الدرس الثاني: صيامه صلى الله عليه وسلم لشهر رمضان
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: «تَرَائِى النَّاسُ الْهِلَالَ،» فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنِّي رَأَيْتُهُ فَصَامَهُ، وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ " رواه أبو داود.
فيا أيها العبد:
1- إذا علمت بدخول شهر رمضان فإنه يجب عليك أن تصومه لقوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185].
وأن تهتم بصيام رمضان اهتماماً عظيما وهذا الاهتمام بما يلي:-
أ-أن تصوم رمضان إيماناً بأن الله فرض صيام رمضان وأن تحتسب الأجر في صومه لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه البخاري.
ب- أن تحذر من الرياء في صيامك وفي كل عبادتك لأن الرياء شرك أصغر وفي حديث شَدَّادٌ: فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ صَلَّى يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ صَامَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ" رواه أحمد والحاكم من طريق شهر بن حوشب وقد ضعف.
ج-أن تتجنب المفطرات من الأكل والشرب والجماع وتعمد انزال المني بمباشرة أو قبلة وتتجنب الحجامة وكل المفطرات فلا تتعمد فعلها في نهار صيامك.
د-أن تتجنب كل ما يذهب بثواب صومك ومن ذلك كل قول محرم وكل فعل محرم لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» رواه البخاري.
هـ- أن تتجنب الجهل على أي أحد من الأهل أو الاولاد أو غيرهم لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْل، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» رواه البخاري.. والجهل فعل الجهل والسفاهة مع الناس.
و-أن تقوم بالواجب في الصيام بأن تبيت النية من الليل لصيام كل يوم لحديث حَفْصَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَلَا صِيَامَ لَهُ» رواه النسائي.
ز-أن تنوي الصوم المشروع (تمسك عن المفطرات بنية التعبد لله من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس) لقوله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].
ح-أن تتجنب الرفث (الجماع ودواعيه والكلام الفاحش) لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلاَ يَرْفثْ وَلاَ يَجْهَلْ) رواه الشيخان.
ط-تجنب الخصام والصياح في صومك لحديث أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قَالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ) رواه الشيخان, والصخب الخصام والصياح, فإن طبقت ما ذكرناه لك فإنك تحصل على صوم يحقق لك التقوى الحقيقية: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].