صوت إبليس
السؤال:
أنا فتاة أحب الخير وأدعو إلى الخير وأستمع للأشرطة الدينية ولكن أستمع للأغاني وقد حاولت استبدالها بالأناشيد ولكني لم أتركها... فهل من نصيحة؟!
الإجاية:
إن الغناء من أعظم وسائل الشيطان التي يضل بها العباد، ويصدهم بها عن ذكر الله ويجعله ثقيلاً على قلوبهم، وهو سبب لخواء القلب من الإيمان، هذا بالإضافة إلى ما في كلمات الأغاني -عادة- من دعوة للرذيلة والتحريض على الفاحشة واستثارة الشهوة..
ولهذا روي أن الغناء رقية الزنا، وقد جاء تحريمه بالكتاب والسنة، فقد صح أن ابن مسعود -رضي الله عنه- سُئل عن قوله تعالى: (ومن الناس مَنْ يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوًا أولئك لهم عذابٌ مهينٌ) لقمان: 6.
فقال: والله الذي لا إله غيره إنه الغناء.. كما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" رواه البخاري.
وقد أجمع الأئمة على ذمِّ الغناء والنهي عنه وعدُّوه من الذنوب المفسقة التي تُرد بها الشهادة وتسقط بها العدالة.
قال الإمام أحمد -رحمه الله-:
الغناء ينبت النفاق في القلب.
وقال الإمام مالك -رحمه الله-:
إنما يفعله عندنا الفُسَّاق.
وقال الإمام الشافعي -رحمه الله- (عن المغني والمغنية):
لا يجوز شهادة واحد منهما ومَنْ صنع هذا كان منسوباً إلى السفه وسقوط المروءة، وقال أيضاً: هذه دياثة (السنن الكبرى للبيهقي 10/ 223).
ولذا فإن مُحب الخير؛ بل مَنْ في قلبه غيرة ومروءة ينأى بنفسه عن هذه المهلكة ويترفع عن هذه المذمة والسفاهة، ولا يتهاون بشأنها، ولا يغتر بكثرة مَنْ أضلهم الشيطان فاستعبدهم بصوته وشغلهم بمزاميره، ولذا -أيتها الأخت- يجب أن تجاهدي نفسك حتى تكفي عن سماع الأغاني وغيرها من المحرمات.
وأوصيكِ بعدة أمور لعلها تكون عوناً لكِ على الإقلاع عن هذه العادة المنكرة:
أولاً:
التخلص من جميع أشرطة الغناء وذلك بإتلافها أو مسحها وتسجيل النافع المفيد بدلا منها، (وهناك تسجيلات تقوم بتسجيل المحاضرات الإسلامية على أشرطة الغناء مجاناً).
ثانياً:
شغل الفراغ بالعمل الصالح كالاستماع للدروس والمحاضرات، واللقاءات العلمية والندوات التي تبثها إذاعة القرآن الكريم أو التي تعقد في المساجد.
ثالثاً:
الالتزام بالرفقة الصالحة من الأخوات الطيبات لكي يكنَّ عوناً لكِ على طاعة الله و "المرءُ على دين خليله".
رابعاً:
اجتناب الأفلام والمسلسلات الساقطة والقصص الغرامية الهابطة، واستبدالها بالكتب والمجلات الإسلامية النافعة.
خامساً:
الاستعاذة بالله والاعتصام بحبله واللجوء إليه، فإن الله وحده هو العاصم من نزغات الشياطين وهمزاتهم.
(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) فصلت: 36.
فاحفظي الأذكار الواردة عن النبي المختار -صلى الله عليه وسلم- فإنها حصن يتحصن به المسلم من الشيطان وجنوده.
أسأل الله أن يحفظنا وإياكِ من نزغات الشياطين وأن يجعلنا جميعاً من عباده الصالحين، والله تعالى أعلم.