وإليك أيتها الأخت مجمل أعمال الحج لهذين النسكين :
الإحرام عند الميقات :
تقول القارنة: لبيك اللهم حجاً وعمرة
تقول المفردة: لبيك اللهم حجاً
طواف القدوم .. والسعي لمن أرادت أن تقدم سعي الحج (والبقاء على الإحرم وعدم التحلل منه حتى يوم العيد..)
يوم التاسع (بعد الزوال) الوقوف بعرفة حتى الغروب .
يوم التاسع (ليله العاشر ) من ذي الحجة البقاء في مزدلفة حتى منتصف الليل (للنساء والضعفة )
يوم العيد .. ( يوم النحر ) العاشر من ذي الحجة .
رمي جمرة العقبة بسبع حصيات
ذبح الهدي ( للمتمتعة )
التقصير من الشعر قدر انملة .
طواف الافاضة مع سعي الحج للتي لم تسع مع طواف القدوم .
المبيت في منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر ( لمن أرادت التعجل ) وليلة الثالث عشر ( لمن أرادت التأخير ) مع رمي الجمار الثلا ث في تلك الايام بعد الزوال كل جمرة بسبع حصيات .
طواف الوداع .
( المرأة الحائض يسقط عنها طواف الوداع )
انتهت مناسك الحج للقارنة والمفردة .
الرسالة الخامسة : المرأة الحائض في الحج
لا تقلقي أيتها الأخت عند نزول دم الحيض وأنت في الحج فهذا شيء قد كتبه الله على بنات آدم .. وديننا – ولله الحمد – دين يسر ورفع للحرج ، وقد شرع للحائض أحكاماً تتناسب مع حالتها ووضع مناسك مراعاة لظروفها فلله الحمد والمنة ..
وإليك جملة من الأحكام والفتوى قد تحتاجين إليها في حال حيضتك :
القاعدة التي ينبغي أن تعرفها كل امرأة هي :
أن الحائض تفعل ما يفعله الحاج في جميع مناسك الحج إلا الطواف بالبيت فلا تطوف حتى تطهر.
ودليل ذلك ما أخرجه البخاري في قصة عائشة رضي الله عنها عندما حاضت وهي في طريقها إلى الحج.
قالت: فدخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال: ما يبكيك قلت لوددت أني لم أحج هذا العام قال: لعلك نفست (أي حضت) قلت: نعم قال: فان ذلك شئ كتبه الله على بنات آدم. فافعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري).
لا حرج على المرأة أن تحرم بالحج والعمرة وهي حائض إذ أن الحيض لا يمنع انعقاد النية بالنسك.
يستحب أن تغتسل الحائض عند الإحرام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت عميس لما نفست بعبد الرحمن بن أبي بكر ( اغتسلي واستثفري )
لا حرج على المرأة الحائض أن تلبي وتقرأ الأدعية المكتوبة في كتب مناسك الحج ولا بأس أن تقرأ القرآن عن ظهر قلب ( أي دون أن تمس المصحف ) لأنه لم يرد نص صحيح صريح يمنع الحائض والنفساء من قراءة القرآن وإنما ورد في الجنب خاصة بأن لا يقرأ القرآن وهو جنب لحديث علي بن أبي طالب أما الحائض والنفساء فورد فيهما حديث ابن عمر ( لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القران ) ولكنه حديث ضعيف ( أي لا يصلح حجة الأحتجاج به في منع الحائض والنفساء من قراءة القرآن ) كما يجوز لها – للحائض والنفساء – ان تقرأ في كتب التفاسير وكتب الأحكام من باب أولى .
إن أحرمت امرأة بالعمرة وحاضت قبل أن تطوف فإنها تبقى على إحرامها بالعمرة فإن طهرت قبل اليوم التاسع ( يوم الوقوف بعرفة وأمكنها إتمام عمرتها أتمتها ثم أحرمت بعد ذلك بالحج وذهبت الى عرفة لإكمال بقية المناسك فإن لم تطهر قبل يوم عرفة فإنها تدخل الحج على العمرة فتقول ( اللهم إني أحرمت بحج مع عمرتي ) فتصير قارنة وتقف مع الناس و تكمل بقية المناسك – كما يفعل الحاج – غير أنها تؤخر الطواف والسعي يوم العيد حتى تطهر فإن طهرت طافت طواف الإفاضة وسعت سعي الحج ويكفيها ذلك عن طواف وسعي المعتمرة وعليها هدي قران كما على المتمتع.
إذا حاضت المراة قبل طواف الوداع سقط عنها طواف الوداع أما إذا حاضت قبل طواف الإفاضة فعليها أن تنتظر حتى تطهر فتطوف بالبيت وهي طاهر ولا يسقط عنها طواف الإفاضة باي حال من الأحوال .
تنبيه :
إذا حاضت قبل طوافها الإفاضة فيجب عليها البقاء بمكة حتى تطهر وتكمل حجها ، فإن لم تستطع البقاء في مكة فلا مانع من سفرها مع محرمها إلى بلدها أو غيره ثم ترجع مع محرمها بعد الطهر لكي تكمل مناسك حجها .. ولكن لا يجوز لزوجها أن يقربها حتى تطوف طواف الإفاضة (التحلل الثاني)
إذا حاضت المراة قبل طواف الإفاضة ولا تستطيع الإنتظار ولا العودة مرة أخرى إلى مكى .. فماذا تفعل ؟
قال الشيخ ابن عثيمين ( إذا كان الأمر كما ذكر: امرأة لم تطف طواف الإفاضة وحاضت ويتعذر أن تبقى في مكة أو أن ترجع إليها لو سافرت قبل أن تطوف ففي الحالة يجوز لها أن تستعمل واحداً من أمرين: فإما أن تستعمل إبراً توقف هذا الدم وتطوف وإما أن تتلجم بلجام يمنع سيلان الدم إلى المسجد وتطوف للضرورة وهذا القول ذكرناه هو القول الراجح وبه قال شيخ الإسلام ابن تيمية ) .
لا حرج في استعمال المرأة حبوب منع العادة الشهرية في أيام الحج لأن فيها فائدة ومصلحة حتى تطوف مع الناس وحتى لا تتعطل رفقتها بشرط السلامة من الضرر .
يجوز للمرأة الحائض أن تجلس في المسعى انتظاراً لرفقتها لأن المسعى لا يعتبر المسجد الحرام .
النفساء كالحائض فيما ذكرناه من الأحكام .
الرسالة السادسة : زينة المرأة في الحج
لوحظ في هذه الأيام ما تفعله بعض النساء من الاهتمام بزينتهن أثناء فترة الحج ونظراً لما قد يقع من مخالفات ومحظورات في هذا الأمر نسوق هذا المبحث ولكن قبل ذكر بعض الأحكام المتعلقة بالزينة لا بد ان تعلم المرأة المسلمة أنها جاءت إلى هذه البقاع الطاهرة المقدسة لكي تنشغل بعبادة الله والتقرب إليه بأداء مناسك الحج وغيرها من الطاعات والقربات .. وقد قال تعالى: ( واذكروا الله في أيام معدودات ) البقرة الاية :203 وقال: ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات) الحج الاية 28 ( فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا ) البقرة الاية 200 مما يعني أن المرء ينبغي أن يكون متصلا بالله عز وجل مشغولا بما يقربه من مولاه .. وقد قال بعض أهل العلم أن المستحب أن يبقى الحاج أشعث واستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبراً ) .. وقال النووي رحمه الله : يستحب لها : ترك الترف والزينة في سفرها وترك الشبع المفرط.
إذا ثبت هذا فإليك أيتها الأخت بعض الأحكام المتعلقة بزينة المرأة في الحج التي يجب على المرأة الألتزام بها:
يحرم على المحرمة أن تقص شيئا من شعرها ( سواء كان شعر الرأس أو غيره من شعر البدن فهي سواء في الحرمة ).
يحرم على المحرمة أن تتطيب أو تلبس الملابس المطيبة أو تدهن بدنها بدهن مطيب كما يحرم على المرأة المحرمة وغير المحرمة أن تتطيب ثم تخرج لتختلط بمجامع الرجال الأجانب في مناسك الحج وغيرها من الأمكنة لما يترتب على ذلك من فتنة وفساد عظيم . وإذا كانت المرأة المسلمة قد نهيت من الخروج الى المسجد وهي متطيبة فما بالك بالخروج للأسواق .. فلا شك أن الحرمة أعظم و النهي في ذلك أشد اما في حالة كونها غير محرمة وهي في معزل عن الرجال الأجانب فلها أن تتطيب كما فعلت عائشة رضي الله عنها .
للمحرمة أن تدهن بدنها بدهن لا طيب فيه قال ابن المنذر : أجمع عوام أهل العلم على أن للمحرم أن يدهن بدنه ..
يجوز للمرأة أن تحرم وبيدها أسورة ذهب أو خواتم ونحو ذلك ويشرع لها ستر ذلك عن الرجال غير المحارم خشية الفتنة بها وقد روى الإمام أحمد في المناسك عن عائشة أنها قالت : تلبس المحرمة ما تلبس وهي حلال من خزها وقزها وحليها.
ومع هذا إلا أن بعض أهل العلم قد قال بكراهية الحلي والزينة للمرأة في الحج لما فيه من منافاة ما ينبغي أن تكون عليه المسلمة في هذه العبادة من تجرد عن زخرف الحياة الدنيا ومتاعها ؛ ولذلك قال ابن المنذر رحمه الله لا يجوز المنع منه – يقصد الحلي ونحوه – بغيرحجة ويحمل كلام أحمد والخزفي في المنع على الكراهية لما فيه من الزينة.
لا بأس بنظر المرأة المحرمة في المرآة ونقل ابن المنذر عدم الكراهية عن ابن عباس وأبي هريرة وطاووس والشافعي.
وقال بعض أهل العلم: بكراهة ذلك إلا للضرورة .
للمرأة أن تختضب بالحناء عند الإحرام لما روي عن ابن عمر أنه قال من السنة أن تخضب المرأة يديها بالحناء ولأنه من الزينة فاستحب عند الإحرام كالطيب و لا بأس بالخضاب في حال إحرامها فقد قال عكرمة : كانت عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم يختضبن بالحناء وهن حرم .
يكره للمحرمة أن تكتحل بالاثمد أو الاسوداد لورود بعض الآثار في كراهية اكتحال المحرمة بهما إلا لحاجة أما من أجل الزينة فينبغي للمحرمة أن تتجنبه .. فإن اكتحلت المحرمة بهما فلا فدية عليها .
الرسالة السابعة : المرأة وأطفالها في الحج
قد تصطحب بعض النساء أطفالهن معهن إلى الحج ولذلك أحببت أن نلخص جملة الأحكام المتعلقة بحج الصغار واعتمارهم .
من هم الصغار؟
نقصد بالصغار الأطفال من الذكور والإناث الذين لم يبلغوا الحلم أي لم يبلغوا سن البلوغ .
يصح حج الصبي والصبية ولكن لا يجزئهما عن حجة الإسلام . وفي حديث ابن عباس( أن امرأة رفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم صبيا فقالت ألهذا حج ؟ قال نعم ولك أجر ) رواه مسلم قال الترمذي . أجمع أهل العلم على أن الصبي إذا حج قبل أن يدرك سن البلوغ فعليه الحج إذا بلغ ولا تجزئ عنه تلك الحجة حجة الإسلام المفروضة عليه .
يفعل بالصغير في الإحرام ما يفعله الكبير في إحرامه فيجرد الصغير مما لا يجوز لبسه بالنسبة للرجال إن كان ذكرا وتجرد مما لا يجوز لبسه بالنسبة للنساء إن كانت أنثى .
يصح الاحرام عن الطفل ( ذكراً كان أم انثى ) من قبل وليه ولو كان الولي محرما وسواء حج عن نفسه أو لم يحج بعد حجة الأسلام الواجبة عليه .
كل ما يمكن للطفل فعله من أعمال الحج بنفسه لزمه فعله ولا ينوب غيره عنه فيه كالوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ونحوهما وما عجز عنه قام الولي نيابة عنه مثل التلبية والرمي .. قال جابر رضي الله عنه ( حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا النساء والصبيان فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم ) رواه أحمد .
ولكن من أراد اأن يرمي عن الصبيان فلا بد أن يرمي عن نفسه أولا ثم يرمي عنهم ثانيا .
بالنسبة للطواف إن أمكن للصغير المشي مشى وطاف بنفسه وإلا طيف به محمولاً أو راكباً ولا فرق بين أن يكون الحامل له محرما أو غير محرم أسقط الفرض عن نفسه أم لم يسقطه .
تنبيهات :
لا يترك الصغار يلعبون في ساحات الحرم وأروقته حت لا يتسبب ذلك في إزعاج المصلين وبهذا يأثم الولي لأن الصغار لا يدركون تأثير تصرفاتهم .
الأطفال غير المميزين والذين لا يستطيعون قضاء حاجاتهم في الحمامات يجب على المرأة ان تقوم بتحفيظهم حفاظا على طهارة سجاد الحرم وساخاته .
الرسالة الثامنة : محظورات شرعية
احذري .... من التبرج ولتكن ثيابك سابغة ساترة بدنك . ومتى ما مر بك رجال أجانب وجب عليك ستر الوجه ولو كنت محرمة .
احذري .. الاختلاط بالرجال الأجانب في جميع مناسك الحج –قدر الإمكان – واجتهدي في أداء المناسك في الأوقات التي يقل فيها الزحام نسبياً مثل الرمي في المساء .
احذري .. الابتداع في الدين وتقليد الجهلة في أخطائهم وعليك أن تتعلمي أحكام النسك الذي تريدين أداءه قبل القيام به وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( خذوا عني مناسككم )) ولذا ننصحك باقتناء أحد كتب المناسك .
احذري .. الغيبة والنميمة والمراء والجدل وكثرة الكلام في امور الدنيا ، خاصة وأنت في هذه البقاع الطاهرة والأيام الفاضلة فأكثري فيها من الذكر والدعاء .
احذري .. استفتاء العوام من الناس ممن ليست لهم معرفة بالعلم الشرعي وليكن سؤالك عما أشكل عليك من الاحكام الشرعية لأهل الذكر الذين أمرنا الله تعالى بسؤالهم قال تعالى (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) الأنبياء، الآية 7.
احذري .. الطواف بالبيت وأنت على غير طهارة . كما يحرم عليك دخول المسجد وأنت حائض أو نفساء أو جنب ولا يمنعك حياؤك أن تخبري محرمك بذلك .
احذري .. إضاعة الوقت فيما لا ينفع ولا تكثري من التجول في الأسواق فإن كان و لا بد للحاجة فاحرصي على قضائها بأسرع وقت وليكن محرمك معك .
احذري .. التكبر على أخواتك المسلمات والسخرية منهن وتعرفي على النساء الصالحات معك في المخيم ( أو الحملة ) وطدي صلتك بهن لكي يكّن عوناً لك على طاعة الله قال صلى الله عليه وسلم (( المرء على دين خليله )) .
احذري .. التسخط والتبرم والتشكي من متاعب المناسك ومصاعب الحج واعلمي أنك في جهاد تؤجرين عليه بتكفير السيئات ورفع الدرجات . قال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها في عمرتها ( إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك ) الحديث صحيح رواه الحاكم وقال صلى الله عليه وسلم ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه ) متفق عليه .
احذري .. الاغترار بما اديت من الطاعات والتفاخر بما عملت من القربات واعلمي أن الرياء محبط للعمل قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر : الرياء يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم (( اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء )) الحديث صحيح .
الرسالة التاسعة : دروس تربوية ونصائح إيمانية
أيام الحج .. فرصة كبيرة لطرح هذه النصائح الايمانية والتذكير ببعض اللفتات التربوية في مجالس النساء ومخيماتهن يقول الله جل جلاله ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) الذاريات، الآية :55 وإليك أيتها الأخت هذه النصائح لتستفيدي منها لنفسك ولتوجهي بها غيرك:
الدرس الأول : كيف تقضي المرأة وقتها في بيتها ؟
الدرس الثاني : كيف تكون زيارتك هادفة ؟
الدرس الثالث : توجيهات في تربية الأبناء
الدرس الرابع : احذري الشرك
الدرس الأول
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أيتها الأخت المسلمة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛ وبعد :
فاعلمي أن الوقت نعمة لمن شغله بالصالحات ونقمة لمن جعله سياحة في دنيا المنكرات والمحرمات ، وحجة على من هدره بالسفاسف والترهات ، حيث قضى الليالي والأيام في أجتماعات اللهو الآثمة وسماع الأغاني الماجنة ورؤية الأفلام المحرمة .
والمسلمة تدرك بلا شك أنها مسؤوله بين يدي ربها عز وجل عن وقتها وعن شبابها وتسمع هاتفا في قلبها في كل يوم يقول : ( يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني بعمل صالح رشيد فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة ) ولذا فإن الأخت المسلمة حريصة أشد الحرص على استغلال وقتها وحسن استثماره كما قال الحسن البصري : ( أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم ).
واعلمي – حفظك الله – أن كثيراً من النساء لا يحسن استثمار أوقات فراغهن وهن في البيوت ؛ بل ربما عصت ربها برؤية مسلسلة هادمة أو قراءة مجلة فاسدة أو غيبة ونميمة عبر مكالمة هاتفية تافهة ؛ ولذا أحببت أن أذكر ببعض الوسائل التي تستثمرين بها وقتك في بيتك ومنها :
أولا : المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها والإكثار من السنن والنوافل . وقد قال الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم عند فراغه ( فاذا فرغت فانصب و إلى ربك فارغب ) . وقال صلى الله عليه وسلم ( من ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة ) حديث صحيح
ثانيا : القيام بالواجبات الزوجية وتأدية المسئوليات الأسرية ومن أهمها :
طاعة الزوج بالمعروف والقيام على خدمته
تربية الأولاد تربية إيمانية مكينة ( انظري : الدرس الأول )
القيام بحق الوالدين والإحسان اليهما .
ترتيب المنزل وحسن تدبير شؤونه .
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .. والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها )
ثالثا : القراءة في الكتب الإسلامية للتفقه في الدين وعبادة الله تعالى والدعوة إليه على بصيرة .
رابعاً : المتابعة لأحوال المسلمين في العالم من خلال الاطلاع على بعض المجلات ذات الصبغة الإسلامية مثل ( الدعوة ، المجتمع ، الإصلاح ..) ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم .
خامساً : الاستماع إلى تلاوة كتاب الله ودروس المشايخ والدعاة من خلال الشريط الإسلامي وإذاعة القرآن الكريم .
سادساً : العكوف على كتاب الله حفظاً وتفسيراً مع الالتحاق – إن استطعت – بمدارس تحفيظ القرآن المسائية بالاتفاق مع أخواتك الطيبات ليكون ذلك عونا لك على الاستمرار في الحفظ .
سابعا : صلة الأرحام بواسطة الهاتف والسؤال عن أحوالهم وإدخال السرور إلى قلوبهم بالكلمة الطيبة لتقوى الألفة وتتوثق عرى المحبة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه ) البخاري ومسلم .
ثامنا : إتقان بعض فنون التدبير المنزلي . وأهمها الطبخ والخياطة ، فالمرأة الصالحة ( ربة بيت ) تحسن القيام بشؤون بيتها وتتقنها وقد كانت فاطمة بنت محمد – رضي الله عنها – تطبخ وتنظف وتستسقي بالقربة حتى أثر ذلك في بدنها .
عاشراً : إعداد المسابقات الثقافية والتربوية المفيدة ومن ثم طرحها على الأخوات أو الأبناء لتستجم النفوس وتنبسط القلوب .
وبعد ؛ فهذا غيض من فيض وسائل استثمار الوقت في البيوت وقليل من النساء من توفق للعمل بها فكوني أنت أيتها الأخت المسلمة من هذا القليل . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ )) حديث صحيح .
أسأل الله أن يجعلنا وإياكن من الذين وفقهم الله للعمل بطاعته وجنبهم معصيته والحمد لله رب العالمين ..
الدرس الثاني : كيف تكون زيارتك هادفة ؟
إن الكثير من اللقاءات بين النساء تحولت إلى مباريات في أفضل طعام يقدم وأحسن بدلة ترتدى وأجمل حلي يلبس إضافة إلى ما يدور في تلك اللقاءات من غيبة ونميمة ولغو وثرثرة ناشئة من الفراغ وضعف الإيمان وهذا وغيره – لا شك – يجر إلى مفاسد عظيمة من إضاعة للاوقات وهدر للجهود والطاقات وتبديد للأموال وتضييع للأمانات ولذا أضع بين يديك – أيتها الأخت المسلمة – بعض الوسائل والأساليب التي تجعل من زيارتك هادفة:
أولا : المناصحة في مجال تربية الأبناء والاستفادة من الخبرات والتجارب العملية في ذلك فاما أجدر الأخوات المسلمات أن يعرضن في لقاءاتهن موضوعات تدور حول كيفية تربية الأبناء تربية إسلامية.
( كتب مقترحة : تربية الاولاد لعبدالله علوان . دور البيت في تربية المسلم لخالد شنوت . بصمات على ولدي )
ثانياً الإصلاح بين المؤمنات .. فإذا حصلت جفوة بين القلوب جاءت الزيارة الهادفة كي تصلح بين القلوب المتنافرة وتغسل ما أصابها من نزغات الشيطان بالتذكير بأجر من كظم غيظه وعفا عن الناس قال الله تعالى ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) النساء،الآية :114 .
ثالثا : القراءة في بعض كتب أهل العلم .. فيخصص جزء من وقت اللقاء للقراءة على ( الزائرات) بعض الفوائد الإيمانية والنكات العلمية .
رابعاً : المناصحة والمشاورة في أمور الدعوة .. فالمرأة المسلمة ينبغي أن يكون لها دور بارز في الدعوة في صفوف النساء ولذا فإن عليها أن تتعاون مع بعض أخواتها على عقد لقاء دوري يتشاورن في كيفية الدعوة وسبل نشرها وتطوير وسائلها وتقويم أساليبها .
خامساً : المسابقات الثقافية والتربوية : من أفضل الوسائل لاستغلال أوقات اللقاءات وخصوصا المسابقات الإيمانية وطرح الأسئلة التربوية على الزائرات .. والأخوات اللاتي يتعذرن بضيق الوقت للإعداد لمثل هذه المسابقات يمكن أن ينتقين بعض المسابقات المعروضة في المكتبات وهي على شكل بطاقات أو على شكل كتب جاهزة ( مسابقات جاهزة )
سادسا : الاستماع الى محاضرة مسجلة ثم النقاش في عناصر هذه المحاضرة مع إهداء شريط مناسب ليكون محل نقاش اللقاء القادم
استضافة بعض الأخوات الداعيات اللاتي عندهن المقدرة على إلقاء كلمة وموعظة .
ثامنا : الاطلاع على المجلات ذات الصبغة الإسلامية ؛ لأن العديد من المجلات خصصت بعض صفحاتها لعرض موضوعات تخص النساء ؛ لذا يمكن للأخوات أن يخصصن جزءاً من وقت زيارتهن لإلقاء الضوء على موضوعات مثل هذه المجلات ( من هذه المجلات : المجتمع / الدعوة / النور / الأسرة /الإصلاح ) .
تاسعا : المناصحة في شئؤون البيت وطرق تنظيمه وترتيبه واكتساب الخبرة في حسن تدبيره مع التحذير من الإسراف والترف والتفاخر والغرور بمتاع الدنيا .
عاشرا : المناصحة في طرق العلاقات الزوجية وما ينبغي أن تكون عليه المرأة المسلمة في تعاملها مع زوجها مع التحذير من كشف أسرار الزوج ونشر عيوبه .
أيتها الأخت المسلمة هذه بعض الوسائل والأساليب التي تجعل من زيارتك هادفة ، والحرة تكفيها الإشارة ومما تجدر الإشارة إليه ويتأكد التنبيه عليه أن هذه الوسائل والأساليب لن تؤتي ثمارها وتحقق أهدافها إلا إذا أعددت لها عدتها قبل موعد الزيارة .. فعليك أن تهتمي بما ستنفعين به أخواتك المؤمنات في اللقاء أهتماما يفوق أهتمامك بجمال فستانك وأناقة مظهرك .
أسأل الله أن يحفظك ويرعاك ويثبتنا وإياك على الحق والحمد لله رب العالمين .
الدرس الثالث: توجيهات في تربية الأبناء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ؛ وبعد :
أيتها الأخت المسلمة : إن تربية الأبناء مهمة جليلة وأمانة عظيمة ستسألين عنها بين يدي ربك عز وجل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .. والمرأة راعية في بيت زوجها وولده ) متفق عليه.
ولهذا فإنا نهديك هذه التوجيهات لعلها تكون عوناً لك في أداء هذه الأمانة :
كوني قدوة صالحة لأبنائك فإذا وعدت فانجزي وإذا قلت فاصدقي .عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا وأنا صبي فذهبت أخرج لألعب فقالت أمي : يا عبد الله تعال أعطيك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أردت أن تعطيه ؟ قالت : أعطيه تمراً قال صلى الله عليه وسلم أما أنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبه ). السلسلة الصحيحة للألباني .
تفرغي لتربية أبنائك وقومي بجميع مسؤلياتك وواجباتك نحوهم و لا تنشغلي عنهم بالحفلات المسائية والمكالمات الهاتفية والتجول في الأسواق التجارية وإياك وتركهم للخادمات .. قال القائل :
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلاً
إن اليتيم من تلقى له أمّا تخلت أو أباً مشغولا
بادري في تقويم سلوك أبنائك وتأديبهم منذ نعومة أظفارهم حتى لا يشبوا على مساوئ الأخلاق فيصعب علاجها بعد ذلك وقد درجوا عليها .
قد ينفع الأدب الأولاد في صغر وليس ينفعهم من بعده أدب
إن الغصون إذا عدلتها اعتدلت ولا يلين ولو لينته الخشب
طهري لسانك من السباب والشتم واللعن واعلمي أن أبناءك سيحفظون تلك العبارات وسيرددون تلك الكلمات قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي ) رواه الترمذي باسناده حسن .
احذري الدعاء على الأبناء عندما يقعون في الخطأ وليكن دعاؤك لأبنائك بالهداية هو ديدنك واعلمي أن الدعاء على الأولاد منهي عنه شرعا قا ل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تدعوا على أولادكم .. لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم ) رواه مسلم
الضرب إنما جاز لضرورة فاستخدميه بقدر الضرورة ولا تجعليه وسيلة لشفاء غيظك وتنفيس غضبك سئل الإمام أحمد – رحمه الله – عن ضرب المعلم الصبيان فقال على قدر ذنوبهم ويتوقى بجهده الضرب وإن كان صغيرا لا يعقل فلا يضربه .. ا هـ ( الآداب الشرعية لابن مفلح )
وجهي أبناءك حال فراغهم وساعديهم في الإفادة من أوقات الفراغ بالنافع المفيد والعمل الصالح الرشيد ( كحفظ كتاب الله والتدرب على المهارات العلمية والأدبية وأدركي جيدا قول القائل :
إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
ونقترح عليك هذه الأمور :
كوني لهم مكتبة منزلية تضم كتباً إسلامية في العلوم الشرعية والأدبية والفكرية لتطوير ملكاتهم الثقافية مع تشجيعهم على القراءة والبحث .
شجيعهم على الإلتحاق بحلق تحفيظ القرآن في المساجد مع رصدك مكافأة للمجد والمحاسبة للمقصر .
شجعيهم على التسجيل في مكتبات المساجد حيث الصحبة الصالحة والبرامج النافعة والتوجيه القويم.
أرشدي أبناءك لصحبة الخيار وحذريهم من صحبة الأشرار واعلمي أن الصحبة لها أثر كبير في صياغة شخصية الأبناء وسلوكاتهم فالمرء على دين خليله والصاحب ساحب .
أبعدي عن أبنائك المجلات الساقطة والأفلام الهابطة والأغاني الماجنة مع متابعتك الدائمة لما يقرؤونه أو يسمعونه أو يشاهدونه عبر وسائل الإعلام المختلفة لتوجيههم ونصحهم .
اعدلي بين أبنائك في المعاملة والمي أن تخصيص أحدهم بالهبات دون بقية إخوانه يغرس في نفوسهم الحسد والبغضاء وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجور في معاملة الأبناء
الدرس الرابع :احذري الشرك !!
المرأة المسلمة .. تشهد أن لا إله إلا الله وتعمل بمقتضاها وتتجنب نواقضها .. ومن النواقض .
الاستهزاء بشيء من دين الله :
إذ أن الاستهزاء بالله ورسوله أو سنة رسوله ( كالحجاب أو اللحية على سبيل المثال ) كفر وردة يخرج الإنسان به من الإسلام .. ولو كان على سبيل المزاح لقوله تعالى ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) التوبة الآيتان : 65 ، 66
المراة المسلمة .. توالي من والى الله وتعادي من عادى الله ورسوله والمؤمنين .. وتحب أهل الطاعة لطاعتهم وتبغض أهل المعصية بقدر معصيتهم .
( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )
والناس عند الأخت المسلمة ثلاثة : ( من رسالة الولاء والبراء للفوزان )
القسم الأول : من يحب محبة خالصة لا معادة معها وهم المؤمنون الخلص من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين
القسم الثاني : من يبغض ويعادي بغضا ومعاداة خالصين لا محبة معهما وهم الكفار الخلص على مختلف أجناسهم .
القسم الثالث : من يحب من وجه ويبغض من وجه : وهم عصاة المؤمنين .
المرأة المسلمة .. تعتقد وتؤمن بأن الأمة لو أجتمعت على أن تضرها بشيء لم تضرها إلا بشئ قد كتبه الله عليها ولو إجتمعت على أن تنفعها بشئ لم تنفعها إلا بشئ قد كتبه الله لها .
( إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ، وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير) لأنعام الآية : 17
لذا فإذا حلت بدارها مصيبة أو نزلت بساحتها شدة لجأت إلى الحي القيوم لأنها تعلم بأنه لا يكشف ضرها أحد الا الله .
لم تلجأ إلى كاهن أو ساحر أو مشعوذ لأنها تعلم أن ( من آتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) والحديث صحيح .
المرأة المسلمة .. تتجنب ما ينافي التوحيد من التمائم الشركية والرقى غير الشرعية .. لقوله صلى الله عليه وسلم ( من علق تميمة فلا أتم الله له ) وفي رواية ( من علق تميمة فقد أشرك ) حديث صحيح .
وتعتقد أن الذي يحبب المرأة الى زوجها هو الله وحده وهو وحده بيده قلوب بني ادم يقلبها كيف يشاء .. وأما ما يصنعه المشعوذون والسحرة من أشياء يزعمون أنها تحبب المرأة الى زوجها فهذا شرك والعياذ بالله ..
ولذلك قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( إن الرقى والتمائم والتوله شرك ) حديث صحيح
الرسالة العاشرة
… إنه الخوف من عدم القبول
أيتها الأخت الفاضلة .. إنها والله نعمة عظيمة أن وفقك الله لأداء فريضة الحج والإقبال عليه بالذكر والدعاء في هذه البقاع المقدسة والأيام الفاضلة .. ولكن هناك ثمة هم يعتلج في قلوب المؤمنين .. ألا تعرفين ما هو ؟ … إنه الخوف من عدم القبول !!
فكم من الناس ليس له من حجه إلا المشقة والتعب ؟! .. وكم منهم من قال لبيك اللهم لبيك .. فقيل له لا لبيك ولا سعديك .. وحجك مأزور لا مأجور .. ولهذا كان السلف يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل أم لا ؟ ولهذا قال علي رضي الله عنه : كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل . ألم تسمعوا قول الله تعالى ( إنما يتقبل الله من المتقين ) المائدة ، الاية :27
أختي في الله : أن من أهم علامات قبول العمل :
التوبة النصوح من جميع الذنوب الماضية والعزيمة الصادقة على الاستقامة على الطاعة في الأيام القادمة فما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلوها .. وما أقبح السيئة بعد السيئة تمحقها إثرها ..
أيتها الأخت الكريمة : إنك اليوم تتقلبين في عز الطاعة .. فاحذري أن تتردي غدا في ذل المعصية وتسقطي في هوان الغفلة .
يا حفيدة عائشة : أنت أرفع قدراً من موضة وافدة وأسمى منزلة من تمثيلية هابطة وأجل شرفاً من مجلة ساقطة .. كما إن سمعك والله أطهر من أن تلوثه نغمات موسيقية أو نزغات شيطانية ..
يا حفيدة عائشة : أبناؤك أمانة في عنقك فربيهم على الإيمان واغرسي فيهم حب الله ورسوله .. وجنبيهم المنكرات وحذريهم من رفقة السوء .
وكوني لهم قدوة في طاعتك لربك وحسن خلقك .
يا حفيدة عائشة : إن زوجك يحب أن يراك زوجة صالحة .. إذا نظر إليك سررته وإذا أمرك أطعته كما أن من حقه عليك أن تأمريه بالمعروف وتدليه عليه وتنهيه عن المنكر وتحذريه منه .
يا حفيدة عائشة : إن الصاحب ساحب .. فاحسني اختيار من تصحبين ولتكن من الصالحات العابدات واحذري صحبة العابثات الغافلات ولو كن أقرب الناس إليك وألصقهن بك فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل أو كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام . .
وأخيراً : أتركك في رعاية الله وحفظه .. فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين ، سائلا الله عز وجل أن يتقبل منك حجك ويثيبك على سعيك وأن يغفر ذنبك.
والحمد لله رب العالمين .