أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: تغيير اليهود والنصارى للبشارات الجمعة 07 سبتمبر 2012, 10:06 pm | |
| تغيير اليهود والنصارى للبشارات: بعد أن ظهر محمد صلى الله عليه وسلم غير اليهود والنصارى البشارات وبدلوا حتى لا تبقى للمسلمين عليهم حجة.
يقول المؤرخ الإنجليزي الشهير (جيبون) في (ج5) من كتابه: إن الأحبار والرهبان صوروا وبدلوا بعد ظهور الإسلام نصوصاً كثيرة في التوراة والإنجيل.
ويقول المسيحي الذي هداه الله بشرى زخاري ميخائيل في كتابه (محمد رسول الله هكذا بشرت الأناجيل): إن الرهبان قد حرفوا وبدلوا ويظهر ذلك من اختلاف الطبعات للإنجيل بفعل أيدي الرهبان حذفاً وتحريفاً.
ويبين لنا أحد رجالات المسيحية أنفسهم وهو الأب عبدالأحد داود الأشوري (مطران الموصل) في كتابه (الإنجيل والصلب) نحواً من هذا التحريف الذي حصل فيشير إلى عبارة (الحمد لله من الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة) لم تكن هكذا من الأول بل كانت: (الحمد لله في الأعالي، وعلى الأرض إسلام، وللناس أحمد) فانظر كيف فعل التحريف باسم محمد واسم الدين.
بقايا نور: وبالرغم من التحريف والتأويل.
فقد بقي في التوراة المحرفة والأناجيل المحرفة ما يشير إلى قدوم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أمثلة ذل: في أسفار التوراة: 1 جاء في الإصحاح الثامن عشر في سفر التثنية قوله - أي موسى عليه السلام: قال لي ربي: قد أحسنوا فيما تكلموا، سوف أقيم لهم نبياً مثلك من بين إخوتهم وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به، ومن لم يطع كلامه الذي يتكلم به باسمي فأنا أكون المنتقم من ذلك أما النبي الذي يجترئ بالكبرياء ويتكلم في اسمي ما لم آمره به بأن يقوله أم باسم آلهة غيري فليقتل (17 - 20).
وهذه البشارة -كما يقول بشرى زخاري ميخائيل[ 8]- ليست بشارة (يوشع) كما يزعم أحبار اليهود، كما أنها ليست بشارة السيد المسيح كما يفسر ذلك علماء اللاهوت المسيحي، بل هي بشارة محمد صلى الله عليه وسلم وذلك لعدة أسباب ذكرها (بشرى زخاري) منها:
أنه جاء في البشارة لفظ مثلك، ويوشع لم يكن مثل موسى فلم يوح إليه بكتاب.
ولقد جاء في سفر التثنية الإصحاح الرابع والثلاثون: (ولم يقم بعد ذلك نبي في بني إسرائيل مثل موسى يعرف الرب وجهاً لوجه) كما أن المسيح عيسى عليه السلام لم يكن مثل موسى، فقد ولد من غير أب وتكلم في المهد ولم تكن له شريعة كموسى كما أنه اختلف عن موسى في وفاته فموسى عليه السلام مات وعيسى عليه السلام رفعه الله.
كما أن لفظ (من بين إخوتهم) لا ينطبق على (يوشع) الذي كان حاضراً في الأسباط الاثنى عشر فلو كان المقصود (يوشع) أو المسيح لقالت البشارة (منهم) أي من بني إسرائيل ولكن البشارة قالت: (من بني إخوتهم) ولقد كان إسماعيل وذريته، التي منها محمد صلى الله عليه وسلم إخوة لإسحاق ويعقوب (إسرائيل) وذريته.
ولقد ثبت في إنجيل يوحنا أن اليهود كانوا ينتظرون المسيح ونبياً آخر غير المسيح في زمن ظهور المسيح، جاء في إنجيل يوحنا قوله: (وإن قوماً من الجمع لما سمعوا كلامه قالوا هذا في الحقيقة هو النبي * وقال آخرون هذا هو المسيح) 40 - 41. وجاء في البشارة قول (سوف أقيم لهم( و) (يوشع) كان حاضراً عند موسى داخلاً في بني إسرائيل فكيف يصدق عليه هذا اللفظ؟ وجاء في البشارة لفظ (أن النبي الذي ينسب إلى الله ما لم يأمره به يقتل) فلو لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم نبياً حقاً لكان قد قتل، لكن لم يستطع أحد قتله رغم كثرة المحاولات، ورغم ما أحط بها من دسائس ومؤامرات.
2 جاء في التوراة [ 9] قوله (هم أغاروني بما ليس إله وأغضبوني بمعبوداتهم الباطلة وأنا أيضاً أغيرهم بما ليس شعب وبشعب جاهل أغضبهم) أي أن الله يقول: إن اليهود أغاروني بعبادة الأوثان كالعجل، وأنا أغيظهم بجعل الهداية والنبوة في شعب جاهل. وقد كان العرب أشد الناس احتقاراً عند اليهود لكونهم أولاد إسماعيل وهو ابن الجارية وهم أبناء إخوة إسحاق ابن الحرة: وقد تحققت هذه الإغاظة لليهود بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم.
"هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" الجمعة: 2.
ولقد حاول بعض علماء اللاهوت كما يقول الأستاذ بشرى زخاري ميخائيل رد هذه الجاهلية إلى الشعب اليوناني، ويرد الأستاذ بشرى [10] عليهم بقوله: لكن واضح أن اليونان قبل ظهور المسيح بمئات السنين كانوا متفوقين في العلوم والفنون، وكان اليونانيون في عهده في أعلى مستوى من الكمال في الفنون، وكانوا واقفين على أحكام التوراة، وسائر كتب العهد القديم.
3 جاء في التوراة الحالية (الترجمة العربية المطبوعة عام 1844 م) قوله: (جاء الرب من سيناء، وأشرق لنا من ساعير، وتلألأ من جبل فاران) ويرى المفسرون أن هذه العبارة الموجودة في التوراة تشير إلى أماكن نزول الهدى الإلهي إلى الأرض.
فمجيئه من سيناء: إعطاؤه التوراة لموسى عليه السلام.
وإشراقه من ساعير: إعطاؤه الإنجيل للمسيح عليه السلام.
وساعير: سلسلة جبال ممتدة من الجهة الشرقية من وادي عربة في فلسطين وهي الأرض التي عاش فيها عيسى عليه السلام. واستعلاؤه من جبل فاران: إنزاله القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم، وفاران: هو الاسم القديم لأرض مكة التي يسكنها إسماعيل عليه السلام، كما جاء ذلك في التوراة (سفر التكوين 21 : 22).
وقد رأى القس الذي اهتدى أخيراً (إبراهيم خليل أحمد) أن هذه البشارة تتطابق مع قوله تعالى: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأمينِ" التين: 1- 3.
فالله قد أقسم بنفس الأماكن الثلاثة التي ذكرت في التوراة نظراً لأهميتها؛ فالقسم بالتين والزيتون: مجاز من منابتهما في فلسطين، حيث سكن عيسى عليه السلام، وتقابل: ساعير.
والقسم بطور سينين: قسم بالجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام.
والقسم بالبلد الأمين: مكة المكرمة وتقابل فاران.
4 وجاء في التوراة [11] وعد من الله لإبراهيم عليه السلام بأن يجعل من ابنه إسماعيل -ابن الجارية- أمة هادية عظيمة (وابن الجارية أيضاً سأجعله أمة لأنه نسلك) ولم تكن أمة هداية عظمى من نسل إسماعيل عليه السلام، إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس". هذه بعض الأمثلة لما بقي من نور التوارة غفل المحرفون عنها، وهناك بشارات أخرى في التوراة غير هذه.
من الأناجيل: 1 جاء في إنجيل متى حديث من عيسى عليه السلام (يسوع) -كما تسميه الأناجيل- لقومه: (ما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناءون، قد صار رأس الزاوية، من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطي لأمة تعمل أثماره) [12].
في هذا الكلام إشارة إلى أن نور الهداية الإلهية سينزع من بني إسرائيل يهوداً ونصارى، ويعطي لأمة أخرى تعمل به، وأن هذه الأمة لا ذكر لها ولا ستصبح رأس الزاوية. ولقد قال محمد عليه الصلاة والسلام: (مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة في زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبهم البناء فيقولون: ألا وضعت ها هنا لبنة فيتم البناء؟ فأنا اللبنة جئت فختمت الأنبياء) [13].
2 وجاء في إنجيل [14] يوحنا الإصحاح الرابع (20 - 24): نقاش بين يسوع (عيسى عليه السلام) والمرأة السامرية أعلن عيسى عليه السلام في هذا الحوار أن القبلة التي يصلي إليها الناس سوف تغير في وقت آخر إلى مكان آخر.
ومن المعلوم أن القبلة لم تغير في وقت آخر إلى مكان آخر.
ومن المعلوم أن القبلة لم تغير في وقت عيسى عليه السلام كما أنه من المعلوم أن القبلة لا تتغير إلا بواسطة رسول يرسله الله ولم تغير القبلة إلا عندما جاء محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فدل ذلك على أن البشارة في هذا الإنجيل قد انطبقت على محمد -عليه الصلاة والسلام- جاء في هذا الإنجيل أن المرأة السامرية قالت ليسوع: (آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه. قال يسوع: يا امرأة صدقيني إنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون لله.. (الله روح) والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا).
وقال تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِن َّالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَُّه بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ" البقرة: 144.
3 جاء في إنجيل يوحنا الإصحاح السادس عشر (18) حديث يسوع (لكني أقول لكم إنه خير لكم أن أنطلق لأني إن لم أنطلق يأتكم الفارقليط)، والفارقليط لفظ معرب للفظ اليوناني (بير كلوطوس) الذي هو قريب من معنى محمد وأحمد وقد استدل علماء الإسلام على النصارى بهذا اللفظ لكن النصارى قالوا: إن الأصل اليوناني هو: (باركلي طوس) الذي هو بمعنى المعزي أو المعلم.
4 جاء في إنجيل يوحنا (16 – 12 – 13). قول (يسوع): إن لي كلاماً كثيراً أقوله لكم، ولكنكم لستم تطيقون حمله الآن. وإذا جاء روح الحق ذلك هو يعلمكم جميع الحق، لأنه ليس ينطق من عنده، بل يتكلم بما يسمع ويخبركم بما سيأتي.
وهذه بشارة برسول يأتي بعد عيسى عليه السلام ولم يكن رسول بعده أخبر بما سيكون في المستقبل حتى قيام الساعة غير محمد صلى الله عليه وسلم.
هذه أمثلة لبعض البشارات في الأناجيل الحالية، وهناك بشارات أخرى.
قبس من النور الأول: (إنجيل برنابا): إن التحريف في التوارة والإنجيل قد لعب دوره في إخفاء البشارات التي كانت البشارات في التوراة والإنجيل في زمن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وما قبله، والتي أسلم عليها وفود من العلماء من اليهود، والنصارى وشعوب كثيرة ولكن شاءت العناية الإلهية أن تكتشف قبساً من النور كان البابوات قد عملوا على إخفائه فقد صدر في عام 492 م أي قبل ظهور الإسلام أمر من البابا جلاسيوس بتحريم قراءة بعض الكتب وكان من بينها كتاب يسمى (إنجيل برنابا) وصودر هذا الإنجيل من كل مكان غير أن مكتبة البابا لم تخل من هذا الكتاب، وشاء الله أن تظهر آياته على يد راهب لاتيني هو الراهب (فرامينو) الذي عثر على رسائل (الأبريانوس) يذكر فيها إنجيل برنابا ويستشهد به، فدفعه حب الاستطلاع إلى البحث عن إنجيل برنابا هذا.
وقد توصل إلى مبتغاه لما صار أحد المقربين إلى البابا (سكتش الخامس) فقد كانت مكتية البابا محتوية على هذا الإنجيل وقد كتب باللغة الإيطالية وعلى الورق الإيطالي المعروف بالآثار المائية التي فيه والتي يمكن اتخاذها دليلاً صادقاً على تاريخ النسخة الإيطالية فأخذ الراهب (فرامينو) هذا الإنجيل وأخذ يقرؤه فإذا فيه: أن عيسى عليه السلام، ليس إلا رسولاً من عند الله، وأن الرسول المنتظر هو محمد عليه الصلاة والسلام.
جاء في إنجيل برنابا قوله: (وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله) [15] ولما عرف الراهب (فرامينو) الحق ساطعاً أسلم وعمل على نشر الكتاب وأخرجه من الأسوار المنيعة التي حبسه البابوات بداخلها، وإلى جانب النسخة الإيطالية فقد عثر على نسخة إسبانية في أوائل القرن الثامن عشر.
ويعلن الدكتور القس تشارلس فرنسيس بوتو في كتابه (السنون المفقودة من عيسى تكشف) فيقول: إن إنجيلاً يدعى إنجيل برنابا استبعدته الكنيسة في عهدها الأول، والمخطوطات التي اكتشفت حديثاً في منطقة البحر الميت جاءت مؤيدة لهذا الإنجيل.
شاهد جديد: عثر أخيراً على مخطوطات قديمة في حفرة داخل أواني فخارية بجوار البحر الميت وتملك الأردن هذه المخطوطات التي قال عنها الدكتور (د. ف. البرايت) وهو عمدة في علم آثار الإنجيل: (إنه لا يوجد أدنى شك في العالم حول صحة هذا المخطوط، وسوف تعمل هذه الأوراق ثورة في فكرتنا عن المسيحية) وقال عنها القس (أ. باول ديفز) رئيس كنيسة كل القديسين في واشنطن في كتابه (مخطوطات البحر الميت): إن مخطوطات البحر الميت وهي من أعظم الاكتشافات أهمية منذ قرون عديدة، قد تغير الفهم التقليدي للإنجيل).
وقد جاء في هذه المخطوطات: (إن عيسى كان مسيا المسيحيين وإن هناك مسياً آخر).
وبعد.. لقد أرسل الخالق سبحانه لعباده إشارات سابقة في الكتب المنزلة السابقة، بأن له رسولاً بعد عيسى اسمه أحمد، يبين لهم صفاته وصفات بلاده وزمانه، فلما بدأت علامات زمنه تظهر كثر حديث الأحبار والرهبان عنه، فلما ظهر جاء المتحققون من الرهبان والأحبار وفوداً وجماعات وأفراداً.
فآمنوا به، وصدقوه، وسجل القرآن مواقف هذا النفر من علماء أهل الكتاب، وتبعهم إلى الإسلام آلاف من أهل الكتاب.
غير أن الذين عاندوا من أهل الكتاب أخذوا يحرفون البشارات ويغيرونها خاصة بعد ظهور الإسلام.
وبالرغم من ذلك فقد بقي شيء من النور الضئيل في التوراة والإنجيل الحالية، يشهد بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وشاء الله أن يظهر آياته فجعل أحد الرهبان المقربين إلى البابا يتمكن من الاطلاع على إنجيل برنابا، فإذا به يجد الحق الذي أخفاه البابوات وألقوه في غياهب سجن مكتبة البابا، وإذا به أمام حديث (برنابا) أحد الحواريين من أصحاب عيسى عليه السلام يتحدث إليه بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فآثر هذا الراهب (فرامينو) الحق على الباطل، وأعلن إسلامه، ونشر إنجيل (برنابا) وجاءت مخطوطات البحر الميت تؤكد هذا الإنجيل، وبمرور الزمن يبين الله آياته واضحة جلية تشهد لمحمد صلى الله عليه وسلم بأنه رسول الله.
الخلاصة: *من دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، الإشعارات الإلهية السابقة في الكتب السابقة التي بشرت بمجيئه صلى الله عليه وسلم ووضحت اسمه وبلاده وصفاته وصفات زمانه، ومن البين أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يكن له دخل في وضع هذه الإشعارات المنطبقة عليه في هذه الكتب الإلهية قبل أن يولد.
*عندما حرفت التوارة والإنجيل، واختفى هدى الله كان لا بد أن يبعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم الذي أخبرت به الكتب السابقة، وأخذ الأحبار والرهبان يحدثون الناس بموعد قرب ظهور النبي المنتظر، وشاع أمر النبي المنتظر بين الناس وخاصة من كان على صلة بأهل الكتاب كسكان المدينة.
*وفي الوقت المعلوم الذي اشتدت فيه حاجة البشرية إلى نبي يعيدها إلى طريق الله القويم، ظهر محمد صلى الله عليه وسلم وفيه كل العلامات والمميزات التي أعلنتها الكتب المقدسة السابقة، وجاء المتحققون من الأحبار والرهبان يتفحصون هذه العلامات فوجدوها حقاً فتركوا دينهم، وتبعوا محمداً صلى الله عليه وسلم وآمنوا به، وسجل القرآن بعض مواقفهم ومنهم الراهب بحيرا، ونسطورا، ونجاشي الحبشة، ووفد علماء النصارى، ووفد علماء نصارى الحبشة والشام، والحبر عبدالله بن سلام، والحبر زيد بن سعنة، وسلمان الفارسي، ومخيريق اليهودي.
*بعد أن ظهر الإسلام عمل الكافرون من أهل الكتاب على إخفاء ما كان في كتبهم من بشارات ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وبقي في التوراة المحرفة والإنجيل المحرف بقايا من نور لم يتنبه المحرفون لطمسها تشهد بنبوءة محمد عليه الصلاة والسلام.
وشاء الله أن يظهر للناس قبساً من النور الأول فتمكن الراهب اللاتيني (فرامينو) من الاطلاع على إنجيل برنابا الذي كانت الكنيسة قد حرمت قراءته قبل محمد صلى الله عليه وسلم والذي بقيت نسخة منه في مكتبة البابا، فشاهد في هذا الإنجيل البشارات بمحمد صلى الله عليه وسلم، فأسلم وعمل على نشر هذا الإنجيل، كما جاءت المخطوطات التاريخية في البحر الميت تؤكد ما جاء في إنجيل برنابا.
السبق العلمي للقرآن معجزة جديدة: إن معجزات وبينات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم كثيرة ومتنوعة، ودائمة، لأنه خاتم الرسل والأنبياء، ومن بينات رسالة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ما ظهر من إعجاز جديد للكتاب الذي جاء به صلى الله عليه وسلم من عند الله، وذلك الإعجاز هو السبق العلمي للقرآن الكريم الذي ذكر حقائق في الكون لم تكن البشرية تعلم عنها شيئاً، وبعد مرور عدد من القرون، وبعد تقدم أجهزة الكشف العلمي وقف العلماء على طرف من هذه الحقائق التي كان القرآن الكريم قد ذكرها قبل قرون وقرون، فكان ذلك شاهداً بأن هذا القرآن قد أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض، كما يشهد بأن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله الذي أحاط علماً بكل شيء.
أمثلة: ومن أمثلة هذا الإعجاز الجديد لكتاب الله ما يلي:
1 الرياح وإثارة السحب: إن أحدث تقسيم للسحب يقوم على أساس نوع الرياح التي تكونها وتثيرها.
ولقد عرف علماء الإرصاد أن الرياح تثير السحب من بخار الماء المتصاعد من البحار، كما تثير الرياح الغبار أو التراب، وعرفوا أن الرياح تحمل معها أجزاء صغيرة من ذرات التراب والغبار، أو حبوب اللقاح أو الدخان، فتلقح بهذا الغبار بخار الماء المتصاعد من البخار فتثير بخار الماء ليتجمع حول هذه الجزئيات الدقيقة التي ألقيت فيه، مكونة أغلفة مائية تنمو وتنمو، مكونة قطرات ثقيلة.
ولقد ذكر القرآن الكريم استثارة السحب بواسطة الرياح في قوله تعالى: "اللَُّه الَِّذي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ" الروم : 48.
كما ذكر تلقيح الرياح لبخار الماء الذي يكون بعده تكون السحب الثقال ونزول المطر في قوله تعالى: "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ" الحجر: 22.
وذكر القرآن أيضاً أن الرياح تستثير السحب وتحملها أيضاً إلى أعلى.
قال تعالى: "حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثقالاً" أي الرياح، وأقل الشيء لغة: حمله ورفعه وهذا ما كشفه العلم اليوم وأشار إليه القرآن من قبل.
"إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأرضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَن َّأَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"يونس: 24.
2 ملازمة الليل والنهار على الأرض: هذه الآية الكريمة تتحدث عن الحياة الدنيا، وتذكر عدة حقائق:
الأولى: أن الدنيا سوف تتزين وتتجمل قبل يوم القيامة وهذا أمر مشاهد.
الثانية: أن الناس سيظنون أنهم لا حاجة لهم إلى الخالق، وأنهم قد بلغت مقدرتهم على عمل كل أمر يهمهم في حياتهم، وكلا الأمرين مشاهد في هذا الزمان، بل إن الكافرين اليوم يزعمون أن الإيمان بالله لا محل له في عصر المصانع فهو لا يليق إلا بالمجتمع الزراعي.
الثالثة: أن الساعة التي ذكرها الله بقوله: "وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَر" ستأتي على الأرض إما ليلاً أو نهاراً وهنا قد يسأل سائل: إذا كان أمر الساعة كلمح بالبصر فلا شك أنه سيكون إما بالليل أو بالنهار فلماذا لم يقل القرآن: "أتاها أمرنا ليلاً) أو قال: (أتاها أمرنا نهاراً)، وأن كل إنسان يعرف أنه إذا لم تكن الساعة ليلاً فستكون نهاراً؛ فما الداعي لهذا القول أستغفر الله: "أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا؟ والأمر قد وضح بعد تقدم العلم وكشف عن السر الخفي في هذا التعبير القرآني فلو قال القرآن: أتاها ليلاً. لصح لأي إنسان أن يقول إن هذا القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم، وبالمثل لو قال (أتاها أمرنا نهاراً) ذلك لأن الساعة التي ستقع كلمح البصر ستقع على الأرض بأكملها.
وقد عرفنا أن الليل والنهار على الأرض دائماً ففي الوقت الذي يكون عندنا ليل يكون عند غيرنا نهار وهكذا يأتي أمر الله: "لَيْلاً أَوْ نَهَارًا" ليلاً على الذين عندهم الليل، ونهاراً على الذين عندهم نهاراً.
وصدق الله العظيم القائل: "كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".
النطفة: 3 لما تقدم علم الطب وتقدمت أدوات التكبير عرف العلماء أن النطفة التي يتكون منها الإنسان ليست مجموعة المني الذي ينزل عند كل دفقة.
وإنما هو جزء صغير جداً منه أفلا يكون ذلك كشفاً لما كان قد أخبرنا به في كتاب الله من قبل مئات السنين.
قال تعالى: "أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى" القيامة: 36 ، 37.
4 السبب في الذكورة والأنوثة: كشف العلم الحديث أن السبب في الذكورة والأنوثة هو ماء الرجل، فإذا كان الحيوان المنوي (النطفة التي تمنى) يحمل خصائص الذكورة كان المولود ذكراً وإذا كان يحمل خصائص الأنوثة كان مهيأ ليكون أنثى.
وهذه صورة لمجموع الكروموزونات (حاملات الوراثة التي يتخلق منها الإنسان) هذا الكروموزوم ينزل من الماء الدافق من الرجل، وبه يتحدد نوع المضغة وتقبلها للذكورة أو الأنوثة.
ولقد أشار القرآن الكريم إلى أن الذكورة والأنوثة تتحدد بماء الرجل الذي يمنى ويكون من نطف كثيرة (هي الحيوانات المنوية).
قال تعالى: "أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى" القيامة: 36 ، 37.
والنطفة التي تمنى تكون في ماء الرجل كما تذكر الآية السابقة، وهذه الآية تحدد أن نوع الذكورة والأنوثة يتحدد في هذه النطفة التي تخرج من الرجل.
5 النهار ينسلخ من الليل: لقد كشف العلم الحديث أن الليل يحيط بالأرض من كل مكان، وأن الجزء الذي تتكون فيه حالة النهار هو الهواء الذي يحيط بالأرض، ويمثل قشرة رقيقة تشبه الجلد، وإذا دارت الأرض سلخت حالة النهار الرقيقة التي كانت متكونة بسبب انعكاسات الأشعة القادمة من الشمس على الجزئيات الموجودة في الهواء مما يسبب النهار.
فيحدث بهذا الدوران سلخ النهار من الليل والله يقول: "وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ" يس: 38.
6 العظام واللحم في الجنين: بعد أن تقدم علم الأجنة عرف الأطباء أن الأصول الأولى للعظام تسبق في تكوينها الأصول الأولى للعضلات (اللحم) وذلك ما كان قد أشار إليه القرآن الكريم في قوله: "فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا" المؤمنون: 14.
وأما الحديث الشريف فنأخذ منه هذا المثال: الحجر الصحي: قال عليه الصلاة والسلام عن الطاعون: (إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه).
هذا هو الحجر الصحي الذي أمرنا به رسولنا عليه الصلاة والسلام، والذي لم تعرفه أوروبا إلا سنة 1370م عندما بدأت مدينة (البندقية) بإيطاليا تنفيذ الحجر الصحي، هذا الذي لم تعرفه أوروبا من قبل، والذي نفذه المسلمون قبلهم بمئات السنين.
هذه أيها الأخ القارئ بعض أمثلة قليلة لما ظهر اليوم من إعجاز علمي للقرآن الكريم، والحديث الشريف في عصر العلم والتقدم العلمي، تصديقاً لوعد الله القائل: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ" فصلت: 53.
الخلاصة: *القرآن معجزة متجددة، وكذلك الحديث فيه بينات شاهدة بأن محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله، فقد تكلم القرآن بحقائق لم يعرفها البشر إلا بعد تقدم العلوم وأجهزة الكشف العلمي.
*لقد أثبت العلم أن الرياح تعمل على إثارة السحب وتكوينها وذلك ما نطق به الكتاب الكريم.
*ووصف القرآن زينة الأرض وزخرفتها وغرور أهلها بما وصلوا إليه قبل أن تقوم الساعة، وهذا ما نشاهده في أيامنا بعد حديث القرآن عنه بمئات السنين، كما ذكر القرآن أن الساعة ستأتي على من في الأرض ليلاً أو نهاراً، وهذا ما عرفه الناس اليوم، إن جزءاً من الأرض فيه ليل والجزء الآخر فيه نهار.
*وأخبر القرآن بأن الإنسان لا يتكون من المني بأكمله، بل من نطفة منه وهذا ما علم على وجه الدقة في هذا الزمان.
*وأخبر القرآن الكريم أن ماء الرجل الذي يمنى هو الذي يتكون منه الذكر والأنثى وهذا ما أدركه الباحثون في هذا الزمان.
*وأخبر القرآن أن النهار يشبه الجلد عندما ينسلخ، واكتشف الباحثون أن النهار هو حالة إضاءة تكون في الغلاف الهوائي الذي يشبه الجلد، والليل يحيط بالنهار من كل جهة، وعرف الباحثون في هذا الزمان دقة ذلك الوصف القرآن لعملية انسلاخ النهار في الليل.
*كما أخبر القرآن بأن تكوين العظام يسبق تكوين اللحم في الجنين وهذا ما أثبته علم الأجنة.
*ولقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالحجر الصحي الذي لم تعرفه أوروبا إلا بعد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم به بسبعة قرون.
*كل ذلك يشهد أن هذه العلوم التي أخبر بها محمد صلى الله عليه وسلم، ليست إلا الوحي الذي يأتيه من عند الله الذي أحاط علماً بكل شيء. يتبع إن شاء الله...
عدل سابقا من قبل أحــمــد لــبــن AhmadLbn في الخميس 13 أكتوبر 2016, 6:00 am عدل 1 مرات |
|