| زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: سودة بنت زمعة السبت 11 مارس 2017, 5:18 pm | |
| نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
سودة بنت زمعة أول امرأة تزوجها الرسول بعد خديجة وبها نزلت آية الحجاب ============ اسمها ونسبها: ======== هي أم المؤمنين سوده بنت زمعة بن قيس بن عبد ود ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشية العامرية، وأمها الشمّوس بنت قيس بن زيد بن عمر الأنصارية.
إسلامها: ===== كانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة، من فوا ضل نساء عصرها.
كانت قبل أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو، أخي سهيل بن عمرو العامري.
ولما أسلمت بايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم معها زوجها السكران وهاجرا جميعاً إلى أرض الحبشة، وذاقت الويل في الذهاب معه والإياب حتى مات عنها وتركها حزينة مقهورة لا عون لها ولا حرفة وأبوها شيخ كبير.
زواجها: ===== في حديث لعائشة عن خولة بنت حكيم، أن خولة بنت حكيم السلمية رفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة وزوجها عثمان بن مظعون لما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها: أنها صغيرة ويريد من هي أكبر سناً لتدبير شؤون بيته ورعاية فاطمة الزهراء.
فعرضت الزواج من سوده بنت زمعة، فهي امرأة كبيرة وواعية، رزان ومؤمنة، وأن جاوزت صباها وخلت ملامحها من الجمال.
ولم تكد خولة تتم كلامها حتى أثنى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم- فأتى فتزوجها.
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم- بسودة ولديها ستة أبناء وكان زواجها في رمضان في السنة العاشرة من النبوة، بعد وفاة خديجة بمكة، وقيل: سنة ثمانية للهجرة على صداق قدره أربعمائة درهم، وهاجر بها إلى المدينة.
فضلها: ==== تعد سودة -رضي الله عنها- من فواضل نساء عصرها، أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجرت إلى أرض الحبشة.
تزوج بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت إحدى أحب زوجاته إلى قلبه، عرفت بالصلاح والتقوى، روت عن النبي أحاديث كثيرة وروى عنها الكثير.
وكانت تمتاز بطول اليد، لكثرة صدقتها حيث كانت امرأة تحب الصدقة.
صفاتها:- ===== لما دخلت عائشة رضي الله عنها بيت الرسول صلى الله عليه وسلم زوجة محبوبة تملأ العين بصباها ومرحها وذكائها، شاءت سودة أن تتخلى عن مكانها في بيت محمد صلى الله عليه وسلم فهي لم تأخذ منه إلا الرحمة والمكرمة، وهذه عائشة يدنيها من الرسول المودة والإيثار والاعتزاز بأبيها، وملاحة يهواها الرجل.
وقد أنس الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بمرحها وصباها في بيته فانقبضت سودة وبدت في بيت زوجها كالسجين، ولما جاءها الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً وسألها إن كانت تريد تسريحاً، وهو يعلم أن ليس لها في الزواج مأرب إلا الستر والعافية وهما في عصمة الرسول ونعمة الله، قالت سودة وقد هدأت بها غيرة الأنثى: يا رسول الله مالي من حرص على أن أكون لك زوجة مثل عائشة فأمسكني، وحسبي أن أعيش قريبة منك، أحب حبيبك وأرضى لرضاك.
ووطدت سوده نفسها على أن تروض غيرتها بالتقوى، وأن تسقط يومها لعائشة وتؤثرها على نفسها، وبعد أن تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بحفصة بنت عمر جبراً لخاطرها المكسور بعد وفاة زوجها وسنها لم يتجاوز الثامنة عشر، هانت لدى سودة الحياة مع ضرتين ندتين كلتاهما تعتز بأبيها، ولكنها كانت أقرب لعائشة ترضيها لمرضاة زوجها.
وكانت سوده ذات أخلاق حميدة، امرأة صالحة تحب الصدقة كثيراً، فقالت عنها عائشة -رضي الله عنها-: اجتمع أزواج النبي عنده ذات يوم فقلن: يا رسول الله أيّنا أسرع بك لحاقاً؟ قال: أطولكن يداً، فأخذنا قصبة وزرعناها؟ فكانت زمعة أطول ذراعاً فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفنا بعد ذلك أن طول يدها كانت من الصدقة.
عن هشام، عن ابن سيرين: أن عمر -رضي الله عنه- بعث إلى سودة بفرارة دراهم، فقالت: في الغرارة مثل التمر، يا جارية: بلغيني الفتح، ففرقتها.
أعمالها:- ====== روت سودة -رضي الله عنها- خمسة أحاديث، وروى عنها عبدالله بن عباس ويحيى بن عبدالله بن عبد الرحمن بن سعدين زاره الأنصاري.
وروى لها أبو داود والنسائي وخرج لها البخاري.
وفاتها: ==== توفيت سودة في آخر زمن عمر بن الخطاب، ويقال إنها توفيت بالمدينة المنورة في شوال سنة أربعة وخمسون، وفي خلافة معاوية.
ولما توفيت سودة سجد ابن عباس فقيل له في ذلك؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم آية فاسجدوا"، فأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: عائشة بنت الصديق رضي الله عنها السبت 11 مارس 2017, 5:23 pm | |
| نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم عائشة بنت الصديق رضي الله عنها
نسبها ونشأتها: ======== السيدة عائشة (رضي الله عنها) هو ما لهذه الإنسانة من عقل نير، وذكاء حاد، وعلم جم.
ولدورها الفعال في خدمة الفكر الإسلامي من خلال نقلها لأحاديث رسول الله وتفسيرها لكثير من جوانب حياة الرسول صلى الله عليه و سلم واجتهاداتها.
وهي كذلك المرأة التي تخطت حدود دورها كامرأة لتصبح معلمة أمة بأكملها ألا وهي الأمة الإسلامية.
لقد كانت (رضي الله عنها) من أبرع الناس في القرآن والحديث و الفقه، فقد قال عنها عروة بن الزبير ((ما رأيت أحداً أعلم بالقرآن ولا بفرائضه ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث عرب ولا بنسب من عائشة)). 1
وفي هذه النقطة البحثية تطرقت إلى ثلاث مجالات تميزت فيهم السيدة عائشة وهي: 1. علمها وتعليمها. 2. السيدة المفسرة المحدثة. 3. السيدة الفقيهة.
وقد اخترت هذه المجالات؛ لأهميتها ولأثرها الواضح في المجتمع والفكر الإسلامي، فهي (رضي الله عنها) بعلمها ودرايتها ساهمت بتصحيح المفاهيم، والتوجيه لإتباع سنة رسول الله {صلى الله عليه وسلم}.
فقد كان أهل العلم يقصدونها للأخذ من علمها الغزير، فأصبحت بذلك نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه.
تلكم هي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان، زوجة رسول الله وأفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالقرآن والحديث والفقه.
ولدت بمكة المكرمة في العام الثامن قبل الهجرة، تزوجها الرسول {صلى الله عليه وسلم} في السنة الثانية للهجرة، فكانت أكثر نسائه رواية لأحاديثه.
كانت من أحب نساء الرسول إليه، وتحكي (رضي الله عنها) عن ذلك فتقول ((فضلت على نساء الرسول بعشر ولا فخر: كنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه، وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع (أي دخل بي)، ونزل عذري من السماء (المقصود حادثة الإفك)، واستأذن النبي صلى الله عليه و سلم نساءه في مرضه قائلاً: إني لا أقوى على التردد عليكن، فأذنّ لي أن أبقى عند بعضكن، فقالت أم سلمة: قد عرفنا من تريد، تريد عائشة، قد أذنا لك، وكان آخر زاده في الدنيا ريقي، فقد استاك بسواكي، وقبض بين حجري و نحري، ودفن في بيتي)).
توفيت(رضي الله عنها) في الثامنة والخمسين للهجرة.
علمها وتعليمها ========= تعد عائشة (رضي الله عنها) من أكبر النساء في العالم فقهاً وعلماً، فقد أحيطت بعلم كل ما يتصل بالدين من قرآن وحديث وتفسير وفقه.
وكانت (رضي الله عنها) مرجعاً لأصحاب رسول الله عندما يستعصي عليهم أمر، فقد كانوا (رضي الله عنهم) يستفتونها فيجدون لديها حلاً لما أشكل عليهم.
حيث قال أبو موسى الأشعري: ((ما أشكل علينا -أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً)).
وقد كان مقام السيدة عائشة بين المسلمين مقام الأستاذ من تلاميذه، حيث أنها إذا سمعت من علماء المسلمين والصحابة روايات ليست على وجهها الصحيح، تقوم بالتصحيح لهم وتبين ما خفي عليهم، فاشتهر ذلك عنها، وأصبح كل من يشك في رواية أتاها سائلاً.
لقد تميزت السيدة بعلمها الرفيع لعوامل مكنتها من أن تصل إلى هذه المكانة.
من أهم هذه العوامل: =========== - ذكائها الحاد وقوة ذاكرتها، وذلك لكثرة ما روت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- زواجها في سن مبكر من النبي صلى الله عليه و سلم، ونشأتها في بيت النبوة، فأصبحت (رضي الله عنها) التلميذة النبوية.
- كثرة ما نزل من الوحي في حجرتها، وهذا بما فضلت به بين نساء رسول الله.
- حبها للعلم و المعرفة، فقد كانت تسأل و تستفسر إذا لم تعرف أمراً أو استعصى عليها مسائلة، فقد قال عنها ابن أبي مليكة ((كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه)).
ونتيجة لعلمها وفقهها أصبحت حجرتها المباركة وجهة طلاب العلم حتى غدت هذه الحجرة أول مدارس الإسلام وأعظمها أثر في تاريخ الإسلام.
وكانت (رضي الله عنها) تضع حجاباً بينها وبين تلاميذها، وذلك لما قاله مسروق: ((سمعت تصفيقها بيديها من وراء الحجاب)).
لقد اتبعت السيدة أساليب رفيعة في تعليمها متبعة بذلك نهج رسول الله في تعليمه لأصحابه.
من هذه الأساليب عدم الإسراع في الكلام وإنما التأني ليتمكن المتعلم من الاستيعاب.
فقد قال عروة إن السيدة عائشة قالت مستنكرة: ((ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعني ذلك، وكنت أسبِّح -أصلي- فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم.
كذلك من أساليبها في التعليم، التعليم أحياناً بالإسلوب العملي، وذلك توضيحاً للأحكام الشرعية العملية كالوضوء.
كما أنها كانت لا تتحرج في الإجابة على المستفتي في أي مسائلة من مسائل الدين ولو كانت في أدق مسائل الإنسان الخاصة.
كذلك لاحظنا بأن السيدة عائشة كانت تستخدم الإسلوب العلمي المقترن بالأدلة سواء كانت من الكتاب أو السنة.
ويتضح ذلك في رواية مسروق حيث قال: ((كنت متكئاً عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة، ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قلت: ما هن؟ قالت: مَنْ زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنت متكئاً فجلست فقلت: يا أم المؤمنين، أنظريني ولا تعجليني، ألم يقل الله عز وجل: (ولقد رآه بالأفق المبين * ولقد رآه نزلةً أخرى)؟
فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله {صلى الله عليه وسلم}، فقال: (إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته مهبطاً من السماء سادّاً عِظَمُ خلقه ما بين السماء والأرض)) فقالت: أولم تسمع أن الله يقول: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) أو لم تسمع أن الله يقول: (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليٌ حكيم).
قالت: ومَنْ زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئاً من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته).
قالت: ومَنْ زعم أنه يخبر بما يكون في غدٍ فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله)).
وبذلك يتضح لنا بأن السيدة عائشة (رضي الله عنها) كانت معقلاً للفكر الإسلامي، وسراجاً يضيء على طلاب العلم.
ولذكائها وحبها للعلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويؤثرها حيث قال: ((كَمُلَ من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)).
السيدة المفسرة المحدثة: ============== كانت السيدة عائشة (رضي الله عنها) عالمة مفسرة ومحدثة، تعلم نساء المؤمنين، ويسألها كثير من الصحابة في أمور الدين، فقد هيأ لها الله سبحانه كل الأسباب التي جعلت منها أحد أعلام التفسير والحديث.
وإذا تطرقنا إلى دورها العظيم في التفسير فإننا نجد أن كونها ابنة أبو بكر الصديق هو أحد الأسباب التي مكنتها من احتلال هذه المكانة في عالم التفسير، حيث أنها منذ نعومة أظافرها وهي تسمع القرآن من فم والدها الصديق، كما أن ذكائها و قوة ذاكرتها سبب آخر.
ونلاحظ ذلك من قولها: (( لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب: (بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده)).
ومن أهم الأسباب إنها كانت تشهد نزول الوحي على رسول الله، وكانت(رضي الله عنها) تسأل الرسول عن معاني القرآن الكريم وإلى ما تشير إليه بعض الآيات.
فجمعت بذلك شرف تلقي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم فور نزوله وتلقي معانيه أيضا من رسول الله.
وقد جمعت (رضي الله عنها) إلى جانب ذلك كل ما يحتاجه المفسر كقوتها في اللغة العربية وفصاحة لسانها وعلو بيانها.
كانت السيدة تحرص على تفسير القرآن الكريم بما يتناسب وأصول الدين وعقائده، ويتضح ذلك في ما قاله عروة يسأل السيدة عائشة عن قوله تعالى: ((حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبُوا جاءهم نصرنا…)) قلت: أكُذِبُوا أم كُذِّبُوا؟ قالت عائشة: كُذِّبُوا، قلت: قد استيقنوا أن قومهم كذّبوهم فما هو بالظن، قالت: أجل لعمري قد استيقنوا بذلك، فقلت لها: وظنَّوا أنهم قد كُذِبُوا؟ قالت: معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها، قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن اتباعهم قد كذَّبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك)).
وفي موقف آخر يتضح لنا أن السيدة عائشة كانت تحرص على إظهار ارتباط آيات القرآن بعضها ببعض بحيث كانت تفسر القرآن بالقرآن.
وبذلك فإن السيدة عائشة تكون قد مهدت لكل من أتى بعدها أمثل الطرق لفهم القرآن الكريم.
أما من حيث إنها كانت من كبار حفاظ السنة من الصحابة، فقد احتلت (رضي الله عنها) المرتبة الخامسة في حفظ الحديث وروايته، حيث إنها أتت بعد أبي هريرة، وابن عمر وأنس بن مالك، وابن عباس (رضي الله عنهم).
ولكنها امتازت عنهم بأن معظم الأحاديث التي روتها قد تلقتها مباشرة من النبي صلى الله عليه و سلم كما أن معظم الأحاديث التي روتها كانت تتضمن على السنن الفعلية.
ذلك أن الحجرة المباركة أصبحت مدرسة الحديث الأول يقصدها أهل العلم لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم وتلقي السنة من السيدة التي كانت أقرب الناس إلى رسول الله، فكانت لا تبخل بعلمها على أحدٍ منهم، ولذلك كان عدد الرواة عنها كبير.
كانت (رضي الله عنها) ترى وجوب المحافظة على ألفاظ الحديث كما هي، وقد لاحظنا ذلك من رواية عروة بن الزبير عندما قالت له: (( يا ابن أختي بلغني أن عبد الله بن عمرو مارٌّ بنا إلى الحج فالقه فسائلْه، فإنه قد حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علماً كثيراً، قال عروة: فلقيته فساءلته عن أشياء يذكرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما ذكر أن النبي قال: إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعاً، ولكن يقبض العلماء فيرفعُ العلم معهم، ويبقى في الناس رؤوساً جهَّالاً يفتونهم بغير العلم، فيَضلّون ويٌضلٌّون.
قال عروة: فلم حدثت عائشة بذلك أعظمت ذلك وأنكرته، قالت: أحدَّثك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال عروة: حتى إذا كان قابلٌ، قالت له: إن ابن عمرو قد قدم فالقه ثم فاتحه حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم، قال: فلقيته فساءلته فذكره لي نحو ما حدثني به في مرَّته الأولى، قال عروة: فلما أخبرتها بذلك قالت: ما أحسبه إلا قد صدق، أراه لم يزد فيه شيئاً ولم ينقص)).
ولذلك كان بعض رواة الحديث يأتون إليها ويسمعونها بعض الأحاديث ليتأكدوا من صحتها، كما إنهم لو اختلفوا في أمر ما رجعوا إليها.
ومن هذا كله يتبين لنا دور السيدة عائشة وفضلها في نقل السنة النبوية ونشرها بين الناس، ولولا أن الله تعالى أهلها لذلك لضاع قسم كبير من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الفعلية في بيته عليه الصلاة والسلام.
السيدة الفقيهة: ========= تعد السيدة عائشة(رضي الله عنها) من أكبر النساء في العالم فقهاً وعلماً، فقد كانت من كبار علماء الصحابة المجتهدين، وكما ذكرنا سابقاً بأن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يستفتونها فتفتيهم، وقد ذكر القاسم بن محمد أن عائشة قد اشتغلت بالفتوى من خلافة أبي بكر إلى أن توفيت.
ولم تكتفِ (رضي الله عنها) بما عرفت من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما اجتهدت في استنباط الأحكام للوقائع التي لم تجد لها حكماً في الكتاب أو السنة، فكانت إذا سئلت عن حكم مسألة ما بحثت في الكتاب والسنة، فإن لم تجد اجتهدت لاستنباط الحكم، حتى قيل إن ربع الأحكام الشرعية منقولة عنها فهاهي (رضي الله عنها) تؤكد على تحريم زواج المتعة مستدلة بقول الله تعالى: ((والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون)).
وقد استقلت السيدة ببعض الآراء الفقهية، التي خالفت بها آراء الصحابة.
ومن هذه الآراء: ========== 1- جواز التنفل بركعتين بعد صلاة العصر، قائلة: ((لم يدع رسول الله صلى الله عليه وسلم الركعتين بعد العصر)).
وعلى الرغم من أنه من المعلوم أن التنفل بعد صلاة العصر مكروه، فقال بعض الفقهاء أن التنفل بعد العصر من خصوصياته.
2- كما أنها كانت ترى أن عدد ركعات قيام رمضان إحدى عشرة ركعة مع الوتر، مستدلة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما سألها أبو سلمة بن عبدالرحمن: ((كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا. فقلت يا رسول الله: أتنام قبل أن توتر؟ فقال: ((يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي)).
فكان الصحابة (رضي الله عنهم) يصلونها عشرين ركعة، لأن فعل النبي صلى الله عليه وسلم لهذا العدد لا يدل على نفي ما عداه.
وهكذا جمعت السيدة عائشة بين علو بيانها ورجاحة عقلها، حتى قال عنها عطاء: ((كانت عائشة أفقه الناس وأحسن الناس رأياً في العامة)).
الخلاصة: ====== توفيت السيدة عائشة (رضي الله عنها) وهي في السادسة والستين من عمرها، بعد أن تركت أعمق الأثر في الحياة الفقهية والاجتماعية والسياسية للمسلمين.
وحفظت لهم بضعة آلاف من صحيح الحديث عن رسول صلى الله عليه وسلم.
لقد عاشت السيدة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتصحيح رأي الناس في المرأة العربية، فقد جمعت (رضي الله عنها) بين جميع جوانب العلوم الإسلامية، فهي السيدة المفسرة العالمة المحدثة الفقيهة.
وكما ذكرنا سابقاً فهي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، فكأنها فضلت على النساء.
كما أن عروة بن الزبير قال فيها: ((ما رأيت أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة))، وأيضا قال فيها أبو عمر بن عبدالبر: ((إن عائشة كانت وحيدة بعصرها في ثلاثة علوم علم الفقه وعلم الطب وعلم الشعر)).
وهكذا فإننا نلمس عظيم الأثر للسيدة التي اعتبرت نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه، للسيدة التي كانت أقرب الناس لمعلم الأمة وأحبهم، والتي أخذت منه الكثير وأفادت به المجتمع الإسلامي، فهي بذلك اعتبرت امتداداً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الخميس 15 أبريل 2021, 10:53 pm عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: زينب بنت خزيمة الحارث رضى الله عنها السبت 11 مارس 2017, 5:39 pm | |
| نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة الحارث رضى الله عنها ======================= أم المساكين رضي الله عنها وأول من دفن من أمهات المؤمنين في المدينة
اسمها ولقبها: ======== هي زينب بنت خزيمة الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، ولم يختلف المؤرخون في نسبها من جهة أبيها كما صرح ابن عبد البر في ترجمتها بالاستيعاب بعد سياق نسبها، وهو ما أجمعت عليه مصادرنا لترجمتها أو نسبها.
وأما من جهة أمها فأغفلته مصادرنا، ونقل ابن عبد البر فيها قول أبى الحسن الجرجاني النسابة، وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة بنت الحارث -أم المؤمنين- لأمها، وكانت تدعى في الجاهلية -أم المساكين- واجتمعت المصادر على وصفها بالطيبة والكرم والعطف على الفقراء والمساكين في الجاهلية والإسلام ، ولا يكاد اسمها يذكر في أي كتاب إلا مقرونا بلقبها الكريم -أم المساكين.
زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم: ======================= زينب بنت خزيمة هي إحدى زوجات النبي {صلى الله عليه وسلم} والتي لم يمض على دخول حفصة البيت المحمدي وقت قصير حين دخلته أرملة شهيد قرشي من المهاجرين الأولين فكانت بذلك رابعة أمهات المؤمنين.
ويبدو أن قِصَر مُقامها ببيت الرسول صلى الله عليه وسلم قد صرف عنها كتاب السيرة ومؤرخي عصر المبعث فلم يصل من أخبارها سوى بضع روايات لا تسلم من تناقض واختلاف، وزينب بنت خزيمة أرملة شهيد قرشي من المهاجرين الأولين هو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، قتل عنها في بدر فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة 3 هجرية، ويقال إنه كان زواجا شكلياً، حيث إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- تزوجها بدافع الشفقة.
واختلف فيمن تولى زواجها من النبي {صلى الله عليه وسلم} ففي الإصابة عن ابن الكلبي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبها إلى نفسها فجعلت أمرها إليه فتزوجها، وقال ابن هشام في السيرة: زوَّجه إياها عمها قبيصة بن عمرو الهلالي، وأصدقها الرسول صلى الله عليه و سلم أربعمائة درهم.
واختلفوا أيضاً في المدة التي أقامتها ببيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي الإصابة رواية تقول: كان دخوله صلى الله عليه وسلم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر، رضي الله عنها، ثم لم تلبث عنده شهرين أو ثلاثة وماتت"، ورواية أخرى عن ابن كلبي تقول: (فتزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث، فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في ربيع الآخر سنة أربع).
وفي شذرات الذهب: (وفيها -يعني السنة الثالثة- دخل بزينب بنت خزيمة العامرية، أم المساكين، وعاشت عنده ثلاثة أشهر ثم توفيت)، وكانت زينب بنت جحش -رضي الله عنها- أجودهن؛ يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأبرهن باليتامى والمساكين، حتى كانت تعرف بأم المساكين).
وفاتها: ==== الراجح أنها ماتت في الثلاثين من عمرها كما ذكر "الواقدي" ونقل "ابن حجر" في الإصابة، ورقدت في سلام كما عاشت في سلام، وصلى عليها النبي عليه الصلاة والسلام، ودفنها بالبقيع في شهر ربيع الآخر سنة أربع، فكانت أول من دفن فيه من أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن.
وقد ماتت بعد زواجها بثمانية أشهر -رضي الله عنها- ولم يمت منهن -أمهات المؤمنين- في حياته إلا غير السيدة خديجة أم المؤمنين الأولى -ومدفنها بالحجون في مكة- والسيدة زينب بنت خزيمة الهلالية، أم المؤمنين وأم المساكين.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الخميس 15 أبريل 2021, 10:55 pm عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: هند أم سلمة رضى الله عنها السبت 11 مارس 2017, 5:43 pm | |
| نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هند أم سلمة رضى الله عنها =============== آخر مَنْ مات من أمهات المؤمنين
نسبها: ==== هي هند بنت سهيل المعروف بأبي أمية بن المغيرة، أم سلمة (ويقال أن اسم جدها المغيرة هو حذيفة، ويُعرف بزاد الركب).
وهي قرشية مخزومية، وكان جدها المغيرة يقال له: زاد الركب، وذلك لجوده، حيث كان لا يدع أحداً يسافر معه حامل زاده، بل كان هو الذي يكفيهم.
وقد تزوجها أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي.
فضلها: ==== تُعدَّ أم سلمة من أكمل النساء عقلاً وخلقاً، فهي وزوجها أبو سلمة من السابقين إلى الإسلام، هاجرت مع أبي سلمة إلى أرض الحبشة، وولدت له ((سلمة)) ورجعا إلى مكة، ثم هاجرا معه إلى المدينة.
فولدت له ابنتين وابناً أيضاً، وكانت أول امرأة مهاجرة تدخل المدينة.
ومات أبو سلمة في المدينة من أثر جرح في غزوة أحد، بعد أن قاتل قتال المخلصين المتعشقين للموت والشهادة.
وكان من دعاء أبي سلمة: (اللهم اخلفني في أهلي بخير)، فأخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على زوجته أم سلمة، فصارت أمًا للمؤمنين، وعلى بنيه: سلمة، وعمر، وزينب، فصاروا ربائب في حجره المبارك صلى الله عليه وسلم، وذلك سنة أربع للهجرة (4هـ).
كما كانت تعد من فقهاء الصحابة ممن كان يفتي، إذ عدها ابن حزم ضمن الدرجة الثانية، أي متوسطي الفتوى بين الصحابة رضوان الله عليهم، حيث قال: (المتوسطون فيما روي عنهم من الفتوى: عثمان، أبوهريرة، عبد الله بن عمرو، أنس، أم سلمة...) إلى أن عدهم ثلاثة عشر، ثم قال: (ويمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم جزء صغير).
زواج أم سلمة من النبي صلى الله عليه وسلم: ========================== عندما انقضت عدتها بعث إليها أبو بكر يخطبها فلم تتزوجه، وخطبها النبي صلى الله عليه وسلم إشفاقا عليها ورحمة بأيتامها أبناء وبنات أخيه من الرضاعة.
فقالت له: مثلي لا يصلح للزواج، فإني تجاوزت السن، فلا يولد لي، وأنا امرأة غيور، وعندي أطفال، فأرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم خطابا يقول فيه: أما السن فأنا أكبر منكِ، وأما الغيرة فيذهبها الله، وأما الأولياء فليس أحد منهم شاهدِ ولا غائب إلا أرضاني.
فأرسلت أم سلمة ابنها عمر بن أبي سلمة ليزوجها بالرسول صلى الله عليه وسلم.
ولما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة حزنت عائشة رضي الله عنها حزناً شديداً لما ذكروا لها من جمال أم سلمة وقالت لما رأتها: والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال.
وكان رسول الله إذا صلى العصر دخل على نسائه فبدأ بأم سلمة وكان يختمها بعائشة رضي الله عنهن.
وسافر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأسفار وأخذ معه صفية بنت حيي وأم سلمة فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هودج صفية، وهو يظن أنه هودج أم سلمة، وكان ذلك اليوم يوم أم سلمة فجعل النبي عليه الصلاة والسلام يتحدث مع صفية.
فغارت أم سلمة وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت له: تتحدث مع ابنة اليهودي في يومي وأنت رسول الله استغفر لي فإنما حملني على هذه الغيرة...
صفاتها وأخلاقها: ========== كان لأم سلمة رأي صائب أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وذلك أن النبي -عليه الصلاة والسلام- لما صالح أهل مكة وكتب كتاب الصلح بينه وبينهم وفرغ من قضية الكتاب قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم حلقوا.
فلم يقم منهم رجل بعد أن قال ذلك ثلاث مرات.
فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس.
فقالت له أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمةً حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك.
فقام -عليه الصلاة والسلام- فخرج فلم يكلم أحداً منهم كلمة فنحر بدنته ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً [كناية عن سرعة المبادرة في الفعل].
وتعد أم سلمة خير مثال يجب على أمهات وزوجات اليوم الاحتذاء به من خلال تربيتها لأولادها التربية الأخلاقية الكريمة.
وكانت خير زوجة وأم صالحة، تملك العقل الراجح، والشخصية القوية، وكانت قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها، وتتسم شخصيتها بحسن الأخلاق والأدب، وهذا ما يندر في كثير من الأمهات والزوجات في وقتنا الحالي.
كالعناية بالزوج، والنظر في أمور الأطفال، ومساعدة الزوج في أصعب الأوقات، وتقدير حال زوجها.
كل هذا نفتقده في أمهات وزوجات اليوم، وذلك لاستهتارهن بأمور تربية الأطفال، وإهمال الزوج وعدم رعايته، ومبالغتهن واهتمامهن بأمور الدنيا والتي غالبا ما تكون زائفة لا معنى لها.
دور أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في رواية الحديث: ================================== مروياتها رضي الله عنها وتلاميذها: ==================== روت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها الكثير الطيب، إذ تعد ثاني راوية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذ لها جملة أحاديث قدرت حسب كتاب بقي بن مخلد ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثًا (378).
اتفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثًا، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر.
ومجموع مروياتها حسب ما ورد في تحفة الأشراف مائة وثمانية وخمسون حديثًا (158).
محتوى مروياتها رضي الله عنها: =================== كان وجود أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما خاصة بين الصحابة، وتأخر وفاتهما بعد النبي صلى الله عليه وسلم من العوامل المهمة التي جعلت الناس يقصدونهما خاصة للسؤال والفُتيا، وبعد وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سنة (58هـ)، تربعت أم سلمة رضي الله عنها على سُدَّةِ الرواية والفُتيا لكونها آخر مَنْ تبقى من أمهات المؤمنين، الأمر الذي جعل مروياتها كثيرة، إذ جمعت بين الأحكام والتفسير والآداب والأدعية، والفتن.... إلخ..
1. إن مرويات أم سلمة معظمها في الأحكام وما اختص بالعبادات أساسًا كالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج، وفي أحكام الجنائز، وفي الأدب، وفي ستر العورة، وفي رفع الرأس إلى السماء عند الخروج من البيت، والمرأة ترخي من إزارها ذراعًا، وروت في الأشربة، والنهي عن عجم النوى طبخًا وخلط النبيذ بالتمر... وفي النكاح، روت زواجها، وفي الإحداد والرضاع...
2. كما روت في المغازي، والمظالم والفتن، في الجيش الذي يخسف به، وفي المهدي، وروت في المناقب في ذكر علي وذكر عمار.
3. وهذا يدل على قوة حافظة أم سلمة واهتمامها بالحديث -رضي الله عنها. (للمزيد انظر آمال قرداش بنت الحسين، دور المرأة في خدمة الحديث في القرون الثلاثة الأولى، كتاب الأمة، عدد (70).
تلاميذها: ===== نقل عنها مروياتها جيل من التلاميذ رجالاً ونساء، من مختلف الأقطار، حيث روى عنها -رضي الله عنها- خلق كثير.
- فمن الصحابة: أم المؤمنين عائشة، وأبو سعيد الخدري، وعمر بن أبي سلمة، وأنس بن مالك، وبريدة بن الحصين الأسلمي، وسليمان بن بريدة، وأبو رافع، وابن عباس -رضي الله عنهم.
- ومن التابعين، أشهرهم: سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وشقيق بن سلمة، وعبد الله بن أبي مليكة، وعامر الشعبي، والأسود بن يزيد، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح، شهر بن حوشب، نافع بن جبير بن مطعم... وآخرون.
- ومن النساء: ابنتها زينب، هند بنت الحارث، وصفية بنت شيبة، وصفية بنت أبي عبيد، وأم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعمرة بنت عبد الرحمن، وحكيمة، رميثة، وأم محمد ابن قيس.
- ومن نساء أهل الكوفة: عمرة بنت أفعى، جسرة بنت دجاجة، أم مساور الحميري، أم موسى (سرية علي)، جدة ابن جدعان، أم مبشر. (انظر آمال قرداش بنت الحسين، دور المرأة في خدمة الحديث في القرون الثلاثة الأولى، كتاب الأمة، عدد (70).
وفاة أم سلمة -رضي الله عنها- ================== "كانت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، آخر من مات من أمهات المؤمنين، عمَّرت حتى بلغها مقتل الحسين، لم تلبث بعده إلا يسيرًا، وانتقلت إلى الله تعالى سنة (62هـ)، وكانت قد عاشت نحوًا من تسعين سنة".
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الخميس 15 أبريل 2021, 10:55 pm عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: زينب بنت جحش رضى الله عنها السبت 11 مارس 2017, 5:47 pm | |
| نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش رضى الله عنها ================== السيدة زينب بنت جحش امرأة من علية نساء قريش، هذب الإسلام نفسها، وأضاء قلبها بنوره وضيائه، واكسبها التقوى والخلق الكريم، فأصبحت درة من الدرر المكنونة نادرة الوجود، وتعتبر سيدة من سيدات نساء الدنيا في الورع والتقوى والجود والتصدق.
وقد غدت أمًّا من أمهات المؤمنين بزواجها من النبي صلى الله عليه وسلم، ومما زادها شرفاً وتقديراً وذكراً عند المؤرخين على طول الدهر ذكر قصة زواجها في القرآن الكريم، وبسببها أنزلت آية الحجاب، فرفعت مكانتها وعلت منزلتها في محارب العبادة.
وكانت أوَّاهةً حليمة ، تصوم النهار وتقوم الليل، وكانت سخية اليد، تجود بكل ما لديها دون أن تبخل أو تتوانى في تقديم العون للفقراء والمحتاجين حتى غدت مثالاً عظيماً في الكرم والجود والخلق الكريم.
وقد لقبت بألقاب عديدة منها: أم المساكين، ومفزع الأيتام، وملجأ الأرامل، فهي امرأة سبَّاقة إلى فعل الخيرات، ولها سيرة ندية عطرة في تاريخنا الإسلامي، وبهذا تعتبر السيدة زينب -رضي الله عنها- قدوة عظيمة لكل مسلمة تحتذي بأخلاقها وخصالها النبيلة، وتقتفى أثرها، ويهتدي بهديها؛ ليكون ذلك سببا لها في الفوز برضا الله تعالى ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم.
اسمها ونسبها: ========= زينب بنت جحش بن رياب بن يعمر بن مرة بن كثير بن غنم بن دوران بن أسد بن خزيمة"، وتكنى بأم الحكم.
من أخوالها حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- الملقب بأسد الله وسيد الشهداء في غزوة أحد، والعباس بن عبد المطلب الذي اشتهر ببذل المال وإعطائه في النوائب، وخالتها صفية بنت عبد المطلب الهاشمية، أم حواري النبي صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام الأسدي.
ولها أخوان هما عبد الله بن جحش الأسدي صاحب أول راية عُقدت في الإسلام وأحد الشهداء، والآخر أبو أحمد واسمه عبد بن جحش الأعمى، وهو أحد السابقين الأولين ومن المهاجرين إلى المدينة، ولها أختان إحداهما أميمة بنت عبد المطلب عمَّة الرسول صلى الله عليه وسلم، والأخرى هي حمنة بنت جحش من السابقات إلى الإسلام.
"ولدت السيدة زينب -رضي الله عنها- في مكة المكرمة قبل الهجرة بأكثر من ثلاثين سنة"، وقيل أنها "ولدت قبل الهجرة بسبع عشرة سنة".
وقد نشأت السيدة زينب بنت جحش في بيت شرف ونسب وحسب، وهي متمسكة بنسبها، ومعتزة بشرف أسرتها، وكثيراً ما كانت تفتخر بأصلها، وقد قالت مرة: "أنا سيدة أبناء عبد شمس".
إسلامها: ===== كانت زينب بنت جحش من اللواتي أسرعن في الدخول في الإسلام، وقد كانت تحمل قلباً نقياً مخلصاً لله ورسوله، فأخلصت في إسلامها، وقد تحمَّلت أذى قريش وعذابها، إلى أن هاجرت إلى المدينة المنورة مع إخوانها المهاجرين، وقد أكرمهم الأنصار وقاسموهم منازلهم وناصفوهم أموالهم وديارهم.
أخلاق السيدة الفاضلة وأعمالها الصالحة: ======================= تميزت أم المؤمنين زينب بمكانة عالية وعظيمة، وخاصة بعد أن غدت زوجةً للرسول {صلى الله عليه وسلم} وأمًّا للمؤمنين.
كانت سيدةً صالحةً صوامةً قوامةً، تتصدق بكل ما تجود بها يدها على الفقراء والمحتاجين والمساكين، وكانت تصنع وتدبغ وتخرز وتبيع ما تصنعه وتتصدق به، وهي امرأة مؤمنة تقية أمينة تصل الرحم.
كرم السيدة زينب بنت جحش وعظيم إنفاقها: ========================= وهنالك العديد من المواقف التي تشهد على عطاء أم المؤمنين زينب بنت حجش الكبير، وتؤكد على جودها وكرمها، والذي تغدقه على المحتاجين بلا حدود."
أخرج الشيخان -واللفظ لمسلم- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله: "أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً" قالت: فكن (أمهات المؤمنين) يتطاولن أيتهن أطول يداً، قالت: وكانت أطولنا يداً زينب؛ لأنها تعمل بيدها وتتصدق.
وفي طريق آخر: قالت عائشة: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، وكانت امرأة قصيرة ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد طول اليد بالصدقة.
وكانت زينب امرأة صناع اليدين، فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل الله.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كانت زينب تغزل الغزل وتعطيه سرايا النبي -صلى الله عليه وسلم- يخيطون به ويستعينون به في مغازيهم".
وموقف آخر على بذلها المال وتصدقها به: "ما حدَّثت به برزة بنت رافع فقالت: لمَّا خرج العطاء، أرسل عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها، فلما أدخل إليها قالت: غفر الله لعمر بن الخطاب، غيري من أخواتي كانت أقوى على قسم هذا مني، قالوا: هذا كله لك، قالت: سبحان الله واستترت منه بثوب ثم قالت: صبوه واطرحوا عليه ثوباً، ثم قالت لي: ادخلي يديك واقبضي منه قبضة فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان من ذوي رحمها وأيتام لها، فقسمته حتى بقيت منه بقية تحت الثوب فقالت برزة لها: غفر الله لك يا أم المؤمنين والله لقد كان لنا في هذا المال حق، قالت زينب: فلكم ما تحت الثوب فوجدنا تحته خمسمائة وثمانين درهما، ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت: اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا".
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما رأيت امرأة خيراً في الدين من زينب، أتقى لله، وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم صدقةً -رضي الله عنها".
"عن عبدالله بن شداد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر: "إن زينب بنت جحش أوَّاهة" قيل: يا رسول الله، ما الأوَّاهة؟ قال: "الخاشعة المتضرعة" و"إن ابراهيم لحليم أواه منيب".
وقالت عائشة فيها: "لقد ذهبت حميدة، متعبّدة، مفزع اليتامى والأرامل."
قال ابن سعد -رحمه الله-: "ما تركت زينب بنت جحش -رضي الله عنها- درهماً ولا ديناراً، وكانت تتصدَّق بكل ما قدرت عليه، وكانت مأوى المساكين."
رواية زينب للحديث الشريف: ================ كانت السيدة زينب -رضي الله عنها- من النساء اللواتي حفظن أحاديث الرسول {صلى الله عليه وسلم}، ورويت عنها، وقد روت -رضي الله عنها أحد عشر حديثا، واتفق الإمامان البخاري ومسلم لها على حديثين منها.
لقد روى عنها العديد من الصحابة؛ منهم: ابن أخيها محمد بن عبدالله بن جحش، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ومذكور مولاها.
وروى عنها أيضا الكثير من الصحابيات منهن: "زينب بنت أبي سلمة وأمها أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان المعروفة بأم حبيبة -رضي الله عنها-، وأيضا كلثوم بنت المصطلق.
ومن الأحاديث الشريفة التي رويت عنها -رضي الله عنها-: "عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أبي سلمة، أنها أخبرتها: دخلت على زينب بنت جحش حين توفي أخوها، فدعت بطيب فمسَّت منه، ثم قالت: والله ما لي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يقول على المنبر: "لا يحلُّ لامرأةٍ تؤمنُ باللهِ واليوم تحدُّ على الميّت فوق ثلاث ليال، إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً".
ومما أخرجه البخاري: "عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن زينب بنت جحش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوماً فزعاً يقول: "لا إله إلا الله، ويل للعرب، من شر قد اقترب، فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه -وحلّق بإصبعيه الإبهام والتي تليها -قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله أفنهلك وفينا الصَّالحون؟ قال: "نعم إذا كَثُرَ الخَبَثْ".
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الخميس 15 أبريل 2021, 10:56 pm عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: صفية بنت حيي رضى الله عنها السبت 11 مارس 2017, 9:18 pm | |
| نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي رضى الله عنها نسبها: ==== هي صفية بنت حيي بن أخطب، يتصل نسبها بهارون النبي عليه السلام، تقول: "كنت أحب ولد أبي إليه، وإلى عمي أبي ياسر لم ألقهما قط مع ولدهما إلا أخذاني دونه.
فلما قدم رسول الله المدينة، غدا عليه أبي وعمي مغسلين، فلم يرجعا حتى كان مع غروب الشمس، فأتيا كالّين ساقطين يمشيان الهوينا فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما التفت إليَّ أحدٌ منهما مع ما بهما من الغم.
وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي: أهو هو؟ قال نعم والله، قال عمي: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم، قال: فما في نفسك منه؟ أجاب: عداوته والله ما بقيت".
مولدها ومكان نشأتها: ============= لا يُعرف بالضبط تاريخ ولادة صفية، ولكنها نشأت في الخزرج، كانت في الجاهلية من ذوات الشرف، ودانت باليهودية وكانت من أهل المدينة، وأمُّها تُدعى برة بنت سموال.
صفاتها: ===== عُرف عن صفية أنها ذات شخصية فاضلة، جميلة حليمة، ذات شرف رفيع،
حياتها قبل الإسلام: =========== كانت لها مكانة عزيزة عند أهلها، ذُكر بأنها تزوَّجت مرتين قبل اعتناقها الإسلام، وكان أول أزواجها يُدعى سلام ابن مشكم، كان فارس القوم وشاعرهم.
ثم فارقته وتزوَّجت من كنانة ابن الربيع ابن أبي الحقيق النصري صاحب حصن القموص، أعز حصن عند اليهود، قُتل عنها يوم خيبر.
كيف تعرَّفت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: ============================ في السنة السابعة من شهر محرم، استعد رسول الله عليه الصلاة والسلام لمُحاربة اليهود.
فعندما أشرف عليها قال: "الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المُنذَرين".
واندلع القتال بين المسلمين واليهود، فقُتل رجالُ خيبر، وسُبيَت نساؤها ومن بينهم صفية، وفتحت حصونها، ومن هذه الحصون كان حصن ابن أبي الحقيق.
عندما عاد بلال بالأسرى مر بهم ببعض من قتلاهم، فصرخت ابنة عم صفية، وحثت بالتراب على وجهها، فتضايق رسول الله من فعلتها وأمر بإبعادها عنه.
وقال لصفية بأن تقف خلفه، وغطَّى عليها بثوبه حتى لا ترى القتلى، فقيل أن الرسول اصطفاها لنفسه.
وذُكر أن دحية بن خليفة، جاء رسولَ الله يطلب جاريةً من سبي خيبر، فاختار صفية، فقيل لرسول الله عليه الصلاة والسلام إنها سيدة قريظ وما تصلح إلا لك، فقال له النبي خذ جارية غيرها.
إسلامها: ===== كعادة رسول الله لا يجبر أحداً على اعتناق الإسلام إلا أن يكون مقتنعاً بما أنزل الله من كتاب وسنة، فسألها الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وخيَّرها بين البقاء على دين اليهودية أو اعتناق الإسلام، فإن اختارت اليهودية اعتقها، وإن أسلمت سيُمسكها لنفسه.
وكان اختيارها الإسلام الذي جاء عن رغبةٍ صادقةٍ في التَّوبة وحُباً لهدي محمد صلى الله عليه وسلم.
وعند قدومها من خيبر أقامت في منزل لحارثة بن النعمان، وقدمت النساء لرؤيتها لَمَّا سمعوا عن جمالها، وكانت من بين النساء عائشة -رضي الله عنها- ذُكِرَ بأنها كانت منقَّبة.
وبعد خروجها سألها رسول الله عن صفية، فردَّت عائشة: رأيت يهودية، قال رسول الله: "لقد أسلمت وحَسُنَ إسلامُها".
يوم زفافها لمحمد عليه الصلاة السلام: ====================== أخذها رسول الله إلى منزل في خيبر، ليتزوجا ولكنها رفضت، فأثَّر ذلك على نفسية رسولنا الكريم، فأكملوا مسيرهم إلى الصهباء.
وهناك قامت أم سُلَيم بنت ملحان بتمشيط صفية وتزينها وتعطيرها، حتى ظهرت عروساً تلفت الأنظار، كانت تغمُرها الفرحة، حتى أنها نسيت ما ألم بأهلها، وأقيمت لها وليمة العرس، أما مهرها فكان خادمةً تُدعى رزينة.
وعندما دخل الرسول عليه الصلاة والسلام على صفية، أخبرته بأنها في ليلة زفافها بكِنَانَة، رأت في منامها قمراً يقع في حجرها، فأخبرت زوجها بذلك، فقال غاضباً: لكأنك تمنّين ملك الحجاز محمداً ولطمها على وجهها.
ثم سألها الرسول عليه الصلاة والسلام عن سبب رفضها للعُرس عندما كانا في خيبر، فأخبرته أنها خافت عليه قرب اليهود.
قالت أمية بنت أبي قيس سمعت أنها لم تبلغ سبع عشرة سنة يوم زُفَّت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مواقفها مع زوجات النبي: =============== بلغ صفية أن حفصة وعائشة قالا بأنها بنت يهودي، فتضايقت من قولهن وأخبرت رسول الله فقال لها: قولي لهما: "إنك لابنة نبي وعمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيم تفخر عليك".
حَجَّ النبيُ بنسائه، وفي الطريق برك جملها فبكت، فمسح الرسول عليه الصلاة والسلام دموعها وهي تزداد دموعاً وينهاها فلما جاء وقت الرَّواح، قال رسول الله لزينب بنت جحش: يا زينب اقفزي أختكِ جملاً.
وكانت من أكثرهن ظهراُ قالت: أنا أقفز يهوديتك؟! فغضب النبي ولم يكلّمها حتى رجع المدينة وفي شهر ربيع الأول دخل عليها، فقالت: هذا ظل رجل وما يدخل علي رسول الله!
فدخل النبي فلما رأته قالت: يا رسول، ما أصنع؟ قالت: وكانت لها جارية تخبؤها من النبي فقالت فلانة لك، قال: فمشى النبي إلى سرير صفية ورضي عن أهله.
وفاة النبي عليه الصلاة والسلام: ================== اجتمعت زوجات النبي عنده وقت مرضه الذي توفي به، فقالت صفية أتمنَّى أن يحل بي ما ألَمَّ بك.
فغمزتها زوجات النبي، فرد عليهن: "والله إنها لصادقة".
وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم افتقدت الحماية والأمن، فظل الناس يعيرونها بأصلها.
مواقف أخرى لصفية: ============ وفي أحد الأيام ذهبت صفية إلى رسول الله تتحدث معه، وكان مُعتكفاً في مسجده، فخرج ليُوصلها إلى بيتها، فلقيا رجلين من الأنصار، فعندما رأيا رسول الله رجعا فقال: "تعاليا فإنها صفية" فقالا نعوذ بالله، سبحان الله يا رسول الله، فقال: "إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم".
وفي عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، جاءته جارية لصفية تخبره بأن صفية تحب السَّبت وتصل اليهود، فلما استخبر صفية عن ذلك، فأجابت قائلة: "فأما السَّبت لم أحبه بعد أن أبدلني الله به بيوم الجمعة، وأما اليهود فإني أصل رحمي"، وسألت الجارية عن سبب فعلتها فقالت: الشيطان، فأعتقتها صفية.
وفي عهد عثمان -رضي الله عنه- لم تأل جهداً في ولائها له، الذي ما فتئت عائشة تحرّض عليه حتى بلغ بها الأمر أن دلّت قميص رسول الله من بيتها وصاحت في المسلمين: "أيها الناس، هذا قميص رسول الله لم يبل وقد أبلى عثمان سنته" أي أن آثار الرسول ما زالت باقية، وإن سنته قد انتهكت وبليت بسبب عثمان.
روايتها للحديث: ========= لها في كتب الحديث عشرة أحاديث، أخرج منها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه، روى عنها ابن أخيها ومولاها كنانة ويزيد بن معتب، وزين العابدين بن علي بن الحسين، واسحاق بن عبدالله بن الحارث، ومسلم بن صفوان.
وفاتها: ==== توفيّت في المدينة، في عهد الخلفية معاوية، سنة 50 هجرياً، ودفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين، رضي الله عنهن جمعياً.
الخاتمة: ===== من خلال ما قرأت عن حياة صفية بنت حيي -رضي الله عنها- أعجبني موقفها مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما سألها عن يوم السبت وزيارتها لليهود.
فرغم أنها أسلمت لم تنس أهلها، وهذا الشيء حَثَّ عليه ديننا الحنيف.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الخميس 15 أبريل 2021, 10:57 pm عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رملة أم حبيبة رضى الله عنها السبت 11 مارس 2017, 9:21 pm | |
| نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم رملة أم حبيبة رضى الله عنها نسبها ونشأتها: ========= أم المؤمنين، السيدة المُحَجَّبَة، من بنات عم الرسول- صلى الله عليه وسلم-، رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
صحابية جليلة، ابنة زعيم، وأخت خليفة، وزوجة خاتم النبيين محمد -عليه الصلاة والسلام-.
فأبوها أبو سفيان، زعيم ورئيس قريش، والذي كان في بداية الدعوة العدو اللدود للرسول -عليه الصلاة والسلام- وأخوها معاوية بن أبي سفيان، أحد الخلفاء الأمويين، ولمكانة وجلالة منزلة أم حبيبة في دولة أخيها (في الشام)، قيل لمعاوية: "خال المؤمنين"، وأخيراً، فهي من زوجات الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فليس هناك مَنْ هي أكثر كرماً وصداقاً منها، ولا في نسائه مَنْ هي نائية الدار أبعد منها، وهذا دليل على زهدها وتفضيلها لنعيم الآخرة على نعيم الدنيا الزائل.
كانت أم حبيبة من ذوات رأي وفصاحة، تزوَّجها أولاً عبيد الله بن جحش، وعندما دعا الرسول -عليه الصلاة والسلام- الناس في مكة إلى الإسلام، أسلمت رملة مع زوجها في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وحينما اشتد الأذى بالمسلمين في مكة؛ هاجرت رملة بصحبة زوجها فَارَّةً بدينها متمسّكة بعقيدتها، متحمّلة الغربة والوحشة، تاركة الترف والنعيم التي كانت فيها، بعيدة عن مركز الدعوة والنبوة، متحمّلة مشاق السَّفر والهجرة.
فأرض الحبشة بعيدة عن مكة، والطريق تتخلله العديد من الطرق الوعرة، والحرارة المرتفعة، وقلة المؤونة، كما أن رملة في ذلك الوقت كانت في شهور حملها الأولى، في حين نرى بأن سفر هذه الأيام سفر راحة ورفاهية، ووسائل النقل المتطورة ساعدت على قصر المسافة بين الدول.
وبعد أشهر من بقاء رملة في الحبشة، أنجبت مولودتها "حبيبة"، فكنيت "بأم حبيبة".
رؤيا أم حبيـبة: ========= في إحدى الليالي، رأت أم حبيبة في النوم أن زوجها عبيد الله في صورة سيئة، ففزعت من ذلك، وحينما أصبحت، أخبرها زوجها بأنه وجد في دين النصرانية ما هو أفضل من الإسلام، فحاولت رملة أن تَرُدَّهُ إلى الإسلام ولكنها وجدته قد رجع إلى شرب الخمر من جديد.
وفي الليلة التالية، رأت في منامها أن هناك منادياً يناديها بأم المؤمنين، فأوَّلت أم حبيبة بأن الرسول سوف يتزوجها، وبالفعل؛ مع مرور الأيام، توفي زوجها على دين النصرانية، فوجدت أم حبيبة نفسها غريبة في غير بلدها، وحيدة بلا زوج يحميها، أمًّا لطفلة يتيمة في سن الرضاع، وابنة لأبٍ مشركٍ تخاف من بطشه ولا تستطيع الالتحاق به في مكة، فلم تجد هذه المرأة المؤمنة غير الصبر والاحتساب، فواجهت المحنة بإيمان وتوكلت على الله- سبحانه وتعالى.
زواج أم حبيبة: ========= عَلِمَ الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- بما جرى لأم حبيبة، فأرسل إلى النجاشي طالباً الزواج منها، ففرحت أم حبيبة، وصَدَقَتْ رؤياها، فعهدها وأصدقها النجاشي أربعمائة دينار، ووكَّلت ابن عمها خالد بن سعيد ابن العاص، وفي هذا دلالة على أنه يجوز عقد الزواج بالوكالة في الإسلام.
وبهذا الزواج خفَّف الرسول من عداوته لبني أميَّة، فعندما علم أبو سفيان زواج الرسول من ابنته رملة، قال: ذاك الفحل، لا يقرع أنفه!
ويقصد أن الرسول رجل كريم، وبهذه الطريقة خفَّت البغضاء التي كانت في نفس أبي سفيان على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كما أن في هذا الموقف دعوة إلى مقابلة السيئة بالحسنة، لأنها تؤدي إلى دفع وزوال الحقد والضغينة وصفاء النفوس بين المتخاصمين.
أبو سفيان في بيت أم حبيـبة: ================= حينما نقض المشركون في مكة صلح الحُديبية، خافوا من انتقام الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فأرسلوا أبا سفيان إلى المدينة لعله ينجح في إقناع الرسول بتجديد الصلح، وفي طريقه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، مَرَّ أبو سفيان على ابنته أم حبيبة في بيتها، وعندما هَمَّ بالجُلوس على فراش الرسول -صلى الله عليه وسلم- سحبته أم حبيبة من تحته وطوته بعيداً عنه.
فقال أبو سفيان: "أراغبة بهذا الفراش يا بنية عنّي؟ أم بي عنه؟"، فأجابته: "بل به عنك، لأنه فراش الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأنت رجل نجس غير مؤمن"، فغضب منها، وقال: "أصابك بعدي شر"، فقالت: "لا والله بل خير".
وهنا نجد بأن هذه المرأة المؤمنة أعطت أباها المُشرك درساً في الإيمان، ألا وهو أن رابطة العقيدة أقوى من رابطة الدَّم والنَّسب، وأنه يجب علينا عدم مناصرة وموالاة الكفار مهما كانت صلة المسلم بهم، بل يجب علينا محاربتهم ومقاتلتهم من أجل نصرة الإسلام.
لذلك، جهَّز الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلمين لفتح مكة، وبالرغم من معرفة أم حبيبة لهذا السر، إلا أنها لم تخبر أباها، وحافظت على سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسر المسلمين.
ففتح المسلمون مكة، ودخل العديد من المشركين في دين الله، وأسلم أبو سفيان، فتكاملت أفراح أم حبيبة وشكرت الله على هذا الفضل العظيم، وفي هذا الموقف إشارة إلى أنه يجب على المرأة المسلمة حفظ سر زوجها، وعدم البَوح به حتى لأقرب الناس إليها.
فهناك العديد من النساء اللاتي يُشركن الأهل في حل المشاكل الزوجية، والكثير من هؤلاء النسوة يُطلقن بسبب إفشائهن للسّر وتدخل الأهل، لذلك يجب على الزوجة الصالحة المحافظة على بيت الزوجية وعدم البوح بالأسرار.
دورها في رواية الحديث الشريف: =================== روت أم حبيبة -رضي الله عنها- عدة أحاديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بلغ مجموعها خمسةً وستين حديثاً، وقد اتفق لها البخاري ومسلم على حديثين.
فلأم حبيبة -رضي الله عنها- حديث مشهور في تحريم الربيبة وأخت المرأة، "فعن زينب بنت أم سلمة عن أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت: دخل عليَّ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ فقلت له: هل لك في أختي بنت أبي سفيان؟ فقال: "أفعل ماذا؟" قلت: تنكحها، قال: "أو تحبين ذلك؟" قلت: لست لك بمخلية وأحب من شركني في الخير أختي، قال: "فإنها لا تحلُّ لي" قلت: فإني أخبرت أنك تخطب دُرَّة بنت أبي سلمة، قال: "بنت أم سلمة؟" قلت: نعم، قال: "لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلَّت لي، إنها ابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأباها ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن".
كذلك حديثها في فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن، كما أنها ذكرت أحاديث في الحج، كاستحباب دفع الضَعَفَةِ من النساء وغيرهن من المزدلفة إلى منى في أواخر الليل قبل زحمة الناس، كما أنها روت في وجوب الإحداد للمرأة المُتوَفى عنها زوجها، وفي أبواب الصوم: روت في الدعاء بعد الأذان، وفي العير التي فيها الجرس لا تصحبها الملائكة، وغيرها من الأحاديث التي كانت تصف أفعال الرسول -عليه الصلاة والسلام- وأقواله.
وفاتها: ==== توفيت -رضي الله عنها- سنة 44 بعد الهجرة، ودُفنت في البقيع، وكانت قد دعت عائشة -أم المؤمنين- قبل وفاتها، فقالت: قد يكون بيننا وبين الضَّرائر فاغفري لي ولكِ ما كان من ذلك.. فقالت عائشة: غفر اللهُ لكِ ذلك كله وتجاوز وحلَّكِ من ذلك، فقالت أم حبيبة: سررتني سرَّكِ الله.
وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك، وفي هذا إشارة إلى ما يجب على المسلمين أن يفعلوه قبل ساعة الموت، ألا وهو التسامح والمغفرة، كما فعلت أم حبيبة مع أمهات المؤمنين -رضوان الله عليهن أجمعين.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الخميس 15 أبريل 2021, 10:57 pm عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: مارية القبطية رضي الله عنها السبت 11 مارس 2017, 9:34 pm | |
| نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم مارية القبطية رضي الله عنها مارية القبطية (هدية المقوقس) ================== قدمت مارية إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية في سنة سبع من الهجرة، وذكر المفسرون أن اسمها مارية بنت شمعون القبطية، بعد أن تم صلح الحديبية بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين في مكة، بدأ الرسول في الدعوة إلى الإسلام، وكتب الرسول -صلى الله عليه وسلم- كتباً إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الإسلام، واهتم بذلك اهتماماً كبيراً.
فاختار من أصحابه مَنْ لهم معرفة وخبرة، وأرسلهم إلى الملوك، ومن بين هؤلاء الملوك هرقل ملك الروم، كسرى أبرويز ملك فارس، المقوقس ملك مصر والنجاشي ملك الحبشة.
تلقى هؤلاء الملوك الرسائل وردُّوا رداً جميلاً، ما عدا كسرى ملك فارس، الذي مزق الكتاب.
لَمَّا أرسل الرسولُ كتاباً إلى المقوقس حاكم الإسكندرية والنائب العام للدولة البيزنطية في مصر، أرسله مع حاطب بن أبي بلتعة، وكان معروفاً بحكمته وبلاغته وفصاحته.
فأخذ حاطب كتاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى مصر وبعد ان دخل على المقوقس الذي رَحَّبَ به، واخذ يستمع إلى كلمات حاطب، فقال له: "يا هذا، إن لنا ديناً لن ندعه إلا لما هو خير منه".
واُعجب المقوقس بمقالة حاطب، فقال لحاطب: "إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بزهودٍ فيه، ولا ينهي عن مرغوب فيه، ولم أجدهُ بالسَّاحر الضَّال، ولا الكاهن الكاذب، ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء والأخبار بالنجوى وسأنظر".
أخذ المقوقس كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وختم عليه، وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "بسم الله الرحمن الرحيم، لمحمد بن عبدالله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد.. فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبياً بقي، وكنت أظنُّ أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك".
وكانت الهدية جاريتين هما: ================ مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين، وفي طريق عودة حاطب إلى المدينة، عرض على مارية وأختها الإسلام ورَغَّبَهُمَا فيه، فأكرمهما الله بالإسلام.
وفي المدينة، أختار الرسول -صلى الله عليه وسلم- مارية لنفسه، ووهب أختها سيرين لشاعره الكبير حسَّان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه.
كانت مارية رضي الله عنها بيضاء جميلة الطلعة، وقد أثار قُدُومُها الغيرة في نفس عائشة رضي الله عنها، فكانت تراقب مظاهر اهتمام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بها.
وقالت عائشة رضي الله عنها: "ما غرت على امرأةٍ إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة -أو دعجة- فأعجب بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان، فكانت جارتنا، فكان عامَّة الليل والنهار عندها، حتى فرغنا لها، فجزعت فحوَّلها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا".
ولادة مارية لإبراهيـم: ============= وبعد مرور عام على قدوم مارية إلى المدينة، حملت مارية، وفرح النبي لسماع هذا الخبر فقد كان قد قارب الستين من عمره وفقد أولاده ما عدا فاطمة الزهراء رضوان الله عليها.
ولدت مارية في "شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة النبوية الشريفة"، طفلاً جميلاً يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد سمّاه إبراهيم، "تيمناً بأبيه إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام" وبهذه الولادة أصبحت مارية حرة.
وعاش إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه وسلم سنة وبضع شهور يحظى برعاية رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتد مرضه، ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهراً،" وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة"، وحزنت مارية حزناً شديداً على موت إبراهيم.
مكانة مارية في القرآن الكريم: ================= لمارية رضي الله عنها شأن كبير في الآيات المباركة وفي أحداث السيرة النبوية، "أنزل الله عز وجل صدر سورة التحريم بسبب مارية القبطية، وقد أوردها العلماء والفقهاء والمحدثون والمفسرون في أحاديثهم وتصانيفهم".
وقد توفي الرسول عنها -صلى الله عليه وسلم- وهو راض عن مارية، التي تشرَّفت بالبيت النبوي الطاهر، وعُدَّتْ من أهله، وكانت مارية شديدة الحرص على اكتساب مرضاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كما عُرفت بدينها وورعها وعبادتها.
وفاة مارية ====== عاشت مارية ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة الراشدة، وتوفيت في السنة السادسة عشر من محرم، ودعا عمرُ الناس وجمعهم للصلاة عليها.
فاجتمع عدد كبير من الصحابة من المهاجرين والأنصار ليشهدوا جنازة مارية القبطية، وصلّى عليها سيدنا عمر رضي الله عنه في البقيع، ودُفنت إلى جانب نساء أهل البيت النبوي، وإلى جانب ابنها إبراهيم.
الخاتمة: ===== في نهاية المطاف أتمنَّى من المولى عَزَّ وَجَلَّ أن أكون قد وفقت في كتابة هذا الموضوع، حيث إني دوَّنت فيه عن الهدية الرائعة التي وهبها المقوقس إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ومكانة هذه السيدة العظيمة في القرآن الكريم ولحظة ولادتها لإبراهيم الذي كان مثار محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكُلّي أمل في أن يُحقق عرض هذا الموضوع الفائدة المرجوة منه.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الخميس 15 أبريل 2021, 10:58 pm عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: ميمونة بنت الحارث رضى الله عنها السبت 11 مارس 2017, 9:44 pm | |
| نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث رضى الله عنها ==================== آخر أمهات المؤمنين - رضي الله عنها ===================== اسمها ونسبها: ========= هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن جبير بن الهزم بن روبية بن عبدالله بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، فأمَّا أمُّها كانت تدعى هند بنت عوف بن زهير بن الحرث، وأخواتها: أم الفضل (لبابة الكبرى) زوج العباس رضي الله عنهما، ولبابة الصغرى زوج الوليد بن المغيرة المخزومي وأم خالد بن الوليد، وعصماء بني الحارث زوج أُبي بن الخلف، وغرة بنت الحرث زوج زياد بن عبدالله بن مالك الهلالي ..
وهؤلاء هن أخواتها من أمها وأبيها، أما أخواتها لأمها فهن: أسماء بنت عميس زوج جعفر رضي الله عنه، ثم مات فخلف عليها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثم مات فخلف عليها علي كرم الله وجه.
وسلمى بنت عميس زوج حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، ثم مات فخلف عليها شداد بن أسامة بن الهاد.
وسلَّامة بنت عميس زوج عبدالله بن كعب بن عنبة الخثعمي.
ولهذا عُرفت أمها هند بنت عوف بأكرم عجوز في الأرض أصهاراً، فأصهارها: أشرف الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحبه الصديق، وعمَّيه حمزة والعباس ابنا عبدالمطلب، وجعفر وعلي أبناء عمه أبي طالب، وشداد بن الهاد رضي الله عنهم أجمعين.
وتلك فضائلٌ حِسَانٌ، فهل فوق ذلك من أسمى وأفخر من هذا النسب الأصيل والمقام الرفيع...؟!!
أزواجها قبل الرسول صلى الله عليه وسلم: ======================== كان زواجها رضي الله عنها أولاً بمسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام، ففارقها وتزوجها أبو رهم بن عبدالعزى، فتوفي عنها وهي في ريعان الشباب.
ثم ملأ نور الإيمان قلبها، وأضاء جوانب نفسها حتى شهد الله تعالى لها بالإيمان، وكيف لا وهي كانت من السابقين في سجل الإيمان.
فحظيت بشرف الزواج من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وقت فراغه من عُمرة القضاء سنة 7 للهجرة.
همس القلوب وحديث النفس: ================ وفي السنة السابعة للهجرة النبوية، دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه مكة معتمرين، وطاف الحبيب المصطفى بالبيت العتيق بيت الله الحرام.
وكانت ميمونة بمكة أيضاً ورأت رسول الله وهو يعتمر فملأت ناظريها به حتى استحوذت عليها فكرة أن تنال شرف الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تصبح أماً للمؤمنين.
وما الذي يمنعها من تحقيق حلم لطالما راودتها في اليقظة والمنام وهي التي كانت من السابقين في سجل الإيمان وقائمة المؤمنين؟
وفي تلك اللحظات التي خالجت نفسها همسات قلبها المفعم بالإيمان، أفضت ميمونة بأمنيتها إلى أختها أم الفضل، وحدَّثتها عن حبها وأمنيتها في أن تكون زوجاً للرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمَّاً للمؤمنين.
وأمَّا أم الفضل فلم تكتم الأمر عن زوجها العباس فأفضت إليه بأمنية أختها ميمونة، ويبدو أن العباس أيضاً لم يكتم الأمر عن ابن أخيه فأفضى إليه بأمنية ميمونة بنت الحارث.
فبعث رسول الله ابن عمه جعفر بن أبي طالب ليخطبها له، وما أن خرج جعفر رضي الله عنه من عندها، حتى ركبت بعيرها وانطلقت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما أن وقعت عيناها عليه -صلى الله عليه وسلم- حتى قالت: "البعير وما عليه لله ورسوله".
ميمونة في القرآن الكريم: =============== وهكذا وهبت ميمونة نفسها للنبي -صلى الله عليه وسلم- وفيها نزل قوله تعالى: ((وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين)).
لقد جعلت ميمونة أمرها إلى العباس بن عبد المطلب فزوَّجها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل أيضاً أن العباس قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ميمونة بنت الحارث قد تأيمت من أبي رهم بن عبدالعزى، هل لك أن تتزوجها؟"، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ميمونة والزواج الميمون: =============== أقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه بمكة ثلاثة أيام، فلما أصبح اليوم الرابع، أتى إليه -صلى الله عليه وسلم- نفر من كفار قريش ومعهم حويطب بن عبدالعزى -الذي أسلم فيما بعد- فأمروا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخرج بعد أن انقضى الأجل وأتم عمرة القضاء والتي كانت عن عمرة الحديبية.
فقال صلى الله عليه وسلم: "وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم، فصنعت لكم طعاماً فحضرتموه"، فقالوا: "لا حاجة لنا بطعامك، فأخرج عنا"، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلَّف مولاه أن يحمل ميمونة إليه حين يُمسي.
فلحقت به ميمونة إلى سَرِف، وفي ذلك الموضع بنى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذه البقعة المباركة، ويومئذ سمَّاها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ميمونة بعد أن كان اسمها برة.
فعقد عليها بسرف بعد تحلله من عمرته لما روي عنها: "تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن حلالان بسرف".
ميمونة والرحلة المباركة إلى المدينة المنورة: ========================== ودخلت ميمونة رضي الله عنها البيت النبوي وهي لم تتجاوز بعد السادسة والعشرين.
وإنه لشرف لا يضاهيه شرف لميمونة، فقد أحسَّت بالغبطة تغمرها والفرحة تعمُّها، عندما أضحت في عداد أمهات المؤمنين الطاهرات رضي الله عنهن جميعاً.
وعند وصولها إلى المدينة استقبلتها نسوة دار الهجرة بالترحيب والتهاني والتبريكات، وأكرمنها خير إكرام، إكراماً للرسول -صلى الله عليه وسلم- وطلباً لمرضاة الله عز وجل.
ودخلت أم المؤمنين الحجرة التي أعدها لها الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- لتكوّن بيتاً لها أسوة بباقي أمها المؤمنين ونساء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وهكذا بقيت ميمونة تحظى بالقُرب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتتفقه بكتاب الله وتستمع الأحاديث النبوية من الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وتهتدي بما يقوله، فكانت تكثر من الصلاة في المسجد النبوي لأنها سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام".
وظلت ميمونة في البيت النبوي وظلت مكانتها رفيعة عند رسول الله حتى إذا اشتد به المرض -عليه الصلاة والسلام- نزل في بيتها.. ثم استأذنتها عائشة بإذن النبي صلى الله عليه وسلم لينتقل إلى بيتها ليُمَرَّضَ حيث أحَبَّ في بيت عائشة.
حفظها للأحاديث النبوية: ============== وبعد انتقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى، عاشت ميمونة رضي الله عنها حياتها بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- في نشر سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الصحابة والتابعين؛ لأنها كانت مِمَّنْ وعَيْنَ الحديث الشريف وتلقينه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولأنها شديدة التمسك بالهدي النبوي والخصال المحمدية، ومنها حفظ الحديث النبوي الشريف وروايته ونقله إلى كبار الصحابة والتابعين وأئمة العلماء.
وكانت أم المؤمنين ميمونة -رضي الله عنها- من المُكثرات لرواية الحديث النبوي الشريف والحافظات له، حيث أنها روت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ستاً وسبعين حديثاً.
ميمونة وشهادة الإيمان والتقوى: =================== وعكفت أم المؤمنين على العبادة والصلاة في البيت النبوي وراحت تهتدي بهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقتبس من أخلاقه الحسنة، وكانت حريصة أشد الحرص على تطبيق حدود الله، ولا يثنيها عن ذلك شيء من رحمة أو شفقة أو صلة قرابة,
فيُحكى أن ذا قرابة لميمونة دخل عليها، فوجدت منه ريح شراب، فقالت: "لئن لم تخرج إلى المسلمين، فيجلدونك، لا تدخل علي أبداً".
وهذا الموقف خير دليل على تمسك ميمونة رضي الله عنها بأوامر الله عز وجل وتطبيق السُّنَّة المُطهرة فلا يمكن أن تُحابي قرابتها في تعطيل حد من حدود الله.
وقد زكّى الرسول -صلى الله عليه وسلم- إيمان ميمونة -رضي الله عنها- وشهد لها ولأخوتها بالإيمان لما روى عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الأخوات المؤمنات: ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأم الفضل، وسلمى امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن" رضي الله عنهم جميعاً.
الأيام الأخيرة والذكريات العزيزة: ================== كانت أم المؤمنين ميمونة -رضي الله عنها-، قد عاشت الخلافة الراشدة وهي عزيزة كريمة تحظى باحترام الخلفاء والعلماء، وامتدت بها الحياة إلى خلافة معاوية رضي الله عنه، وقيل: إنها توفيت سنة إحدى وخمسين بسرف ولها ثمانون سنة، ودفنت في موضع قبتها الذي كان فيه عرسها رضي الله عنها، وهكذا جعل الله عز وجل المكان الذي تزوجت به ميمونة هو مثواها الأخير.
قال يزيد بن الأصم: "دفنَّا ميمونة بسرف في الظلّة التي بنى فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
وتلك هي أمُّنا وأمُّ المؤمنين أجمعين ميمونة بنت الحارث الهلالية -رضي الله عنها-، آخر حبَّات العقد الفريد، العقد النبوي الطاهر المُطهر، وإحدى أمهات المؤمنين اللواتي ينضوين تحت قول الله تعالى: ((إنما يريد اللهُ ليُذهبَ عنكم الرّجس أهل البيت ويطهرَكُم تطهيراً)). وصدق الله العظيم.
فضائل وأسباب شهرة ميمونة: ================== وكانت لأم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها شُهرةً شهد لها التاريخ بعظمتها، ومن أسباب شهرتها: أن أم ميمونة هند بنت عوف كانت تُعرف بأنها أكرم عجوز في الأرض أصهاراً -كما ذكرت سابقاً- فأصهارها: أشرف الخلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وصاحبه الصديق، وعمَّيه حمزة والعباس ابنا عبدالمطلب، وجعفر وعلي أبناء عمه أبي طالب، وشداد بن الهاد رضي الله عنهم أجمعين.
ومن أسباب عظمتها كذلك: شهادة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لها ولأخواتها بالإيمان، لما روى عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الأخوات المؤمنات: ميمونة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأم الفضل زوج العباس، وسلمى امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن" رضي الله عنهن جميعاً.
ومنه: تكريم الله عز وجل لها عندما نزل القرآن يحكي قصتها وكيف أنها وهبت نفسها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، في قول الله تعالى: ((وامرأةً مؤمنةً إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبيُ أن يستنكحها خالصةً لك من دون المؤمنين)).
ومن ذلك: أنها كانت آخر مَنْ تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبها خُتِمَتْ أمهات المؤمنين، وكانت نِعْمَ الخِتام، وقد كانت تقية تصل الرَّحم لشهادة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لها عندما قالت: "إنها والله كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم".
ومما يُذكر لميمونة -رضي الله عنها- أنها كانت من الحافظات المكثرات لرواية الحديث النبوي الشريف، ولم يسبقها في ذلك سوى أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وأم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها. |
|
| |
| زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم | |
|