منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)


IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 المجلد الخامس

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51891

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 7:20 am

باب الجزاء إذا كان القسم في أوَّله
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ والَّله إن أتيتني لا أفعل لا يكون إلا معتمدةً عليه اليمين‏‏.‏      

ألا ترى أنَّك لو قلت‏:‏ والله إن تأتني آتك لم يجز ولو قلت والَّله من يأتني آته كان محالاً واليمين لا تكون لغواً كلا والألف لأن اليمين لآخر الكلام وما بينهما لا يمنع الآخر أن يكون على اليمين وإذا قلت آإن تأتني آتك فكأنك لم تذكر الألف واليمين ليست هكذا في كلامهم‏‏.‏      

ألا ترى أنك تقول‏:‏ زيدٌ منطلقٌ فلو أدخلت اليمن غيَّرت الكلام‏‏.‏      

وتقول‏:‏ أنا والَّله إن تأتني لا آتك لأن هذا الكلام مبني على أنا ألا ترى أنه حسن أن تقول‏:‏ أتا والله إن تأتني آتك فالقسم ها هنا لغوٌ‏‏.‏      

فإذا بدأت بالقسم لم يجز إلا أن يكون عليه‏‏.‏      

ألا ترى أنك تقول‏:‏ لئن أتيتني لا أفعل ذاك لأنها لام قسمٍ‏‏.‏      

ولا يحسن في الكلام لئن تأتني لا أفعل لأنَّ الآخر لا يكون جزماً‏‏.‏      

وتقول‏:‏ والَّله إن أتيتني آتيك وهو معنى لا آتيك وهو معنى لا آتيك‏‏.‏      

فإن أردت أن الإتيان وأنتم لهذا الناس كالقبلة التي بها أن يضلَّ الناس يهدى ضلالها فلا يكون الآخر إلا رفعاً لأنَّ أن لا يجازى بها وإنما هي مع الفعل اسم فكأنه قال‏:‏ لأن يضلَّ الناس يهدى‏‏.‏      

وهكذا أنشده الفرزدق‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51891

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 7:21 am

باب ما يرتفع بين الجزمين وينجزم بينهما
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
فأمَّا ما يرتفع بينهما فقولك‏:‏ إن تأتني تسألني أعطك وإن تأتني تمش أمش معك‏‏.‏      

وذلك لأنك أردت أن تقول إن تأتني سائلاً يكن ذلك وإن تأتني ماشياً فعلت‏‏.‏      

وقال زهير‏:‏ ومن لا يزل يستحمل النَّاس نفسه ولا يغنها يوماً من الدهر يسأم إنما أراد‏:‏ من لا يزل مستحملاً يكن من أمره ذاك‏‏.‏      

ولو رفع يغنها جاز وكان حسناً كأنَّه قال‏:‏ من لا يزل لا يغنى نفسه‏‏.‏      

ومما جاء أيضاً مرتفعاً قول الحطيئة‏:‏ متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نارٍ عندها خير موقد وسألت الخليل عن قوله‏:‏ متى تأتنا بلمم بنا في ديارنا تجد حطباً جزلاً وناراً تأججا قال‏:‏ تلمم بدل من الفعل الأول‏‏.‏       


ونظيره في الأسماء‏:‏ مررت برجلٍ عبد الَّله فأراد أن يفسر الإتيان بالإلمام كما فسَّر الاسم الأوَّل بالاسم الآخر‏‏.‏       


ومثل ذلك أيضاً قوله أنشدنيهما الأصمعيّ عن أبي عمرو لبعض بني أسد‏:‏ إن يبخلوا أو يجبنوا أو يغدروا لا يحفلوا يغدوا عليك مرجَّلين كأنهم لم يفعلو فقوله يغدوا‏:‏ بدل من لا يحفلوا وغدوهم مرجَّلين يفسِّر أنَّهم لم يحفلوا‏‏.‏      

وسألته‏:‏ هل يكون إن تأتنا تسألنا نعطك فقال‏:‏ هذا يجوز على غير أن يكون مثل الأول لأنَّ الأوّل الفعل الآخر تفسير له وهو هو والسُّوال لا يكون الإتيان ولكنَّه يجوز على الغلط والنَّسيان ثم يتدارك كلامه‏‏.‏      

ونظير ذلك في الأسماء‏:‏ مررت برجلٍ حمارٍ كأنه نسي ثم تدارك كلامه‏‏.‏      

وسألته عن قوله جلَّ وعزَّ‏:‏ ‏"‏ ومن يفعل ذلك يلق أثاماً‏‏.‏      

يضاعف له العذاب يوم القيامة ‏"‏ فقال‏:‏ هذا كالأوّل لأن مضاعفة العذاب هو لقيٌّ الآثام‏‏.‏      

ومثل ذلك من الكلام‏:‏ إن تأتنا بحسن إليك نعطك ونحميك تفسر الإحسان بشيء هو هو وتجعل الآخر بدلاً من الأول‏‏.‏      

فإن قلت‏:‏ إن تأتني آتك أقل ذاك كان غير جائز لأنَّ القول ليس بالإتيان إلا أن تجيزه على ما جاز عليه تسألنا وأمَّا ما ينجزم بين المجزومين فقولك‏:‏ إن تأتني ثمَّ تسألني أعطك وإن تأتني فتسألني أعطك وإن تأتنيي وتسألني أعطك‏‏.‏      

وذلك لأنَّ هذه الحروف يشركن الآخر فيما دخل فيه الأول‏‏.‏      

وكذلك أو وما أشبههنَّ‏‏.‏      

ولا يجوز في ذا الفعل الرفع‏‏.‏      

وإنَّما كان الرفع في قوله متى تأته تعشو لأنَّه في موضع عاش كأنه قال‏:‏ متى تأته عاشياً‏‏.‏      

ولو قلت متى تأته وعاشياً كان محالاً‏‏.‏      

فإنَّما أمرهن أن يشركن بين الأوّل والآخر‏‏.‏      

وسألت الخليل عن قوله‏:‏ إن تأتني فتحدثني أحدثك وإن تأتني وتحدثني أحدِّثك فقال‏:‏ هذا يجوز والجزم الوجه‏‏.‏       


ووجه نصبه على أنه حمل الآخر على الاسم كأنه أراد إن يكن إتيان فحديث أحدِّثك فلمَّا قبح أن يرد الفعل على الاسم نوى أن لأن الفعل معها اسم‏‏.‏      

وإنما كان الجزم الوجه لأنه إذا نصب كان المعنى معنى الجزم فيما أراد من الحديث فلمّا كان ذلك كان أن يحمل على الذي عمل فيما يليه أولى وكرهوا أن يتخطَّوا به من بابه إلى آخر إذا وسألته عن قول ابن زهير‏:‏ ومن لا يقدِّم رجله مطمئنة فيثبتها في مستوى الأرض يزلق فقال‏:‏ النصب في هذا جيِّد لأنه أرادها هنا من المعنى ما أراد في قوله‏:‏ لا تأتينا إلا لم تحدِّثنا فكأنه قال‏:‏ من لا يقدَّم إلا لم يثبت زلق‏‏.‏      

ولا يكون أبداً إذا قلت‏:‏ إن تأتني فأحدثك الفعل الآخر الا رفعا وإنَّما منعه أن يكون مثل ما انتصب بين المجزومين أنّ هذا منقطع من الأوّل شريك له وإذا قلت إن يكن إتيان فحديثٌ أحدثك فالحديث متصل بالأول ألا ترى أنَّك إذا قلت‏:‏ إن يكن إتيانٌ فحديث ثمّ سكتَّ وجعلته جواباً لم يشرك الأول وكان مرتفعاً بالابتداء‏‏.‏       


وتقول‏:‏ إن تأتني لآتك فأُحدثك‏‏.‏      

هذا الوجه وإن شئت ابتدأتَ‏‏.‏      

وكذلك الواو وثمَّ وإن شئت نصبت بالواو والفاء كما نصبت ما كان بين المجزومين‏‏.‏      

واعلم أنّ ثمَّ لا ينصب بها كما ينصب بالواو والفاء ولم يجعلوها مما يضمر بعده أن وليس يدخلها من المعاني ما يدخل في الفاء وليس معناها معنى الواو ولكنها تشرك ويبتدأ بها‏‏.‏      

واعلم أنّ ثمَّ إذا أدخلته على الفعل الذي بين المجزومين لم يكن إلَّا جزماً لأَّنه ليس مما ينصب‏‏.‏      

وليس يحسن الابتداء لأنَّ ما قبله لم ينقطع‏‏.‏      

وكذلك الفاء والواو وأو إذا لم ترد بهن النصب فإذا انقضى الكلام ثم جئت بثمَّ فإن شئت جزمت وإن شئت رفعت‏‏.‏      

وكذلك الواو والفاء‏‏.‏      

قال الَّله تعالى‏:‏ ‏"‏ وإن يقاتلوكم يولّوكم الأدبار ثمَّ لا ينصرون ‏"‏ وقال تبارك وتعالى‏:‏ ‏"‏ وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثمَّ لا يكونوا أمثالكم ‏"‏ إِّلا أنَّه قد يجوز النصب بالفاء والواو‏‏.‏      

وبلغنا أنَّ بعضهم قرأ‏:‏ ‏"‏ يحاسبكم به الَّله فيغفر لمن يشاء ويعذِّب من يشاء ‏"‏ والَّله على كل شيء قدير ‏"‏.

وتقول‏:‏ إن تأتني فهو خير لك وأكرمك وإن تأتني فأنا لآتيك وأحسن إليك‏‏.‏      

وقال عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏"‏ وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خيرٌ لكم ونكفر عنكم من سيئاتكم ‏"‏‏‏.‏      

والرفع ههنا وجه الكلام وهو الجيِّد لأنَّ الكلام الذي بعد الفاء جرى مجراه في غير الجزاء فجرى الفعل هنا كما كان يجري في غير الجزاء‏‏.‏      

وقد بلغنا أنَّ بعض القرَّاء قرأ‏:‏ ‏"‏ من يضلل الَّله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون ‏"‏ وذلك لأنَّه حمل الفعل على موضع الكلام لأنَّ هذا الكلام في موضع يكون جواباً لأنّ أصل الجزاء الفعل وفيه تعمل حروف الجزاء ولكنَّهم قد يضعون في موضع الجزاء غيره‏‏.‏      

ومثل الجزم ههنا النصب في قوله‏:‏ فلسنا بالجبال ولا الحديدا وتقول‏:‏ إن تأتني فلن أوذيك وأستقبلك بالجميل فالرفع ههنا الوجه إذا لم يكن محمولاً على لن كما قال الرفع الوجه في قوله فهو خير لك وأكرمك ومثل ذلك إن أتيتني لم آتك وأحسن إليك فالرفع الوجه إذا لم تحمله على لم كما كان ذلك في لن‏‏.‏      

وأحسن ذلك أن تقول‏:‏ إن تأتني لا آتك كما أن أحسن الكلام أن تقول‏:‏ إن أتيتني لم آتك‏‏.‏      

وذلك أنّ لم أفعل نفي فعل وهو مجزوم بلم ولا أفعل نفي أفعل وهو مجزوم بالجزاء‏‏.‏      

فإذا قلت‏:‏ إن تفعل فأحسن الكلام أن يكون الجواب أفعل وهو مجزوم بالجزاء‏‏.‏      

فإذا قلت‏:‏ إن تفعل فأحسن الكلام أن يكون الجواب أفعل لأنه نظيره من الفعل‏‏.‏      

وإذا قال إن فعلت فأحسن الكلام أن تقول‏:‏ فعلت لأنَّه مثله‏‏.‏      

فكما ضعف فعلت مع أفعل وأفعل مع فعلت قبح لم أفعل مع يفعل لأن لم أفعل نفي فعلت‏‏.‏      

وقبح لا أفعل مع فعل لأنها نفي أفعل‏‏.‏      

واعلم أنَّ النصب بالفاء والواو في قوله‏:‏ إن تأتني لآتك وأعطيك ضعيف وهو نحومن قوله‏:‏ وألحق بالحجاز فأستريحا فهذا يجوز وليس بحد الكلام ولا وجهه إلَّا أنَّه في الجزاء صار أقوى قليلاً لأنّه ليس بواجب أنّه يفعل إلّا أن يكون من الأول فعلٌ فلمَّا ضارع الذي لا يوجبه كالاستفهام ونحوه أجازوا فيه هذا على ضعفه وإن كان معناه كمعنى ما قبله إذا قال وأعطيك‏‏.‏      

وإنَّما هو في المعنى كقوله ومن يغترب عن قومه لا يزل يرى مصرع مظلومٍ مجراً ومسحبا وتدفن منه الصالحات وإن يسىء يكن ما أساء النار في رأس كبكبا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51891

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 7:24 am

باب من الجزاء ينجزم فيه الفعل
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
إذا كان جواباً لأمرٍ أو نهي أو استفهام أو تمنِّ أو عرض فأما ما انجزم بالأمر فقولك‏:‏ ائتني آتك‏‏.‏      

وأما ما انجزم بالنهي فقولك‏:‏ لا تفعل يكن خيراً لك‏‏.‏      

وأمّا ما انجزم بالاستفهام فقولك‏:‏ ألا تأتيني أحدثِّك وأين تكون أزرك وأمّا ما انجزم بالتّمني فقولك‏:‏ ألا ماءَ أشربه وليته عندنا يحدَّثنا‏‏.‏      

وأمَّا ما انجزم بالعرض فقولك‏:‏ ألا تنزل تصب خيراً‏‏.‏      

وإنَّما انجزم هذا الجواب كما انجزم جواب إن تأتني بإن تأتني لأنَّهم جعلوه معلَّقاً بالأوّل عير مستغنٍ عنه إذا أرادوا الجزاء كما أنَّ إن تأتني عير مستغنية عن آتك‏‏.‏      

وزعم الخليل‏:‏ أنَّ هذه الأوائل كلَّها فيها معنى إن فلذلك انجزم الجواب لأنه إذا قال ائتني آتك فإنّ معنى كلامه إن يكن منك إتيان آتك وإذا قال‏:‏ أين بيتك أزرك فكأنّه قال إن أعلم مكان بيتك أزرك لأنّ قوله أين بيتك يريد به‏:‏ أعلمني‏‏.‏      

وإذا قال ليته عندنا يحدثنا فإنّ معنى هذا الكلام إن يكن عندنا يحدَّثنا وهو يريد ههنا إذا تمنَّى ما أراد في الأمر‏‏.‏      
وإذا قال لو نزلت فكأنَّه قال انزل‏‏.‏      

ومما جاء من هذا الباب في القرآن وغيره قوله عزّ وجلّ‏:‏ ‏"‏ هل أدلُّكم على تجارةٍ تنجيكم من عذابِ أليم‏‏.‏      
تؤمنون بالَّله ورسوله وتجاهدون في سبيل الَّله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون ‏"‏ فلمَّا انقضت الآية قال‏:‏ ‏"‏ يغفر لكم ‏"‏‏‏.‏      

ومن ذلك أيضاً‏:‏ أتينا أمس نعطيك اليوم أي إن كنت أتيتنا أمس أعطيناك اليوم‏‏.‏      

هذا معناه فإن كنت تريد أن تقررِّه بأنه قد فعل فإنَّ الجزاء لا يكون لأنَّ الجزاء إنَّما يكون في غير الواجب‏‏.‏      
ومما جاء أيضاً منجزماً بالاستفهام قوله وهو رجل من بني تغلب جابر ابن حنى‏:‏ ألا تنتهي عنَّا ملوك وتتقى محارمنا لا يبؤ الدَّم بالدَّم وقال الراجز‏:‏ متى أنام لا يؤرقني الكرى ليلاً ولا أسمع أجراس المطى كأنّه قال‏:‏ إن يكن منِّى نومٌ في غير هذه الحال لا يؤرقني الكرىُّ كأنَّه لم يعَّد نومه في هذه الحال نوماً‏‏.‏      

وتقول‏:‏ ائتني آتك فتجزم على ما وصفنا وإن شئت رفعت على أن لا تجعله معلقاً بالأوَّل ولكنَّك تبتدئه وتجعل الأوّل مستغنياً عنه كأنَّه يقول‏:‏ ائتني أنا آتيك‏‏.‏      

ومثل ذلك قول الشاعر وهو الأخطل‏:‏ وقال رائدهم أرسوا نزاولها فكل حتف أمريءٍ يمضي لمقدار وقال الأنصاري‏:‏ يا مال والحق عنده فقفوا تؤتون فيه الوفاء معترفا كأنّه قال‏:‏ إنكم تؤتون فيه الوفاء معترفاً‏‏.‏      
وقال معروف‏:‏ كونوا كمن واسى أخاه بنفسه نعيش جميعاً أو نموت كلانا كأنه قال‏:‏ كونوا هكذا إنّا نعيش جميعاً أو نموت كلانا إن كان هذا أمرنا‏‏.‏      

وزعم الخليل‏:‏ أنَّه يجوز أن يكون نعيش محمولاً على كونوا كأنه قال‏:‏ كونوا نعيش جميعاً أو نموت كلانا‏‏.‏       وتقول‏:‏ لا تدن منه يكن خيراً لك‏‏.‏      

فإن قلت‏:‏ لا تدن من الأسديا كلك فهو قبيح إن جزمت وليس وجه كلام الناس لأنَّك لا تريد أن تجعل تباعده من الأسد سبباً لأكله‏‏.‏      

وإن رفعت فالكلام حسن كأنك قلت‏:‏ لا تدن منه فإنَّه يأكلك‏‏.‏      

وإن أدخلت الفاء فهو حسن وذلك وليس كلُّ موضع تدخل فيه الفاء يحسن فيه الجزاء‏‏.‏      

ألا ترى أنه يقول‏:‏ ما أتيتنا فتحثنا والجزاء ههنا محال‏‏.‏      

وإنما قبح الجزم في هذا لأنه لا يجيء فيه المعنى الذي يجيء إذا أدخلت الفاء‏‏.‏      

وسمعنا عربياً موثوقاً بعربيته يقول‏:‏ لا تذهب به تغلب عليه فهذا كقوله‏:‏ لا تدن من الأسد يأكلك‏‏.‏      

وتقول‏:‏ ذره يقل ذاك وذره يقول ذاك فالرفع من وجهين‏:‏ فأحدهما الإبتداء والآخر على قولك‏:‏ ذره قائلاً ذاك فتجعل يقول في موضع قائل‏‏.‏      

فمثل الجزم قوله عزّ وجلّ‏:‏ ‏"‏ ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل ‏"‏ ومثل الرفع قوله تعالى جدٌّه‏:‏ ‏"‏ ذرهم في خوضهم يلعبون ‏"‏‏‏.‏      

وتقول‏:‏ ائتني تمشي أي ائتني ماشياً وإن شاء جزمه على أنه إن أتاه مشي فيما يستقبل فيما يستقبل‏‏.‏      

وإن شاء رفعه على الإبتداء‏‏.‏      

وقال عز وجل‏:‏ ‏"‏ فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً لا تخاف دركاً ولا تخشى ‏"‏‏‏.‏      

فالرفع على وجهين‏:‏ على الإبتداء وعلى قوله‏:‏ اضربه غير خائفٍ ولا خاشٍ‏‏.‏      

وتقول‏:‏ قم يدعوك لأنك لم ترد أن تجعله دعاءً بعد قيامه ويكون القيام سبباً له ولكنَّك أردت‏:‏ قم إنّه يدعوك‏‏.‏      

وإن أردت ذلك المعنى جزمت‏‏.‏      

كرُّوا إلى حرَّيتكم تعمرونهما كما تكرُّ إلى أوطانها البقر فعلى قوله‏:‏ كرُّوا عامرين‏‏.‏      

وإن شئت رفعت على الابتداء‏‏.‏      

وتقول‏:‏ مره يحفرها وقل له يقل ذاك‏‏.‏      

وقال الَّله عزّ وجلّ‏:‏ ‏"‏ قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصّلاة وينفقوا ممَّا رزقناهم ‏"‏‏‏.‏      

ولو قلت مره يحفرها على الابتداء كان جيَّداً‏‏.‏      

وقد جاء رفعه على شيء هو قليل في الكلام على مره أن يحفرها فإذا لم يذكروا أن جعلوا المعنى بمنزلته في عسينا نفعل‏‏.‏      

وهو في الكلام قليل لا يكادون يتكلمون به فإذا تكلموا به فالفعل كأنه في موضع اسم منصوب كأنه قال‏:‏ عسى زيد قائلاً ثم وضع يقول في موضعه‏‏.‏      

وقد جاء في الشعر قال طرفة بن العبد‏:‏ ألا أبهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد الَّلذات هل أنت مخلدي وسألته عن قوله عزّ وجل‏:‏ ‏"‏ قل أفغير الَّله تأمروني أعبد أيُّها الجاهلون ‏"‏ فقال‏:‏ تأمرونِّي كقولك‏:‏ هو يقول ذاك بلغني فبلغني لغو فكذلك تأمرونِّي كأنه قال‏:‏ فيما تأمرونِّي كأنّه‏‏.‏      

قال فيما بلغني‏‏.‏      

وإن شئت كان بمنزلة‏:‏ ألا أيُّهذا الزاجري أحضر الوغى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51891

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 7:26 am

باب الحروف التي تنزل بمنزلة الأمر والنهي لأنّ فيها معنى الأمر والنهي.
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
فمن تلك الحروف‏:‏ حسبك وكفيك وشرعك وأشباهها‏‏.‏      

تقول‏:‏ حسبك ينم الناس‏‏.‏      

ومثل ذلك‏:‏ ‏"‏ اتّقي الَّله امرؤ وفعل خيراً يثب عليه ‏"‏ لأنّ فيه معنى ليتَّق الَّله امرؤ وليفعل خيراً‏‏.‏      

وكذلك ما أشبه هذا‏‏.‏      

وسألت الخليل عن قوله عزّ وجلّ‏:‏ ‏"‏ فأصَّدق وأكن من الصالحين ‏"‏ فقال‏:‏ هذا كقول زهير‏:‏ بدا لي أنّي لست مدرك ما مضى ولا سابق شيئاً إذا كان جائيا فإنَّما جرّوا هذا لأنَّ الأوّل قد يدخله الباء فجاءوا بالثاني وكأنَّهم قد أثبتوا في الأول الباء فكذلك هذا لما كان الفعل الذي قبله قد يكون جزماً ولا فاء فيه تكلّموا بالثاني وكأنهم قد جزموا قبله فعلى هذا توهمّوا هذا‏‏.‏      

وأما قول عمرو بن عمّار الطائيّ‏:‏ فقلت له صوِّب ولا تجهدنَّه فيدنك من أخرى القطاة فتزلق فهذا على النهي كما قال‏:‏ لا تمددها فتشققها كأنَّه قال‏:‏ لا تجهدنّه ولا يدنينّك من أخرى القطاة ومثله من النهي‏:‏ لا يرينَّك ههنا ولا أرينَّك ههنا‏‏.‏      

وسألته عن آتي الأمير لا يقطع الِّصَّ فقال‏:‏ الجزاء ها هنا خطأ لا يكون الجزاء أبداً حتى يكون الكلام الأول غير واجب إلا أن يضطرَّ شاعر‏‏.‏      

ولا نعلم هذا جاء في شعر البتَّة‏‏.‏      

وسألته عن قوله‏:‏ أما أنت منطلقاً أنطلق معك فرفع‏‏.‏      

وهو قول أبي عمرو وحدثنا به يونس‏‏.‏      

وذلك لأنّه لا يجازي بأن كأنّه قال‏:‏ لأن صرت منطلقاً أنطلق معك‏‏.‏      

وسألته عن قوله‏:‏ ما تدوم لي أدوم لك فقال‏:‏ ليس في هذا جزاء من قبل أن الفعل صلة لما فصار بمنزلة الّذي وهو بصلته كالمصدر ويقع على الحين كأنّه قال‏:‏ أدوم لك دوامك لي‏‏.‏      

فما ودمت بمنزلة الدَّوام‏‏.‏      

ويدلّك على أنَّ الجزاء لا يكون ها هنا أنك لا تستطيع أن تستفهم بما تدوم على هذا الحدّ‏‏.‏      

ومثل ذلك‏:‏ كلَّما تأتيني آتيك فالإتيان صلة لما كأنه قال‏:‏ كلَّ إتيانك آتيك وكلَّما تأتيني يقع أيضاً على الحين كما كان ما تأتيني يقع على الحين‏‏.‏      

ولا يستفهم بما تدوم‏‏.‏      

وسألته عن قوله‏:‏ الذي يأتيني فله درهمان لم جاز دخول الفاء ها هنا والَّذي يأتيني بمنزلة عبد اللَّه وأنت لا يجوز لك أن تقول عبد الَّله فله درهما فقال‏:‏ إنَّما يحسن في الَّذي لأنه جعل الآخر جواباً للأوَّل وجعل الأوّل به يجب له الدرهمان فدخلت الفاء ها هنا كما دخلت في الجزاء إذا قال‏:‏ إن يأتني فله درهمان‏‏.‏      

وإن شاء قال‏:‏ الذي يأتيني له درهمان كما تقول‏:‏ عبد الَّله له درهمان غير أنَّه إنما أدخل الفاء لتكون العطّية مع وقوع الإتيان فإذا أدخل الفاء فإنما يجعل الإتيان سبب ذلك‏‏.‏      

فهذا جزاء وإن لم يجزم لأنَّه صلة‏‏.‏      

ومثل ذلك قولهم‏:‏ كلّ رجل يأتينا فله درهمان‏‏.‏      

ولو قال‏:‏ كلّ رجل فله درهمان كان محالاً لأنه لم يجيْ بفعل ولا بعمل يكون له جوابٌ‏‏.‏      

ومثل ذلك‏:‏ ‏"‏ الذَّين ينفقون أموالهم بالَّليل والنَّهار سرَّاّ وعلانيةً فلهم أجرهم عند ربِّهم ‏"‏ وقال تعالى جدُّه‏:‏ ‏"‏ قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ‏"‏ ومثل ذلك‏:‏ ‏"‏ إنّ الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثمَّ لم يتوبوا فلهم عذاب جهنَّم ولهم عذاب الحريق‏‏.‏      

وسألت الخليل عن قوله جلَّ ذكره‏:‏ ‏"‏ حتَّى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها ‏"‏ أين جوابها وعن قوله جل وعلا‏:‏ ‏"‏ ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب ‏"،‏ ‏"‏ ولو يرى إذ وقفوا على النَّار ‏"‏ فقال‏:‏ إن العرب قد تترك في مثل هذا الخبر الجواب في كلامهم لعلم المخبر لأيِّ شيء وضع هذا الكلام‏‏.‏      

وزعم أنَّه قد وجد في أشعار العرب ربَّ لا جواب لها‏‏.‏      

من ذلك قول الشمّاخ‏:‏ ودوّيّةٍ قفرٍ تمشِّى نعامها كمشي النَّصارى في خفاف الأرندج وهذه القصيدة التي فيها هذا البيت لم يجيء فيها جوابٌ لربَّ لعلم المخاطب أنّه يريد باب الأفعال في القسم اعلم أنَّ القسم توكيدٌ لكلامك‏‏.‏       


فإذا حلفت على فعلٍ غير منفيّ لم يقع لزمته اللامُ‏‏.‏      

ولزمت اللام النونُ الخفيفة أو الثقيلة في آخر الكلمة‏‏.‏      

وذلك قولك‏:‏ والَّله لأفعلنَّ‏‏.‏      

وزعم الخليل‏:‏ أن النون تلزم اللام كلزوم اللام في قولك‏:‏ إن كان لصالحاً فإن بمنزلة اللام واللام بمنزلة النون في آخر الكلمة‏‏.‏      

واعلم أنّ من الأفعال أشياء فيها معنى اليمين يجري الفعل بعدها مجراه بعد قولك واللَّه وذلك قولك‏:‏ أقسم لأفعلنَّ وأشهد لأفعلنَّ وأقسمت باللَّه عليك لتفعلنَّ‏‏.‏      

وإن كان الفعل قد وقع وحلفت عليه لم تزد على اللام وذلك قولك‏:‏ والَّله لفعلت‏‏.‏      

وسمعنا من العرب من يقول‏:‏ والَّله لكذبت وواللَّه لكذب‏‏.‏      

فالنون لا تدخل على فعلٍ قد وقع إنَّما تدخل على غير الواجب‏‏.‏      

وإذا حلفت على فعلٍ منفيٍّ لم تغيِّره عن حاله التي كان عليها قبل أن تحلف وذلك قولك‏:‏ والَّله لا أفعل‏‏.‏      

وقد يجوز لك وهو من كلام العرب - أن تحذف لا وأنت تريد معناها وذلك قولك‏:‏ والَّله أفعل ذلك أبداً تريد‏:‏ والَّله لا أفعل ذلك أبداً‏‏.‏      

وقل‏:‏ وسألت الخليل عن قولهم‏:‏ أقسمت عليك إلاَّ فعلت ولّما فعلت لم جاز هذا في هذا الموضع وإنّما أقسمت ها هنا كقولك‏:‏ والَّله فقال‏:‏ وجه الكلام لتفعلنَّ هاهنا ولكنهم إنما أجازوا هذا لأنهم شبهوه بنشدتك الله إذ كان فيه معنى الطلب‏‏.‏      

وسألته عن قوله إذا جاءت مبتدأةً ليس قبلها ما يحلف به فقال‏:‏ إنّما جاءت على نيَّة اليمين وإن لم يتكلَّم بالمحلوف به‏‏.‏      

واعلم أنَّك إذا أخبرت عن غيرك أنَّه أكَّد على نفسه أو على غيره فالفعل يجري مجراه حيث حلفت أنت وذلك قولك‏:‏ أقسم ليفعلنَّ واستحلفه ليفعلنّ وحلف ليفعلنَّ ذلك وأخذ عليه لا يفعل ذلك أبداً‏‏.‏      

وذاك أنَّه أعطاه من نفسه في هذا الموضع مثل ما أعطيت أنت من نفسك حين حلفت كأنَّك قلت حين قلت أقسم ليفعلَّن قال واللَّه ليفعلنَّ وحين قلت استحلفه ليفعلنَّ قال له واللَّه ليفعلنَّ‏‏.‏      

ومثل ذلك قوله تعالى جدُّه‏:‏ ‏"‏ وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلاَّ الَّله ‏"‏‏‏.‏      

وسألته‏:‏ لِمَ لَم يجز والَّله تفعل يريدون بها معنى ستفعل فقال‏:‏ من قبل أنَّهم وضعوا تفعل ها هنا محذوفة منها لا وإنما تجيء في معنى لا أفعل فكرهوا أن تلتبس إحداهما بالأخرى‏‏.‏      

فقلت‏:‏ فلم ألزمت النون آخر الكلمة فقال‏:‏ لكي لا يشبه قوله إنه ليفعل لأنّ الرجل إذا قال هذا فإنما يخبر بفعلٍ واقع فيه الفاعل كما ألزموا اللام‏:‏ إن كان ليقول مخافة أن يلتبس بما كان يقول وسألته عن قوله عزّ وجل‏:‏ ‏"‏ وإذ أخذ الَّله ميثاق النَّبييِّن لما آتيتكم من كتابٍ وحكمةٍ ثمَّ جاءكم رسول مصدِّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنَّه ‏"‏ فقال‏:‏ ما ههنا بمنزلة الّذي ودخلتها اللام كما دخلت على إن حين قلت‏:‏ واللّه لئن فعلت لأفعلنّ واللام التي في ما كهذه التي في إن واللام التي في الفعل كهذه التي في الفعل هنا‏‏.‏      

ومثل هذه هذه اللام الأولى أن إذا قلت‏:‏ والَّله أن لو فعلت لفعلت‏‏.‏      

وقال‏:‏ فأقسم أن لو التقينا وأنتم لكان لكم يوم من الشرِّ مظلم فأن في لو بمنزلة اللام في ما فأوقعت ها هنا لامين‏:‏ لام للأول ولام للجواب ولام الجواب هي التي يعتمد عليها القسم فكذلك الامان في قوله عز وجل‏:‏ ‏"‏ لما آتيتكم من كتابٍ وحكمةٍ ثمَّ جاءكم رسول مصدَّق لما معكم لتؤمننَّ به ولتنصرنَّه ‏"‏ لام للأوّل وأخرى للجواب‏‏.‏       


ومثل ذلك ‏"‏ لمن تبعك منهم لأملأنَّ ‏"‏ إنما دخلت اللام على نيّة اليمين‏‏، والَّله أعلم‏‏.‏      

وسألته عن قوله عز وجل‏:‏ ‏"‏ ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفراً لظلّوا من بعده يكفرون ‏"‏ فقال‏:‏ هي في معنى ليفعلنَّ كأنه قال ليظلَّن كما تقول‏:‏ والَّله لا فعلت ذاك أبداً تريد معنى لا أفعل‏‏.‏      

وقالوا‏:‏ لئن زرته ما يقبل منك وقال‏:‏ لئن فعلت ما فعل يريد معنى ما هو فاعلٌ وما يفعل كما كان لظلُّوا مثل ليظلّن وكما جاءت‏:‏ ‏"‏ سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون ‏"‏ على قوله‏:‏ أم صمتٌّم فكذلك جاز هذا على ما هو فاعل‏‏.‏      

قال عز وجل‏:‏ ‏"‏ ولئن أتيت الّذين أوتوا الكتاب بكلِّ آية مَّا تبعوا قبلتك ‏"‏ أي ما هم تابعين‏‏.‏      

وقال‏:‏ سبحانه‏:‏ ‏"‏ ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده ‏"‏ أي ما يمسكهما من أحدٍ‏‏.‏      

وأما قوله عز وجلّ‏:‏ ‏"‏ وإنَّ كلاًّ لما ليوفِّينهم ربُّك أعمالهم ‏"‏ فإن إنّ حرف توكيد فلها لام كلام اليمين لذلك أدخلوها كما أدخلوها في‏:‏ ‏"‏ إن كلُّ نفسٍ لما عليها حافظ ‏"‏ ودخلت اللام التي في الفعل على اليمين كأنَّه قال‏:‏ إنّ زيداً لما واللَّه ليفعلنَّ‏‏.‏      

وقد يستقيم في الكلام إنّ زيداً ليضرب وليذهب ولم يقع ضرب‏‏.‏      

والأكثر على ألسنتهم كما خبَّرتك في اليمين فمن ثمَّ ألزموا النون في اليمين لئلا يلتبس بما هو واقع‏‏.‏      

قال الَّله عز وجل‏:‏ ‏"‏ إنَّما جعل السَّبت على الذين اختلفوا فيه وإنّ ربَّك ليحكم بينهم يوم القيامة ‏"‏‏‏.‏      

وقال لبيد‏:‏ ولقد علمت لتأتين منيَّتي إنَّ المنايا لا تطيش سهامها كأنَّه قال‏:‏ والَّله لتأتينّ كما قال‏:‏ قد علمت لعبد اللّه خير منك وقال‏:‏ أظنُّ لتسبقنّني وأظنُّ ليقومنَّ لأنه بمنزلة علمت‏‏.‏      

وقال عزّ وجل‏:‏ ‏"‏ ثم بدا لهم من بعدما رأوا الآيات ليسجننّه ‏"‏ لأنه موضع ابتداء‏‏.‏      

ألا ترى أنك لو قلت‏:‏ بدا لهم أيُّهم أفضل لحسن كحسنه في علمت كأنك قلت‏:‏ ظهر لهم أهذا أفضل أم هذا‏‏.‏      

الحروف التي لا تقدِّم فيها الأسماء الفعل فمن تلك الحروف العوامل في الأفعال الناصبة‏‏.‏      

ألا ترى أنك لا تقول‏:‏ جئتك كي زيد يقول ذاك ولا خفت أن زيد يقول ذاك‏‏.‏      

فلا يجوز أن تفصل بين الفعل والعامل فيه بالاسم كما لا يجوز أن تفصل بين الاسم وبين إنّ وأخواتها بفعلٍ‏‏.‏      

ومما لا تقدَّم فيه الأسماء الفعل الحروف العوامل في الأفعال الجازمة وتلك‏:‏ لم ولمّا ولا التي تجزم الفعل في النهيولا التي تجزم في الأمر‏‏.‏      

ألا ترى أنّه لا يجوز أن تقول‏:‏ لم زيد يأتك فلا يجوز أن تفصل بينها وبين الفعل بشيء كما لم يجز أن تفصل بين الحروف التي تجرّ وبين الأسماء بالأفعال لأنّ الجزم نظير الجر‏‏.‏      

ولا تجوز أن تفصل بينها وبين الفعل بحشوٍ كما لا تجوز لك أن تفصل بين الجارّ والمجرور بحشوٍ إلاّ في شعر‏‏.‏      

ولا يجوز ذلك في التي تعمل في الأفعال فتنصب كراهة أن تشبَّه بما يعمل في الأسماء‏‏.‏      

ألا ترى أنّه لا يجوز أن تفصل بين الفعل وبين ما ينصبه بحشوٍ كراهية أن يشبهوه بما يعمل في الاسم لأنّ الاسم ليس كالفعل وكذلك ما يعمل فيه ليس كما يعمل في الفعل‏‏.‏      

ألا ترى إلى كثرة ما يعمل في الاسم وقلّة هذا‏‏.‏      

فهذه الأشياء فيما يجزم أردأ وأقبح منها في نظيرها من الأسماء وذلك أنّك لو قلت‏:‏ جئتك كي بك يؤخذ زيد لم يجز وصار الفصل في الجزم والنصب أقبح منه في الجرّ لقلّة ما يعمل في الأفعال وكثرة ما ينسى في الأسماء‏‏.‏  
   
واعلم أنّ حروف الجزاء يقبح أن تتقدّم الأسماء فيها قبل الأفعال وذلك لأنّهم شبّهوها بما يجزم مما ذكرنا إلا أنّ حروف الجزاء قد جاز فيها ذلك في الشعر لأنّ حروف الجزاء يدخلها فعل ويفعل ويكون فيها الاستفهام فترفع فيها الأسماء وتكون بمنزلة الّذي فلّما كانت تصرَّف هذا التصُّرف وتفارق الجزم ضارعت ما يجبرُّ من الأسماء التي إن شئت استعملتها غير مضافة نحو‏:‏ ضارب عبد الَّله لأنك إن شئت نوّنت ونصبت وإن شئت لم تجاوز الاسم العامل في الآخر يعني ضاربٍ فلذلك لم تكن مثل لم ولا في النهي واللام في الأمر لأنهن لا يفارقن الجزم‏‏.‏       


ويجوز الفرق في الكلام في إن إذا لم تجزم في اللفظ نحو قوله‏:‏ عاود هراة وإن معمورها خربا فإن جزمت ففي الشعر لأنه يشبَّه بلم وإنّما جاز في الفصل ولم يشبه لم لأنّ لم لا يقع بعدها فعل وإنما جاز هذا في إن لأنّها أصل الجزاء ولا تفارقه فجاز هذا كما جاز إضمار الفعل وأما سائر حروف الجزاء فهذا فيه ضعف في الكلام لأنَّها ليست كإن فلو جاز في إن وقد جزمت كان أقوى إذ جاز فيها فعل‏‏.‏      

وممَّا جاء في الشعر مجزوماً في غير إن قول عدىَّ بن زيد‏:‏ فمتى واغلٌ ينبهم يحيّو - هـ هو وتعطف عليه كأس الساقي وقال كعب بن جعيل‏:‏ صعدة نابتة في حائر أينما الريح تميَّلها تمل ولو كان فعل كان أقوى إذ كان ذلك جائزاً في إن في الكلام‏‏.‏      

واعلم أنًّ قولهم في الشعر‏:‏ إن زيد يأتك يكن كذا إنّما ارتفع على فعلٍ هذا تفسيره كما كان ذلك في قولك‏:‏ إن زيداً رأيته يكن ذلك لأنه لا تبتدأ بعدها الأسماء ثم يبني عليها‏‏.‏      

فإن قلت‏:‏ إن تأتني زيد يقل ذاك جاز على قول من قال‏:‏ زيداً ضربته وهذا موضع ابتداء ألا ترى أنك لو جئت بالفاء فقلت‏:‏ إن تأتني فأنا خير لك كان حسناً‏‏.‏      

وإن لم يحمله على ذلك رفع وجاز في الشعر كقوله‏:‏ الله يشكرها ومثل الأوّل قول هشام المرّى‏.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51891

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 7:53 am

هذا باب الحروف التي لا يليها بعدها إلا الفعل
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
ولا تغير الفعل عن حاله التي كان عليها قبل أن يكون قبله شيء منها فمن تلك الحروف قد لا يفصل بينها وبين الفعل بغيره وهو جواب لقوله أفعل كما كانت ما فعل جواباً لهل فعل إذا أخبرت أنه لم يقع‏‏.‏      

ولمّا يفعل وقد فعل إنَّما هما لقومٍ ينتظرون شيئاً‏‏.‏      

فمن ثم أشبهت قد لمّا في أنَّها لا يفصل بينها وبين الفعل‏‏.‏      

ومن تلك الحروف أيضاً سوف يفعل لأنها بمنزلة السين التي في قولك سيفعل‏‏.‏      

وإنما تدخل هذه السين على الأفعال وإنَّما هي إثبات لقوله لن يفعل فأشبهتها في أن لا يفصل بينها وبين الفعل‏‏.‏      
ومن تلك الحروف‏:‏ ربمّا وقلّما وأشباههما جعلوا ربَّ مع ما بمنزلة كلمة واحدة وهيئوها ليذكر بعدها الفعل لأنهم لم يكن لهم سبيل إلى ‏"‏ ربَّ يقول ‏"‏ ولا إلى ‏"‏ قلَّ يقول ‏"‏ فألحقوهما ما وأخلصوهما للفعل‏‏.‏      

ومثل ذلك‏:‏ هلا ولولا وألاَّ ألزموهنّ لا وجعلوا كلَّ واحدة مع لا بمنزلة حرف واحد وأخلصوهنّ للفعل حيث دخل فيهن معنى التحضيض‏‏.‏      

صددن فأطولت الصدود وقلَّما وصال على طول الصدود يدوم واعلم أنّه إذا اجتمع بعد حروف الاستفهام نحو هل وكيف ومن اسم وفعل كان الفعل بأن يلي حرف الاستفهام أولى لأنّها عندهم في الأصل من الحروف التي يذكر بعدها الفعل‏‏.‏      

وقد بيِّن حالهنَّ فيما مضى‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51891

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 7:55 am

هذا باب الحروف التي يجوز أن يليها بعدها الأسماء
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
ويجوز أن يليها بعدها الأفعال وهي لكن وإنما وكأنما وإذ ونحو ذلك لأنَّها حروف لا تعمل شيئاً فتركت الأسماء بعدها على حالها كأنَّه لم يذكر قبلها شيء فلم يجاوز ذا بها إذ كانت لا تغيَّر ما دخلت عليه فيجعلوا الاسم أولى بها من الفعل‏‏.‏      

وسألت الخليل عن قول العرب‏:‏ انتظرني كما آتيك وارقبني كما ألحقك فزعم أن ما والكاف جعلتا بمنزلة حرف واحد وصيِّرت للفعل كما صيِّرت للفعل ربَّما والمعنى لعلِّى آتيك فمن ثم لم ينصبوا به الفعل كما لم ينصبوا بربّما‏‏.‏      

قال رؤبة‏:‏ وقال أبو النجم‏:‏ قلت لشيبان ادن من لقائه كما تغدِّى الناس من شوائه.

نفي الفعل إذا قال‏:‏ فعل فإنَّ نفيه لم يفعل‏‏.‏      

وإذا قال‏:‏ قد فعل فإنّ نفيه لمَّا يفعل‏‏.‏      

وإذا قال‏:‏ لقد فعل فإنَّ نفيه ما فعل‏‏.‏      

لأنّه كأنَّه قال‏:‏ والَّله لقد فعل فقال‏:‏ والله ما فعل‏‏.‏      

وإذا قال هو يفعل أي هو في حال فعل فإنَّ نفيه ما يفعل‏‏.‏      

وإذا قال هو يفعل ولم يكن الفعل واقعاً فنفيه لا يفعل‏‏.‏      

وإذا قال لفعلنَّ فنفيه لا يفعل كأنّه قال‏:‏ والَّله ليفعلنَّ فقلت والَّله لا يفعل‏‏.‏      

وإذا قال‏:‏ سوف يفعل فإنَّ نفيه لن يفعل

ما يضاف إلى الأفعال من الأسماء يضاف إليها أسماء الدهر‏‏.‏      

وذلك قولك‏:‏ هذا يوم يقوم زيدٌ وآتيك يوم يقول ذاك‏‏.‏      

وقال الَّله عز وجل‏:‏ ‏"‏ هذا يوم لا ينطقون ‏"‏ وهذا يوم ينفع الصّادقين صدقهم ‏"‏‏‏.‏      

وجاز هذا في الأزمنة واطّرد فيها كما جاز للفعل أن يكون صفةً وتوسَّعوا بذلك في الدهر لكثرته في كلامهم فلم يخرجوا الفعل من هذا كما لم يخرجوا الأسماء من ألف الوصل نحو ابنٍ وإنما أصله للفعل وتصريفه‏‏.‏      

ومما يضاف إلى الفعل أيضاً قولك‏:‏ ما رأيته منذ كان عندي‏‏.‏      

ومذ جاءني ومنه أيضاً ‏"‏ آية ‏"‏‏‏.‏      

قال الأعشى‏:‏ وقال يزيد بن عمرو بن الصعق‏:‏ ألا من مبلغٌ عنِّي تميماً بآية ما تحبُّون الطّعاما فما لغو‏‏.‏       


ومما يضاف إلى الفعل قوله‏:‏ لا أفعل بذي تسلم ولا أفعل بذي تسلمان ولا أفعل بذي تسلمون المعنى‏:‏ لا أفعل بسلامتك وذو مضافة إلى الفعل كإضافة ما قبله كأنَّه قال‏:‏ لا أفعل بذي سلامتك‏‏.‏      

فذو ههنا الأمر الذي بسلّمك وصاحب سلامتك‏‏.‏      

ولا يضاف إلى الفعل غير هذا كما أنّ لدن لا تنصب إلاَّ في غدوة‏‏.‏      

واطَّردت الأفعال في آية اطّرد الأسماء في أتقول إذا قلت‏:‏ أتقول زيداً منطلقاً شبّهت بتطنّ‏‏.‏      

وسألته عن قوله في الأزمنة كان ذاك زمن زيد أمير فقال‏:‏ لمَّا كانت في معنى إذ أضافوها إلى ما قد عمل بعضه في بعضٍ كما يدخلون إذ على ما قد عمل بعضه في بعض ولا يغيّرونه فشبَّهوا هذا بذلك‏‏.‏      

ولا يجوز هذا في الأزمنة حتَّى تكون بمنزلة إذ‏‏.‏      

فإن قلت‏:‏ يكون هذا يوم زيدٌ أميرٌ كان خطأ‏‏.‏      

حدثنا بذلك يونس عن العرب لأنَّك لا تقول‏:‏ يكون هذا إذا زيدٌ أميرٌ‏‏.‏      

جملة هذا الباب أنَّ الزمان إذا كان ماضياً أضيف إلى الفعل وإلى الابتداء والخبر لأنَّه في معنى إذ فأضيف إلى ما يضاف إليه إذ‏‏.‏      

وإذا كان لما لم يقع لم يضف إلاَّ إلى الأفعال لأنه في معنى إذا وإذا هذه لا تضاف ألاَّ إلى الأفعال‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51891

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 7:56 am

هذا باب إنَّ وأنَّ
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
أمّا أنَّ فهي اسم وما عملت فيه صلةٌ لها كما أن الفعل صلة لأن الخفيفة وتكون أن اسماً‏‏.‏      

ألا ترى أنك تقول‏:‏ قد عرفت أنك منطلقٌ فأنّك في موضع اسم منصوب كأنّك قلت‏:‏ قد عرفت ذاك‏‏.‏      

وتقول‏:‏ بلغني أنك منطلقٌ فأنَّك في موضع اسم مرفوع كأنك قلت‏:‏ بلغني ذاك‏‏.‏      

فأنّ الأسماء التي تعمل فيها صلةٌ لها كما أنّ أنِ الأفعال التي تعمل فيها صلة لها‏‏.‏      

ونظير ذلك في أنه وما عمل فيه بمنزلة اسم واحد لا في غير ذلك قولك‏:‏ رأيت الضارب أباه زيد فالمفعول فيه لم يغيَّره عن أنّه اسم واحد بمنزلة الرجل والفتى‏‏.‏      

فهذا في هذا الموضع شبيهٌ بأنّ إذ كانت مع ما عملت فيه بمنزلة اسم واحد فهذا ليعلم أنَّ الشيء يكون كأنّه من الحرف الأوّل وقد عمل فيه‏‏.‏      

وأما إنَّ فإنَّما هي بمنزلة الفعل لا يعمل فيها ما يعمل في أنَّ كما لا يعمل في الفعل ما يعمل في الأسماء ولا تكون إنّ إلاّ مبتدأةً وذلك قولك‏:‏ إنّ زيداً منطلقٌ وإنّك ذاهب‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51891

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 7:57 am

هذا باب من أبواب أنّ
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
وتقول‏:‏ لولا أنَّه منطلق لفعلت فأنَّ مبنيَّة على لولا كما تبنى عليها الأسماء‏‏.‏      

وتقول‏:‏ لو أنّه ذاهب لكان خيراً له فأنَّ مبنيَّة على لو كما كانت مبنيَّة على لولا كأنك قلت‏:‏ لو ذاك ثم جعلت أنَّ وما بعدها في موضعه فهذا تمثيل وإن كانوا لا يبنون على لو غير أنّ كما كان تسلم في قولك بذي تسلم في موضع اسم ولكنَّهم لا يستعملون الاسم لأنّهم مما مستغنون بالشيء عن الشيء حتَّى يكون المستغني عنه مسقطاً‏‏.‏      

وقال الَّله عز وجلّ‏:‏ ‏"‏ قل لو أنتم تملكون جزائن رحمة ربِّي إذاً لأمسكتم خشية الإنفاق ‏"‏‏‏.‏      

وقال‏:‏ لو بغير الماء حلقي شرق وسألته عن قول العرب‏:‏ ما رأيته مذ أنَّ الَّله خلقني فقال‏:‏ أنَّ في موضع اسمٍ كأنه قال‏:‏ مذ ذاك‏‏.‏      

وتقول‏:‏ أما إنَّه ذاهبٌ وأما أنّه منطلق وإذا قال‏:‏ أما إنّه منطلقٌ فسألت الخليل عن ذلك فقال‏:‏ إذا قال‏:‏ أما أنّه منطلقٌ فإنّه يجعله كقولك‏:‏ حقّاً أنّه منطلقٌ وإذا قال‏:‏ أما إنّه منطلقٌ فإنّه بمنزلة قوله‏:‏ ألا كأنَّك قلت‏:‏ ألا إنَّه ذاهبٌ‏‏.‏      

وتقول‏:‏ قد عرفت أنه ذاهب ثم أنه معجل ولأن الآخر شريك الأول في عرفت‏‏.‏      

وتقول قد عرفت أنه ذاهب ثم إني أخبرك أنه معجل لأنك ابتدأت إني ولم تعجل الكلام على عرفت‏‏.‏      

أما والَّله ذاهب أنه ذاهبٌ كأنك قلت‏:‏ قد علمت والَّله أنه ذاهبٌ‏‏.‏      

وإذا قلت‏:‏ أما والَّله إنّه ذاهب‏:‏ كأنك قلت‏:‏ ألا إنّه والَّله ذاهب‏‏.‏      

وتقول‏:‏ رأيته شابّاً وإنّه يفخر يومئذٍ كأنك قلت‏:‏ رأيته شاباً وهذه حاله‏‏.‏      

تقول هذا بتداء ولم يجعل الكلام على رأيت‏‏.‏      

وإن شئت حملت الكلام على الفعل ففتحت‏‏.‏      

قال ساعدة بن جؤيَّة‏:‏ رأته على شيب القذال وأنّها تواقع بعلاً مَّرة وتئيمُ وزعم أبو الخطَّاب‏:‏ أنَّه سمع هذا البيت من أهله هكذا‏‏.‏      

وسألته عن قوله عز وجلّ‏:‏ ‏"‏ وما يشعركم إنَّها إذا جاءت لا يؤمنون ‏"‏ ما منعها أن تكون كقولك‏:‏ ما يدريك أنه لا يفعل فقال‏:‏ لا يحسن ذا في ذا الموضع إنما قال‏:‏ وما يشعركم ثم ابتدأ فأوجب فقال‏:‏ إنَّها إذا جاءت لا يؤمنون‏‏.‏      

ولو قال‏:‏ وما يشعركم أنَّها إذا جاءت لا يؤمنون كان ذلك عذراً لهم‏‏.‏      

وأهل المدينة يقولون ‏"‏ أنّها ‏"‏‏‏.‏      

فقال الخليل‏:‏ هي بمنزلة قول العرب‏:‏ ائت السُّوق أنك تشتري لنا شيئاً أي لعلَّك فكأنه قال‏:‏ لعلها إذا جاءت لا يؤمنون‏‏.‏      

وتقول‏:‏ إنَّ لك هذا علىّ وأنَّك لا تؤذي كأنك قلت‏:‏ وإنّ لك أنَّك لا تؤذي‏‏.‏      

وإن شئت ابتدأت ولم تحمل الكلام على إنَّ لك‏‏.‏      

وقد قرئ هذا الحرف على وجهين قال بعضهم‏:‏ ‏"‏ وإنّك لا تظمأ فيها ‏"‏‏‏.‏      

وقال بعضهم‏:‏ ‏"‏ وأنّك ‏"‏‏‏.‏      

واعلم أنه ليسس يحسن لأنَّ أن تلي إنَّ ولا أن كما قبح ابتداؤك الثقيلة المفتوحة وحسن ابتداؤك الخفيفة لأنّ الخفيفة لا تزول عن الأسماء والثقيلة تزول فتبدأه‏‏.‏      

ومعناها مكسورة ومفتوحة سواء‏‏.‏      

واعلم أنه ليس يحسن أن تلي إنّ أنَّ ولا أنَّ إنّ‏‏.‏      

ألا ترى أنك لا تقول إنّ أنّك ذاهبٌ في الكتاب ولا تقول قد عرفت أ إنِّك منطلق في الكتاب‏‏.‏      

وإنّما قبح هذا ههنا كما قبح في الابتداء ألا ترى أنه يقبح أن تقول أن تقول أنّك منطلقٌ بلغني أو عرفت لأنَّ الكلام بعد أنّ وإن غير مستغنٍ كما أن المبتدأ غير مستغن‏‏.‏      

وإنما كرهوا ابتداء أنّ لئَّلا يشبِّهوها بالأسماء التي تعمل فيها إنَّ ولئلا يشِّبهوها بأن الخفيفة لأنَّ أن والفعل بمنزلة مصدر فعله الذي ينصبه والمصادر تعمل فيها إنّ وأنَّ‏‏.‏      

ويقول الرجل للرجل‏:‏ لم فعلت ذلك فيقول‏:‏ لم أنّه ظريف كأنه قال‏:‏ قلت لمه قلت لأنّ ذاك كذلك‏‏.‏      

وتقول إذا أردت أن تخبر ما يعني المتكلم‏:‏ أي إني تجد إذا ابتدأت كما تبتدىء أي أنا نجد‏‏.‏      

وإن شئت قلت أي أنِّى نجد كأنك قلت‏:‏ أي لأنى نجد‏‏.‏      

تقول‏:‏ ذلك وأنّ لك عندي ما أحببت وقال الَّله عزّ وجلّ‏:‏ ‏"‏ ذلكم وأنّ الَّله موهن كيد الكافرين ‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏ ذلكم فذوقوه وأنَّ للكافرين عذاب النّار ‏"‏ وذلك لأنها شركت ذلك فيما حمل عليه كأنه قال‏:‏ الأمر ذلك وأن الَّله‏‏.‏      

ولو جاءت مبتدأه لجازت يدلّك على ذلك قوله عزَّ وجل‏:‏ ‏"‏ ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثمَّ بغى عليه لينصرنّه الَّله‏‏.‏      

فمن ليس محمولاً على ما حمل عليه ذلك فكذلك يجوز أن يكون إنّ منقطعةً من ذلك قال الأحوص‏:‏ عوّدت قومي إذا ما لضيَّف نبَّهي عقر العشار على عسري وإيساري إنَّي إذا خفيت نار لمرملةٍ ألفي بأرفع تلٍّ رافعاً ناري ذاك وإنَّي على جاري لذو حدبٍ أحنو عليه بما يحنى على الجار فهذا لا يكون إلاّ مستأنفاً غير محمول على ما حمل عليه ذاك‏‏.‏      

فهذا أيضاً يقوّى ابتداء إنّ في الأوّل‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51891

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 7:59 am

هذا باب آخر من أبواب أنّ
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
تقول‏:‏ جئتك أنّك تريد المعروف إنَّما أراد‏:‏ جئتك لأنك تريد المعروف ولكنك حذفت اللام ههنا كما تحذفها من المصدر إذا قلت‏:‏ أي‏:‏ لاّدخاره‏‏.‏      

وسألت الخليل عن قوله جل ذكره‏:‏ ‏"‏ وأنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدة وأنا ربُّكم فاتّقون ‏"‏ فقال‏:‏ إنَّما هو على حذف اللام كأنه قال‏:‏ ولأنّ هذه أمّتكم أمةً واحدةً وأنا ربُّكم فاتقون‏‏.‏      

وقال‏:‏ ونظيرها‏:‏ ‏"‏ لإيلاف قريشٍ ‏"‏ لأنّه إنما هو‏:‏ لذلك ‏"‏ فليعبدوا ‏"‏‏‏.‏      

فإن حذفت اللام من أن فهو نصبٌ كما أنَّك لو حذفت اللام من لإيلاف كان نصباً‏‏.‏      

هذا قول الخليل‏‏.‏      

ولو قرؤها‏:‏ ‏"‏ وإنّ هذه أمّتكم أمةً واحدةً ‏"‏ كان جيّداً وقد قرىء‏‏.‏      

ولو قلت‏:‏ جئتك إنَّك تحب المعروف مبتدأً كان جيداً‏‏.‏      

وقال سبحانه وتعالى‏:‏ ‏"‏ فدعا ربّه أنِّي مغلوبٌ فانتصر ‏"‏‏‏.‏      

وقال‏:‏ ‏"‏ ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه أنَّي لكم نذير مبين ‏"‏ إنما أراد بأنِّي مغلوب وبأنيِّ لكم نذير مبين ولكنه حذف الباء‏‏.‏      

وقال أيضاً‏:‏ ‏"‏ وأنّ المساجد لّله فلا تدعوا مع الَّله أحداً ‏"‏ بمنزلة‏:‏ ‏"‏ وأنّ هذه أمّتكم أمّة واحدةً ‏"‏ والمعنى‏:‏ ولأنّ هذه أمّتكم فاتقون ولأن المساجد للّه فلا تدعوا مع الَّله أحداً‏‏.‏      

وأما المفِّسرون فقالوا‏:‏ على أوحى كما كان ‏"‏ وأنّه لما قام عبد اللّه يدعوه ‏"‏ على أوحي‏‏.‏      

ولو قرئت‏:‏ وإنّ المساجد لّله كان حسناً‏‏.‏      

واعلم أن هذا البيت ينشد على وجهين على إرادة اللام وعلى الابتداء‏‏.‏      

قال الفرزدق‏:‏ وسمعنا من العرب من يقول‏:‏ إنِّي أنا ابنها‏‏.‏      

وتقول‏:‏ لبيك إنّ الحمد والنعمة لك وإن شئت قلت أنّ‏‏.‏      

ولو قال إنسان‏:‏ إنّ ‏"‏ أنَّ في موضع جرٍّ في هذه الأشياء ولكنه حرف كثر استعماله في كلامهم فجاز فيه حذف الجارّ كما حذفوا ربّ في قولهم‏:‏ وبلدٍ تحسبه مكسوحا لكان قولاً قوياً‏‏.‏      

وله نظائر نحو قوله‏:‏ لاه أبوك والأوّل قول الخليل‏‏.‏      

ويقوّى ذلك قوله‏:‏ ‏"‏ وأنّ المساجد للّه ‏"‏ لأنهم لا يقدِّمون أنّ ويبتدئونها ويعملون فيها ما بعدها‏‏.‏      

إلاّ أنه يحتجُّ الخليل بأنّ المعنى معنى اللام‏‏.‏      

فإذا كان الفعل أو غيره موصّلاً إليه باللام جاز تقديمه وتأخيره لأنه ليس هو الذي عمل فيه في المعنى فاحتملوا هذا المعنى كما قال‏:‏ حسبك ينم الناس إذ كان فيه معنى الأمر‏‏.‏      

وسترى مثله ومنه ما قد مضى‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 5:24 pm

هذا باب إنَّما وأنَّما
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
اعلم أنَّ كلِّ موضع تقع فيه أنَّ تقع فيه أنَّما وما ابتدىء بعدها صلةُ لها كما أنّ الذي ابتدىْ بعد الذي صلة له‏‏.‏

ولا تكون هي عاملةً فيما بعدها كما لا يكون الذّي عاملاً فيما بعده‏‏.‏      

فمن ذلك قوله عزّ وجلّ‏:‏ ‏"‏ قل إنَّما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ أنّما إلهكم إله واحدٌ ‏"‏‏‏.‏      

وقال الشاعر ابن الإطنابة‏:‏ أبلغ الحارث بن ظالم المو ** عد والناذر النُّذور عليَّا أنَّما تقتل النِّيام ولا تقت ** ل يقظان ذا سلاحٍ كميَّا فإنّما وقعت أنّما ههنا لأنك لو قلت‏:‏ أنّ إلهكم إله واحدٌ وأنك تقتل النيام كان حسنا‏‏.‏      

وإن شئت قلت‏:‏ إنَّما تقتل النيام على الابتداء، زعم ذلك الخليل‏‏.‏      

فأمّا إنَّما فلا تكون اسماً وإنّما هي فيما زعم الخليل بمنزلة فعل ملغى مثل‏:‏ أشهد لزيد خير منك لأنَّها تعمل فيما بعدها ولا تكون إلاَّ مبتدأةً بمنزلة إذا لا تعمل في شيء‏‏.‏      

واعلم أن الموضع الذي لا يجوز فيه أنَّ لا تكون فيه إنَّما إلاَّ مبتدأةً وذلك قولك‏:‏ وجدتك إنما أنت صاحب كلّ خنى لم يجز ذلك لأنَّك إذا قلت أرى أنه منطلق فإنما وقع الرأي على شيء لا يكون الكاف التي في وجدتك ونحوها من الأسماء فمن ثم لم يجز لأنك لو قلت وجدتك أنك صاحب كل خنى رأيتك أنك منطلق فإنما أدخلت إنَّما على كلامٍ مبتدأ كأنك قلت‏:‏ وجدتك أنت صاحب كلِّ خىً ثم أدخلت إنما على هذا الكلام فصار كقولك‏:‏ إنَّما أنت صاحب كلّ خنىً لأنَّك أدخلتها على كلام قد عمل بعضه في بعض‏‏.‏      

ولم تضع إنَّما في موضع ذاك إذا قلت وجدتك ذاك لأنّ ذاك هو الأوّل وأنَّما وأنَّ إنّما يصيِّران الكلام شأناً وحديثاً فلا يكون الخبر ولا الحديث الرجل ولا زيداً ولا أشباه ذلك من الأسماء‏‏.‏      

وقال كثيَّر:‏‏ أراني ولا كفران لَّله إنَّما ** أواخي من الأقوام كلَّ بخيلٍ لأنه لو قال‏:‏ ‏"‏ أنَّى ‏"‏ ههنا كان غير جائز لما ذكرنا فإنَّما ههنا بمنزلتها في قولك‏:‏ زيدٌ إنما يواخي كلَّ بخيل‏‏.‏      

وهو كلام مبتدأ وإنَّما في موضع خبره كما أنك إذا قلت‏:‏ كان زيدٌ أبوه منطلق‏‏.‏      

فهو مبتدأ وهو في موضع خبره‏‏.‏      

وتقول‏:‏ وجدت خبره أنَّما يجالس أهل الخبث لأنك تقول‏:‏ أرى أمره أنَّه يجالس أهل الخبث فحسنت أنَّه ها هنا لأنّ الآخر هو الأوّل‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 5:26 pm

باب تكون فيه أنَّ بدلاً من شيءٍ هو الأول
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ بلغتني قصَّتك أنّك فاعلٌ وقد بلغني الحديثُ أنَّهم منطلقون وكذلك القصّة وما أشبهها‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 5:27 pm

هذا باب تكون فيه أنَّ بدلاً
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
من ذلك‏:‏ ‏"‏ وإذ يعدكم الَّله إحدى الطائفتين أنَّها لكم ‏"‏ فأنَّ مبدلة من إحدى الطَّائفتين موضوعة في مكانها كأنك قلت‏:‏ وإذ يعدكم الَّله إن ّ إحدى الطائفتين لكم كما أنَّك إذا قلت‏:‏ رأيت متاعك بعضه فوق بعض فقد أبدلت الآخر من الأول وكأنَّك قلت‏:‏ رأيت بعض متاعك فوق بعض كما جاء الأوّل على معنى وإذ يعدكم الَّله أنّ إحدى الطائفتين لكم‏‏.‏      

ومن ذلك قوله عز وجل‏:‏ ‏"‏ ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنَّهم إليهم لا يرجعون ‏"‏‏‏.‏      

فالمعنى والَّله أعلم‏:‏ ألم يروا أنَّ القرون الذين أهلكناهم إليهم لا يرجعون‏‏.‏      

ومما جاء مبدلاً من هذا الباب‏:‏ ‏"‏ أيعدكم أنَّكم إذا متُّم وكنتم تراباً وعظاماً أنَّكم مخرجون ‏"‏ فكأنّه على‏:‏ أيعدكم أنَّكم مخرجون إذا متّم وذلك أريد بها ولكنّه إنما قدّمت أنَّ الأولى ليعلم بعد أيّ شيءٍ الإخراج‏‏.‏      

ومثل ذلك قولهم‏:‏ زعم أنّه إذا أتاك أنَّه سيفعل وقد علمت أنّه إذا فعل أنّه سيمضي‏‏.‏      

ولا يستقيم أن تبتدىء إنَّ ها هنا كما تبتدىء الأسماء أو الفعل إذا قلت‏:‏ قد علمت زيداً أبوه خير منك وقد رأيت زيداً يقول أبوه ذاك لأنّ إنَّ لا تبتدأ في كلّ موضع وهذا من تلك المواضع‏‏.‏      

وزعم الخليل‏:‏ أن مثل ذلك قوله تبارك وتعالى‏:‏ ‏"‏ ألم يعلموا أنَّه من يحادد اللَّه ورسوله فأنّ له"، وسمعناهم يقولون في قول ابن مقبلٍ‏:‏ وعلمي بأسدام المياه فلم تزل قلائص تخدى في طريقٍ طلائح وأنَّى إذا ملَّت ركابي مناخها فإنِّي على حظَّي من الأمر جامح وإن جاء في الشعر قد علمت أنّك إذا فعلت إنَّك سوف تغتبط به تريد معنى الفاء جاز‏‏.‏      

والوجه والحدّ ما قلت لك أوّل مرةٍ‏‏.‏      

وبلغنا أن الأعرج قرأ‏:‏ ‏"‏ أنَّه من عمل منكم سوأً بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فإنّه غفور رحيم ‏"‏‏‏.‏      
ونظيره ذا البيت الذي أنشدتك‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 5:32 pm

هذا باب من أبواب أنّ تكون أنّ فيه مبنية على ما قبلها
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ أحقاً أنَّك ذاهبٌ وآلحقَّ أنَّك ذاهب وكذلك إن أخبرت فقلت‏:‏ حقا ‏"‏ ً أنَّك ذاهبٌ‏‏.‏      


والحق أنك ذاهب وكذلك أأكبر ظنَّك أنك ذاهبٌ وأجهد رأيك أنَّك ذاهبٌ‏‏.‏      


وكذلك هما في الخبر‏‏.‏      


وسألت الخليل فقلت‏:‏ ما منعهم أن يقولوا‏:‏ أحقاً إنَّك ذاهبٌ على القلب كأنَّك قلت‏:‏ إنَّك ذاهبٌ حقاً وإنَّك ذاهب الحقَّ وأنَّك منطلقٌ حقاً فقال‏:‏ ليس هذا من مواضع إنَّ لأنّ إنَّ لا يبتدأ بها في كل موضع‏‏.‏      


ولو جاز هذا لجاز يوم الجمعة إنك ذاهب تريد إنك ذاهب يوم الجمعة ولقلت أيضاً لا محالة إنك ذاهبٌ تريد إنك لا محالة ذاهب فلما لم يجز ذلك حملوه على‏:‏ أفي حقًّ أنَّك ذاهب وعلى‏:‏ أفي أكبر ظنَّك أنَّك ذاهبٌ وصارت أنَّ مبنيةً عليه كما يبني الرحيل على غدٍ إذا قلت‏:‏ غداً الرحيل‏‏.‏      


والدليل على ذلك إنشاد العرب هذا البيت كما أخبرتك‏‏.‏      


زعم يونس أنه سمع العرب يقولون في بيت الأسود بن يعفر‏:‏ أحقاً بني أبناء سلمى بن جندلٍ تهدُّدكم إيَّاي وسط المجالس فزعم الخليل‏:‏ أنَّ التهدّدها هنا بمنزلة الرحيل بعد غدٍ وأنَّ أن بمنزلته وموضعه كموضعه‏‏.‏      
ونظير‏:‏ أحقّاً أنَّك ذاهبٌ من أشعار العرب قول العبديّ‏:‏ أحقّاً أنَّ جيرتنا استقّلوا ** فنيَّتنا ونيَّتهم فريق قال‏:‏ فريق كما تقول للجماعة‏:‏ هم صديق‏‏.‏      


وقال الَّله تعالى جدَّه‏:‏ ‏"‏ عن اليمين وعن الشَّمال قعيد ‏"‏‏‏.‏      

وقال عمر بن أبي ربيعة‏:‏ أألحق أن دار الرَّباب تباعدت ** أو أنبتَّ حبل أنَّ قلبك طائر ألا أبلغ بني خلفٍ رسولاً ** أحقاً أنّ أخطلكم هجاني فكلُّ هذه البيوت سمعناها من أهل الثقة هكذا‏‏.‏      


والرفع في جميع ذا حيّد قوىّ وذلك أنَّك إن شئت قلت‏:‏ أحقُّ أنَّك ذاهبٌ وأأكبر ظنَّك أنك ذاهبٌ تجعل الآخر هو الأول‏‏.‏      


وأما قولهم‏:‏ لا محالة أنَّك ذاهبٌ فإنما حملوا أنّ على أنَّ فيه إضمار من على قوله‏:‏ لا محالة من أنَّك ذاهب كما تقول لا بد أنك ذاهب كأنك قلت لا بد من أنك ذاهب حين لم يجز أن يحملوا الكلام على القلب‏‏.‏      


وسألته عن قولهم‏:‏ أمّا حقّاً فإنك ذاهب فقال‏:‏ هذا جيد وهذا الموضع من مواضع إنَّ‏‏.‏      


ألا ترى أنَّك تقول‏:‏ أمّا يوم الجمعة فإنَّك ذاهبٌ وأمّا فيها فإنَّك داخل‏‏.‏      

فإنما جاز هذا في أماَّ لأنَّ فيها معنى يوم الجمعة مهما يكن من شيء فإنَّك ذاهبٌ‏‏.‏      


وأمّا قوله عزّ وجل‏:‏ ‏"‏ لا جرم أنَّ لهم النّار ‏"‏ فأنَّ جرم عملت فيها لأنَّها فعل ومعناها‏:‏ لقد حقَّ أنّ لهم النار‏‏.‏


ولقد استحق أن لهم النار وقول المفسَّرين‏:‏ معناها‏:‏ حقّاً أنَّ لهم النار يدلُّك أنَّها بمنزلة هذا الفعل إذا مثَّلت فجرم بعد عملت في أنَّ عملها في قول الفزاريّ‏:‏ ولقد طعنت أبا عيينة طعنةً جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا وزعم الخليل‏:‏ أنَّ لا جرم إنَّما تكون جواباً لما قبلها من الكلام يقول الرجل كان كذا وكذا وفعلوا كذا وكذا فتقول‏:‏ لا جرم أنَّهم سيندمون أو أنَّه سيكون كذا وكذا‏‏.‏      


وتقول‏:‏ أمّا جهذ رأيي فأنَّك ذاهبٌ لأنَّك لم تصطَّرَّ إلى أن تجعله ظرفاً كما اضطررت في الأوّل‏‏.‏      


وهذا من مواضع إنَّ لأنَّك تقول‏:‏ أما في رأيي فإنَّك ذاهب أي فأنت ذاهب وإن شئت قلت فأنَّك‏‏.‏      


وهو ضعيف لأنَّك إذا قلت‏:‏ أمّا جهد رأيي فإنك عالم لم تضطرّ إلى أن تجعل الجهد ظرفاً للقصة لأنَّ ابتداء إنَّ يحسن ها هنا‏‏.‏      


وتقول‏:‏ أمّا في الدار فإنك قائمُ لا يجوز فيه إلاَّ إنَّ تجعل الكلام قصّةً وحديثاً ولم ترد أن تخبر أنّ في الدار حديثه ولكنَّك أردت أن تقول‏:‏ أما في الدار فأنت قائم فمن ثم لم يعمل في أي شيء أردت أن تقول‏‏.‏      


أمّا في الدار فحديثك وخبرك قلت‏:‏ أمّا في الدار فأنّك منطلقٌ أي هذه القصَّة‏‏.‏      

ويقول الرجل‏:‏ ما اليوم فتقول‏:‏ اليوم أنَّك مرتحلٌ كأنَّه قال‏:‏ في اليوم رحلتك‏‏.‏      


وعلى هذا الحدّ تقول‏:‏ أمّا اليوم فأنَّك مرتحلٌ‏‏.‏      


وأما قولهم‏:‏ أمّا بعد فإنّ الَّله قال في كتابة فإنه منزلة قولك‏:‏ أمّا اليوم فإنَّك ولا تكون بعد أبداً مبنياً عليها إذا لم تكن مضافةً ولا مبنّية على شيء إنَّما تكون لغواً‏‏.‏      


وسألته عن شدَّ ما أنَّك ذاهٌب وعزَّ ما أنَّك ذاهبٌ فقال‏:‏ هذا بمنزلة حقاً أنّك ذاهٌب كما تقول‏:‏ أما أنّك ذاهبٌ بمنزلة حقاً أنَّك ذاهبٌ‏‏.‏      


ولو بمنزلة لولا ولا تبتدأ بعدها الأسماء سوى أنَّ نحو لو أنّك ذاهبٌ‏‏.‏      


ولولا تبتدأ بعدها الأسماء ولو بمنزلة لولا وإن لم يجز فيها ما يجوز فيما يشبهها‏‏.‏      


تقول‏:‏ لو أنّه ذهب لفعلت‏‏.‏      


وقال عزّ وجلّ‏:‏ ‏"‏ لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربيّ ‏"‏‏‏.‏      


وإن شئت جعلت شدَّما وعزَّما كنعم ما كأنّك قلت‏:‏ نعم العمل أنّك تقول الحقَّ‏‏.‏      


وسألته عن قوله‏:‏ كما أنّه لا يعلم ذلك فتجاوز الَّله عنه وهذا حقُّ كما أنّك ها هنا فزعم أنّ العاملة في أنَّ الكاف وما لغو إلا أنّ ما لا تحذف من ها هنا كراهية أن يجيء لفظها مثل لفظ كأنَّ كما ألزموا النون لأفعلنَّ واللام قولهم إن كان ليفعل كراهية أن يلتبس اللفظان‏‏.‏      


ويدلّلك على أن الكاف هي العاملة قولهم‏:‏ هذا حقُّ مثل ما أنّك ها هنا‏‏.‏      


وبعض العرب يرفع فيما حدَّثنا يونس وزعم أنه يقول أيضاً‏:‏ ‏"‏ إنَّه لحقُّ مثل ما أنَّكم تنطقون ‏"‏ فلولا أنَّ ما لغو لم يرتفع مثل وإن نصبت مثل فما أيضاً لغوٌ لأنَّك تقول‏:‏ مثل أنّك ها هنا‏‏.‏      


وإن جاءت ما مسقطة من الكاف في الشعر جاز كما قال النابغة الجعدي‏:‏ قرومٍ تسامى عند باب دفاعه كأن يؤخذ المرء الكريم فيقتلا فما لا تحذف ها هنا كما لا تحذف في الكلام من أنَّ ولكنه جاز في الشعر كما حذفت وإن من خريف فلن يعدما هذا بابٌ من أبواب إنَّ تقول‏:‏ قال عمرو إن زيداًُ خيرٌ منك وذلك لأنّك أردت أن تحكي قوله ولا يجوز أن تعمل قال في إنَّ كما لا يجوز لك أن تعملها في زيد وأشباهه إذا قلت‏:‏ قال زيدٌ عمروٌ خير الناس فأنَّ لا تعمل فيها قال كما لا تعمل قال فيما تعمل فيه أنَّ لأن أنَّ تجعل الكلام شأناً وأنت لا تقول قال الشأن متفاقماً كما تقول‏:‏ زعم الشأن متفاقماً‏‏.‏      


فهذه الأشياء بعد قال حكاية‏‏.‏      


ومثل ذلك‏:‏ ‏"‏ وإذ قال موسى لقومه إنّ الّله يأمركم أن تذبحوا بقرة ‏"‏ وقال أيضاً‏:‏ ‏"‏ قال الَّله إنّى منزَّلها عليكم ‏"‏‏‏.‏      


وكذلك جميع ما جاء من ذا في القرآن‏‏.‏      


وسألت يونس عن قوله‏:‏ متى تقول أنّه منطلقٌ فقال‏:‏ إذا لم ترد الحكاية وجعلت تقول مثل تظنُّ قلت‏:‏ متى تقول أنَّك ذاهبٌ‏‏.‏      


وإن أردت الحكاية قلت‏:‏ متى تقول إنّك ذاهبٌ‏‏.‏      


كما أنَّه يجوز لك أن تحكي فتقول‏:‏ متى تقول زيد منطلقٌ وتقول‏:‏ قال عمروٌ إنّه منطلق‏‏.‏      


فإن جعلت الهاء عمراً أو غيره فلا تعمل قال كما لا تعمل إذا قلت قال عمروٌ هو منطلقٌ‏‏.‏      


فقال‏:‏ لم تعمل ها هنا شيئاً وإن كانت الهاء هي القائل كما لا تعمل شيئاً إذا قلت قال وأظهرت هو‏‏.‏      


فقال لا وكان عيسى يقرأ هذا الحرف‏:‏ ‏"‏ فدعا ربَّه إنّى مغلوبٌ فانتصر أراد أن يحكي كما قال عزّ وجلّ‏:‏ ‏"‏ والذَّين اتَّخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم ‏"‏ كأنه قال والَّله أعلم‏:‏ قالوا ما نعبدهم‏‏.‏      


ويزعمون أنَّها في قراءة ابن مسعود كذا‏‏.‏      


ومثل ذلك كثيرٌ في القرآن‏‏.‏      


وتقول‏:‏ أوّل ما أقول أنّى أحمد الَّله كأنك قلت‏:‏ أوّل ما أقول الحمد لَّله وأنَّ في موضعه‏‏.‏      


وإن أردت الحكاية قلت‏:‏ أول ما أقول إنّي أحمد الّله‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 5:33 pm

هذا باب آخر من أبواب إن
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ قد قاله القوم حتّى إنَّ زيداً يقوله وانطلق القوم حتّى إنّ زيداً لمنطلق‏‏.‏      


فحتَّى ها هنا معلَّقة لا تعمل شيئاً في إنَّ كما لا تعمل إذا قلت‏:‏ حتى زيد ذاهبٌ فهذا موضع ابتداء وحتَّى بمنزلة إذا‏‏.‏      


ولو أردت أن تقول حتّى أنّ تقول حتّى أنّ في ذا الموضع كنت محيلا لأنَّ أنَّ وصلتها بمنزلة الانطلاق ولو قلت‏:‏ انطلق القوم حتّى الانطلاق أو حتّى الخبر كان محالاً لأنَّ أنَّ تصيَّر الكلام خبراً فلما لم يجز ذا حمل على الابتداء‏‏.‏      


وكذلك إذا قلت‏:‏ مررت فإذا إنّه يقول أنَّ زيداً خير منك‏‏.‏      


وسمعت رجلاً من العرب ينشد هذا البيت كما أخبرك به‏:‏ فحال إذا هاهنا كما لهل إذا قلت‏:‏ إذا هو عبد القفا واللازم وإنما جاءت إن ها هنا لأنَّك هذا المعنى أردت كما أردت في حتَّى معنى حتّى هو منطلق‏‏.‏      


ولو قلت‏:‏ مررت فإذا أنّه عبدٌ تريد مررت به فإذا أمره العبوديّة واللؤم كأنَّك قلت‏:‏ مررت فإذا العبوديّة واللؤم ثم وضعت أنَّ في هذا الموضع جاز‏‏.‏      


وتقول‏:‏ قد عرفت أمورك حتَّى أنك أحمق كأنك قلت عرفت أمورك حتى حمقك ثم وضعت أنَّ في هذا الموضع‏‏.‏


هذا قول الخليل‏‏.‏      


وسألته هل يجوز‏:‏ كما أنّك ههنا على حد قوله‏:‏ كما أنت هاهنا فقال‏:‏ لا لأنّ إنَّ لا يبتدأ بها في كل موضع ألا ترى أنّك لا تقول‏:‏ يوم الجمعة إنّك ذاهب ولا كيف إنك صانع‏‏.‏      


فكما بتلك المنزلة‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 5:35 pm

هذا باب آخر من أبواب إنِّ
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
تقول‏:‏ ما قدم علينا أمير إِّلا إنّه مكرم لي لأنَّه ليس ههنا شيء يعمل في إنَّ‏‏.‏     


ولا يجوز أن تكون عليه أنَّ وإنَّما تريد أن تقول‏:‏ ما قدم علينا أمير إَّلا هو مكرم لي فكما لا تعمل في ذا لا تعمل في إنّ‏‏.‏     


ودخول اللام ههنا يدلّك على أنه موضع ابتداء‏‏.‏     


وقال سبحانه‏:‏ ‏"‏ وما أرسلنا قبلك من المرسلين إَّلا إنَّهم ليأكلون الطَّعام ‏"‏‏‏.‏     


ومثل ذلك قول كثيّر‏:‏ ما أعطياني ولا سألتهما إّلا وإنِّي لحاجزي كرمى وكذلك لو قال‏:‏ إَّلا وإنِّي حاجزي كرمى‏‏.‏ 


وتقول‏:‏ ما غضبت عليك إّلا أنّك فاسقٌ كأنك قلت‏:‏ إّلا لأنَّك فاسقٌ‏‏.‏     


وأما قوله عز وجل‏:‏ ‏"‏ وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إَّلا أنهم كفروا بالله ‏"‏ فإّنما حمله على منعهم‏‏.‏      



وتقول إذا أردت معنى اليمين‏:‏ أعطيته ما إنَّ شرَّه خير من جيِّد ما معك وهؤلاء الذين إَّن أجنبهم لأشجع من شجعائكم‏‏.‏     


وقال الله عّز وجّل‏:‏ ‏"‏ وآتيناه من الكنوز ما إَّن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوَّة فإن صلةٌ لما كأنك قلت‏:‏ ما والله إّن شرَّه خير من جيّد ما معك‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 5:39 pm

هذا باب أنَّ وإنَّ
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
فأحدها أن تكون فيه أنَّ وما تعمل فيه من الأفعال بمنزلة مصادرها والآخر‏:‏ أن تكون فيه بمنزلة أي‏‏.‏      


ووجهٌ آخر تكون فيه لغواً‏‏.‏      


ووجهٌ آخر هي فيه مخففةَ من الثقيلة‏‏.‏      


فأمّا الوجه الذي تكون فيه لغواً فنحو قولك‏:‏ لمَّا أن جاءوا ذهبت وأما واللّه أن لو فعلت لأكرمتك‏‏.‏      


وأما إن فتكون للمجازاة وتكون أن يبتدأ ما بعدها في معنى اليمين وفي اليمين كما قال اّلله عزّ وجلّ‏:‏ ‏"‏ إن كلّ نفسٍ لما عليها حافظٌ ‏"‏ ‏"‏ وإن كلّ لما جميع لدينا محضرون ‏"‏‏‏.‏      


وحدثني من لا أتهم عن رجل من أهل المدينة موثوق به أنه سمع عربيّا يتكّلم بمثل قولك‏:‏ إن زيدٌ لذاهبٌ وهي التي في قوله جلّ ذكره‏:‏ ‏"‏ وإن كانوا ليقولون‏‏.‏      


لو أنَّ عندنا ذكراً من الأوَّلين ‏"‏ وهذه إنَّ محذوفةٌ‏‏.‏      


وتكون في معنى ما‏‏.‏      


قال اللّه عزّ وجلّ‏:‏ ‏"‏ إن الكافرون إلاَّ في غرورٍ ‏"‏ أي‏:‏ ما الكافرون إلاّ في غرور‏‏.‏      


وتصرف الكلام إلى الابتداء كما صرفتها ما إلى الابتداء في قولك‏:‏ إنمَّا وذلك قولك‏:‏ ما إن زيدٌ ذاهبٌ‏‏.‏      


وقال فروة بن مسيك‏:‏ وما إن طبّنا جبنٌ ولكن منايانا ودولة آخرينا التي تكون والفعل بمنزلة مصدر تقول‏:‏ أن تأتيني خيرٌ لك كأنّك قلت‏:‏ الإتيان خيرٌ لك‏‏.‏      


ومثل ذلك قوله تبارك وتعالى‏:‏ ‏"‏ وأن تصوموا خيرٌ لكم ‏"‏ يعني الصوم خيرٌ لكم‏‏.‏      


وقال الشاعر عبد الرحمن بن حسّان‏:‏ إنّي رأيت من المكارم حسبكم ** أن تلبسوا حرَّ الثياب وتشبعوا كأنه قال‏:‏ رأيت حسبكم لبس الثياب‏‏.‏      


واعلم أنّ اللام ونحوها من حروف الجرّ قد تحذف من أن كما حذفت من أنَّ جعلوها بمنزلة المصدر حين قلت‏:‏ فعلت ذاك حذر الشرِّ أي لحذر الشّر‏‏.‏      


ويكون مجروراً على التفسير الآخر‏‏.‏      


ومثل ذلك قولك‏:‏ إنّما انقطع إليك أن تكرمه أي‏:‏ لأن تكرمه‏‏.‏      


ومثل ذلك قولك‏:‏ لا تفعل كذا وكذا أن يصيبك أمر تكرهه كأنّه قال‏:‏ لأن يصيبك أو من أجل أن يصيبك‏‏.‏      


وقال عزّ وجل‏:‏ ‏"‏ أن تضلَّ إحداهما ‏"‏ وقال تعالى‏:‏ ‏"‏ أأن كان ذا مالٍ وبنين ‏"‏ كأنه قال‏:‏ ألأن كان ذا مال وبنين‏‏.‏      


وقال الأعشى‏:‏ فأن هاهنا حالها في حذف حرف الجرّ كحال أنَّ وتفسيرها كتفسيرها وهي مع صلتها بمنزلة المصدر‏‏.‏      


ومن ذلك أيضاً قوله‏:‏ ائتني بعد أن يقع الأمر وأتاني بعد أن وقع الأمر كأنَّه قال‏:‏ بعد وقوع الأمر‏‏.‏      


ومن ذلك قوله‏:‏ أمّا أن أسير إلى الشأم فما أكرهه وأمّا أن أقيم فانّ فيه أجراً كأنه قال‏:‏ أما السيّرورة فما أكرهها وأمّا الإقامة فلى فيها أجرٌ‏‏.‏      


وتقول‏:‏ لا يلبث أن يأتيك أي لا يلبث عن إتيانك‏‏.‏      


وقال تعالى‏:‏ ‏"‏ فما كان جواب قومه إلاَّ أن قالوا ‏"‏ فأن محمولة على كان كأنَّه قال‏:‏ فما كان جواب قومه إلاّ قول كذا وكذا‏‏.‏      


وإن شئت رفعت الجواب فكانت أن منصوبةً‏‏.‏      


وتقول‏:‏ ما منعك أن تأتينا أراد من إتياننا‏‏.‏      


فهذا على حذف حرف الجرّ‏‏.‏      


وفيه ما يجيء محمولاً على ما يرفع وينصب من الأفعال تقول‏:‏ قد خفت أن تفعل وسمعت عربّياً يقول‏:‏ أنعم أن تشدَّه أي بالغ في أن يكون ذلك هذا المعنى وأن محمولة على أنعم‏‏.‏      


وقال جلّ ذكره‏:‏ ‏"‏ بئسما اشتروا به أنفسهم ‏"‏ ثم قال‏:‏ أن يكفروا على التفسير كأنه قيل له ما هو فقال‏:‏ هو أن يكفروا‏‏.‏      


وتقول‏:‏ إني مّما أن أفعل ذاك كأنه قال‏:‏ إنّي من الأمر أو من الشأن أن أفعل ذاك فوقعت ما هذا الموقع كما تقول العرب‏:‏ بئسما له يريدون بئس الشيء ماله‏‏.‏      


وتقول‏:‏ ائتني بعد ما تقول ذاك القول كأنك قلت‏:‏ ائتني بعد قولك ذاك القول كما أنك إذا قلت بعد أن تقول فإنما تريد ذاك ولو كانت بعد مع ما بمنزلة كلمةٍ واحدة لم تقل‏:‏ ائتني من بعد ما تقول ذاك القول ولكانت الدال على حالٍ واحدة‏‏.‏      


وإن شئت قلت‏:‏ إنّي مّما أفعل فتكون ما مع من بمنزلة كلمة واحدة نحو ربمَّا‏‏.‏      


قال أبو حيّة النميّري‏:‏ وإنّا لممَّا نضرب الكبش ضربةً على رأسه تلقى اللسان من الفم وتقول إذا أضفت إلى الأسماء‏:‏ إنّه أهل أن يفعل ومخافة أن يفعل وإن شئت قلت‏:‏ إنّه أهل أن يفعل ومخافة أن يفعل كأنك قلت‏:‏ إنّه أهل لأن يفعل ومخافة لأن يفعل‏‏.‏      


وهذه الإضافة كإضافتهم بعض الأشياء إلى أن‏‏.‏      


قال‏:‏ تظلّ الشمس كاسفةً عليه كآبة أنهّا فقدت عقيلاً وتقول‏:‏ أنت أهلٌ أن تفعل أهلٌ عاملة في أن كأنك قلت‏:‏ أنت مستحقٌ أن تفعل‏‏.‏      


وسمعنا فصحاء العرب يقولون‏:‏ لحقّ أنّه ذاهبٌ فيضيفون كأنه قال‏:‏ ليقين أنه ذاهبٌ أي ليقين ذاك وتقول‏:‏ إنّه خليقٌ لأن يفعل وإنّه خليقٌ أن يفعل على الحذف‏‏.‏      


وتقول‏:‏ عسيت أن تفعل فأن هاهنا بمنزلتها في قولك‏:‏ قاربت أن تفعل أي‏:‏ قاربت ذاك وبمنزلة‏:‏ دنوت أن تفعل‏‏.‏      

واخلو لقت السماء أن تمطر أي‏:‏ لأن تمطر‏‏.‏      


وعسيت بمنزلة اخلولقت السماء‏‏.‏      


ولا يستعملون المصدر هنا كما لم يستعملوا الاسم الذي الفعل في موضعه كقولك‏:‏ اذهب بذي تسلم ولا يقولون‏:‏ عسيت الفعل ولا عسيت للفعل‏‏.‏      


وتقول‏:‏ عسى أن يفعل وعسى أن يفعلوا وعسى أن يفعلا وعسى محمولة عليها أن كما تقول‏:‏ دنا أن يفعلوا وكما قالوا‏:‏ اخلولقت السماء أن تمطر وكلَّ ذلك تكلَّم به عامة العرب‏‏.‏      


وكينونة عسى للواحد والجميع والمؤنثَّ تدلك على ذلك‏‏.‏      


ومن العرب من يقول‏:‏ عسى وعسيا وعسوا وعست وعستا وعسين‏‏.‏      


فمن قال ذلك كانت أن فيهن بمنزلتها في أنَّها منصوبة‏‏.‏      


واعلم أنَّهم لم يستعملوا عسى فعلك استغنوا بأن تفعل عن ذلك كما استغنى أكثر العرب بعسى عن أن يقولوا‏:‏ عسيا وعسوا وبلو أنّه ذاهبٌ عن لو ذهابه‏‏.‏      


ومع هذا أنَّهم لم يستعملوا المصدر في هذا الباب كما لم يستعملوا الاسم الذي في موضعه يفعل في عسى وكاد فترك هذا لأنَّ من كلامهم الاستغناء بالشيء عن الشيء‏‏.‏      


واعلم أن من العرب من يقول‏:‏ عسى يفعل يشبهها بكاد يفعل فيفعل حينئذ في موضع الاسم المنصوب في قوله‏:‏ عسى الغوير أبؤساً‏‏.‏      


فهذا مثل من أمثال العرب أجروا فيه عسى محرى كان‏‏.‏      


قال هدبة‏:‏ عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرجٌ قريب وقال‏:‏ عسى اّلله يغنى بلاد ابن قادرٍ بمنهمرٍ جون الرَّباب سكوب وقال‏:‏ فأمّا كيَّسٌ فنجا ولكن عسى يغترّ بي حمقٌ لئيم وأمّا كاد فإنَّهم لا يذكرون فيها أن وكذلك كرب يفعل ومعناهما واحد‏‏.‏      


يقولون‏:‏ كرب يفعل وكاد يفعل ولا يذكرون الأسماء في موضع هذه الأفعال لما ذكرت لك في الكرّاسة التي تليها‏‏.‏      


ومثله‏:‏ جعل يقول لا تذكر الاسم ههنا‏‏.‏      


ومثله أخذ يقول فالفعل ههنا بمنزلة الفعل في كان إذا قلت‏:‏ كان يقول وهو في موضع اسم منصوب بمنزلته ثمَّ وهو ثمَّ خبرٌ كما أنه ههنا خبر إلاَّ أنَّك لا تستعمل الاسم فأخلصوا هذه الحروف للأفعال كما خلصت حروف الاستفهام للأفعال نحو‏:‏ هلاَّ وألاَّ‏‏.‏      


قد كاد من طول البلى أن يمصحا والمحص مثله‏‏.‏      


وقد يجوز في الشعر أيضاً لعلِّى أن أفعل بمنزلة عسيت أن أفعل‏‏.‏      


وتقول‏:‏ يوشك أن تجيء وأن محمولة على يوشك‏‏.‏      


وتقول‏:‏ توشك أن تجيء فأن في موضع نصب كأنك قلت‏:‏ قاربت أن تفعل‏‏.‏      


وقد يجوز يوشك يجيء بمنزلة عسى يجيء وقال أمّية بن أبي الصَّلت‏:‏ يوشك من فرَّ من منيّته في بعض غرّاته يوافقها وهذه الحروف التي هي لتقريب الأمور شبيهةٌ بعضها ببعض ولها نحو ليس لغيرها من الأفعال‏‏.‏ 


وسألته عن معنى قوله‏:‏ أريد لأن أفعل إنَّما يريد أن يقول إرادتي لهذا كما قال عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏"‏ وأمرت لأن أكون أوَّل المسلمين ‏"‏ إنمّا هو أمرت لهذا‏‏.‏      


وسألت الخليل عن قول الفرزدق‏:‏ أتغضب إن أذنا قتيبة حزَّتا جهاراً ** ولم تغضب لقتل ابن خازم فقال‏:‏ لأنه قبيح أن تفصل بين إن والفعل كما قبح أن تفصل بين كي والفعل فلمّا قبح ذلك ولم باب ما تكون فيه أن بمنزلة أي وذلك قوله عزّ وجل‏:‏ ‏"‏ وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا ‏"‏ زعم الخليل أنه بمنزلة أي لأنّك إذا قلت‏:‏ انطلق بنو فلان أن امشوا فأنت لا تريد أن تخبر أنهم انطلقوا بالمشي ومثل ذلك‏:‏ ما قلت لهم إلاَّ ما أمرتني به أن اعبدوا اّلله‏‏.‏      


وهذا تفسير الخليل‏‏.‏      


ومثل هذا في القرآن كثير‏‏.‏      


وأما قوله‏:‏ كتبت إليه أن افعل وأمرته أن قم فيكون على وجهين‏:‏ على أن تكون أن التي تنصب الأفعال ووصلتها بحرف الأمر والنهي كما تصل الذي بتفعل إذا خاطبت حين تقول أنت الذي تفعل فوصلت أن بقم لأنه في موضع أمر كما وصلت الذي بتقول وأشباهها إذا خاطبت‏‏.‏      


والدليل على أنها تكون أن التي تنصب أنَّك تدخل الباء فتقول‏:‏ أوعزت إليه بأن افعل فلو كانت أي لم تدخلها الباء كما تدخلها الباء كما تدخل في الأسماء‏‏.‏      


والوجه الآخر‏:‏ أن تكون بمنزلة أي كما كانت بمنزلة أي في الأوّل‏‏.‏      


وأمّا قوله عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏"‏ وآخر دعواهم أن الحمد للهّ ربّ العالمين ‏"‏ وآخر قولهم أن لا إله إلاّ الله فعلى قوله أنّه الحمد لله ولا إله إلا اّلله‏‏.‏      


ولا تكون أن التي تنصب الفعل لأنّ تلك لا يبتدأ بعدها الأسماء‏‏.‏      


ولا تكون أي لآنّ أي إنّما تجيء بعد كلام مستغنٍ ولا تكون في موضع المبنيِّ على المبتدأ‏‏.‏      


ومثل ذلك‏:‏ وناديناه أن يا إبراهيم‏‏.‏      


قد صدَّقت الرّؤيا كأنه قال جلّ وعزّ‏:‏ ناديناه أنَّك قد صدّقت الرؤيا يا إبراهيم‏‏.‏      


وقال الخليل‏:‏ تكون أيضاً على أي‏‏.‏      


وإذا قلت‏:‏ أرسل إليه أن ما أنت وذا فهي على أي وإن أدخلت الباء على أنَّك وأنَّه فكأنه يقول‏:‏ أرسل إليه بأنَّك ما أنت وذا جاز ويدّلك على ذلك‏:‏ أنَّ العرب قد تكلّم به في ذا الموضع مثقلاً‏‏.‏      


ومن قال‏:‏ والخامسة أن غضب اّلله عليها فكأنه قال‏:‏ أنَّه غضب اّلله عليها لا تخِّففها في الكلام أبداً وبعدها الأسماء إلاَّ وأنت تريد الثقيلة مضمراً فيها الاسم فلو لم يريدوا ذلك لنصبوا كما ينصبون في الشعِّر إذا اضطروا بكأن إذا خففّوا يريدون معنى كأنَّ ولم يريدوا الإضمار وذلك قوله‏:‏ كأن وريديه رشاء خلب وهذه الكاف إنَّما هي مضافة إلى أنّ فلمَّا اضطررت إلى التخفيف فلم تضمر لم يغيِّر ذلك في فتيةٍ كسيوف الهند قد علموا أن هالكٌ كلّ من يحفى وينتعل كأنه قال‏:‏ أنَّه هالك‏:‏ ٌ ومثل ذلك‏:‏ أوّل ما أقول أن بسم الله كأنه قال‏:‏ أوّل ما أقول أنَّه بسم الله‏‏.‏      


وإن شئت رفعت في قول الشاعر‏:‏ كأن وريداه رشاء خلب على مثل الإضمار الذي في قوله‏:‏ إنَّه من يأتها تعطه أو يكون هذا المضمر هو الذي ذكر كما قال‏:‏ كأن ظبيةٌ تعطو إلى وارق السَّلم ولو أنَّهم إذ حذفوا جعلوه بمنزلة إنما كما جعلوا إن بمنزلة لكن لكان وجهاً قويّا‏‏.‏      


وأمّا قوله‏:‏ أن بسم الله فإنما يكون على الإضمار لأنّك لم تذكر مبتدأ أو مبنيّاً عليه‏‏.‏      


والدليل على أنهم إنّما يخففّون على إضمار الهاء أنك تستقبح‏:‏ قد عرفت أن يقول ذاك حتّى تقول أن لا أو تدخل سوف أو السين أو قد‏‏.‏      


ولو كانت بمنزلة حروف الابتداء لذكرت الفعل مرفوعاً بعدها كما تذكره بعد هذه الحروف كما تقول‏:‏ إنما تقول ولكن تقول وذلك قولك‏:‏ قد علمت أن لا يقول ذاك وقد تيقّنت أن لا تفعل ذاك كأنه قال‏:‏ أنَّه لا يقول وأنَّك لا تفعل‏‏.‏


ونظير ذلك قوله عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏"‏ علم أن سيكون منكم مرضى ‏"‏ وقوله‏:‏ ‏"‏ أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولاً ‏"‏ وقال أيضاً‏:‏ ‏"‏ لئلاَّ يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء ‏"‏‏‏.‏      


وزعموا أنَّها في مصحف أبيّ ٍ‏:‏ أنَّهم لا يقدرون‏‏.‏      


وليست أن التي تنصب الأفعال تقع في هذا الموضع لأنّ ذا موضع يقين وإيجابٍ‏‏.‏      


وتقول‏:‏ كتبت إليه أن لا تقل ذاك وكتبت غليه أن لا يقول ذاك وكتبت إليه أن لا تقول ذاك‏‏.‏      


فأمّا الجزم فعلى الأمر‏‏.‏      


وأمّا النصب فعلى قولك لئلاَّ يقول ذاك‏‏.‏      


وأمّا الرفع فعلى قولك‏:‏ لأنّك لا تقول ذاك أو بأنَّك لا تقول ذاك تحبره بأنّ ذا قد وقع من أمره‏‏.‏      


فأمّا ظننت وحسبت وخلت ورأيت فانَّ أن تكون فيها على وجهين‏:‏ على أنها تكون أن التي تنصب الفعل وتكون أنَّ الثقيلة‏‏.‏      


فإذا رفعت قلت‏:‏ قد حسبت أن لا يقول ذاك وأرى أن سيفعل ذاك‏‏.‏      


ولا تدخل هذه السين في الفعل ههنا حتى تكون أنّه‏‏.‏      


وقال عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏"‏ وحسبوا أن لا تكون فتنةٌ ‏"‏ كأنك قلت‏:‏ قد حسبت أنَّه لا يقول ذاك‏‏.‏      


وإنمّا حسنت أنَّه ههنا لأنك قد أثبتَّ هذا في ظِّنك كما أثبتَّه في علمك وأنَّك أدخلته في ظنّك على أنه ثابتٌ الآن كما كان في العلم ولولا ذلك لم يحسن أنَّك ههنا ولا أنَّه فجرى الظنّ ههنا مجرى اليقين لأنَّه نفيه‏‏.‏      


وإن شئت نصبت فجعلتهن بمنزلة خشيت وخفت فتقول‏:‏ ظننت أن لا تفعل ذاك‏‏.‏      


ونظير ذلك‏:‏ تظنّ أن يفعل بها فاقرةٌ و‏:‏ إن ظنَّا أن يقيما حدود الله‏‏.‏      


فلا إذا دخلت ههنا لم تغيرّ الكلام عن حاله وإنمّا منع خشيت أن تكون بمنزلة خلت وظننت وعلمت إذا أردت الرفع أنك لا تريد أن تخبر أنك تخشى شيئاً قد ثبت عندك ولكنه كقولك‏:‏ أرجو وأطمع وعسى‏‏.‏      


فأنت لا توجب إذا ذكرت شيئاً من هذه الحروف ولذلك ضعف أرجو أنَّك تفعل وأطمع أنَّك فاعلٌ‏‏.‏      


ولو قال رجلٌ‏:‏ أخشى أن لا تفعل يريد أن يخبر أنه يخشى أمراً قد استقرّ عنده كائن جاز‏‏.‏      


وليس وجه الكلام‏‏.‏      


واعلم أنَّه ضعيفٌ في الكلام أن تقول‏:‏ قد علمت أن تفعل ذاك ولا قد علمت أن فعل ذاك حتَّى تقول‏:‏ سيفعل أو قد فعل أو تنفي فتدخل لا وذلك لأنَّهم جعلوا ذلك عوضاً مما حذفوا من أنَّه فكرهوا أن يدعوا السين أو قد إذ قدروا على أن تكون عوضاً ولا تنقص ما يريدون لو لم يدخلوا قد ولا السين‏‏.‏      


وأمّا قولهم‏:‏ أما أن جزاك اللّه خيراٍ فإنَّهم إنما أجازوه لأنه دعاءٌ ولا يصلون إلى قد ههنا ولا إلى السين‏‏.‏       وكذلك لو قلت‏:‏ أما أن يغفر اللّه لك جاز لأنّه دعاءٌ ولا تصل هنا إلى السين‏‏.‏      


ومع هذا أيضاً أنَّه قد كثر في كلامهم حتّى حذفوا فيه إنَّه وإنَّه لا تحذف في غير هذا الموضع‏‏.‏      


سمعناهم يقولون‏:‏ أما إن جزاك الله خيراً شبهّوه بأنَّه فلمَّا جازت إنَّ كانت هذه أجوز‏‏.‏      


وتقول‏:‏ ما علمت إلاَّ أن أن تقوم وما أعلم إلا أن تأتيه إذا لم ترد أن تخبر أنك قد علمت شيئاً كائناً البتّة ولكنك تكلّمت به على وجه الإشارة كما تقول‏:‏ أرى من الرأي أن تقوم فأنت لا تخبر أنّ قياماً قد ثبت كائناً أو يكون فيما تستقبل البتَّة فكأنه قال‏:‏ لو قمتم‏‏.‏      


فلو أراد غير هذا المعنى لقال‏:‏ ما علمت إلاَّ أن ستقومون‏‏.‏      


وإنمَّا جاز قد علمت أن عمروٌ ذاهبٌ لأنّك قد جئت بعده باسم وخبر كما كان يكون بعده لو ثقَّلته وأعملته فلمَّا جئت بالفعل بعد أن جئت بشيء كان سيمتنع أن يكون بعده لو ثقّلته أو قلت‏:‏ قد علمت أن يقول ذاك كان يمتنع فكرهوا أن يجمعوا عليه الحذف وجواز ما لم يكن يجوز بعده مثقّلا فجعلوا هذه الحروف عوضاً‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 5:40 pm

هذا باب أم وأو
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
أمّا أم فلا يكون الكلام بها إلاَّ استفهاماً‏‏.‏      


ويقع الكلام بها في الاستفهام على وجهين‏:‏ على معنى أيّهما وأيهّم وعلى أن يكون الاستفهام الآخر منقطعاً من الأوّل‏‏.‏      


وأمّا أو فإنما يثبت بها بعض الأشياء وتكون في الخبر‏‏.‏      


والاستفهام يدخل عليها على ذلك الحّد‏‏.‏      


وسأبيّن لك وجوهه إن شاء اللّه تعالى‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 5:46 pm

باب أم
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
إذا كان الكلام بها بمنزلة أيّهما وأيّهم وذلك قولك‏:‏ أزيدٌ عندك أم عمروٌ وأزيداً لقيت أم بشراً فأنت الآن مدَّع أنَّ عنده أحدهما لأنَّك إذا قلت‏:‏ أيهما عندك وأيَّهما لقيت‏‏.‏     


فأنت مدّعٍ أنّ المسئول قد لقي أحدهما أو أنّ عنده أحدهما الاَّ أن علمك قد استوى فيهما لا تدري أيهّما هو‏‏.‏
 

والدليل على أن قولك‏:‏ أزيدٌ عندك أم عمروٌ بمنزلة قولك‏:‏ أيّهما عندك أنَّك لو قلت‏:‏ أزيدٌ عندك أم بشرٌ فقال المسئول‏:‏ لا كان محالا كما أنَّه إذا قال‏:‏ أيهّما عندك فقال‏:‏ لا فقد أحال‏‏.‏     


واعلم أنّك إذا أردت هذا المعنى فتقديم الاسم أحسن لأنك لا تسأله عن اللّقى وإنَّما تسأله عن أحد الاسمين لا تدري أيّهما هو فبدأت بالاسم لأنَّك تقصد قصد أن يبين لك أيّ الاسمين في هذا الحال وجعلت الاسم الآخر عديلاً للأوّل فصار الذي لا تسأل عنه بينهما‏‏.‏     


ولو قلت‏:‏ ألقيت زيداً أم عمراً كان جائزاً حسناً أو قلت‏:‏ أعندك زيدٌ أم عمرو كان كذلك‏‏.‏     


وإنّما كان تقديم الاسم ههنا أحسن ولم يجز للآخر إلاَّ أن يكون مؤخراً لأنه قصد قصد أحد الاسمين فبدأ بأحدهما لأنّ حاجته أحدهما فبدأ به مع القصة التي لا يسأل عنها لأنّه إنّما يسأل عن أحدهما من أجلها فإنما يفرغ مما يقصد قصده بقصّته ثم يعدله بالثاني‏‏.‏     


ومن هذا الباب قوله‏:‏ ما أبالي أزيداً لقيت أم عمراً وسواءٌ عليَّ أبشراً كلّمت أم زيدا كما تقول‏:‏ ما أبالي أيَّهما لقيت‏‏.‏     


وإنَّما جاز حرف الاستفهام ههنا لأنّك سوّيت الأمرين عليك كما استويا حين قلت‏:‏ أزيدٌ عندك أم عمرو فجرى هذا على حرف الاستفهام كما جرى على حرف النِّداء قولهم‏:‏ اللهمَّ اغفر لنا أيَّتها العصابة‏‏.‏     


وإنمّا لزمت أم ههنا لأنّك تريد معنى أيَّهما‏‏.‏     


ألا ترى أنَّك تقول‏:‏ ما أبالي أيّ ذلك كان وسواءٌ عليَّ أيّ ذلك كان فالمعنى واحد وأيّ ههنا تحسن وتجوز كم جازت في المسألة‏‏.‏     


ومثل ذلك‏:‏ ما أدري أزيدٌ ثمَّ أم عمروٌ وليت شعري أزيدٌ ثمَّ أم عمروٌ فإنَّما أوقعت أم ههنا كما أوقعته في الذي قبله لأنّ ذا يجرى على حرف الاستفهام حيث استوى علمك فيهما كما جرى الأوّل‏‏.‏     


ألا ترى أنّك تقول ليت شعري أيّهما ثمّ وما أدري أيهّما ثمَّ فيجوز أيهّما ويحسن كما جاز في قولك‏:‏ أيهّما ثمَّ‏‏.‏     

وتقول‏:‏ أضربت زيداً أم قتلته فالبدء ههنا بالفعل أحسن لأنّك إنما تسأل عن أحدهما لا تدري أيّهما كان ولا تسأل عن موضع أحدهما فالبدء بالفعل ههنا أحسن كما كان البدء بالاسم ثمَّ فيما ذكرنا أحسن كأنّك قلت‏:‏ أيّ ذاك كان بزيدٍ‏‏.‏     


وتقول‏:‏ أضربت أم قتلت زيداً لأنك مدَّعٍ أحد الفعلين‏:‏ ولا تدري أيهمّا هو كأنك قلت‏:‏ أيّ ذاك كان بزيد‏‏.‏     


وتقول‏:‏ ما أدري أقام أم قعد إذا أردت‏:‏ ما أدري أيّهما كان‏‏.‏     


وتقول‏:‏ ما أدري أقام أو قعد إذا أردت‏:‏ أنه لم يكن بين قيامه وقعوده شيءٌ كأنّه قال‏:‏ لا أدَّعي أنه كان منه في تلك الحال قيامٌ ولا قعودٌ بعد قيامه أي‏:‏ لم أعدَّ قيامه قياماً ولم يستبن لي قعودٌ بعد قيامه وهو كقول الرجل‏:‏ تكلمت ولم تكلَّم‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 5:49 pm

هذا باب أم منقطعةً
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ أعمروٌ عندك أم عندك زيدٌ فهذا ليس بمنزلة‏:‏ أيهَّما عندك‏‏.‏      


ألا ترى أنك لو قلت‏:‏ ويدلّك على أن هذا الآخر منقطعٌ من الأوّل قول الرجل‏:‏ إنِّها لإبلٌ ثم يقول‏:‏ أم شاءٌ يا قوم‏‏.‏ 


فكما جاءت أم ههنا بعد الخبر منقطعةً كذلك تجيء بعد الاستفهام وذلك أنه حين قال‏:‏ أعمروٌ عندك فقد ظنَّ أنَّه عنده ثم أدركه مثل ذلك الظنّ في زيد بعد أن استغنى كلامه وكذلك‏:‏ إنها لإبلٌ أم شاءٌ إنّما أدركه الشكّ حيث مضى كلامه على اليقين‏‏.‏      


وبمنزلة أم ههنا قوله عزّ وجلَّ‏:‏ ‏"‏ آلم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من ربّ العالمين‏‏.‏      


أم يقولون افتراه ‏"‏ فجاء هذا الكلام على كلام العرب قد علم تبارك وتعالى وذلك من قولهم ولكن هذا على كلام العرب ليعرَّفوا ضلالتهم‏‏.‏      


ومثل ذلك‏:‏ أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون‏‏.‏      


أم أنا خيرٌ من هذا الذي هو مهين كأنَّ فرعون قال‏:‏ أفلا تبصرون أم أنتم بصراء‏‏.‏      


فقوله‏:‏ أم أنا خيرٌ من هذا بمنزلة‏:‏ أم أنتم بصراء لأنّهم لو قالوا‏:‏ أنت خيرٌ منه كان بمنزلة قولهم‏:‏ نحن بصراء عنده وكذلك‏:‏ أم أنا خيرٌ بمنزلته لو قال‏:‏ أم أنتم بصراء‏‏.‏      


ومثل ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ أم اتَّخذ ممَّا يخلق بناتٍ وأصفاكم بالبنين ‏"‏‏‏.‏      


فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون‏:‏ أنّ الله عزّ وجلَّ لم يتخَّذ ولداً ولكنه جاء حرف الاستفهام ليبصَّروا ضلالتهم‏‏.‏      


ألا ترى أنّ الرجل يقول للرجل‏:‏ آلسعادة أحبّ إليك أم الشقّاء وقد علم أنّ السعادة ومن ذلك أيضاً‏:‏ أعندك زيدٌ أم لا كأنه حيث قال‏:‏ أعندك زيدٌ كان يظنّ أنه عنده ثم أدركه مثل ذلك الظنّ في أنه ليس عنده فقال‏:‏ أم لا‏‏.‏      


وزعم الخليل أنّ قول الأخطل‏:‏ كذبتك عنك أم رأيت بواسطٍ غلس الظلاّم من الرَّباب خيالا كقولك‏:‏ إنَّها لإبلٌ أم شاءٌ‏‏.‏      

ومثل ذلك قول الشاعر وهو كثَّير عزّة‏:‏ أليس أبي بالَّنضر أم ليس والدي لكلّ نجيبً من خزاعة أزهرا ويجوز في الشعر أن يريد بكذبتك الاستفهام ويحذف الإلف‏‏.‏      


قال التميمي وهو الأسود بن يعفر‏:‏ لعمرك ما أدري وإن كنت دارياً شعيث بن سهمٍ أم شعيث بن منقر وقال عمر بن أبي ربيعة‏:‏ لعمرك ما أدري وإن كنت دارياً بسبعٍ رمين الجمر أم بثمان هذا باب أو تقول‏:‏ أيَّهم تضرب أو تقتل تعمل أحدهما ومن يأتيك أو يحدّثك أو يكرمك لا يكون ههنا إلاَّ أو من قبل أنك إنما تستفهم عن الاسم المفعول وإنما حاجتك إلى صاحبك أن يقول‏:‏ فلانٌ‏‏.‏      


وعلى هذا الحدّ يجرى ما ومتى وكيف وكم وأين‏‏.‏      


وتقول‏:‏ هل عندك شعيرٌ أو برٌّ أو تمرٌ وهل تأتينا أو تحدّثنا لا يكون إلاَّ ذلك‏‏.‏      


وذاك أنّ هل ليست بمنزلة ألف الاستفهام لأنك إذا قلت‏:‏ هل تضرب زيداً فلا يكون أن تدَّعي أنّ الضرب واقعٌ وقد تقول‏:‏ أتضرب زبداً وأنت تدَّعي أنَّ الضرب واقعٌ‏‏.‏      


ومما يدلّك على أن ألف الاستفهام ليست بمنزلة هل أنك تقول للرجل‏:‏ أطرباً‏!‏ وأنت تعلم أنّه قد طرب لتوبَّخه وتقِّرره‏‏.‏      


ولا تقول هذا بعد هل‏‏.‏      


وإن شئت قلت‏:‏ هل تأتيني أم تحدّثني وهل عندك برٌّ أم شعيرٌ على كلامين‏‏.‏      


وكذلك سائر حروف الاستفهام التي ذكرنا‏‏.‏      


وعلى هذا قالوا‏:‏ هل تأتينا أم هل تحدّثنا‏‏.‏      


قال زفر بن الحارث‏:‏ أبا مالك هل لمتنى مذ حضضتني على القتل أم هل لامني لك لائم وكذلك سمعناه من العرب‏‏.‏      


فأمَّا الذين قالوا‏:‏ أم هل لامني لك لائم فإنَّما قالوه على أنه أدركه الظنّ بعد ما مضى صدر حديثه‏‏.‏      


وأمّا الذين قالوا‏:‏ أو هل فإنَّهم جعلوه كلاماً واحداً‏‏.‏      


وتقول‏:‏ ما أدري هل تأتينا أو تحدّثنا وليت شعري هل تأتينا أو تحدثنا فهل ههنا بمنزلتها في الاستفهام إذا قلت‏:‏ هل تأتينا وإنما أدخلت هل ههنا لأنك إنما تقول‏:‏ أعلمني كما أردت ذلك حين قلت‏:‏ هل تأتينا أو تحدثّنا فجرى هذا مجرى قوله عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏"‏ هل يسمعونكم إذ تدعون‏‏.‏      


أو ينفعونكم أو يضرّون ‏"‏ وقال زهير‏:‏ ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى من الأمر أو يبدو لهم ما بداليا وقال مالك بن الريب‏:‏ ألا ليت شعري هل تغيرَّت الرَّحا رحا الحزن أو أضحت بفلجٍ كما هيا فهذا سمعناه ممن ينشده من بني عِّمه‏‏.‏      


وقال أناسٌ‏:‏ أم أضحت على كلامين كما قال علقمة بن عبدة‏:‏ هل ما علمت وما استودعت مكتوم أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم أم هل كبيرٌ بكى لم يقض عبرته إثر الأحبّة يوم البين مشكوم هذا باب آخر من أبواب أو تقول‏:‏ ألقيت زيداً أو عمراً أو خالداً وأعندك زيد أو خالدٌ أو عمروٌ كأنّك قلت‏:‏ أعندك أحدٌ من هؤلاء وذلك أنّك للم تدَّع أن أحداً منهم ثمَّ‏‏.‏      


ألا ترى أنه إذا أجابك قال‏:‏ لا كما يقول إذا قلت‏:‏ أعندك أحدٌ من هؤلاء‏‏.‏      


واعلم أنَّك إذا أردت هذا المعنى فتأخير الاسم أحسن لأنّك إنَّما تسأل عن الفعل بمن وقع‏‏.‏      


ولو قلت‏:‏ أزيداً لقيت أو عمراً أو خالداً وأزيدٌ عندك أو عمروٌ أو خالدٌ كان هذا في الجواز والحسن بمنزلة تأخير الاسم إذا أردت معنى أيهّما‏‏.‏      


فإذا قلت‏:‏ أزيدٌ أفضل أم عمرو لم يجز ههنا إلاَّ أم لأنّك إنَّما تسأل عن أفضلهما ولست تسأل عن صاحب الفضل‏‏.‏


ألا ترى أنَّك لو قلت‏:‏ أزيدٌ أفضل لم يجز كما يجوز‏:‏ أضربت زيداً فذلك يدلّك أنّ معناه معنى أيهّما‏‏.‏      


إلا أنَّك إذا سألت عن الفعل استغنى بأوّل اسم‏‏.‏      


ومثل ذلك‏:‏ ما أدري أزيدٌ أفضل أم عمروٌ وليت شعري أزيدٌ أفضل أم عمروّ‏‏.‏      


فهذا كلّه على معنى أيّهما أفضل‏‏.‏      


وتقول‏:‏ ليت شعري ألقيت زيداً أو عمراً وما أدري أعندك زيدٌ أو عمروٌ فهذا يجري مجرى ألقيت زيداً أو عمراً وأعندك زيدٌ أو عمروٌ‏‏.‏      


فإن شئت قلت‏:‏ ما أدري أزيدٌ عندك أو عمروٌ فكان جائزا حسا كما جاز أزيدٌ عندك أو عمرو‏‏.‏      


وتقديم الاسمين جميعاً مثله وهو مَّؤخر وإن كانت أضعف‏‏.‏      


فأما إذا قلت‏:‏ ما أبالي أضربت زيداً أم عمراً فلا يكون هنا إلاَّ أم لأنه لا يجوز لك السكوت على أوّل الاسمين فلا يجيء هذا إلاَّ على معنى أيهَّما وتقديم الاسم ههنا أحسن‏‏.‏      


وتقول‏:‏ أتجلس أو تذهب أو تحدّثنا وذلك إذا أردت هل يكون شيء من هذه الأفعال‏‏.‏      


فأمَّا إذا ادَّعيت أحدهما فليس إلاَّ أتجلس أم تذهب أم تأكل كأنَّك قلت‏:‏ أيَّ هذه الأفعال يكون منك‏‏.‏      


وتقول‏:‏ أتضرب زيداً أم تشم عمراً أم تكلّم خالداً‏‏.‏      


ومثل ذلك أتضرب زيداً أو تضرب عمراً أو تضرب خالداً إذا أردت هل يكون شيء من ضرب واحد من هؤلاء‏‏.‏  


وإن أردت أيّ ضرب هؤلاء يكون قلت‏:‏ أم‏‏.‏      


قال حسّان بن ثابت‏:‏ ما أبالي أنبَّ بالحزن تيسٌ أم لحاني بظهر غيبٍ لئيم كأنه قال‏:‏ ما أبالي أيّ الفعلين كان‏‏.‏
  

وتقول‏:‏ أزيداً أو عمراً رأيت أم بشراً وذلك أنَّك لم ترد أن تجعل عمراً عديلاً لزيد حتى يصير بمنزلة أيّهما ولكنَّك أردت أن يكون حشواً فكأنك قلت‏:‏ أأحد هذين رأيت أم بشراً‏‏.‏      


ومثل ذلك قول صفَّية بنت عبد المطلب‏:‏ وذلك أنَّها لم ترد أن تجعل لتمر عديلاً للأقط لأنّ المسئول عندها لم يكن عندها ممن قال‏:‏ هو إما تمرٌ وإمّا أقطٌ وإمّا قرشيٌّ ولكنها قالت‏:‏ أهو طعامٌ أم قرشيٌّ فكأنها قالت‏:‏ أشيئاً من هذين الشيئين رأيته أم قرشياً‏‏.‏      


وتقول‏:‏ أعندك زيدٌ أو عندك عمروٌ أو عندك خالدٌ كأنَّك قلت‏:‏ هل عندك من هذه الكينونات شيءٌ فصار هذا كقولك‏:‏ أتضرب زيداً أو تضرب عمراً أو تضرب خالداً‏‏.‏      


ومثل ذلك‏:‏ أتضرب زيداً أو عمراً أو خالداً وتقول‏:‏ أعاقلٌ عمروٌ أو عالمٌ وتقول‏:‏ أتضرب عمرا أو تشتمه تجعل الفعلين والاسم بينهما بمنزلة الاسمين والفعل بينهما لأنَّك قد أثبتَّ عمراً لأحد الفعلين كما أثبتَّ الفعل هناك لأحد الاسمين وادعَّيت أحدهما كما ادَّعيت ثمَّ أحد الاسمين‏‏.‏      


وإن قدّمت الاسم فعربيٌّ حسن‏‏.‏      


وأمّا إذا قلت‏:‏ أتضرب أو تحبس زيداً فهو بمنزلة أزيدا أو عمراً تضرب‏‏.‏      


قال جرير‏:‏ أثعلبة الفوارس أو رياحاً عدلت بهم طهية والخشابا وإن قلت‏:‏ أزيدا تضرب أو تقتل كان كقولك‏:‏ أتقتل زيداً أو عمراً وأم في كلّ هذا جيدّةٌ‏‏.‏      


وإذا قال‏:‏ أتجلس أم تذهب فأم وأو فيه سواءٌ لأنّك لا تستطيع أن تفصل علامة المضمر فتجعل لأو حالاً سوى حال أم‏‏.‏      


وكذلك‏:‏ أتضرب زيداً أو تقتل خالداً لأنَّك لم تثبت أحد وإن أردت معنى أيّهما في هذه المسألة قلت‏:‏ أتضرب زيداً أم تقتل خالدا لأنَّك لم تثبت أ الفعلين لاسمٍ واحد‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 5:54 pm

هذا باب أو في غير الاستفهام
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
تقول‏:‏ جالس عمراً أو خالدا أو بشراً كأنَّك‏:‏ قلت‏:‏ جالس أحد هؤلاء ولم ترد إنساناً بعينه ففي هذا دليلٌ أنّ كلهم أهلٌ أن يجالس كأمَّك قلت‏:‏ جالس هذا الضرب من الناس‏‏.‏      


وتقول‏:‏ كل لحماً أو خبزا أو تمراً كأنك‏:‏ قلت‏:‏ كل أحد هذه الأشياء‏‏.‏      


فهذا بمنزلة الذي قبله‏‏.‏      


وإن نفيت هذا قلت‏:‏ لا تأكل خبزا أو لحما أو تمرا‏‏.‏      


كأنك قلت‏:‏ لا تأكل شيئاً من هذه الأشياء‏‏.‏      


ونظير ذلك قوله عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏"‏ ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً ‏"‏ أي‏:‏ لا تطع أحداً من هؤلاء‏‏.‏      


وتقول‏:‏ كل خبزا أو تمراً أي‏:‏ لا تجمعهما‏‏.‏      


ومثل ذلك أن تقول‏:‏ ادخل على زيد أو عمرو أو خالدٍ أي‏:‏ لا تدخل على أكثر من واحدٍ من هؤلاء‏‏.‏      


وإن شئت جئت به على معنى ادخل على هذا الضرب‏‏.‏      


وتقول‏:‏ خذه بما عزَّ أو هان كأنه قال‏:‏ خذه بهذا أو بهذا أي لا يفوتَّنك على كل حال ومن العرب من يقول‏:‏ خذه بما عن وهان أي خذه بالعزيز والهّين وكلّ واحدة منهما تجزئ عن أختّها‏‏.‏      


وتقول‏:‏ لأضربنَّه ذهب أو مكث كأنه قال‏:‏ لأضربنَّه ذاهباً أو ماكثاً ولأضربنَّه إن ذهب أو مكث‏‏.‏      


وقال زيادة بن زيد العذريّ‏:‏ إذا ما انتهى علمي تناهيت عنده أطال فأملى أو تناهى فأقصرا وقال‏:‏ فلست أبالي بعد يوم مطرّفٍ حتوف المنايا أكثرت أو أقلَّت وزعم الخليل أنَّه يجوز‏:‏ لأضربنَّه أذهب أم مكث وقال‏:‏ الدليل على ذلك أنَّك تقول‏:‏ لأضربنَّك أيّ ذلك كان‏‏.‏      


وإنما فارق هذا سواء وما أبالي لأنَّك إذا قلت‏:‏ سواءٌ عليَّ أذهبت أم مكثت فهذا الكلام في موضع سواءٌ عليَّ هذان‏‏.‏      


وإذا قلت‏:‏ ما أبالي أذهبت أم مكثت هو في موضع‏:‏ ما أبالي واحداً من هذين‏‏.‏      


وأنت لا تريد أن تقول في الأوّل‏:‏ لأضربنَّ هذين ولا تريد أن تقول‏:‏ تناهيت هذين ولكنك إنَّما تريد أن تقول‏:‏ إن الأمر يقع على إحدى الحالين‏‏.‏      


ولو قلت‏:‏ لأضربنَّه أذهب أو مكث لم يجز لأنَّك لو أردت معنى أيهّما قلت‏:‏ أم مكث ولا يجوز لأضربنَّه مكث فلهذا لا يجوز‏:‏ لأضربنَّه أذهب أو مكث كما يجوز‏:‏ ما أدري أقام زيدٌ أو قعد‏‏.‏      


ألا ترى أنَّك تقول‏:‏ ما أدري أقام كما تقول‏:‏ أذهب وكما تقول‏:‏ أعلم أقام زيدٌ ولا يجوز أن تقول‏:‏ لأضربنَّه أذهب‏‏.‏


وتقول‏:‏ وكلّ حقٍ له سميّناه في كتابنا أو لم نسمِّه كأنه قال‏:‏ وكلّ حقّ له علمناه أو جهلناه وكذلك كلّ حقٍّ هو لها داخلٍ فيها أو خارجٍ منها كأنّه قال‏:‏ إن كان داخلاً أو خارجاً‏‏.‏      


وإن شاء أدخل الواو كما قال‏:‏ بما عزَّ وهان‏‏.‏      


وقد تدخل أم في‏:‏ علمناه أو جهلناه وسمّيناه أو لم نسّمه كما دخلت في‏:‏ أذهب أم مكث وتدخل أو على وجهين‏:‏ على أنه يكون صفة للحقّ وعلى أن يكون حالاً كما قلت‏:‏ لأضربنَّه ذهب أو مكث أي‏:‏ لأضربنَّه كائناً ما كان‏‏.‏


فبعدت أم ههنا حيث كان خبراً في موضع ما ينتصب حالاً وفي موضع الصفة‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 5:55 pm

باب الواو التي تدخل عليها ألف الاستفهام
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ هل وجدت فلاناً عند فلانٌ فيقول‏:‏ أو هو ممن يكون ثمَّ أدخلت ألف الاستفهام‏‏.‏      


وهذه الواو لا تدخل على ألف الاستفهام وتدخل عليها الألف فإنما هذا استفهامٌ مستقبلٌ بالألف ولا تدخل الواو على الألف كما أنّ هل لا تدخل على الواو‏‏.‏      


فإنمّا أرادوا أن لا يجروا هذه الألف مجرى هل إذ لم تكن مثلها والواو تدخل على هل‏‏.‏      


وتقول‏:‏ ألست صاحبنا أو لست أخانا ومثل ذلك‏:‏ أما أنت أخانا أو ما أنت صاحبنا وقوله‏:‏ ألا تأتينا أو لا تحدّثنا إذا أردت التقرير أو غيره ثم أعدت حرفاً من هذه الحروف لم يحسن الكلام إلا أن تستقبل الاستفهام‏‏.‏      


وإذا قلت‏:‏ ألست أخانا أو صاحبنا أو جليسنا فإنك إنما أردت أن تقول‏:‏ ألست في بعض هذه الأحوال وإنمّا أردت في الأوّل أن تقول‏:‏ ألست في هذه الأحوال كلِّها‏‏.‏      


ولا يجوز أن تريد معنى ألست صاحبنا أو جليسنا أو أخانا وتكرِّر لست مع أو إذا أردت أن تجعله في بعض هذه الأحوال ألا ترى أنّك إذا أخبرت فقلت‏:‏ لست بشراً أو لست عمراً أو قلت‏:‏ ما أنت ببشر أو ما أنت بعمرو لم يجيء إلاّ على معنى لا بل ما أنت بعمرو ولا بل لست بشراً‏‏.‏      


وإذا أرادوا معنى أنّك لست واحداً منهما قالوا‏:‏ لست عمرا ولا بشرا أو قالوا‏:‏ أو بشرا كما قال عزَّ وجل‏:‏ ‏"‏ ولا تطع منهم آثما أو كفوراً‏‏.‏      


ولو قلت‏:‏ أو لا تطع كفورا انقلب المعنى‏‏.‏      


فينبغي لهذا أن يجيء في الاستفهام بأم منقطعاً من الأوّل لأن أو هذه نظيرتها في الاستفهام أم وذلك قولك‏:‏ أما أنت بعمرو أم ما أنت ببشر كأنّه قال‏:‏ لا بل ما أنت ببشر‏‏.‏      


وذلك‏:‏ أنّه أدركه الظنّ في أنه بشرٌ وهذه الواو التي دخلت عليها ألف الاستفهام كثيرةٌ في القرآن‏‏.‏      


قال الله تعالى جدّه‏:‏ ‏"‏ أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون‏‏.‏      


أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحّى وهم يلعبون ‏"‏‏‏.‏      


فهذه الواو بمنزلة الفاء في قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ أفأمنوا مكر لله ‏"‏ وقال عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏"‏ أئنَّا لمبعوثون‏‏ أو آباؤنا الأوَّلون ‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏ أو كلّما عاهدوا عهداً ‏"‏‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 5:57 pm

باب تبيان أم لم دخلت على حروف الاستفهام ولم تدخل على الألف
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
تقول‏:‏ أم من تقول أم من تقول ولا تقول‏:‏ أم أتقول وذاك لأنّ أم بمنزلة الألف وليست‏:‏ أيّ ومن وما ومتى بمنزلة الألف وإنّما هي أسماء بمنزلة‏:‏ هذا وذاك إلاَّ أنهم تركوا ألف الاستفهام ههنا إذ كان هذا النحو من الكلام لا يقع إلا في المسألة فلمّا علموا أنه لا يكون إلا كذلك استغنوا عن الألف‏‏.‏      


وكذلك هل إنمَّا تكون بمنزلة قد ولكنّهم تركوا الألف إذ كانت هل لا تقع إلاَّ في الاستفهام‏‏.‏      


فلت‏:‏ فما بال أم تدخل عليهن وهي بمنزلة الألف قال‏:‏ إنّ أم تجيء ههنا بمنزلة لا بل للتحوَّل من الشيء إلى الشيء والألف لا تجيء أبداً إلاَّ مستقبلةً فهم قد استغنوا في الاستقبال عنها واحتاجوا إلى أم إذ كانت لترك شيءً إلى شيء لأنهم لو تركوها فلم يذكروها لم يتبيّن المعنى‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 5:58 pm

باب ما ينصرف وما لا ينصرف هذا باب أفعل
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
اعلم أنّ أفعل إذا كان صفةً لم ينصرف في معرفة ولا نكرة وذلك لأنَّها أشبهت الأفعال نحو‏:‏ أذهب وأعلم‏‏.‏
 

قلت‏:‏ فما باله لا ينصرف إذا كان صفةً وهو نكرةٌ فقال‏:‏ لأنَّ الصفات أقرب إلى الأفعال فاستثقلوا التنوين فيه كما استثقلوه في الأفعال وأرادوا أن يكون في الاستثقال كالفعل إذ كان مثله في البناء والزيادة وضارعه وذلك نحو‏:‏ أخضر وأحمر وأسود وأبيض وآدر‏‏.‏      


فإذا حقّرت قلت‏:‏ أخيضر وأحيمر وأسيود فهو على حاله قبل أن تحقّره من قبل أنّ الزيادة التي أشبه بها الفعل مع البناء ثابتةٌ وأشبه هذا من الفعل ما أميلح زيداً كما أشبه أحمر أذهب‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 6:04 pm

هذا باب أفعل إذا كان اسماً
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
وما أشبه الأفعال من الأسماء التي في أوائلها الزوائد فما كان من الأسماء أفعل فنحو‏:‏ أفكلٍ وأزملٍ وأيدعٍ وأربع لا تنصرف في المعرفة لأنَّ المعارف أثقل وانصرفت في النكرة لبعدها من الأفعال وتركوا صرفها في المعرفة حيث أشبهت وأمّا ما أشبه الأفعال سوى أفعل فمثل اليرمع واليعمل وهو جماع اليعملة ومثل أكلبٍ‏‏.‏


وذلك أنّ يرمعاً مثل‏:‏ يذهب واكلبٌ مثل‏:‏ أدخل‏‏.‏      


ألا ترى أنَّ العرب لم تصرف أعصر ولغةٌ لبعض العرب يعصر لا يصرفونه أيضاً وتصرف ذلك في النكرة لأنَّه ليس بصفة‏‏.‏      


واعلم أنّ هذه الياء والألف لا تقع واحدةٌ منهما في أوّل اسمٍ على أربعة أحرف إلا وهما زائدتان‏‏.‏      


ألا ترى أنَّه ليس اسمٌ مثل أفكل يصرف وإن لم يكن له فعلٌ يتصرّف‏‏.‏      


ومما يدلّك أنها زائدة كثرة دخولها في بنات الثلاثة وكذلك الياء أيضاً‏‏.‏      


وإن لم تقل هذا دخل عليك أن تصرف أفكل وأن تجعل الشيء إذا جاء بمنزلة الّرجازة والّربابة لأنه ليس له فعلٌ بمنزلة القمطرة والهدملة‏‏.‏      


فهذه الياء الألف تكثر زيادتهما في بنات الثلاثة فهما زائدتان حتى يجيء أمرٌ بيّن نحو‏:‏ أولقٍ فانَّ أولقاً إنمَّا الزيادة فيه الواو يدلّك على ذلك قد ألق الرجل فهو مألوقٌ‏‏.‏      


ولو لم يتبيّن أمر أولقٍ لكان عندنا أفعل لأنّ أفعل من هذا الضرب أكثر من فوعلٍ‏‏.‏      


ولو جاء في الكلام شيءٌ نحو أكللٍ وأيققٍ فسميت به رجلاً صرفته لأنه لو كان أفعل لم يكن الحرف الأوّل إلاّ ساكناً مدغما‏‏.‏      


وأمّا أوَّل فهو أفعل‏‏.‏      


يدلَّك على ذلك قولهم‏:‏ هو أوّل منه ومررت بأوّل منك والأولى وإذا سميّت الرجل بألبب فهو غير مصروف والمعنى عليه لأنه من اللّبّ وهو أفعل‏‏.‏      


وهو قد علمت ذاك بنات ألبيه يعنون لبّه‏‏.‏      


ومما يترك صرفه لأنه يشبه الفعل ولا يجعل الحرف الأول منه زائداً إلاّ بثببتٍ نحو تنضبٍ فإنما التاء زائدة لأنه ليس في الكلام شيء على أربعة أحرف ليس أوله زائدة يكون على هذا البناء لأنه ليس في الكلام فعلل‏‏.‏


ومن ذلك أيضاً‏:‏ ترتب وترتب - وقد يقال أيضاً‏:‏ ترتب - فلا يصرف‏‏.‏      


ومن قال ترتبٌ صرف لأنّه وإن كان أوله زائداً فقد خرج من شبه الأفعال‏‏.‏      


وكذلك التّدرأ إنما هو من درأت‏‏.‏      


وكذلك التتفّل‏‏.‏      


ويدلك على ذلك قول بعض العرب‏:‏ التتَّفل وأنه ليس في الكلام كجعفر‏‏.‏      


وكذلك رجلٌ يسَّمى‏:‏ تألب لأنَّه تفعل‏‏.‏      


ويدلك على ذلك أنَّه يقال للحمار ألب يألب بفعل وهو طرده طريدته‏‏.‏      


وإنما قيل له تألبٌ من ذلك‏‏.‏      


وأمّا ما جاء نحو‏:‏ نهشل وتولب فهو عندنا من نفس الحرف مصروفٌ حتىَّ يجيء أمرٌ يبينَّه‏‏.‏      


وكذلك فعلت به العرب لأنَّ حال التاء والنون في الزيادة ليست كحال الألف والياء لأنَّهما لم تكثرا في الكلام زائدتين ككثرتهما‏‏.‏      


فان لم تقل ذلك دخل عليك أن لا تصرف نهشلا ونهسراً‏‏.‏      


وإذا سمّيت رجلا بإثمد لم تصرفه لأنَّه يشبه إضرب وإذا سميّت رجلا بإصبع لم تصرفه لأنه يشبه إصنع‏‏.‏      


وإن سمّيته بأبلمٍ لم تصرفه لأنه يشبه أقتل‏‏.‏      


ولا تحتاج في هذا إلى ما احتجت إليه في ترتبٍ وأشباهها لأنَّها ألفٌ‏‏.‏      


وهذا قول الخليل ويونس‏‏.‏      


وإنما صارت هذه الأسماء بهذه المنزلة لأنهم كأنهم ليس أصل الأسماء عندهم على أن تكون في أوّلها الزوائد وتكون على هذا البناء‏‏.‏      


ألا ترى أن تفعل ويفعل في الأسماء قليل‏‏.‏      


وكان هذا البناء إنّما هو في الأصل للفعل فلما صار في موضع قد يستثقل فيه التنوين استثقلوا فيه ما استثقلوا فيما هو أولى بهذا البناء منه‏‏.‏      


والموضع الذي يستثقل فيه التنوين المعرفة‏‏.‏      


ألا ترى أكثر ما لا ينصرف في المعرفة قد ينصرف في النكرة وإنما صارت أفعل في الصفات أكثر لمضارعة الصِّفة الفعل‏‏.‏      


وإذا سمَّيت رجلاً بفعل في أوله زائدة لم تصرفه نحو يزيد ويشكر وتغلب ويعمر‏‏.‏      


وهذا النحو أحرى أن لا تصرفه وإنَّما أقصى أمره أن يكون كتنضبٍ ويرمعٍ‏‏.‏      


وجميع ما ذكرنا في هذا الباب ينصرف في النكرة فان قلت‏:‏ فما بالك تصرف يزيد في النكرة وإنما منعك من صرف أحمر في النكرة وهو اسم أنه ضارع الفعل فأحمر إذا كان صفةً بمنزلة الفعل قبل أن يكون اسماً فإذا كان اسماً ثم جعلته وأمّا يزيد فإنك لمَّا جعلته اسماً في حال يستثقل فيها التنوين استثقل فيه ما كان استثقل فيه قبل أن يكون اسماً فلَّما صيرَّته نكرةً لم يرجع إلى حاله قبل أن بكون اسماً‏‏.‏      


وأحمر لم يزل اسماً‏‏.‏      


وإذا سمَّيت رجلاً بإضرب أو أقتل أو إذهب لم تصرفه وقطعت الألفات حتَّى يصير بمنزلة الأسماء لأنك قد غيِّرتها عن تلك الحال‏‏.‏      


ألا ترى أنك ترفعها وتنصبها‏‏.‏      


وتقطع الألف لآن الأسماء لا تكون بألف الوصل ولا يحتجّ باسمٍ ولا ابن لقلّة هذا مع كثرة الأسماء‏‏.‏      


وليس لك أن تغيِّر البناء في مثل ضرب وضورب وتقول‏:‏ إن مثل هذا ليس في الأسماء لأنك قد تسمِّى بما ليس في الأسماء إلاَّ أنك استثقلت فيها التنوين كما استثقلته في الأسماء التي شبهَّتها بها نحو‏:‏ إثمد وإصبعٍ وأبلمٍ فإنّما أضعف أمرها أن تصير إلى هذا‏‏.‏      


وليس شيء من هذه الحروف بمنزلة امرىءٍ لأن ألف امرىءٍ كأنك أدخلتها حين أسكنت الميم على مرءٌ ومرأً ومرءٍ فلمَّا أدخلت الألف على هذا الاسم حين أسكنت الميم تركت الألف وصلا كما تركت ألف إبنٍ وكما تركت ألف إضرب في الأمر فإذا سمَّيت بامرىءٍ رجلاً تركته على حاله لأنَّك نقلته من اسم إلى اسم وصرفته لأنَّه لا يشبه لفظه لفظ الفعل‏‏.‏      


ألا ترى أنك تقول‏:‏ امرؤٌ وامرىءٍ وامرأً وليس شيء من الفعل هكذا‏‏.‏      


وإذا جعلت إضرب أو أقتل اسماً لم يكن له بدٌّ من أن تجعله كالأسماء لأنَّك نقلت فعلاً إلى اسم‏‏.‏      


ولو سمَّيته انطلاقاً لم تقطع الألف لأنَّك نقلت اسماً إلى اسم‏‏.‏      


واعلم أن كلَّ اسم كانت في أوله زائدة ولم يكن على مثال الفعل فإنّه مصروف وذلك نحو‏:‏ إصليتٍ وأسلوبٍ وينبوبٍ وتعضوض وكذلك هذا المثال إذا اشتققته من الفعل نحو يضروبٍ وإضريب وتضريب لأن ذا ليس بفعل وليس باسم على مثال الفعل وليس بمنزلة عمر‏‏.‏      


ألا ترى أنك تصرف يربوعاً فلو كان يضروبٌ بمنزلة يضرب لم تصرفه‏‏.‏      


وإنّ سمَّيت رجلاً هراق لم تصرفه لأن هذه الهاء بمنزلة الألف زائدة وكذلك هرق بمنزلة أقم‏‏.‏      


وإذا سمَّيت رجلاً بتفاعلٍ نحو تضاربٍ ثم حقَّرته فقلت تضيرب لم تصرفه لأنه يصير بمنزلة تغلب ويخرج إلى ما لا ينصرف كما تخرج هند في التحقير إذا قلت‏:‏ هنيدة إلى ما لا ينصرف البتَّة في جميع اللغات‏‏.‏      


وكذلك أجادل اسم رجل إذا حقَّرته لأنَّه يصير أجيدل مثل أميلح‏‏.‏      


وإن سمَّيت رجلاً بهرق قلت‏:‏ هذا هريق قد جاء لا تصرف‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 6:11 pm

هذا باب ما كان من أفعل صفة
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
وذلك‏:‏ أجدلٌ وأخيلٌ وأفعىً‏‏.‏      


فأجود ذلك أن يكون هذا النحَّو اسماً وقد جعله بعضهم صفة وذلك لأن الجدل شدَّة الخلق فصار أجدلّ عندهم بمنزلة شديدٍ‏‏.‏      


وأمّا أخيلٌ فجعلوه أفعل من الخيلان للونه وهو طائر أخضر وعلى جناحه لمعة سوداء مخالفة للونه‏‏.‏


وعلى هذا المثال جاء أفعىً كأنَّه صار عندهم صفة وإن لم يكن له فعلٌ ولا مصدر‏‏.‏      


وأما أدهم إذا عنيت القيد والأسود إذا عنيت به الحَّية والأرقم إذا عنيت الحّية فإنك لا تصرفه في معرفة ولا نكرة لم تختلف في ذلك العرب‏‏.‏      


فإن قال قائل‏:‏ أصرف هذا لأني أقول‏:‏ أداهم وأراقم‏‏.‏      


فأنت تقول‏:‏ الأبطح والأباطح وأجارع وأبارق وإنّما الأبرق صفة‏‏.‏      


وإنما قيل‏:‏ أبرق لأنّ فيه حمرةً وبياضاً وسواداً كما قالوا‏:‏ تيسٌ أبرق حين كان فيه سواد وبياض‏‏.‏      


وكذلك الأبطح إنّما هو المكان المنبطح من الوادي وكذلك الأجرع إنما هو المكان المستوى من الرمل المتمكِّن‏‏.‏ 


ويقال‏:‏ مكانٌ جرعٌ‏‏.‏      


ولكّن الصفة ربَّما كثرت في كلامهم واستعملت وأوقعت مواقع الأسماء حتَّى يستغنوا بها عن الأسماء كما يقولون‏:‏ الأبغث فهو صفة جعل اسماً وإنما هو لون‏‏.‏      


ومما يقّوى أنه صفة قولهم‏:‏ بطحاء وجرعاء وبرق فجاء مؤنثّه كمؤنث أحمر‏‏.‏      


اعلم أنك إنّما تركت صرف أفعل منك لأنّه صفة‏‏.‏      


فإن سميّت رجلاً بأفعل هذا بغير منك صرفته في النكرة وذلك نحو أحمدٍ وأصغرٍ وأكبر لأنك لا تقول‏:‏ هذا رجلٌ أصغر ولا هذا رجل أفضل وإنَّما يكون هذا صفة بمنك‏‏.‏      


ولو سميّته أفضل منك لم تصرفه على حال‏‏.‏      


وأمّا أجمع وأكتع فإذا سميّت رجلاً بواحدٍ منهما لم تصرفه في المعرفة وصرفته في النكرة وليس واحد منهما في قولك‏:‏ مررت به أجمع أكتع بمنزلة أحمر لأن أحمر صفة للنكرة وأجمع وأكتع إنّما وصف بهما معرفة فلم ينصرفا لأنهما معرفة‏‏.‏      


فأجمع ههنا بمنزلة كلَّهم‏.


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 6:13 pm

باب ما ينصرف من الأمثلة وما لا ينصرف
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
تقول‏:‏ كلّ أفعل يكون وصفا لا تصرفه في معرفة ولا نكرة وكلّ أفعل يكون اسماً تصرفه في النكرة‏‏.‏      


قلت‏:‏ فكيف تصرفه وقد قلت‏:‏ لا تصرفه‏‏.‏      


قال لأنّ هذا مثالٌ يمثلَّ به فزعمت أنَّ هذا المثال ما كان عليه من الوصف لم يجر فإن كان اسماً وليس بوصف جرى‏‏.‏      


ونظير ذلك قولك‏:‏ كلّ أفعلٍ أردت به الفعل نصبٌ أبدا فإنمَّا زعمت أنَّ هذا البناء يكون في الكلام على وجوه وكان أفعل اسماً فكذلك منزلة أفعل في المسألة الأولى ولو لم تصرفه ثمَّ لتركت أفعل ههنا نصباً فإنَّما أفعل ههنا اسمٌ بمنزلة أفكل‏‏.‏      


ألا ترى أنَّك تقول‏:‏ إذا كان هذا البناء وصفاً لم أصرفه‏‏.‏      


وتقول‏:‏ أفعل إذا كان وصفاً لم أصرفه‏‏.‏      


فإنَّما تركت صرفه ههنا كما تركت صرف أفكلٍ إذا كان معرفةً‏‏.‏      


وتقول‏:‏ إذا قلت هذا رجلٌ أفعل لم أصرفه على حال وذلك لأنَّك مثلّت به الوصف خاصّة فصار كقولك كلّ أفعل زيد نصبٌ أبداً لأنَّك مثَّلت به الفعل خاصَّة‏‏.‏      


قلت‏:‏ فلم لا يجوز أن تقول‏:‏ كلّ أفعل في الكلام لا أصرفه إذا أردت الذي مثَّلت به الوصف كما أقول‏:‏ كلّ آدم في الكلام لا أصرفه فقال‏:‏ لا يجوز هذا لأنَّه لم يستقرِّ أفعل في الكلام صفةً بمنزلة آدم وإنَّما هو مثال‏‏.‏      


ألا ترى أنَّك لوسميَّت رجلاً بأفعلٍ صرفته في النكرة لأنَّ قولك أفعلٌ لا يوصف به شيء وإنَّما يمَّثل به‏‏.‏      
وإنَّما تركت التنوين فيه حين مثلَّت به الوصف كما نصبت أفعلاً حين مثلَّت به الفعل‏‏.‏      


وأفعلٌ لا يعرف في الكلام فعلاً مستعملاً‏‏.‏      


فقولك‏:‏ هذا رجلٌ أفعلٌ بمنزلة قولك‏:‏ أفعل زيدٌ فإذا لم تذكر الموصوف صار بمنزلة أفعل إذا لم يعمل في اسم مظهر ولا مضمر‏‏.‏      


قلت‏:‏ فما منعه أن يقول‏:‏ كلّ أفعل يكون صفةً لا أصرفه يريد الذي مثلَّت به الوصف‏‏.‏      


فقال‏:‏ هذا بمنزلة الذي ذكرنا قبل لو جاز هذا لكان أفعل وصفاً بائناً في الكلام غير مثال ولم نكن نحتاج إلى أن أقول‏:‏ يكون صفة ولكني أقول‏:‏ لأنَّه صفة كما أنَّك إذا قلت‏:‏ لا تصرف كلّ آدم في الكلام قلت‏:‏ لأنه صفة ولا تقول‏:‏ أردت به الصفة فيرى السائل أن آدم يكون غير صفة لأن آدم الصفة بعنيها‏‏.‏      


وكذلك إذا قلت‏:‏ هذا رجلٌ فعلان يكون على وجهين لأنك تقول‏:‏ هذا إن كان عليه وصفٌ له فعلى لم ينصرف وإن لم يكن له فعلى انصرف‏‏.‏      


وليس فعلان هنا بوصفٍ مستعمل في الكلام له فعلى ولكنه هاهنا بمنزلة أفعل في قولك‏:‏ كلّ أفعلٍ كان صفةً فأمره كذا وكذا‏‏.‏      


ومثله كلّ فعلانٍ كان صفة وكانت له فعلى لم ينصرف‏‏.‏      


وقولك‏:‏ كانت له فعلى وكان صفةً يدلّك على أنه مثال‏‏.‏      


وتقول‏:‏ كلّ فعلى أو فعلى كانت ألفها لغير التأنيث انصرف وإن كانت الألف جاءت للتأنيث لم ينصرف قلت‏:‏ كل فعلى أو فعلى فلم ينَّون لأنّ هذا الحرف مثال‏‏.‏      


فإن شئت أنثته وجعلت الألف للتأنيث وإن شئت صرفت وجعلت الألف لغير التأنيث‏‏.‏      


وتقول‏:‏ إذا قلت‏:‏ هذا رجلٌ فعنلى نّونت لأنك مثلّت به وصف المذكَّر خاّصةً وفعنلى مثل حبنطًى ولا يكون إلاّ منوَّناً ألا ترى أنك تقول‏:‏ هذا رجلٌ حبنطًى يا هذا‏‏.‏      


فعلى هذا جرى هذا الباب‏‏.‏      


وتقول‏:‏ كلّ فعلى في الكلام لا ينصرف وكلّ فعلاء في الكلام لا ينصرف لأن هذا المثال لا ينصرف في الكلام البتة كما أنك لو قلت‏:‏ هذا رجل أفعل لم ينصرف لأنك مثلَّته بما لا ينصرف وهي صفة فأفعل صفة كفعلاء‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 6:17 pm

هذا باب ما ينصرف من الأفعال إذا سميت به رجلاً
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
زعم يونس‏:‏ أنّك إذا سمّيت رجلاً بضارب من قولك‏:‏ ضارب وأنت تأمر فهو مصروف‏‏.‏      


وكذلك إن سمّيته ضارب وكذلك ضرب‏‏.‏      


وهو قول أبي عمرو والخليل وذلك لأنَّها حيث صارت اسماً في موضع الاسم المجرور والمنصوب والمرفوع ولم تجيء في أوائلها الزوائد التي ليس في الأصل عندهم أن تكون في أوائل الأسماء إذا كانت على بناء الفعل غلبت الأسماء عليها إذا أشبهتها في البناء وصارت أوائلها الأوائل التي هي في الأصل للأسماء فصارت بمنزلة ضارب الذي هو اسم وبمنزلة حجرٍ وتابلٍ كما أنَّ يزيد وتغلب يصيران بمنزلة تنضبٍ ويعمل إذا صارت اسماً‏‏.‏


وأمّا عيسى فكان لا يصرف ذلك‏‏.‏      


وهو خلاف قول العرب سمعناهم يصرفون الرجل يسَّمى‏:‏ كعبساً وإنَّما هو فعل من الكعسبة وهو العدو الشديد مع تداني الخطأ‏‏.‏      


والعرب تنشد هذا البيت لسحيم بن وثيل اليربوعيّ‏:‏ ولا نراه على قول عيسى ولكنَّه على الحكاية كما قال‏:‏ بنى شاب قرناها تصرّ وتحلب كأنه قال‏:‏ أنا ابن الذي يقال له‏:‏ جلا‏‏.‏      


فإن سمّيت رجلاً ضَّرب أو ضرِّب أو ضورب لم تصرف‏‏.‏      


فأما فعَّل فهو مصروف ودحرج ودحرج لا تصرفه لأنَّه لا يشبه الأسماء‏‏.‏      


ولا يصرفون خضَّم وهو اسم للعنبر بن عمرو بن تميم‏‏.‏      


فإن حقرّت هذه الأسماء صرفتها لأنَّها تشبه الأسماء فيصير ضاربٌ وضاربٌ ونحوهما بمنزلة ساعد وخاتم‏‏.‏    


فكّل اسم يسمى بشيء من الفعل ليست في أوّله زيادة وله مثال في الأسماء انصرف فإن سمّيته باسمٍ في أوله زيادة وأشبه الأفعال لم ينصرف‏‏.‏      


فهذه جملة هذا كلّه‏‏.‏      


وإن سميِّت رجلا ببقِّم أو شلَّم وهو بيت المقدس لم تصرفه البتّة لأنه ليس في العربيّة اسمٌ على هذا البناء ولأنه أشبه فعِّلا فهو لا ينصرف إذا صار اسماً لأنه ليس له نظيرٌ في الأسماء لأنَّه جاء على بناء الفعل الذي إنّما هو في الأصل للفعل لا للأسماء فاستثقل فيه ما وإن سميّت رجلاً ضربوا فيمن قال‏:‏ أكلوني البراغيث قلت‏:‏ هذا ضربون قد أقبل تلحق النون كما تلحقها في أولي لو سمّيت بها رجلاً من قوله عزّ وجلّ‏:‏ ‏"‏ أولى أجنحةٍ ‏"‏‏‏.‏


ومن قال‏:‏ هذا مسلمون في اسم رجل قال‏:‏ هذا ضربون ورأيت ضربين‏‏.‏      


وكذلك يضربون في هذا القول‏‏.‏      


فإن جعلت النون حرف الإعراب فيمن قال هذا مسلمينٌ قلت‏:‏ هذا ضربينٌ قد جاء‏‏.‏      


ولو سميّت رجلاً‏:‏ مسلمينٌ على هذه اللغة لقلت‏:‏ هذا مسلمينٌ صرفت وأبدلت مكان الواو ياءً لأنَّها قد صارت بمنزلة الأسماء وصرت كأنَّك سميّته بمثل‏:‏ يبرين‏‏.‏      


وإنَّما فعلت هذا بهذا حين لم يكن علامةً للإضمار وكان علامةً للجمع كما فعلت ذلك بضربت حين كانت علامةً للتأنيث فقلت هذا ضربة قد جاء‏‏.‏      


وتجعل التاء هاءً لأنهَّا قد دخلت في الأسماء حين قلت هذه ضربة فوقفت إذا كانت بعد حرف متحّرك قلبت التاء هاءً حين كانت علامة للتأنيث‏‏.‏      


وإن سميَّته ضرباً في هذا القول ألحقته النون وجعلته بمنزلة رجل سمّى برجلين‏‏.‏      


وإنمّا كففت النون في الفعل لأنّك حين ثنيت وكانت الفتحة لازمةً للواحد حذفت أيضاً في الاثنين النون ووافق الفتح في ذاك النصب في اللفظ فكان حذف النون نظير الفتح كما كان الكسر في هيهات نظير الفتح في‏:‏ هيهات‏‏.‏


وإن سمّيت رجلاً بضربن أو يضربن لم تصرفه في هذا لأنه ليس له نظيرٌ في الأسماء لأنَّك إن جعلت النون علامةً للجمع فليس في الكلام مثل‏:‏ جعفرٍ فلا تصرفه‏‏.‏      


وإن جعلته علامةً للفاعلات حكيته‏‏.‏      


فهو في كلا القولين لا ينصرف‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 6:19 pm

باب ما لحقته الألف في آخره
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
فمنعه ذلك من الانصراف في المعرفة والنكرة وما لحقته الألف فانصرف في النكرة ولم ينصرف في المعرفة أمّا لا ينصرف فيهما فنحو‏:‏ حبلى وحبارى وجمزى ودفلى وشروى وغضبى‏‏.‏      


وذاك أنَّهم أرادوا أن يفرقوا بين الألف التي تكون بدلاً من الحرف الذي هو من نفس الكلمة والألف التي تلحق ما كان من بنات الثلاثة ببنات الأربعة وبين هذه الألف التي تجيء للتأنيث‏‏.‏      


فأمّا ذفرى فقد اختلفت فيها العرب فيقولون‏:‏ هذه ذفرىً أسيلةٌ ويقول بعضهم‏:‏ هذه ذفرى أسيلةٌ وهي أفلّهما جعلوها تلحق بنات الثلاثة ببنات الأربعة كما أن واو جدولٍ بتلك المنزلة‏‏.‏      


وكذلك‏:‏ تترى فيها لغتان‏‏.‏      


وأما معزّى فليس فيها إلاّ لغة واحدة تنوَّن في النكرة‏‏.‏      


وكذلك‏:‏ الأرطى كلهم يصرف‏‏.‏      


وتذكيره مما يقوّى على هذا التفسير‏‏.‏      


وكذلك‏:‏ العلقى‏‏.‏      


ألا ترى أنَّهم إذا أنّثوا قالوا‏:‏ علقاةٌ وأرطاةٌ لأنهما ليستا ألفى تأنيث‏‏.‏      


وحبنطًى بهذه المنزلة إنّما جاءت ملحقة بجعفلٍ‏‏.‏      


وكينونته وصفاً للمذكَّر يدلّك على ذلك ولحاق الهاء في المؤنث‏‏.‏      


وكذلك قبعثرّى لأنك لم تلحق هذه الألف للتأنيث‏‏.‏      


ألا ترى أنك تقول‏:‏ قبعثراةٌ وإنمّا هي زيادة لحقت بنات الخمسة كما لحقتها الياء في قولك‏:‏ دردبسٍ‏‏.‏      


وبعض العرب يؤّنث العلقى فينزِّلها منزلة‏:‏ البهمى يجعل الألف للتأنيث‏‏.‏      


وقال العجاج‏‏: يستنّ في علقى وفي مكور فلم ينونّه‏‏.‏      


وإنما منعهم من صرف‏:‏ دفلى وشروى ونحوهما في النكرة أنّ ألفهما حرف يكسَّر عليه الاسم إذا قلت‏:‏ حبالى وتدخل تاء التأنيث لمعنًى يخرج منه ولا تلحق به أبداً بناءً ببناء كما فعلوا ذلك بنون رعشنٍ وبتاء سنبته وعفريت‏‏.‏      


ألا تراهم قالوا‏:‏ جمزىً فبنوا عليها الحرف فتوالت فيه ثلاث حركات وليس شيء يبنى على الألف التي لغير التأنيث نحو نون رعشنٍ توالى فيه ثلاث حركات فيما عدتّه أربعة أحرف لأنَّها ليست من الحروف التي تلحق بناءً ببناءً وإنّما تدخل لمعنى فلمّا بعدت من حروف الأصل تركوا صرفها كما تركوا صرف مساجد حيث كسّروا هذا البناء على ما لا يكون عليه الواحد‏‏.‏      


وأما موسى وعيسى فإنهما أعجميان لا ينصرفان في المعرفة وينصرفان في النكرة أخبرني بذلك من أثق به‏‏.‏


وموسى مفعل وعيسى فعلى والياء فيه ملحقة ببنات الأربعة بمنزلة ياء معزى‏‏.‏      


وموسى الحديد مفعل ولو سميت بها رجلاً لم تصرفها لأنها مؤنثة بمنزلة معزى إلا أن الياء في موسى من نفس الكلمة‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 6:20 pm

هذا باب ما لحقته ألف التأنيث بعد ألف فمنعه ذلك من الانصراف في النكرة والمعرفة
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
وذلك نحو حمراء وصفراء وخضراء وصحراء وطرفاء ونفساء وعشراء وقوباء وفقهاء وسابياء وحاوياء وكبرياء‏‏.‏      


ومثله أيضاً‏:‏ عاشوراء ومنه أيضاً‏:‏ أصدقاء وأصفياء‏‏.‏      


ومنه زمكاَّء وبروكاء وبراكاء ودبوقاء وخنفساء وعنظباء وعقرباء وزكرياَء‏‏.‏      


فقد جاءت في هذه الأبنية كلَّها للتأنيث‏‏.‏      


والألف إذا كانت بعد ألف مثلها إذا كانت وحدها إلاّ أنَّك همزت الآخرة للتحريك لأنّه لا ينجزم حرفان فصارت الهمزة التي هي بدلٌ من الألف بمنزلة الألف لو لم تبدل وجرى عليها ما كان يجري عليها إذا كانت ثابتة كما صارت الهاء في هراق بمنزلة الألف‏‏.‏      


واعلم أن الألفين لا تزادان أبداً إلا للتأنيث ولا تزادان أبداً لتلحقا بنات الثلاثة بسرداحٍ ونحوها‏‏.‏      


ألا ترى أنك لم ترقطّ فعلاء مصروفةً ولم نر شيئاً من بنات الثلاثة فيه ألفان زائدتان مصروفاً‏‏.‏      


فإن قلت‏:‏ فما بال علباءٍ وحرباء فإ َّ هذه الهمزة التي بعد الألف إنمّا هي بدل من ياءٍ كالياء التي في درحايةٍ وأشباهها وإنَّما جاءت هاتان الزائدتان هنا لتلحقا علباء وحرباء بسرداحٍ وسربالٍ‏‏.‏      


ألا ترى أن هذه الألف والياء لا تلحقان اسماً فيكون أوّله مفتوحاً لأنه ليس في الكلام مثل سرداحٍ ولا سربالٍ وإنما تلحقان لتجعلا بنات الثلاثة على هذا المثال والبناء فصارت هذه الياء بمنزلة ما هو من نفس الحرف ولا تلحق ألفان للتأنيث شيئاً فتلحقا هذا البناء به ولا تلحق ألفان للتأنيث شيئاً على ثلاثة أحرف وأول الاسم مضموم أو مكسور وذلك لأنَّ هذه الياء والألف إنّما تلحقان لتبلغا بنات الثلاثة بسرداحٍ وفسطاط لا تزادان ههنا إلاّ لهذا فلم تشركهما الألفان اللتان للتأنيث كما لم تشركا الألفين في مواضعهما وصار هذا الموضع ليس من المواضع التي تلحق فيها الألفان اللّتان للتأنيث وصار لهما إذا جاءتا للتأنيث أبنية لا تلحق فيها واعلم أنَّ من العرب من يقول‏:‏ هذا قوباءٌ كما ترى وذلك لأنهم أرادوا أن يلحقوه ببناء فسطاط والتذكير يدلّك على ذلك والصرف‏‏.‏      


وأما غوغاء فمن العرب من يجعلها بمنزلة عوراء فيؤنث ولا يصرف ومنهم من يجعلها بمنزلة قضقاضٍ فيذكّر ويصرف ويجعل الغين والواو مضاعفتين بمنزلة القاف والضاد‏‏.‏      


ولا يجيء على هذا البناء إلاّ ما كان مردَّداً‏‏.‏      


والواحدة غوغاء‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 6:22 pm

هذا باب ما لحقته نونٌ بعد ألف فلم ينصرف في معرفة ولا نكرة
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
وذلك نحو‏:‏ عطشان وسكران وعجلان وأشباهها‏‏.‏      


وذلك أنهم جعلوا النون حيث جاءت بعد ألف كألف حمراء لأنها على مثالها في عدَّة الحروف والتحرك والسكون وهاتان الزائدتان قد اختصّ بهما المذكّر‏‏.‏      


ولا تلحقه علامة التأنيث كما أن حمراء لم تؤنَّث على بناء المذكَّر‏‏.‏      


ولمؤنث سكران بناءٌ على حدةٍ كما كان لمذكَّر حمراء بناءٌ على حدة‏‏.‏      


فلمّا ضارع فعلاء هذه المضارعة وأشبهها فيما ذكرت لك أجرى مجراها‏.‏


المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 6:27 pm

باب ما لا ينصرف في المعرفة مما ليست نونه بمنزلة الألف
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
التي في نحو‏:‏ بشرى وما أشبهها وذلك كلّ نون لا يكون في مؤنثها فعلى وهي زائدةٌ وذلك نحو‏:‏ عريانٍ وسرحانٍ وإنسانٍ‏‏.‏      


يدلك على زيادته سراحٍ فإنما أرادوا حيث قالوا‏:‏ سرحانٌ أن يبلغوا به باب سرداحٍ كما أرادوا أن يبلغوا بمعزى باب هجرعٍ‏‏.‏      


ومن ذلك‏:‏ ضبعانٌ‏‏.‏      


يدلَّك على زيادته قولك‏:‏ الضَّبع والضبِّاع أشباه هذا كثير‏‏.‏      


وإنما تعتبر أزيادة هي أم غير زيادة بالفعل أو الجمع أو بمصدر أو مؤنث نحو‏:‏ الضَّبع وأشباه ذلك‏‏.‏      


وإنما دعاهم إلى أن لا يصرفوا هذا في المعرفة أنّ آخره كآخر ما لا ينصرف في معرفة ولا نكرة فجعلوه بمنزلته في المعرفة كما جعلوا أفكلاً بمنزلة ما لا يدخله التنوين في معرفة ولا نكرة‏‏.‏      


وذلك أفعل صفةً لأنه بمنزلة الفعل وكان هذه النون بعد الألف في الأصل لباب فعلان الذي له فعلى كما كان بناء أفعل في الأصل للأفعال فلما صار هذا الذي ينصرف في النكرة في موضع يستثقل فيه التنوين جعلوه بمنزلة ما هذه الزيادة له في الأصل‏‏.‏      


فإذا حقّرت سرحان اسم رجل فقلت‏:‏ سريحينٌ صرفته لأن آخره الآن لا يشبه آخر غضبان لأنّك تقول في تصغير غضبان‏:‏ غضيبان ويصير بمنزلة غسليٍن وسنينٍ فيمن قال‏:‏ هذه سنينٌ كما ترى‏‏.‏      


ولو كنت تدع صرف كل نون زائدة لتركت صرف رعشنٍ ولكنك إنَّما تدع صرف ما آخره كآخر غضبان كما تدع صرف ما كان على مثال الفعل إذا كانت الزيادة في أوله‏‏.‏      


فإذا قلت‏:‏ إصليت صرفته لأنه لا يشبه الأفعال فكذلك صرفت هذا لأن آخره لا يشبه آخر غضبان إذا صغّرته‏‏.‏


وهذا قول أبي عمروٍ والخليل ويونس‏‏.‏      


وإذا سميّت رجلاً‏:‏ طّحان أو سمّان من السمن أو تبّان من الّتبن صرفته في المعرفة والنكرة لأنها نونٌ من نفس الحرف وهي بمنزلة دال حمّاد‏‏.‏      


وسألته‏:‏ عن رجل يسَّمى‏:‏ دهقان فقال‏:‏ إن سميَّته من التَّدهقن فهو مصروف‏‏.‏      


وكذلك‏:‏ شيطان إن أخذته من التشيَّطن‏‏.‏      


فالنون عندنا في مثل هذا من نفس الحرف إذا كان له فعل يثبت فيه النون‏‏.‏      


وإن جعلت دهقان من الدَّهق وشيطان من شيَّط لم تصرفه‏‏.‏      


وسألت الخليل‏:‏ عن رجل يسّمى مرّاناً فقال‏:‏ أصرفه لأنَّ المرّان إنما سمِّى للينه فهو فعّالٌ كما يسمَّى الحمّاض لحموضته‏‏.‏      


وإنَّما المرانة اللّين‏‏.‏      


وسألته‏:‏ عن رجل يسَّمى فيناناً فقال‏:‏ مصروف لأنَّه فيعالٌ وإنّما يريد أن يقول لشعره فنونٌ كأفنان الشجر‏‏.‏      


وسألته‏:‏ عن ديوانٍ فقال‏:‏ بمنزلة قيراطٍ لأنَّه من دوّنت‏‏.‏      


ومن قال ديوانٌ فهو بمنزلة بيطار‏‏.‏      


وسألته‏:‏ عن رمّان فقال‏:‏ لا أصرفه وأحمله على الأكثر إذا لم يكن له معنى يعرف‏‏.‏      


وسألته‏:‏ عن سعدان والمرجان فقال‏:‏ لا أشكّ في أن هذه النون زائدة لأنه ليس في الكلام مثل‏:‏ سرداحٍ ولا فعلالٌ إلاّ مضعَّفاً‏‏.‏      


وتفسيره كتفسير عريان وقصّته كقصتّه‏‏.‏      


فلو جاء شيء في مثال‏:‏ جنجانٍ لكانت النون عندنا بمنزلة نون مرّان إلاّ أن يجيء أمر بيِّن أو يكثر في كلامهم فيدعوا صرفه فيعلم أنَّهم جعلوها زائدة كما قالوا‏:‏ غوغاء فجعلوها بمنزلة‏:‏ عوراء‏‏.‏      


فلَّما لم يريدوا ذلك وأرادوا أن لا يجعلوا النون زائدة صرفوا كما أنَّه لو كان خضخاضٌ لصرفته وقلت‏:‏ ضاعفوا هذه النون‏‏.‏      


فإن سمعناهم لم يصرفوا قلنا‏:‏ لم يريدوا ذلك يعنى التضعيف وأرادوا نوناً زائدة يعنى في‏:‏ جنحان‏‏.‏      


وإذا سميّت رجلاً‏:‏ حبنطى أو علقى لم تصرفه في المعرفة وترك الصرف فيه كترك الصرف في‏:‏ عريان وقصتَّه كقصتّه‏‏.‏      


وأمّا علباءٌ وحرباء اسم رجل فمصروف في المعرفة والنكرة من قبل أنَّه ليست بعد هذه الألف نون فيشَّبه آخره بآخر غضبان كما شبّه آخر علقى بآخر شروى‏‏.‏      


ولا يشبه آخر حمراء لأنه بدلٌ من حرفٍ لا يؤنَّث به كالألف وينصرف على كلّ حال فجرى عليه ما جرى على ذلك الحرف وذلك الحرف بمنزلة الياء والواو اللّتين من نفس الحرف‏‏.‏      


وسألته عن تحقير علقى اسم رجل فقال‏:‏ أصرفه كما صرفت سرحان حين حقّرته لأنَّ آخره حينئذ لا يشبه آخر ذفرى‏‏.‏      


وأمّا معزى فلا يصرف إذا حقرّتها اسم رجل من أجل التأنيث‏‏.‏      


ومن العرب من يؤنّث علقى فلا ينوِّن‏‏.‏      


وزعموا أنَّ ناساً يذكِّرون معزًى زعم أبو الخطّاب أنهى سمعهم يقولون‏:‏ ومعزىّ هدباً يعلو قران الأرض سودانا ونظير ذلك قول اّلله عّز وجلَّ‏:‏ ‏"‏ واللهّ يشهد إنَّ المنافقين لكاذبون ‏"‏ وقال عّز وجلَّ‏:‏ ‏"‏ فشهادة أحدهم أربع شهاداتٍ باّلله إنَّه لمن الصَّادقين ‏"‏ لأنّ هذا توكيدُ كأنّه قال‏:‏ يحلف باللّه إنه لمن الصادقين‏‏.‏      


وقال الخليل‏:‏ أشهد بأنّك لذاهبُ غير جائز من قبل أنَّ حروف الجرّ لا تعَّلق‏‏.‏      


وقال‏:‏ أقول أشهد إنه لذاهبٌ وإنهّ لمنطلق أتبع آخره أولّه‏‏.‏      


وإن قلت‏:‏ أشهد أنّه ذاهبُ وإنه لمنطلقُ‏‏.‏      


لم يجز إلاَّ الكسر في الثاني لأن اللام لا تدخل أبدا على أنَّ وأن محمولةُ على ما قبلها ولا تكون إّلا مبتدأةً باللام‏‏.‏


ومن ذلك أيضاً قولك‏:‏ قد علمت إنّه لخير منك‏‏.‏      


فإنَّ ههنا مبتدأةُ وعلمت ههنا بمنزلتها في قولك‏:‏ لقد علمت أيّهم أفضل معلقةَّ في الموضعين جميعاً‏‏.‏      


وهذه اللام تصرف إنَّ إلى لابتداء كما تصرف عبد اللّه إلى الابتداء إذا قلت قد علمت لعبد اللّه خيرُ منك فعبد اّلله هنا بمنزلة إنَّ في أنه يصرف إلى الابتداء‏‏.‏      

ولو قلت‏:‏ قد علمت أنّه لخيرُ منك لقلت‏:‏ قد علمت لزيداً خيراً منك ورأيت لعبد اّلله هو الكريم فهذه اللام لا تكون مع أنَّ ولا عبد اّلله إلاَّ وهما مبتدءان‏‏.‏      


ونظير ذلك قوله عزّ وجل‏:‏ ‏"‏ ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ‏"‏ فهو ههنا مبتدأ‏‏.‏      


ونظير إنَّ مكسورةً إذا لحقتها اللام قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ ولقد علمت الجنةَّ إنَّهم لمحضرون ‏"‏ وقال أيضاً‏:‏ ‏"‏ هل ندلكم على رجلٍ ينبئِّكم إذا مزّقتم كلَّ ممزَّقٍ إنَّكم لفي خلق جديد ‏"‏ فإنكم ههنا بمنزلة أيّهم إذا قلت‏:‏ ينبئهم أيّهم أفضل‏‏.‏      


وقال الخليل مثله‏:‏ إنَّ اللّه يعلم ما تدعون من دونه من شيء فما ههنا بمنزلة أيّهم ويعلم معلقة‏‏.‏      


قال الشاعر‏:‏ ألم تر إنّي وابن أسود ليلةً ** لنسري إلى نارين يعلو سناهما.



المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 6:28 pm

هذا باب هاءات التأنيث
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
اعلم أن كلّ هاء كانت في اسم للتأنيث فإنّ ذلك الاسم لا ينصرف في المعرفة وينصرف في قلت‏:‏ فما باله انصرف في النكرة وإنما هذه للتأنيث هلاّ ترك صرفه في النكرة كما ترك صرف ما فيه ألف التأنيث قال‏:‏ من قبل أن الهاء ليست عندهم في الاسم وإنّما هي بمنزلة اسم ضمَّ إلى اسم فجعلا اسما واحداً نحو‏:‏ حضرموت‏‏.‏


ألا ترى أنًّ العرب تقول في حبارى‏:‏ حبيرًّ وفي جحجبى‏:‏ جحيجب ولا يقولون في دجاجةٍ إلا دجيجة ولا في قرقرة إًّلا قريقرة كما يقولون في حضرموت وفي خمسة عشر‏:‏ خميسة عشر فجعلت هذه الهاء بمنزلة هذه الأشياء‏‏.‏      


ويدلّك على أنًّ الهاء بهذه المنزلة أنّها لم تلحق بنات الثلاثة ببنات الأربعة قّط ولا الأربعة بالخمسة لأنًّها بمنزلة‏:‏ عشر وموت وكرب في معد يكرب‏‏.‏      


وإنما تلحق بناء المذكرّ ولا يبنى عليها الاسم كالألف ولم يصرفوها في المعرفة كما يصرفوا معد يكرب ونحوه‏‏.‏


وسأبيّن ذلك إن شاء الله‏.‏



المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 6:33 pm

هذا باب ما ينصرف في المذكر
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
البّتة مما ليس في آخره حرف التأنيث كلَّ مذكّر سّمى بثلاثة أحرف ليس فيه حرف التأنيث فهو مصروف كائناً ما كان أعجميّا أو عربيّا أو مؤنّثا إَّلا فعل مشتقاًّ من الفعل أو يكون في أوّله زيادة فيكون كيجد ويضع أو يكون كضرب لا يشبه الأسماء وذلك أن المذكّر أشدّ تمكّنا فلذلك كان أحمل للتنوين فاحتمل ذلك فيما كان على ثلاثة أحرف لأنَّه ليس شيء من الأبنية أقلُّ حروفا منه فاحتمل التنوين لخفته ولتمكّنه في الكلام‏‏.‏      


ولو سمّيت رجلا قدماً أو حشاً صرفته‏‏.‏      


فإن حّقرته قلت‏:‏ قد بمٌ فهو مصروف وذلك لاستخفافهم هذا التحقير كما استخفّوا الثلاثة لأنَّ هذا لا يكون إَّلا تحقير أقلَّ العدد وليس محقَّر أقلُّ حروفا منه فصار كغير المحَّقر الذي هو أقُّل ما كان غير محَّقر حروفا‏‏.‏      


وهذا قول العرب والخليل ويونس‏‏.‏      


واعلم أن كلّ اسم لا ينصرف فإن الجرّ يدخله إذا أضفته أو أدخلت فيه الألف واللام وذلك أنَّهم أمنوا التنوين وأجروه مجرى الأسماء‏‏.‏      


وقد أوضحته في أوّل الكتاب بأكثر من هذا وإن سمّيت رجلا ببنت أو أخت صرفته لأنك بنيت الاسم على هذه التاء وألحقها ببناء الثلاثة كما ألحقوا‏:‏ سنبتةً بالأربعة‏‏.‏      


ولو كانت كالهاء لما أسكنوا الحرف الذي قبلها إنما هذه التاء فيها كتاء عفريتٍ ولو كانت كألف التأنيث لم ينصرف في النكرة‏‏.‏      


وليست كالهاء لما ذكرت لك وإنَّما هذه زيادة في الاسم بني عليها وانصرف في المعرفة‏‏.‏      


ولو أنَّ الهاء التي في دجاجة كهذه التاء انصرف في المعرفة‏‏.‏      


وأن سمَّيت رجلاً بهنه وقد كانت في الوصل هنتٌ قلت هنة يا فتى تحرّك النون وتثبت الهاء لأنّك لم تر مختصًّا متمكنِّا على هذه الحال التي تكون عليها هنة قبل أن تكون اسماً تسكن النون في الوصل وذا قليل‏‏.‏      


فإن حوّلته إلى الاسم لزمه القياس‏‏.‏      


وإن سّميت رجلاً ضربت قلت‏:‏ هذا ضربه لأنه لا يحرَّك ما قبل هذه التاء فتوالى أربع حركات وليس هذا في الأسماء فتجعلها هاء وتحملها على ما فيه هاء التأنيث‏.‏



المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51891
العمر : 72

المجلد الخامس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الخامس   المجلد الخامس - صفحة 2 Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 6:34 pm

هذا باب فعل
المجلد الخامس - صفحة 2 1910
اعلم أنَّ كل فعلٍ كان اسما معروفا في الكلام أو صفةً فهو مصروف‏‏.‏      


فالأسماء نحو‏:‏ صردٍ وجعلٍ وثقبٍ وحفرٍ إذا أردت جماع الحفرة والثقُّبة‏‏.‏      


وأمّا الصفات فنحو قولك‏:‏ هذا رجل حطم‏‏.‏      


قال الحطم القيسىّ‏:‏ قد لفَّها الليل بسواقٍ حطمٌ فإنما صرفت ما ذكرت لك لأنه ليس باسمٍ يشبه الفعل الذي في أوّله زيادة وليست في آخره زيادة تأنيث وليس بفعل لا نظير له في الأسماء فصار ما كان منه اسماً ولم يكن جمعاً بمنزلة حجر ونحوه وصار ما كان منه جمعاً بمنزلة كسرٍ وإبرٍ‏‏.‏      


وأمّا عمر وزفر فإنما منعهم من صرفهما وأشباههما أنَّهما ليسا كشيء مما ذكرنا وإنما هما محدودان عن البناء الذي هو أولى بهما وهو بناؤهما في الأصل فلمّا خالفا بناءهما في الأصل تركوا صرفهما وذلك نحو‏:‏ عامرٍ وزافرٍ‏‏.‏      


ولا يجيء عمر وأشباهه محدوداً عن البناء الذي هو أولى به إلا وذلك البناء معرفة‏‏.‏      


كذلك جرى في الكلام‏‏.‏      


فإن قلت‏:‏ عمرٌ آخر صرفته لأنه نكرة فتحول عن موضع عامرٍ معرفةً‏‏.‏      


وإن حقَّرته صرفته لأنّ فعيلاً لا يقع في كلامهم محدوداً عن فويعلٍ وأشباهه كما لم يقع فعلٌ نكرة محدوداً عن عامرٍ فصار تحقيره كتحقير عمرٍو كما صارت نكرته كصردٍ وأشباهه‏‏.‏      


وهذا قول الخليل‏‏.‏      


وزحل معدول في حالةٍ إذا أردت اسم الكوكب فلا ينصرف‏‏.‏      


وسالته عن جمع وكتع فقال‏:‏ هما معرفة بمنزله كلُّهم وهما معدولتان عن جمع جمعاء وجمع كتعاء وهما منصرفان في النكرة‏‏.‏      


وسألته عن صغر من قوله‏:‏ الصغرى وصغر فقال‏:‏ اصرف هذا في المعرفة لأنه بمنزلة‏:‏ ثقبةٍ وثقبٍ ولم يشبهَّ بشيء محدود عن وجهه‏‏.‏      


قلت‏:‏ فما بال أخر لا ينصرف في معرفة ولا نكرة فقال‏:‏ لأن أخر خالفت أخواتها وأصلها وإنما هي بمنزلة‏:‏ الطوّل والوسط والكبر لا يكنَّ صفةً إلا وفيهن ألف ولام فتوصف بهنَّ المعرفة‏‏.‏      


ألا أنك لا تقول‏:‏ نسوةٌ صغرٌ ولا هؤلاء نسوةٌ وسطٌ ولا تقول‏:‏ هؤلاء قوم أصاغر‏‏.‏      


فلما خالفت الأصل وجاءت صفة بغير الألف واللام تركوا صرفها كما تركوا صرف لكع حين أرادوا يا ألكع وفسق حين أرادوا يا فاسق‏‏.‏      


وترك الصرف في فسق هنا لأنه لا يمكن بمنزلة يا رجل للعدل‏‏.‏      


فإن حقرت أخر اسم رجل صرفته لأن فعيلاً لا يكون بناءً لمحدد عن وجهه فلمّا حقَّرت غيّرت البناء الذي جاء محدوداً عن وجهه‏‏.‏      


وسألته عن أحاد وثناء ومثنى وثلاث ورباع فقال‏:‏ هو بمنزلة أخر إنما حدُّه واحداً واحداً واثنين اثنين فجاء محدوداً عن وجهه فترك صرفه‏‏.‏      


قلت أفتصرفه في النكرة قال‏:‏ لا لأنه نكرة يوصف به نكرة وقال لي‏:‏ قال أبو عمرو‏:‏ ‏"‏ أولي أجنحةٍ مثنى وثلاث ورباع ‏"‏ صفة كأنك قلت‏:‏ أولي أجنحة اثنين اثنين وثلاثةٍ ثلاثةٍ‏‏.‏      


وتصديق قول أبي عمروٍ وقول ساعدة بن جؤية‏:‏ وعاودني ديني فبتُّ كأنَّما خلال ضلوع الصَّدر شرعٌ ممدَّد‏‏.‏      

ثم قال‏:‏ ولكنَّما أهلي بوادٍ أنيسه ذئابٌ تبغَّى الناس مثنى وموحد‏‏.‏      


فإذا حَّقرت ثناء وأحاد صرفته كما صرفت أخيراً وعميراً تصغير عمر وأخر إذا كان اسم رجل لأنَّ هذا ليس هنا من البناء الذي يخالف به الأصل‏‏.‏      


فإن قلت‏:‏ ما بال قال صرف اسم رجل وقيل التي هي فعل وهما محدودان عن البناء الذي هو الأصل فليس يدخل هذا على أحد في هذا القول من قبل أنك خّففت فعل وفعل نفسه كما خفّفت الحركة من علم وذلك من لغة بني تميم فتقول‏:‏ علم كما حذفت الهمزة من يرى ونحوها فلَّما خفَّت وجاءت على مثال ما هو في الأسماء صرفت‏‏.‏      

وأمَّا عمر فليس محذوفا من عامرٍ كما أنّ ميتاً محذوف من مّيتٍ ولكنه اسمٌ بني من هذا اللفظ وخولف به بناء الأصل‏‏.‏      


يدّلك على ذلك‏:‏ أن مثنى ليس محذوفاً من اثنين‏‏.‏      


وإن سّميت رجلا ضرب ثم خّففته فأسكنت الراء صرفته لأنك قد أخرجته إلى مثال ما ينصرف كما صرفت قيل وصار تخفيك لضرب كتحقيرك إيَّاه لأنَّك تخرجه إلى مثال الأسماء‏‏.‏      


ولو تركت صرف هذه الأشياء في التخفيف للعدل لما صرفت اسم هارٍ لأنه محذوف من هائرٍ‏.‏



المجلد الخامس - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
المجلد الخامس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» المجلد الثامن
» المجلد الخامس
» فتاوى دار الإفتاء المصرية: المجلد الخامس
» المجلد التاسع
» المجلد السابع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: كـتــــاب سـيـبـويــــــه-
انتقل الى: