منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
الحــواس فـي القـــرآن الكـــريــم أحكـام صـلاة المـريض وطهـارته إلــــــــى كــــــــــل زوجـيــــــــــن مـــن أقـــــوال شيـــــخ الإســــلام لا عـلـيـك مـا فـاتـك مـن الـدنـيــا رؤية الخاطب مخطوبته قبل العقد شــاعر العـاميــة بيــرم التـونسي أحْلامٌ مِنْ أبِي باراك أوباما كُــــتُـبٌ غَــــــيُّـرَتْ الـعَـالَــــــمْ مــصـــــر التي فـي خــاطـــــري الزعيـم الثــائر أحـمـــد عـــرابي مـحـاسـن العقيـــدة الإسـلامـيـــة الرحـالة: أبي الحسن المسعـودي رضـــي الله عـنـهـــم أجـمـعـــين الأسئلة والأجــوبــة في العقيــدة النـهـضــة اليـابـانـيــة الـحـديثــة الحجاج بـن يــوســف الـثـقـفــي قـصــة حـيـاة ألـبرت أيـنـشـتــاين الأمثـــال لأبـي عبيــد ابن ســلام الإسـلام بيـن الـعـلـم والـمــدنـيــة
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الدرس الثالث من مدرسة الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51137
العمر : 72

الدرس الثالث من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: الدرس الثالث من مدرسة الحياة   الدرس الثالث من مدرسة الحياة Emptyالأحد 15 مايو 2011, 7:29 pm

الْمُحَاضَرَة الثَّالِثَة
( الْطَّرِيْق إِلَي الْلَّه تَعَالَي)

دَرَسُنَا هَذَا الْمَسَاء سِلْسِلَة بِعُنْوَان مَدْرَسَةُ الْحَيَاة وَكُنْتُ قَدِيْماً مُنْذ نَحْو عَشْر سَنَوَات أَرَدْت أَبْتَدِئ هَذَا الْدَّرْس الَّذِي هُو عِبَارَة عَن تَجَارِب الْعُلَمَاء وَالْحُكَمَاء وَالْخُلَفَاء وَالْوُزَرَاء فِي شَتَّى أُمُوْر الْحَيَاة الُمخْتَلِفَة ، وَالَّذِي نُسَمِّيَه نَحْن بِالتَّجْرِبَة فَإِن الْتَّجْرِبَة مِن أَعْوَنِ مَا يُعِيْن الْعَبْد عَلَى تَأَمَّل الْأَحْدَاث الْجَارِيَة ، وَمَا مِن حَدَثِ مَضَى إِلَّا وَالَّذِي يَأْتِي شَبِيْه بِه مَع اخْتِلَاف الْشُّخُوْص ، إِنَّمَا يحْتَاج الْمَرْء إِلَى تَأَمُل لَيُدْرِك الْعِبْرَة وَالْعِظَة فِيْمَا مَضَى لِيَسْتَعِيْن عَلَيْه فِي حَيَاتِه الْحَاضِرَة .وَكَان عَلِي بْن أَبِي طَالِب قَد لَخَص بِقَوْلِه: (وَاسْتَدَل عَلَى مَا لَم يَكُن بِمَا كَان فَإِن الْأُمُور اشْتِبَاه)
فهذا هو يوم الجمعة السابع من شهر رمضان لسنة ألف وأربعمائة وثلاثين من هجرة خير من وطأ الحصى نبينا محمد ﷺ ، وهذا هو المجلس الثالث في هذه الخاطرة والتي جعلت عنوانها وَيَا نَفْس جِدِّي ) .
يقول بن الجوزي- رحمه الله تعالي-: (واعجبا من عَارفٍ بالله- عز وجل- يُخَالفه ولَو في تَلفِ نَفسهِ هَل العَيش إلا مَعهُ ؟ وهَل الدُّنيا والآخِرة إلا لَه ؟ أُفٍ لِمُتَرَخِصٍ في فعلِ ما يَكره لِنَيل ما يُحِب .أي في فعل ما يكره الله- عز وجل- لنيل ما يحب هو .تَالله لقَد فَاته أضعَافُ ما حصًّل ، أَقبِل علىَّ يَا ذا الذَّوق ، هَل وقَع لك تَعثِيرٌ في عَيشٍ ؟ وتَخبيطٍ في حَالً ؟ إلا حَالَ مُخالفتِه)

ولا انثنى عزمي عن بابكم
إلا تعثرت بأذيالي .

الْدَّرْس الْجَدِيْد:وكنا وقفنا في المرة الماضية عند قول بن الجوزي- رحمه الله تعالي-:
(أَقبِل علىَّ يَا ذا الذَّوق ) .لأن الكلام الذي سيذكره بعد ذلك يحتاج إلى فهم.
سَبَب الْتَّعَثُّر وَالتَّخَبُّط فِي حَيَاتِنَا الْمُخَالَفَة:هل وقع لك أيها المستمع وأنا منهم تعثير في حال أو تخبيط إلا حال مخالفتك ، لو أنك استقرأت كل آيات القرءان ونظرت في أخبار الرسل ، وجدت أنهم لم يُخسف بهم ولم يغرقوا ولم يقع عليهم الضنك إلا في حال المخالفة ، فإذا كان الله- عز وجل- يغفر الذنب العظيم أيمكن أن يُعاقب المرء إذا جاء بالعبودية كما أمر قال الله- عز وجل-:﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾(طه:124) .﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي ﴾ في المرة الماضية ذكرنا لماذا ختم البخاري كتابه بحديث أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي- ﷺ قال:" كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان للرحمن ، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم "، وقلنا أن كل حديث سبق هذا الحديث إنما هو متعلق بالأحكام الشرعية الجزئية أو بأبواب الإيمان والتوحيد ، ولذكر الله أكبر من كل هذا .فالذي يترك الذكر عادة يهمل الأمر ، أنا لا أتصور أن يكون محبوب لديك ثم تهمل أمره ، هذه مسألة لا تُطاق بالنسبة للنفس حتى لو حاولت أن تخالف لا تستطيع ، إنما لسان المحب يقول :

وَلَو قِيَل طَأ فِي الْنَّار أَعْلَم أَنَّهُ
رِضًا لِك أَو مُدُنِ لَنَا مِن وِصَالِك
َلقَدَّمْت رِجْلِي نَحْوَهَا فَوَطَأْتِهَا
سّرَوَرًا لِأَنِّي قَـد خَطَرَتُ بِبَالِكَ

هذا طبعًا يقوله أهل الدنيا لبعض ، إنما جرت عادة العلماء أن يستلوا مثل هذه المعاني لمعانٍ إيمانية ، ولو قيل طأ هذا قالها سنون المحب ، وإنما قال له المحب لأنه من أشهر من تكلم في محبة الله- تبارك وتعالى- .وَلَو قِيَل طَأ فِي الْنَّار: أي ضع قدمك في النار وأنا على استعداد أن أفعل ذلك إذا كان هذا يدنيني من وصالك

َلقَدَّمْت رِجْلِي نَحْوَهَا فَوَطَأْتِهَا
سّرَوَرًا لِأَنِّي قَـد خَطَرَتُ بِبَالِكَ
أي لو أني أعلم أني مذكور في الملأ الأعلى لهان علي أن أضع قدمي في النار ، قال تعالي:﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ﴾(النساء:66) ، وهم طائفة المحبين ، ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾(النساء:66-68) .
فَالْإِعْرَاض عَن الْلَّه- سُبْحَانَه وَتَعَالَى- هُو الْشَّقَاء بِعَيْنِه: وجنة الدنيا أن تذكره صباح مساء ، تدخل الجنة قبل أن تدخلها ، التي هي جنة الدنيا ،

ولا انثنى عزمي عن بابكم
إلا تعثرت بأذيالي .

قِصَّة أَحَد زُهَّاد الْبَصَر وَكَيْف وَجَد قَلْبَه؟:ذكر بعض العلماء أن بعض زُهاد البصرة أنكر قلبه وشعر بوحشة بينه وبين نفسه يسمع القرءان لا يؤثر فيه ، يسمع الموعظة لا تؤثر فيه ، فأنكر حاله وخرج هائمًا على وجهه وهو يقول: أين قلبي ؟ من يدلني على قلبي ؟ ثم جلس فرأى هذا المنظر ، باب فُتح ثم أُلقي منه غلام صغير وأُغلق الباب وجعل الغلام يترك الباب وهو يعتذر ويقول يا أمي هذه آخر مرة أعصيك ولا يُفتح الباب ، فلا زال يستعطف أمه مدة طويلة حتى فُتح الباب وأخذته أمه في حضنها وهي تقول له لا تعصني بعد ذلك ,حينما رأى هذا المنظر صرخ وقال: وجدت قلبي وجدت قلبي بمعنى أنني لا أبرح بابه ، كما أن الغلام لم يبرح له الباب ففتحت له أمه ، وهذا يدخل في ضرب المثل ، قال الله- عز وجل-:﴿ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ ﴾(العنكبوت:43) ، وقال تعالى:﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ﴾(الذاريات:21) .
كُل الْأَمْثَال الَّتِي جَاءَت فِي الْقُرْءَان إِنَّمَا جَاءَت لِتَّقْرِيْب الْفِكْرَة: ولذلك الذي لا يفهم المثل ينبغي أن يبكي على نفسه كما قال عمر بن مرة- رحمه الله- فيما رواه بن أبى حاتم في تفسيره بسند صحيح عند قوله تعالى في هذه الآية -:﴿ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ ﴾ قال:( إذا مرَّ بى مثل في القرءان لم أفهمه بكيت على نفسي لأن المبين لا يبين )، إنما يبين المجمل لأن الإجمال يدخله إشكال اللفظ المجمل يمكن أن يحتمل معنى واثنين وثلاثة وأربعة ، أنت تسأل نفسك هل هذا المعنى هو المقصود أم هذا ، ولا هذا ، فالمجمل هو الذي يدخله الإشكال ، لكن المبين كيف يدخله الإشكال ، فهذا نوع من المثل أخذ منه عبره لأنه يشتكى داءً لأنه لا يجد قلبه .
أنا وأنت كم مره لم نجد قلوبنا ؟ كثيرًا .ألا قرأت قول الله- عز وجل-:﴿ لَوْ أَنزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾(الحشر:21) ، قلبي وقلبك من لحم ودم وليس من حجارة الجبل ، حجارة الجبل تتفتت إذا نزل القرآن عليها ، قلبي وقلبك من لحم ودم يُقرأ القران والمرء غافل ، فهذا الرجل الزاهد رأى أن علاجه ألا يبرح بابه- سبحانه وتعالى- .
مَهْمَا اشْتَد عَلَيْك الْبَلَاء اعْلَم أَنَّه لَا تَوْفِيْق إِلَّا بِالْلَّه:قال تعالى:﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ ﴾(النحل:127) ، يبتليك ويصبرك وإن رضيَّ عنك رَضَّاك ، فله الحمد في الأولى والآخرة ، وفى البدء والختام .
كُلِّ مَا يَتَمَتَّعُ بِهِ الْعَبْدُ مِنْ النِّعَمِ هُوَ مِنْ فَضْلِ الْلَّهِ: ليس هناك شيء لك فضل فيه قال تعالى:﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ﴾ (التوبة:118) ، ولو أنه لم يتب عليهم لضلوا فهذا الإيمان الذي يزيد في قلبك تفضل منه- سبحانه وتعالى- عليك ، هذه الصحة التي تتمتع بها تفضل من الله- سبحانه وتعالى- عليك ، هذا المال الذي رُزِقته تفضل من الله -سبحانه وتعالى- عليك ، كل هذا ليبتليك فيما آتاك .
فيكون معنى الكلام: ولا انثني عزمي عن بابكم** إلا تعثرت بأذيالي :كل إنسان يلبس قميصًا طويلًا فيعسر فيه ، أي يسقط فيه على وجهه فيه ، ذلك إذا تركت بابكم .
قال بن الجوزي- رحمه الله –: أما سَمعتُ تِلك الحِكايةِ عن بَعض السَّلف أنَّه قَال: رأيتُ على سُورِ بَيروت شَابًا يَذكرُ الله تعالى فقُلتُ لَه: ألكَ حاجَة ؟ فقَال: إِذا وقَعَت لي حاجةٌ سَألتَه إِيَاهَا بقَلبي فقَضَاهَا .
هذا الكلام ينبغي أن يبين لأن ظاهره فيه إشكال والإشكال قوله:( سَألتَه بقَلبي فقَضَاهَا ) . هذا الكلام مستلٌ من بعض الأحاديث التي لا أصل لها أو الضعيفة وأخذ منه بعض المتصوفة كلامًا في منتهى الضلال ، قال:" سؤالك إياه اتهام له ، لماذا ؟ كأنك عندما تقول يارب إني فقير فأغننى كأنه لا يعلم أنك فقير ، ما الذي أحوجك أن تتكلم إلا أنك تعتقد أنه لا يعلم "، طبعًا هذا ضلال مبين كما قلت لكم .ومثله في الأحاديث الباطلة التي تنسب إلى إبراهيم- عليه السلام- ويذكرها أهل التفسير الذين لا يعرفون المرويات ، يقولون إن إبراهيم- عليه السلام- لما أُلقيَّ في النار جاءه جبريل فقال: ألك حاجه ، قال أما إليك فلا ، فانزل الله تعالى في هذا قوله تعالي:﴿ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ﴾(النجم:37) ، أي وفّىَ العبودية حقها لأنه لم يتكل على مخلوق مثله كجبريل- عليه السلام- .وذكره البغوي في سورة الأنبياء عند قوله تعالي:﴿و قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾(الأنبياء:69) ، قال:" أما إليك فلا" ثم قال إبراهيم- عليه السلام-: "علمه بحالي يغني عن سؤالي "، وهذا باطل بطبيعة الحال لأن إبراهيم- عليه السلام- علمه بحالي يغني عن سؤالي وهذا باطل بطبيعة الحال لأن فيه دعاء في آخر سورة إبراهيم:﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ﴾(إبراهيم:37) إلى آخر الدعوات .ألم يكن الله- عز وجل- عليمًا به حال دعائه ذاك ، فلماذا نطق لسانه بالدعاء وكل الأنبياء كانوا يدعون الله – عز وجل- باللفظ الصريح الفصيح ، فلما قال: " علمه بحالي يغني عن سؤالي" أخذ منه بعض هؤلاء المتصوفة الكلام الذي ذكرته آنفًا أن سؤالك إياه اتهام له .
إنما الذي صح كما عند البخاري وغيره من حديث بن عباس- رضي الله عنهما-:" لما ألقي إبراهيم في النار قال: "حسبي الله ونعم الوكيل " ، قال: وقالها محمد ﷺ وأصحابه عندما قيل لهم:﴿ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾(أل عمران:173) .
الْحَسَبُ لَا يَجُوْزُ إِضَافَتُهُ إِلَا لِلّه عز وجل : حَسْبُنَا: أي كافينا ، والحسب لا يجوز أن يضاف لغير الله- تبارك وتعالي- ، أنظر إلى قوله تعالى:﴿ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ ﴾ (التوبة:59) ، فأشرك الرسول مع الله في الإيتاء ، وأفرد الله في الحسب ، ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾(الزمر:36) ،
لَا يُوْجَد إِنْسَان أَبَدا يَسْتَطِيْع أَن يَكْفِي إِنْسَانا آَخَر مُسْتَحِيْل: ، وآية ذلك المرض ، ملك مطاع وليكن ملك الدنيا كلها كل العالم هذا تحت إمرته وكل شيء طرف بنانه ومرض ولده ، فالتمس له الطب فعجزوا جميعًا عن علاجه ، فهل هو كفى ولده ؟ ما كفاه المرض مذل ، لا يستطيع أحدًٌ أن ينفع أحدًا ، ولا أن يحمل عن أحدٍ شيئًا من مرضه ممكن يبكي ، ممكن يحزن ممكن يكتئب ، ممكن ينفق كل ما جمعه في حياته لدفع هذه العلة ، ومع ذلك إذا كان المريض يصرخ من المغص من المرض أو غير ذلك ، فأنت تبكي بجواره وفقط تبكي بجانبه ولا حول لك ولا قوه ، كل ما تستطيعه أن تقول له يا ليت أنا .
حَكَم قَوْل إِنْسَان لِآِخَر فِي مَرَضِه لَيْتَنِي مَكَانَك: لا يجوز ، امرأة تقول هذا الكلام لزوجها أو زوج يقول لامرأته أو لابنه ، أو لابنها ، يقول يا ليت أنا بدلًا منك ، الذي فيك يأتي فيه .أقول أن هذا لا يجوز شرعًا لحديث جابر في آخر صحيح مسلم أن النبي- ﷺ - قال:" لا تدعوا على أنفسكم ولا أولادكم ولا أموالكم أن تصادف ساعة يستجاب لكم فيها " ، وفي نفس الوقت الذي عند صاحبنا لن ينتقل ، فتكون كل المسألة أنك دعوت على نفسك ، فما المحصلة من هذا الموضوع ، لا شيء .
إنما إذا كان لابد أن تتكلم فتسأل الله- عز وجل- أن يعافيك ويعافيه : هذا هو الصحيح أن تفعل هذا ، هذا هو الصحيح ، أن إبراهيم- عليه السلام- عندما ألقي في النار قال:" حسبي الله ونعم الوكيل " أي أن الله كافيني ، وهو وكيلي .
وكذلك هذه الجملة تعود الناس أن يقولوها في حال المظلمة : واحد ظلمه يقول: حسبي الله ونعم الوكيل ، يقول له أحسبن عليك ، وهذا كان فعله صحابيٌ قديمًا ، كما في سنن أبي دود أن رجلين اختصما في مسألة فجاءا إلى النبي- ﷺ - فقضى لأحدهما على الآخر ، فقال المقضي عليه: حسبي الله ونعم الوكيل ، فقال النبي ﷺ - :" إن الله يلوم على العجز " .العجز هنا ليس عدم القدرة على الفعل ، إنما العجز هنا هو الحمق وسوء التصرف ، فالنبي علمه لما قال: حسبي الله ونعم الوكيل ، علمه أنه ينبغي أن تفعل ما أُمرت به عل الوجه الذي أُمرت به ، فإن عجزت أي العجز الذي يعذر المرء به وليس الحمق فقل: حسبي الله ونعم الوكيل ، أي أنا عجزت فقدت الأسباب الأرضية ، فقدت جميع إمكاناتي فحينئذٍ حسبي الله ونعم الوكيل ، لكن الناس عادة يقولون: حسبي الله ونعم الوكيل في المظالم .
لِمَاذَا وَنِعْمَ الْوَكِيْلُ ؟لأنه لا يستطيع أحدٌ من البشر أن يجري في حاجتك مثلك المحامي إذا لم تؤكله وبزيادة يضيعها عليك ، أو يهمل ، أو يده في المياه الباردة ، هل أنت من بقية أهله ؟ عادي يأخذ نقود في مقابل أنه يترافع ، وقد يهمل القضية كلها ، لا يجد في الحاجة إلا صاحبها .ويرحم الله الشافعي الإمام عندما قال:


ما حك جلدك مثل ظفرك
فتولي أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحاجة
فاقصد لمعترف بقدرك

لا تذهب لواحد ليس لك قيمة عنده وتحاول معه الكلام هذا لا .
يَسْرُد الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه وَاقِعَة وَقَعَت لَه: أنا وقعت لي واقعة حكيتها يمكن في حلقة من حلقات قناة الناس ، لكن كان لها ذيول فلم أحب أن أقولها كلها ، لكن ربما جاء وقت ذكرها .اصطدمت بسيارتي في سيارة أمامي ، كنا نتحرك علي سرعة عشرين كيلو أو ثلاثين كيلو ، شوارع القاهرة مزدحمة ، فهو أمسك فرامل فجأة فأنا اصطدمت فيه طبعًا كانت بسيطة لأن ثلاثين كيلو حاجة بسيطة ، فالمهم أول ما الرجل نزل كان هو وواحد معه وامرأة في الخلف ، المرأة التي في الخلف أنا شعرت أن قلبها وقف من الصدمة فالمهم أول ما نزل قلت له: يا أخي أنا مخطئ ، أنا غلطان ، ليس هناك حيلة ، الذي يصطدم من وراء هو المخطئ ، قانون المرور حتى يقول: أنت غلطان ، المفروض يكون بينك وبين الذي أمامك ثلاثة متر علي الأقل ، فتضربه من الخلف تكون أنت غلطان لا تجادل لأن لو أتت سوف تسحب رخصك ، وكلام مثل هذا .قلت له: أنا غلطان لكن نحن نركن علي جنب ونتفاهم ، الحقيقة أنا نزلت من السيارة وجدت كل السيارات يشاوروا لي لأنهم يعرفونني ، ووجدت واحد يركب موتوسيكل البطة الإيطالي المنتفخ من الخلف ، أول ما رآني ركن علي جنب ، طبعًا الرجل الذي صدمته لا يعرفني ، لأن واضح المرأة متبرجة ، وواضح أنهم ليس لهم في القصة خالص ، عندما ركنت هو ركن أمامي فأتي لي ، فصاحبنا صاحب الموتوسيكل أخذه علي جنب ، طبعًا هو أخذه علي جنب بجانبي وأنا بكلم الرجل الثاني يقول له: يا أخي الشيخ أبو إسحاق ألا تعرفه ؟ .هو يحاول يفهم فيه والرجل ليس لديه فكرة نهائيًا أول مرة يراني في حياته ، فالرجل يحاول أن يفهمه لا يريد أن يفهم فتعصب عليه صاحب الموتوسيكل الذي ليس له أي دعوة بالقضية أصلًا ، ليس له دعوة بالقضية تعصب عليه ولا يعرفني ، ويحاول أن يفهمه ، الرجل الثاني عربيتي السيارة فسدت من الخلف ، والشنطة أترفعت من وراء وحدوته ، فقلت له: يا أخي قدر المسألة كم تريد وأخرج من مظلمتك ؟ قال لي: لا أعرف ، فقلت له: وأنا أيضًا لا أعرف . تعالي نذهب إلي واحد يفهم في المسألة هذه سمكري أو غيره ، فالرجل الثاني الذي يركب بجانبه أتي وركب معي ، لماذا ؟ ممكن أهرب لأن سيارته كانت مائة ثمانية وعشرين ، والبارومة أكلتها وتمشي تتسوك هزالًا وأنا أركب عربة جديدة فممكن أن أهرب فركب الثاني كضمان للفلوس ، ذهبنا لواحد سمكري أنا أعرفه ملتحي ، فالرجل أول ما رآني فكرني سوف أبيعه ، ملتحين مع ملتحين يبقي ذهبنا في داهية سوف يجامله . أنا قلت له: يا إبراهيم ، السمكري هذا أول ما نزلنا ، قلت له: اتق الله -سبحانه وتعالي- وقيم المسألة وأعطي له بزيادة ، فالمهم تداولوا مع بعض ورسوا في الأخر علي مائتين جنية ، فالرجل قال: مائتين جنية قليل ، فالسمكري قال له: الشنطة هذه لو خبطتها كوع سوف أرجعها لك سليمة ، هل أنت فاكر ، أنا سمكري وهذا عملي ، هي لا تأخذ عشرين جنيه ، أنا طبعًا أول ما نزلت قلت لإبراهيم علي الفور: يا إبراهيم أريد السيارة هذه في خلال ربع ساعة ترجع مثل ما كانت لأن الأخوة ممكن أن يكون لديهم مشوار فلا تعطلهم عن المشوار . فالمهم تداولوا مائتين جنية قال له: لا ، فأتي لي ، طبعًا الجماعة تجمعوا الميكانيكية والسمكرية ، وأتوا لكي يتداولوا المسألة فكلهم أنكروا كصناع مائتين جنية الذين أتوا لا يعرفون القصة ، مائتين جنية كثير جدًا ، هذه لا تأخذ خمسين جنية ويرجعها سليمة ، والعربة كلها البارومة أكلتها ، هو يريد أن يعمل السيارة علي حسابك ، هذا واحد يتكلم قلت لهم: يا جماعة اسكتوا ، والأخ السمكري سوف يقدر المسألة . المهم لا يرضي ، قلت له: يا أخي تأخذ مائتين وخمسين هذا يرضيك ؟ الجماعة كلهم فتحوا فمهم: مائتين وخمسين ، إذا كان مائتين كثير ، قلت له : اسكت أنت ، أنت ليس لك كلام أنت قيمت المسألة هذه ، والمسألة بيني وبينه ، قلت له: تأخذ مائتين وخمسين ؟ قال لي : قليل قلت له: تأخذ ثلاثمائة ؟ قال: نعم ، أعطيته ثلاث مائة جنية ، فقال لي: هل أنت راضي ؟ أنت واضح أنك ظلمتني ، وأنت جرت علي في الموضوع .لأنه لن يقول أنت راضي إلا إذا كان شعر أنه ضغط علي في المسألة ، هذه قلت له: أنا راضي ، لكن المهم ليس لك عندي شي ، فهو سبحان الله صاحبنا الذي هو يركب البطة هذا يريد أن يتعارك معه ويريد أن يضربه ، أول ما مائتين جنية ولا يريد أن يأخذهم يريد أن يضربه أخذته علي جنب قلت له: قل لي هل أنا خبطت موتوسيكلك ؟ ما دخلك أنت في الموضوع هذه قضية بيني وبينه ؟ قال: لا هذا ظلم ، والمفروض أنه يعرف قيمتك ، المفروض يعرف قدرك ، وهذا هو الشاهد من هذه الحدوتة . أي رجل يحامي عنك ، نعم يحامي لأنه محب ، لكن المحامي عنك في أي قضية ليس محب ، هو يمكن أن يحمل لك جميل ، ربما يكون قلت كلمة ،كان ضالًا فاهتدي هداه الله- عز وجل- بسببي مثلًا ولا حاجة فيحمل لي الجميل في هذه المسألة ، مثل أي أخ من الأخوة يسعي في خدمتي ، كما أنا أسعي في خدمته ، قد يحملني الجميل إن أنا علمته يوم من الأيام كلمة أو غير ذلك فيري أن هذا فضل لي عليه ، فالذي يحركه الحب ، لكن المحامي لا يحركه إلا المال تعطي له فلوس يعمل ، ويعمل أيضًا بلا قلب ولو قطعت رقبتك في الأخر ليست مشكلة ، والله ماذا أفعل ؟ بذلت كل ما في وسعي لكن أخذت أجري ، فهو الواحد عندما يقول: حسبي الله ونعم الوكيل .
لِمَاذَا وَنِعْمَ الْوَكِيْلُ ؟مثلما قلت لك لا يستطيع أحدٌ أن يسعي في حاجة أحد غير صاحب الحاجة ، الذي يأتي لك بكامل حاجتك وزيادة هو الله- سبحانه وتعالي- لذلك كان نعم الوكيل ، لماذا ؟ لأنه أفضل من صاحب الحاجة ، أنت كصاحب حاجة حريص علي حاجتك ، وقد تجد ، وقد لا تظهر بها في النهاية ، أما الله - سبحانه وتعالي- فكل للعالمين قبضة يده ، لا أ حد يطلع أبدا خارج أمرة ، فهو إذا لكلام بن الجوزي هنا يشير إلي هذا المعني .
إِذَا تُرِكَت بْابَه- تَبَارَك وَتَعَالَي- تَعَثَّرْت بِذَيْلِك: وكون الواحد يتعثر بالذيل هذا أشد في الفجيعة من أن يرتطم بحجر ، لأن هذا ذيله ، يعثر في ذيله ، وأنت عارف في الأمثال عندنا يقول:(قليل البخت يلاقي العظم في الكرشه ) فهل عمرك وجدت العظم في الكرشه .أي يقول لك قليل البخت يلاقي العظم في الكرشه أي يجد اللامعقول أمامه هذا هو معني المثل أمامك يلاقي العظم في الكرشه .
فَالمُشّكَلّة الَّتِي تَعْرِض لِلْإِنْسَان أَن يَنْصَرِف عَن رَبِّه- تَبَارَك وَتَعَالَي - ، ينصرف بقلبه وينصرف ببدنه عن ربه- تبارك وتعالي- وهذه أكبر مشكله .
إذًا الحل كما قال موسي- عليه السلام- لما ذهب إلي ميقات ربه مع السبعين المنتقين من بني إسرائيل أسرع الخطي وسبقهم إلي ميقات ربه -سبحانه وتعالي- ، فقال الله- عز وجل- له:﴿ وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى ﴾(طه:83) ، ما الذي جعلك تسبق قومك وتأتيني أنت قبلهم ، ﴿ قَالَ هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾(طه:84) . إذًا تكون في أول الطابور وهذا هو المطلوب ،.
الرسول- يصلي بالناس يومًا كما في حديث أبي سعيد الخدري فوجد أقوامًا يتأخرون ، ساعات تجد الصف كامل ماعدا فرجة ، تدخلوا أنتم الاثنين والله لا تتفضل لا تفضل أنت ، أنت المقام لك ، هل هذه السنة ؟ لا السنة أنا لا أمكنه ولو كان شيخ الإسلام ,سأعمل قرعة بيني وبينه ، لأن النبي- عليه الصلاة والسلام - هو الذي قال لنا هكذا ، :" لو يعلمون ما في الصف الأول لكانت قرعة " وفي اللفظ الآخر:" لاستهموا عليه " ، لماذا ؟لأن الصف الأول له فضيلة ، فالنبي- - رأي جماعة يتخلفون عن الصف الأول قال:" لازال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله تعالي " لماذا ؟ لأن الصف الأول هذا أول صف وراء الإمام ، فلو نحن مثلناها في الدنيا الإمام وفد الناس إلي الله ، وقد ورد هذا في حديث عند الدارقطني: " الإمام وفدكم إلي ربكم " فعندما يدخل الوفد علي الملك ، من أول ناس سوف يدخلون علي الملك بعد الرئيس ؟ ، الصف الأول ، فهل أكون في الذيل وأنا أريد أن أدخل علي الملك وأنا لي حاجة .
يتبع إن شاء الله...


الدرس الثالث من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51137
العمر : 72

الدرس الثالث من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرس الثالث من مدرسة الحياة   الدرس الثالث من مدرسة الحياة Emptyالأحد 15 مايو 2011, 7:32 pm

وأنت تجد الناس عادة عندما يكون الواحد له حاجة يأتي من الوراء ويدخل في الطابور من الأمام ، حتى أنت تجد المسألة هذه كثير جدًا في المطارات ، والناس تقف طوابير علي الجوازات ، تجد واحد لا يعبر الناس ، ولا أحد في رأسه و يأتي يقف في منتهي الرذالة واقف جنب الصف ، ينتهز فرصة أول ما يمر يقف أمامه ، ولا يبالي إطلاقًا من الذي أمامه وهذا طابور ومن سيغضب منه وهذا الكلام . في طابور الجمعية زمان في طابور الجمعية كنت تري السمك الروسي الاقتتال عليه كيف كان شكله ، ضرب بالعصا ، وكان فيه ناس عندما يكون فيه أزمة وأنا رأيت هذا الكلام وأنا في سنة ثانية ثانوي ، ثالثة ثانوي أجد بعد صلاة الفجر الناس واقفين علي باب الجمعية بعد صلاة الفجر .حتى كان فيه نكتة بهذه المناسبة هذا يقول: واحد كان يمشي وبعد ذلك شعر إن الحذاء واسع في رجله فوجد الرباط مفكوك قليلًا ، وصادف أنه واقف أمام الجمعية الاستهلاكية ، المهم أنه انحني ليربط الرباط يعمله أذن قطة وهذا الكلام بالتفنينات التي كانوا يعملوها لكي يزينوا الحذاء ، المهم بعدما انتهي ينظر وراءه وجد خمسة ، ستة واقفين ، وصادف أنه واقف أمام جمعية استهلاكية ، فقال لنفسه: ممكن يكونوا يوزعوا شيء وأنا الأول لماذا أمشي ؟ ، الأول في الطابور كانت عقدة من الذي يكون رقم واحد واقف أمام الشباك لكي يأخذ .
فعادة الناس إذا كان الإنسان له حاجة أنه يتزاحم ويحاول أنا يكون أول الطابور: ، فلماذا عندما نأتي للصلاة أصبحت متأخر ؟ دال نقطة ، ودال نقطة أحيانًا ليست دكتور أحيانًا دال نقطة تكون دلدول ، لماذا تأتي متأخر وتأتي في الأخر ؟ وتؤثر الثاني بمكانك المقدم ، هذا ممكن أن يدل علي المحبة ولا غير ذلك ؟ لا ، فتكون أول الطابور كما أن موسي- عليه السلام - سبق قومه جميعًا وأتي إلي ميقات ربه- تبارك وتعالي- وعلل ذلك قال:﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾(طه:84) .
فَالانْصِرَاف إِذا بِالْقَلْب هَذَا أَكْبَر مُشْكِلَة:أن ينصرف المرء بقلبه ، لماذا ؟ لأنه لو أنصرف بقلبه أو كَلَّ قلبه كلت جوارحه ، طول ما القلب قوي ومقبل الجارحة وراءه علي طول ، لأنه كما قال أبو هريرة- رضي الله عنه - إن القلب هو الملك ، والجوارح جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده ) ، فإذا هذا القلب هو الذي يحرك هذه الجارحة ، القلب ليس فيه إرادة للتحريك لا تتحرك .
ولذلك بن القيم- رحمه الله- عز وجل-: عندما يتكلم عن القلوب يكون له ساعات لفتات جميلة ، يقول:( إن قوة القلب توجب زيادة قوة الأعضاء ، وإن ضعف القلب يوجب زيادة ضعف الأعضاء ) ، وهذا كلام حقيقي ، أي قلبك عندك فرحان مسرور تجد جسمك خفيف ، حتى لو كنت بك عاهة يدك مقطوعة ، رجلك مقطوعة تشعر إن روحك خفيفة كأنك ستطير .
يَسْرُد الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه قِصَّة حُدِّثْت لِأَحَد الْمَرَضي وَذَكَر المغَزِّي مِنْهَا:وفيه بعض إخواننا هنا في كفر الشيخ في أول الدعوة عندما أتيت سنة ستة وثمانين ، سبعة وثمانين كان عنده مرض أو دكتور هنا قال له: أنت مريض بالقلب ، وعيادة الدكتور هذا في الدور الأول ، فعندما قال له: أنت قلبك فيه الشريان التاجي فيه شيء أو عندك بوادر ذبحة ، المهم قال له كلمة ثقيلة ، أقول لك العيادة في الدور الأرضي ، وهو دخل علي رجليه وطلع وهم يسندونه ، وأحضر سيارة لكي نوصله ، أقول لك: الكلام هذا رؤيا العين ، طبعًا عنده بوادر ذبحة وعنده كذا ، ذهب للبيت نام ، وهات يا بني العصير وغير ذلك لأنه مريض وبالقلب شيء يزعج . المهم قال: نحن نذهب لأستاذ في طنطا ، أخذوه طبعًا وهم يسندونه ويتسوك هزالًا ، ويحملوا رجله ويضعوها في العربة ، أيضًا رجله لا يستطيع أن يحملها ، المهم الدكتور هذا كان في الدور الرابع ، طبعًا الذي حمل الحمل كله أصحابه الذين كانوا معه ، البعض منهم يسندونه من هنا ، والبعض الآخر من هنا ، وواحد من وراءه لكي لا يقع علي ظهره علي السلم ، دخل للدكتور وأخذ دوره وكشف عليه ، فقال له : من الذي قال لك أنك عندك القلب ؟ قال له: فلان قال له: إن قلبك أجمد منه .هو يقول لي: والله نزلت علي السلم جري ، هم طالعين الدور الرابع يحملوه وهذا نزل علي السلم جري ، هو كذلك مريض بالقلب ، عنده ذبحة عنده شيء أو غير ذلك ، وأحس أنه سيموت وكان في ذلك الزمان الأمراض مرض القلب كان خطير جدًا ، اليوم مرض القلب يعتبر مثل أكل اللب جنب الأمراض المتوطنة ، والهجوم الشرس الذي حصل علي أبدان المصريين عندنا من الفشل الكلوي والكبدي ، والسرطانات وغير ذلك أصبحت أمراض القلب حاجة بسيطة من ضمن الأمراض ، لم تعد هي القمة .فهذا عندما حدث له اكتئاب وغير ذلك ، قلبه انتهى ، لا رجله تعرف أن تحمله ، ولا يعرف أن يحرك يده ، وليس له نفس أن يأكل ، وغير ذلك، هذا نقص في قوة القلب تجاوز هذا النقص إلي الأعضاء نفسها ، ولم تعد تؤدي مهمتها عندما تكون أنت سعيد وفرحان حتى لو كنت مريضًا ، سعيد وفرحان تحس إن جسدك خفيف .
فالقلب هذه المضغة التي فيها مستودع الأسرار كلها فيها الإخلاص ، هذا القلب هو الذي ينبغي أن يهتم المرء به ، وينظر في سير السلف الصالحين .
مُمَيِّزَاتِ كِتَابِ حَيَاةِ الْصَّحَابَةِ لِلكَنْدِّهْلْويّ: وأنا دائمًا أوصي إخواننا أن يقرءوا في سير العلماء ، طبعًا بدأً من علماء الصحابة وأنت نازل ، كتاب حياة الصحابة للكندهلوي كتاب جميل من جهة تبويبه ، وأنا أعلم أن صاحبه تعب جدًا في جمع مادته وتبويبها ، بذل جهدًا كبيرًا ، لكنه لم يكن من أهل الحديث ، فأدخل الكثير من الروايات التي لا تصح في هذا الكتاب .هذا الكتاب لو نقحه طالب علم لكان قد أسدي جميلًا للعوام ، وللخطباء ،لأنه بوب الكتاب تبويبًا جميلًا ، وفعلًا تعب حتى جمع المادة العلمية فيه ، وأنا انتقي منه أحيانًا ، وطبعة مؤسسة الرسالة هي أفضل الطبعات لأنها ستوفر علي طالب العلم موضع الحديث في المراجع ، هو يقول: أخرجه الحاكم مثلًا ، أو أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة ، المحقق يقول: الحاكم جزء كذا ، صفحة كذا ، دلائل النبوة رقم كذا ، علي الفور ستذهب لرقم الحديث أول جزء والصفحة سوف يوفر عليك بعض الجهد ، هذا الكتاب ، وكتاب سير أعلام النبلاء الذي فيه سير العلماء ، وفيه طائفة من حياة الصحابة .
كَيْفَ تَسْتَفِيْدْ مِنْ قِرَاءَةِ كُتُبِ السِّيَرِ:أنا أريدك كل ترجمة تقرأها في هذا الكتاب تبحث عما ينفع قلبك ، الذي ينفع قلبك في الترجمة مثلًا الورع ، فاقرأ كل تراجم العلماء ، وأخرج كل ما يختص بالورع في ترجمة هذا الإمام ، المراقبة ، المحاسبة ، أنت تقع في مشاكل أنظر إلي العنوان الجانبي في كل ترجمة ، محنة صاحب الترجمة ، المشاكل التي وقع فيها وكيف خرج منها مثلًا ، هذا يعينك على أن تتجاوز المحنه التي تعانيها
وكان أبو حنيفة- رحمه الله– : ( يقول أخبار القوم أحب إلى من كثير من الفقه ) أي يقصد بالفقه: الفقه الزائد على حاجتك ، ليس الفقه الذي تحتاج إليه أبو حنيفة لا يقصد هذا ، يقصد مثلًا أنت رجل طالب علم عادى أو من العوام تقرا في البيوع والمواريث وغير ذلك ، وأنت لا تبيع ولا تشتري ، أنت لست تاجراً ، ففقه البيوع بالنسبة لك لا يلزمك ، أنا عندي أنك تقرأ في حياة الصحابة هذه المعاني أفضل من أن تقرأ كتاب البيوع على أساس أنك لا تحتاج إليها ، طالما هناك من تسأله فأنت لا تحتاج إليه .ولذلك الجماعة الذين يربطون أنفسهم بالعلماء يتفرغون للعمل أكثر من العالم أحيانًا ، أنت لك عالم كل ما تجد مسألة تذهب وتسأله ، قال لك: حلال ، حرام ، جائز لا يجوز ، افعل ، لا تفعل ، إذا ارتقت همتك أو معارفك فتقول له: كيف أفعل ، وكيف أنفذ ، هكذا انتهيت وأخذت الفتوى وذهبت لتعمل ، إنما العالم ربما شغله تحرير المسألة عن العمل .أنا الآن مسئول منكم بعض أسئلة ، والمفترض أنني قلت لكم أن المحاضرة القادمة سأجاوب ، ذهبت محاضرتي غدًا أو بعد الغد ، فيه أسئلة لا أعرف وجه الحق فيها ، أسمع فقط ، فجاء في رأسي أن أحرر وجه المسألة ، سأغيب هذين اليومين أطالع الكتب بقوة لكي أقول لك يجوز أو لا يجوز ،ودليل المسألة كذا وكذا فأكون أنا شغلت بهذا البحث عن تحرير وجه الحق في المسألة عن العمل ، أما أنت أخذت يجوز وذهبت لكي تعمل .فأنت بذلك مستريح وفي الآخر أنت في أمان ، لماذا ؟ قال تعالي: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ (النحل:43) امتثلنا يارب وذهبنا إلي أهل الذكر فسألنا ، يأتي أهل الذكر يوم القيامة ، أنت عندما أفتيته في المسألة هذه كنت تعلم أنها الحق ؟ نعم كنت أعلم أنها الحق ، أو تبعت فلانًا فيها ، فممكن أن يكون عليك كفل في المسألة ، أنه لم يحرر وجه الحق ، أما العامي فهو مستريح علي كل حال .
مِنْ جَمِيْلِ مَا قَرَأْتُهُ فِيْ الْمَسْأَلَةِ هَذِهِ أنَّ الْعَالِمَ يُسْأَلِ هَلْ تَحَرَّيْتُ وَجْهِ الْحَقّ فِيْ الْمَسْأَلَةِ ؟ ما ذكره الشيخ الإمام النقَّاد المحدث الكبير الشيخ عبد الرحمن بن يحي المعلمي اليماني في كتاب التنكيل بذكر ما في تأنيب الكوثري من الأباطيل في ترجمة أظن الثوري أو الأوزاعي واحد من الاثنين هؤلاء ، أن بعض الحنفية عَيَّر سفيان الثوري والأوزاعي بذهاب مذهبيهما ، وأن مذهب أبي حنيفة هو الذي بقي ، وأن شطر الأمة كما يقول تتعبد بمذهب أبي حنيفة .
هَذَا الْكَلَامَ لِمَاذَا قَالَهُ الْحَنَفِيُّ ؟ لأن الثوري والأوزاعي خاصة كانوا يردون علي أبي حنيفة ، وسفيان الثوري له كلام في أبي حنيفة فظيع ، وما أزعم أنه قاله بباطل ، المهم فهذا الحنفي المتعصب لأبي حنيفة - رحمه الله- قال كذلك ، قال لي هو يقول لي أبو حنيفة استتبت أبي حنيفة من الكفر مرتين ، هذا سفيان الثوري ، فلينظر إلي نفسه مذهبه من يوم ما مات مات ولو كان هذا المذهب فيه خير لبقي ، كما بقي مذهب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وداود الظاهري مثلًا وغير ذلك . فلينظر إلي نفسه والأوزاعي هذا يطلع من ؟ مذهبه أيضًا يوم دفن الأوزاعي دفن مذهبه معه ، فيكون أيهما أفضل من بقي مذهبه يتعبد به شطر الأمة ، أيمكن أن يبقي الله- عز وجل- مذهبًا باطلًا تتعبد الأمة به ، ولا يظهر للناس أنه باطل ، وهذا كلام من ؟ كلام هذا المعترض فالشيخ اليماني- رحمه الله- عبد الرحمن بن يحي المعلمي : ماذا قال ؟ قال كلامًا معناه: (أما سقوط مذهبيهما فخيرة أختارها الله- عز وجل- للإمامين ، فإن المجتهد لا يخلو أن يكون اجتهد في المسألة أو قصرَّ فيها ، فإذا قصرَّ فيها كان عليه كفل من الوزر فعافي الله- سبحانه وتعالي- الإمامين من هذا ، وإنه إن قصرَّ في مسألة من المسائل لا يسأله ربه- تبارك وتعالي- لقلة المتبعين له في المسألة ، أما في السنة فلهما النصيب الأوفر وانظر إلي كتب السُنن في الصحاح والسُنن والمسانيد تعج بأحاديث سفيان الثوري والأوزاعي وليس لصاحبكم فيها حديث واحد) .وفعلًا ليس لأبي حنيفة- رحمه الله- ولا حديث حتى في مسند أحمد ، عندما روي عنه الإمام أحمد حديثًا قال: فلان ولم يسميه ما علمنا أنه فلان إلا من عبد الله بن أحمد راوي المسند ، قال: يقصد بفلان أبا حنيفة .
فالمقصود أنك مستريح امتثلت أمر الله- عز وجل-:﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ ، وانشغلت بالعمل ، العالم قد يُشغل ببعض الفروع التي لا يبني عليها عمل ، الذي جعله يفعل ذلك حاجات الناس يكون عنده علم ، كان سيد العلماء يقرءوا الكتاب من الجلدة إلي الجلدة زمان بعني ، اليوم لم يعد أحدًا يقرأ أين كتابك ؟ السي دي في جيبي ، السي دي ، هذا عليه المكتبة الألفية ، والمكتبة الشاملة ، ماذا نفعل بالسي دي هذا ؟ ليس معك كمبيوتر ماذا نفعل به ؟ . سئلت مسألة أمامكم فيضرب أي كلمة لكي يجمع مثل أصحاب الدكتوراه والماجستير يفعلوا اليوم ، كان الطالب زمان يتعب وساعات البلطجي منهم كان يأجر واحد طالب علم جيد يعطي له قرشين يعمل له الرسالة ، وهذا كان يحدث مع الجماعة الذين أتوا من الخارج لمصر وأنا في وقتها أفتيت بحرمة ذلك ، يأتي طالب من الخارج من دول البترول وغير ذلك ليس حوله مذاكره ولا حوله أبحاث أو غير ذلك . يجد واحد مثل حالتي ، أو مثل حالتك مسكين يتعثر في أذياله يكمل عشاه نوم نفسه في كتاب ولا يعرف أن يأتي به .فيجد واحد يقول له: تعمل لي الرسالة هذه في حدود مثلًا عشرين ألف جنية ، إذا كان قوي القلب سوف يرضي ، إذا كان ضعيف القلب يخر صريعًا ، في ذلك الزمان عشرين ألف جنية الواحد عينه تلمع ، وقلبه يلمع ، وكل شيء يلمع فيه لميع فيقول له: حاضر الرسالة هذه مطلوب أن نقدمها في خلال ثلاث سنوات ، أو أربعة ، كل فترة أعطي لك مرتب شهري ألف جنية يقسمها له علي حسب الشهر بحيث أنه في الآخر الرجل يجد مصاريفه ، وقدر أن يشتري كتاب وغير ذلك . وصاحبنا هناك يرتع ويلعب وفي الأخر اسمه يوضع علي الرسالة ، الكلام هذا كان أيام زمان ويأخذ صاحبنا الرسالة ويذاكرها ، وأنا أعرف بعض الناس الذين أخذوا الدكتوراه هنا كان يذهب للأستاذ المناقش يعطيه مفتاح سيارة ، سيارة على الزيرو جديدة ، ويقول له هذا المفتاح هدية ليست قدر المقام ، سيارة مرسيدس بنز ، ليست قدر المقام ، ويأخذها الأستاذ والقصة معروفة ، ويقول له أنا سأسألك في هذه وهذه ، وأحيانًا تجد المناقش يجعلك تمل بالنسبة لك كرجل مشاهد للمسألة .يا بني أنت فتحت القوس لماذا لم تقفله ، المفترض أنك تضع هنا فاصلة منقوطة ، وضعت فاصلة من غير نقطة ، أين ذهبت النقطة ، عند العريس يا بيه ، لأن العريس هو الذي يأخذ النقطة ، وتجد تفاهات ولابد أن يشد عليه ويقول له لابد أن تعمل كذا وكذا وكذا وصححها في الرسالة ، حاضر أصححها في الرسالة ، وفي الآخر يأخذ الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى بامتياز والتداول والطباعة بين الجامعات .هذا الكلام رضي الله عنه ، أما الآن فالقصة ليست كذلك القصة الآن السي دي وتدخل على الأشياء وتسرق أبحاث العالمين في الكون كله وتعمله وتضبطه ثم تحضر الرسالة ، وبعد أن يحضر الرسالة تأتي وتسأله عن حرف فيها لا يعرف شيئًا ، لذلك قلت السي دي والكمبيوتر هذا وقت ذهاب العلم ، وليس وقت حفظ العلم كما أن بعض الناس متصورين ، لا .حفظ العلم لما كنا نقرأ الكتاب كله من الجلدة إلى الجلدة ، برغم أنك لا تحتاج إليه الآن ، أقراه من الجلدة إلى الجلدة ، ولا أعرف أقرأ إلا في الكتاب ،والعلم لا يكون إلا بالكتاب ، أما كونك تأتي بالسي دي وتقعد تقرأ وهذا الكلام ، والكتاب ليس عندك ، فتأخذ الذي تحتاجه ثم تترك باقي الكتاب ، أنت المسألة الذي أنت فيها ستحررها فعلًا ، ممكن تحررها إذا كان لك عقل جيد ودراسة متينة وهذا الكلام لكن ستبقى مقصورًا على المسألة التي حررتها ، أما بقية المسائل التي تخدم هذه المسألة بكل أسف هذا غير موجود .فأنا أريد أن أقول تتمة لهذا الأمر أن المرء إذا كان بصحبة العالم استراح ، لكن المجهود الذي ينبغي أن يبذله أن ينظر من هو العالم الذي يتبعه ، هذا هو الجهد الذي سيبذله العامي ، لأن ليس كل من تكلم كلامًا في العلم عالمًا ، وليس كل من ارتدى زى أهل العلم يكون عالمًا ، لذلك العلماء قالوا (العامي مقلد في كل شيء إلا في اختيار من يقلده فإنه مجتهد .)
فالمفترض أن يكون عندك ثلاثة أو أربع علماء بالمراتب ، هذا رقم واحد وهذا رقم اثنين هذا رقم ثلاثة ، وهذا رقم أربعة ، وتعرف العالم إذا استفاضت شهرته وكثر ا لثناء عليه من أهل الفضل وليس من العوام ، من أهل الفضل ، أهل العلم ، لما تسأل أهل العلم من أسأل يقولون لك: اسأل فلان وفلان وفلان ، وتذهب لواحد آخر من أهل العلم من أسأل ؟ يقول: فلان وفلان وفلان ، وتعمل عملية إدخال وترى أفضل من مدحه أهل العلم فيكون هذا هو العالم ، ثم ترتبهم إذا لم تجد هذا فيكون الثاني ، وإذا لم تجد الثاني فيكون الثالث ، إن لم تجد الثالث يكون الرابع .تعمل لنفسك اختيارات ، إذا اتفقوا على شيء فلابد أن تعمل به ، أما إذا اختلفوا تنظر إلى الأفضل فالأفضل ، الأول وافق من ؟ وافق الثاني أم وافق الثالث ، أم وافق الرابع ، وعددهم هل ثلاثة على واحد أم اثنين على اثنين ، إذا كان اثنين قالوا حلال ، واثنين قالوا حرام ، فما موقفك أنت ؟ ستنظر إلى حجم الذي قال حرام ، ممكن يكونوا هم الاثنين كحجم أقوى من الاثنين الذين قالوا حلال ، وهذا كله نوع من التحري بقصد أن تصل إلى وجه الحق في المسألة لَّه سُبْحَانَه وَتَعَالَى أَسْأَل أَن يَجْرِي الْحَق عَلَى لِسَانِي وَأَسْأَل الْلَّه تَبَارَك وَتَعَالَى أَن يَنْفَعُكُم بِمَا أَقُوْل إِنَّه وَلِي ذَلِك وَالْقَادِر عَلَيْه، وَآَخِر دَعْوَانَا أَن الْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن وَالْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه.
انْتَهَي الْدَّرْس الْثَّالِث


الدرس الثالث من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الدرس الثالث من مدرسة الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس (8) من مدرسة الحياة
» الدرس (9) من مدرسة الحياة
» الدرس (10) من مدرسة الحياة
» الدرس (11) من مدرسة الحياة
» الدرس (12)من مدرسة الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1430 هجرية-
انتقل الى: