( ضعيف )
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة مهاجرا إلى الله قال : الحمد لله الذي خلقني ولم أكن شيئا مذكورا اللهم أعني على هول الدنيا وبوائق الدهر ومصائب الليالي والأيام اللهم اصحبني في سفري واخلفني في أهلي وبارك لي فيما رزقتني ولك فذللني وعلى صالح خلقي فقومني وإليك يا رب فحببني وإلى الناس لا تكلني رب المستضعفين وأنت ربي أعوذ بوجهك الكريم الذي أشرقت له السموات والأرض وكشفت به الظلمات وصلح عليه أمر الأولين والآخرين أن تحلل على سخطك أو تنزل على غضبك لك العتبى عندي ما استطعت لا حول ولا قوة إلا بالله.
( حسن )
عن أسماء بنت أبي بكرقالت : مكثنا اث ليل ما ندري أين وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل رجل من أسفل مكة يتغنى بأبيات من الشعر:
جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد
همـــا نزلاها بالبــــر ثم تروحا فأفلح من أمسى رفيق محمد
ليهن بني كعب مقـــام فتـــاتهم ومقعدها للمــــؤمنين بمرصد
( صحيح )
قال البراء : أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرئان الناس القرآن ثم جاء عمار وبلال وسعد ثم جاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى عشرين راكبا ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت الناس فرحوا بشىء كفرحهم به حتى رأيت النساء والصبيان والإماء يقولون : هذا رسول الله قد جاء.
( صحيح )
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة ".
( صحيح )
وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة.
( صحيح )
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوءتى بأول الثمر فيقول " اللهم بارك لنا في مدينتنا وفي ثمارنا وفي مدنا وفي صاعنا بركة مع بركة " . ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان.
( صحيح )
فأمر الرسول بالنخل فقطع وبالقبور فنبشت وبالخرب فسويت وصفوا النخل قبلة للمسجد.
( ضعيف )
روى البيهقي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: كانت أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة أن قام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أما بعد أيها الناس فقدموا لأنفسكم تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه ليس لها راع ثم ليقولن له ربه وليس لة ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه الم ياتك رسولي فبلغك وآتيتك مالا وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك فينظر يمينا وشمالا فلا يرى شيئا ثم ينظر قدامه فلا يرى غير جهنم فمن استطاع أن يقي نفسه من النار ولو بشق من تمرة فليفعل ومن لم يجد فبكلمة طيبة فإن بها تجزى الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
( صحيح )
لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذته - يعني أبا بكر - خليلا ولكن إخوة الإسلام أفضل.
( إسناده حسن )
قال ابن إسحاق : وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة إنما يجتمع الناس إليه للصلاة لحين مواقيتها بغير دعوة فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها أن يجعل بوقا كبوق يهود الذي يهرعون به لصلاتهم ثم كرهه ثم أمر بالناقوس فنحت ليضرب به للمسلمين للصلاة . فبينما هم على ذلك إذ رأى عبدالله بن زيد بن ثعلبة أخو بلحارث بن الخزرج في منامه الآذان فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : يا رسول الله إنه طاف بي هذه الليلة طائف مر بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسا في يده فقلت له : يا عبدالله أتبيع هذا الناقوس ؟ قال : وما تصنع به ؟ قلت : ندعو به إلى الصلاة قال : أفلا أدلك على خير من ذلك ؟ قلت : وما هو ؟ قال : تقول : الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله . أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله . حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح . الله أكبر الله أكبر . لا إله إلا الله . فلما أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألقها عليه فليؤذن بها فإنه أندى صوتا منك فلما أذن بها بلال سمعها عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجر رداءه وهو يقول : يا نبي الله والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي رأى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلله الحمد.
( صحيح بشواهده )
قال الزهري : وزاد بلال في نداء صلاة الغداة : الصلاة خير من النوم مرتين فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
( صحيح )
عن عبد الله بن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقرأ علي القرآن " قال : أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : " إني أحب أن أسمعه من غيري " قال فقرأت عليه من أول سورة النساء . حتى جئت إلى هذه الآية : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } . قال حسبك الآن فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان.
( صحيح )
عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ الآية: { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون إلى قوله فليأت مستمعهم بسلطان مبين } كاد قلبي يطير.
( صحيح )
ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار.
( صحيح )
عن عبد الله بن هشام قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر : يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك . فقال عمر : فإنه الآن لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الآن يا عمر ).
( صحيح )
أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام.
( صحيح بشواهده )
كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحب له قليل الصبر عنه فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه يعرف في الحزن في وجهه فقال له : " ما غير لونك " ؟ فقال : يا رسول الله ما بي من مرض ولا وجع غير أني إذا لم أرك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم إني ذكرت الآخرة أخاف ألا أراك لأنك ترفع إلى عليين مع النبيين وإني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك وإن لم أدخل الجنة لم أرك أبدا فنزل قوله تعالى : { ومن يُطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
( صحيح )
قال صلى الله عليه وسلم : المرء مع من أحب.
( صحيح )
عن أنس بن مالك قال : " لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء ولما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا ".
( صحيح )
عن عائشة رضي الله عنها : فرضت الصلاة أول ما فرضت ركعتين فأقرت صلاة السفر وزيد في الحضر.
( صحيح )
عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي.
( صحيح )
من تعلم الرمي ثم تركه فليس منا.
( صحيح )
عن أبي نجيح السلمي رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بلغ بسهم فهوله درجة في الجنة فبلغت يومئذ عشرة أسهم وسمعته يقول من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل رقبة محررة.
( ضعيف )
عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة . صانعه يحتسب في عمله الخير والرامي به ومنبله الممد له فارموا واركبوا وإن ترموا أحب إلي من أن تركبوا كل لهو باطل ليس من اللهو محمودا إلا ثلاثة تأديب الرجل فرسه وملاعبته أهله ورميه بقوسه فإنهن من الحق ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فهي نعمة تركها أو كفرها ".
( صحيح )
الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والغنيمة.
( صحيح )
غزوة في البحر خير من عشر غزوات ومن أجاز البحر فكأنما أجاز الأودية كلها والمائد فيه - الذي يصيبه الدوار والقيء - كالمتشحط في دمه.
( صحيح )
هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها.
( حسن )
عن عبد الله بن مسعود قال : كنا يوم بدر ثلاثة على بعير كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وكانت عقبة رسول الله صلى الله عليه قال : فقالا : نحن نمشي عنك فقال : ما أنتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما.
( صحيح )
أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فقال : هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ أكبادها.
( صحيح )
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشيروا علي أيها الناس وإنما يريد الأنصار وذلك أنهم عدد الناس وأنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا يا رسول الله إنا براء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا نمنعنك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف ألا تكون الأنصار ترى عليها نصره إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه وأن ليس عليهم أن يسير بهم الى عدو من بلادهم فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له سعد بن معاذ والله لكأنك تريدنا يا رسول الله قال أجل قال فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله.
وفي رواية : لعلك أن تكون خرجت لأمر وأحدث الله إليك غيره فانظر الذي أحدث الله إليك فامض فصل حبال من شئت واقطع حبال من شئت وسالم من شئت وعاد من شئت وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا ما شئت وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ونشطه ذلك ثم قال سيروا وابشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكآني الآن أنظر الى مصارع القوم.
( ضعيف )
جاء الحباب بن المنذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت هذا المنزل أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخره أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال بل هو الرأي والحرب والمكيدة قال يا رسول الله فإن هذا ليس لك بمنزل امض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فنعسكر فيه ثم نغور ما وراءه من الآبار ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أشرت بالرأي ثم أمر بإنفاذه فلم يجيء الليل حتى تحولوا كما رأى الحباب وامتلكوا مواقع الماء.
( صحيح )
اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد بعدها في الأرض وجعل يهتف بربه عز وجل ويقول : اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم نصرك ويرفع يديه إلى السماء حتى سقط رداؤه عن منكبيه وجعل أبو بكر يلتزمه من ورائه ويسوي عليه رداءه ويقول - مشفقا عليه من كثرة الابتهال : يا رسول الله بعض مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك .
( حسن )
خفق رسول الله خفقة في العريش ثم انتبه فقال : يا أبا بكر أتاك نصر الله هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثنايا النقع .
( صحيح )
روى أحمد أن المشركون لما دنوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض قال يقول عمير بن الحمام الأنصاري يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض قال نعم فقال بخ بخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحملك على قولك بخ بخ قال لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها قال فإنك من أهلها قال فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة قال ثم رمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل .
( حسن )
شاهت الوجوه
( صحيح )
قال عبدالرحمن بن عوف : إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن فكأني لم آمن بمكانهما إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه : يا عم أرني أبا جهل فقلت له : يا ابن أخي ما تصنع به ؟ قال : عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه وقال لي الآخرسرا من صاحبه مثله قال : فما سرني أنني بين رجلين مكانهما فأشرت لهما إليه فشدا عليه مثل الصقرين فضرباه حتى قتلاه وهما ابنا عفراء.
( صحيح )
عن أنس بن مالك : أن حارثة بن سراقة قتل يوم بدر في النظارة اصابه سهم فقتله فجاءت أمه فقالت يا رسول الله أخبرني عن حارثة ؟ فإن كان في الجنة صبرت وإلا فليرين الله ما أصنع - تعني من النياحة - وكانت لم تحرم بعد فقال لها الرسول : ويحك أهبلت ؟ إنها جنان ثمان وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى .
( ضعيف )
وكان عتبة بن ربيعة أول من بارز المسلمين وكان ولده أبو حذيفة من خيار أصحاب النبي فلما سحبت جثته لترمى في القليب نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي حذيفة فإذا هو كئيب قد تغير فقال : يا أبا حذيفة لعلك دخلك من شأن أبيك شيء ؟ فقال لا والله يا نبي الله ما شككت في أبي ولا في مصرعه ولكني كنت أعرف من أبي رأيا وحلما وفضلا فكنت أرجو أن يهديه ذلك إلى الإسلام فلما رأيت ما أصابه وذكرت ما مات عليه من الكفر بعد الذي كنت أرجو له أحزنني ذلك قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم له بخير وقال له خيرا.
( ضعيف )
قال يا أهل القليب بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم كذبتموني وصدقني الناس وأخرجتموني وآواني الناس وقاتلتموني ونصرني الناس.
( صحيح )
يا أهل القليب يا عتبة بن ربيعة ويا شيبة بن ربيعة ويا أمية بن خلف ويا أبا جهل فعدد من كان منهم في القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا ؟ فقال المسلمون : يا رسول الله أتنادى قوما قد جيفوا ؟ قال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني .
( صحيح )
عن عبادة بن الصامت قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فشهدت معه بدرا فالتقى الناس فهزم الله العدو فانطلقت طائفة في آثارهم يطاردون ويقتلون وأكبت طائفة على المغنم يحرزونه ويجمعونه وأحدقت ( أي أحاطت ) طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصيب العدو منه غرة حتى إذا كان الليل وفاء ( أي رجع ) الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم : نحن حويناها وليس لأحد فيها نصيب وقال الذين خرجوا في طلب العدو : لستم أحق بها منا نحن نحينا منها العدو وهزمناه وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم : خفنا أن يصيب العدو منه غرة فاشتغلنا به فأنزل الله { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا لله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين } [ 1 : 8 ] فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين .
( حسن )
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم بدر في ثلثمائة وخمسة عشر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم إنهم حفاة فاحملهم اللهم إنهم عراة فاكسهم اللهم إنهم جياع فأشبعهم " ففتح الله له يوم بدر فانقلبوا حين انقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين واكتسوا وشبعوا .
( صحيح )
لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة استشار أصحابه في الأسارى فقال أبو بكر : يا رسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار وعسى أن يهديه الله فيكونوا لنا عضدا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ترى يا ابن الخطاب ؟ قال : والله ما أرى ما رأى أبو بكر ولكن أرى أن تمكنني من فلان قريب لعمر فأضرب عنقه وتمكن عليا من عقيل بن أبي طالب فيضرب عنقه وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين وهؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم .
فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قال عمر وأخذ منهم الفداء فلما كان من الغد قال عمر : فغدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وهما يبكيان فقلت : يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك ؟ فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء فقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة ويشير لشجرة قريبة . وأنزل الله تعالى : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم
( صحيح )
روى أسامة بن زيد قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ويصبرون على الأذى : { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير { 109 } سورة البقرة
( صحيح )
ذهب إليه ( كعب بن الأشرف ) محمد بن مسلمة وأبو نائلة بعدما استأذنا الرسول عليه الصلاة والسلام أن يقولا فيه ما يطمئن اليهودي إلى تبرمهما بالإسلام أتاه محمد بن مسلمة فقال : إن هذا الرجل قد سألنا صدقة وإنه قد عنانا .وإني قد استسلفتك قال كعب : والله لتملنه قال : إنا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه ؟ وقد أردنا أن تسلفنا قال كعب : نعم أرهنوني قال ابن مسلمة : أي شئ تريد ؟ قال : أرهنوني نساءكم . قال : كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب ؟ قال : فترهنوني أبناءكم . قال : يسب ابن أحدنا فيقال : رهن في وسق أو وسقين من تمر ولكن نرهنك السلاح .
وصنع أبو نائلة مثل ما صنع محمد بن مسلمة قال أبو نائلة لليهودي : كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء عادتنا العرب ورمتنا عن قوس واحدة وقطعت عنا السبل حتى ضاع العيال وجهدت الأنفس وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا ودار الحوار على نحو ما دار مع ابن مسلمة ورضي كعب أخيرا أن يسلفهم نظير ارتهان أسلحتهم وإلى هذا قصدوا فإن كعبا لن ينكر السلاح معهم وهو الذي طلبه منهم .
وفي ليلة مقمرة انطلقوا إلى حصنه ليتموا ما تواعدوا عليه فقالت امرأته وقد سمعت النداء : أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم .
قال كعب : لو دعي الفتى لطعنه لأجاب فنزل متوشحا تنفح منه رائحة الطيب واستدرجه القوم في الحديث والسير ثم زعم أبو نائلة أنه يريد أن يشم الطيب من شعره فسح فيه يده وهو يقول : ما رأيت كالليلة طيبا أعطر وزهى كعب بما سمع وعاد أبو نائلة فوضع يديه في شعر اليهودي فلما استمكن من فوديه قال لصحبه : دونكم عدو الله فاختلفت عليه أسيافهم.
( صحيح )
حين توفي خنيس بن حذافة السهمي زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب وهو رجل صالح ممن شهدوا بدرا فلما تأيمت قال عمر : فلقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر قال : سأنظر في أمري فلبث ليالي فقال : قد بدا لي أن لا أتزوج .
قال عمر : فلقيت أبا بكر فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا فكنت عليه أوجد مني على عثمان .
فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر فقال : لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك ؟
قلت : نعم قال : فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لقبلتها.
( صحيح )
ما ينبغي لنبي لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه.
( معضل )
قد دعوتكم إلى هذا الحديث فأبيتم إلا الخروج فعليكم بتقوى الله والصبر عند البأس وانظروا ما أمركم الله به فافعلوه.
( صحيح )
انضحوا الخيل عنا بالنبل لا يأتونا من خلفنا إن كانت الدائرة لنا أو علينا فالزموا أماكنكم لا نؤتين من قبلكم.
( حسن )
وظاهر هو نفسه بين درعين.
( صحيح )
عن أنس : - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال من يأخذ هذا السيف فأخذه قوم فجعلوا ينظرون إليه فقال من يأخذه بحقه فأحجم القوم فقال أبو دجانة سماك أنا آخذه بحقه فأخذه ففلق هام المشركين.
( صحيح )
يقول لسعد : ارم فداك أبي وأمي.
( صحيح )
عن أنس أن أبا طلحة كان يرمي من بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد والنبي صلى الله عليه وسلم خلفه يتترس به وكان راميا وكان إذا رمى رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم شخصه ينظر أني يقع سهمه ويرفع أبو طلحة صدره ويقول : هكذا بابي أنت وأمي يا رسول الله لا يصيبك سهم نحري دون نحرك.
( صحيح )
قال ابن إسحاق : ثم إن أبا سفيان حين أراد الانصراف أشرف على الجبل ثم صرخ بأعلى صوته : أنعمت إن الحرب سجال يوم بيوم بدر اعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا عمر فأجبه فقل : الله أعلى وأجل لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار قال له أبو سفيان : هلم يا عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إيته فانظر ما شأنه فجاءه فقال له أبو سفيان أنشدك الله يا عمر أقتلنا محمدا ؟ فقال عمر اللهم لا وإنه ليسمع كلامك الآن فقال أنت عندي أصدق من ابن قميئة - وهو الذي زعم أنه قتل النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم نادى أبو سفيان فقال إنه قد كان في قتلاكم مثلة والله ما رضيت ولا سخطت ولا نهيت ولا أمرت.
( سنده حسن إن لم يكن مرسلا وقد روى بعضه أحمد بسند صحيح )
وكان عمرو بن الجموح رجلا أعرج شديد العرج وكان له بنون أربعة مثل الأسد يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه وقالوا له : إن الله عز وجل قد عذرك فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك . وقال لبنيه : ما عليكم ألا تمنعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة . فخرج معه فقتل . بوم أحد شهيدا.
( صحيح بشواهده )
وقال عبد الله بن جحش فى ذلك اليوم : اللهم إنى أقسم عليك أن ألقى العدو غدا فيقتلونى ثم يبقروا بطنى ويجدعوا أنفى وأذنى ثم تسألنى : فيم ذلك فأقول فيك.
( ضعيف )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحمزة : لن أصاب بمثلك أبدا ما وقفت قط موقفا أغيظ إلي من هذا.
( صحيح )
روى الإمام أحمد : لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استووا حتى أثني على ربي فصاروا خلفه صفوفا فقال اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لما أضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما قربت اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعذابك اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق.
( صحيح )
قال جابر بن عبد الله : لما كان يوم أحد جاءت عمتي بأبي لتدفنه في مقابرنا فنادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم : ردوا القتلى إلى مضاجعهم.
( صحيح )
أحد جبل يحبنا ونحبه
( صحيح )
عن عقبة بن عامر قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات ثم طلع إلى المنبر فقال : ( إني بين أيديكم فرط وإني عليكم لشهيد وإن موعدكم حوض وإني لأنظر إليه من مقامي هذا وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها ).
قال : فكإنت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
( صحيح )
قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فلما كانت غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه كما كان صنع فخرج سهمي عليهن فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت وكان النساء إذ ذاك إنما يأكلن العلق لم يهبجهن اللحم فيثقلن قالت وكنت إذا رحل بعيري جلست في هودجي ثم يأتي القوم الذين يرحلون هودجي في بعيري ويحملوني فيأخذون بأسفل الهودج فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير فيشدونه بخباله ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون به قالت فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفره ذلك وجه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات فيه بعض الليل ثم أذن في الناس بالرحيل فلما ارتحل الناس خرجت لبعض حاجتي وفي عنقي عقد لي فيه جزع ظفار فلما فرغت انسل من عنقي ولا أدري فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده وقد أخذ الناس في الرحيل قالت فرجعت عودي على بدئي إلى المكان الذي ذهبت إليه فالتمسته حتى وجدته وجاء خلافي القوم الذين كانوا يرجلون لي البعير وقد فرغوا من رحلته فأخذوا الهودج وهم يظنون أني فيه كما كنت أصنع فاحتملوه فشدوه على البعير ولم يشكوا أني فيه ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به ورجعت إلى العسكر وما فيه داع ولا مجيب قد انطلق الناس قالت فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني الذي ذهبت إليه وعرفت أن لو قد افتقدوني قد رجعوا إلي قالت فوالله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته فلم يبت مع الناس في العسكر فلما رأى سوادي أقبل حتى وقف علي فعرفني وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب فلما رآني قال إنا لله وإنا إليه راجعون أظعينة رسول الله وأنا متلففة في ثيابي قال ما خلفك رحمك الله قالت فما كلمته ثم قرب البعير فقال اركبي رحمك الله واستأخر عني قالت فركبت وجاء فأخذ برأس البعير فانطلق بي سريعا يطلب الناس فوالله ما أدركنا الناس وما افتقدت حتى أصبحت ونزل الناس فلما اطمأنوا طلع الرجل يقودني فقال أهل الإفك في ما قالوا فارتج العسكر ووالله ما أعلم بشيء من ذلك ثم قدمنا المدينة فلم أمكث أن اشتكيت شكوى شديدة ولا يبلغني شيء من ذلك وقد انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أبوي ولا يذكران لي من ذلك قليلا ولا كثيرا إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي كنت إذا اشتكيت رحمني ولطف بي فلم يفعل ذلك في شكواي تلك فأنكرت منه وكان إذا دخل علي وأمي تمرضني قال كيف تيكم لا يزيد على ذلك قالت حتى وجدت في نفسي مما رأيت من جفائه عني فقلت له يا رسول الله لو أذنت لي فانتقلت إلى أمي فمرضتني قال لا عليك قالت فانتقلت إلى أمي ولا أعلم بشيء مما كان حتى نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة قالت وكنا قوما عربا لا نتخذ في بيوتنا هذه الكنف التي تتخذها الأعاجم نعافها ونكرهها إنما كنا نخرج في فسح المدينة وإنما كان النساء يخرجن كل ليلة في حوائجهن فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف وكانت أمها بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم خالة أبي بكر قالت فوالله إنها لتمشي معي إذ عثري مرطها فقالت تعس مسطح قالت قلت بئس لعمر الله ما قلت لرجل من المهاجرين قد شهد بدرا قالت أوما بلغك الخبر يا بنت أبي بكر قالت قلت وما الخبر فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الإفك قالت قلت وقد كان هذا قالت نعم والله لقد كان قالت فوالله ما قدرت على أن أقضي حاجتي ورجعت فما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي قالت وقلت لأمي يغفر الله لك تحدث الناس بما تحدثوا به وبلغك ما بلغك ولا تذكرين لي من ذلك شيئا قالت أي بنية خفضي الشأن فوالله قلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن وكثر الناس عليها قالت وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس يخطبهم ولا أعلم بذلك ثم قال أيها الناس ما بال رجاله يؤذونني في أهلي ويقولون عليهن غير الحق والله ما علمت منهن إلا خيرا ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيرا وما دخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي قالت وكان كبر ذلك عند عبدالله بن أبي بن سلول في رجال من الخزرج مع الذي قال مسطح وحمنة بنت جحش وذلك أن أختها زينب بنت جحش كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تكن من نسائه امرأة تناصبني في المنزلة عنده غيرها فأما زينب فعصمها الله وأما حمنة بنت جحش فأشاعت من ذلك ما أشاعت تضارني لأختها زينب بنت جحش فشقيت بذلك فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المقالة قال أسيد بن حضير أخو بني عبد الأشهل يا رسول الله إن يكونوا من الأوس نكفكهم وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج فمرنا بأمرك فوالله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم قالت فقام سعد بن عبادة وكان قبل ذلك يرى رجلا صالحا فقال كذبت لعمر الله لا تضرب أعناقهم أما والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنهم من الخزرج ولو كانوا من قومك ما قلت هذا قال أسيد كذبت لعمر الله ولكنك منافق تجادل عن ا لمنافقين قالت وتثاوره الناس حتى كاد أن يكون بين هذين الحيين من الأوس والخزرج شر ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل علي قالت فدعا علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد فاستشارهما فأما أسامة فأثنى خيلا وقاله ثم قال يا رسول الله أهلك ولا نعلم عليهن إلا خيرا وهذا الكذب والباطل وأما علي فإنه قال يا رسول الله إن النساء لكثير وإنك لقادر على أن تستخلف وسل الجارية فإنها تصدقك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بربرة يسألها قالت فقام إليها علي فضربها ضربا شديدا وهو يقول اصدقي رسول الله قالت فتقول والله ما أعلم إلا خيرا وماكنت أعيب على عائشة إلا أني كنت أعجن عجيني فآمرها أن تحفظه فتنام عنه فيأتي الداجن فيأكله ثم دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي أبواي وعندي امرأة من الأنصار وأنا أبكي وهي تبكي معي فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا عائشة إنه قد كان ما بلغك من قول الناس فاتقي الله وإن كنت قارفت سوءا مما يقول الناس فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبةعن عباده قالت فوالله ما هو إلا أن قال ذلك تقلص دمعي حتى ما أحس منه شيئا وانتظرت أبوي أن يجيبا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يتكلما قالت وأيم الله لأنا كنت أحقر في نفسي وأصغر شأنا من أن ينزل الله عز وجل في قرآنا يقرأ به في المساجد ويصلى به ولكني قد كنت أرجو أن يرى رسول الله في نومه شيئا يكذب الله به عني لما يعلم من براءتي أو يخبر خبرا فأما قرآن ينزل في فوالله لنفسي كانت أحقر عندي من ذلك فلما لم أر أبوي يتكلمان قالت قلت ألا تجيبان رسول الله قالت فقالا لي والله ما ندري بماذا نجيبه قالت وأيم الله ما أعلم أهل بيتل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في تلك الأيام قالت فلما استعجما علي استعبرت فبكيت ثم قلت والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبدا والله لئن أقررت بما يقول الناس والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني لأقولن ما لم يكن ولئن أنا أنكرت ما تقولون لا تصدقونني قالت ثم التمست اسم يعقوب فما أذكره ولكني أقول كما قال أبو يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون قالت فوالله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه فسجي بثوبه ووضعت وسادة من أدم تحت رأسه فأما انا حين رأيت من ذلك ما رأيت فوالله ما فزعت كثيرا ولا باليت قد عرفت أني بريئة وأن الله غير ظالمي وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقا أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس قالت ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وإنه ليتحدر منه مثل الجمان في يوم شات فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك قالت فقلت الحمد الله ثم خرج الى الناس فخطبهم وتلا عليهم الآيات : إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم.
( صحيح )
عن البراء رضي الله عنه قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره وكان رجلا كثير الشعر وهو يرتجز برجز عبد الله بن رواحة :
والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلــن سكــينة علــينا وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينــا إذا أرادوا فـــتنة أبينا