منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الفصل الثاني: أعلام المحدثين في مصر منذ سقوط بغداد إلى نهاية القرن الثامن الهجري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الفصل الثاني: أعلام المحدثين في مصر منذ سقوط بغداد إلى نهاية القرن الثامن الهجري Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثاني: أعلام المحدثين في مصر منذ سقوط بغداد إلى نهاية القرن الثامن الهجري   الفصل الثاني: أعلام المحدثين في مصر منذ سقوط بغداد إلى نهاية القرن الثامن الهجري Emptyالسبت 25 مايو 2024, 11:06 pm

الفصل الثاني: أعلام المحدثين في مصر منذ سقوط بغداد إلى نهاية القرن الثامن الهجري
تمهيد:
في أواخر حكم العباسيين ضعف سلطان الخلفاء على أطراف الدولة الإسلامية، واستقل كل والٍ بما تحت إمرته في ولايته، ولم يعد للخليفة أي نفوذ على الولاة، ولم يبق لهؤلاء ما يربطهم بالخليفة سوى مجرد ذكر اسمه كرمز للخلافة، والدعوة له على المنابر في خطبة الجمعة في أحسن الأحوال.

ثم انتهى الحال بالخلافة الإسلامية إلى الضعف والتخاذل، وبدأ الوهن يتسرب إلى هذا الجسد الكبير.

ففي مصر1 كانت قلاقل وفتن، وكان خلع وعزل للملوك، وتسلط لملوك آخرين لا يلبثون بعد ذلك أن يعزلوا، ثم يتولى السلطة غيرهم حيلة أو بطشًا، ثم تكون النتيجة فسادًا في الحكم والأمن والسياسة، وفوضى في كل نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، واضطرابًا في أحوال الناس في كل مكان.

لقد مات الملك الصالح صلاح الدين يوسف بن أيوب سنة إحدى وخمسين وستمائة، وتولى بعده ابنه توران شاه لمدة لم تطل ثم قتل، فخلفته شجرة الدر أم خليل لمدة ثلاثة شهور، ثم أقيم في الملك عز الدين أيبك التركماني، ولم يلبث قليلًا حتى قتلته زوجته شجرة الدر غيرة منها، عندما علمت بعزمه على خطبة ابنة صاحب الموصل، وأصبح الأمراء والكبراء ذات يوم فوجدوا الملك مقتولًا فهاجت المدينة واختبط الناس، ثم ملكوا عليهم ولده عليا الملك المنصور، وقتلوا بعد ذلك شجرة الدر، وألقوا بجسدها في العراء وكان ذلك عام خمس وخمسين وستمائة.

وفي هذا العام نفسه وصلت جيوش التتار إلى الموصل وخربوا بلادها، وظلوا يتحينون الظروف الملائمة للوثوب على البلاد الإسلامية.

وكانت بغداد -وهي حاضرة الخلافة الإسلامية- مسرحًا للفتن والاضطرابات بين الرافضة وأهل السُّنَّة، ووقعت الفتنة الكبرى في سنة خمس وخمسين وستمائة عندما نهب الكرخ دور الرافضة وسلبوا كل ما فيها من مال ومتاع، ولم يسلم من النهب دور أقارب الوزير ابن العلقمي، ولعل ذلك كان من أقوى الأنساب في تعجيل ابن العلقمي الاتصال بهولاكو ملك التتار.

وكان الوزير ابن العلقمي رافضيًّا يكيد للإسلام وأهله، وكانت جيوش المسلمين قد بغلت أيام الخليفة المستنصر قريبًا من مائة ألف مقاتل، فعمل ابن العلقمي على الإقلال من هذا العدد، فأسقط أسماء بعض الجنود من الديوان.

----------------------------
1 بتصرف عن البداية والنهاية لابن كثير ج3 ص195 وما بعدها، وعن شذرات الذهب ج5 ص253 وما بعدها.
----------------------------

وصرف بعضًا آخر عن العمل في الجيش حتى بلغ العدد عشرة آلاف، ثم ما لبث أن منع عن هذه القلة القليلة من الجنود رواتبها، وإقطاعاتها، حتى أصبح الجنود يستجدون في الأسواق وعلى أبواب المساجد، ثم كتب إلى ملك التتار يطمعه في أخذ البلاد، ويطلعه على ما وصل إليه الحال في دولة الإسلام من الضعف، وما انتهت إليه جيوشها من المذلة، وزين له انتهاز الفرصة وتعجيل الوثوب، فإن البلاد الآن لقمة سائغة عنها في أي وقت مضى.

امتلأ ابن العلقمي حقدًا على السُّنَّة، فأراد إزالتها وأهلها من طريقه، وإبادة مفتيها وعلمائها والمتمسكين بها، ثم إظهار البدعة والرفض، وإقامة خليفة فاطمي يحكم على هواه، فكان عاقبة أمره أن خذله الله بعد أن باء بإثم من قتل من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال.

نزل التتار على حدود بغداد مقدمة لملكهم هولاكو بن تولى بن جنكيز خان في ذي الحجة عام خمس وخمسين وستمائة وظلوا يتربصون.

وفي بداية عام ست وخمسين وستمائة نزلت جنود التتار بغداد، وأمدها صاحب الموصل بالمؤن والهدايا والتحف خوفًا منهم ومصانعة لهم، وأصبحت بغداد متحصنة بما لديها من آلات الحرب والممانعة، وتمكن التتار من الإحاطة بدار الخلافة، ورشقوها بالنبال من كل جانب، فأمر الخليفة بزيادة الاحتراز وإقامة الستائر عليها.

قدم هولاكو بكل جنوده إلى بغداد في نحو مائتي ألف مقاتل، وأحاطوا بالمدينة من ناحيتها الغربية والشرقية، وكانت جيوش الخلافة كلها يومئذ عشرة آلاف، وكانوا في غاية القلة ونهاية المذلة، وكان أول من خرج إلى هولاكو هو الوزير ابن العلقمي، خرج إليه بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه، واجتمع به ثم عاد إلى الخليفة فأشار عليه بالخروج إلى هولاكو والمثول بين يديه لتقع المصالحة، على أن يكون نصف خراج العراق للتتار ونصفه للخليفة.

يقول صاحب الشذرات: إن ابن العلقمي أغرى الخليفة، بأن نقل إليه رغبة هولاكو في زواج ابنته بالأمير أبي بكر بن الخليفة، وأن تكون الطاعة له كما كان أجداد الخليفة مع الملوك السلاجفة، ثم يرحل هولاكو عن بغداد دون أن يصيبها بمكروه.

أطمأن الخليفة المعتصم إلى هذا القول، وخرج إلى هولاكو في أعيان الدولة وكبرائها وعلمائها واستدعى الوزير ابن العلقمي عددًا من رءوس الدولة وأعلامها المبرزين ليحضروا عقد الزواج الذي زعمه، وكانت عدة هؤلاء سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية، ورءوس الأمراء والدولة والأعيان، وعند منزل السلطان هولاكو خان حجب كل هذا العدد الكبير عن الخليفة، فأنزلوا عن مراكبهم فنهبت وقتلوا عن آخرههم، ولم يخلص مع الخليفة إلى السلطان إلا سبع عشرة نفسًا فاضطرب الخليفة من هول ما رأى من الإهانة والجبروت، ولم يستطع -على ما قيل- أن يجيب السلطان هولاكو على أسئلته الكثيرة، ثم عاد إلى بغداد تحت حراسة الوزير ابن العلقمي وخوجة نصير الدين الطوسي، ودخلوا دار الخلافة ونهبوا كل ما فيها من مال ومصاغ وذهب وحلي وجواهر وكل غال ونفيس.

وحملوا ذلك كله إلى السلطان، ثم أشار الرافضة على هولاكو ألا يصالح الخليفة؛ لأنه لا يلبث أن ينقض عليه، وحسنوا له قتل الخليفة، فتهيب السلطان ذلك، فشجعله الطوسي وابن العلقمي، فقتلوه رفسًا لئلا يقع على الأرض شيء من دمه، وقيل: خنق أو أغرق، وباءوا بإثمه وإثم من كان معه من السادات والعلماء، والقضاة والرؤساء والفقهاء، وانتهت الخلافة العباسية بقتل آخر خلفائها.

خرج الجنود بعد ذلك إلى بغداد فعاثوا فيها فسادًا، فقتلوا ونهبوا وشردوا، قتلوا الرجال والنساء والولدان، والشيوخ والكهول والشبان، وطاردوا الناس في كل مكان، فدخل كثير منهم في الآبار والمستنقعات والقنوات، وكمنوا في القاذورات، ومكثوا على ذلك أيامًا لا يظهرون، وكانت الجماعة من الناس تهرب من الموت إلى الخانات فيغلقون أبوابها عليهم، فيفتحها التتار بالكسر أو بالنار، فيفرون منهم إلى أعالي الأماكن وسطوح المساكن فيقتلونهم فيها، حتى جرت الميازيب بالدماء، وامتلأت البيوت بالقتلى، وغصت الطرقات بالأجساد، وتراكمت وكأنها التلال ونزلت عليها الأمطار فتغيرت، وظهرت رائحة النتن، وتغير الجو، وفسد الهواء وانتشر الوباء ومات بسبب ذلك خلق كثير، ولم ينج من أهل بغداد إلا من كان يهوديًّا أو نصرانيًّا، أو كان محتميًا بدار الوزير ابن العلقمي، أو كان من طائفة التجار الذين أخذ لهم أمان بذلوا من أجله أموالًا كثيرة، وكان الرجل من العلماء أو الرؤساء أو الأمراء يستدعى من دار الخلافة من بني العباس فيخرج بأولاده ونسائه وأهله، فيذهب به إلى مقبرة الخلال تجاه المنظرة، فيذبح كما تذبح الشاة أمام أولاده، ثم يذبحون واحدًا واحدًا إلا من يختار للأسر من بناته وجواريه، وقتل شيخ الشيوخ والعلماء والخطباء والأئمة وحملة القرآن، وتعطلت المساجد والجمع والجماعات شهورًا ببغداد، وأراد ابن العلقمي أن يبني على أنقاض ذلك مدرسة للرافضة، ينشرون عِلمهم بها وعَلَمهم عليها، فلم يرد الله ذلك ومات كمدًا، وأخذه الله بعد شهور أخذ عزيز مقتدر.

ولما نودي في بغداد بالأمان، خرج الناس من مكامنهم تحت الأرض، من كان منهم بالمطامير والقنوات والمقابر، كأنهم الموتى قد نبشوا من قبورهم، وقد أنكر بعضهم بعضًا، فلا يكاد يعرف الوالد ولده، ولا الأخ أخاه، وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا، وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى.

ثم استهلت سنة ثمان وخمسين وستمائة وليس للناس خليفة، فملك العراق وخراسان وغيرها من بلاد المشرق للسلطان هولاكو خان ملك التتار، وسلطان ديار مصر للملك المظفر سيف الدين قطز، وسلطان دمشق وحلب للملك الناصر بن العزيز بن الظاهر، وبلاد الكرك والشوبك للملك المغيث بن العادل بن الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب، وهو والناصر صاحب دمشق ومعهما الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري، وكان كل هؤلاء حربًا على المصريين، قد عزموا على قتالهم وأخذ مصر منهم، وإنهم على هذا الحال وإذا بالأنباء تتواتر بتوجه التتار إلى بلاد الشام، وقد جاوزوا الفرات على جسور عملوها بقيادة ملكهم هولاكو خان، ووصلوا إلى حلب فحاصروها سبعة أيام بدأت باليوم الثاني من صفر، ثم افتتحوها بالأمان، ثم غدروا بأهليها وقتلوا كثيرًا منهم ونهبوا الأموال وسبوا النساء والأطفال، واستباحوا الحرمات، وجاسوا خلال الديار، وجرى على أهل حلب قريبًا مما جرى من قبل على أهل بغداد.

ثم أرسل صاحب حماة مفاتيحها إلى هولاكو، فأناب عليها رجلًا من العجم يدعى خسرو شاه، فخرب أسوارها كما خرب التتار أسوار حلب، ومن حلب أرسل هولاكو إلى دمشق جيشًا مع أمير من كبار رجاله يدعى كتبغانوين، فدخلها من غير مدافعة في أواخر صفر من نفس العام، وتلقاهم كبارها بالرحب والسعة، فكتب هولاكو أمانًا لأهل دمشق قرئ على ملأ الناس بالميدان الأخضر، ولم يمنعه ذلك أيضًا من تخريب أسوارها وهدم قلعتها كما فعل من قبل بحلب وحماة، كل ذلك وسلطان الشام الناصر بن العزيز مقيم بجيشه الكثيف في وطأة برزة متهيئ لمناجزة التتار إن هم قدموا عليه، وكان في جملة ممن معه الأمير بيبرس البندقداري في جماعة من البحرية، ولكن كلمة جيوش الناصر لم تكن واحدة، فقد عزم طائفة من رجال الجيش على خلع الناصر وسجنه، ومبايعة شقيقه الملك الظاهر علي، فلما علم الناصر بذلك هرب إلى القلعة، وتفرقت الجنود في الآفاق، وساق الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري أصحابه إلى جهة غزة، فاستدعاه صاحب مصر الملك المظفر قطز إليه، وأقطعه قليوب وأنزله بدار الوزارة وعظم شأنه عنده.

في هذه الظروف السيئة التي أحاطت بالمسلمين وجيوشهم في كل مكان، وعندما علم الملك المظفر صاحب مصر بأن جيوش التتار قد فعلوا بالشام مثل ما فعلوا ببغداد، وأنهم نهبوا البلاد وقتلوا العباد، ووصلوا إلى غزة في طريقهم إلى مصر، عندما علم الملك المظفر بذلك بادرهم قبل أن يبادروه، وأقدم عليهم قبل أن يقدموا عليه، فخرج بجنده إلى الشام، واستيقظ له جيش المغول وعلى رأسه كتبغانوين وكان إذ ذاك في البقاع، فاستشار الأشرف صاحب حمص والمجير ابن الزكي، فأشاروا عليه بأن لا قبل له بالمظفر حتى يستمد هولاكو، فأبى إلا أن يسرع بمناجزته، فكان اجتماع الجيشين الإسلامي بقيادة قطز والمغولي بقيادة كتبغانوين في عين جالوت في يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة، ودارت رحى الحرب واقتتل الفريقان قتالًا عظيمًا، ودارت الدائرة على جيش المغول، وقتل أميرهم كتبغانوين وجماعة من بيته، وكتب الله النصر للإسلام والمسلمين، فطاردوا جيش المغول يقتلون من يدركونه منهم في كل موضع، ساروا خلفهم إلى حلب، ثم إلى دمشق، ودخل الملك المظفر قطز دمشق في أبهة عظيمة، وفرح الناس به فرحًا شديدًا، فإنه القائد المنتصر الذي خلصهم من التتار، عدوهم البغيض، وإنه الذي نصر الله على يديه الجيوش الإسلامية وأعزها بعد المذلة والهوان.

في هذه الفتنة العمياء، والحروب العاصفة الهوجاء، في هذا البلاء الطاحن والوباء القاتل عصفت رياح المحنة بما ألف علماء المسلمين من كتب، وما دونوا من مؤلفات، وتحالفت عليها العاديات من كفر هولاكو وكيد ابن العلقمي، فأتت على أكثر ما أنتجه علماء المسلمين في العصور الأولى، وأصبحت الكتب الإسلامية وقد ألقتها جيوش التتار في النهر لتكون جسرًا يعبرون عليه إلى بلاد الشام، ولم يكن للناس يومذاك من هم سوى الفرار من وجه هؤلاء الطغاة طلبًا للنجاة، واللجوء إلى بلاد يحسون فيها بالدعة والسلام، والهدوء والأمان، وكانت مصر لذلك ملجأ لكثير من الناس، فإن أرضها لم تدنس بأقدام التتار، وإن ملكها المظفر قطز هو الذي كان على يده الخلاص من شرورهم، وإن شعبها الكريم المضياف قد فتح قلبه وبلده لاستقبال من حلت النكبة بهم أحسن استقبال، وإن أمراءها، وكبارها كانوا يحبون العلم ويقدرون العلماء، يقيمون لهم المدارس، ويجرون عليهم الأرزاق، ويشاركونهم في مدارسة العلم، حتى كان من هؤلاء الأمراء من يحفظ الحديث ويرويه ويصل إلى درجة الإمامة فيه، فيصبح شيخًا للحافظ ابن حجر شيخ الإسلام.

كان من الطبيعي -إذن- أن تكون هجرة العلماء إلى مصر، وأن يتحول النشاط العلمي إليها، وقد كان فيها علماء، ومحدثون وفقهاء، وقضاة ومفتون، وكانت هناك مدارس قد غصت بالشيوخ والتلاميذ من طلاب العلم في القاهرة وقوص والإسكندرية وغيرها من بلاد مصر، ومن يراجع كتاب الطالع السعيد لأسماء نجباء الصعيد لكمال الدين جعفر بن ثعلب الأدفوي نجده قد ترجم لنحو ستمائة من الأعلام في الصعيد وحدها، وفيهم الكثير جدًّا من العلماء الذين عاصروا هذه الحقيقة من الزمن.

وكان من الطبيعي أيضًا -وقد فقد المسلمون مكتبتهم الإسلامية في محنة التتار ببغداد- أن يركز العلماء في مصر على جمع العلوم الإسلامية من جديد، فنشطت حركة التأليف والتدوين، وكتب العلماء في كل فن، وأخذت علوم الحديث من ذلك بحظ وفير.

كانت علوم السُّنَّة من أهم ما يعنى به الأمراء والكبار ورجال الدولة، وكان علماء الحديث يبذلون أقصى الوسع في الجمع والتصنيف، والتدوين والتأليف، وسوف نرى فيما يأتي من هذا الكتاب بيانًا بما عرفناه من المؤلفات يشتمل على نحو خمسين، مؤلفًا لعلماء الحديث المصريين في خلال القرن التالي لسقوط بغداد، فإذا تجاوزنا هذا القرن إلى ما بعده وجدنا أكثر من مائتين من المؤلفات في الحديث وعلومه لمؤلفين أعلام من أمثال المنذري وابن دقيق العيد وعبد المؤمن بن خلف الدمياطي وابن سيد الناس اليعمري والقطب الحلبي وتقي الدين السبكي ومغلطاي بن قليج والعز بن جماعة وابن الملقن والبلقيني والعراقي ونور الدين الهيثمي وأبو زرعة المصري والبوصيري وابن حجر وبدر الدين العيني، وغير هؤلاء من الشيوخ ممن كانوا أئمة في الحديث وعلومه، وانتهت إليهم الرياسة في هذه الفنون.



الفصل الثاني: أعلام المحدثين في مصر منذ سقوط بغداد إلى نهاية القرن الثامن الهجري 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الفصل الثاني: أعلام المحدثين في مصر منذ سقوط بغداد إلى نهاية القرن الثامن الهجري Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثاني: أعلام المحدثين في مصر منذ سقوط بغداد إلى نهاية القرن الثامن الهجري   الفصل الثاني: أعلام المحدثين في مصر منذ سقوط بغداد إلى نهاية القرن الثامن الهجري Emptyالسبت 25 مايو 2024, 11:07 pm


وهذا بيان بأسماء المشاهير من أعلام المحدثين منذ سقوط بغداد إلى نهاية القرن الثامن الهجري نوردهم على ترتيب سنة الوفاة لهؤلاء الأعلام.
1- الحافظ زكي الدين المنذري:
أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة الشامي ثم المصري الشافعي، ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة في غزة شعبان، وسمع من الأرتاحي وأبي الجود غياث بن فارس وابن طبرزد وعبد المجيب بن زهير وإبراهيم بن البتيت والحافظ أبي الحسن المقدسي، وسمع بالمدينة المنورة من الحافظ جعفر بن أمورسان، وبدمشق من محمد بن الرتف والتاج الكندي وطبقتهم، وبحران والإسكندرية والرها وبيت المقدس، وعنه الدمياطي وابن دقيق العيد والشريف عز الدين وأبو الحسين اليونيني وأبو عبيد الله القزار وابن الظاهري وإسماعيل بن نصر الله وعلم الدين سنجر الدواداري، والعماد بن محمد الجرائدي وإسحاق بن الزيري، قال الشريف عز الدين الحافظ: كان شيخنا زكي الدين عديم النظير في علم الحديث على اختلاف فنونه، عالمًا بصحيحه وسقيمه ومعلوله وطرقه، متبحرًا في معرفة أحكامه ومعانيه ومشكله، قيمًا بمعرفة غريبه وإعرابه واختلاف ألفاظه، إمامًا ثبتًا حجة ورعًا، متحريًا فيما يقوله متثبتًا مما يرويه، وقال الذهبي: لم يكن أحفظ منه في زمانه.

ولي المنذري مشيخة دار الحديث الكاملية بعد أن درس بالجامع الظاهري، وانقطع بها بنشر العلم عشرين سنة، وكان ذا نسك وتزهد، توفي رحمه الله في رابع ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة1.

2- الصدر البكري:
أبو علي الحسن بن محمد بن عمروك النيسابوري ثم الدمشقي، ولد سنة أربع وسبعين وخمسمائة بدمشق، ثم تحول إلى مصر، سمع قديمًا بمكة من جده لأمه أبي حفص الميانسي، وبدمشق من حنبل وابن طبرزد، ونيسابور من المؤيد بن محمد وزينب الشعرية، وبهراة من أبي روح عبد المعز بن محمد، وبمرو من أبي المظفر بن السمعاني، وبأصبهان من أبي الفتوح محمد بن الجنيد وعين الشمس الثقفية وحفصة بنت حمكا وببغداد من عبد العزيز والعماد البالسي والبدر بن التوزي وأبو الفتح القرشي وأبو عبد الله بن الزراد وتاج الدين أحمد بن مزين والزين أبو بكر المزي وخلق سواهم، ضعفه عمر بن الحاجب وقال: كان إمامًا عالمًا لسنًا فصيحًا عليمًا أحد الرحالين إلا أنه كان كثير الدعاوي، عنده مداعبة ومجون، وقال عنه الزكي البرزالي: كان كثير التخليط، قال الذهبي: ثم في الآخر صلح حاله، مات بمصر سنة ست وخمسين وستمائة2.
----------------------------
1 تذكرة الحفاظ ج4 ص1436، وحسن المحاضرة ج1 ص355، والشذرات ج5 ص277.
2 تذكرة الحفاظ ج4 ص1444، وحسن المحاضرة ج1 ص356، والشذرات ج5 ص274.
----------------------------

3- الرشيد العطار:
الإمام الحافظ رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله الأموي النابلسي ثم المصري المالكي، ولد سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وتخرج بابن المفضل، سمع أباه وعمه عبد الرحمن وأبا القاسم البوصيري وإسماعيل بن ياسين وأبا طاهر بن بنان وعلي بن حمزة الكاتب وعبد اللطيف بن أبي سعد والشهاب محمد بن يوسف الغزنوي وابن نجا الواعظ وأهله وفاطمة بنت سعد الخير، وبدمشق الكندي وابن الحرستاني وعدة، وبمكة والمدينة والثغر، وتقدم في فن الحديث قال الذهبي: وكان ثقة مأمونًا حافظًا متقنًا حسن التخريج، انتهت إليه رياسة الحديث في الديار المصرية، روى عنه الدمياطي، وابن الظاهر وابن اليونيني، وشعبان الأربلي وأبو العباس بن صصري والقاضي الزين عبد الرحيم الساعاتي وعبد القادر الصعبي وعبد الرحمن بن يعيش السبتي وداود بن يحيى الحريري، وولي مشيخة دار الحديث الكاملية ستة أعوام، توفي رحمه الله سنة اثنتين وستين وستمائة1.

4- الأبيوردي:
الإمام المحدث الحافظ زين الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن أبي بكر نزيل القاهرة ولد سنة إحدى وستمائة تقريبًا، وطلب الحديث وهو كهل، فسمع من كريمة الزبيرية والسخاوي والضياء الحافظ وطبقتهم وأصحاب السلفي وابن عساكر، ثم نزل إلى أصحاب البوصيري والخشوعي، ثم نزل إلى أصحاب ابن باقا وابن الزبيدي قال الشريف في الوفيات: كان حريصًا على التحصيل، صابرًا على كلف الاستفادة، وكان من أهل الدين والصلاح والعفاف، وله فهم وفيه تيقظ، توفي في حادي عشر جمادى الأولى سنة سبع وستين وسبعمائة2.

5- الأسعردي:
أبو القاسم عبيد بن محمد بن عباس بن محمد الإمام الحافظ مفيد القاهرة تقي الدين، ولد بأسعرد سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وتحول إلى مصر مع والده فسمع من علي بن مختار العامري والحسن بن دينار الصائغ ويوسف بن المجتلي وابن المقير، وابن رواح وهبة الله بن محمد بن المقدسي وحمزة الغزال والسبط بالإسكندرية، ورشيد بن مسلمة وطائفة بدمشق، سمع منه ابن الظاهري وابنه عثمان والحارس وابنه الإمام شمس الدين والمزي والحلبي والبرزالي والبصري قال الذهبي: كان ثقة صالحًا، وكان شيخنا ابن الظاهري يثني عليه ويقدمه على سائر الطلبة، توفي رحمه الله في شعبان سنة اثنتين وتسعين وستمائة وله سبعون سنة3.

6- الشريف عز الدين:
نقيب الأشراف أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسيني الحلبي ثم المصري الحافظ المؤرخ روى عن فخر القضاء أحمد بن الحباب وأكثر أصحاب البوصيري توفي رحمه الله سنة خمس وتسعين وستمائة4.
----------------------------
1 تذكرة الحفاظ ج4 ص1442، وحسن المحاضرة ج1 ص356، والشذرات ج5 ص311.
2 تذكرة الحفاظ ج4 ص1475، والشذرات ج5 ص325، وحسن المحاضرة ج1 ص356.
3 تذكرة الحفاظ ج4 ص356، وشذرات الذهب ج5 ص421، وتذكرة الحفاظ ج4 ص1476.
4 حسن المحاضرة ج1 ص357 والشذرات ج5 ص430.
----------------------------

7- ابن الظاهري:
جمال الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله الحلبي الحنفي المقرئ الحافظ الزاهد، ولد في شوال سنة ست وعشرين وستمائة، وكتب عن سبعمائة شيخ، وسمع ابن التي والأربلي وابن رواحة وخلقًا، وكان ثقة حافظًا، توفي في زاوية بظاهر القاهرة سنة ست وتسعين وستمائة، وله سبعون سنة1.

8- ابن دقيق العيد:
الإمام الفقيه المجتهد المحدث الحافظ العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المنفلوطي الصعيدي المالكي والشافعي، ولد في شعبان سنة خمس وعشرين وستمائة بقرب ينبع بالحجاز، وسمع من ابن المقير لكنه شك في كيفيه الأخذ، وحدث عن ابن الجميزي وسبط السلفي والحافظ زكي الدين وجماعة قليلة، وبدمشق من ابن عبد الدائم وأبي البقاء خالد بن يوسف، وكان من أذكياء زمانه واسع العلم، روى عنه قاضي القضاة علاء الدين القونوي، وقاضي القضاة علم الدين بن الإخنائي، والحافظ قطب الدين الحلبي، وطائفة سواهم، وتخرج به أئمة، قال الحافظ الحلبي: كان الشيخ تقي الدين إمام أهل زمانه، وممن فاق بالعلم والزهد على أقرانه، عارفًا بالمذهبين إمامًا في الأصلين، حافظًا متقنًا في الحديث وعلومه ويضرب به المثل في ذلك، عزل نفسه عن القضاء غير مرة ثم يسأل ويعاد، توفي في صفر سنة اثنتين وسبعمائة2.

9- الدمياطي:
أبو محمد عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن التوني الشافعي الدمياطي العلامة الحافظ الحجة شرف الدين، ولد في آخر سنة ثلاث وستمائة، ثم طلب الحديث بعد أن تفقه بدمياط، فارتحل إلى الإسكندرية وسمع بها من علي بن زيد الفارسي وظافر بن شحم ومنصور بن الدباغ، وتخرج بالمنذري، كما سمع بمصر من ابن المقير وعلي بن مختار ويوسف بن المجتلي وطبقتهم، وببغداد عن أبي نصر بن العليق وإبراهيم بن أبي الخير وخلق، وبحلب من أبي القاسم بن رواحة وطائفة وبحماه من صفية القرشية، وبماردين من عبد الخالق النشتبري، وبحران من عيسى الحناط، ثم سكن دمشق فأكثر بها عن ابن مسلمة، ومعجم شيوخه يبلغون ألفًا وثلاثمائة وممن روى عنه الإمام أبو حيان الأندلسي، والإمام أبو الفتح البصري، والإمام علم الدين البرزالي والإمام قطب الدين عبد الكريم، والإمام فخر الدين النويري، والإمام تقي الدين السبكي، كما سمع منه الشيخ محمد الأبيوردي، وكتب عنه في معجم شيوخه، كما روى عنه الحافظ المزي وقال: ما رأيت أحفظ منه، وقال البرزالي: كان آخر من بقي من الحفاظ وأهل الحديث، أصحاب الرواية العالية والدراية الوافرة، وقال الذهبي في معجمه: العلامة الحافظ الحجة أحد الأئمة الأعلام وبقية نقاد الحديث.

----------------------------
1 طبقات الحفاظ ص512 وحسن المحاضرة ج1 ص357 وشذرات الذهب ج5 ص435.
2 تذكرة الحفاظ ج4 ص1481 وحسن المحاضرة ج1 ص317 والشذرات ج6 ص5.
----------------------------

وقد أثنى عليه غير واحد، توفي رحمه الله فجأة في نصف ذي القعدة بالقاهرة سنة خمس وسبعمائة، وكانت جنازته مشهودة، ودفن بمقابر باب النصر1.

10- ابن شامة:
الإمام الحافظ الحجة الفقيه النسابة مفيد مصر شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن شامة الحنبلي، ولد في رجب سنة اثنتين وستين وستمائة، روى عن ابن عبد الدايم، وسمع من أحمد بن أبي الخير وابن أبي عمر وغيرهم، ثم رحل إلى مصر سنة ثلاث وثمانين وسمع بها من العز الحراني وابن خطيب المزة وغيرهما، وبالإسكندرية من ابن طرخان وجماعة، وببغداد من ابن الطبال وخلق، وبأصبهان والبصرة وحلب وواسط، قال ابن رجب: سمع منه البرزالي والذهبي وعبد الكريم الحلبي وذكروه في معاجمهم، قال الحافظ عبد الكريم الحلبي: كان إمامًا عالمًا فاضلًا حسن القراءة فصيحًا ضابطًا متقنًا سمع من صغره إلى حين وفاته، توفي رحمه الله يوم الثلاثاء رابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وسبعمائة، ودفن بالقرافة بالقرب من الشافعي2.

11- الحارثي:
قاضي القضاة سعد الدين أبو محمد مسعود بن أحمد العراقي المصري الفقيه الحنبلي الحافظ المتقن مفيد الطلبة، ولد سنة اثنتين وخمسين وستمائة، ونشأ في طلب العلم، وسمع من ابن البرهان والنجيب الحراني وابن علاق وخلق، وبالثغر من عثمان بن عوف وابن الفرات، وبدمشق من أحمد بن أبي الخير وأبي زكريا بن الصيرفي وطبقتهما، روى عنه إسماعيل بن الخباز وأبو الحاج المزي وأبو محمد البرزالي، قال ابن رجب: حدثنا بالكثير وروى عنه جماعة من شيوخنا، توفي رحمه الله يوم الأربعاء العاشر من ذي الحجة سنة إحدى عشرة وسبعمائة بالقاهرة ودفن بالقرافة3.

12- الإمام أبو الفتح بن سيد الناس: الحافظ العلامة الأديب البارع فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري الأندلسي الأصل المصري، ولد في ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وستمائة، ولازم ابن دقيق العيد وتخرج به، سمع من العزوغازي وخلائق، ولحق بدمشق بابن المجاور ومحمد بن مؤمن وابن الواسطي، قال ابن ناصر الدين: كان إمامًا حافظًا عجيبًا مصنفًا بارعًا شاعرًا أديبًا، توفي رحمه الله فجأة في شعبان سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، ودفن بالقرافة عند ابن أبي جمرة4.

13- القطب الحلبي:
مفيد الديار المصرية وشيخها الحافظ قطب الدين أبو علي عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحنفي، ولد في رجب سنة أربع وستين وستمائة، وألف تاريخ مصر في بضعة عشر مجلدًا.

----------------------------
1 تذكرة الحفاظ ج4 ص1477 وحسن المحاضرة ج1 ص357 والشذرات ج6 ص12.
2 حسن المحاضرة ص357 وشذرات الذهب ج6 ص17.
3 تذكرة الحفاظ ج4 ص1495 وحسن المحاضرة ج1 ص358 والشذرات ج6 ص28.
4 تذكرة الحفاظ ج4 ص1503 وحسن المحاضرة ج1 ص358 والشذرات ج6 ص108.
----------------------------

أخذ عن أصحاب ابن طبرزد فمن بعدهم، وسمع من ابن العماد وإبراهيم المنقري والعز والفخر علي وبنت مكي وابن الفرات الإسكندراني، توفي رحمه الله بمصر في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة عن إحدى وسبعين سنة1.

14- أحمد بن أبيك:
بن عبد الله الحسامي شهاب الدين أبو الحسن الدمياطي محدث مصر، ولد سنة سبعين وستمائة، وبرع في الحديث، وسمع من حسن الكردي وخلائق، سمع عليه أبو الخير بن العلائي، وتوفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة2.

15- تقي الدين السبكي:
أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى السبكي الشافعي، ولد في أول يوم من صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة، وتفقه على والده، ودخل القاهرة فاشتغل على ابن الرفعة، وأخذ الحديث عن الدمياطي، ورحل في طلب الحديث إلى الشام والإسكندرية والحجاز، وسمع من ابن الصواف، وأخذ عن الحفاظ، وأجاز له الرشيد بن أبي القاسم وإسماعيل بن الطبال، وولي مشيخة دار الحديث بالأشرفية والشامية البرانية والمسرورية، وولي القضاء فباشره بعفة ونزاهة، وكان في غاية الإنصاف والرجوع إلى الحق، قدم مصر، توفي رحمه الله في ثلاث من جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وسبعمائة3.

16- الزيلعي:
جمال الدين عبد الله بن يوسف بن محمد الحنفي، سمع أصحاب النجيب وأخذ عن الفخر الزيلعي شارح الكنز والقاضي علاء الدين بن التركماني وابن عقيل، وكان يصاحب الحافظ زين الدين العراقي في مطالعة الكتب الحديثية، مات الزيلعي في محرم سنة اثنتين وستين وسبعمائة4.

17- ملغطاي:
بن قليج بن عبد الله الحنفي الإمام الحافظ علاء الدين، ولد سنة تسع وثمانين وستمائة، وسمع من الدبوسي والختني والواني والحسيني وأحمد بن علي بن دقيق العيد أخي الشيخ تقي الدين، ولازم الجلال القزويني، وولي تدريس الحديث بالمدرسة الظاهرية بعد ابن سيد الناس، قال زين الدين بن رجب: كانت معرفته بالأنساب معرفة جيدة أما غيرها من متعلقات الحديث فله بها خبرة متوسطة، توفي في رابع شعبان سنة اثنتين وستين وسبعمائة5.

18- أحمد بن أحمد بن أحمد بن الحسين الهكاري:
شهاب الدين أبو الحسين، كان عارفًا بالرجال، ألف كتابًا في رجال الصحيحين، مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وسبعمائة6.

----------------------------
1 تذكرة الحافظ ج4 ص1502 وحسن المحاضرة ج1 ص358 والشذرات ج6 ص110.
2 طبقات الحافظ ص523، وحسن المحاضرة ج1 ص358.
3 تذكرة الحفاظ ج4 ص1507 والبدر الطالع ج1 ص467 والشذرات ج6 ص180.
4 طبقات الحافظ ص531 والبدر الطالع ج1 ص402 وحسن المحاضرة ج1 ص358.
5 طبقات الحفاظ ص534 والبدر الطالع ج2 ص312 والشذرات ج6 ص197.
6 حسن المحاضرة ج1 ص358.
----------------------------

19- العز بن جماعة:
الإمام الحافظ قاضي القضاة عز الدين أبو عمر عبد العزيز ابن قاضي القاضة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الأصل الدمشقي المولد، ثم المصري الشافعي، ولد في تاسع عشر المحرم سنة أربع وتسعين وستمائة، فأحضر على عمر القواس وأبي الفضل بن عساكر، وسمع من الدمياطي والأبرقوهي وأجاز له ابن وريدة وأبو جعفر بن الزبير، وأكثر السماع فبلغ عدد شيوخه ألفًا وثلاثمائة نفس، أخذ عنه العراقي ووصفه بالحفظ، ذكره الذهبي في المعجم المختص، وقد مات قبله بنحو عشرين سنة وقال فيه: الإمام المفتي الفقيه، قدم علينا بوالده طالب حديث في سنة خمس وعشرين فقرأ الكثير وسمع وكتب الطباق، وكان خيرًا صالحًا حسن الأخلاق كثير الفضائل، سمعت منه وسمع مني، مات رحمه الله في مكة بعد أن حج في سنة سبع وستين وسبعمائة1.

20- البهائي:
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن خليل العثماني المكي نزيل القاهرة الشافعي الحافظ الفقيه الزاهد القدوة أبو محمد، ولد سنة أربع وتسعين وستمائة، وسمع من الرضي وبيبرس العديمي والتوزري وغيرهم، وارتحل إلى دمشق فأخذ عن مشايخها، وتفقه بالقونوي والتبريزي والأصبهاني، وأخذ عن أبي حيان وعن ابن الفركاح، ورجع إلى مصر فاستوطنها، وقد بالغ الذهبي في الثناء عليه في بيان زغل العالم، وقال في معجمه الكبير: هو المحدث القدوة، هو ثوب عجيب في الورع والدين والانقباض وحسن السمت، وقال في المعجم المختص: هو الإمام القدوة، أتقن الحديث، وعني به ورحل فيه. توفي بالقاهرة في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وسبعمائة، ودفن بتربة تاج الدين بن عطا بالقرافة2.

21- ابن عشائر:

الحافظ ناصر الدين أبو المعالي محمد بن علي السالمي الحلبي ولد في ربيع سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، وأخذ عن التاج السبكي وابن قاضي الجبل والأعمى والبصير، وسمع من الصلاح الصفدي وابن المهندس وأصحاب الفخر، واعتنى بالحديث وأخذ العلم عن جمع، وكان فاضلًا عالمًا مشاركًا في العلوم سريع الحفظ جدًّا، سمع الكثير ببلده ودمشق والقاهرة، وأخذ بدمشق عن ابن رافع، وأسمع ولده ولي الدين الكثير، مات في القاهرة في ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وسبعمائة3.

22- ابن سند:
شمس الدين أبو العباس محمد بن موسى بن سند المصري ولد في ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وسبعمائة ولازم التاج السبكي، وأخذ عن الإسنوي، وسمع من جماعة بدمشق ومصر، وناب عن التاج السبكي في مشيخة دار الحديث والأشرفية وغيرهما، ذكره الذهبي في المعجم المختص وهو آخر من ذكرهم فيه وفاة، وقال الحافظ شهاب الدين بن حجي: كان من أحسن الناس قراءة للحديث، مات سنة اثنتين، وتسعين وسبعمائة، ودفن بمقبرة الصوفية بدمشق4.

----------------------------
1 طبقات الحافظ ص531 وشذرات الذهب ج6 ص208 وحسن المحاضرة ج1 ص359.
2 طبقات الحافظ ص 528 وشذرات الذهب ج6 ص251 وحسن المحاضرة ج1 ص359.
3 شذرات الذهب ج6 ص309 وحسن المحاضرة ج1 ص362 وطبقات الحافظ ص540.
4 شذرات الذهب ج6 ص326 وحسن المحاضرة ج1 ص360.
----------------------------



الفصل الثاني: أعلام المحدثين في مصر منذ سقوط بغداد إلى نهاية القرن الثامن الهجري 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصل الثاني: أعلام المحدثين في مصر منذ سقوط بغداد إلى نهاية القرن الثامن الهجري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الأول: أعلام المحدثين في مصر منذ الفتح الإسلامي حتى سقوط بغداد
» الفصل الثالث: أعلام المحدثين في مصر في القرنين التاسع والعاشر الهجري
» الفصل الثاني: بعد سقوط بغداد
» الباب الثاني: مناهج المحدثين في مصر
» الفصل الخامس: أعلام النثر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: مـدرسـة الحـديث في مـصـــر-
انتقل الى: