أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: اليوم الثامن: أحي قلبك بالقرآن الثلاثاء 17 أغسطس 2010, 10:58 pm | |
|
اليوم الثامن: أحي قلبك بالقرآن بقلم: الشيخ عوينات محي الدين غفر الله له ولوالديه وللمسلمين رمضان هو شهر القران الكريم، قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة: 185). نزل القرآن الكريم كله إلى سماء الدنيا من اللوح المحفوظ في رمضان، ونال هذا الشهر هذا الشرف بنزول هذا الكتاب فيه، ولذلك كان -صلى الله عليه وسلم- يتدارس القران الكريم مع جبريل عليه السلام في رمضان، يسمعه ويتدبره ويتلوه ويتأمَّل عبره، ويعيش مواعظه، ويتأمَّل آياته، ويستبشر بوعده، ويتأثَّر بوعيده، ويبيت الليالي الطوال يصلي ويتلو آياته، ويبكي من خشية ربه الذي أكرمه واصطفاه بهذا الكتاب من بين العالمين. إن للصائم مع القرآن علاقة صداقة حميمة، فهو لا يسعد ولا يطمئن ولا تقر عينه إلا إذا عاش مع هذا الكتاب هذه العلاقة النورانية الكريمة فيؤلف بها بين صيامه رمضان، وبين حياته بالقرآن الكريم، فينال نعيم هذا الشهر مع هذا الكتاب العظيم. وعلاقة المسلم بالقرآن في رمضان لها عِدَّةُ محاور، تتلخص فيما يلي: * واجب المسلم نحو كتاب الله تعالى تلاوة وترتيلاً، فهو يتلوه آناء الليل والنهار لينال أجر هذه التجارة الرابحة التي قال عنها الله تعالى: (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور) (فاطر). وصَحَّ عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه"رواه مسلم، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "خيرُكُم مَنْ تعلّم القرآن وعلَّمه" رواه البخاري. وقال -عليه الصلاة والسلام-: "اقرءوا الزَّهراوين، سورة البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان كغمامتين أو غيابتين، أو كفرقان من طير صواف تظلان صاحبهما يوم القيامة" رواه مسلم. وقال -عليه الصلاة والسلام-: "الذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ به مع السَّفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يتعتع فيه له أجران" متفق عليه. • والواجب الثاني: واجبه نحوه في التدبر والتفكر، هذا التدبر الذي قال الله تعالى فيه: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ: 29). • وقال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد: 24). • وقال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء: 82). القران الكريم في رمضان له طعم ومذاق خاص يختلف عنه في غيره من الأوقات، وله إيحاءات خاصة ودلالات من نوع آخر. القرآن الكريم في رمضان مضاعف الحسنات، كثير الخيرات والبركات. القران الكريم في رمضان يجدد ذكريات نزوله، وأيام تدارسه، وأوقات اهتمام السلف به. سلفنا الصالح كانوا إذا قدم رمضان فتحوا المصاحف وأقاموا الليل يحيونه بالقران الكريم. ثبت عن الإمام مالك أنه كان في رمضان لا يتشاغل إلا بالقرآن الكريم، وكان يعتزل التدريس والفتيا والجلوس للناس، ويقول شهر القرآن الكريم. بيوت سلفنا كان لها في رمضان طبيعة خاصة، فكان يسمع منها دوي كدوي النحل، تشع نوراً وتملأ سعادة، كانوا يرتلون القرآن ترتيلاً، يقفون عند عجائبه ويبكون عن عظاته، ويفرحون ببشارته ويأتمرون بأمره وينتهون بنهيه. صَحَّ أن ابن مسعود -رضي الله عنه- قرأ على رسولنا -صلى الله عليه وسلم- أول سورة النساء فلما بلغ قوله تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) (النساء: 41)، قال له -عليه الصلاة والسلام: "حَسْبُكَ الآنَ" قال، فنظرتُ فإذا عيناه تذرفان. متفق عليه، إنه المُحِبُّ سَمِعَ كَلَامَ حَبِيِبِهِ. وصَحَّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه استمع لأبي موسى -رضي الله عنه- ثم قال له: "لو رأيتني وأنا استمع إلى قراءتك البارحة، لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود" فقال أبو موسى: لو علمت يا رسول الله أنك تستمع لي لحبَّرتُهُ لك تحبيراً" متفق عليه. والمعنى: لجمَّلتُ صوتي أكثر وأكثر، فجعلتُ القران الكريم به أكثر تأثيراً وروعةً وجمالاً. كان عمر رضي الله عنه إذا اجتمع بالصحابة قال: يا أبا موسى ذكِّرنا ربنا، فيندفع أبو موسى يقرأ بصوته الجميل وهم يبكون. القران الكريم: مهمته هداية الناس إلى طريق الله المستقيم. القران الكريم: نورٌ وشفاءٌ لِمَا في الصدور وعلم وثقافة ومعرفة وبرهان. القران الكريم: تعاليم ربانية، ودستور إلهي، وحكمة خالدة. فهل لنا أن نعيش مع القران الكريم في رمضان وغير رمضان، وهل لنا أن نعرف عظمة القران الكريم فنملأ حياتنا سعادة بالقران الكريم، ونوراً بالقران الكريم، وإشراقاً مع القران الكريم، هل لنا أن نفعل ذلك؟ اللهم اجعلنا للقرآن من التالين، وبهديه من المُنتفعين، وبأحكامه من العاملين، وبنوره على الصراط من المُهتدين، وببركته للجنان من الدَّاخلين، وبفضله لوجه ربنا الكريم من النَّاظرين... اللهم آمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
|
|