ضيف الحلقة :
فضيلة الشيخ /خالد بن عبد الرحمن الخليوي
موضوع الحلقة :
أسماء الله الحسنى / اسم الله تعالى ( الودود ) الخاطرة الأولى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين أما بعد فأسأل الله سبحانه وتعالى لي ولكم السعادة والتوفيق والرزق والبركة فيه في الدنيا وفي الآخرة أيها الأحباب كنا قد بدأنا بذكر بعض أسماء الله سبحانه وتعالى وتحدثنا عن أهمية هذا العلم وأنه أشرف علم على الإطلاق وشرف العلم من شرف المعلوم وأشرف معلوم هو الله تعالى ونحن نلوم أنفسنا كثيراً أننا لا نعرف معاني كثير من المصطلحات في اللغة الانكليزية أو مصطلحات الكومبيوتر و الانترنت نلوم أنفسنا وحقيقة أن نلوم أنفسنا بذلك لكن حقيقي أكثر أن نلوم أنفسنا بأنا نعرف معاني مصطلحات كثيرة في حياتنا الرياضية وفي الحياة الفنية وفي حياة الكومبيوتر ونجهل أصول معاني أسماء الله سبحانه وتعالى يا ويلنا إن خرجنا من هذه الدنيا ونحن قد قرأنا وفهمنا أشياء كثيرة في الفن والطرب والجوالات والسيارات وأنواع من مجالات هذه الحياة الدنيا ولم نعرف معاني أسماء ربنا سبحانه وتعالى من أعظم الأسماء وأسماء الله سبحانه وتعالى كلها حسنة اسم ذكره الله سبحانه وتعالى في سورة البروج حيث يقول الله عزّ وجل في نهاية سورة البروج ) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ( البروج ختم الله عزّ وجل هذه الآية باسمين جميلين عظيمين من أسمائه وأنا لم أتحدث عن الاسم الأول منهما وهو الغفور إنما سأخذكم في رحلة لنعيش ولو بعض اللحظات تحت ظلال اسم الله عزّ وجل الودود أيها الأحباب كرروا هذا الاسم اذكروا هذا الاسم الآن وأنا أتحدث معكم وأمامكم دعوا لسانكم ينطق به الودود ما أجمله انه اسم لذيذ اسم رائع ونحن نتلفظ به وما بالكم إذا فهمنا ما المعاني التي يتضمنها هذا الاسم وتعبدنا لله عزّ وجل من خلال هذا الاسم وسألنا الله الذي يقول لنا ولله الأسماء الحسنة فادعوه بها فتعالوا نتعلم كيف يمكن أن نستفيد من هذا الاسم أن نستثمر هذا الاسم من أسماء الله سبحانه وتعالى لكن أول سؤال أسأله لنفسي ولكم ما معنى هذا الاسم الودود دائماً نتحدث أن فلان يود فلان أن بينهما مودة ومحبة ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه في صحيح البخاري يشرح لنا باختصار معنى هذا الاسم فيقول الودود هو الحبيب وصيغة لفظ الحبيب تأتي على اسم الفاعل واسم المفعول ما المقصود بهذا الكلام حتى لا أطيل عليكم أقصد أن الله سبحانه وتعالى يحب ويحب الله عزّ وجل يحب أوليائه يحب الصالحين يحب لمؤمنين يحب فعل الخير من قبل العبد يحب من عبده أن يدعوه إذاً الله سبحانه وتعالى يحب ومحبة الله عزّ وجل للعبد ليست كمحبة العبد لعبد أخر وليست كمحبة العبد لربه سبحانه وتعالى إذاً الله عز وجل يحب نعم إذاً هذه تدعونا جميعاً إلى أن نتعرض للأسباب التي إذا بدلناها أحبنا الله عز وجل ونحن كذلك نحب الله سبحانه وتعالى تذكرون يا أحبابي في سورة المائدة تأملوا معي ) يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ( المائدة (آية:54) إذاً في هذه الآية إثبات إلى أن الله سبحانه وتعالى يحب وأنه يٌحب عز وجل وفرق بين محبة الخالق للمخلوق بين محبة الرازق للمرزوق بين محبة الراحم الرحمن الرحيم للمرحوم بين محبة الباقي للفاني بين محبة الجليل للعبد المسكين وبين محبة هذا العبد لربه سبحانه وتعالى إن لمحبة الله سبحانه وتعالى طعم يختلف عن كل الطعوم والمذاقات وقد حرم ذاك الإنسان الذي ذاق محبة أشياء كثيرة من هذه الدنيا وخرج منها وهو لم يذق محبة الله سبحانه وتعالى محبة الله عز وجل لون أخر وشيء أخر وشكل أخر عندما تنفد محبة الله عز وجل لك ومحبتك لله سبحانه وتعالى إلى قلبك ستشعر بسعادة لا تكتسب هذه السعادة لا بالمال ولا بالجاه ولا بالسلطان ولا بكنوز الدنيا كلها ستشعر بسعادة وبراحة واستقرار ستشعر أن روحك في فرح ستشعر انك في تجرد ستشعر أنك في حرية فعلاً حينما تكون قريباً من الله سبحانه وتعالى ) الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ( الرعد (آية:28) أيها الأحباب فلماذا نحب الله سبحانه وتعالى سؤال أعيده مرة ثانية لماذا نحب الله عز وجل وحتى أجيب على هذا السؤال نحتاج إلى سؤال أخر سيجرنا إلى الإجابة للسؤال الأخر لما يحب أحد من الناس أحد أخر أنت لما تحب إنسانا أخر أو أنت لما تحبين أحداً أخر من بنات جنسك لماذا تحبينها لماذا الولد يحب أباه والأب يحب ولده والصديق يحب صديقه والصديقة تحب صديقتها لماذا لأسباب متفق عليها أسباب فطرية أسباب منطقية من هذه الأسباب أن هذا الذي أحبه فيه جمال والإنسان مطبوع على محبة الجمال ها هو الإنسان يأخذ بلبه ذاك المنظر
والحشيش الأخضر أو ذاك الماء الذي ينسكب من أعالي الجبال الإنسان يلفت نظره ذاك الوجه الجميل ونحن نتذكر ومازلنا عندما خرج يوسف عليه السلام الذي أوتي شطر الحسن ونصف الجمال عليه أفضل السلام وأتم التسليم عندما خرج على مجموعة من النساء قطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشر ما هذا إلا ملاك كريم ما استطاعت إن تتحمل أمام هذا البشر البشري أمام هذا الجمال البشري ليوسف عليه إسلام فما بالكم بجمال الله سبحانه وتعالى الذي هو الجمال المطلق والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح إن الله جميل يحب الجمال وسنأتي فيما بعد إن شاء الله عز وجل لنتحدث عن اسم الله الجميل لكن نعود مرة ثانية ونقول أنا أحب أحد من الناس لأن وجهه جميل هذا أمر والأمر الثاني أنا أحب أحد من الناس لأن فيه كمالات بشرية كلما عرفت أن هذا الإنسان فيه قوة فيه سلطة فيه قدرة كلما عرفت أن هذا الإنسان عنده جاه عنده مال كلما زاد قرب قلبي منه هذا طبع البشري الآن لما أتحدث معك ربما احبك شيئاً يسيراً ولكن عندما أعرف معلومة جديدة عنك انك دكتور انك تاجر انك ولد الوزير أو ولد الملك أو ولد الأمير بطبيعة الحال سأتوجه بقلبي إليك بغض النظر عن صحة هذه العلاقة وصحة هذا التوجه لكني أتحدث الآن لماذا أحد لناس يحب أحداً أخر أحب أحد من الناس لأنه أحسن إلي والإنسان مطبوع على محبة من أحسن إليه أي والله حياناً الإنسان يصاب بقضايا ومشاكل وإحراجات تتلهم عليه الخطوب وتشتد عليه الكروب وإذا وجد من يساعده سبحان الله يعطيه ما في قلبه على المحبة ولذلك يعلن أحياناً الإنسان اعتراف بفضل أحد من الناس عليه انه ساعده أو شاركه أو أعطاه شيئاً من المال أو فك عنه أذمة ممن الآذمات يعلن اعترافه بفضل هذا عليه فيقول أنا لا أنسى فضلك علي ما حييت أبداً طيب تعالوا نأخذ هذه الأسباب لنطبقها ونحن ندرس اسم من أسماء الله عز وجل وهو الودود الله سبحانه وتعالى له الجمال المطلق أنت تحب بعض الناس لأنه جميل لكن ما تعرض ولا تدبرت في جمال الله سبحانه وتعالى أنت لا تنظر الآن إلى جمال الله وإنما تنظر إلى جمال الله من خلال النظر إلى جمال صنعه وروعة إبداعه وخلقه ونحن موعودون في جنات النعيم إن ننظر إلى وجه الرب سبحانه وتعالى حقيقة وفي الآية في سورة القيامة يقول الله عز وجل وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ القيامة(آية:22) فيها من النظرة والبهاء والجمال ما هو كائن لهم يوم القيامة إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة القيامة (آية:23) ناضرة هذه أخت الصاد وناظرة هذه الطاء إذاً تنظر إلى الله سبحانه وتعالى ويقول الله عز وجل لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ يونس (آية:26) وهذه الزيادة هي النظر إلى وجه الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقاءك لذة النظر إلى وجهك ولذلك الكفار سيحرمون من النظر إلى الله سبحانه وتعالى إذاً أنت ستنظر إلى جمال الله سبحانه وتعالى فالله أجمل من هذا البشر جمال البشر محدود أما جمال الله عز وجل مطلق تنظر على إنسان جماله محدود في زمن معين فإذا كبر في السن أو ما زال طفل صغير ليس بجميل إذاً هو جمال لم يكن وسينتهي في يوم من الأيام أم جمال الله سبحانه وتعالى فباقي كما هو خير وما عنده ما عندكم ينفد وما عند الله باقي بقية أسباب محبتنا لله سبحانه وتعالى نذكرها إن شاء الله عز وجل في خاطرة أخرى استودعكم الله أسأل الله سبحانه وتعالى لي ولكم ولإخواني المسلمين في كل مكان الشفاء والعافية والتوفيق والنصرة والتمكين والأنس برنا سبحانه وتعالى ولذة مناجاته وقراءة كتابه أسال الله لي ولكم التوفيق والسداد أعتذر منكم وأسأل الله عزّ وجل البركة والهدايا لي ولكم والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .