الدرس الثامن عشر: صيامه صلى الله عليه وسلم يومي الاثنين والخميس
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَكْثَرَ مَا يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: "إِنَّ الْأَعْمَالَ تُعْرَضُ كُلَّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ -أَوْ: كُلَّ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ- فَيَغْفِرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ -أَوْ: لِكُلِّ مُؤْمِنٍ- إِلَّا الْمُتَهَاجِرَيْنِ، فَيَقُولُ: أَخِّرْهُمَا) رواه أحمد.
فيا أيها العبد:
1- إذا تيسر لك فصم يومي الإثنين والخميس لتحصل على المغفرة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ولاتك مهاجراً أخاك المسلم مقاطعاً بل اصطلح معه واعف عنه لوجه الله تعالى وسواء كان من بينك وبينه مقاطعة قريباً أو ليس بقريب وحتى لو رفض هو ولكن أنت اعف عنه وحاول في مصالحته على حسب استطاعتك فإن أصر فإنك سوف تحصل على المغفرة بإذن الله لأنك بذلت جهدك وقد قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].
2- ليكن أكثر صيامك ليومي الاثنين والخميس لأنه صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصومهما لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَانَ أَكْثَرَ مَا يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ) رواه أحمد.
3- اعلم أن الأعمال تُعرض في كل يوم خميس واثنين واهتم بصيامهما وتجنب الشرك بالله عز وجل وتجنب المُشاحنة مع أخيك المسلم وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ فَيَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِئٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا امْرَؤٌ كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: اترْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا اترْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا) رواه مسلم.
4- إذا كنت تصوم تطوعاً فدخل الاثنين والخميس في صيامك فهذا طيب وإن لم يدخلا فضُمهما ليعرض عملك على الله وأنت صائم في هذين اليومين لحديث أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ الْأَيَّامَ يَسْرُدُ حَتَّى يُقَالَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ الْأَيَّامَ حَتَّى لَا يَكَادَ أَنْ يَصُومَ إِلَّا يَوْمَيْنِ مِنَ الْجُمُعَةِ، إِنْ كَانَ فِي صِيَامِهِ، وَإِلَّا صَامَهُمَا، وَلَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا يَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تَصُومُ لَا تَكَادُ أَنْ تُفْطِرَ، وَتُفْطِرَ حَتَّى لَا تَكَادَ أَنْ تَصُومَ إِلَّا يَوْمَيْنِ إِنْ دَخَلَا فِي صِيَامِكَ وَإِلَّا صُمْتَهُمَا قَالَ: "أَيُّ يَوْمَيْنِ؟ "قَالَ: قُلْتُ: يَوْمُ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمُ الْخَمِيسِ، قَالَ: "ذَانِكَ يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ" رواه أحمد.
5- اعلم أن يوم الإثنين والخميس هو يوم ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه فيه ولمَّا سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن يوم الاثنين قال: (وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ قَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ) رواه مسلم وعند أبي داود: (وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ الْقُرْآنُ).
6- اقصد صيام الإثنين والخميس متحرياً ذلك لحديث خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْغَازِ: (أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ كَانَ يَتَحَرَّى صِيَامَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ) رواه ابن ماجة.
7- واهتم بصيام يومي الإثنين والخميس لأن أبواب الجنة تُفتح فيهما لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (تُفَتَّحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ فِيهِمَا لِمَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا الْمُهْتَجِرَيْنِ يُقَالُ رُدُّوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا) رواه الترمذي.