على سبيل السَّعادة... رمضانُ على الأبواب
بقلـم: شيمـــاء علـي جمـال الدين
غفر الله لها ولوالديها وللمسلمين
--------------------------------------
لكل واحد منّا مفهومه عن السعادة وماهية تلك الكلمة الساحرة والتي يبحث عنها بمجرد أن يلجوا الحياة.
يقولُ ابن تيمية رحمه الله:
"مَنْ أرَادَ السَّعادَةَ الأبَديَّة فليَلزَمْ عَتَبَة العُبُوديَّة".
وتظل الأعمار تفنى لهثًا وراء السعادة بحسب مفهوم كل واحدٍ عنها، فمنهم مَنْ يراها في تحصيل المال ومنهم مَنْ يراها في الحُب، ومنهم مَنْ يجدها في العلم أو في قضاء حوائجِ الغير.
وإن كان في كلِّ ما فات شيءٌ من معناها؛ يظلُّ أصل السعادة ولُبُّ حقيقتها في عبادةِ الله جلَّ في عُلاه، سُبحانه ربِّ القلوب ومُقلِّبُها، ويعلم ما تطيب له النفس وما يُسعدُها، يقول تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم:43].
وعلى سبيلِ السعادة فقد اقترب شهر السعادة.. شهر الرَّحَمَات والعطاءات الربَّانية؛ شهر رمضان.
الشهر الذي تجدُ الرُّوحُ فيه غايتها وتُدرِكُ معنى السعادة الحقيقية.
ويتفق الجميع أنّ في لذَّة العبودية ما لا يُمكن تحصيله بأي لذَّةٍ أُخرى، تجدُ فيها السعادة المُطلقة وإن لم تجد لها أسبابًا ومظاهر واضحة.
بالعبادةِ والدُعاء وتلاوة القرآن يتخلّص الكاهل من الأحمال المُلقاة على عاتقه، ويتخفف الصدرُ من الهموم الجاثِمة عليه والخانقة له حَدَّ الحرمان من السعادة، فتصبح الرُّوح مشرقة والقلب مُستشرف للسعادة مُقبِل عليها يراها في أبسط الأشياء لتجده يبتسم ملئ فِيهِ إذا ما ضحِك طفل أمامه أو إذا غرَّد طيرٌ فوق رأسه!!
السعادة الحقّة إذن هي في رضا الله على العبد ورضا العبد عن ربِّه، ولا يكون ذلك إلّا بالعبادة على اختلافها وكل ما يتقرَّب العبدُ به إلى ربِّهِ، فتتساقط الذنوب عن الرُّوح وتصير السعادة أقرب إلينا من حبل الوريد.
أقْبِلوا بقلبٍ طامعٍ في كرمِ المولى؛ على شهرِ العبادات والبَرَكات وإجابة الدعوات، تَنَسموا أنفاس السعادة مع كل ذكر وآية وأذان للصلاة، اجعلوا الرُّوح تعرُجُ إلى ربِّها في رحلة سعادة حقّة هي جنّة الدُنيا ونعيمها وهي الموصلة إلى غاية السعادة ومُنتهاها.. الجنّة !!!
العيدُ سعادة وللمسلم عيدين، عيدُ الفِطر وعيد الأضحى، فلا عَجَب إذن أن يُختم شهر العبادات بأيّام عيد.. أيام سعادة !!!
بلّغَنَا اللهُ وإيّاكم شهر رمضان ورَزَقنا سعادةً يرضى بها عنَّا ويُرضينا.
المصدر:
https://ar.islamway.net/article/