ضيف الحلقة :
فضيلة الشيخ / نبيل العوضي
موضوع الحلقة :
الجود والكرم
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين أما بعد،
أيها الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله في هذه الحلقة الجديدة سوف يكون بإذن الله عزّ وجل موضوع حديثنا في هذه الحلقة أم صفة من صفات أهل الإيمان كان النبي عليه الصلاة والسلام أكثر الناس اتصافاً بها وأحسنهم فكما وصفه الصحابة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس فكان جواداً كريماً بأبيه وأمه عليه الصلاة والسلام كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر وكان ينفق حتى انه يوم من الأيام طلب منه عليه الصلاة والسلام ثوبه الجديد الذي لبسه أول مرة يلبس توب جديد تخيلوا النبي صلى الله عليه وسلم الواحد يفرح ثوب جديد لبس الثوب وطلع فيه أول ما خرج شاف واحد من الصحابة فقال يا رسول الله أعطني هذا الثوب وما رد أحداً أبداً عليه الصلاة والسلام لو طلب روحه لأعطاله إياه ودخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيت ونزع الثوب الجديد وأعطاه لهذا الرجل هدية له انظروا لكرمه عليه الصلاة والسلام قالوا للصحابي ما صنعت ماذا فعلت يعني النبي صلى الله عليه وسلم يشتري ثياب أو يعطى ثياب جديدة يلبسها وتأخذها منه قال:
أحببت إذا مت أن يكون هذا الثوب كفني أريد أن أتكفن به في موتي شوف حبه للنبي عليه الصلاة والسلام ليس فقط هذا كان النبي عليه الصلاة والسلام في بيته تمرة ودخلت فقيرة تريد طعاماً طرقت الباب وما كان في البيت إلا عائشة رضي الله عنها فتحت الباب وجدت فقيرة مع طفلتيها قالت أعطني طعاماً فدخلت فبحثت في البيت فما وجدت إلا تمرة بيت الرسول رئيس الدولة ما في إلا تمرة فأخذت التمرة وأعطتها للمرأة فشقتها نصفين وأعطت صغيرتيها شوف الكرم كرم إنسان لا يوجد عنده إلا تمرة ويعطيها للفقير نعم لو سردنا قصص الصحابة في كرمهم وجودهم وسخائهم لا انتهينا لكن في المقابل هناك أناس أيضاً من بخلهم ومن قبضهم لأياديهم انظر ماذا يصنعون هذا رجل بخيل تقص قصته وتكفى الرواية فيه هذا رجل بخيل كان متزوجاً من المرأة وفي يوم من الأيام كان جالساً مع زوجته على مائدة فيها أصناف الطعام ما لذ وطاب وكان يأكل مع زوجته إذ طرق الباب طارق فقال لزوجته:
انظري من في الباب من قال مسكين فقير جائع أعطوني مما أعطاكم الله طعام أسد به جوعي شراب أسد به رمقي فقالت لزوجها فقال اطرديه قولي ما عندنا طعام والبيت مليء بالطعام قبح الله البخل فجلست المرأة وطردت الرجل مرت الأيام والشهور ومضت أصيب هذا الرجل بمصيبة ونازلة فقد كل ماله أفلس الغني سلب ماله صارت بينه وبين زوجته مشاكل وتطورت الخلافات طلق زوجته عاش لوحده فقيراً مرت الأيام الزوجة بعد شهور تزوجت رجلاً أخر والثاني أيضاً غني ولكنه صالح وكريم رجل يخاف الله يوم من الايامك أيضاً جالسة مع زوجها الثاني على الطعام إذ طرق الباب رجل نفس الحادثة قال لها انظري من في الباب قالت من قال رجل فقير جائع مسكين أريد طعام أسد به جوعي فقالت لزوجها فقال :
أعطيه ما يشاء من طعام أي شيء يأخذه فأعطته الطعام ورجعت حزينة جالسة حزينة لما حزينة انظر لما حزينة قال ليش ما الذي حصل ما الذي جرى قالت لا شيء قال أحزنتي لأننا أعطيناه طعامنا قالت لا قال إذاً أخبريني ما الذي جرى قال أتعرف من الذي طرق الباب قال لا قالت إنه زوجي الأول سبحان الله دارت أيام ودارت في النفس فقال لها أتعرفين من أنا الثاني يقول أتعرفين من أنا قالت من أنت قال أنا السائل الأول أنا الفقير انظروا كيف دارت الأمور ودارت الأيام وداولها الله عزّ وجل كما قال الرب تبارك وتعالى :
) قل اللهم مالك الملك تؤتني ملك من تشاء وتنزل الملك ممن تشاء وتنزل من تشاء وتزل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ( نعم بيد الله عزّ وجل الخير وهو مالك الملك جلّ وعلا الفقير يصبح غني والغني يصبح فقير ولكن أين المتصدقون والله ما نقص مال من صدقة بل المتصدق يبارك الله عزّ وجل في ماله ثم كم سمعتم من حسن بن علي رضي الله عنه وعن أبيه الحسن بن علي شجرة النبوة من آل البيت الكرام الحسن بن علي عند وفاته ويغسلونه وجدوا في ظهره خطوط سوداء سألوا ما عرفوا مضروب أحد جلده أحد ضربه في شيء حتى جاؤوا على أخص أصحابه فأخبرهم تعرفون ممن جاءت الخطوط يقول صاحبه كان كل ليلة إذا نام الناس وهدأت الأصوات وكل واحد دخل بيته في الليل يخرج من البيت لإخلاصه ويحمل على ظهره كيس من دقيق كيس كبير من طعام ودقيق ويوزعه على فقراء المسلمين وأيتامهم وذلك كل ليلة وكأن الله عزّ وجل يخبرنا عن حالهم ) ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم وجه الله ( نفعل هذا الفعل ، قال لله عزّ وجل :
لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً طيب لما إنا نخاف من ربنا يوماً يوم ناقوساً قريراً فوقاهم الله شر ذلك اليوم ونقاهم نظرة وسروراً .
أيها الأخوة أيتها الأخوات أنا أعلم الواحد مكنا أحياناً يحتاج إلى مصروف البيت والأولاد ولكن إذا أردتم الرزق تصدقوا شيخ أنا عندي ما يكفيني تصدق بعشرة بخمسة الله عز ّوجل يبارك في مالك البقية بل ربما يرزقك من حيث لا تحتسب يقول لي أحدهم بنفسه قص علي يقول أنا كنت يا شيخ في يوم من الأيام ما عندي أموالي قليلة ومعاشي لا يكفيني ويوم من الأيام ذهبت على العمل فقال لي أحد الفراشين في العمل فقير مسكين يريد يسافر ديرته عنده إجازة وما عنده فلوس يقول لي قال أقرضني قرض حسن بودي أشتري أغراض لأولادي على الأقل اخذ معي فلوس لأهلي قال أنا قرض ما أقرضك أنا أعطيك كذا خذها صدقة يقول فأعطيته خمسين دينار وذهبت معه إلى السوق لنشتري أغراض حتى فرحته واستأنس خمسين دينار بالنسبة له شيء كبير يقول والله ما رجعت إلى العمل في نفس اليوم يقول:
إلا واتصلوا علي جاءني كتاب من المدير أنك يوم من الأيام تذكر لما عملت عمل إضافي أنا نسيت موضوعه يقول الآن نزلت المكافئة خمسمائة دينار يقول دفعت خمسين وفي نفس اليوم رزقني الله عزّ وجل خمسمائة دينار لم تنتهي القصة يقول ذهب هذا الفقير ورجع من بلده بعد شهور يقول لي:
ترى أنا ما معي فلوس وأنا مسكين وأنا فقير ومعاشي ما رح ينزل لبعد شهر ما عندي أكل يقول فذهبت معه وما عندي شيء إلا القليل من أموالي يقول ذهب معه إلى السوق واشتريت له طعاماً وشراباً بقيمة عشرين دينار يقول ما رجعت من السوق إلا ونزلت لي مكافئة بفضل الله مأتي دينار أليس هذا مصداقاً لقول الله عز وجل :
وما أنفقتم من شيء الله يخلفه الله عز ّوجل يعوض نعم والله ما نقص مال من صدقة من ظل بي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له وله أجر كريم أنت كأنك تقرض الله عزّ وجل والله عزّ وجل يرد لك الدينار بعشرة هذا الحسبة الأولى ثم إلى سبع مائة ضعف ثم إلى أضعاف كثيرة يقبل الله الصدقة بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي فلوه فتصبح جبالاً من الحسنات أيها الأخوة والأخوات نحن محتاجون ولكن محتاجون إلى ماذا إلى الحسنات إلى الرحمات محتاجون إلى رحمة الله عزّ وجل لنا إلى كرم الله عزّ وجل الراحمون يرحمهم الرحمن امرأة سقت كلباً فغفر الله ذنبها وأخرى حبست قطة فدخلت النار رأيتم نحن محتاجون إلى الإحسان وإلى الخلق حتى الحيوانات فيها أجر فكيف البشر كيف ليتيم ليس له أب أو مسكينة ليس لها من يعونها أو فقير يبيت جائعاً يبيت طاوياً أو الجوع يقتله من أولئك الناس من هؤلاء البشر:
أريت الذي يكذب في الدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين كان الله عزّ وجل يقول لهؤلاء فعلهم قد يؤدي بهم إلى من يكذب بدين الله عز وجل فلنحرص على أن نتصدق وأن نبذل ما عندنا لله عزّ وجل أيها الأخوة والأخوات هذا باب للخير فتح والله عزّ وجل يقبل الحسنة ويضاعفها عشر إلى سبع مائة إلى أضعاف كثيرة وكم نحن يوم القيامة محتاجون إلى الحسنة الواحد فلنبذل ما عندنا ولنتصدق فو الله ما نقص مال من صدقة ولنبذل الخير فإن الجود والكرم صفة محمد عليه الصلاة والسلام فلنتأسى به ولنكن كما قال الله عزّ وجل الذين ينفقون في السراء والضراء فهم أهل التقوى وأهل المغفرة أهل التقوى أي أصحاب التقوى والذين يستحقون المغفرة من الله جلّ وعلا حتى نلقاكم إن شاء الله في حلقات مقبلة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .