أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: اسم الله " الرزّاق " الإثنين 25 يونيو 2012, 5:18 am | |
| أحياناً ينالك الخير من الله مباشرة ففيها عز، لا أحد له عليك مِنَّة وأحياناً أنت تشتكي، فإذا اشتكيت لمؤمن قد يرّق لك قلب هذا المؤمن لكن الآن سيأتيك العطاء لا من الله مباشرة عن طريق هذا المؤمن فإذا اشتكيت إلى كافر يشمت بك وقد يعطيك، لكن هذا منتهى الإهانة أن يعطيك عن طريق كافر، فإذا كان هناك منظر يهز أعمق مشاعري أن أرى مؤمناً يتذلل أمام كافر، يبذل ماء وجهه، يتشكى، يتطامن يتضعضع، والآخر يشعر أنه لو الإيمان ينفع لما اشتكيت إلي، كأنه يشمت بك.
فمن اشتكى لمؤمن فكأنما اشتكى إلى الله، ومن اشتكى إلى كافر فكأنما اشتكى على الله، وأرقى أنواع الشكوى أن لا تشتكي..
قال الله تعالى: "قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {86}" (سورة يوسف: 86)
أحدهم شعر بآلام بجسمه آلام لا تحتمل، لو قال لزوجته أو لبناته أو لأولاده، فإنهم يتعاطفون معه ويتأثرون، من يستطيع أن يوقف هذا الألم؟ الله وحده.
هناك أشخاص يصبرون يكابرون، لا يحبون أن يُشركوا أحداً في مصيبتهم، هذا مستوى من المستويات، ولكن لا مانع إذا اشتكى الرجل لزوجته، هذا ليس موضوع حلال وحرام، ولكن هذا كلما رقت النفس وشفت، ترى أن الله عز وجل هو وحده يُشتكى إليه، "قال يا إبراهيم ألك حاجة؟ قال منك؟ قال لا من الله، قال علمه بحالي يغني عن سؤالي".
فالله يراك، ويعرف وضعك ودخلك يعرف ألمك يعرف مرضك يعرف مشكلتك مع زوجتك، يعرف مشكلتك مع شريكك، يعرف بعد بيتك، يعرف سوء الموصلات، يعرف أنك أوصلت فلان والوقود غالٍ.
فالله يعرف كل شيء، فالله يقدّر الليل والنهار، فكلما شفت نفسك وكلما أقبلت على الله تستغني به عما سواه، تشعر بعزة النفس فالمؤمن يمتلئ عزة يمتلئ إيماناً وغنى ونشوة وعزة وكرامة.
تحدث لي أن شخصاً مهماً يدنّي نفسه لعرض من الدنيا قليل، فمرة نظرت فوجدت أمام أحد المصارف ازدحام كبير، أكثر من خمسمائة شخص الساعة الثانية والنصف، بأشد أيام الحر، فسألت ما القصة، قالوا هناك تسجيل على السيارات، الساعة السادسة مساءً، فهم واقفون من الساعة الثانية بدورهم.
الإنسان أمام مصالحه وأمام المكاسب الدنيوية يتجشم المشاق، لكن أمام عباداته وأمام الأعمال الصالحة، فدائماً يميل إلى الراحة والى الكسل، " قالت لأمها يا أمي، لما رفعت صوتك بإظهار السر علمت بأن الله يؤدبنا بإظهار الرفق على يد مخلوق ".
هناك دعاء بهذا المعنى: "يا رب ارحمني رحمة من عندك"، من عند الله مباشرة، أحياناً ربنا يؤدب ولكن تأديب فيه ستر، آلام داخلية والمظهر ليس به شيء، وأحياناً مرض جلدي كلما التقيت مع إنسان "يقول لك خيراً إن شاء الله ما هي القصة، أين تعالجت، أنت تريد بالناقص كلمة، يعطيك الناس كلمة زائدة، أحياناً الإنسان لا يحب أن تنتشر مشكلته بين الناس، ولكن الله أحياناً يرسل مشكلة من شأنها أن تنتشر، وأحياناً ربنا يؤدب الإنسان تأديباً داخلياً، تأديباً مباشراً ".. يا رب اغفر لي مغفرةً من عندك" أي يا رب إذا أردت أن تؤدبني فأدبني سراً، أي بينك وبين الله"، كيف ترى، هذا العقاب من هذا العمل.
حدثني شخص أثق بإيمانه وأعلم أنه يغض بصره عن محارم الله سافر إلى أوربا، قال في مطار لارناكا في قبرص، طائرة سويدية نزل منها نساء بزي واحد وعدد كبير جداً، قال كيف خانتني عيني ونظرت لا أدري، وبعد ذلك ركب سيارة أجرة ثم دفع للسائق أجرة بعملة أجنبية، فالسائق ساقه إلى مخفر شرطة، فدخل وتكلم مع عناصر الشرطة، خرج اثنان فأخذوه ووضعوه في قفص صغير، هو شخصية مهمة جداً وذاهب إلى مؤتمر ويتقن لغتين، فما هذا الذي وقع فيه، قال والله بكيت، فوقع في قلبه نداء "لماذا نظرت إليهن".
فأحياناً الله عز وجل يغفر لك مباشرة من دون سجن ومن دون إهانة وأحياناً هناك عذاب مهين.
مرةً رأيت في الطريق شخصاً يرتدي أجمل الثياب وعمره من فوق الخمسين سنة، تقاوّل مع الشرطي، من أجل المرور، فجاء الضابط فلطمه لطمتين على وجهه، فالآن كلما أذكر المشهد أمام الناس يرتدي بدلةً كحلي وأزرار معدن وأنيق جداً، قلت إن الله عز وجل عنده عذاب مهين وعنده عذاب أليم وعنده عذاب عظيم، وذلك في الآخرة، بالدنيا عذاب أليم عذاب مهين، هناك آلام للسرطان لا تحتمل، وآلام نوبات الرمل لا تحتمل، فالله قال: " وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ "، المس عندما يلمس الإنسان المكواةَ احتياطاً يبلل يده بلعابه ويضع إصبعه على المكواة بأقصر زمن ممكن وبأبعد مكان ممكن، هذا هو المس، فربنا إذا مسنا بألم لا نحتمل فكيف إذا سلطه عليه، فالإنسان ضعيف.
بعضهم تسمو هممهم فلا يطلبون من الله إلا الحوائج النفيسة يقولون يا رب ارزقني الجنة، يا رب ارزقني أن أعرفك، يا رب لا تمتني قبل أن ترضى عني، دائماً طلباتهم متعلقة بالجنة والمعرفة وفهم القرآن وإتمام التفسير، وهناك أشخاص يقولون يا رب يخرج المستأجر من داري، يا رب.. فناس يطلبون أشياء نفيسة وناس يطلبون أشياء خسيسة، هذا اجتهاد.
هناك من يقول: " لا أطلب من مولاي غير مولاي، وأما الحقير أطلبه من الحقير " أي لا أطلب من الله إلا الله، وإذا كان شيء حقير أطلبه من إنسان عادي.
يُحكى أن امرأة يحيى بن معاذ قالت ليحيى لقد رأيت العجب العجاب إن بنيتي طلبت مني شيئاً تأكله مع الخبز، فقلت لها سلي من الله قالت ابنتها: "إني أستحي من الله أن أسأله ما آكل" هذا اجتهاد آخر، لك أن تأخذ بالأول أو بالثاني، ولكن الحديث الشريف: "عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ حَتَّى يَسْأَلَهُ الْمِلْحَ وَحَتَّى يَسْأَلَهُ شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ*
وهناك تعليق، أن هذه الصبية الصغيرة تستحي أن تسأل الله مباحاً وهذا الشيخ الطاعن في السن لا يستحي أن يعصي الله.
والله هناك منظر لا يصدق إنسان في الستينات يلعب الطاولة في القهوة تارك للصلاة، وإنسان متصابٍ بالخمسينات يتزيّن أمام الفتيات أو واقف على محل أو على شرفة أو على طريق ينظر إلى النساء أو على مقهى رصيف جالس ينظر إلى النساء، شيء عجيب، قال عليه الصلاة والسلام في بقية هذا الحديث " وأُبغض العصاة وبغضي للشيخ العاصي أشد".
إن الله عز وجل يرزق الأرواح والسرائر كما يرزق الأشباح والظواهر، أؤكد لك إذا أنت صليت صلاة صحيحة، أو إذا أكرمك الله بالحج مثلاً، وقف في عرفات وبكى حتى انتشى، يبقى أحياناً شهراً في نشوة هذا البكاء، أو هذا القرب أو هذه الرحمة، إذا صلى فرض صلاة وشعر أن هذه الصلاة جيدة، هذه الصلاة التي أرادها الله عز وجل شعر بخشوع فتح الله عليه في فهم ما تلا من قرآن، هذه أرزاق، إذا صام رمضان صياماً مقبولاً وشعر أن صيامه كان صحيحاً، ليس فيه معاصيٍ، كان منيباً إلى الله فيه، وصلى التراويح بنشاط، يقول لي بعض الإخوة الأكارم لو كان التراويح خمسين ركعة نحن في سرور طبعاً صيامه صحيح مستقيم أثناء النهار، أكل قليلاً، نام قليلاً عصراً، جاء إلى التراويح نشيط.
قال إن الله يرزق الأرواح والسرائر كما يرزق الأشباح والظواهر وأرزاق القلوب الكشوفات والمعاني كما أن أرزاق الأجساد الغذاء والأحاظي، جمع حَظوةً، الكشوفات أي أن المؤمن يرى مالا يرى الآخرون عنده رؤيا، عنده شعور، يعرف جوهر الحياة، يعرف أين كان وإلى أين المصير، يعرف أثمن ما في الحياة.
أحياناً الإنسان يضيع وقته بأشياء تافهة وأحياناً يمضي وقته بأشياء ثمينة، وهذا أيضاً رزق، هناك نقطة ثانية، وهي عكس الرزق، فكما أن الله عز وجل يضيق على العبد رزقه، قال الله تعالى:"إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ {14} فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ {15} وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ {16} كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ {17} وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ {18} وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً {19} وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً {20}" (سورة الفجر: 14-20)
تراه ذكياً، يحمل شهادة عليا ودخله قليل، ليس له وظيفة ولا عمل هذا بتقدير الله عز وجل، فكما أن الله عز وجل، يضيّق على العبد رزقه المادي أحياناً يضيق عليه رزقه الروحي، يصلي صلاة لا معنى لها جوفاء ليس فيها خشوع، يشرد في الصلاة، قال لي شخص، إذا كنت غلطان بالمحاسبة لا أذكرها إلا في الصلاة، هناك أمر غير مسجل يصلي فيلقاها في الصلاة، قال لي بالصلاة كل المشكلات تأتي إلى خاطري، معناها هناك سد، كما أن الله عز وجل يضيق على العبد رزقه المادي أحياناً يضيق عليه رزقه الروحي، هذا التضييق له تفسيران، الأول أن هناك معصية هناك مخالفة هناك تقصير هناك حقوق لم تؤدِها، هذا الحجاب، كل معصية لها حجاب، وهناك تفسير آخر، قد تكون مستقيماً على أمر الله لكن هذا التضييق سببه التعطيش وصلتَ لمرتبة أنت راغب بأن تبقى فيها، والله عز وجل أراد لك أن ترتقي عن هذه المرتبة، فكيف تنتقل من مرتبة إلى مرتبة، يحجب الله عنك الأحوال والمواجيد والتجليات، تضج تقلق، تخاف تشمر وتعمل الصالحات، تصعد درجة، تعيش فيها فترة لا بأس بها ثم تألفها وترضى بها، لكن الله لا يرضى لك هذه الحالة المستمرة، يحجب عنك الأحوال، فلا صلاتك صلاة ولا ذكرك ذكر ولا تلاوتك تلاوة، قلب متصحّر، مالٌ فيه ضيق واشمئزاز.
هو مستقيم، ولكن لا يوجد أحوال ولا سرور ولا تجليّات ولا مشكلة تنطلق إلى العمل الصالح فترفع مستوى عملك الصالح فتقفز قفزة إلى أن تبلغ أعلى درجة أرادها الله لك بهذه الطريقة، إذاً هذا تفسير قد يضيق الله على عبده رزق الأرواح.
قال أحدهم دخلت على داوود الطائي فرأيته منبسطاً، أحياناً ترى إنساناً طليقاً مسروراً مرحاً وجهه فيه تألق، على خده تورد في عينيه لمعان، طليق اللسان، حركاته خفيفة، هذه صفات المنتشي دائماً وقبل أن أتابع القصة لي هذه الملاحظة، أنت كمؤمن، إن سعدت بقربك من الله عز وجل فأنت مؤمن ورب الكعبة، إذا كانت نشوتك وسرورك وطلاقتك وراحة نفسك وجدتها بإقبالك وقربك، فهذه علامة إيمانك، أما إذا تألقت عيناك وتورد خداك وانطلق لسانك لأرباح حققتها أو لمكسب وصلت إليه فهذه علامة أخرى، فمن أنت؟ أَمِنْ أهل الدنيا أم من أهل الآخرة؟ إذا سرك عطاء البشر فأنت من أهل الدنيا، أما إذا سرك عطاء الله عز وجل فأنت من أهل الآخرة.
قال دخلت على داود الطائي فرأيته منبسطاً، وكنت إذا دخلت عليه أراه منقبضاً، المؤمن إذا أنكر قلبه وضعفت صلته بالله عز وجل يصبح كاليتيم، تراه هادئاً، خير إن شاء الله، ما في شي، قال الحسن البصري إذا تلوت القرآن وذكرتَ الله عز وجل وصليت ولم تجد شيئاً فاعلم أنك محجوب، قال الله تعالى: "كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ {15}" (سورة المطففين: 15)
ذاك حجاب الآخرة، ولكن في الدنيا حجاب، إذا شعرت أنك محجوب انتبه وابحث عن السبب، لعلك مقصر لعلك معتَدٌّ بنفسك لعلك مستغنٍ عن الله لعلك وقع في نفسك سوء ظن بالله وأنت لا تدري لعلك وقعت في سوء ظن بالنبي عليه الصلاة والسلام وأنت لا تدري، فإذا شعرت أن بينك وبين الله حجاب فابحث عن السبب وإياك أن يزداد الحجاب.
والحجاب يرق ويثخن، فإذا كان الحجاب كثيفاً فالمشكلة خطيرة جداً، كما قال سيدنا عمر " تعاهد قلبك "، يعني راقب قلبك راقب أحوالك راقب طمأنينتك، لو أن إنساناً استيقظ بعد صلاة الشمس فإذا لم يشعر بانقباض فحالته خطيرة جداً، لكن إذا شعرت بانقباض شديد وألم وشعور بالخزي والعار من الله عز وجل وشعور بالضياع أما إذا قال مثل بعضها، شو صار، أيضاً هي مشكلة كبيرة جداً.
" دخلت على داوود الطائي فرأيته منبسطاً، وكنت إذا دخلت عليه أراه منقبضاً فقلت أي شيء حالك، فقال سقاني البارحة شرابَ أُنسِهِ فأردت أن أجعل اليوم يوم عيد "، يعني صار له صلة بالله أقبَلَ على الله، شعر بنشوة الاتصال، هذا أجمل ما عنده فقال أردت أن أجعل ذلك اليوم يوم عيد لذلك إذا رجع العبد إلى الله نادى منادٍ في السماوات والأرض أنْ هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله.
نشوة المؤمن في تقربه من ربه، أقول لكم هذه الكلمة، يعني إذا سعد الإنسان في الدنيا فهذه علامة خطيرة، يجب أن تسعد بالله، وحقيقة ثانية لا يمكن أن تسعد إلا بالله، إذا سعد إنسان بما سوى الله!! فالقرآن أليس كلام الله؟ ربنا عز وجل قال: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {124} قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً {125} قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى {126}" (سورة طه: 126-124)
سأل رجل ما بال الملوك، كل شيء عندهم، الأغنياء، فأجاب عالم آخر قال: ضيق القلب، المعيشة الضنك للأغنياء أو للأقوياء ضيق القلب في قلوبهم من الضيق والتبرّم والشقاء ما لو وزع على أهل بلد كفاهم، لذلك فالله عز وجل قد يعطيك الدنيا ويأخذ منك راحة قلبك، وقد يعطيك راحة القلب ويسلب الدنيا منك، فالعبرة أن يكون قلبك غنياً بالله عز وجل.
قال سقاني البارحة شراب أنسه فأردت أن أجعل من ذلك اليوم عيداً فقلت أتأذن لي أن أحمل لك طعاماً حتى تفطر، فقال لست أشير إلى هذا وشتان بين شراب يدار على الكف وشراب يكون في موجب لطف وروية كشف، هناك شراب مادي وهناك شراب معنوي.
إذاً الرزاق هو الله عز وجل، والآن ما علاقتنا بهذا الاسم، وهذه مهمة جداً، أول شيء أن ترضى بقسمة الرزاق بِدأً من أمك وأبيك أنت ابن فلان وفلانة، هذا تقدير الله عز وجل، أنا أبي ليس مثل أبي فلان انظر إلى أبي فلان راق جداً، أخلاقه عالية أنا أبي شرس أبي قاس أبي جاهل، أبي فقير، انظر إلى رفيقي أبوه غني أبوه مثقف ثقافة عالية، أبوه راق.
يجب أن ترضى بوالديك لأن هذا منتهى الحكمة، ويجب أن ترضى بشكلك، فالله أقامك بهذا الشكل، طول زائد، قصر، وسامة، دمامة صحة، ضعف، هكذا أقامك الله، فإذا اعترضت على الله فلست مؤمناً يجب أن ترضى عن اختيار الله لك من أي رجل وامرأة كان وجودك وبأي شكل كان وجودك، وعن رزقك وعن زوجتك، فالله اختار لك هذه الزوجة، أكثر الأشخاص غير المؤمنين يمضي كل حياته في عذاب يقول ما توفقت في هذه الزوجة، فالله اختارها لك ، علم فيك خيراً فضمها إليك لعلك تهديها إلى الله، انظر إلى المؤمن عنده حسن ظن بالله، لو أن الله ساق له ولد سيئ لا يتبرم، يقول لك الله عز وجل هكذا اختار، لو زوجه امرأة سيئة، وفي القصة.. قال له أحدهم طلقها قال والله لا أطلقها فأغش بها المسلمين.
هذا يعني أن ترضى عن رزق الله لك، والمعنى الثاني أن تجعل يدك على مالك وأن تجعل مالك خزانة ربك، يدك على المال يد الأمانة لا يد الملك، قال الله تعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً {67}" (سورة الفرقان: 67)
إذاً أول معنى من معاني الرزق أن ترضى بما قسمه الله لك، وإذا رضيت بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس، المعنى الثاني، أن تجعل مالك مال ربك وأنت عليه أمين ولستَ مالكاً.
والحمد لله رب العالمين.
|
|