منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها  Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها    الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها  Emptyالأربعاء 10 فبراير 2016, 6:00 am

الفصل الرابع:
موارده ومنهجه في الإفادة منها 

الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها  Untitl19

تمهيـد:
لاشك أن للمصادر دوراً هاماً في تشكيل مادة كل مؤلف، وأن قيمتها العلمية تنعكس إيجابياً على قيمته، وقد تبين لي من خلال جولاتي وصولاتي فيما ألفه ابن الجزري في علم القراءات مما هو بين أيدينا من كتبه أنه اعتمد على أنواع كثيرة من المصادر الهامة استقى منها مادة مؤلفاته العلمية، وكان أهمها مؤلفات سابقيه بالإضافة إلى ما تلقاه مشافهة عن شيوخه وعمن عاصرهم وكانت له معهم مناقشات ومحادثات، بالإضافة إلى ما تشكل من ثقافته من خلال احتكاكه بالواقع الذي يعيشه وما عاينه من أحداث عصره وغير ذلك.

وسوف أحاول من خلال هذا الفصل تبيين أنواع مصادره التي اعتمدها ومنهجه في الاستفادة منها وكيفية النقل عنها، وحيث لا يسعنا أن نتعرض لذكر كل المصادر فإن منهجي في ذلك أن أذكر كل أنواعها، وأن أمثل لكل نوع منها بأهم المؤلفات المعتمدة.

وذلك خلال المبحثين التالين:
المبحث الأول: موارده وأنواعها
المبحث الثاني: منهجه في الإفادة منها

----------------------------------
المبحث الأول: موارده وأنواعها
لقد رأينا فيما سبق مدى تنوع الموضوعات التي تناولها ابن الجزري بالتأليف.فقد كانت مؤلفاته في القراءات وفي التجويد وفي تراجم القراء وقد اعتمد في كل موضوع من ذلك على مجموعة من المصادر ذات الصلة بطبيعته وها نحن نعرض تلك المصادر بحسب هذه الموضوعات في المطالب التالية:

المطلب الأول: مصادره في القراءات
لقد كانت مصادره التي استقى منها مادته العلمية في القراءات على نوعين:
- مصنفات في القراءات.
- مصنفات لغوية نحوية.


أولا: مصنفات القراءات
من المنهجية العلمية التي اعتمدها ابن الجزري واتبعها في كثير من مؤلفاته أنه يقدم لها بمقدمة يبرز من خلالها جملة من الأمور، أهمها أنه يذكر عددا من مهمات مصادر موضوع الكتاب التي اعتمدها.

والمصادر التي استقى منها مادته في القراءات وكانت عمدته في استخلاص أحكامها تتمثل في نحو ستين كتابا وهي تعتبر من أهم مصادر القراءات على الإطلاق، وسوف أسوقها كتابا كتابًا بالترتيب الذي ارضاه ابن الجزري نفسه، ولاشك أنها مرتبة بحسب أهميتها في القراءات وبحسب جلالة قدر مؤلفيها، ومدى تأثيره بهم.

وجملة هذه المصادر ما يلي:
1-كتـاب التيسـير فـي القراءات السبع للإمام الحافظ أبي عمرو الداني الأندلسي (ت: 444هـ)1.

2-كتاب مفرده يعقوب لأبي الداني أيضاً.

3-كتاب جامع البيان في القراءات السبع لأبي عمرو الداني أيضاً وهو قد أشتمل على نيف وخمسمائة طريق عن الأئمة السبعة.

4 -كتاب الشاطبية المسمى حرز الأماني ووجه التهاني للإمام القاسم بن فيره الشاطبي الأندلسي (ت: 590هـ) وهو في القراءات السبع ويعتبر نظماً لما في كتاب التيسير للداني بطريقة رمزية عجيبة.

5-كتاب شرح الشاطية للإمام أبي الحسن على بن محمد السخاوي (ت: 643هـ).

6-كتاب شرح الشاطبية للإمام أبي القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي المعروف بأبي شامة (ت: 665هـ).

7-كتاب شرح الشاطبية للإمام المنتجب ابن أبي العز بن رشيد الهمذاني (ت: 643).

8-كتاب شرح الشاطبية لأبي عبد الله محمد بن الحسين الفاسي (ت: 656هـ).

9-كتاب شرح الشاطبية لأبي إسحاق إبراهيم بن العمر بن عمر الجعبري (ت: 732هـ).

10-كتاب شرح الشاطبية لأبي العباس أحمد بن محمد بن عبد المولى المقدسي (ت: 728هـ).

11-كتاب العنوان للإمام أبي طاهر إسماعيل بن خلف (ت: 455).

12-كتاب الهادي للإمام عبد الله محمد بن سفيان القيرواني المالكي (ت: 415هـ).

13-كتاب الكافي في القراءات السبع للإمام أبي عبد الله محمد بن شريح الرعيني الإشبيلي (ت: 476هـ).

14-كتـاب الهدايـة للإمـام أبـي العبـاس أحـمد بـن عمار المهدوي (ت: بعد: 430هـ).

15-كتاب التبصرة للإمام أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي (ت: 437هـ).

16-كتاب القاصد لأبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن القرطبي (ت: 446هـ).

17-كتـاب الروضـة لأبـي عمـر أحـمد بن عبـد الله الطلمـنكـي الأندلسي (ت: 429هـ).

18-كتاب المجتبي للإمام أبي القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمروا الطرسوسي (ت: 420هـ).

19-كتاب تلخيص العبارات للإمام أبي علي الحسن بن خلف الهواري القيرواني (ت: 514هـ).

20-كتاب التذكرة في القراءات الثمان للإمام أبي الحسن طاهر بن غلبون (ت: 399هـ).

21-كتاب الروضة في القراءات الإحدى عشرة وهي قراءات الأئمة العشرة وقراءة الأعمـش للإمـام أبـي علـي الحسـن بـن محمد بن إبراهيم البغدادي (ت: 438هـ).

22-كتاب الجامع في القراءات العشر للإمام أبي الحسن نصر بن عبد العزيز بن أحمد الفارسي (ت: 461هـ).

23-كتاب التجريد في القراءات السبع للإمام أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر بن خلف الصقلي الشهير بابن الفحام (ت: 516هـ).

24-كتاب مفرده يعقوب لابن الفحام.

25-كتاب التلخيص في القراءات الثمان للإمام أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري الشافعي (ت: 478هـ).

26-كتاب الروضة للإمام الشريف أبي إسماعيل موسى ابن الحسين بن إسماعيل بن موسى المعدل (ت:؟).

27-كتاب الإعلان للإمام أبي القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل الصفراوي الإسكندري (ت: 636هـ).

28-كتاب الإرشاد لأبي الطيب عبد المنعم بن عبد الله بن غلبون الحلبي (ت: 389هـ).

29-كتاب الوجيز للأستاذ أبي علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي (ت: 446هـ).

30-كتاب السبعة في القراءات للأستاذ الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ).

31-كتاب المستنير في القراءات العشر للإمام أبي طاهر أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن سوار البغدادي (ت: 496هـ).

32-كتاب المبهج في القراءات الثمان وقراءة ابن محيصن والأعمش واختيار خلف واليزيدي للإمام الأستاذ أبي محمد عبد الله بن علي المعروف بسبط الخياط البغدادي (ت: 541هـ).

33-كتاب الإيجاز لسبط الخياط.

34-كتاب إرادة الطالب في القراءات العشر وهو فرش القصيدة المنجدة للإمام سبط الخياط.

35-كتاب تبصرة المبتدئ لسبط الخياط أيضاً.

36- كتاب المهذب في القراءات العشر للإمام أبي منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط (ت: 499هـ) وهو جد سبط الخياط المتقدم.

37- كتاب الجامع في القراءات العشر وقراءة الأعمش للإمام أبي الحسن علي بن محمد بن فارس الخياط البغدادي(ت: 450هـ).

38-كتاب التذكار في القراءات العشر للأستاذ أبي الفتح عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا البغدادي (ت: 445هـ).

39 -كتاب المفيد في القراءات العشر للإمام أبي نصر أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب البغدادي (ت: 442هـ).

40 -كتاب الكفاية في القراءات الست للإمام سبط الخياط.

41 -كتاب الموضح في القراءات العشر للإمام أبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون العطار البغدادي (ت: 539هـ).

42 -كتاب المفتاح في القراءات العشر للإمام أبي منصور العطار.

43 -كتاب الإرشاد في القراءات العشر للأستاذ أبي العز محمد بن الحسين بن بندار القلانسي الواسطي (ت: 521هـ).

44-كتاب الكفاية الكبرى لأبي العز الفلانسي.

45-كتاب غاية الاختصار في القراءات العشر للإمام أبي العلا الحسن بن أحمد العطار الهمذاني (ت: 569هـ).

46-كتاب الإقناع في القراءات السبع للإمام أبي جعفر أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري الغرناطي (ت: 540هـ).

47-كتاب الغاية للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصفهاني (ت: 381هـ).

48-كتاب المصباح في القراءات العشر للأستاذ أبي الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي بن فتحان الشهرزوري البغدادي (ت: 550هـ).

49-كتاب الكامل في القراءت العشر والأربعين والزائدة عليها للإمام أبي القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهدلي المعربي نزيل نيسابور(ت: 465هـ).

50-كتاب المنتهى في القراءات العشر للإمام أبي الفضل محمد بن جعفر الخزاعي (ت: 408هـ).

51-كتاب الإرشاد في القراءات العشر للإمام أبي نصر المنصور بن أحمد العراقي تلميذ ابن مهران.

52-كتاب المنتهى في القراءات الثمان للإمام المقري أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الحضرمي اليمني (ت في حدود: 560هـ).

53-كتاب الكنز في القراءات العشر للإمام أبي محمد عبد الله بن عبد المؤمن بن الوجيه الواسطي (ت: 740هـ) .

54-كتاب الكفاية في القراءات العشر نظم الإمام بن محمد الواسطي المذكور، نظم فيه كتاب الكنز على منوال الشاطبية وزنًا وقافية ورويًا.

55-كتاب الشفعة في القراءات السبع من نظم الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد الموصلي المعروف بشعلة (ت: 656هـ).

56-كتاب جمع الأصول في مشهور المنقول من نظم الإمام أبي الحسن علي بن أبي محمد الديواني الواسطي (ت: 743هـ).

57-كتاب روضة القرير في الخلف بين الإرشاد والتيسسير من نظم الإمام أبي الحسن الواسطي، وهو في القراءات السبع.

58-كتاب عقد الآلي في القراءات السبع نظمه الإمام الأستاذ أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي (ت: 745هـ) على وزن الشاطبية وروبها غير أنه لم ياتي بها في برموز للقراء وإنما كان بسميهم بأسمائهم.

59-كتاب الشرع في القراءات السبع للإمام شرف الدين هبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن البارزي (ت: 738هـ)، وهو قد تميز بطريقة تصنيف حيث ذكر الفرش في أبواب أصولية ولم يفردها في أبواب مستقلة على عادة مسقي كتب القراءات.

60-القصيدة الحصرية في قراءة الإمام مالك نظمها الإمام أبي الحسن علي بن عبد الغني الحصري (ت: 468 هـ).

61-كتاب التكملة المفيدة لحافظ القصيدة نظمها الإمام أبي الحسن علي بن عمر بن إبراهيم الكتابي القيطاجي (ت: 723هـ)، وهي على وزن الشاطبية وروبها تضمنت مازاد في التبصرة لمكي والكافي لأبن شريح والوجيز للاهوازي على الشاطبية.

62-كتاب البستان في القراءات الثلاث عشر للامام الأستاذ أبي بكر عبد الله بن أيدغدي الشمس الشهير بابن الجندي (ت: 769هـ).

63-كتاب جمال القراء وكمال الإقراء للعلامة أبي الحسن علي بي محمد بن عبد الصمد السخاوي (ت: 642هـ)، وهو كتاب جمع أنواعاً من الموضوعات المتفرقة في القراءات والتجويد والنسخ وغير ذلك من المباحث القرآنية.

64-كتاب مفرده يعقوب للإمام أبي محمد عبد البارئ بن عبد الرحمان بن عبد الكريم الصعيدي (ت: 652هـ).

هذه أهم موارد ابن الجزري التي روى من خلالها القراءات التي ضمنها كتبه.



الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها  2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الخميس 10 يونيو 2021, 5:26 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها    الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها  Emptyالأربعاء 10 فبراير 2016, 6:08 am

وقد تميزت هذه الكتب عن غيرها من المصادر الأخرى مما يلي:
أ - كان ابن الجزري قد روى متن هذه المراجع كتاباً كتابا عن مؤلفيها بأسانيد صحاح في غاية العلو، مع كونها موجودة نسخاً عنده بحوزته وحصلت له إجازات بذلك ولم يعتمد على مجرد تلك النسخ التي ينسخها النساخ، وربما وقع فيها من الإسقاط والتصحيف وغيره، ولذا آثر روايتها بسند متصل إلى مؤلفيها سداً لكل وهم أوشك يمكن أن يعترى صحة القراءة.

ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره من إسناد كتاب الكفاية الكبرى حيث قال:
"أخبرني به شيخنا أبي حفص عمر بن الحسن بقراءتي عليه عن شيخه الإمام أبي العباس أحمد بن إبراهيم... عن أبي عبد الله الطيبي وغيره سماعاً وتلاوة عن ابن البقلاني كذلك عن المؤلف كذلك".

وقال أيضاً في إسناد كتاب غاية الاختصار: "أخبرني به الشيخ الرحلة المعمر أبو علي الحسن بن أحمد بن هلال الصلاحي الدقاق بقراءتي عليه بالجامع الأموي في شهر رمضان سنة 770هـ، قال: أخبرنا الإمام الزاهد أبو الفضل إبراهيم بن علي بن فضل الواسطي مشافهة قال: أخبرنا الإمام شيخ الشيوخ أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن السكينة البغدادي كذلك، قال: أخبرنا به مؤلفه سماعاً وتلاوة وقراءة" .

ب - كان ابن الجزري قد قرأ بمضمون هذه المصادر القرآن الكريم مسلسلاً، عن شيوخه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- مروراً بمؤلفيها ثم بالأئمة القراء وقد ذكر أسانيده في كل قراءة رواية رواية وطريقاً طريقاً، وهذا ما لا يدع مجالاً للشك في صحة ما نقله عن هذه المصادر إذ هي بمجموعها تتواتر وتفيد القطع بصحة ما نقله منها.

ومن الأمثلة التي تبين أسانيد قراءته بمضمون هذه المصادر ما ذكر في إسناد كتاب التسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني فقال: "وقرأت به القرآن كله من أوله إلى آخره على شيخي الإمام العالم الصالح قاضي المسلمين أبي العباس أحمد بن الشيخ الإمام العالم أبو عبد الله الحسين بن سليمان بن فرارة الحنفي بدمشق المحروسة رحمه الله وقال لي: قرأته وقرأت به القرآن العظيم على والدي وأخبرني أنه قرأه وقرأ به القرآن على الشيخ الإمام أبي محمد القاسم بن أحمد بن الموفق اللورقي قال: قرأته وقرأت به على المشايخ الأئمة المقرئين: أبي العباس أحمد بن علي بن يحي بن عون الله الحصار وأبي عبد الله محمد بن سعيد بن محمد المرادي وأبي عبد الله محمد بن أيوب بن محمد بن نوح الغافقي الأندلسي قال كل منهم قرأته وقرأت بن علي الشيخ الإمام أبي الحسن علي بن محمد بن هذيل البلنسي  قال: قرأته وتلوت به على أبي داود سليمان بن نجاح قال: قرأته وتلوته به على مؤلفه الإمام أبي عمرو الداني. وهذا أعلى إسناد يوجد اليوم في الدنيا متصلاً، واختص هذا الإسناد بتسلسل التلاوة والقراءة والسماع ومني إلى المؤلف كلهم علماء أيمة ضابطون".

ثم ذكر بن الجزري إسناد الداني في قراءة نافع من طريق ابن بويان من طريق إبراهيم بن عمر فقال:"فمن التيسير قال الداني: قرأت بها القرآن كله على شيخي أبي الفتح فارس بن أحمد بن موسى المقرئ الضرير، وقال لي قرأت بها على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن المقرئ وقال قـرأت علـى إبراهيم بن عمر المقرئ "12.

ثم ذكر أن إبراهيم بن عمر قد قرأ على ابن بويان الذي قرأ على أبي بكر العنزي وقرأ العنزي على أبي نشيط أبو نشيط على قالون الذي قرأ على نافع.

ثم ذكر أن نافع قرأ على سبعين من التابعين منهم: أبو جعفر وعبد الرحمان بن هرمز الأعرج..، وقرأ الأعرج على عبد الله بن عباس  وأبي هريرة  اللذان قرآ على أبي بن كعب، وقرأ أبي على النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وهذا التوثيق لا نجده إلا عند أئمة القراءة، إذا لا يثبتون وجهاً من وجوه القراءة إلا بعد إثبات مصدره وتوثيق ناقله وتصحيح طريقه وهذا ما ظهر جلياً في منهج الإمام ابن الجزري حيث لم يكتف بسرد جملة الكتب التي كانت مصدراً لما جمع من القراءات فحسب بل ذكر جملة أسانيده التي قرأها بها والأسانيد التي قرأ بمضمنها القرآن الكريم.

ج - كان ابن الجزري كثيراً ما ينقل من هذه المصادر المعاني والأفكار التي أرادها مؤلفوها وقل أن ينقل منها ألفاظها ونصوصها حرفياً.

فيقول مثلاً:
طريق أبي طاهر هي الأولى عن أبي مجاهد من أربع من كتابي الشاطبية والتيسير.. ومن كتابي التذكار والمستنير..".

ونجد ابن الجزري حين يقول: "كتاب الشاطبية والتيسير" يشير إلى ما نص عليه الداني والشاطبي في كتابيهما المذكورين، ولو أنه عمد إلى نقل نصوصها بألفاظها لأطال وأكثر من الحشو في كتابه.

ثانيا: المشافهة
كان ابن الجزري يعتمد على مشافهة مشايخه في أداء الكلمات القرآنية حيث نجده كثير ما ينص على ما تلقاه مشافهة، ويكثر هذا النوع في مجال الأداء حيث لا توجد نصوص تبين كيفية ذلك فيبقى المصدر الأوحد هو المشافهة وهو ما يقع في أنواع تخفيف الهمز وأنواع الإمالة ومراتب التفخيم وغيرها.

ومن الأمثلة على ذلك:
ما ذكره من الاقتصار على وجه التحقيق في الهمز المتحرك المنفصل لما عليه جمهور أهل الأداء فقال: "وذهب الجمهور من أهل الأداء إلى التحقيق في هذا النوع وفي كل ما وقع فيه الهمز فيه محركاً منفصلاً سواء كان قبله ساكن أو متحرك...".

المطلب الثاني: مصادره في التجويد
لقد تبين لي من خلال إمعان النظر في مؤلفات ابن الجزري في التجويد أنه اعتمد على عدة أنواع من المصادر أهمها مؤلفات سابقيه في علم التجويد والمؤلفات اللغوية وسوف أبين هذه الأنواع وأسوق أهم المصادر في كل نوع.

أولاً: الكتب المؤلفة
تعتبر الكتب المؤلفة أهم مصادر ابن الجزري التي استقى منها مادة مؤلفاته في علم التجويد، ونظراً لما بين علم التجويد وعلم اللغة من تقارب وتداخل في كثير من الجزيئات والفروع حيث اتحدا موضوعاً، فإن مصادره قد تنوعت بين كتب التجويد وكتب اللغة.

I  - كتب التجويد: وتمثلت في ما يلي:
1- الاكتفاء في الوقف والابتداء لأبي عمرو الداني (ت: 444هـ)، أفاد منه ابن الجزري عند حديثه عن الوقف على "بلى" في قوله جل جلاله: "أم تقولون على الله مالا تعلمون . بلى" وفي قوله: "... إن كنتم صادقين . بلى" حيث قال: جوز الوقف عليهما الداني في كتابه المسمى بالاكتفاء وقال: إنها رد لقول اليهود والنصارى"  وغير ذلك.

2- التجريد في التجويد وهو كتاب في التجويد لعلي بن يعقوب العماد الموصلي (ت: 682هـ) أفاد منه بن الجزري في حديثه عن ما مراتب التشديد إذ قال: "ذكر صاحب التجويد في ما حكاه عن أبي إسحاق إبراهيم بن وثيق إن المشددات على ثلاث مراتب: .." وغير ذلك.

3- تجويد ابن الطحان وهو كتاب تجويد للإمام عبد العزيز بن علي السماتي المشهور بابن الطحان (ت: 650هـ) أفاد منه ابن الجزري أثناء حديثه عن أنواع المفخمات حيث قال: "قال ابن الطحان الأندلسي في تجويده: المفخمات على ثلاثة أضراب:...".

4- التحديد في الاتفاق والتجويد، كتاب تجويد للإمام أبي عمرو الداني (ت: 444 هـ) أفاد منه ابن الجزري عند حديثه عن وجوب بيان الظاء إذا جاء بعدها تاء فقال: "قال الداني في كتاب التحديد له: "وقد جاء عن أبي عمرو والكسائي مالا يصح في الأداء ولا يؤخذ به في التلاوة...".

5- رفع الحجاب عن تنبيه الكتاب مؤلف في ظاءات القرآن الكريم للإمام أبي جعفر أحمد بن يوسف بن مالك (ت: 779هـ) أفاد منه الجزري عن عند حديثه عن ظاءات القرآن وضاداته حيث قال: "فمن أراد الإحاطة بالظاءات فعليه برفع الحجاب تنبيه الكتاب..".

6- الرعاية لتجويـد القـرآن مؤلف في التجويد للإمـام مكي بن أبي طالب القيسي (ت: 437 هـ) أفاد منه ابن الجزري في مواضع عدة منها ما كان لدى حديثه عن الإدغام حيث قال: "قال مكي في الرعاية: هو بمنزلة الماشي يرفع رجله مرتين أو ثلاث مرات ويردها في كل مرة إلى الموضع الذي رفعها منه".

7- مصنف فارس بن أحمد مصنف في التجويد لشيخ الإمام الداني نزيل مصر الإمام فارس الحمصي الضرير (ت: 401هـ) أفاد منه ابن الجزري عند تعرضه لغنة النون عند حروف الإظهار فقال: "وذكر شيخ الداني فارس بن أحمد في مصنف له أن الغنة ساقطة منها إذا أظهر، وهذا مذهب النحاة وبه صرحوا في كتبهم وبه قرأت على كل شيوخي…".

8- مصنف في الرد على من جوز الوقف على "لا" دون "جزم" وهو مصنف يعالج إحدى مسائل التجويد للإمام مكي بن أبي طالب (ت: 437هـ) أفاد منه ابن الجزري في حديثه عن الوقف على "لا" فقال: "ولأبي محمد مكي مصنف في الرد على من جوز الوقف على "لا" دون "جزم" وألزمه بأشياء من اعتقدها فهو كافر".

9- نهاية الإتقان من تجويد القرآن لأبي الحسن شريح بن محمد بن شريح الأندلسي (ت: 537هـ) أفاد منه ابن الجزري عند حديثه عن إبدال التاء طاء فقال: "قال شريح في نهاية الإتقان: من العرب من يبدل التاء طاءً ثم يدغم الطاء الأولى فيها فيقول: "أحط"، و "فرط" وهذا مما يجوز في الكلام الخلق لا في كلام الخالق"، وغير ذلك من المصنفات التي نقل عنها بالمعنى ولم يشير إلى أنه نقل عنها.

II - كتب اللغة: وتمثلت فيما يلي:
1- التنبيه على شرح مشكلات الحماسة لأبـي الفتح عثمـان بن جني (ت: 792 هـ) أفاد منه ابن الجزري أثناء حديثه عن قلب الضاد ظاء عند بعض العرب فقال: "وقد حكى ابن جني في كتابه التنبيه وغيره أن من العرب من يجعل الضاد ظاءً مطلقاً في جميع كلامهم، وهذا غريب وفيه توسعة للعامة".

2-كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: 175هـ) وهو من أجل كتب اللغة، مؤلف على طريقة المعاجم، تناول فيه الخليل أصول الكلمات اللغوية، أفاد منه ابن الجزري في مواضع عديدة منها ما كان عند حديثه عن الحروف الصتم التي ليست من الحلق".

3- الخصائص لابن جني، أفاد منه ابن الجزري لدى حديث عن شواذ الهمز فقال: "... فقال ابن جني في باب شواذ الهمز من كتاب الخصائص له: ومن شاذ الهمز عندنا قراءة الكسائي "أئمة" بالتحقيق فيها، فالهمزتان لا تلتقيان في كلمة واحدة إلا أن يكونا عينين نحو: سال وسار وجار، فأما التقاؤهما على التحقيق من كلمتين فضعيف عندنا وليس لحناً، ثم قال: لكن التقاؤهما في كلمة واحدة غير عينين لحن إلا ما شذ مما حكيناه في خطاء وبابه..".

4- الكتاب لسيبوبه (ت: 180هـ) وهو أحد أهم كتب النحو والصرف قسمه سيوبه أبواباً وتحت كل باب جملة من المسائل النحوية وقد اكتنف هذا الكتاب الكثير من الغموض أوضحه بعض من جاء بعد سيبويه أفاد منه ابن الجزري في مواضع عدة منها عند حديثه عن مخارج الحروف حيث قال: "مخارج الحروف عند الخليل سبعة عشر مخرجا، وعند سيبويه وأصحابه ستة عشر لإسقاطهم الجوفية...".


الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها    الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها  Emptyالأربعاء 10 فبراير 2016, 6:12 am

ثانيـاً: رواياته عن شيوخه
تشكلت مادة مؤلفات ابن الجزري في علم التجريد -أيضاً- من سماعاته عن شيوخه، حيث كثيراً ما نجده يسوق الخبر رواية مسموعة عن شيوخه ومن ذلك مثلاً ما ساقه من خبر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في شأن الوقف، واستدل به على عدم جواز القطع على المعنى القبيح.

قال ابن الجزري أخبرنا ابن الشيخ عمر بن أملية قال أنبأنا ابن البخاري قال: أنبأنا ابن طبرزد: قال أنبأنا أبو البدر إبراهيم بن محمد الكرخي: قال أنبأنا، الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي قال أنبأنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي قال: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي، قال: أنبأنا أبو داود  سليمان بن الأشعت، قال: أنبأنا مسدد، قال: أنبأنا يحي عن سفيان بن سعيد، قال: أخبرني عبد العزيز بن رفيع عن تمتم الطائي عن عدي بن حاتم قال: جاء رجلان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-  فتشهد أحدهما فقال: من يطع الل ورسوله فقد رشد، ومن يعصيهما، ووقف، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "قم واذهب، بئس الخطيب".

ونرى من خلال هذا النص:
أن ابن الجزري قد ساق متن هذا الحديث من سماعه عن شيخه بسنده المتصل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يرض أن يسوقه من أحد كتب الحديث التي خصصت لهذا الغرض.

ومن ذلك أيضاً ما نقله عن الإمام الداني بسنده لا من كتبه في شأن ظاءات وضادات القرآن فقال ابن الجزري: ومن أحسن ما نظم فيه ما أخبرني به الشيخ عبد الكريم التونسي –قراءة مني عليه– قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بلاال الأنصاري قال: أخبرنا ابن الغماز، قال: أخبرنا ابن سلمون قال: أخبرنا ابن هذيل، فقال: أخبرنا أبو داود، قال: أملي علينا الشيخ أبو عمرو الداني من نظمه:
فكظمت غيـظ عظيم ما ظنت بنا
ظفـــرت شوظ بحظها من ظلمنا
وظللت انتظـــر الظلال لحفظنا
و ظعنت أنظـر فــي الظهرة ظلة
ظهـر الظهار لأجل غلطة وعظنا
وظمئت في الظلما ففي عظمي لظي
وحظرت ظهر ظهيرها من ظفرنا 
أنظرت لفظــي كـي تيقظ فظـه


وفي هذا المثال نلاحظ أنه بالرغم من أن مؤلفات الإمام الداني متوفرة لدى ابن الجزري إلا أنه أبى إلا أن يسوق هذه الأبيات بسماعه من شيخه، ولعل هذه الأبيات مما لم تتضمنها مصنفاته.

المطلب الثالث: مصادره في تراجم القراء
لقد تنوعت مصادر مؤلفات ابن الجزري في تراجم القراء بحسب ما يلي:
أولاً: المشاهدة والمشاركة
لقد كان لاحتكاك ابن الجزري بالعديد من العلماء والمحدثين والقراء أثناء إقامته وأثناء رحلاته الكثيرة ومشاركته في الحياة العلمية أثر بارز في مؤلفاته في تراجم القراء، أعني بالذات كتابه: غاية النهاية؛ إذا هو الكتاب الوحيد الموجود الآن؛ حيث أتيحت له فرصه جمع زحم هائل من المادة العلمية حول من ترجم لهم ممزوجة بذاتية مورده، على اعتبار أن عنصر المشاهدة وإبراز الذات واضح من خلالها، وبرز ذلك خاصة فيمن ترجم لهم من معاصريه ومن لقيهم ومن حدثه عنهم شيوخه..

وقد كان ابن الجزري في كتابه غاية النهاية يصدر هذه المادة العلمية  لتراجمه بألفاظ دالة على المعاصرة والمشاهدة وذلك نحو: قوله «رأيته»، «اجمعت به»، «قال لي»، «بلغني»، «ترجمه لي»، «قرأت عليه»، «قرأ علي»، «سألته»، «سألت عنه»، «صاحبنا»، «شيخنا»، «ابنتي»، «في وقتنا»، «لازمني».

ومن الأمثلة التفصيلية لذلك ما يلي:
1- ذكر في ترجمة محمد بن مسعود سعد الدين الكتاني المالكي المولود سنة سبعمائة شهادات الشاهد فيه هو ابن الجزري نفسه فقال: "رأيته يجلس بحانوت الشهود بشارع جامع بشتاك خارج القاهرة، وقصدت القراءة عليه فلم يتفق، لكنه أجاز من استدعاه ...".

2 – وقال أيضاً في ترجمة  عبد الله الضرير العجمي: "... لا أعرف من قرأ عليه إلا أنني رأيته يقرئ القرءات السبع، ويستحضر الشاطبية وشروحها عنده  وإذا طلب منه أحد تحقيق مسألة فتح الخزانة ومد يده وأخرج الكتاب الذي فيه تلك المسألة وفتحه وناوله الطالب، ووضع يده على موضعها اجتمعت به مرات وكان مقيما بالزاولية الغزلية شمالي الجامع".

والملاحظ في هذين المثالين:
أن عنصر المشاهدة كان المصدر الوحيد لابن الجزري في ترجمة هذين المقرئين، ولعل هذا ما يعطي مؤلفات ابن الجزري تلك القيمة العلمية التاريخية العالية حيث يسوق أخباراً عن تراجمه مصدرها الوحيد هو شهاداته وملاحظاته الذاتية.

ثانيـاُ: المشـافهــة
شكلت روايات ابن الجوزي الشفوية مصدراً هاماً لمادة تراجمه وقد ساعده في ذلك سعة حفظه ودقة ضبطه وبراعته في معرفة أحوال الرجال وكشف علل الأسانيد.

ولما كانت تراجمه لم تتحدد بمعاصريه فقط، وتناولت من قبلهم كان لزاماً عليه الاعتماد على الرواية الشفوية خاصة في شأن أولئك الذين لم يترجم لهم في مصنفات سابقيه.

ومن الأمثلة التي يظهر فيها هذا المصدر ما يلي:
1 – قال ابن الجزري في ترجمة أبي جعفر أحمد بن عبد الخالق الجدلي المتوفى سنة ستين وسبعمائة: "... قرأ عليه بعض القرآن بالقراءات صاحبنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن ميمون البلوي وترجمه لي وأخبرني أنه توفى بمالقه في طاعون سنة خمس وستين وسبعمائة عن بضع وستين سنة".

وكان اعتماد ابن الجزري في ترجمة الجدلي على محمد البلوي وهو أحد تلاميذ الجدلي، وهو من جهة أخرى هو صاحب لابن الجزري.

وكان الراوي له أغلب أحوال قراء المغرب الإسلامي إذ أقام بالأندلس طويلاً.

2- قال ابن الجزري في ميلاد أبي العباس الفيروز أبادي: "ولد بعيد السبعين وستمائة كما أخبرني حفيده المحدث...".

3- وقال أيضاً في وفاة أبي العباس العسقلاني: "توفي سنة أربع وعشرين وسبعمائة فيما أخبرني ولده..".

وفي هذين المثالين:
كان مصدر ابن الجزري ما أخبره به أهل المترجم له وأقاربه وهم في أغلب الأحوال أعلم الناس بوفاة وميلاد القريب.

4-وقال أيضاً في ترجمة أحمد بن علي بن تميم الغزي المعروف بالشريف الحسيني المتوفى سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة: "أخبرني الشيخ الإمام الزاهد عز الدين حسين الخلاطي عن إقراره أنه لم يكن شريفاً، وأنه قال: وإنما حملني على إدعاء نسب الشرف مغالاتي في حب آل البيت".

واعتماد ابن الجزري في هذا المثال على الرواية عن أحد شيوخه الذين عاصروا المترجم له وكانت لهم معه محادثات ومقابلات.

ثالثـا: المساءلــة
واعتمد ابن الجزري أيضا في إيضاح بعض المسائل المتعلقة بتراجمه على سؤال يوجه إلى من يظن أنه على دراية بالمسألة وذلك إما بسؤال مباشر يوجه للمترجم له نفسه أو بسؤال غير مباشر يوجه إلى من له معرفة به.

ومن الأمثلة المبينة لذلك ما يلي:
1- قال ابن الجزري في ترجمة شهاب الدين أحمد بن محمد بن بيبرس الشهير بابن الركن المقرئ: "..سألته عن مولده فقال: سنة بضع وعشرين وسبعمائة".

2-وقال أيضاً في ترجمة أبي عبد الله الحفار: "سألت عنه صاحبنا محمد بن محمد بن ميمون فقال لي: إمام محدث ومقرئ مجود ضابط وأخبرني أن مولده سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة تقريبا، وفارقه سنة سبعين وسبعمائة وهو على قيد الحياة".

واتضح من خلال المثالين:
أن ابن الجزري استقى مادته من خلال سؤل مباشر ففي المثال الأول وجه السؤال للمترجم له نفسه وهو أعلم الناس بتاريخ ميلاده، وفي المثال الثاني وجه السؤال إلي معاصر ومعاشر للمترجم له، حيث كان محمد البلوي أحد القراء الذين أقاموا ببلاد الأندلس دهراً طويلاً فعرف عن قرائهم الكثير.

رابعـاً: الخطــوط
اعتمد ابن الجزري كثيراً على ما يجده من خطوط منسوبة إلى أصحابها، وكان أخذه بها في ترجمة أوليك الذين لايعرفهم وليس له دراية بأحوالهم ولم تكتب المصنفات عن أخبارهم.

ومن الأمثلة التي تبين ذلك ما يلي:
1 – ما ذكره ابن الجزري في ترجمة أحمد بن يحي بن مالك السوسي حيث قال: "لا أعرفه لكن رأيت بخط الذهبي أن عبد الوهاب بن عطاء  قرأ عليه وكذا انقلب عليه، وإنما قرأ على عبد الله بن عطاء وهو أبو نصر الخفاف".

2 – وما ذكره أيضاً في ترجمة محمد بن إبراهيم المقانعي حيث قال: "... رأيت بخط الحافظ أبي عبد الله الذهبي أن إبراهيم بن الحسن الباهلي أخذ الحروف عنه، وأنا لا أعرف ولا على من قرأ".

3 – وما ذكره كذلك في ترجمة أبي القاسم المعافري  حيث قال: "... قرأت بخط القصاع   في ترجمته: وكان ثقة ضابطاً مشهوراً في مشيخة المصريين لم يكن في طبقته مثله".

خامساً: الوجـادة
واعتمد ابن الجزري أيضاً على ما يجده مخطوطاً أو منقوشاً على الأحجار والقبور إذا كان فيه ما يفيد الترجمة، خاصة في معرفة سنوات الوفاة أو الميلاد ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره ابن الجزري في ترجمة أبي موسى جعفر بن مكي الموصلي شيخ شيراز حيث قال: "توفي خامس عشر ربيع الآخر سنة ثلاث عشر وسبعمائة بمدينة شيراز ودفن ظهرها، كذا وجدت على قبره".


الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها    الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها  Emptyالأربعاء 10 فبراير 2016, 6:17 am

سادساً: المؤلفات السابقة
تعد المؤلفات السابقة مصدراً أساساً ومورداً لا غنى عنه في جمع مادة تراجم ابن الجزري، خاصة في تلك التراجم التي كانت في طبقة قبل طبقة شيوخه؛ حيث تنحصر معرفتهم –غالباً- فيما حوته مؤلفات معاصيرهم.

وكان ابن الجزري قد ذكر أهم الكتب التي اعتمدها في بناء مادة تراجمه وهما كتابي الإمام الداني والإمام الذهبي، إلا أن هذين الكتابين لا يشكلان كل الموارد لمادة طبقات القراء لابن الجزري وإن كانا يعتبران أهم تلك المصادر.

ونظراً لكثرة تلك المصادر فإن يعسر حصرها وتعدادها جميعاً ولذا آثرت أن أذكرها مجملة بحسب موضوعاتها مع التمثيل لكل منها.

I – كتب التراجم والتاريخ
1- طبقات القراء: أبو عمر الداني.
2- معرفة القراء الكبار على الطبقات والإعصار: أبو عبد الله الذهبي.
3- تاريخ بغداد: أبو بكر أحمد بن علي الخطيب.
4- وفيات: الحافظ ابن زير.
5- التاريخ الكبير: البخاري.
6- أخبار النحويين: علي بن إبراهيم القفطي.
7- التاريخ : عبد الغفار الفارسي.
8 – تاريخ بغداد: أبو سعد بن السمعاني.
9– التاريخ: علي بن محمد الزنجي.
10- طبقات القراء: أحمد بن فضل الباطرقاني.
11–  تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام: أبو عبد الله الذهبي.
12– الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف مـن الأسمــاء والكنـى والأنساب: لعلي بن هيبة الله بن ماكولا.
13 –  تاريخ نيسابور: الحاكم أبي عبد الله بن البيع.
14 -  تاريخ دمشق: لأبي الحسن علي بن حسن المعروف ابن عساكر وغير ذلك.

II كتب القراءات:
اعتمد ابن الجزري في تصحيح بعض الأسماء ومعرفة مؤلفات وأسانيد القراء على بعض كتب القراءات التي أشارت إلى بعض ذلك.

أهم تلك الكتب ما يلي:
1 – الإقناع في القراءات السبع: لابن الباذش.
2 – حلية القراء: أبي الفخر حامد بن علي الجاجاني.
3 – المرشد الوجير: لأبي شامة.
4 – مفردة حمزة: أبو علي الأهوازي.
5 – مفردة عاصم: أبو علي الا هوازي.
6 – مفردة الكساني: أبو علي الا هوازي.
7 – الكافي في القراءات السبع: لمحمد بن شريح الرعيني.
8- مفردة يعقوب: الحافظ أبو العلاء الهمذاني... وغير ذلك.

III – أعلام الجروح والتعديل:
أفاد ابن الجزري من أقوال أصحاب السنن الذين لهم عناية بذكر أحوال الرجال تجريحاً وتعديلاً، توثيقاً وتضعيفاً والذي سوغ هذه الاستفادة الاشتراك في الرجال إذ نجد الكثير من الرواة الأحاديث هم رواة للقراء أيضاً.

وما قام به إبن الجزري في طبقاته هو عمل محدثين أكثر منه عمل قراء إذ طغى فن الدراية على فن الرواية فيها.

أهم من اعتمد أقوالهم في ذلك هم:
ابن حبان وابن معين وأبو حاتم وأبو داود والنسائي والدارقطني وأبو زرعة والحاكم وغيرهم.
 
المبحث الثاني: 
منهج ابن الجزري في الإفادة من مصادره
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: منهجه في النقل.
لقد كان لابن الجزري منهجه المرتضى في النقل والاقتباس من موارده الكثيرة وبالرغم من كثرتها وتنوع طرق الاستفادة منها فإنه تحلى بالأمانة والدقة في النقل.

وذلك يتضح من خلال النقاط التالية:
أولاً: الإسناد إلى المصادر
لقد حرص ابن الجزري حرصاً شديداً على أن يذكر مصادره في كل ما ينقله من مادة علمية في مؤلفاته، ولم يكتف بذكر مهماتها في مقدمات كتبه فحسب، بل نجده مع ذلك يعزوكل قول نقله إلى مصدره، لكنه في غالب الأحيان يكتفي بإسناد القول المنقول إلى مؤلفه مع إغفال ذكر الكتاب الذي نقل منه، وقد يكون للمؤلف الذي نقل عنه أكثر من مؤلف مما يصعب تحديد مصدر القول المنقول.

وهذه هي السمة الغالبة في نقول ابن الجزري، ومن بين الأمثلة على ذلك قوله في ترجمة الداني: "قال ابن بشكول: كان أحد الأئمة في علوم القرآن ورواياته و تفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه وجمع في ذلك تآليف حساناً يطول تعدادها و له معرفة بالحديث وطرقه، وأسماء رجاله ونقلته، وكان حسن الخط جيد الضبط من أهل الحفظ والذكاء والتفنن ديناً فاضلاً ورعاً سنياً".

و قال أيضا في ترجمة أبي بكرة عبد الرحمان بن نفيع الثقفي المقرئ: "وقال ابن معين: ولد سنة أربع عشرة وتوفي سنة ست وتسعين"

وفي هذين المثالين نلحظ أنه أسند القول إلى صاحبه دون ذكر الكتاب الذي نقل منه.

و قال ابن الجزري أيضاً في الترجمة الثقفي السابقة: وروي البخاري في التاريخ أنه أول مولود ولد بالبصرة...".

وقال أيضاً في ترجمة السخاوي: "قال الحافظ أبو عبد الله في تاريخ الإسلام: قرأ عليه خلق كثير إلى الغاية، و لا أعلم أحد من القراء في الدنيا أكثر أصحاباً منه" وقال أيضاً في الوقف: "قال الأستاذ أبو محمد علي بن سعيد العماني في كتابه المرشد في الوقف و الابتداء: "ومالي لا أعبد الذي فطرني" في سور يس "ما" كلمة واحدة وهي حرف نفي و "لي" كلمة أخرى فهما كلمتان..

وفي هذه الأمثلة يسند ابن الجزري القول إلى صاحبه وإلى كتابه، وهذا قليـل.

وربما كان ينقل عن مؤلف ويسمى كتابه غير أنه لا يسمى الكتاب كاملاً ويكتفي بذكر لفظ موجز يدل عليه، وذلك نحو قوله: "قال عبد الغفار الفارسي في تاريخه..." وقوله: "قال محمد بن علي الزنجي في تاريخه..." وقوله: "ذكر أبو طاهر السلفي في معجمه ..."

وربما كان يسند القول إلى الكتاب دون ذكر مؤلفه وذلك نحو قوله: "قاله في الكامل" وقوله: "وهو الذي في التسيير والكافي والهداية والهادي والتبصرة..." وقد نجده أحياناً يسند القول إلى طائفة من العلماء بناء على استقراء أقوالهم أو ما أشتهر في مذهبهم من غير أن يسند ذلك إلى كتاب معين ومن ذلك مثلاً قوله: "قال أصحابنا الشافعية وغيرهم..." وهذا قليل نادر إذ من أبرز سمات منهجه في النقل إسناد الأقوال إلى قائليها، وقد يسندها إلى مؤلفاته، وإن قل عنده هذا الأخير.

ثانيـاً: أسـاليـب النقـل
يتبين من خلال تتبع مؤلفات ابن الجزري سواءً ما كان منها في القراءات أو التراجم أو التجويد أنه يعتمد في نقله عن مصادره على الأساليب التالية:
أ – النقل المباشر:
وهو أن ينقل من المصدر النص كاملاً، مباشرة دون واسطة، وهذا، الأسلوب هو الشائع الغالب في نقول ابن الجزري، ومن بين الأمثلة لذلك ما نقله ابن الجزري في ترجمة الهذلي عن الذهبي فقال: "قال الذهبي: وله أغاليط كثيرة في أسانيد القراءات، وحشد في كتابه أشياء منكرة لا تحل القراءة بها ولا يصح لها إسناد"

وإذا ما رجعنا إلى كتاب معرفة القراء الكبار للذهبي فإننا نجد هذا المنقول بنصه  فيه  وهو من قول الذهبي حيث لم يكن نقله عن غيره.

ب ـ النقل غير المباشر:
وهو أن ينقل رأياً لأحد الأئمة عن طريق إمام آخر فيكون القول قول صاحبه وعهدة النقل على الوسيط الناقل، ومن بين الأمثلة الموضحة لذلك قول ابن الجزري في ترجمة ورش: "وقال النحاس: قال لي أبو يعقوب الأزرق: إن ورشاً لما تعمق في النحو وأحكمه اتخذ لنفسه مقرأ..." فهذا نص نقله ابن الجزري عن الأزرق تلميذ ورش بواسطة النحاس.

وقال أيضاً في أصل كلمة (كلا): "وقال أحمد بن يحي  فيما ذكره مكي: إن أصل كلا (لا) التي للنفي، ودخلت عليها كاف التشبيه فجعلتها كلمة واحدة وشددت لتخرج الكاف عن معنى التشبيه، فهي عنده رد لما قبلهما".

وهذا النص أيضاً هو لأحمد بن يحي النحوي ونقله عنه ابن الجزري بواسطة مكي بن أن طالب.

جـ - النقل الحرفي:
وهو أن ينقل من المصدر النص بتمامه وكماله دون تصرف في مادته بتقديم أو تأخير أو زيادة أو حذف أو تغيير، فيبقي على اللفظ والأسلوب والمعنى، وهذا ما ألتزم به ابن الجزري في معظم نقوله ومن ذلك مثلاً ما نقله عن أبي محمد مكي في مصنفه الذي ألحقه بكتاب الكشف له فقال: "فإن سأل سائل فقال: فما الذي يقبل من القرآن الآن فيقرأ به، وما الذي لا يقبل ولا يقرأ به؟ فالجواب: إن جميع ما روي في القرآن على ثلاثة أقسام: قسم يقرأ به اليوم...

والقسم الثاني:
ما نقله عن الأحاد وصح وجهه في العربية وخالف لفظ خط المصحف...


والقسم الثالث:
هو ما نقله غير الثقة أو نقله ثقة ولا وجه له العربية..." وهذا النص هو بتمامه وكماله في كتاب الإبانة لمكي بن أبي طالب.

ومن ذلك مثلاً ما نقله عن ابن غلبون في مد وقصر حرف (ميم) من (ألم) فقال: "وقال الأستاذ أبو الحسن طاهر بن غليون في التذكرة: وكلا القولين حسن غير أني بغير مد قرأت وبه آخذ" وإذا عدنا إلى كتاب التذكرة فإننا نجد هذ النص بلفظه وحرفه.

د- النقل بالمعنى والفكرة:
وهو ألا ينقل النص بلفظه وإنما يكتفي بنقل مدلول النص ومعنى الألفاظ، وهذا ما نجده يكثر استعماله عند ابن الجزري لدى نسبة القراءات والأوجه والطرق إلى أصحابها فهو يجمل الموضوع ويجمل المنسوب إليهم دون تقيد بلفظ المنسوب إليه.

ومن ذلك مثلاً ما ذكره حين تحدث عن مراتب المدود حيث قال: "... وهذه المرتبة أيضاً في غاية أبي العلاء لقتيبة عن الكسائي، وفي مبسوط ابن مهران لورش وهي أيضاً في جامع البيان لحمزة في غير رواية خلاد...".

وهنا في هذا المثال لا نجد ابن الجزري ينقل النص بلفظه وإنما اكتفى بنقله معنى ومدلولاً وفكرة؛ حيث كان حسبه أن يذكر أن هذه المرتبة هي المعتمدة في كل من كتاب الغاية للهمذاني والمبسوط لابن مهران وجامع البيان للداني، دون أن يسوق نصاً من أحد هذه المصادر.

وقال أيضاً في وجهي الإبدال والتسهيل لورش في الهمزتين المفتوحين: "وذكر الوجهين جميعاً ابن شريح والشاطبي والصفراوي وغيرهم".

وهذا نص ابن الجزري ليس فيه دلالة على النقل الحرفي وإنما يكتفي بذكر مدلولات نصوص أولئك الأئمة في المسألة ويورد ذلك إجمالاً، بناء على ما جاء في حرز الأماني للشاطبي والكافي لابن شريح والإعلان للصفراوي.


الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها    الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها  Emptyالأربعاء 10 فبراير 2016, 6:24 am

ثالثـاً: دقته في النقل
من خلال تتبعي للكثير من النصوص التي نقلها ابن الجزري سواء كان ذلك بلفظها أو بمدلولها ومعناها فإني وجدته دقيق النقل أميناً فيما يورده من أقوال ومدلولاتها وفي نسبتها إلى مصادرها، فإن نقل نقلاً حرفياً حافظ على اللفظ والتزم به وإن نقل بالمعنى تحرى العبارة المناسبة التي تحفظ المنقول من تغيير في مدلوله وإيهام غير المراد منه.


وأسوق جملة من الأمثلة الشاهدة لذلك والدالة عليه.
1- أسند ابن الجزري في كتاب النشر الخلاف في كلمة (يخصمون) من قوله تعالى: "..تأخذهم وهم يخصمون" إلى قالون حيث قرئت بإسكان الخاء واختلاسها، وذلك بناء على ما قاله ابن شريح في كتابه فقال: "فأما قالون... وذكر له صاحب الكافي الوجهين جميعاً...".
2- وإذا ما عدنا إلى كتاب الكافي في القراءات السبع لابن شريح فإننا نجد ذلك بمعنـاه تمامـاً حيث قـال ابـن شريـح صاحب الكافـي: "قـرأ قالون وحمزة (يخصمون) بإسكان الخاء، وقرأتها أيضاً لقالون مختلسة...".
وعلى الرغم من أن ابن الجزري لم ينقل من الكافي نقلاً حرفياً إلا أن نقله للمعنى كان دقيقاً حيث نسب الوجهين: الإسكان والاختلاس لقالون من طريق الكافي الذي نص على الوجهين معاً صراحة.
3- ونقل أيضاً عن أبي البقاء العكبري  ما حكاه من قول الجمهور في فتح الياء من (ومالي) الواقعة في قوله تعالى: "ومالي لا أعبد الذي فطرني" حيث قال: "وقال الشيخ أبو البقاء العكبري في إعرابه في سورة يـس: (ومالي) الجمهور على فتح الياء لأن ما بعدها في حكم المتصل بها.
4- ، إذا كان لا يحسن الوقف عليها والابتداء.
5- ، "ومالي لا أرى الهدهد" بعكس ذلك".
وإذا ما رجعنا إلى ما قاله العكبري في كتابه فإننا نجد ذلك بنصه كاملاً دون زيادة أو حذف أو تصرف فيه.
6- ونقل أيضاً عن سيبويه ما حكاه في شأن تكرير الراء فقال: "قال سيبويه: والراء إذا تكلمت بها خرجت كأنها مضاعفة".
وإذا ما عدنا إلى ما قاله سيبويه في كتابه: الكتاب فإننا نجد ذلك بلفظه دون تصرف فيه.
7- ونقل أيضاً عن الإمام الداني ما أثبته لابن كثير المكي من فتح ياء الإضافة في قوله تعالى: "عندي أو لم يعلم" فقال: "...واختلف فيها عن ابن كثير فروى جمهور المغاربة والمصريين عنه الفتح من روايتيه،... وهو ظاهر التسيير وهو الذي قرأ به الداني من روايتي البزي وقنبل عنها...".

وإذا رجعنا إلى ما نص عليه الداني في التسيير فإننا نجد معناه ومدلوله ما نقله ابن الجزري دون أن يخل نقله بذلك، قال الداني في التسيير: "اعلم أن كل ياء بعدها همزة مفتوحة... فالحرميان  وأبو عمرو يفتحونها حيث وقعت…".

ومن خلال هذه النماذج جميعها تتضح مدى دقة ابن الجزري في نقله من مصادره، فإن هو نقل نقلاً حرفيا التزم بحرفية المنقول، ويورده كما هو في أصله، وإن هو نقل الفكرة والمعنى راعى في ذلك ما يفيد القصد ويؤدي الغرض من العبارات دون أن يوهم بذلك معنى غير مراد من المنسوب إليه القول.

ولذا فإنه يمكننا الاعتماد على ما ينقله وأن نعتبره مصدراً من مصادر توثيق أراء القراء والنحاة والمؤرخين خاصة تلك التي فقدت مصادرها.

المطلب الثاني: نقد المصادر ومادتها العلمية.
بالرغم من أن ابن الجزري قد اعتمد كثيراً من المصادر في بناء مادة مؤلفاته ونقل منها الكثير من مادتها العلمية، فإنه لم يكن مجرد ناقل من هنا وهناك، مالئاً مؤلفاته بأقوال سابقيه وعارضاً لأرائهم فحسب، بل كانت له نظرته الناقدة ورأيه الخاص في كل ما ينقله من أقوال وأراء كما كانت له نظرته في مصادرها جملة، ولا عجب في ذلك إذ نجده يشترط على نفسه ذلك ويشير إليه في بعض الكتب حيث قال في مقدمة النشر: "... لم أدع عن هؤلاء الثقات حرفاً إلا ذكرته ولا خلفاً إلا أثبته، ولا إشكالاً إلا بينته وأوضحته، ولا بعيداً إلا قربته، ولا مفرقاً إلا جمعته ورتبته، منبها على ما صح عنهم وشذ، وما انفرد به منفرد وفذ، ملتزماً للتحرير والتصحيح والتضعيف والترجيح معتبراً للمتابعات والشواهد".

ولا يمكنه أن يلتزم للتحرير والتصحيح والتضعيف والترجيح دون نقد لما ينقله عن مصادره التي تميزت إما بالجمع دون تصحيح وإما بالاقتصار على بعض الصحيح من القراءات.

وقد ساعده في ذلك تنوع مصادره وكثرتها، حيث نجده كثيراً ما يقابل النصوص ببعضها إذا جاءت في كتب مختلفة، كما نجده أيضاً يقابل النصوص المكتوبة بما رواه سماعاً أو قراءةً عن شيوخه، وما أجمع على نقله ليس كما انفرد به، وما رواه الأعم الأغلب ليس كما رواه الأقل، وما نقله التلاميذ المقربون عن شيوخهم ليس كما نقله الأبعدون، وما جاء عن الثقات المعروفين ليس كما جاء عن غيرهم المجهولين.

ولعل أهم خصلة تميزت به مؤلفات ابن الجزري في علم القراءات تتمثل ـجملةـ في تصديه لنقد مصادره التي تمثل أغلب مصنفات القراءات التي كانت قبله، وتتمثل –تفصيلاً– في نقد ما ينقله عنها نصاً نصاً فيما كان منها من قراءات وأوجه منسوبة إلى القراء.

وسوف أسوق أمثله بها يتضح ذلك ويتجلى
أولاً: نماذج لنقد المصادر جملة.
أعني بنقد المصادر جملة أن يأتي ابن الجزري بنقد جامع شامل للمصدر كله، دون أن يخص ذلك النقد نصاً بعينه، سواء كان ذلك بصدد الكتاب أو بصدد مؤلفه.

ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
ما ذكره في الإمام أبي القاسم الهذلي صاحب الكامل في القراءات حيث قال: "... وقد وقع له أوهام في أسانيده، وهو معذور في ذلك، لأنه ذكر ما لم يذكره غيره، وأكثر القراء لا علم لهم بالأسانيد، فمن ثم حصل الوهم، وللحافظ أبي العلاء الحواش على ذلك رد أكثرها إلي الصواب وسكت عن كثير...".

نجد خلال هذا النص الذي ذكره ابن الجزري نقداً مجملاً لكتاب الإمام الهذلي تمثل في نسبته إلى الوهم في كثير من أسانيده، وقدم اعتذاراً له، وهذا من دلالة حسن الأدب مع غيره من العلماء: ثم علق على حواش أبي العلاء على كتاب الكامل بأنها لم يصحح فيها كل الأوهام.

2 – وقال أيضاً في شأن كتاب المفيد لأبي عبد الله الحضرمي: "... وهو كتاب مفيد كاسمه، اختصر فيه كتاب التلخيص لأبي معشر الطبري وزاده فوائد".

وتمثل نقد ابن الجزري لهذا الكتاب في وصف بالحسن والتعليق على أنه زيدت فيه فوائد على كتاب التخليص.

3 – وأشاد أيضاً بالإمام الداني وبكتبه فقال: "...ومن نظر كتبه علم مقدار الرجل وما وهبه الله تعالى ، فيها فسبحان الفتاح العليم، ولا سيما كتاب جامع البيان فيما رواه في القراءات السبع... وكتاب طبقات القراء في أربعة أسفار وهو عظيم في بابه..." وقال في موضع آخر: "...كتاب جامع البيان في القراءات السبع... وهو كتاب جليل في هذا العلم لم يؤلف مثله الإمام الحافظ الكبير أبي عمرو الداني، قيل أنه جمع فيه كل ما يعلمه في هذا العلم"

4 – وقال أيضاً في شأن كتاب جمال القراء وكمال الإقراء للإمام السخاوي: "...وهو غريب في بابه جمع أنواع من الكتب المشتملة على ما يتعلق بالقراءات والتجويد والناسخ والمنسوخ والوقف والابتداء وغير ذلك ومن جملته النونية له في التجويد" وقال فيه أيضاً: "... وهو من أجل الكتب".

وكل هذا النماذج تدل على أن ابن الجزري اهتم بنقد مصادره التي اعتمدها في مؤلفاتها جملة، فلا يكاد يذكر مصدراً إلا ويبين رأيه فيه من حيث العموم، فقد وصف جمال الإقراء بالغرابة في طريقة التصنيف وبالإجلال من حيث محتواه كما وصف جامع البيان بجلالة قدر صاحبه وأنه جامع لكل علمه، وكتاب الطبقات للداني بأنه كتاب عظيم في بابه.

ثانياً: نماذج لنقد المصادر تفصيلاً.
وأعني بذلك نقد ابن الجزري لما ينقله من نصوص من مصادر، نصاً نصاً دون أن يكون ذلك متعلقاً بالنقد الإجمالي لمصدر النص أو لصاحبه، وهذا النوع نجده يكثر عند ابن الجزري حيث لا يكاد يسوق نصاً إلا وهناك إشارة إلى نقده، إما بالتصحيح أو بالتضعيف.

ومن الأمثلة المبينة لذلك ما يلي:
1-    ما ذكره في اسم إبراهيم اليزيدي حيث قال: "إبراهيم بن محمد اليزيدي كذا وقع في كتاب ابن مجاهد وتبعه ابن الفحام في التجريد، وهو غلط والصواب: إبراهيم بن أبي محمد بن يحي اليزيدي".

وفي هذا النص انتقاد لما جاء في كتاب ابن مجاهد: السبعة في القراءات وما كان قد تبعه فيه صاحب التجربد من تصحيف لنسب إبراهيم الصحيح. وقلّ ما نجد مثل هذه التصحيحات إلا عند الأئمة المتخصصين المتمكنين من خفايا الفن.

2-    وما ذكره في قراءة إبراهيم بن إسحاق الطبري  عن الزنيبي  حيث قال: "وقال الهذلي: إنه قرأ على الزينبي ولا يصح ذلك لأنه ولد بعد وفاته بست سنين".

3-    وهنا نجد ابن الجزري ينتقد قول الهذلي بدليل قاطع لا يتحمل الشك ولا يدل إلا على وهم الهذلي.

4-    وما ذكره فيما ذهب إليه بعض الأئمة في وفاة المقرئ المعروف أبي جعفر أحمد بن حرب بن غيلان المعدل البصري حيث قال: "وقال الحافظ ابن زبر في وفياته: "توفي أحمد بن حرب سنة إحدى وثلاثمائة، قلت: ليس هذا بالمعدل الذي هو أحمد بن حرب بن مسمع، وذلك بغدادي يكنى أبا جعفر، أيضاً... وليس أيضاً بالمعدل  الذي قرأ على محمد بن وهب  وأبي الزعراء  كما توهمه ابن سوار فإن ذلك محمد بن يعقوب"

وهنا ينتقد ابن الجزري الحافظ ابن زبر في جعله المعدل البصري هو نفسه المعدل البغدادي، كما انتقد الإمام ابن سوار صاحب كتاب المستنير في جعل المعدل البصري من تلاميذ ابن وهب وأبي الزعراء، واعتبر ذلك وهماً توهمه ابن سوار، وهو يبين من خلال هذا كله أن لقب المعدل هو لقب لثلاثة رجال ، أحدهما بغدادي والثاني بصري والثالث يخالفهما في الاسم حيث اسمه: محمد بن يعقوب.

5 – وما ذكره فيما ذهب إليه الإمام الأذفوي  من منع وجه الإبدال لورش مع المد في الهمزتين المفتوحتين من كلمة حيث قال: "قال الأذفوي: لم يمدها هناك لاجتماع الألف المبدلة من همزة القطع مع الألف المبدلة من همزة الوصل لئلا يلتقي ساكنان، قال: ويشبع المد ليدل بذلك على أن مخرجها مخرج الاستفهام دون الخبر، قلت: وهذا مما انفرد به وخالف فيه سائر الناس، وهو ضعيف قياساً ورواية ومصادم لمذهب ورش نفسه، وذلك أنه إذا كان يجيز المد من أجل الاستفهام فلم نراه يجيز المد في: "آمن الرسول"  ويخرجه بذلك عن الخبر إلى الاستفهام ؟"

وفي هذا النص ينتقد ابن الجزري ما نقله عن الإمام الأذفوي ويوهن قوله ويرد رأيه للاعتبارات التالية:
1 – الانفراد بذلك ومخالفته لسائر من نقل المسألة عن ورش.
2 – ضعف ما ذهب إليه الأذفوي من جهة القياس.
3 – تعارضه مع ما يروي لورش في ذلك.
4 – مصادمته لمذهب ورش وما عليه من أصول.
5- وما ذكره أيضاً فيما ذهب إليه ابن مؤمن في روايته الخلاف عن هشام في تخفيف فعل (ما قتلوا) من قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ما ماتوا وما قتلوا"  فقال: وهم ابن مؤمن في الكنز فذكر الخلاف عن هشام في الحرف الأول وترك "لو أطاعونا ما قتلوا" وهو سهو قلما رأيته في نسخة مصححة بخطه."

وفي هذا النص انتقد ابن الجزري ما نقله عن ابن مؤمن ونسبه إلى السهو حيث ما حكاه كان مخالفاً للإجماع حيث نسب التشديد لهشام في الموضع الأول وهو محل اتفاق القراء وترك ذلك في الوضع الثاني وهو محل الخلاف.


الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصل الرابع: موارده ومنهجه في الإفادة منها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الأول وفيه خمسة فصول
» الفصل الأول: مجتمعات غير المسلمين، وموقف الشريعة منها.
» الفصل الثالث النتائج النهائية للحرب، والدروس المستفادة منها
» الفصل الرابع
» الفصل الرابع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: رســـالة دكـتـــوراه-
انتقل الى: