منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 المبحث الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المبحث الثاني Empty
مُساهمةموضوع: المبحث الثاني   المبحث الثاني Emptyالأحد 14 يوليو 2024, 6:29 pm

المبحث الثاني
محاسن العقيدة في الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر
المبحث الثاني 3122
10- الملائكة الكرام ومكانتهم ووظائفهم في عقيدة الإسلام
يعد الإيمان بالملائكة الركن الثاني من أركان الإيمان الستة التي هي أصول الإيمان عند المسلمين، والملائكة هم خلقٌ من خلق الله، خُلِقُوا من النور، وجعلهم اللهُ طائعين متذللين له، ولبعضهم وظائف خَصَّهُ اللهُ بها.

وقد أجمل ابن القيم بعض أعمالهم فقال:
«منهم أولياء الإنسان وأنصاره، وحفظته ومعلموه، وناصحوه والداعون له، والمستغفرون له، وهم الذين يصلون عليه ما دام في طاعة ربه، ويصلون عليه ما دام يُعَلِّمُ الناس الخير، ويبشرونه بكرامة الله تعالى في منامه وعند موته ويوم بعثه، وهم الذين يزهدونه في الدنيا ويرغبونه في الآخرة، وهم الذين يذكرونه إذا نسي، وينشطونه إذا كسل، ويثبتونه إذا جزع، وهم الذين يسعون في مصالح دينه ودنياه وآخرته... إلخ» (1).

ومن محاسن العقيدة الإسلامية توضيح مكانة ووظيفة الملائكة الكرام ليزداد المسلم تعظيمًا ومحبة لهم، وحياءً منهم، وإكرامًا لهم، ونفت عنهم ما نُسب إليهم من المشركين حيث قالوا: إنهم بنات الله. تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا! وحثت المؤمن على احترامهم وحبهم وإكرامهم، وعدم التعرض لهم بالأذى، وعدم الاعتداء بالقول وغيره.

كما بيَّنت العقيدة الإسلامية مقام الملائكة وعباداتهم، فهم لا يستكبرون عن عبادة الله ويسبحونه وله يسجدون.

«ولفظ (الملك) يشعر بأنه رسول منفذ لأمر مرسله، فليس لهم من الأمر شيء، بل الأمر كله لله الواحد القهار، وهم ينفذون أمره: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء: 27]، {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} [البقرة: 255]، {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 28]، {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل: 50] فهم عباد مكرمون، منهم الصافون، ومنهم المسبحون، ليس منهم إلا له مقام معلوم، ولا يتخطاه، وهو على عمل قد أمر به، لا يقصر عنه ولا يتعداه، وأعلاهم الذين عنده: {لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [الأنبياء: 19-20]»(2).

ونعى القرآن على اليهود بغضهم لجبريل -عليه السلام-، وهو من الملائكة الكرام، حيث قال اليهود: إنه عدو لنا. فرد الله عليهم قولهم: {مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98].     

11- الأنبياء والرسل في العقيدة الإسلامية
من محاسن العقيدة الإسلامية توضيح حقيقة الأنبياء والرسل، ومكانتهم، ووظيفتهم، كما بينت واجبنا نحوهم كالإيمان بهم جميعًا، وتعظيمهم، واحترامهم، والقيام بجميع حقوقهم علينا -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.

يقول ابن القيم:
«فإنه لا سبيل إلى السعادة والفلاح لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا على أيدي الرسل، ولا سبيل إلى معرفة الطيب والخبيث إلا من جهتهم، ولا ينال رضا الله البتة إلا على أيديهم... إلخ»(3).

كما بينت مكانتهم وخيريتهم على البشر؛ بما يدفع إلى توقيرهم، واتباع هديهم، كما قال تعالى: {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ * أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} [الأنعام: 89-90].

ومن أهم محاسن العقيدة الإسلامية الإيمان بجميع الأنبياء والرسل دون تفرقة بين أحد منهم بهوى أو رأي، قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285].

فالمسلم يحب موسى وعيسى –عليهما السلام– كما يحب محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، ويجلهما ويكبرهما كإجلاله محمدًا وإكباره إيَّاه، واليهودي الذي دخل النصرانية لما جاء بها المسيح -عليه السلام- لم يخسر موسى -عليه السلام- ولكنه ربح معه عيسى -عليه السلام-، والنصراني الذي يدخل اليوم في الإسلام لا يخسر عيسى وموسى ولكنه يربح معهما محمدًا -صلى الله عليه وسلم-.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
«والله تعالى بعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: «إنا معشر الأنبياء ديننا واحد»(4)، فالدين واحد وإن تفرقت الشرعة والمنهاج، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]، وقال تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: 45]، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]»(5).

والدفاع عن موسى -عليه السلام- وعيسى -عليه السلام- في العقيدة الإسلامية مثل الدفاع عن رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، كما أوضحت العقيدة أن وظيفة الأنبياء هي تبليغ الرسالات، والدعوة إلى الله تعالى، والتبشير والإنذار، وإصلاح النفوس وتزكيتها، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [الجمعة: 2].

وليس من وظيفتهم تخليص البشرية من الخطيئة، ولا ورد مثله عن نبي من الأنبياء.

12- دعوة العقيدة إلى الإيمان بالكتب السماوية جميعًا
من أسس الإيمان في الإسلام أن يؤمن المسلم ويصدق تصديقًا جازمًا بما أوحى الله تعالى من كلامه إلى من اصطفى من رسله.

فينبغي الإيمان بكل ما أنزل الله من كتب سماوية على وجه الإجمال، كما جاء في قوله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ} [البقرة: 213].

وقال -تعالى-: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد: 25].
وقد جاء في القرآن الكريم بيان شافٍ لكثير من الكتب والصحف التي أنزلها الله على رسله -عليهم الصلاة والسلام-، منها: التوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم وموسى -عليهما السلام-.

وقد ورد في آيات أخرى بعض ما جاء في هذه الكتب السماوية من أحكام وأخبار مثل قوله تعالى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45].

وقد وردت إشارات أيضًا تتحدث عن بعض ما جاء في صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام كما في قوله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [الأعلى: 16-19].

وبعد، فهذه الكتب التي ذكرت في القرآن بأسمائها وصفاتها، يؤمن بها المؤمن كما ذكرت مفصلة بلا زيادة ولا نقصان، ولا يجوز أن يؤمن ببعضها ويكفر ببعض تعصبًا أو تكبرًا، قال جل شأنه: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285].

وقد جاء القرآن الكريم مهيمنًا على هذه الكتب، ورقيبًا عليها وحفيظًا عليها ومعترفًا بصدقها ومقررًا لها، فقد حفظه الله من التحريف والتبديل والزيادة والنقص لفظًا ومعنى.

وجاءت آياته موافقة للكتب السابقة في كثير من الغايات والمقاصد والأصول التي لا تختلف باختلاف الشرائع والرسالات.
فنجد فيه:
1- الدعوة إلى الإيمان بالله تعالى وكتبه ورسله واليوم الآخر.
2- فيه توافق مع الكتب السابقة في أصول الشرائع كالصلاة والصيام والزكاة.
3- يتفق مع الكتب السابقة في الدعوة إلى الفضائل، والترغيب فيها، والترهيب من الرذائل والتنفير منها (6).



المبحث الثاني 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المبحث الثاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبحث الثاني   المبحث الثاني Emptyالأحد 14 يوليو 2024, 6:30 pm

13- تفصيل العقيدة لأحوال الآخرة
لم تحظ الدار الآخرة –دار الجزاء– بتفصيل وإيضاح لمراحلها، ونوع الحياة فيها وطبيعتها، مثلما حظيت به في العقيدة الإسلامية، فالآيات القرآنية في هذا الصدد أكثر من أن تحصى، علاوة على ذلك فإن ذكر نعيم الآخرة يبعث على قلة الركون إلى الدنيا، فيجعلها مزرعة للآخرة، يؤدي فيها المرء حق الله تعالى خضوعًا وعبادةً، ويدعوه كذلك إلى التهاون بأحزانها ومصائبها، والصبر عليها، وعلى مضض الشهوات؛ احتسابًا وثقةً بما عند الله من حسن الجزاء والثواب، كما أنه يدعو للتأهب والاستعداد للحساب، ويدعو أيضًا لاجتناب الظلم بكل صوره، ويزيد من شوق المرء إلى الجنة وما فيها.

أ- حتمية البعث بعد الموت: قال تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [التغابن: 7].

ب- الجمع بين الأولين والآخرين: قال تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ} [المرسلات: 38].

جـ- صنوف النعيم لأهل الجنة: قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 42-43]، وقال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ} [محمد: 15].

وعلى النقيض لم تذكر الدار الآخرة في الكتب السابقة التي حُرفت إلا قليلًا(7).

ولأن الإنسان متعلق بما هو دائم وخالد والعقيدة متوافقة مع فطرته، نجدها تفصل له ما يتمنى حصوله له في الآخرة من خلود ونعيم...إلخ، بعدما أعلمته بحقيقة الدنيا وأنها زائلة وفانية(8).

14- القضاء والقدر في المعتقد الإسلامي
أولت العقيدة الإسلامية قضية القضاء والقدر اهتمامًا بالغًا بما يضمن للإنسان عزته وكرامته، ويرفعه عن الاستكانة والخضوع والإحباط.

فقد عُد الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره من أصول الإيمان الستة، وجاءت الأدلة على الإيمان بالقدر من القرآن والسنة مفصلة ومبينة لحقيقة القضاء والقدر(9):
قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].

وقال عز من قائل: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} [المرسلات: 23].

ومن السنة النبوية قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل»(10).

على أن بيان العقيدة الإسلامية لمسألة القضاء والقدر يوافق مقتضى الفطرة الإنسانية التي رأت منذ عصر الجاهلية وما قبله أن شيئًا في الكون لا يقع إلا بمراد الله تعالى، ومن ثم احتج المشركون على شركهم بالقدر (خطًا)، فقالوا: { لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} [النحل: 35].

ويوافق العقل السليم الذي يدل صاحبه على أن الله تعالى هو خالق الكون، ومدبره، ولا يمكن أن يكون الكون على هذا النظام البديع من التآلف والتناسق إلا بتدبير مدبر -تعالى-، فإذا تقرر هذا لدى العاقل علم أن ليس من الممكن أن يقع في ملك الله إلا ما يريده، وما يقدره، يدلنا على هذا قوله جل شأنه: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12].

ولذا جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «القدر نظام التوحيد، فمَنْ وَحَّدَ الله وكَذَّبَ بالقدر فقد نقض تكذيبه توحيده»(11).

ومتى صَحَّ فهم المسلم لعقيدة القضاء اطمأن قلبه لكل ما يجري في الكون مما لا كسب له فيه، ورضي بمُراد اللهِ مهما كان ذلك الأمر مُحزنًا أو سارًا.

وفيما يأتي نذكر بعضًا من محاسن العقيدة في هذا الجانب:
الصبر والثبات عند الشدائد والملمات:
فإنه متى آمن المسلم بأن كل شيء بقدر الله، وأنه لن تصيبه مصيبة إلا بإذن الله ومشيئته ولحكمة أرادها، حين يعلم ذلك يثبت قلبه ولا يجزع ولا يضطرب، وهذه من أعظم المحاسن، كما قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: 22].

يقول الكاتب المعروف (ر. ف. س. بودلي) في مقالة بعنوان (عشت في جنة الله): «وقد تعلمت من عرب الصحراء كيف أتغلب على القلق؛ فهم بوصفهم مسلمين يؤمنون بالقضاء والقدر، وقد ساعدهم هذا الإيمان على العيش في أمان، وأخذ الحياة مأخذًا سهلًا هينًا، فهم لا يتعجلون أمرًا، ولا يُلقون بأنفسهم بين براثن الهَمِّ قلقًا على أمر، إنهم يؤمنون بأن «ما قٌدِّرَ يكون»، وأن الفرد منهم «لن يصيبه إلا ما كتب اللهُ له»، وليس معنى هذا أنهم يتواكلون، أو يقفون في وجه الكارثة مكتوفي الأيدي، كلا... لقد أفلحت هذه الطباع التي اكتسبتها من العرب في تهدئة أعصابي أكثر مما تفلح آلاف المسكنات والعقاقير»(12).

القوة والثبات في الحق:
فالذي يؤمن بالقدر، يؤمن أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوه بشيء لن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، ولو اجتمعت على أن تضره بشيء لن تضره إلا بشيء قد كتبه الله عليه.

وكما جاء في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز»(13).

كذلك يؤمن بأن نفسًا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها، هذه العقيدة تنزع من قلوب معتنقيها الخوف والجبن والخور والتثاقل، بل تسكب في نفوسهم السكينة، وتغرس فيهم الشجاعة، وبذا يتحرر المرء من العبودية الهابطة للعباد، ويرقى للعبودية السامية لله -تعالى-.

القضاء على الحسد:
فإن من ضرورات الإيمان بالقدر أن يعلم المسلم أن الأرزاق مقدرة كما الآجال، وأنه مهما سعى في طلب الرزق –وهو بلا شك مطالب بذلك– فإنه لن ينال إلا ما كُتب له، عندئذ ينقطع تطلعه لما في أيدي الآخرين متذكرًا قوله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [الزخرف: 32].
 
التخلص من العجب والغرور:
فطالما أن كل شيء مقدر للإنسان، وأنه قد يبذل الأسباب كلها ولا يتحقق له مراده، فإن ذلك يدعوه إلى عدم الاعتداد بالنفس والعجب والغرور والتعالي(14).

15- الشيطان في ميزان الشريعة الإسلامية
لقد بينت العقيدة قدر الشيطان، وأظهرت حقيقة قدرته التي هولتها كتب النصارى المحرفة؛ حيث زعمت أن الشيطان له قدرة هائلة، وقوة كبيرة يستطيع التسلط بها حتى على المؤمنين، كما يعتقدون أنه سبب لكثير من الأمراض بل سبب للموت(15).

بينما صححت عقيدتنا هذا المفهوم، وذكرت أن عداوة الشيطان للإنسان قديمة ومستدامة، ولن يتمكن أن يلتقيا على خير أبدًا، لكنها كشفت النقاب عن حدود الشيطان وقدراته؛ فالشيطان ليس يملك من الإنسان إلا الوسوسة فحسب، وليس له فوق ذلك قيد أنملة من التسلط أو التمكن من الإنسان ما دام مؤمنًا، وإنما هي مجرد وسوسة؛ لأنه لا سلطان له إلا على أوليائه من الإنس، كما قال تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل: 99].

فكيده ضعيف مهما بلغ: {فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76].

وعليه فقد أرشدت الآيات إلى سبل الوقاية منه، قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: 200].     

وقد صورت لنا آيات القرآن مشهد المحاجة بين الشيطان والإنسان يوم القيامة، حين يُرجع الكافر سبب خسارته إلى كيد الشيطان، فيتبرأ حينذاك الشيطان منه ومن غوايته، ويعلن أنه إنما وسوس له ليس إلا.
* * *



المبحث الثاني 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المبحث الثاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبحث الثاني   المبحث الثاني Emptyالأحد 14 يوليو 2024, 6:30 pm

الهوامش
1.    إغاثة اللهفان، لابن القيم: (2/125).
2.    شرح العقيدة الطحاوية، لأبي العز الحنفي: (274، 275).
3.    زاد المعاد لابن القيم: (1/15).
4.    أخرجه البخاري بنحوه (3443)، ومسلم (2365).
5.    مجموع الفتاوى، لابن تيمية، تحقيق أنور الباز، وعامر الجزار: (11/522).
6.    انظر: عظمة القرآن، للدوسري: (121).
7.    انظر: دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية، د. سعيد ابن عبد العزيز الخلف: (85).
8.    انظر: الحياة الآخرة ما بين البعث إلى دخول الجنة أو النار د. غالب عواجي، وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، لابن القيم.
9.    القضاء والقدر، د. عبد الرحمن المحمود: (45-54).
10.    رواه مسلم (2664).
11.    انظر: الإبانة لابن بطة، تحقيق: د. عثمان الأثيوبي: (2/159).
12.    دع القلق وابدأ الحياة لديل كارنيجي: (291، 295).
13.    رواه مسلم: (2664).
14.    انظر: العقيدة الإسلامية الميسرة: (135).
15.    انظر: الملائكة والجن، دراسة مقارنة في الديانات السماوية الثلاث (اليهودية – النصرانية – الإسلام)، إعداد: مي بنت حسن محمد المدهون: (272).



المبحث الثاني 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
المبحث الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المبحث الثاني
» المبحث الثاني
» المبحث الثاني
» المبحث الثاني عشر
» (02) المبحث الثاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: جــديـد المـوضـوعـــات بالمنتـدى :: مـحـاسـن العقيـــدة الإسـلامـيـــة-
انتقل الى: