56ـ عند من نزل النبي صلى الله عليه وسلم؟
عند أبي أيوب الأنصاري؛ لأنه أحد أخوال أبيه من بني النجار.
ففي حديث أنس السابق: (... كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر ردفه... حتى ألقى بفناء أبي أيوب). صحيح البخاري (3932).
57ـ أين نزل النبي صلى الله عليه وسلم في دار أبي أيوب أول مرة؟
نزل في الأسفل.
عن أبي أيوب: (أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم في السفل، وأبو أيوب في العلو...). صحيح مسلم (2053).
58ـ ماذا فعل أبو أيوب بعد ذلك؟
طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون في العلو.
في حديث أبي أيوب السابق قال: (... نمشى فوق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنحوا، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لا أعلو سقيفة أنت تحتها، فتحول النبي صلى الله عليه وسلم في العلو..). صحيح مسلم (2053).
59ـ من هو اليهودي الذي أسلم أول ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة؟
عبد الله بن سلام.
60ـ ما أول شيء سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال رضي الله عنه: (لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت وجهه عرفت أن وجهه ليس وجه كذاب، وكان أول شيء تكلم به أن قال: يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام). سنن الترمذي (2485).
61ـ اذكر بعض ما ورد في فرح أهل المدينة بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم؟
قال البراء: (ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم). صحيح البخاري (3925).
وقال أنس: (ما رأيت يومًا قط أنور ولا أحسن من يوم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر المدينة). مسند أحمد (3/122).
62ـ ما اسم المكان الذي بركت فيه الناقة؟
كان مربدًا.
(والمربد): بكسر الميم، وسكون الراء، هو الموضع الذي يجفف فيه التمر.
63ـ لمن كان هذا المربد؟
لغلامين يتيمين من بني النجار ـ سهل وسهيل ـ وكانا في حجر سعد بن زرارة.
فاشتراه رسول الله منهما، وبنى مسجده الموجود الآن.
64ـ ماذا كان في مكان المسجد، وماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم به؟
كان فيه قبور المشركين، وكانت فيه خرب، وكان فيه نخل.
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فنبشت، وبالنخل فقطعت.
(وبالنخل) محمول على أنه لم يكن يثمر، ويحتمل أن يكون مثمرًا لكن دعت الحاجة لذلك.
65ـ ماذا كان يقول الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم أثناء بناء المسجد؟
كانوا يرتجزون:
لا خير إلا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
66ـ من الصحابي الذي كان يحمل لبنتين لبنتين وبقية الصحابة لبنة لبنة؟
عمار بن ياسر.
67ـ ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمار عند ما رأى نشاطه وقوته؟
قال: (ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار).
68ـ ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك؟
آخى بين المهاجرين والأنصار.
قال ابن القيم: (ثم آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلاً نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار).
69ـ متى كانت هذه المؤاخاة؟
في السنة الأولى من الهجرة.
70ـ ما الحكمة من هذه المؤاخاة؟
ليذهب عن أصحابه وحشة الغربة، ويستأنسوا من مفارقة الأهل والعشيرة، ويشد بعضهم أزر بعض.
71ـ اذكر بعض الأمثلة في أثر هذه الأخوة في المواساة؟
عن أنس رضي الله عنه قال: (قدم عبد الرحمن بن عوف فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين الربيع الأنصاري، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله...). صحيح البخاري (3781).
وعن جرير رضي الله عنه قال: (قالت الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: اقسم بيننا وبينهم النخيل، قال: لا، قال: يكفوننا المؤنة ويشركوننا في الثمر، قالوا: سمعنا وأطعنا).
صحيح البخاري (3782).
72ـ إلى متى استمر هذا التوارث بالأخوة؟
حينما أنزل الله:
{وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}
وذلك بعد وقعة بدر.
73ـ اذكر أسباب الهجرة إلى المدينة؟
1ـ الابتلاء والاضطهاد.
ويدل لذلك قول بلال: (...اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء...). صحيح البخاري.
وقالت عائشة في سبب هجرة أبيها إلى المدينة: (استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر في الخروج حين اشتد عليه الأذى..) صحيح البخاري (3900).
2ـ مخافة الفتنة في الدين.
قالت عائشة عند ما سئلت عن الهجرة: (كان المؤمنون يفر أحدهم). صحيح البخاري (3900).
3ـ وجود حماية للدعوة تمكنها من السير في طريقها.
74ـ اذكر بعض فضائل المدينة النبوية؟
أولاً: الإيمان يرجع إليها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها). رواه مسلم (1471).
ثانيًا: لا يدخلها الدجال.
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها). صحيح البخاري (1881).
(نقابها) جمع نقب، قيل: المداخل، وقيل الأبواب. فتح الباري (4/96).
ثالثًا: يشفع النبي صلى الله عليه وسلم لمن يموت فيها.
عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أكون له شاهدًا وشفيعًا يوم القيامة). رواه الترمذي (3917).
ولذلك كان عمر يقول: (اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك وموتًا في بلد رسولك). رواه مالك.
رابعًا: أنها تنفي الخبث.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب، وهي المدينة تنقي الناس كما تنقي الكير خبث الحديد). صحيح البخاري (1871).
(أمرت بقرية) المعنى: أمرني ربي بالهجرة إليها أو سكناه.
(تأكل القرى) المعنى أنها تغلبهم.
(تنقي الناس) هذا في زمانه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يكن يصبر على الهجرة والمقام معه إلا من ثبت إيمانه، ويكون أيضًا في آخر الزمان عند خروج الدجال، فترجف بأهلها فلا يبقى منافق ولا كافر إلا خرج منها.
خامسًا: حث النبي صلى الله عليه وسلم على سكناها وذم الرغبة عنها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسـول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (تفتح اليمن فيأتي قوم يُبسون فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح الشام...). صحيح البخاري (1875).
(يبسون) يسوقون دوابهم، وقيل: يزينون لأهلهم البلاد التي تفتح، ويدعونهم إلى سكنها فيتحملون بسبب ذلك من المدينة راحلين إليها.
(المراد به الخارجون من المدينة رغبة عنها كارهين لها، وأما من خرج لحاجة أو تجارة أو جهاد أو نحو ذلك، فليس بداخل في معنى ذلك).
75ـ اذكر بعض الأحاديث في فضل الأنصار؟
أثنى الله عليهم بقوله: {والذي تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}.
وقال صلى الله عليه وسلم: (آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار). رواه البخاري (17)، ورواه مسلم (74).
وقال صلى الله عليه وسلم: (الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق). رواه البخاري (3782)، ورواه مسلم (75).
وقال صلى الله عليه وسلم: (لولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار).
76ـ متى فرض الأذان؟
قال ابن حجر: (الراجح أن ذلك كان في السنة الأولى).
77ـ كم شهرًا صلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة إلى بيت المقدس؟
ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا.
عن البراء قال: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما قدم المدينة نزل على أجداده، أو قال أخواله من الأنصار، وأنه صلى قِبل بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا...).
صحيح البخاري (40).
78ـ متى حولت القبلة إلى الكعبة؟
في السنة الثانية من الهجرة في شعبان.
79ـ اذكر ما هو موقف المسلمين والمشركين واليهود من تحويل القبلة؟
فأما المسلمون فقالوا: سمعنا وأطعنا وقالوا: {آمنا به كل من عند ربنا} وهم الذين هدى الله ولم تكن كبيرة عليهم.
وأما المشركون فقالوا: كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا، وما رجع إليها إلا أنه الحق.
وأما اليهود فقالوا: خالف قبلة الأنبياء قبله، ولو كان نبيًا لكان يصلي إلى قبلة الأنبياء.
وأما المنافقون فقالوا: ما يدري محمد أين يتوجه إن كانت الأولى حقًا فقد تركها، وإن كانت الثانية هي الحق فقد كان على باطل، وكثرت أقاويل السفهاء من الناس، وكانت كما قال الله تعالى: {وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله} وكانت محنة من الله امتحن بها عباده ليرى من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه.
79ـ اذكر بعض المصاعب الصحية التي واجهت المهاجرين عند مقدمهم المدينة؟
واجهوا حمى يثرب، وممن أصابه ذلك:
أبو بكر، وكان يقول إذا أخذته الحمى:
كل امرئ مصبح في أهله والموت أقرب من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلعت عنه الحمى عقرته ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة بواد وحولي أذخر وحليل