منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 المبحث الثاني: منزلة بيت المقدس والمسجد الأقصى في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المبحث الثاني: منزلة بيت المقدس والمسجد الأقصى في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: المبحث الثاني: منزلة بيت المقدس والمسجد الأقصى في الإسلام   المبحث الثاني: منزلة بيت المقدس والمسجد الأقصى في الإسلام Emptyالخميس 12 يناير 2012, 9:30 pm

المبحث الثاني: منزلة بيت المقدس والمسجد الأقصى في الإسلام Al-Aqsa_Mosque_distance

المبحث الثاني

منزلة بيت المقدس والمسجد الأقصى في الإسلام

أولاً: في القرآن الكريم

ارتبط بيت المقدس، والمسجد الأقصى، بالأديان السماوية، وأصبحا مهوى أفئدة المؤمنين كَافَّةً. ولكنهما ارتبطا بصورة خاصة بالإسلام والمسلمين، من خلال المكانة التي احتلاها في العقيدة الإسلامية، وفي التاريخ الإسلامي، وفي تراث المسلمين. فالقدس والمسجد الأقصى يسكنان قلوب المسلمين جميعاً.

إن مكة والبيت الحرام كانتا مقدستين في ملّة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ـ فامتد تقديسهما وتكريمهما عند أمة الإسلام، وبيت المقدس والمسجد الأقصى، كانا مقدسين في ملّة إبراهيم وإسحاق، وامتد تقديسهما وتكريمهما عند أمة الإسلام كذلك.


وقد وصف القرآن الكريم أرض بيت المقدس، بصفات عدة منها البركة، والطهر، والقدسية، في كثير من المواضع:

·   ]يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ[ (سورة المائدة: الآية 21).


·   ]وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا[ (سورة الأعراف: الآية 137).


·   ]سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ[ (سورة الإسراء: الآية 1).


·   ]وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ[ (سورة الأنبياء: الآية 71).


·   ]فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[ (سورة القصص: الآية 30).


وجاءت الإشارة إلى قدسية هذه الأرض حين أقسم الله بها، مع غيرها، في سورة التين ]وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ[ (سورة التين: الآيات 1ـ 3).


·   وفي قوله تعالى عن عيسى وأمه عليهما السلام ]وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ[ (سورة المؤمنون: الآية 50). إشارة إلى بيت المقدس، كما قال قتادة وكعب والسدي.


·   وفي قوله تعالى ]وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ[ (سورة ق: الآية 41)، ورد في تفسيرها أن المنادي هو إسرافيل، ينادي من صخرة بيت المقدس.


·   وفي قوله تعالى ]فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ[ (سورة النور: الآية 36)، جاء في تفسيرها عن عكرمة أنها المساجد الأربعة: المسجد الحرام، ومسجد قباء، والمسجد النبوي، ومسجد بيت المقدس.

·   وقال ابن كثير في تفسير آية الإسراء ]إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ [ (سورة الإسراء: الآية 1). هو بيت المقدس الذي بإيلياء (القدس) معدن الأنبياء من إبراهيم الخليل عليه السلام ولهذا جُمِعُوا له هنالك (صلى الله عليه وسلم) كُلُّهُم فأمّهم في محلتهم ودارهم. وكانت في الإسراء، دلالة على أن آخَر صبغة للمسجد الأقصى ـ وهو المعبد العريق في القدم ـ هي الصبغة الإسلامية، فاستقر نسب المسجد الأقصى إلى الالتصاق بالأمة التي أمّ رسولها سائر الأنبياء.


وقد سميت السورة التي ذكر فيها المسجد الأقصى سورة (الإسراء)، وجاء فيها قوله تعالى لبني إسرائيل: ]عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا[ (سورة الإسراء: الآية 8)، أي: إن عدتم للإفساد، عدنا عليكم بالعقوبة. ففي حادثة الإسراء إلغاء أبدي، لصفحة (بني إسرائيل) من سجل التفضيل والاصطفاء.

ثانياً: في السنة

وقد وردت ـ إلى جانب الآيات السابقة ـ أحاديث نبوية، تبين مدى ما لبيت المقدس والمسجد الأقصى من منزلة وفضل في الإسلام، منها:

1.     عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: ]لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ (صلى الله عليه وسلم) وَمَسْجِدِ الأقْصَى[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 1115).


2.     عَنْ أَبِي ذَرٍّ t قَالَ ]سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأرْضِ أَوَّلُ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ. قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ: قَالَ ثُمَّ الْمَسْجِدُ الأقْصَى. قُلْتُ كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ أَرْبَعُونَ سَنَةً[ (مسند أحمد، الحديث الرقم 20370).


3.     وعَنْ مَيْمُونَةَ مَوْلاةِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَتْ ]قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ، ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ فَإِنَّ صَلاَةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلاةٍ فِي غَيْرِهِ.


قُلْتُ:

أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: فَتُهْدِي لَهُ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ كَمَنْ أَتَاهُ[ (سنن ابن ماجه، الحديث الرقم 1397).


كما أن المسجد الأقصى أولى القبلتين (لأن الصلاة أول ما فرضت كانت القبلة فيها إلى المسجد الأقصى) وثالث الحرمين (المسجد الحرام ومسجد النبي (صلى الله عليه وسلم)). وقد استقبله المسلمون زهاء عام ونصف بعد هجرة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة.


وتجدر الإشارة إلى أن أرض المسجد الأقصى أرض مقدسة، قبل بناء المسجد عليها، تماما، كما كانت الأرض التي بُنيت عليها الكعبة مقدسة، قبل أن يبني إبراهيم عليه السلام الكعبة عليها. وعندما أُسْرِيَ بالنبي (صلى الله عليه وسلم) ـ إلى المسجد الأقصى، لم يكن هناك بناء إلا السور المحيط بأرض المسجد، ثم أضفى بناء المسجد على هذه الأرض قدسية أخرى. يقول ابن تيمية "ولم يبنِ أحد من الأنبياء ـ عليهم السلام ـ مسجداً ودعا الناس إلى السفر للعبادة فيه، إلا هذه المساجد الثلاثة". ثم قال: ".. ولهذا لا يجوز تغيير واحد من هذه المساجد الثلاثة عن موضعه".

ثالثاً: في التاريخ

1. في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)

صَعَدَ النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى السماوات العُلى، ليرى من آيات ربه الكبرى. وكان المسجد الأقصى هو المكان الذي صعد منه. وكان حَدَثُ المعراج شرفاً آثر الله به النبي (صلى الله عليه وسلم) العظيم، من ذلك المسجد العظيم، ليرقى إلى ملأ عظيم، في ليلة عظيمة.


ولو لم يحدث في زمن النبوة ما يُشِّرف هذا المكان، إلا ذلكم الحدث لكفاه، ولكن الواقع، أن بيت المقدس كان له نصيب آخر من أحداث عهد النبوة، إذ توجه إليه اهتمام الرسول (صلى الله عليه وسلم) عملاً، بعد أن ندب إلى تكريمه وتعظيمه.


فبعد أن توطدت دعائم الدولة الإسلامية الناشئة في المدينة المنورة، وبعد أن تم فتح مكة، وأعزّ الله دينه فيها، وتمكن المسلمون من رفع راية التوحيد، فوق ربوع الكعبة المشرفة، اتجهت أنظار النبي (صلى الله عليه وسلم) صوب بيت المقدس في الشام، ليُطَهِّرُه من أدران الشرك الروماني، كما طَهّرَ مكة من أوضار الشرك الجاهلي. ولتبدأ بذلك الخُطوة الأولى، نحو الهدف الكبير.. هدف تحرير الأرض المقدسة.


فندب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس للخروج إلى الشام، في العام الثامن للهجرة، بعد أن قتلَ حاكمُ بصرى من قبل الروم مبعوث الرسول (صلى الله عليه وسلم). فاجتمع من المسلمين ثلاثة آلاف مقاتل قد تهيئوا للخروج إلى مُؤْتَةَ، ولم يخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) معهم. وفي هذه الغزوة قُتل زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، ثم عبدالله بن رواحة، ثم التقف الراية سيف الله المسلول، خالد بن الوليد، الذي فتح الله عليه بأن ينسحب ببقية الجيش انسحاباً آمناً، بعد أن ناوش الروم ونال منهم أثناء انسحابه. وقد حمد له النبي (صلى الله عليه وسلم)، هذا الصنيع.

بدأت الروم تحشد الجيوش للإغارة على دولة الإسلام، لتضمن البقاء على أرض بيت المقدس، فاستنفر الرسول (صلى الله عليه وسلم) أصحابه لملاقاة العدو، وذلك بعد منصرفه من الطائف، في السنة التاسعة. وقد سُمِّيَ الجيش الذي أُنْشِئ لقتال الروم (جَيْشَ العُسْرة)، وذلك لِما اكتنف إعداده من الظروف العصيبة.

وَلَمَّا بلغ جيش المسلمين تبوك، لم يجد للرومان أثراً يدل على استعداد لحرب، ويبدو أنهم آثروا الاختفاء عن ملاقاة جيش المسلمين. وجاء ختام الغزوة طمأنينة وعزة للمسلمين، فأقفل الرسول (صلى الله عليه وسلم) عائدا بالجيش إلى المدينة، بعد أن أزال رهبة نزال الروم من قلوب المسلمين، وكسر حاجز الخوف من لقائهم.

وبعد عودته (صلى الله عليه وسلم) من حجة الوداع، أمر المسلمين بالتهيؤ لغزو معاقل الروم في أراضي الشام، واختار لإمرة الجيش أسامة بن زيد. وَتَجَهَّزَ الجيشُ، وخرج بقيادة أسامة، إلى ظاهر المدينة، فعسكر بالجرف، وفي هذه الأثناء، اشتدت برسول الله (صلى الله عليه وسلم) شكواه' التي قبضه الله تعالى فيها، فأقام الجيش ينتظر ما الله قاضٍ في هذا الأمر.



2. في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-

بعد انتقال المصطفى (صلى الله عليه وسلم) إلى الرفيق الأعلى، بدأ أبو بكر في ترتيب أمور الدولة، والإبقاء على النظام، والاستقرار فيها، فوجه جيش أسامة الذي أعده الرسول (صلى الله عليه وسلم) قبل وفاته، إلى تخوم البلقاء، فسار إلى حيث وجهه أبو بكر. ولم يكد عهد أبي بكر -رضي الله عنه- يستقر حتى تداعت فتنة العرب المرتدين، تتكالب على أمة لم تلتئم جراحها بعد؛ بسبب مصابها الجلل في قائدها وإمامها ونبيها (صلى الله عليه وسلم).



أدرك أبو بكر -رضي الله عنه- خطورة الموقف الذي تجرأ عليه المرتدون، وعزم على قتالهم، ونُصِحَ أبو بكر بالاستفادة من بعث أسامة في قتالهم، ولكنه رأى إتمام إنفاذ جيش أسامة لمِا هو ماض له.

وأتم الله تعالى لأبي بكر النصر الحاسم على المرتدين، وتوجه نظره بعد ذلك إلى توجيه جيشٍ إسلامي كبير إلى الشام، وإلى العراق، فوجه أبا عبيدة عامر بن الجراح إلى حِمْص، وولاه إمرة الجيوش، كما أرسل يزيد بن أبي سفيان إلى دمشق، وعمرو بن العاص إلى فلسطين، وشرحبيل بن حسنة لوادي الأردن. وكان عدد هذه الجيوش يقارب الاثني عشر ألفا. ثم أسند أبو بكر، القيادة العامة لجيش الشام، إلى سيف الله المسلول خالد بن الوليد، بعد انتهائه من قتال الفرس في العراق. والتقت الجيوش. وتمخضت ملاحم النصر، عن فتح عدة مدن في فلسطين، منها: نابلس، وعسقلان، وغزة، والرملة، وعكا، واللد، وفتح عمرو بن العاص مدناً أخرى منها يافا ورفح.


وأقلقت هذه الانتصارات الدولة البيزنطية، فحشدت جيوشاً جرارة أخرى، لمواجهة المسلمين، وتجمع الجيش الروماني في اليرموك بقيادة "ثيودورس" أخي هرقل، إلا أن الله U، نصر جنده مرة ثانية، وفتح للمسلمين فتحاً مبيناً، وسيطروا على المنطقة الوسطى من سورية، التي تحمي ظهورهم بالبادية. وبهذا مهدت الجيوش الإسلامية في خلافة أبي بكر الصديق للزحف نحو بيت المقدس.


3. في عهد عمر بن الخطاب t

وجه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أبا عبيدة بن الجراح، لفتح المدينة المقدسة، فوجه خالد بن الوليد في خمسة آلاف فارس نحو بيت المقدس، ثم أتبعه بخمسة آلاف آخرين، بقيادة يزيد بن أبي سفيان، ثم خمسة آلاف بقيادة شرحبيل بن حسنة. واجتمعت الجيوش كلها، ولحق بها أبو عبيدة، وضربوا الحصار حول المدينة المقدسة لمدة أربعة أشهر، في أيام برد شديد. فطلب أهل "إيلياء" الصلح مع أبي عبيدة، على أن يتولى الخليفة عمر بنفسه تسلّم المدينة، ليضمنوا العهد والأمان منه. فجاءها عمر -رضي الله عنه-، وتسلم مفاتيحها من "سفرونيوس" بطريرك القدس آنذاك.

وكتب عمر -رضي الله عنه- وثيقة الأمان، التي عرفت باسم "العهدة العُمَرية أو الأمان العمري"، قال فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما أعطى عبدالله، عمر -رضي الله عنه- أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم، وأموالهم، ولكنائسهم، وصلبانهم، وسقمها وبريئها، وسائر ملتها. أنه لا تُسكن كنائسهم، ولا تُهدم، ولا ينقص منها، ولا من حيِّزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم. ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود. وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية، كما يُعطي أهل المدائن. وعليهم أن يُخْرِجُوا منها الروم واللصوص. فمن خرج منهم، فإنه آمن على نفسه وماله، حتى يبلغوا أمنهم. ومن أقام منهم، فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم، ويخلي بِيَعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلَبهم، حتى يبلغوا أمنهم. فمن شاء منهم قعد، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن شاء سار مع الروم. ومن شاء رَجِعَ إلى أهله، فإنه لا يُؤْخَذُ منهم شيء حتى يحصد حصادهم. وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء، وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية". وقد شهد على ذلك خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبدالرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان.

وبعد أن تسلم الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بيت المقدس، كَشَفَ عن مكان الصخرة المباركة التي طُمرت تحت الأتربة والنفايات. وتسابق المسلمون في مشاركته ذلك العمل حتى تم تنظيف المكان المبارك، وظهرت الصخرة. وبنى عمر -رضي الله عنه-، المسجد المعروف (بمسجد عمر) وأصبحت الصخرة في آخره.


4. في العصر الأموي

ظل المسجد الذي بناه الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قائماً في عصور الخلفاء الراشدين التالية لعهده، حتى جاء معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أول خليفة في دولة بني أمية ـ فَنُودِيَ بالبيعة له في مدينة المقدس. ولكنه اختار دمشق عاصمة لخلافته بعد البيعة التي كانت سنة 40 هـ في مدينة القدس. وتولى الخليفة عبدالملك بن مروان وابنه الوليد أمر إعمار المدينة المقدسة وتجديدها، حتى أصبحت في عهدهما، من أعظم المراكز في الدولة الإسلامية، فقد أعادا بناء الأسوار المحيطة بالمدينة، وأقاما الأبنية والقصور بجوار الزاوية الجنوبية لسور المسجد، ليسكنها أمراء القدس في العهود الأموية، ثم العباسية، ثم الفاطمية فيما بعد.

وتولى الخليفة عبدالملك، تشييد مسجد قبة الصخرة، والمسجد الأقصى، بعد أن أَوْقَفَ لذلك خراج مصر، لسبع سنين. وأسند الإشراف على البناء إلى رجاء بين حيوة، ويزيد بن سلام.

ولما تولى الخليفة الأموي، العادل، عمر بن عبدالعزيز، طلب من جميع ولاته أن يزوروا المسجد الأقصى ويقسموا يمين الطاعة والعدل بين الناس فيه.

5. في العصر العباسيّ

أَوْلَى العباسيون المسجد الأقصى عنايةً فائقة، وزاد الاهتمام به، في عهد أبي جعفر المنصور، الذي أمر بتعميره وإصلاحه وإعادته إلى الصورة التي تليق بمكانته في قلوب المسلمين، بعد تعرضه لزلزال في عام 158 هـ / 774 م، فبُني أوثق وأمتن مما كان عليه.

كما قام الخليفة المهدي بإصلاحات في المسجد عام 158هـ فزاد في طوله. وفي عهد المأمون، الذي بويع عام 198هـ، وجه المأمون اهتمامه كذلك لإصلاح المسجد.

6. في العصر الفاطمي

تم تجديد قبة الصخرة عام 413 هـ من آثار التعرية الجوية، وتوالت التجديدات في عهدهم لتشمل الحرم القدسي بكامله.

7. سقوط القدس في يد الاحتلال الصليبي

أصيبت الدولة العباسية بالضعف والتمزق، في القرن الخامس الهجري، مما أدى إلى ظهور دويلات هزيلة، إضافة إلى ضعف الدولة الفاطمية في مصر. وانتهزت أوروبا الفرصة، فجهزت الحملات الصليبية، التي اتخذت مظهراً دينيّاً بهدف الاستيلاء على بيت المقدس. ونجحت الحملات الصليبية في إقامة مملكة القدس عام 1099م، واستُبيحت الأعراض والممتلكات، ولم يراعوا حرمة المسجد الأقصى وقدسيته، فَحَوَّلُوا الصخرة المباركة إلى مذبح، ووضعوا التماثيل فوقها. كما شوهوا معالم المسجد الأقصى المبارك، فَبَنَوْا على محرابه جداراً لإخفاء معالمه، واتخذوا من المسجد ثكنات لجنودهم، وذبحوا الكثير من المسلمين رجالاً ونساءً وأطفالاً.


8. القدس في عصر المماليك

استمر المماليك في الحكم قرابة ثلاثة قرون، أَمْضَوْا جانباً منها في القضاء على ما تبقى من الصليبيين. فاستسلمت في عهدهم باقي الإمارات الصليبية عام 690 هـ/1291م.


كما تمكن المماليك من صد الغزو المغولي عن العالم الإسلامي، وإنقاذ المسجد الأقصى من الوقوع في براثنهم. كما تمت في عهدهم عدة تجديدات لعمارة المسجد الأقصى، تشهد بذلكم النقوش المحفورة على جدران المسجد بأسماء الخلفاء والأمراء والملوك الذين تطوعوا ـ في كل مناسبة ـ للحفاظ على هذا الأثر الإسلامي الخالد.

9. القدس في العصر الأيوبي

ظل الصليبيون يعيثون فساداً في مدينة القدس قرابة التسعين عاماً، إلى أن أَذِنَ الله بالنصر، للسلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب. فطهر القدس من الصليبيين، وعمل على إزالة التشوهات التي لحقت بالآثار الإسلامية. فطهر قبة الصخرة من التماثيل والهياكل، التي وضعت فوقها، وأزال الجدار الذي وضعه الصليبيون على محراب المسجد الأقصى، وأمر بتجديده، ونقل إلى المسجد الأقصى من حلب، المنبر الذي أعده نور الدين زنكي لهذا اليوم. وقد ملأ المسجد والحرم القدسي الشريف بنسخ من القرآن الكريم، كما شيد عدداً من المدارس الإسلامية.


10. القدس في عصر الأتراك العثمانيين

أولى الأتراك العثمانيون المسجد الأقصى عنايتهم، فأقاموا عدداً من العمارات الإسلامية، وأقيمت التكية العثمانية 960 هـ / 1552 م. وتمت توسعة المسجد، ليصل إلى 80 متراً طولا و 55 متراً عرضاً، وأضيف عدد من الأعمدة الرخامية، ليصل عددها إلى 53 عموداً رخامياً و49 سارية.

وشملت التجديدات، والتحسينات، قبة الصخرة، التي زُيِّنَتْ بالآيات القرآنية، أما الصخرة المشرّفة فقد أقيم حولها سياج، من الخشب، على شكل مربع بلغ طوله ثمانية عشر متراً، وعرضه ثلاثة عشر متراً. وامتدت الإصلاحات والتجديدات لتشمل الحرم القدسي كله.



المبحث الثاني: منزلة بيت المقدس والمسجد الأقصى في الإسلام 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
المبحث الثاني: منزلة بيت المقدس والمسجد الأقصى في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المبحث الأول: في عِظمِ منزلة حفظ اللسان في الإسلام
» منزلة السنة في الإسلام
» منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن
» المبحث الأول: المسجد الأقصى والأرض المقدسة قبل البعثة المحمدية
» الباب الثاني: من الجاهلية إلى الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الأحداث الفارقة في حياة الدول :: الـمـسـجـد الأقـصـــى-
انتقل الى: