أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: اليوم السابع: كن ولياً لله في رمضان الثلاثاء 17 أغسطس 2010, 6:05 am | |
| اليوم السابع: كُنْ ولياً لله في رمضان بقلم: الشيخ عوينات محي الدين غفر الله له ولوالديه وللمسلمين جعل الله تعالى للمسلم غاية سامية لحياته، يسمو بها على كل الغايات، وهدفاً كريماً رفيعاً دونه كل ما في الدنيا من أهداف. وهو تحقيق عبودية الله تعالى وبالتالي تحقيق ولاية الله التي يرجوها كل مسلم، لينتقل بها إلى طريق الهداية والتوفيق والرشاد والتزام الصراط المستقيم: قال تعالى [اللهُ وليُّ الذين آمنوا يُخرجهم من الظلمات إلى النَّور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يُخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون] (البقرة). مَنْ هم أولياء الله؟ وقد عرفنا ربنا تبارك وتعالى في كتابه صفات الأولياء، وطرق تحصيل هذه الولاية: قال تعالى: {ألا إن أولياءَ اللهِ لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتَّقُون} يونس: 62/63. فأصل الموالاة القرب وأصل المعاداة البعد، والمراد بولي الله كما قال الحافظ ابن حجر: "العالم بالله، المواظب على طاعته، المخلص في عبادته"، فوصفهم سبحانه بهذين الوصفين الإيمان والتقوى، وهما ركنا الولاية الشرعية، فكل مؤمن تقي فهو لله ولي، وهذا يعني أن الباب مفتوح أمام من يريد أن يبلغ هذه المنزلة العلية والرتبة السنية، وذلك بالمواظبة على طاعة الله في كل حال، وإخلاص العمل له، ومتابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - في الدقيق والجليل. يقول الشوكاني: "المعيار الذي تعرف به صحة الولاية، هو أن يكون عاملاً بكتاب الله سبحانه وبسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- مؤثراً لهما على كل شيءٍ، مُقدماً لهما في إصداره وإيراده، وفي كل شؤونه، فإذا زاغ عنهما زاغت عنه ولايته"، وبذلك نعلم أن أولياء الله تعالى هم المؤمنون به المتقون له، العاملون بطاعته، المجتنبون لمعصيته. وإذا كانت الولاية تحصل وتكتسب عن طريق الإيمان بالله تعالى والتقوى كما ذكرت الآية الكريمة فإن شهر رمضان هو أنسب الأوقات التي يستطيع بها المسلم أن يحقق –بتوفيق الله تعالى- هذه الولاية. والذي يتأمَّل في أية الصيام في سورة البقرة يجد هذا الاقتران بين الإيمان والتقوى في نفس الآية: قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)) (البقرة: 18).
فقد جعل الله تعالى في هذا الشهر المبارك وسائل تكفير السيئات، ورفعة الدرجات، وتحصيل الإيمان، والاستكثار من الصالحات، وإصلاح العلاقات بين الإنسان وبين الله، وبينه وبين الناس. وتلك هي مؤهلات الولاية. وأولياء الله تعالى ينالون كرامته وحفظه وتوفيقه ونصره، ويجري لهم كل خير كتبه لأحد من خلقه، فيسعد به في دنياه وأخراه. روى الإمام البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن الله قال: (مَنْ عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحَبَّ إليَّ مِمَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافل حتى أحِبَّهُ، فإذا أحببتهُ كُنْتُ سمعهُ الذي يَسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويدهُ التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه). البخاري. طريق الولاية الشرعي ليس سوى محبة الله وطاعته واتباع رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأن كل مَنْ ادَّعي ولاية الله ومحبته بغير هذا الطريق، فهو كاذبٌ في دَعْوَاهُ. فلنجتهد في أداء الوظائف الإيمانية في هذا الشهر الأغر لعلَّ اللهَ تعالى يصطفينا ويُكرمنا بولايته، والقُرب منه واتباع أوامره ومَرَاضِيهِ، واجتناب مَسَاخِطِهِ ومَنَاهِيهِ. إنه سميعٌ قريبٌ.
|
|