أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: اليوم الثامن عشر: كن في رمضان من المحسنين الجمعة 27 أغسطس 2010, 11:55 pm | |
|
اليوم الثامن عشر: كن في رمضان من المحسنين بقلم: الشيخ عوينات محي الدين غفر الله له ولوالديه وللمسلمين يعلم كل مسلم أن الله تعالى فرض صيام رمضان لأهداف جوهرية في حياة المسلم. ومن أهم هذه الأهداف: أن يتعلّم المسلم الإحسان، ويصير صفة بارزة يعيش بها في شتى أموره الحياتية. وللإحسان عدة نواحي تتعاضد جميعاً لتصنع المسلم المؤهل أن يكون من المحسنين، أصحاب المكانة الرفيعة التي تحدَّث عنها القرآن الكريم في العديد من المواطن. فاللهُ تعالى أمر به الإنسان ليقابل جميل ربه عليه بالشكر: (وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ). كما أخبر سبحانه أنه يحب الذين يتصفون بهذه الصفة: (وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) البقرة: 159. وأن رحمته تعالى قريبة منهم: (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) الأعراف: 56. كما ضمَّهم تعالى إلى هذه الكوكبة المباركة من المهاجرين والأنصار، فقال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة: 100. ووعدهم تعالى الوعد الحق الذي لا يتخلّف فقال تعالى: (لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ) الزمر: 34. كما طمأنهم بأنه لا يُضيع شيئاً من أعمالهم فقال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) التوبة: 120. كما عاملهم تعالى بأفضل ما يُعامل به عباده جزاء إحسانهم فقال تعالى: (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) يونس: 26. وأخبر تعالى أنه معهم بتوفيقه وتأييده وهدايته فقال: (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) النحل: 128. كما أمر نبيه عليه الصلاة والسلام أن يبشر هؤلاء المحسنين بكل خير فقال سبحانه: (وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) الحج: 37. وهذا الإحسان هو لب الإيمان وروحه وكماله، ومعناه مراقبة الله تعالى في السر والعلن، مراقبة مَن يحبه ويخشاه ويرجو ثوابه ويخاف عقابه؛ بالمحافظة على الفرائض والنوافل، واجتناب المحرمات والمكروهات. والمحسنون هم السابقون بالخيرات المتنافسون في فضائل الأعمال. وهو أن تعبد الله كأنك تراه، ولا مشهد للعبد في الدنيا أعلى من هذا. ولو كان فوق مقام الإحسان مقام آخر لذكره النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل، ولسأله جبريل عنه؛ فإنه جمع مقامات الدين كلها في الإسلام والإيمان والإحسان في الحديث الصحيح. من حديث عمر بن الخطاب؛ قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد؛ أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله: "الإسلامُ أن تشهدَ أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسولُ اللهِ، وتقيمَ الصلاةَ، وتؤتيَ الزكاةَ، وتصومَ رمضانَ، وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليهِ سبيلاً". قال: صدقت! قال: فعجبنا له يسأله ويُصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: "أن تؤمنَ باللهِ وملائكتِهِ وكتبِهِ، ورسلِهِ، واليومِ الآخرِ، وتؤمنَ بالقدرِ خيرِهِ وشرِّهِ". قال: صدقت.. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: "أنْ تَعبُدَ اللهَ كأنكَ تَرَاهُ، فإنْ لم تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ.." [متفق عليه]. فالمراقبة من الإحسان، وهي: [دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه، فاستدامته لهذا العلم واليقين هي "المراقبة"، وهي ثمرة علمه بأنَّ الله سبحانه رقيب عليه، ناظر إليه، سامع لقوله.. وهو مطلع على عمله كل وقت، وكل لحظة، وكل نَفَس، وكل طرفة عين. كما يشمل الإحسان كذلك: • الإحسان إلى النفس بأن يربيها ويزكيها ويهذبها حتى تستقيم على مُراد الله تعالى منها. كما قال تعالى: (ونفس وما سوَّاها فألهما فجورها وتقواها قد أفلح مَن زكَّاها وقد خاب مَن دسَّاها) الشمس. • الإحسان إلى الأبوين صاحبي أكبر الحقوق على المسلم بعد حق الله تعالى. • الإحسان إلى الزوجة ومعاشرتها بالمعروف. كما قال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف) • الإحسان إلى الأرحام بوصلها وإسداء المعروف إليها. كما قال تعالى: (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام). • الإحسان إلى الجيران. كما أمر بذلك سبحانه: (والجار الجنب والصاحب بالجنب) • وكذلك الإحسان لعامة المسلمين بتقوية روابط الإخوة الإيمانية. كما قال سبحانه: (إنما المؤمنون إخوة). • الإحسان إلى عامة الناس ولو غير مسلمين. • وكذا الإحسان في كافة ما يقوم به من أعمال كما بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إن الله كتب الإحسان على كل شئ). فالله تعالى نسأل أن يجعلنا جميعاً من أهل الإحسان في الدنيا والآخرة... اللهم آمين.
|
|