ذو الكفل عليه السلام
أحد أنبياء الله، ورد ذكره في القرآن الكريم مرتين، فقد مدحه الله -عز وجل- وأثنى عليه لصبره وصلاحه، وصدقه، وأمانته وتحمله لكثير من المصاعب والآلام في سبيل تبليغ دعوته إلى قومه، ولم يقص الله -عز وجل- لنا قصته، ولم يحدد زمن دعوته، أو القوم الذين أرسل إليهم.
قال تعالى: (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (86) [الأنبياء: 85-87]) .
وقال تعالى: {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الْأَخْيَارِ} (48) سورة ص.
وَاذْكُر أَنْبِيَاءَ اللهِ إِسْمَاعِيلَ واليَسَعَ وَذَ الكِفْلِ الذِينَ شَرَّفَهُمُ اللهُ تَعَالَى ، وَجَعَلَهُمْ مِنَ المُصْطَفَيْن الأَخْيَارِ وَتَأَمَّلْ صَبْرَهُمْ ، وَرَحْمَةَ اللهِ بِهِمْ .
عن محمد بن قيس قال: كان في بني إسرائيل ملك صالح ، فكبر ، فجمع قومه فقال: أيكم يكفل لي بملكي هذا ، على أن يصوم النهار ، ويقوم الليل ، ويحكم بين بني إسرائيل بما أنزل الله ، ولا يغضب ؟ قال: فلم يقم أحد إلا فتى شاب ، فازدراه لحداثة سنه فقال: أيكم يكفل لي بملكي هذا على أن يصوم النهار ، ويقوم الليل ، ولا يغضب ، ويحكم بين بني إسرائيل بما أنزل الله؟ فلم يقم إلا ذلك الفتى ، قال : فازدراه ، فلما كانت الثالثة قال مثل ذلك ، فلم يقم إلا ذلك الفتى ، فقال تعالى: فخلى بينه وبين ملكه، فقام الفتى ليلة ، فلما أصبح جعل يحكم بين بني إسرائيل، فلما انتصف النهار دخل ليقيل ، فأتاه الشيطان في صورة رجل من بني آدم ، فجذب ثوبه ، فقال: أتنام والخصوم ببابك ؟ قال: إذا كان العشية فأتني ، قال : فانتظره بالعشيّ فلم يأته ، فلما انتصف النهار دخل ليقيل ، جذب ثوبه ، وقال: أتنام والخصوم على بابك ؟ قال : قلت لك: ائتني العشيّ فلم تأتني ، ائتني بالعشي ، فلما كان بالعشيّ انتظره فلم يأت ، فلما دخل ليقيل جذب ثوبه ، فقال : أتنام والخصوم ببابك ؟ قال : أخبرني مَنْ أنت ؟، لو كنت من الإنس سمعت ما قلت ، قال : هو الشيطان ، جئت لأفتنك فعصمك الله مني ، فقضى بين بني إسرائيل بما أنزل الله زمانًا طويلاً وهو ذو الكفل ، سمي ذا الكفل لأنه تكفل بالملك .