تسمى هذه الطريقة بالحقن المجهرى:-
* Micro - assisted Fertilization (Micromanipulation)
تعتبر هذه الطريقة كما ذكرنا من الطرق الحديثة جداً في علاج العقم خصوصاً عند الرجل.
وتتلخص في أن الشخص المتخصص بإجرائها يمسك بويضة واحدة بواسطة أنبوب خاص وباستعمال إبرة أصغر من شعرة الإنسان بحوالي سبع مرات أو أكثر يمكن اختراق البويضة.
وبهذه الطريقة يمكن إيصال عدد قليل جداً من الحيوانات المنوية (وحتى حيوان منوي واحد فقط في بعض الأحيان) إلى داخل البويضة ليتم إخصابها بشكل مباشر.
وهناك ثلاث طرق لإجراء هذه العملية:-
1- Partial Zona Dissection (PZD) وتسمى أحياناً Zona Pellucida Drilling:-
وتتلخص هذه الطريقة في عمل ثقب في القشرة الخارجية للبويضة والتي تسمى (ZONA)وبمجرد إكمال هذه العملية تتم تكملة عملية الإخصاب كما في طريقة I.V.F.
2- Subzonal Insemination (SUZI):-
والبداية في العملية تشبه طريقة PZD أي إجراء ثقب في القشرة الخارجية للبويضة ثم يتم إدخال بعض الحيوانات المنوية تحت الطبقة الخارجية للبويضة Beneath Outer Zona وبهذه الطريقة يمر الحيوان المنوي إلى السيتوبلازم للبويضة ليتم الإخصاب، ولقد ثبت أن هذه الطريقة ناجحة جداً.
3- الحقن المجهرى للبويضة Intracytoplasmic Sperm Injection (ICSI):-
وهذه الطريقة تعتبر المثالية والمفضلة حالياً وهي ناجحة جداً خصوصاً للرجال الذين يشكون من قلة الحيوانات المنوية بشكل كبير.
وكذلك عندما يكون نوع الحيوان المنوي غير جيد:
وتتلخص بإدخال الحيوان المنوي مباشرة في سيتوبلازم الخلية ويستعمل حيوان منوي واحد فقط بخلاف طريقة طفل الأنابيب التي يتم وضع آلاف الحيوانات المنوية حول البويضة ويتم في هذه الطريقة حقن البويضة بعد إزالة الخلايا الملاحقة لها بواسطة إبرة رفيعة جداً ويحقن الحيوان المنوي داخل البويضة أي داخل السايتوبلازم.
وتستعمل في الحالات التالية:-
- عند وجود عدد حيوانات منوية قليلة جداً في المنى.
- عند فشل الإخصاب بطريقة طفل الأنابيب.
- في حالة انعدام وجود الحيوانات المنوية في المنى رغم وجودها ولو بدرجة قليلة جداً في البربخ أو الخصيتين يتم سحبها من البربخ (MESA) أو الخصيتين (PESA, TESE) وثم عمل الحقن المجهرى.
وقد أثبتت الإحصائيات أنّ معدل الحالات التي أجريت فيها هذه العملية بنجاح حوالي 70% كما أثبتت الإحصائيات أن البويضات التي تخصب بهذه الطريقة وتنقل إلى الأم تكون نسبة نجاح ولادة طفل حي بنفس معدل طريقة I.V.F وربما أكثر في بعض الأحيان.
* سحب الحيوانات المنوية من البربخ والحقن المجهرى للبويضة
Microsurgical Epididymal Sperm Aspiration (MESA + ICSI)
والرجل المستفيد من هذه الطريقة هو عادة الذي يشكو من إحدى المشاكل التالية:-
* عدم تكون ( تخلق ) الحبل المنوي.
* وجود التهابات شديدة مثل السل الذي يتركز في المنطقة التناسلية، أو الأمراض التناسلية الأخرى التي تؤدي إلى انسداد القنوات الناقلة للحيوان المنوي والتي لا يمكن معالجتها جراحياً.
* إذا قُطع الحبل المنوي بطريق الخطأ مثلاً عند إجراء جراحة معينة ولم تنجح محاولات إصلاحه.
وتنجز هذه الطريقة بواسطة سحب الحيوانات المنوية من بداية اتصال البربخ بالخصية، وهي المنطقة التي تكون الحيوانات المنوية قد أنتجت فيها حديثاً ولديها أكبر فعالية في الحركة والقدرة على الإخصاب وبعد ذلك يتم إجراء الحقن المجهرى للبويضة كما ذكرنا سابقاً.
*** استخلاص الحيوانات المنوية من الخصيتين والحقن المجهرى للبويضة
* استعمال Spermatids للحقن المجهرى:
ذكرنا في طريقة TESE كيف يؤخذ الحيوان المنوي الناضج مباشرة من الخصية ثم يحقن في داخل سيتوبلازم الخلية.
لقد أتضح العلماء بعد بحوث طويلة أنه يمكن استخدام الـ Spermatid أي الحيوان المنوي الذي لم يتم نضوجه بعد من الخصية وحقنه في سيتوبلازم الخلية مباشرة بطريقة ICSI.
ونود هنا أن نعطي فكرة بسيطة لقرائنا الأعزاء عن كيفية نمو الحيوان المنوي حتى نضوجه ليتمكنوا من استيعاب هذه الفقرة أكثر.
في داخل الخصية توجد خلايا تدعى Germ Cells في القنوات المنوية Seminiferous Tubules والتي فيها يتم نضوج الحيوان المنوي.
وهذه التطورات باختصار:-
Germ Cells --> Spermatogonia -- > Spermatid -- > Spermatozoa (Mature Sperm)
ومن هذا المخطط العلمي البسيط يتضح لنا أنه عند سحب الحيوان المنوي من الخصية يمكن أخذه ناضجاً Mature Sperm أو مرحلة ما قبل النضوج Spermatid ويحقن في سيتوبلازم الخلية، ونحب الإشارة أن هذه الطريقة تستعمل حالياً وهي ناجحة.
ونود التنويه هنا إلى أنه يمكن استخدام أشعة الليزر Laser Manipulation لعمل ثقب في جدار البويضة ومن ثم يتم حقن الحيوان المنوي في البويضة الأنثوية.
*** الحقن المجهري للبويضة
TESE ( Testicular Exploration And Sperm Extraction).
PESA ( Percutanuous Sperm Aspiration).
ويتم بواسطة هذه الطرق استخلاص الحيوانات المنوية من الخصية مباشرة إما عن طريق إجراء خزعات من الخصية (TESE) أو بواسطة سحبها من الخصية بواسطة إبرة (TESA) ومن ثم استعمالها للحقن المجهرى للبويضة كما ذكرنا سابقاً (ICSI).
وتستعمل في الحالات التالية:-
- عدم وجود الحيوانات المنوية في البربخ.
- انسداد البربخ أو عدم وجوده.
- انسداد أو عدم وجود قنوات المنى.
*** عمليات ثقب جدار الأجنة Assisted Hatching:-
عدم علوق الأجنة بعد إرجاعها هو من أكثر العوائق التي تواجهنا في برامج أطفال الأنابيب.
وهي ما يعانيه فئة من الأزواج الذين يتعدد تكرار المحاولات لديهم وفي كل محاولة يتم إرجاع أجنة ذات فئات ونوعيات جيدة إلا أن نتيجة الحمل تكون سالبة وذلك بسبب عدم انغراس الأجنة في بطانة الرحم لأسباب غير مخصصة سريرياً، لهؤلاء توصل العلم والتقنيات الحديثة إلى طريقة جديدة لزيادة فرص علوق الأجنة في بطانة الرحم هي ثقب جدار الجنين Assisted Hatching.
إن لجدار البويضة في أنثى الإنسان دور حيوي وهام قد يكون مؤقتاً أو دائماً حيث تعمل كحاجز ميكانيكي يمنع تفكك البويضة أو الجنين بتأثير خلايا المناعة المهاجمة أو الامتصاص الفسيولوجي أو بتأثير المواد الحيوية السامة.
وحديثا ألقت التقنيات الحديثة في الإخصاب خارج الجسم ضوءا ساطعا على وظائف جدار البويضة.
وقد توصلت الأبحاث في بداية التسعينات إلى أن إجراء ثقب في جدار الجنين المكون بطريقة الإخصاب خارج الجسم قبل إرجاعه وهو في مراحل انقسامه الأولى قد رفع من فرص علوق الأجنة وأن احتمالية تلف هذا الجنين وفقده لخواصه إذا أجري له ثقب في جداره ضعيفة جداً.
في حين أن إجراء ثقب في جدار البويضة الغير مخصبة يعرضها لفرص تلف تصل إلى 4 % ويعزى ذلك إلى أن هناك سهولة ومرونة أكثر في جدار الجنين منها من جدار البويضة غير المخصبة.
وفي هذه الطرقة يتم عمل الثقب بواسطة إبرة مجهريه كما يمكن استعمال مادة كيميائية لأداء الغرض نفسه أو جهاز الليزر.
تجدر الإشارة هنا إلى أن من أهم الأسباب التي تعيق علوق الأجنة هو وجود كروموسومات غير طبيعية في الجنين نفسه.
ويجب أن يضع الدكتور المعالج هذا الاحتمال بعين الاعتبار لدى الأزواج الذين يتكرر عندهم عدم علوق الجنة بشكل ملحوظ بأكثر من محاولة أطفال أنابيب وفي هذه الحالة يمكن اللجوء لسحب خلية في اليوم الثالث من حدوث الإخصاب لدراستها بنفس اللحظة التي يجرى بها الثقب لجدار البويضة.
وهذا ما يسمى: (الحقن المجهري) ICSI:
يعتبر الحقن المجهرى بحق ثورة فى مجال عقم الرجال حيث حقق نجاحا كبيرا فى الحالات التى كاد الامل يكون معدوما فيها.
ويستخدم فى حالات عقم الرجال كما يلي:
- قلة عدد الحيوانات المنوية.
- ضعف أو إنعدام حركة الحيوانات المنويه - من الجدير بالملاحظه أن إنعدام الحركه لا يعني حيوانات منويه ميته ولكن يمكن التفريق بينهما بإضافة مادة pentoxyphylline حتي تؤدي إلي تنشيط طفيف في الحيوانات المنوية بحيث يمكن التمييز بينها وبين الحيوانات المنوية الميتة.
- كثرة الأجسام الغريبة في الحيوانات المنوية مثل ثنائي المقدمة / ثنائي الذيل وغيرها (عادة يكون الأحسن شكلاً والأكثر حركة).
-إنعدام الحيوانات المنويه وينقسم هذا النوع إلي مجموعتين أساسيتين حسب السبب المؤدي إليها:
-إنعدام الحيوانات المنويه نتيجة إنسداد في القنوات المنويه (سواء كان عيب خلقي أو مكتسب).
وتعتبر هذه المجموعه هي الأفضل من حيث النتائج حيث يتم سحب أو بزل الحيوانات المنويه من البربخ ثم يتم حقنها في البويضات.
-إنعدام الحيوانات المنويه نتيجة فشل في وظائف الجهاز التناسلي الذكري (غير قادر علي إفراز الحيوانات المنويه).
في هذه الحاله يلجأ الأطباء إلي أخذ عينه من الخصيه أملين في وجود حيوانات منويه يمكن إستخدامها في الحقن المجهري.
بعد تكرار فشل أطفال الأنابيب حيث يمكن أن يكون هناك بعض الأسباب التي تمنع دخول الحيوان المنوي إلي جدار البويضه.
ويمثل العقم غير المسبب من الأسباب التي تجعل بعض البويضات تعالج بطريقة أطفال الأنابيب والبعض الآخر تعالج بالحقن المجهري.
*** كيف تتم عملية الحقن المجهري:
بعد عملية تنشيط المبيض وسحب البويضات يتم الآتي:
تنظيف البويضات من الخلايا المحيطه بها بعد ساعتين إلي 4 ساعات من سحب البويضات ثم تترك في الحاضنه لمدة ساعتين.
تحضير السائل المنوي.
الحقن المجهري:
يعتمد الحقن المجهري علي إختيار حيوان منوي واحد بإستخدام ميكروسكوب غاية في التطور ثم يتم حقن الحيوان المنوي داخل السيتوبلازم للبويضه التي سبق تجهيزها لهذا لاغرض.
يتم الحقن بواسطة إبرة دقيقة للغاية لا تري إلا تحت الميكروسكوب.
فحص البويضات بعد 24 ساعه للتأكد من حدوث الإخصاب و مرة أخري بعد 24 ساعه أخري للتأكد من إنقسام الخلايا وهذا يعني جواز المرور إلي نقل الأجنه إلي رحم الأم.
تزيد فرص النجاح بطريقة الحقن المجهري زيادة طفيفه عن طريق أطفال الأنابيب مما أدي إلي تبني المراكز في أنحاء العالم لطريقة الحقن المجهري كوسيله أساسيه في الإخصاب المساعد.
يفسر البعض هذة الزيادة عن طريق إحداث ثقب في جدار البويضه (وخاصة إذا كان سميكاً) حتي يسهل من عملية إنقسام الخلايا وبالتالي دخول الأجنه إلي الغشاء المبطن لجدار الرحم وهي الخطوة التي لا تزال تحير الأطباء و العلماء في مجال العقم.
*** فتـــــــــاوى شرعية حول عملية التلقيح الصناعي:
الحمد لله والصلاة والسلام على رســـــــــــول الله صلى الله عليه وسلم...
ما حكم الدين في عملية التلقيح الصناعي؟
قال تعالى: (وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً ) [ الفرقان: 54 ].
فقد امتن الباري جل وعلا على عباده بالنسب والصهر وعلق بعض الأحكام عليهما ورفع قدرهما، ومن أجل هذه المنة وتلك النعمة كانت المحافظة على النسل من المقاصد الضرورية التي استهدفتها أحكام الشريعة الإسلامية.
ومن أجل ضرورة المحافظة على النسل شرع الله النكاح وحرم السفاح، قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [ الروم: 21 ].
وقال تعالى: (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً) [الإسراء: 32].
ذلك لأن الولد ثمرة الزواج الصحيح ينشأ بين أبويه يبذلان في سبيل تربيته النفس والنفيس، أما ولد الزنا فإنه عار لأمه إذ لا يعرف له أب وبذلك ينشأ فاسداً مفسداً مهملا ويصبح آفة في مجتمعه، وإن كان الفقهاء رحمهم الله قد تعرضوا لهذا النوع من الأولاد تحت عنوان باب اللقيط، وحثوا على العناية به وتربيته لأنه إنسان محترم لا يسوغ إهماله وتحرم إهانته ويجب إحياؤه وذلك ارتقابا لخيره واتقاء لشره.
وإذا كان النسب في الإسلام بهذه المنزلة فقد أحاطه كغيره من الأمور بما يضمن نقاءه وطهره ويرفع الشك فيه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "الولد للفراش وللعاهر الحجر" متفق عليه.
المراد بالفراش أن تحمل الزوجة من زوجها الذي اقترن بها برباط الزواج الصحيح فيكون ابنا لهذا الزوج، والمراد بالعاهر الزاني وبهذا الحديث تقررت قاعدة أساسية في النسب تحفظ حرمة عقد الزواج الصحيح فيكون الثبوت أو نفيه تبعاً لذلك.
ومن وسائل حماية الأنساب أيضا تشريع الاعتداد للمرأة المطلقة بعد الدخول بها أو حتى بعد خلوته معها خلوة صحيحة شرعاً.
كما حرم الإسلام التبني بمعنى أن ينسب الإنسان إلى نفسه إنساناً آخر نسبة الابن الصحيح مع أنه يعلم يقيناً أنه ولد غيره وذلك صونا للإنسان ورعاية لحقوق الأسرة التي رتبتها الشريعة على جهات القرابة.
ولا تتخلق نطفة الرجل إلا إذا وصلت إلى رحم المرأة المستعد لقبولها وقد يكون هذا الوصول عن طريق الاختلاط الجنسي الجسدي، وقد يكون عن طريق إدخال نطفة الرجل في رحم امرأة بغير اتصال.
وهذا عرف حديثاً، عن طريق أخذ نطفة الرجل ونطفة المرأة وتلقيحها خارج رحم المرأة ثم إعادة ذلك إلى رحم المرأة نفسها، أو إلى امرأة أخرى وهو ما يعرف بالأرحام المستأجرة.
قال تعالى: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج) [الإنسان: 2].
وقد قرر الأئمة رحمهم الله أن استدخال المرأة مني زوجها في فرجها من غير اتصال جسدي يترتب عليه الآثار الشرعية من عدة ونسب.
ومن ذلك نخلص إلى أن التلقيح الصناعي له صور عدة منها ما هو مشروع ومنها ما هو محرم قطعاً ومنها ما هو متردد بين الحل والحرمة.
فأما المشروع فهو أن يؤخذ مني الزوج وتلقح به نطفة المرأة في رحم المرأة من غير اتصال جسدي، وكذلك أن يؤخذ مني الزوج ونطفة المرأة فيلقحا خارج الرحم ثم يعاد ذلك إلى رحم المرأة فلا حرج في الصورتين المذكورتين، إذا دعت الضرورة لذلك.
وأما أخذ المني من رجل غير زوج المرأة أو نطفة المرأة من غير زوجة الرجل أو أخذ مني الزوج ونطفة الزوجة ووضعهما في رحم امرأة أخرى غير زوجته فلا شك في حرمة ذلك لأنه يفضي إلى اختلاط الأنساب وهو في معنى الزنا، وذلك لانتفاء الحرث في الصور السابقة قال تعالى: (نساؤكم حرث لكم) [البقرة: 223].
فإذا حدث حمل بإحدى الطرق المذكورة سلفاً فإن الولد لا يعد ابنا شرعيا ولا يجوز تبنيه، أما إذا كان للرجل زوجتان وإحداهما لا تحمل فأخذت نطفتها ولقحت بمنيه ووضعت في رحم زوجته الأخرى فإن هذه الحالة محل نظر، والعلم عند الله تعالى.
PGD (Preimplantation Genetic Diagnosis يدرس عن طريق هذا الفحص كروموسومات الجنين وعلى أسلس ذلك يرجع الجنين السليم فقط... وهذا يرفع من فرص حدوث الحمل.
------------------------------------
المصدر:
http://www.ytemuae.net/vb/