منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 محاضرة: يَا نَفْس جِدِّي للحويني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

محاضرة: يَا نَفْس جِدِّي للحويني Empty
مُساهمةموضوع: محاضرة: يَا نَفْس جِدِّي للحويني   محاضرة: يَا نَفْس جِدِّي للحويني Emptyالأحد 13 ديسمبر 2015, 7:59 am

سِلْسِلَة مُحَاضَرَات مَدْرَسَة الْحَيَاة
(يَانَفْس جِدِّي)
فَضِيْلَة الْشَّيْخ: أَبِي إِسْحَاق الْحُوَيْنِي (حَفِظَه الْلَّه)
------------------------------------------
الْمُحَاضَرَة الْأَوَّلِي
دَرَسُنَا هَذَا الْمَسَاء سِلْسِلَة بِعُنْوَان مَدْرَسَةُ الْحَيَاة وَكُنْتُ قَدِيْماً مُنْذ نَحْو عَشْر سَنَوَات أَرَدْت أَبْتَدِئ هَذَا الْدَّرْس الَّذِي هُو عِبَارَة عَن تَجَارِب الْعُلَمَاء وَالْحُكَمَاء وَالْخُلَفَاء وَالْوُزَرَاء فِي شَتَّى أُمُوْر الْحَيَاة الُمخْتَلِفَة ، وَالَّذِي نُسَمِّيَه نَحْن بِالتَّجْرِبَة فَإِن الْتَّجْرِبَة مِن أَعْوَنِ مَا يُعِيْن الْعَبْد عَلَى تَأَمَّل الْأَحْدَاث الْجَارِيَة ، وَمَا مِن حَدَثِ مَضَى إِلَّا وَالَّذِي يَأْتِي شَبِيْه بِه مَع اخْتِلَاف الْشُّخُوْص ، إِنَّمَا يَحتَاج الْمَرْء إِلَى تَأَمُل لَيُدْرِك الْعِبْرَة وَالْعِظَة فِيْمَا مَضَى لِيَسْتَعِيْن عَلَيْه فِي حَيَاتِه الْحَاضِرَة، وَكَان عَلِي بْن أَبِي طَالِب قَد لَخَص بِقَوْلِه: (وَاسْتَدَل عَلَى مَا لَم يَكُن بِمَا كَان فَإِن الْأُمُور اشْتِبَاه) ، إن الْحَمْد لِلَّه تَعَالَى نَحْمَدُه وَنَسْتَعِيْن بِه وَنَسْتَغْفِرُه وَنَعُوْذ بِاللَّه تَعَالَى مِن شُرُوْر أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا مَن يَهْدِى الْلَّه تَعَالَى فَلَا مُضِل لَه وَمَن يُضْلِل فَلَا هَادِى لَه وَأَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَد أَن مُحَمَّداً عَبْدُه وَرَسُوْلُه.     

أَمَّا بَعــــــد.
فَإِن أَصْدَق الْحَدِيْث كِتَاب الْلَّه تَعَالَي وَأَحْسَن الْهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ، وَشَّر الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِه وَكِلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَة وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي الْنَّار  الْلَّهُم صَلّى عَلَى مُحَمّدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد ، وَبَارِك عَلَى مُحَمدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد ، فهذا هو الدرس الأول من دروس مدرسة الحياة ونشرح فيها كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي- رحمه الله تعالى- وهو يوافق السادس من شهر رمضان لسنة ألف وأربعمائة وثلاثين من هجرة خير من وطئ الحصى وقد اخترت خاطرة ماتعةً لا يفقهها إلا صاحب ذوق وليس هذا كلامي إنما هو كلام مصنفهما بن الجوزي- رحمه الله تعالي- من كان له ذوق الْمَقْصُوْدُ بِالْذَّوْقِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْفُنُوْنِ : جودة الفهم ، وهذا هو المقصود بكلمة الذوق عندما يطلقها كل أصحاب الفنون سواء كان في علم السلوك ، حتى الصوفية مثلًا يسمون الذوق هو الوجد ، أن تفهم عنه فهمًا صحيحًا ، وأصحاب علوم الآلات كعلوم الفقه والحديث والتفسير يسمون هذا أيضًا كلما ارتقى المرء في باب الفهم وجودته يسمونه صاحب ذوق .

الْمَقْصُوْدُ بِالْذَّوْقِ فِيْ عِلْمِ الْحَدِيْثِ:
وهذا يتجلى عندنا أكثر في علم الحديث ، كلما استتمت ملكة المرء تكلم بكلام يراه المبتدئ في الفن تناقضًا ، لكن إذا علا ذوقه علم أنه كان ناقص الفهم ، وهذه الخاطرة اخترتها بعناية أن تكون في مطلع شهر رمضان وأرجو أن ينتفع بها العالم والجاهل وطالب العلم وغيره ، لأن طالب العلم أو العالم مهما علا في منصبه فإنه يحتاج دائمًا تذكير غيره له، وكلما سُدد المرء في الفهم تلقى كلام غيره بأذن مشتاقةٍ لا بأذنٍ ناقدة, أحيانًا يدخل بعض طلبة العلم وأنا كنت متلبسًا بذلك قبل هذا، أدخل في أي خطبة الجمعة وأسمع الخطيب بأذن ناقدة ، ممكن أقول أنه ليس جيد ولم يعرف أن يأتي بها ، لو أنا كنت أتيت بها صح ، لو أنا كنت وضعت الدليل الفلاني الذي فاته مثلًا ، وأخرج من الخطبة وأقول هذا الإمام ضعيف المستوى ، لماذا ضعيف المستوى لأنني سمعته بأذنٍ ناقدة ، فلما وقعت لي واقعة وسأحكيها للعبرة ، وأسأل الله ألا يجعلنا عبرة بل يجعل لنا عبرة ، لكن أنا اعتبرت بهذه العبرة ، وحكيتها مرة فيما تقدم من الزمان .

يَسْرُد الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه قِصَّة حدثْت لَه مَع أَحَد الْأَشْخَاص وَالْعِبْرَة مِنْهَا:
كان هناك رجل طيب ليس غزير المعلومات، وهذا ليس نقد، وهذه هي الحقيقة ليس غزير المعلومات، وكان يطرق مساجد الجمعية الشرعية وهو من بلدي، من عندنا من كفرالشيخ، وعندما يلقاني يقول لي الفهرس الخاص بخطبه، ماذا قال فيما مضى وماذا سيقول، فإذا أنا التقيت به على الأقل أحاول أنزع منه نزعًا رفيقًا لأنني ليس لدي وقت  ولا أستطيع أبدًا لأنه متوالي الكلام ، أريده أن يأخذ نفسه لكي أقول له السلام عليكم وهو لا يأخذ نفسه، دائمًا كلامه متتابع, فكنت أكره أن ألقاه، كلما أذهب لمسجد لأصلي الجمعة ولم يكن عندي جمعة لابد أن يقابلني ، فذهبت مرةٍ إلى مسجد نكرة جدًا تحت عمارة وقلت يستحيل أن يأتي هذا الرجل فيه ، المهم سبحان الله على ناصية الشارع التقطني ، فتمثلت بقول الجماعة العوام الذي يخاف من العفريت يطلع له ، فقلت أنا اليوم لن انتهي ، المهم قال لي أنا خطبت الجمعة وتكلمت عن قصة إبراهيم عليه السلام، وإسماعيل عليه السلام، قصة الذبح وغير ذلك, ثم قلت: ?فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ? (الصافات: 103-105)، ثم وقف هذه الوقفة جعلتني أعمل حوالي خمسة أو ست خطب، وهو لم يكن يقصد أن يقف قد صدقت ، ثم جعل يقول وأنا انشغلت عن كلامه تمامًا واستغرقت في المعني الذي أُلقي في قلبي ، هذه الوقفة.

أَهَمِّيَّةِ الْوَقْفِ وَالابْتِدَاءً فِيْ تِلَاوَةِ الْقُرْءَانَ:
ومسألة الوقف والابتداء هذا فن كبير ، لما يقرأ المقرئ أعرف إذا كان فاقهًا أم غير فاقه بمسألة الوقف والابتداء ، مثلًا أحد القراء المشهورين قال وهو يقرأ في الحفلة وأنت تعرف الذين يسمعون هؤلاء صم ، هو أهم حاجة الرجل كيف سيختم لكي يقولون الله الله يا مولانا ، ولا يعرف هو لماذا يقعد ؟ قاعد ?وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا? (الزمر: 71) قاعد ، قاعد ، أم ?وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا? (الزمر: 73) ، ليس عنده فكرة بما يقرأه القارئ ، المهم هو يريده أن يقرأ ويقف ليهلل .

مِثَالُ لِلْوَقْفِ وَالابْتِدَاءً الْفَاسِدِ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْءَانِ:
المهم هذا القارئ قرأ: ?وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ? (لقمان: 13)، قرأها هكذا: ?وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ?، وهذا معنى تام صحيح ، لكنه لما بدأ قال: ?بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ?، المعنى صح أيضًا لأن الباء هنا صارت باء القسم وليست حرف جر، الآية ليس فيها قسم أصلًا لكي يخترع معنى في الآية ليس موجودًا، فهذه بداية فاسدة لا يجوز لأحد أن يبدأ بها مطلقًا، لماذا؟ لأنه أوجد معنيً ليس موجود في الآية، لما يقول: ?بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ? والناس يهللون وغير ذلك,.

نَصِيْحَة الْشَّيْخ -حَفِظَه الْلَّه- لْمُقْرُئي الْقُرْآَن:
وأنا أنصح أهل القرآن إخواننا الذين تصدروا للقراءة في المحاريب ، ويفسروا القرآن وغير ذلك أن يعتنوا بباب الوقف والابتداء ، وأبو عَمرو الداني له كتاب كامل في هذا اسمه: (الوقف والابتداء) ، أريد أن أقول عندما وقف الرجل? قَدْ صَدَّقْتَ?، أعطت المعني الذي أريده  وكنت أنا وقتها أتكلم عن أن الإيمان يزيد وينقص ، وأن الإيمان لابد له من عمل ، فالذي وقع في قلبي آنذاك من هذا الوقف ، أنظر الآية تقول: ?فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ? هذا شغل عمل الجوارح جعله علي وجهه وأتي بالسكين وسيذبحه أليس كل هذا عمل؟ قال: ?قَدْ صَدَّقْتَ?، إذا التصديق لا يصلح إلا بعمل .
 
تخطَيِّيء الْشَّيْخ -حَفِظَه الْلَّه- لِمَن يَقُوْل أَن الْإِيْمَان هُو الْتَّصْدِيْق: الجماعة الذين يقولون الإيمان هو التصديق ، هذا خطأ لماذا أضفت هذه الجزئية ؟ الأدلة التي أتيت بها ، وطبعًا هذا ليس دليل في المسألة ، الأدلة كثيرة جدًا ومباشرة أيضًا ، لكن أنا اغتبطت بهذا لأن هذه الآية لم أقدر وأن أقرأ لم أقدر أن أنتزع منها الدلالة علي هذا المعني، فلما وقف قال: ?قَدْ صَدَّقْتَ? ، الْعَهْد الَّذِي أَخَذَه الْشَّيْخ عَلِي نَفْسِه عِنْدَمَا يَسْتمَع لِأَي خَطِيْب: فآليت علي نفسي من هذه اللحظة إذا دخلت مسجدًا , أن أعطي قلبي وسمعي للخطيب أياً كان هذا الخطيب ، وطرحت الأذن الناقدة خلف ظهري وفعلًا لا أنكر من أنني استفدت من كل خطيب تكلم بكلمة علي أي منبر ،  فأنا أريد أن أقول مسألة الذوق في العلوم هذا معناها جودة الفهم في هذا العلم، وربما تكلمت بكلام لا يفقهه من لم يكن عنده ذلك الذوق، وأن أريد أن نفرق بين ذوق الصوفية الذي لا ينطبق علي الأصول التي أتفق عليها الأئمة، والذوق الصحيح الذي ينقل عن ملكة صحيحة ، فهذه الخاطرة أعجبتني ، وأنت عندما تعطي لها أذنيك ، ثم تعطيها قلبك ، ولذلك أنا أقول لك أنصت لا أقول لك استمع .

الْفِرَقَ بَيْنَ الْإِنْصَاتِ وَالِاسْتِمَاعِ:
والفرق بين الإنصات والاستماع كبير جدًا ?وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا? (الأحقاف: 29) فالإنصات: يختص بسمع القلب، والاستماع: يختص بسمع الجارحة ، ولا مانع أن  هذه الكلمة تبقي مكان هذه وهذه مكان هذه، لكن الصحيح أو الصواب في المسألة: أن الإنصات عادةً يكون بسمع القلب والاستماع يكون بسمع الجارحة، ولا مانع كما قلت أن يكون الاستماع يدل على إنصات القلب وهكذا, فأنت إذا أعطيتني سمعك أو أقول كما قال القرءان ألقيت سمعك أو ألقى السمع وهو شهيد .

مَعْنِي إِلْقَاء الْسَّمْع:
الاستسلام لما يُقال، أي لا توجد معارضة قلبية لما تستمعه بأذن الجارحة، مسلِّم تمامًا، فإذا سلمت وتركت سمعك ألقيته، وطالما لا توجد مقاومة للمعني السمع يستمع بسهوله، ومتى تقف الدنيا لما أذنك ترفض ، لذلك الله تعالي يقول: ?وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ? (الأنفال: 23)، وهم يسمعون لكن يسمعون بالأذن الجارحة ، ولأن هناك مقاومة من السمع فهم لا يقدرون أن يفهموا فحدث نوع من المقاومة للمعنى فلم يصل إلى القلب ,فأنت إذا ألقيت قلبك ليس في هذه الخاطرة فقط ، بل في كل كلام يدلك على الله- سبحانه وتعالي- تنتفع انتفاعًا كثيرًا .

يقول بن الجوزي- رحمه الله-:
(واعجبا من عَارف بالله- عز وجل- يُخَالفه ولَو في تَلفِ نَفسهِ هَل العَيش إلا مَعهُ ؟ هَل الدُّنيا والآخِرة إلا لَه ؟ أُفٍ لِمُتَرَخِصٍ في فعلِ ما يَكره لِنَيل ما يُحِب ، تَالله لقَد فَاته أضعَافُ ما حصَّل ، أَقبِل على ما أقوله يَا ذا الذَّوق هَل وقَع لك تَعثِيرٌ في عَيشٍ؟


وتَخبيطٍ في حَالً؟ إلا حَالَ مُخالفتِه:
ولَا انثَنَى عَزمي عن بَابِكم    إِلَّا تَعثَرتُ بِأَذيَالِي 
(أما سَمعتُ تِلك الحِكايةِ عن بَعض السَّلف أنَّه قَال: رأيتُ على سُورِ بَيروت شَابًا يَذكرُ الله تعالى فقُلتُ لَه: ألكَ حاجَة ؟ فقَال: إِذا وقَعَت لي حاجةٌ سَألتَه إِيَاهَا بقَلبي فقَضَاهَا ,يا أربَابَ المُعامَلة بالله عليكم لا تُكَدِّرُوا المَشرب قِفُوا على بَابِ المُراقبةِ وِقُوفَ الحُرَّاس وادفَعُوا مالا يَصلُح أن يَلِجَ فَيُفسِد واهجروا أغَراضَكَم لِتحصيلِ مَحبوبَ الحبيبِ فإنَّ أغرَاضَكُم تُحَصَّل ، عَلى أَننِي أقُولُ أُفٍ لمن تَركَ بِقَصدِ الجزاء: أهذَا شَرطُ العُبُودية كَلا ؟

إنَّما يَنبغِي لي إذا كُنتُ مَملُوكًا أن أفعَل ليَرضَى لا لأُعطَى فإن كُنت مُحبًا رأيت قطَعَ الآرَابِ في رِضَاهُ وَصلًا اقبل نُصحِي يا مَخدُوعًا بِغَرضه ، إن ضَعُفتَ عن حمَل بَلائِهِ فاستَغِث به وإن آلمَكَ كَربُ اختياره فإنكَ بين يَديه ولا تَيأَس مِن رَوحِه ، وإن قَويَّ خِنَاق البِلاء ، بالله إن مَوتَ الخَادم في الخِدمَةِ حَسنٌ عِند العُقَلاء , إِخواني لِنَفسِي أقولُ فَمَن لَه شِربٌ مَعي فَليَرِد: أيَتُها النَّفس لقَد أعطَاك مَا لم تُؤَمِلِي ، وبَلَغكِ ما لم تَطلُبِي وسَتَر عَليك من قَبِيحِكِ ما لَو فَاحَ ضَجَت المَشَام فمَا هَذا الضَّجِيج مِن فَوَاتِ كَمَالِ الأَغرَاض؟, أمَملُوكةً أنتِ أم حُرة؟ أما عَلِمتِ أنَّكِ في دارِ التَّكليف وهَذا الخِطابُ يَنبغي أن يَكُون لِلجُهَالِ فَأين دَعوَاك المَعرِفَة؟, أَتُرَاهُ لو هَبَت نَفحةً فَأخذَت البَصر كَيف كانت تَطِيبُ لك الدنيا؟ وأسفًا عليك لقَد عَشِيَت البَصيرة التي هِي أَشرَف ومَا عَلِمت كَم أقُولُ عَسى ولَعَل؟ وأنتِ في الخَطأ إلى قُدَّام ، قَرُبت سَفينةِ العُمرِ من سَاحِلِ القَبر ومَا لكَ في المَركبِ بِضَاعةٌ تَربَح  تَلاعبت في بَحر العُمر ريحُ الضَّعف فَفَرَقَت تَلفِيقَ القُوى وكَأَن قد فَصَلت المَركَب  بَلغَتِ نِهَاية الأَجَل وعَينُ هَوَاكَ تَتَلفت إلى الصِّبا ، بالله عَليكِ لا تُشمِتي بِكِ الأَعدَاء هَذا أقَلُ الأقسَام وَأوفَى منها أن أقُول: بالله عليكَ لا يَفُوتنَكَ قَدمُ سَابقٍ مَع قُدرَتِك عَلى قَطعِ المِضمَار ,الخَلوَة الخَلوة واستَحضِرِي قَرينَ العَقلِ وجُودِي في حَيرَة الفِكر واستَدرِكِي صُبَابَة الأَجلِ قَبل أن تَميل بِكِ الصَّبَابَة عن الصَّواب , واعَجبًا كُلمَا صَعَد العُمر نَزلتِ وكُلمَا جَدَّ المَوتِ هَزَلتِ ، أَتُرَاكِ مِمَن خُتِمَ له بِفتنَة وقُضيَت عَليه عِندَ آخِر عُمرِه المِحنَة، كَانَ أَولُ عُمُرِكِ خًيرًا مِن الأَخِير، كُنتِ في زَمنِ الشَّبابِ أصلَحُ مِنكِ في زَمنِ أيَام المَشيب ?وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ? (العنكبوت: 43) ، نَسألُ الله - عَز وجَل- مَا لا يَحصُل مَطلُوبُنَا إِلا بِهِ وهو تَوفِيقَهُ إِنَّه سَميِعٌ مُجِيب)، أرجو أن تكون الخاطرة مست القلوب .
 
وَعَصَبِهَا فِي مِحْوَرَيْن ، مَرَد المِحُورِين إِلَى وَاحِد مِنْهُمَا: العصب الأول: العبوديـــة العصب الثاني: المحبـــــة, ومرد المحبة إلى العبودية  لأن الناس أصحاب الدنيا وليس الذين يتكلمون بلسان الشرع ، إنما الكلام الذي سأذكره هو كلام المحبين ، الشعراء الذين يتعلقوا بالنساء ، أو الكتاب من أصحاب القلم السيال الذين يستطيعون تعريف المحبة تعريفًا قويًا يدخل على قلبك رغمًا عنك ، وكما قال النبي ?: "إن من البيان لسحرًا"، وهذا هو الذي يسميه العلماء السحر الحلال، أي الكلام الجميل, كاتب أو صاحب لسان جيد أو شاعر بدئوا يعرفون المحبة، فعرفوها بكلام كثير ووضعوا لكل كلام عنواناً ، وقالوا أنت لا تستطيع أن تصل إلى قمة أي شيءٍ إلا بالتدرج، وهذا حق.

خذ الطير مثلًا:
حمامة  باضت ، أفرخت ، أطعمت أولادها ، بدأت تعلمه الطيران  هل يستطيع أن يحلِّق في جو السماء بريشه الأصفر ، وجناحه الضعيف ؟ ، لا ، تبدأ تعلمه الطيران يطير متر ثم يسقط على الأرض ، لأنه لا يعرف أن ينزل ، لأن الطائر عندما يريد أن يرتفع يضرب بجناحيه بقوة، فإذا أراد أن ينزل نشرهما وأوقفهما ، وترى هذا الكلام ، فوصف الطائر في الصعود يضرب بقوة ، وفي النزول ينشر جناحيه ولا يضرب ولا يضم جناحه إلى جسده لأنه سيسقط مباشرة ، والذي سيحفظ توازنه هو نشر الجناحين .

ولما تقرأ قوله تعالي:
?وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ? (الإسراء: 24) اخفض: أي أنزل، كيف ينزل؟ ينشر جناحيه، لكن لما تعمل هكذا تزعجهم ، تعمل هكذا معنى هذا أنك ستسبب لهم قلق، أنت متى تضع الشيء على الجناح ولا يتحرك؟ عندما يسكن.

كَيْفِيَّة خَفَض الْجَنَاح مَع الْوَالِدَيْن:
فأنت المفترض مع أبيك وأمك تعمل مثل الطائر الذي أراد أن ينزل تنشر جناحيك  ، تعمل هكذا لو أبوك على جناح وأمك على الجناح الثاني ، فلو عملت هكذا وخفضت جناحيك ستوقع بهم ، لكن تظل هكذا تنشر جناحيك وتنزل فهذه مرحلة سكون ، والساكن ضد المتحرك ، لا تتحرك فلا يكون هناك إزعاج .

الْرَّجُل مُتَحَرِّك وَالْمَرْأَة سَاكِنَة:
لذلك لما نقول الرجل المتزوج ، نقول المرأة هي السكن ومعنى السكن: أي لا تتحرك: ?وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ * لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا? (الروم: 21) ، أنت الذي تسكن وليس العكس ، لأنك كرجل تسعى في الدنيا الواسعة وهذا يريد أن يخدعك والآخر يريد أموال وأخر يريد كذا وكذا  فأنت تعمل كالذئب ، تمشي بين الناس وأنت تنصب عينك وفي حذر ومنتبه ، فأنت بذلك تكون  متحرك أم لا ؟ متحرك، كل جسمك مركز في الخارج، لو دخلت البيت وتحركت أيضًا، فتكون متحرك بالخارج ومتحرك بالداخل فهذا قد يصيبك بالجنون, المفترض أنا رجل متحرك بالخارج المرأة تفهم هذا الكلام ، الكلام هذا للنساء الذين يجلسون تحت وليس لكم إنما لهن، الذين يجعلون البيت به عفاريت تعمل به، تتقي الله -سبحانه وتعالي- حتى تلقى الله بوجه أبيض ، فالمفترض أن الرجل أول ما يدخل بيته يسكن، ما المقصود من يسكن؟ أي يوقف أذنه ورأسه ، وهو آمن أن هذه المرأة مؤتمنة على حياته كلها، ولا يدخل أول ما يدخل تعالى أنظر لأولادك ، هذا الولد لم يذاكر، وهذا يفعل كذا وهذا كذا، وغير ذلك، رأسه، أول ما تتلقاه بهذا الكلام وممكن أول ما تتلقاه ، وهو يدخل إلى البيت يسقط على وجهه لأن حقيبة الولد خلف الباب مباشرة ، وهي لما جاء الولد من المدرسة لم تكلف نفسها وتضع الحقيبة على جنب  لا ، أول القصيدة وقوع ، المفروض الرجل يدخل لكي يسكن ويأخذ قوة يستطيع أن يواصل غدًا مع خلق الله ، الذين يجعلونه متحركًا رغمًا عنه .

المفترض أنني أريد أن أتعامل مع أبي وأمي لكي تفهم القرءان ودقائق القرءان ومعانيه: ?وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ? ، وهذه سنعود لها بعد قليل ، لكن نجعل المعني الثاني الذي أريد أن أقوله حتى في موضعه حتى تظهر المسألة , فتكون الأم التي هي الحمامة تعامل أولادها قليل ، قليل حتى يبدأ يصير له ريش ويطير ، أي واحد وصل إلى القمة في عمله ما وصل إليه طفرةً .
 
أَهَمِّيَّة الْتَّدْرُج  فِي كَمَال الْعَمَل الْدِّيْنِي وَالْدُّنْيَوِي:
أي إنسان وصل إلى كمال العمل سواء في عمل الدنيا أو الآخرة ، ما وصل إليه طفرة ، إنما وصل تدرج ، وعلى حسب جده ومعرفته بهدفه يكون قرب وصوله أو بعد وصوله ، الإنسان العارف بالحقيقة غير المغفل ، قَال الْمُحِبُّون لَن تَسْتَطِيْع أَن تَصِل إِلَى قِمَّة الْحُب إِلَا بِمَرَاحِل: تبدأ الأول في الروضة  ثم ترتقي قليلًا إلى الروضة رقم اثنين ولا أريد أن أقول الكيجيهات وهذا الكلام الفارغ الذي يقولونه ، أكره جدًا التعبير بالإنجليزي ، وأي محاضرة تخرج  كلمة من الكلمات أنا أعتذر عنها ، وأنا أقول ذلك ، أعتذر عنها اعتزازًا بلغتي ، وأنا لا أعبر أبدًا بلغة عدوي مطلقًا .

فأنا أريد أن أقول أنه دخل الروضة الأولى ، الروضة الثانية  أولى ابتدائي ، ثانية ابتدائي ، ويظل يتدرج حتى يصل إلى الجامعة ، والحب هكذا أيضًا أوصل هؤلاء المحبون درجات الحب إلى قريبًا  من ستين اسمًا، لابد أن تتقلب في هذه الستين اسمًا، ونحن سنسمي الستين اسمًا هذه مراحل، أو منازل، لابد تنزل في المنزلة الأولى، فإذا فيها ونجحت تنقلك إلى المرحلة الثانية ، وتظل تترقي كالسلم تترقى إلى فوق حتى تصل إلى أعلى درجات الحب التي لا يوجد بعدها ، وأنا لن أشرح درجات الحب لكن سأقرأ لكم الأسماء ، كل اسم تحته معنى .

قال هذا المعنى نلخصه ونقول فيه ماذا؟
قال نضع له عنوان كذا ، فإذا تدرج قليلًا تكون المحبة اسمها كذا، قال: نضع لها عنوان، فأنا لست معنيًا بشرح هذا الكلام للمحبين ، لكنني سأذكر لكم الأسماء الذي ذكرها بن القيم -رحمه الله- وجمعها من كتب الشعراء وغير ذلك –رحمه الله- وأراحنا ، ولكي تعرف آخر درجة من درجات الحب كيف هي ، يقول بن القيم -رحمه الله- وكما قلت لك هذه عبارة عن عناوين فقط ، يقول: الحب أول  شيء في سير المحب إلى آخر مقصوده أيًا كان المقصود دنيا أم دين ، المهم له آخر المقصود .

دَرَجَات الْحُب  كَمَا بَيَّنَهَا ابْن الْقِيَم رَحِمَه الْلَّه تَعَالَي قَال:
هي المحبة، وهذه أول درجة والعلاقة والهوى والصبوة والصبابة والشغف والمَقة والوَجد والكلَف والتَّتيم والعِشق والجَوى والدَّنف والشَّجوُ والشوق والخِلابة والبلابل والتباريح والسَّدمُ والغَمرات والوهل والشجن واللاعج والاكتئاب والوصب والحزن والكمد واللذع والحرق والسُهد والأرق واللهف والحنين والاستكانة والتبالة واللوعة والفتون والجنون واللمم والخبَل والرسيس والداء المخامر والود والخلة والخَلَم والغرام والهيام والتَّدلِيه والوَلَه والعبادة .

مَا هِيَ أَعْلَىَ دَرَجَاتِ الْحُبّ؟
التعبد ، هذه كلها درجات الحب ولن تصل إلى العبادة والتعبد إلا إذا مررت بكل هذه الدرجات ، وهذا الكلام هو تقسيم أهل الدنيا للحب  لكن أنا أريد أن أعرفك أعلى درجات الحب ما هي ؟

مَقْصُوْد الْشَّيْخ -حَفِظَه الْلَّه- مِن كُل الْكَلَام الْسَّابِق:
أن العبادة هي أعلى درجات الحب  كانوا زمان أيام أنا ما كنت في الصف الأول الإعدادي أ, الثاني الإعدادي ، على مزلقان الوسط ، كان فيه ناس يبيعون كتب اسمها رسائل الحب والغرام ، أحيانًا يكون ولد حبيب لكن لا يستطيع أن يعبر عن مشاعره ، فيأخذ الكتاب ويتفقد الكتاب لكي يختار رسالة ويرسلها للبنت الذي يحبها المهم الذي كان يحب بنت ولا يستطيع أن يكتب رسالة ويتعثر في أذياله ولسانه يجف ، كان يشترى كتاب بقرش صاغ ، وهذا الكلام كان سنة واحد وسبعين أو, اثنين وسبعين ويبدأ في القراءة وهذا الكلام ، وكان لي صاحب بلديات أسأل الله أن يرحمه ويغفر له وكان سره كله عندي ، فاشترى هذا الكتاب وكان يحب بنت وكان يرسل لها الجوابات وهذا الكلام ، فكان يقول لى تعالى نختار حاجة شديدة ، أول البنت ما تقرأها تخر صريعة لليدين وللفم كما يقال .

المهم الذي لاحظته آنذاك إن كلمة أنا أعبدك تقريبًا في كل جواب ، أن أعبدك وهؤلاء لا يعرفون مراتب الحب ، ولا يعرفون أن أعلى رجات الحب هو التعبد ، هؤلاء أهل سوء ، لا عندهم معاني ولا مغاني ولا غير ذلك ، لا يعرفون شيء ، كيف بذلك الذي كتب الجواب قال أنا بعبدك ، فكيف وصل لها ؟ إلا أن هذه نوع من الفطرة ، استسلام المحب الكامل بمن يحب ، هذه هي العبودية ، الاستسلام الكامل ليس لك إرادة مطلقًا معه ، إذا أردت أن تشم نفسك معه فتكون انتقصت من العبودية مرحلة ، على حسب ما تشم نفسك ، إذا كان نفسك طويل أو قصير أو متوسط ، كل ما نفسك يطول أو يظهر مع حبيبك ، فأنت تكون عبوديتك أو محبتك ليست كاملة .

عندما ينقطع نفسك تكون أنت عبد:
والعبودية هي الاستسلام الكامل بدون أي مقاومة منك، وكنت أيام ما كنت في الصف الثاني الثانوي وكنا شباب كان فيه واحد رحمة الله عليه ، كلهم ماتوا وأنا لا زلت أعيش ، المهم كان يحب بنت في العمارة المقابلة لنا وهذا الكلام، وكان يجلس أمام الشباك يذاكر وينظر إليها ، المهم كأنه استغرق في الكتاب مدة عشر دقائق أو مثل ذلك ، فواحد من الذين يسكنون معي والحمد لله أنا لم أعمل مخرج لهذه الحاجات ، فقال له البنت نزلت ، هو كان يلبس ملابس البيت وجيبها كان ممزق وهو كان صاحب هندام ، لا ينزل إلا إذا كانت ملابسه جيدة ومكواه، كيف يكويها؟ يضعها تحت مرتبة السرير وينام عليها ، فبالتالي تكوى ، لأن الأول لم يكن فيه فلوس أساسًا .

فهو كان لا ينزل إلا بهندام جيد، المهم قالوا له البنت نزلت، فنزل كالآتي، الجيب مشروط الذي هو هنا والجاكيت من لون والبنطلون من لون ويرتدي حذاء الحمام واحدة بأصبع والأخرى تدخل فيها قدمك ، هو عادي وطبيعي لما تكون ساكنين في شقة ، لو وجدت حذاءين ووجدت أمام الحمام واحدة غير الأخري فتلبسها وتدخل  ليس هناك مشكلة ، لا أحد يراقبك ولا غير ذلك ، فهو الظاهر أن وصل في درجة الحب إلى الجنون ، ونحن قلنا أن الجنون أحد مراتب الحب .
            
المهم نزل بهذه القصة حتى أدركها عند المزلقان الوسطاني الذي عندنا ، ولم يستطيع أن يأتي بها ، هي دخلت أي حارة لتشتري أشياء ، المهم رجع وكان غير طبيعي وحالته مدهولة وهذه من درجات الحب ، فأقول له ما الذي فعلته هذا ؟ ألم ترى نفسك وأنت تنزل ، فنظر ثم قال أنا كان شكلي سيء جدًا ، الحمد لله أنني لم أقابلها ، فكان رسائل الحب والغرام لما كان يكتبها كنت ألاحظ، أو لاحظت فيما بعد لما قرأت في العبودية وأن العبودية هي الاستسلام الكامل وهذا الكلام جاء إلى رأسي مسألة هذه القصة التي أحكيها لكم الآن ، كلمة أنا أعبدك ، كل جواب تقريبًا أنا أعبدك .

إِذاً الْعِبَادَة سَنَعْرِفُهَا أَن الْعِبَادَة تَكُوْن فِي مِحْوَرَيْن:
المحور الأول: كمال الحب، المحور الثاني: كمال الذل , هذه هي العبادة ، هذان محوران ممكن أدخلهم في محور واحد أو أقدم واحد على واحد  أو واحد يأتي تبعًا لواحد ، نعم أيهما يسبق الآخر ، كمال الحب هو الذي يسبق ، لأنك لن تذل إلا بالحب ، إياك أن تقول كمال الذل ثم كمال الحب ، لا  الذي يجعلك تبذل روحك الحب ، لأن الذل مر ، والذي خفف الذل أنك محب فقط  وحتى ممكن لا تكون محب ، أي ليس لك إرادة سواء بحب أو غير حب ، الذي يجعل الحب يتحرك عدم الإرادة سواء بحب أو بغير حب .

نحن عندنا في أمثالنا نقول:
ضرب الحكومة ليس عيب ، رجل الشرطة يؤذيك في الشارع ويحط من كرامتك ويبعثرها ولا تقدر أن تقول له شيء ، بل تقول له حاضر يا باشا ، أنا أخطأت يا باشا ، هذا الكلام لو هو ليس من رجال الشرطة ، لو هو جارك وعمل فيك هذا الكلام ، ماذا كنت تفعل معه ، كنت ستضربه بشدة ، صح أم خطأ ، لماذا ؟ لأنك لا ترضى أن تبعثر كرامتك في الشارع لأن جارك ضربك ، الحكومة لها شوكة ولها سلطان وتعاقب وأنت لست تقدر عليها .

فتكون ذللت لكن ليس بحب، لذلك نقول:
الذل لا يذل المرء إلا بعدم الإرادة سواء كانت بحب أو بغير حب، ونحن اليوم نتكلم عن الإرادة بالحب، أنت صح يؤذيك وبعثر كرامتك وتدعوا عليه، لكن عندما تضع جبهتك هذه أعلى ما فيك، وتضع هذا الأنف الذي هو أشرف ما في الأنف، أشرف ما في الوجه الأنف، ولذلك تجده يخرج للخارج بارز، إذا أردت أن تساويه بوجهك أنفك سيذهب ، الذي يخرج للخارج هذا هو عنوان الوجه ، لذلك يقول لك أنا وضعت أنفه في الأرض ، ومنه الأنفة والعلو والكبر مشتقة من الأنف ، تضع جبهتك أعلى ما فيك ، وتضع أنفك أشرف ما في الوجه وتكون مبسوط وسعيد، هذا هو كمال الذل، أن تضع أشرف ما فيك موضع نعلك وموضع نعال الناس، لذلك نحن عندنا تمام الحب مع كمال الذل .

هذا الذل وأنا أريد أن أقول لك العلاقة بينهم أنك كلما نزلت إلى تحت بقوة ، تطلع إلى أعلى بقوة ، تحت بقوة الذي هي الذل ، وفوق الحب ، فيكون الحل لك أن تنزل تحت ، تنزل تحت لما ؟ لأن هذه هي عنوان العبودية تنزل تحي أي يداس عليك ، ولا أقصد يداس عليك المعنى الذي قد يفهمه أحد خطأ أن يقابلك يضربك، وإذا ضربك على خدك الأيسر أعطيه خدك الأيمن، لا أنا لا أقصد هذا المعنى نهائيًا ، المعنى الذي أقصده فيما يتعلق بالرب -تبارك وتعالي-، كل ما تنزل إلى تحت بقوة تطلع إلى أعلى .

وَهَذَا الذُّل يَكْبَح جِمَاح الْكِبَر الَّذِي هُو مَخْلُوْق فِي الْنَّفْس:
لأن بوابة الكبر الظلم والجهل  وهذه أصل الخلقة كما قال تعالي: ?إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا? (الأحزاب: 72)، هذه أصل الخلقة ، كُلَّمَا اسْتَضَاء الْمَرْء بِنُوْر الْوَحْي يَتَخَلَّص مِن الْظُّلْم والْجَهْل: وعلى قدر ما عنده من أنوار الوحي على قدر ما يقل الظلم والجهل .

فهذه النفس فيها داعية الإلوهية:
لِمَاذَا لَا يَقُوْل أَي وَاحِد مِنَّا أَنَا رَبُّكُم الْأَعْلَى مِثْلَمَا قَال فِرْعَوْن؟ شيئين: أولاً: العجز لأن أنا ربكم الأعلى تحتاج أن تأتي لنا بآية من الآيات، أنا فقير وأعيش على الأرض أريدك الآن في هذا المكان الخراب أن تقول يا عمارة اخرجي وتشطبي وتعطيني المفتاح، إذا كنت إله، سيعجز أم لا؟ سيعجز فالعجز هو الذي منعه أن يقول أنا ربكم الأعلى.

ثانياً الإيمان يمنعك أن تقول أنا ربكم الأعلى:
كيف أقولها ، فإما  أن يكون المانع عجزًا ، وإما أن يكون إيمانًا ، واعتبر بحال فرعون هذا الفاجر ، كل نفس فيها داعية الإلوهية واعتبر بحال فرعون، قدر فأظهر وغيره عجز فأضمر، ولا يلزم أن يأخذ الإلوهية كلها ، يأخذ قليلًا منها ، منتفخ الصدر، أنا رئيس مجلس إدارة كذا ، أو رئيس دولة كذا، أو أنا الكلام الذي أقوله لابد أن يسمع ، ولا أحد يقول لي لا ، ما هذه جزء من الإلوهية أن يأمر فيطاع أيًا كان الأمر فوق المستوى  تحت المستوى ، لا أحد يرد لي كلمة .

بَعْض الْنَّاس يَتَصَرَّفُون كِآِلِهَة صِغَار عَلَى الْأَرْض:
لا يردهم وازع من الدين ولا حتى من الحياء ، فكل إنسان منا أنا وأنت على استعداد أن نقول أنا ربكم الأعلى ، ما الذي يكبح هذه الشهوة التسلط والكبر وهذا الكلام ؟ أهل الإيمان يمنعهم الإيمان أن يقولوا هذا ، وأهل الفجر يرمون بالحجارة ، لو واحد قال أنا ربكم الأعلى ، ولو أنا مؤدب معه أقول له هات لي العمارة ، هات لي القصر ، اعمله لي ذهب وغير هذا الكلام ، فسيعجز ، أقول له أنت لست إله واخرج من هذه الحدوتة التي تعيش فيها هذه .

لا أحد يعرف أن يدعيها، لكن يدعي بعض صفاتها:
واحد يتشاجر مع واحد، تأتي لتصالحه، يقول له لم يخلق الذي يقول لي لا، لماذا لم يخلق، هل أنت أعلي واحد، إذا كان غني هناك من هو أغنى منك، وإذا كنت قوي هناك من هو أقوى منك، وإذا كنت رئيس هناك رئيس أعلى منك يجعلك تتحرك ريموت كنترول، لا تعمل فيها أنك من أنت، وتقول المباحثات والعلاقات الثنائية، لا يوجد حاجة اسمها العلاقات الثنائية، هناك يذهب فيؤمر ويطيع، إنما يطلع والكاميرات وكم صورة وغير ذلك ، نحن أهم شيء نريد الذي بالداخل، ما الذي يقال في الغرف المغلقة، يذهب ويتلقى الأوامر ويأتي لينفذ ، وليس العلاقات الثنائية، إذا كنت تنسى أنا أفكرك وأحضر لك الدفاتر القديمة وأتصفح لك الصفحات وهذه الحدوتة ، فلا تعتقد لأنك وصلت إلى القمة في مكان معين أنه لا يوجد من هو أعلى منك .

 المهم أريد أن أقول دائمًا فوقك أحد:
إياك أن تتصور أنك أنت الذي فوق ، وتأتي وتقول لم يخلق الذي يأتي بأنفي الأرض ، لم يخلق ، لم يخلق ، وكأن الله أطلعك على لوحه في الخلق ، هذا عنده ماذا وهذا عنده ماذا ، لكي تقول لم يخلق ، فهذا الذي كلما تصالحه لا تعرف أن تأتي به ، فهذا عنده داعية الإلوهية ولكن ليس كلها ، قطعة أخذها وهي الكبرياء ، لا يريد أن يكون له كبير ولا أحد يكلمه .

مَالَّذِي يَكْبَح جِمَاح الْنَّفْس الْبَشَرِيَّة مِن دَاعِي الَإِلُوهِيّة؟
فأريد أن أقول النفس البشرية الذي فيها داعية الإلوهية، ما الذي يجعله ينزل إلى الأرض؟ الذل، لكن نحن نريد ذلًا بحب وهذا موضوعنا ، لماذا؟ لأننا نتذلل لخالقنا لربنا وإلهنا الذي خلقنا وعافانا منها  فأرسل إلينا رسولًا وأنزل إلينا كتابًا، واصطفاك مسلمًا، كان من الممكن أن تكون ابن لأبوين كافرين وتكون متعصب لهذا الدين وترى أنك على الحق وكل الدنيا على الباطل، عافاك من هذا، وخلقك مسلمًا ولم تعرف شرف هذا الاختيار، بأنك فرطت في أوامر خالقك ، وفرطت في إتباع نبيك -صلى الله عليه وسلم- الذي جاءك ليدلك على الله ، ومن ثم إذا آمنت به دلك على الخلود في الجنان .

إذًا خاطرتنا وعصبها:
العبودية، التي هي تشمل المحبة، وانظر الله- عز وجل- وصف أنبيائه بهذا الوصف الجميل، أنظر نوح: ?إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا? (الإسراء: 3) ?وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ? (ص:30) ?إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ? (ص: 4) ?وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأيْدِي وَالأبْصَارِ? (ص: 45) ويوسف: ?إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ? (يوسف: 24)، والنبي -صلى الله عليه وسلم- وصفه ربه في أعظم المقامات بالعبودية .

أنظر نزول القرءان عليه:
?الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا? (الكهف: 1)، في التحدي: ?وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نزلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ? (البقرة: 23)، في الإسراء: ?سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً? (الإسراء: 1)، في مقام الدعوة: ?وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا? (الجن: 19)، أشرف المقامات يصفه بالعبودية، حتى أن بعض الناس يفاضل بين ليلة القدر وليلة الإسراء، أيهما أفضل، أيهما أشرف، لماذا؟ لأنه وصل إلى ربه وكلمه ربه -تبارك وتعالي- في ليلة الإسراء، فالعلماء يفاضلون بين ليلة الإسراء ولية القدر الذي هي خير من ألف شهر كما تعلمون .

والكلام في الحديث المشهور عن أنس ويرويه عن بن معاذ أيضًا لما ركب معاذ خلف النبي -صلى الله عليه وسلم-:" فقال: يا معاذ، قال: يا رسول الله لبيك وسعديك ، ثم صار ساعة ،  ثم قال: يا معاذ، قال: يا رسول الله لبيك وسعديك ، ثم صار ساعة ثم قال: يا معاذ"، كل هذا لكي يجمع معاذ قلبه كله ، لأنه لما يقول له ثلاث مرات ويتركه، مرة ويتركه، ثم مرة ويتركه، فصار معاذ متلهفًا، ما الذي سيقوله، "قال أتدري ما حق الله علي العبيد؟ قال: الله ورسوله أعلم ، قال: حقه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا ، قال: أتدري ما حق العباد على الله؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: ألا يعذبهم" .

فذكر مقام العبودية التي يشتمل على أعلى درجات الحب ، فهذا عصب الخاطرة ، وغدًا بإذن الله- تبارك وتعالي- نواصل الكلام ، وسآخذ كلام بن الجوزي فقرة فقرَة ، لأن كل فقرة من فقرات بن الجوزي في هذه الخاطرة تصلح أن تكون محاضرة لو أردنا أن نبينها ونوسع الكلام عنها ، وَالْلَّه سُبْحَانَه وَتَعَالَى أَسْأَل أَن يَجْرِي الْحَق عَلَى لِسَانِي وَأَسْأَل الْلَّه تَبَارَك وَتَعَالَى أَن يَنْفَعُكُم بِمَا أَقُوْل إِنَّه وَلِي ذَلِك وَالْقَادِر عَلَيْه، وَآَخِر دَعْوَانَا أَن الْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن وَالْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه.


محاضرة: يَا نَفْس جِدِّي للحويني 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
محاضرة: يَا نَفْس جِدِّي للحويني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محاضرة: (اللحظة الفارقة) للحويني
» قصة أبي سفيان مع هرقل.. للحويني
» محاضرة: قل هو نبأ عظيم
» محاضرة: الوصية بالجار
» المجرمون الصغار (محاضرة)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني-
انتقل الى: