توبة فتاة من ممارسة الرياضة المحرّمة
تقول هذه الفتاة:
أنا فتاة في المرحلة الجامعية، عشت في أسرة مسلمة محترمة، تحبّ الدين، وتواظب على الفرائض.. فكنت أواظب على الصلاة في سنّ مبكّرة من حياتي، حتّى انتقلت إلى المرحلة الإعداديّة، عندها بدأت المشكلة، فقد تعرّفت على معلّمة الرياضة!
وأحببتها كثيراً –طبعاً ليس لله– وأحببت الرياضة كذلك، فبدأت بممارستها، وتعلقت بها كثيراً، فصارت جزءاً لا يتجزأ من حياتي، حتّى إنّي أمضيت سبع سنوات من عمري في التدريبات والبطولات (!)
وكنت أتشاجر مع أهلي من أجل الرياضة، وأسدّ أذني عن سماع نصائحهم لي، لأنّي آنذاك لم أكن أر إلا شيئاً واحداً فقط، هو الرياضة، ثمّ تمكّن الشيطان منّي، فلبست البنطال القصير (الشورت)، والضيّق، وقصصت شعري كالرجال، وكلّ ذلك رغماً عن أهلي..
والدتي عندما تراني بالشورت كانت تنصحني، وأحياناً لا تقول شيئاً (!) لكنّي أعرف أنّ هذا لا يرضيها، ويشاء الله عزّ وجلّ –رحمة بي– أن أمرّ بظروف قاسية اضطرتني إلى ترك الرياضة، فتركتها، وقد عرفت بعد أن هداني الله أنّ هذه الظروف كانت نعمة وليست نقمة، فبعدي عن الرياضة جعلني أتذكّر الله عزّ وجلّ، وأبتعد تدريجياً عن سماع صوت الغناء إلى سماع ما يرضى الله.
وتركت مشاهدة الأفلام والمسلسلات التافهة المنحطّة، وبدأت أفكّر بلبس الحجاب، والظهور بمظهر محتشم بعيداً عن التبرّج والسفور المحرّم، وشعرت بأنّ الرياضة (ولو كانت منضبطة بضوابط الشرع) شيء تافه لا يستحقّ أن تُصرف فيه جلّ الأوقات.
لكنّ هذا التفكير لم يتحوّل إلى عمل إلا بعد أن شاهدت منظر الموت بعيني ولأوّل مرّة، حيث توفي جدّي رحمه الله، وغُسّل وكُفّن وأنا أشاهد هذا المنظر، فاهتز كياني كلّه، وجعل قلبي يخفق بقّوة خوفاً ورهبة، وقادني ذلك إلى التفكير، وتذكّر أمور كثيرة كنت أعرفها من قبل، لكنّي لم أكن أعيرها أيّ اهتمام، كالموت وسكرته، والقبر وضمّته وعذابه، والحساب وشدّته، كلّ ذلك قادني فيما بعد إلى التوبة النصوح، والندم الشديد على الأيّام التي ضاعت من عمري سدى.
وأنا الآن أرتدي الحجاب الشرعي ولله الحمد، وأواظب على الصلاة، وأستمع إلى نصائح والديّ، وأفكّر كثيراً في الموت وما بعده من أهوال القيامة، وأتوق كثيراً إلى سماع آيات الله عزّ وجلّ، وسماع كلّ ما يقرّبني إلى الله.
أختكم في الله من سوريا.