أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: جهاد المرأة في سبيل الله الإثنين 20 مارس 2017, 9:00 pm | |
| جهاد المرأة في سبيل الله ============== السؤال: هل للمرأة أن تشارك الرجل في الجهاد؟
الجواب: عندما يكون الإنسان مجاهدًا في سبيل الله لابد أن يسقط القتلى والجرحى والمصابون في ميدان المعركة، وهنا مجال العمل يتطلب وجود المرأة؛ لأن هذا الظرف لا يَدَعُ للعاطفة مجالًا للانحراف، من ذا الذي يرى رجلًا قُتل في سبيل الله أو تسيل دماؤه أو مقطَّعة أوصالُه ثم يفكر في المسائل الأخرى بين الرجل والمرأة! لذلك ما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغزو إلا ومعه نساء.
ولا يخفى على أحد قصة السيدة أُميّة بنت قيس بن أبي الصلت الغِفَارية التي أبلَت بلاءً عظيمًا يوم خيبر، وبعد ذلك قلَّدها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قلادة ظلت تلبسها طوال حياتها، فلما ماتت أوصَت وأمرَت أن تُدفَن معها.
(قال ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/293: هي أُمية بنت قيس بن أبي الصلت الغِفَارية، أسلَمَت وبايَعَت بعد الهجرة وشَهدَت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيبر، أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن سليمان بن سحيم عن أمّ عليّ بنت أبي الحكم عن أُمية بنت قيس أبي الصلت الغِفَارية قالت: جئت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نسوة من بني غفار فقلنا: إنا نريد يا رسول الله أن نخرج معك إلى وجهك هذا -تعنى خيبر- فنداويَ الجرحى ونعينَ المسلمين بما استطعنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على بركة الله" قالت: فخرجنا معه، وكنت جارية حديثًا سنّي فأردَفَني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حقيبة رحله، فنزل إلى الصبح فأناخ، وإذا أنا بالحقيبة عليها أثر دم منّي، وكانت أول حيضة حِضتُها، فتقبضتُ إلى الناقة واستحيَيت، فلما رأى رسول الله ما بي ورأى الدم قال: "لعلك نَفِسْتِ" قلت: نعم.
قال: "فأصلِحي من نفسك ثم خذي إناء من ماء، ثم اطرَحي فيه ملحًا، ثم اغسلي ما أصاب الحقيبة من الدم، ثم عودي" ففعلت، فلما فتح الله لنا خيبر رَضَخَ لنا من الفيء ولم يُسهم لنا، وأخذ هذه القلادة التي تَرَين في عنقي فأعطانيها وعلَّقها بيده في عنقي، فوالله لا تفارقني أبدًا.
فكانت في عنقها حتى ماتت وأوصت أن تُدفَنَ معها، وكانت لا تَطَهَّرُ إلا جعَلَت في طُهرها ملحًا، وأوصَت أن يُجعل في غُسلها ملحٌ حين غُسِّلَت) إذًا هذه المسألة ذات مَظهَرَين، في الحج وفي الجهاد في سبيل الله، في الحج مَظهَر أناس في بيت الله يناجون ربهم وقلوبهم تَرجُفُ من هول ذنوبهم الماضية، فلا أظن واحدًا يفكر في هذه الأفكار الساقطة أو يتحرك تلك الحركة الوضيعة.
وفي الجهاد في سبيل الله، والمعركة دائرة الرحى، والدم يسيل، والأشلَاء ممزَّقة، والنفوس وَلِهَة مُلتاعة، فمن الذي يفكر في شيء من هذا!
(ومن هؤلاء المجاهدات ما ذكره ابن حجر في الإصابة 6/265 أمُّ عمارة نُسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غُنم، من بني مازن بن النَّجَّار، الأنصاريَّة النَّجَّارية، والدة عبد الله وحبيب من بني زيد بن عاصم.
قال أبو عمر: شَهِدَت بيعةَ العقبة وشَهِدَت أُحُدًا مع زوجها وولدها منه، في قول ابن إسحاق، وشَهِدَت بيعة الرضوان، ثم شَهِدَت قتال مسيلمة باليمامة وجُرِحَت يومئذ اثنتَي عشرةَ جِرَاحةً وقُطعت يدها وقُتل ولدُها حبيب.
روت عن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحاديث.
روى عنها ابنها عباد بن تميم بن زيد والحارث بن عبد الله بن كعب وعكرمة وليلى مولاةٌ لهم.
روى حديثَها الترمذيّ والنسائيّ وابن ماجه من طريق شعبة عن حبيب بن زيد عن مولاةٍ لهم يقال لها "ليلى" عن جدته أم عمارة بنت كعب أن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل عليها فقدَّمَت إليه طعامًا فقال: "كُلي" فقالت: إني صائمة. فقال: "إن الصائم إذا أُكل عنده صلَّت عليه الملائكة".
وأخرج أبو داود من طريق شعبة عن حبيب الأنصاريّ: سمعت عباد بن تميم يحدث فيقول: عن عمَّتي -وهي أم عمارة- أن النبيّ صلى الله عليه وسلم توضأ فأُتيَ بإناء قدر ثُلُثَي المُدّ.. الحديث.
وأخرج ابن مَنْدَهْ بسند فيه الواقديّ إلى الحارث بن عبد الله بن كعب عن أم عمارة بنت كعب قالت: أنا أنظر إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يَنحَر بَدَنة قيامًا بالحربة.. الحديث.
قال ابن سعد: هي أخت عبد الله بن كعب، وقد شهد بدرًا، وأخت أبي ليلى بن كعب واسمه عبد الرحمن، وكان أحد البَكّائين.
قال: وخلَف عليها بعد زيد بن عاصمٍ غُزيّةُ بن عمرو فولَدَت له تميمًا وخَولَة، وشَهدَت العقبة وبايَعَت ليلتئذ، ثم شهدت أُحُدًا والحديبية وخيبر والقضية والفتح وحُنينًا واليمامة.
وأسند الواقديّ من طريق ابن أبي صعصعة: قالت أم عمارة: كانت الرجال تصفّق على يدَي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليلة العقبة والعباسُ آخذٌ بيد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلما بَقيتُ أنا وأمُّ سبيع نادَى زوجى غُزَيّةُ بن عمرو: يا رسول الله، هاتان امرأتان حضرتَا معنا يبايعنَك. فقال: "قد بايعتُهما على ما بايعتُكم عليه؛ أنى لا أصافح النساء".
وبه قال: كانت أم سعيد بنت سعد بن الربيع تقول: دخلت عليها فقلت: حدِّثيني خبرك يوم أحد. فقالت: خرجت أول النهار ومعي سِقَاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في أصحابه، والريحُ والدولةُ للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزتُ إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فجعلت أباشر القتال وأذُبّ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالسيف وأرمي بالقوس، حتى خَلَصَت إليّ الجراحة.
قالت: فرأيت على عاتقها جرحًا له غَوْرٌ أَجْوَفَ.. فذكر قصة ابن قميئة.
وأخرج بسند آخر إلى عمارة بن غُزية أنها قتَلَت يومئذ فارسًا من المشركين.
ومن وجه آخر عن عمر قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "ما التفَتُّ يوم أحد يمينًا ولا شمالًا إلا وأراها تقاتل دوني").
|
|