفاعيل لأن أفعالا بمنزلة إفعال وذلك نحو: أنعامٍ وأناعيم وأقوالٍ وأقاويل.
وقد جمعوا أفعلة بالتاء كما كسروها على أفاعل شبهوها بأنملةٍ وأنامل وأنملات وذلك قولهم: أعطيات وأسقيات.
وقالوا: جمال وجمائل فكسروها عل فعائل لأنها بمنزلة شمالٍ وشمائل في الزنة.
وقد قالوا: جمالات فجمعةها يالاء كما قالواك رجالات وقالوا: كلابات.
ومثل ذلك: بيوتات.
عملوا بفعولٍ ما عملوا بفعالٍ.
ومثل ذلك: الحمرات والطرقات والجزرات فجعلوا فعلا إذ كانت للجمع كفعالٍ الذي هو للجمع كما جعلوا الجمال إذ كان مؤنثا في جمع التاء نحو: جمالاتٍ بمنزلة ما ذكرنا من المؤنث نحو: أرضاتٍ وعيراتٍ وكذلك الطرق والبيوت.
واعلم أنه ليس كل جمع يجمع كما أنه ليس كل مصدر يجمع كالأشغال والعقول والحلوم والألبان: ألا تر ى أنك لا تجمع الفكر والعلم والنظر.
كما أنهم لا يجمعون كل اسم يقع على الجميع نحو: التمر وقالوا: التمرات.
ولم يقولوا: أبرار ويقولون: مصران ومصارين كأبيات وأبابيت وبيوتٍ وبيوتاتٍ.
ومن ذا الباب أيضا قولهم: أسورة وأساورة.
وقالوا: عوذ وعوذات كما قالوا: جزرات.
قال الشاعر: لها بحقيل فالثميرة موضع ** ترى الوحش عوذات به ومتاليا وقالوا: دورات كما قالوا: عوذات.
وقالوا: حشان وحشاشين مثل مصران ومصارين وقال: ترعى أناضٍ من جزيز الحمض جمع الأنضاء وهو جمع نضوٍ.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 5:06 am
هذا باب ما كان من الأعجمية على أربعة أحرف
وقد أعرب فكسرته على مثال مفاعل زعم الخليل أنهم يلحقون جمعه الهاء إلا قليلا.
وقد قالوا: جوارب وكيالج جعلوها كالصوامع والكواكب.
وقد أدخلوا الهاء أيضاً فقالوا كيالجة.
ونظيره في العربية صيقل وصياقلة وصيرف وصيارفة وقشعم وقشاعمة فقد جاء إذا أعرب كملكٍ وملائكةٍ.
وقالوا: أناسية لجمع إنسانٍ.
وكذلك إذا كسرت الاسم وأنت تريد آل فلانٍ أو جماعة الحي أو بني فلان.
وذلك قولك: المسامعة والمناذرة والمهالبة والأحامرة والأزارقة.
وقالوا: الدياسم وهو ولد الذئب والمعاول كما قالوا: جوارب شبهوه بالكواكب حين أعرب.
وجعلوا الدياسم بمنزلة الغيالم والواحد غيلم.
ومثل ذلك الأشاعر.
وقالوا: البرابرة والسيابجة فاجتمع فيها الأعجمية وأنها من الإضافة إنما يعني البربريين والسيبجيين كما أردت بالمسامعة المسمعيين.
فأهل الأرض كالحي.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 5:12 am
باب ما لفظ به مما هو مثنى
كما لفظ بالجمع وهو أن يكون الشيئان كل واحد منهما بعض شيء مفردٍ من صاحبه.
وذلك قولك: ما أحسن رءوسهما وأحسن عواليهما.
وقال عز وجل: " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما "، " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما " فرقوا بين المثنى الذي هو شيء على حدةٍ وبين وقد قالت العرب في الشيئين اللذين كل واحد منهما اسم على حدة وليس واحد منهما بعض شيء كما قالوا في ذا لأن التثنية جمع فقالوا كما قالوا: فعلنا.
وزعم يونس أنهم يقولون: ضع رحالهما وغلمانهما وإنما هم اثنان.
قال الله عز وجل " وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب.
إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان " وقال: " كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون ".
وزعم يونس أنهم يقولون: ضربت رأسيهما.
وزعم أنه سمع ذلك من رؤبة أيضا أجروه على القياس.
قال هميان بن قحافة: ظهراهما مثل ظهور الترسين وقال الفرزدق: هما نفثا في في من فمويهما على النابح العاوى أشد رجام وقال أيضا: بما في فؤادينا من الشوق والهوى فيجبر منهاض الفؤاد المشعف واعلم أن من قال: أقاويل وأبابيت في أبياتٍ وأنابيب في أنيابٍ لا يقول: أقوالان ولا أبياتان.
قلت: فلم ذلك قال: لأنك لا تريد بقولك: هذه أنعام وهذه أبيات وهذه بيوت ما تريد بقولك: هذا رجل وأنت تريد هذا رجل واحد ولكنك تريد الجمع.
وإنما قلت: أقاويل فبنيت هذا البناء حين أردت أن تكثر وتبالغ في ذلك كما تقول: قطعه وكسره حين تكثر عمله.
ولو قلت: قطعه جاز واكتفيت به.
وكذلك تقول: بيوت فتجزيء به.
وكذلك الحلم والبسر والتمر إلا أن تقول: عقلان وبسران وتمران أي ضربان مختلفان.
وقالوا: إبلان لانه اسم لم يكسر عليه وإنما يريدون قطيعين وذلك يعنون.
وقالوا: لقاحان سوداوان جعلوهما بمنزلة ذا.
وإنما تسمع ذا الضرب ثم تأتي بالعلة والنظائر.
وذلك لأنهم يقولون لقاح واحدة كقولك: قطعة واحدة.
وهو في أبلٍ أقوى لأنه لم يكسر عليه شيء.
وسألت الخليل عن ثلاثة كلابٍ فقال: يجوز في الشعر شبهوه بثلاثة قرودٍ ونحوها ويكون ثلاثة كلابٍ على غير وجه ثلاثة أكلبٍ ولكن على قوله ثلاثة من الكلاب كأنك قلت: ثلاثة عبدي الله.
وإن نونت قلت: ثلاثة كلاب على معنى كأنك قلت: ثلاثة ثم قلت: كلاب.
قال الراجز لبعض السعديين: كأن خصييه من التدلدل ظرف عجوزٍ فيه ثنتا حنظل وقال: قد جعلت مي على الظرار خمس بنانٍ قانئ الأظفار لم يكسر عليه واحده ولكنه بمنزلة قومٍ ونفرٍ وذودٍ إلا أن لفظه من لفظ واحده وذك قولك: ركب وسفر.
فالركب لم يكسر عليه راكب.
ألا ترى أنك تقول في التحقير: ركيب وسفير فلو كان كسر عليه الواحد رد إليه فليس فعل مما يكسر عليه الواحد للجميع.
ومثل ذلك: طائر وطير وصاحب وصحب.
وزعم الخليل أن مثل ذلك الكمأة وكذلك الجبأة ولم يكسر عليه كمء تقول: كميئة فإنما هي بمنزلة صحبةٍ وظؤرةٍ وتقديرها ظعرة ولم يكسر عليها واحد كما أن السفر لم يكسر عليه المسافر وكما أن القوم لم يكسر عليه واحد.
ومثل ذلك: أديم وأدم.
والدليل على ذلك انك تقول: هو الأدم وها أديم.
ونظيره أفيق وأفق وعمود وعمد.
وقال يونس: يقولون هو العمد.
ومثل ذلك: حلقة وحلق وفلكة وفلك فلو كانت كسرت على حلقةٍ كما كسروا ظلمة على ظلمٍ لم يذكروه فليس فعل مما يكسر عليه فعلة.
ومثله فيما حدثنا أبو الخطاب نشفة ونشف وهو الحجر الذي يتدلك به.
ومثل ذلك: الجامل والباقر لم يكسر عليهما جمل ولا بقرة.
والدليل عليه التذكير والتحقير وأن فاعلا لا يكسر عليه شيء.
فبهذا استدل على هذه الأشياء.
وهذا النحو في كلامهم كثير.
ومثل ذلك في كلامهم: أخ وإخوة وسرى وسراة.
ويدلك على هذا قولهم: سروات فلو كانت وقد قالوا: فاره وفرهة مثل صاحبٍ وصحبةٍ كما أن راكب وركب بمنزلة صاحبٍ وصحبٍ.
قال امرؤ القيس: سريت بهم حتى تكل غزيهم ** وحتى الجياد ما يقدن بأرسان
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد السابع الإثنين 01 أكتوبر 2018, 5:19 am
باب تكسير الصفة للجمع وأما ما كان فعلا فإنه يكسر على فعالٍ ولا يكسر على بناء أدنى العدد الذي هو لفعلٍ من الأسماء لأنه لا يضاف إليه ثلاثة وأربعة ونحوهما إلى العشرة وإنما يوصف بهن فأجرين غير مجرى الأسماء.
وسمعنا من العرب من يقول: فسل وفسول فكسروه على فعول كما كسروه عليه إذ كان اسما وكما شركت فعال فعولا في الاسم.
واعلم أنه ليس شيء من هذا إذا كان للآدميين يمتنع من أن تجمعه بالواو والنون.
وذلك قولك: صعبون وخدلون.
وقال الراجز: قالت سليمى لا أحب الجعدين ولا السباط إنهم مناتين وجميع هذا إذا لحقته الهاء لتأنيث كسر على فعالٍ وذلك: عبلة وعبال وكمشة وكماش وجعدة وجعاد.
وليس شيء من هذا يمتنع من التاء غير أنك لا تحرك الحرف الأوسط لأنه صفة.
وقالوا: شياه لجبات فحركوا الحرف الأوسط لأن من العرب من يقول: شاة لجبة فإنما جاءوا بالجمع على هذا واتفقوا عليه في الجمع.
وأما ربعة فإنهم يقولون: رجال ربعات ونسوة ربعات وذلك لأن أصل ربعةٍ اسم مؤنث وقع على المذكر والمؤنث فوصفا به ووصف المذكر بهذا الاسم المؤنث كما يوصف المذكرون بخمسة حين يقولون: رجال خمسة وخمسة اسم مؤنث وصف به المذكر.
وقد كسروا فعلا على فعلٍ فقالوا: رجل كث وقوم كث وقالوا: ثط وثط وجون وجون.
وقالوا: سهم حشر وأسهم حشر.
وسمعنا من العرب من يقول: قوم صدق اللقاء والواحد صدق اللقٍاء.
وقالوا: فرس ورد وخيل ورد.
وقد كسروا ما استعمل منه استعمال الأسماء على أفعلٍ وذلك: عبد وأعبد.
وقالوا: عبيد وعباد كما قالوا: كليب وكلاب وأكلب.
والشيخ نحو من ذلك قالوا: أشياخ كما قالوا: أبيات وقالوا: شيخان وشيخة.
ومثله: ضيف وضيفان مثل: رألٍ ورئلانٍ.
وقالوا: ضيف وضيوف وقالوا: وغد ووغدان كما فالوا ظهور ظهران وقالوا: وغدان فشبه بعبدٍ وعبدانٍ.
ومع ذا إنهم ربما كسروا الصفة كما يكسرون الأسماء وسترى ذلك إن شاء الله.
وأما ما كان فعلا فإنهم يكسرونه على فعالٍ كما كسروا والفعل واتفقا عليه كما انهما متفقان عليه في الأسماء.
وذلك قولك: حسن وحسان وسبطر وسباط وقطط وقطاط.
وربما كسروه على أفعالٍ لأنه مما يكسر عليه فعل فاستغنوا به عن فعالٍ.
وذلك قولهم: بطل وأبطال وعزب وأعزاب وبرم وأبرام.
وأما ما جاء على فعل الذي جمعه فعال فإذا لحقته الهاء للتأنيث كسر على فعالٍ كما فعل ذلك بفعلٍ.
وليس شيء من هذا للآدميين يمتنع من الواو والنون وذلك قولك: حسنون وعزبون.
وأما ما كان من فعلٍ على أفعال فإن مؤنثه إذا لحقته الهاء جمع بالتاء نحو بطلةٍ وبطلاتٍ من قبل أن مذكره لا يجمع على فعالٍ فيكسر هو عليه ولا يجمع على أفعالٍ لأنه ليس مما يكسر وقالوا: رجل صنع وقوم صنعون ورجل رجل وقوم رجلون - والرجل هو الرجل الشعر - ولم يكسروهما على شيء استغنى بذلك عن تكسيرهما.
وإنما منع فعل أن يطرد اطراد فعلٍ أنه أقل في الكلام من فعلٍ صفة.
كما كان أقل منه في الأسماء.
وهو في الصفة أيضا قليل.
وأما الفعل فهو في الصفات قليل وهو قولك: جنب.
فمن جمع من العرب قال: أجناب كماقالوا: أبطال فوافق فعل فعلا في هذا كما وافقه في الأسماء.
وإن شئت قلت: جنبون كما قالوا صنعون.
وقالوا: رجل شلل وهو الخفيف في الحاجة فلا يجاوزون شللون.
وأما ما كان فعلا فإنهم قد كسروه على أفعالٍ فجعلوه بدلا من فعولٍ وفعالٍ إذ كان أفعال ما يكسر عليه الفعل وهو في القلة بمنزلة فعلٍ أو أقل.
وذلك قولك: جلف وأجلاف ونضو وأنضاء ونقض وأنقاض.
ومؤنثه إذا لحقته الهاء بمنزلة مؤنث ما كسر على أفعالٍ من باب فعلٍ.
وقد قال بعض العرب: أجلف كما قالوا: أذؤب حيث كسروه على أفعل كما كسروا الأسماء.
وقالوا: أرجل صنع وقوم صنعون ولم يجاوزوا ذلك.
وليس شيء مما ذكرنا يمتنع من الواو والنون إذا عنيت الآدميين.
وقالوا: جلفون ونضوون.
وقالوا: علج وعلجة فجعلوها كالأسماء كما كان العلج كالأسماء حين قالوا: أعلاج.
ومثله في القلة فعل يقولون: رجل حلو وقوم حلوون.
ومؤنثه يجمع بالتاء.
وقالوا: مر وأمرار ويقولون: رجل جد للعظيم الجد فلا يجمعونه إلا بالواو والنون كما لم يجمعوا صنع إلا كذلك يقولون: جدون.
وصار فعل أقل من فعلٍ في الصفات إذ كان أقل منه في السماء.
وأما ما كان فعلا فإنه لم يكسر على ما كسر عليه اسما لقلته في الأسماء ولأنه لم يتمكن في الأسماء للتكسير والكثرة والجمع كفعلٍ فلما كان كذلك وسهلت فيه الواو والنون تركوا التكسير وجمعوه بالواو والنون.
وذلك: حذرون وعجلون ويقظون وندسون فألزموه هذا إذ كان فعل وهو أكثر منه قد منع بعضه التكسير نحو: صنعون ورجلون ولم يكسروا هذا على بناء أدنى العدد كما لم يكسروا الفعل عليه.
وإنما صارت الصفة أيعد من الفعول والفعال لأن الواو والنون يقدر عليهما في الصفة ولا يقدر عليهم في الأسماء لأن الأسماء أشد تمكنا في التكسير.
وقد كسروا أحرفا منه على أفعالٍ كما كسروا فعلا وفعلا.
قالوا: نجد وأنجاد ويقظ وأيقاظ.
وفعل بهذه المنزلة وعلى هذا التفسير وذلك قولهم: قوم فزعون وقوم فرقون وقوم وجلون.
وقالوا: نكد وأنكاد كما قالوا: أبطال وأجلاف وأنجاد فشبهوا هذا بالأسماء لأنه بزنتها وعلى بنائها.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad_M_Lbn في السبت 13 أكتوبر 2018, 11:16 pm عدل 2 مرات