منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
الحــواس فـي القـــرآن الكـــريــم أحكـام صـلاة المـريض وطهـارته إلــــــــى كــــــــــل زوجـيــــــــــن مـــن أقـــــوال شيـــــخ الإســــلام لا عـلـيـك مـا فـاتـك مـن الـدنـيــا رؤية الخاطب مخطوبته قبل العقد شــاعر العـاميــة بيــرم التـونسي أحْلامٌ مِنْ أبِي باراك أوباما كُــــتُـبٌ غَــــــيُّـرَتْ الـعَـالَــــــمْ مــصـــــر التي فـي خــاطـــــري الزعيـم الثــائر أحـمـــد عـــرابي مـحـاسـن العقيـــدة الإسـلامـيـــة الرحـالة: أبي الحسن المسعـودي رضـــي الله عـنـهـــم أجـمـعـــين الأسئلة والأجــوبــة في العقيــدة النـهـضــة اليـابـانـيــة الـحـديثــة الحجاج بـن يــوســف الـثـقـفــي قـصــة حـيـاة ألـبرت أيـنـشـتــاين الأمثـــال لأبـي عبيــد ابن ســلام الإسـلام بيـن الـعـلـم والـمــدنـيــة
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الفصل الأول: الصحابة والتابعون وأتباعهم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51137
العمر : 72

الفصل الأول: الصحابة والتابعون وأتباعهم Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الأول: الصحابة والتابعون وأتباعهم   الفصل الأول: الصحابة والتابعون وأتباعهم Emptyالسبت 25 مايو 2024, 10:53 pm

الفصل الأول: الصحابة والتابعون وأتباعهم
مدخل
...
الصحابة والتابعون وأتباعهم:
تمهيد:
في عرضنا لمن أخذ عنهم أعلام المحدثين في مصر نتعرض لذكر الصحابة والتابعين الذين نزلوا مصر بسبب الفتح وغيره، أو كانوا من أبنائها الأصليين ممن أدركوا شرف الصحبة أو التبع، فنترجم لمشاهير منهم، وقد يكون من بين هؤلاء الصحابة من لم تكن له رواية للحديث، ولكننا نورده باعتبار منزلته في صدر الإسلام، وأنه كان صورة مجسدة للكثير من الفضائل التي تحلى بها عامة المسلمين في العصر الأول، ولا سيما من كان منهم وثيق الصلة بالرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه وإن لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا قوليًّا إلا أن حياته وأفعاله كانت تنطق بما كان عليه السلف الصالح من اقتداء بنبينا صلوات الله وسلامه عليه.

وبين يدي تراجم الصحابة نتقدم بكلمات موجزة يتبين منها: من هو الصحابي؟ وبم تعرف الصحبة؟ ولماذا أجمعت الأمة على نسبة العدالة والتوثيق إلى الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين؟ كما يتبين التابعي وتابعه ممن كانوا أوعية للعلم ونقلة للدين.

من هو الصحابي 1؟:
المحققون من أهل الحديث -كالبخاري وأحمد بن حنبل- على أن الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم وهو مميز مؤمنًا به ومات على الإسلام، طالت مجالسته له أو قصرت، روى عنه أو لم يرو، غزا معه أو لم يغز.

قال البخاري في صحيحه:
من صحب النبي صلى الله عليه وسلم، أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه.

وقال أبو المظفر السمعاني:
أصحاب الحديث يطلقون اسم الصحابي على كل من روى عنه صلى الله عليه وسلم حديثًا أو كلمة، ويتوسعون حتى يعدون من رآه رؤية من الصحابة، فلشرف منزلته صلى الله عليه وسلم أعطوا كل من رآه حكم الصحبة، وذكر أن اسم الصحابي من حيث اللغة والظاهر يقع على من طالت صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم وكثرت مجالسته له على طريق التبع له والأخذ عنه. قال: وهذا طريق الأصوليين.

وقال ابن الصلاح في مقدمته:
روينا عن شعبة عن موسى السيلاني -وأثنى عليه خيرًا- قال: "أتيت أنس بن مالك فقلت: هل بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد غيرك؟ قال: "بقي ناس من الأعراب قد رأوه، فأما من صحبه فلا" إسناده جيد حدث به مسلم بحضرة أبي زرعة -وهذا القول قريب من قول الأصوليين.

----------------------------
1 الحديث والمحدثون ص129.
----------------------------

بم تعرف الصحبة:
تعرف الصحبة بواحد مما يأتي:
1- بالتواتر كما في الخلفاء الأربعة.
2- أو بالاستفاضة والشهرة القاصرة عن التواتر، كما في ضمام بن ثعلبة وعكاشة بن محصن.
3- أو بأن يروى عن آحاد الصحابة أنه صحابي، كما في حممة بن أبي حممة الدوسي الذي مات بأصبهان مبطونًا، فإن أبا موسى الأشعري شهد له أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم.
4- أو بقوله وإخباره عن نفسه بأنه صحابي بعد ثبوت عدالته ومعاصرته للنبي صلى الله عليه وسلم.
5- وتعرف أيضًا بإخبار أحد التابعين أن فلانًا من الصحابة، بناء على قبول التزكية من الواحد العدل وهو الراجح.

إجماع الأمة على عدالة الصحابة وتوثيقهم:
شهد الله ورسوله بعدالة الصحابة، فقال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} 1.

وروى الترمذي وابن حبان في صحيحهما عن عبد الله بن مغفل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضًا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه".

هذان دليلان نقليان على تعديل الله ورسوله للصحابة رضي الله عنهم، وهل يمكن أن يكون بعد تعديل الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم مقال لأحد من خلق الله يحكم فيه للصحابة بما يحكم به على عامة الناس أو لهم بالجرح أو التعديل؟

إنه لو لم تقم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية شاهد صدق على تعديلهم لأوجب الحال ذلك، فقد هاجروا في الله وجاهدوا مع رسوله، ونصروا الإسلام وبذلوا في سبيله المهج، والأرواح وضحوا بالمال والأهل والولد في سبيل نشره والدعوة إليه، وحفظو القرآن والسُّنَّة ونقلوها إلى من بعدهم، وكانوا أمناء على تعاليم الدين، في قوة من الإيمان وصدق من اليقين.

----------------------------
1 سورة الفتح: 29.
----------------------------

قال أبو زرعة الرازي:
إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى ذلك كله إلينا الصحابة، وهؤلاء الزنادقة يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسُّنَّة، فالجرح بهم أولى.

قال ابن الصلاح:
ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة، ومن لابس الفتن منهم فكذلك بإجماع العلماء الذين يعتد بهم فيه، إحسانًا للظن بهم، ونظرًا إلى ما تمهد لهم من المآثر، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة.

أمَّا بعد:
فإن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم وزراؤه وجنوده، وخلصاؤه وأهل محبته، يكفيهم شرفًا أن يشيد الله عز وجل بهم في كتابه الكريم ليبقى هذا الإطراء الإلهي أثرًا خالدًا يدوم على الزمن ما يبقى الزمن، فقد استجابوا لداعي الحق ابتغاء مرضاته، وحبًّا لرسوله الكريم، ذلك الحب الذي ملك عليهم نفوسهم فانقادوا له إيمانًا بما جاء به، وكانوا معه نصراء دعوته يشدون أزره، وأمناء سره ينفذون أمره.

أحب الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم حبًّا ملأ قلوبهم، وسيطر على وجدانهم ومشاعرهم حتى جعل أحدهم يقول وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة مجاهدًا في إحدى الغزوات: والله ما أحب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكانه تصيبه شوكة.

لقد غمر هذا الحب نفوسهم فامتلأت بالرضا والطمأنينة، وترجموه بجوارحهم انقيادًا لله وطاعة لرسوله، واتباعًا له صلى الله عليه وسلم فيما يأمر به، واجتنابًا لما ينهى عنه، ووعيًا كريمًا لكل ما يفعل وما يقول: فحفظوا قوله، وحكوا فعله، وكانوا صورا حية للمسلم الكامل الذي يرضى الله ورسوله عنه، وصدق عليهم قول الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} 1.

لقد اعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة أصفياءه وخاصته، وجنوده وأهل محبته، فقربهم وأثنى عليهم، ومدحهم ودافع عنهم بهذا القول الكريم: "لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه" 2.

لقد اختارهم الله عز وجل لتأييد نبيه ومساندة رسوله، واصطفاهم لحمل الرسالة عنه، وتبليغها إلى الأجيال من بعده، فكانوا حملة الدين، ونقلة العلم، وحفظة القرآن، ورواة السُّنَّة، انتشروا في أقطار الأرض دعاة بالقول والعمل، هداة بالكتاب والسُّنَّة.

----------------------------
1 سورة التوبة: 100.
2 أخرجه مسلم ج16 ص92.
----------------------------

وتلقى عنهم التابعون ما حملوا، وبلغوه بأمانة إلى من بعدهم نقيًّا خالصًا كما أراد الله ورسوله، ونقله أتباع التابعين إلى من جاء بعدهم من الأجيال في كل قطر ومصر محوطًا بالرعاية، مدعمًا بالإسناد، محفوظًا بوعد الله عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 1.

إن في ذكر أعلام الصحابة الذين دخلوا مصر يحملون بأيمانهم أعلام الهدى ومشاعل النور، يروون عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله وفعله، وينقلون حركاته وسكناته، في سلمه وحربه، وفي فتوحه وغزواته، ثم في ذكر من نقل ذلك عنهم من أعلام التابعين وتابعيهم، ثم من جاء بعد ذلك من رواة الحديث ونقلته خلفًا عن سلف، كل منهم يسلم إلى من بعده ما تلقاه من هذه المعارف حريصًا على سلامتها، باذلًا أقصى الجهد في صيانتها من الشوائب، وحياطتها من الدخيل، لكي تتلقاها الأجيال منه نقية كما تحملها إن في كل ذلك تدعيمًا لهذه الدراسة المصرية التي لم تنشط من فراغ، ولم توجد في الفترة التي تتناولها فيها من عدم، وإنما ارتكزت على أساس تميزت به شرعة الإسلام في مسارها عبر القرون، وتوثقت به علومها ومعارفها من بين سائر الأديان.

أمَّا التابعي:
فهو من لقي الصحابي مؤمنًا، وكلما استفاد منه وروى عنه كان أوثق في التبع.

وتابع التابعي:
هو من لقي التابعين مؤمنًا؛ وكلما زادت استفادته من التابعين ارتفع في درجة التبع، وهكذا.

وفي مجال دراستنا هذه نستعرض أبرز من شرفت بهم مصر من أعلام الصحابة والتابعين وأتباعهم، ممن جاءوا مع الفتح الإسلامي أو بعده، أو كانوا من أهل مصر، ممن نقلوا إليه من علوم هذا الدين الحنيف ما كان أساسًا لمدرسة الحديث في مصر، ثم نستعرض أسماء المشاهير ممن أخذ عنهم السُّنَّة حتى أسلموها إلى أعلامنا الأجلاء في الفترة التي اخترناها لهذه الدراسة، وسوف تكون عنايتنا -بإذن الله- في تراجم هؤلاء الأعلام بارزة في تحقيق أسمائهم وألقابهم وكناهم، ورحلاتهم في طلب العلم، ثم في بيان شيوخهم وتلاميذهم، وما قيل في تقويمهم -فيما عدا الصحابة فإنهم يجلون عن ذلك- وتاريخ ولادتهم أو وفاتهم في حدود ما تسعفنا به المراجع، وما نجد فيها من نقول معتمدة لعلماء الجرح والتعديل.

وبعد:
فهذا بيان بأسماء أشهر من كان بمصر من نقلة علوم الدين، ممن كان لهم أبلغ الأثر في رواية السُّنَّة، نذكرهم مرتين زمنيًّا بحسب الوفاة لكل منهم، وسوف نبذل -بإذن الله- جهدنا في ترجمة هؤلاء الأعلام بما يعرف بهم، بعد الرجوع إلى المصادر الأولى في تراجم الرجال.

----------------------------
1 سورة الحجر: 9.
----------------------------

الصحابة:
1- أبو ذر الغفاري:
جندب بن جنادة -وقيل: يزيد بن عبد الله، وقيل: بربر بن جنادة، وقيل: جندب بن سكن، وقيل: خلف بن عبد الله- أسلم قديمًا بمكة وكان من فضلاء الصحابة ونبلائهم وقرائهم، قال ابن الربيع: شهد فتح مصر واختط بها، ولهم عنه عشرون حديثًا، وقد سكن مصر مدة، ثم خرج منها لما رأى اثنين يتنازعان في موضع لبنة كما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، وقد أورد صاحب الإصابة قصة إسلامه، روى أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أنس وابن عباس وأبو إدريس الخولاني وزيد بن وهب الجهني والأحنف بن قيس وجبير بن نفير وعبد الرحمن بن تميم وسعيد بن المسيب وخالد بن وهبان ابن خالة أبي ذر، وامرأة أبي ذر وعبد الله بن الصامت وخرشة بن الحر وزيد بن ظبيان وخلق كثير، له واحد وثمانون ومائتا حديث، وكان أحد النجباء ألحقه عمر بالبدريين وإن لم يشهد بدرًا، وكان يوازي ابن مسعود في العلم وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر" أخرجه أبو داود وأحمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، مات رحمه الله بالربذة سنة إحدى وثلاثين وقيل: اثنتين وثلاثين1.

2- عقبة بن عامر بن عبس الجهني أبو عمرو:
كان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، قال الذهبي: صحابي شهد فتح مصر، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين منهم ابن عباس وأبو أمامة وجبير بن نفير وبعجة بن عبد الله الجهني وأبو إدريس الخولاني وخلق من أهل مصر، قال أبو سعيد بن يونس: كان قارئًا عالمًا بالفرائض والفقه فصيح اللسان شاعرًا كاتبًا، وهو أحد من جمع القرآن، قال: ورأيت مصحفه بمصر على غير تأليف مصحف عثمان وفي آخره: كتبه عقبة بن عامر بيده، قال خليفة بن خياط في تاريخه: مات سنة ثمان وخمسين عقبة بن عامر الجهني2.

3- عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم القرشي السهمي:
كنيته أبو محمد، ويقال: أبو عبد الرحمن، يقال: كان اسمه العاص فغيره النبي صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا وعن عمر وأبي الدرداء ومعاذ وابن عوف وعن والده عمرو، له سبعمائة حديث، قال أبو نعيم: حدث عنه من الصحابة ابن عمر وأبو أمامة والمسور والسائب بن يزيد وأبو الطفيل وعدد كثير من التابعين، قال في الإصابة: منهم سعيد بن المسيب وعروة وطاوس وأبو العباس الشاعر وعطاء بن يسار وعكرمة ... وخلق، قال ابن الربيع: شهد فتح مصر واختط بها ولأهلها عنه أكثر من مائة حديث، وقال ابن سعد: أسلم قبل أبيه ولم يكن بين مولدهما إلا اثنتنا عشرة سنة، قال الواقدي: مات بالشام سنة خمس وستين وهو يومئذ ابن اثنتين وسبعين سنة وقال ابن البرقي: مات بمكة وقيل: بالطائف وقيل: بمصر3.

----------------------------
1 الإصابة ج4 ص62، والخلاصة ص378، وشذرات الذهب ج1 ص39.
2 الإصابة ج2 ص489.
3 الإصابة ج2 ص351، والخلاصة ص176.
----------------------------

التابعون وأتباعهم ومن جاء بعدهم:
1- أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني:
مفتي أهل مصر، ويزن من حمير، روى عن أبي أيوب الأنصاري وأبي بصرة الغفاري وعقبة بن عامر الجهني وتفقه عليه، كما روى عن زيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو وعدة، وعنه عبد الرحمن بن شماسة وجعفر بن ربيعة ويزيد بن أبي حبيب وغيرهم، قال سعيد بن عفير: مات سنة تسعين1.

2- مكحول:
أبو عبد الله بن أبي مسلم الهذلي عالم أهل الشام الفقيه الحافظ، كان مولى لامرأة من هذيل، قال مكحول عن نفسه: عتقت بمصر فلم أدع بها علمًا إلا حويته فيما أرى، ثم أتيت العراق ثم المدينة فلم أدع بهما علمًا إلا حويته فيما أرى، ثم أتيت الشام فغربلتها، وقال أبو حاتم: ما أعلم بالشام أفقه من مكحول، قال في الخلاصة: روى عن كثير من الصحابة منهم واثلة بن الأسقع وأنس وأبي أمامة الباهلي وخلق، وعنه أيوب بن موسى وزيد بن واقد والأوزاعي وخلق قال ابن كثير: كان نوبيًّا، وقال سليمان بن عبد الرحمن: مات سنة ثلاث عشرة ومائة2.

3- نافع:

الإمام العلم أبو عبد الله العدوي المدني، روى عن مولاه ابن عمر وعائشة وأبي لبابة وأبي هريرة وأم سلمة ورافع بن خديج وطائفة، وعنه ابناه أبو بكر وعمر وأيوب وابن جريج ومالك والأوزاعي وعبيد الله بن عمر وابن عوف وعقيل بن خالد والليث وخلق، قال البخاري: أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر، وقال عبيد الله بن عمر: بعث عمر بن عبد العزيز نافعًا إلى أهل مصر يعلمهم السنن، مات رحمه الله سنة سبع عشرة ومائة3.

4- الأعرج الحافظ المقرئ:
عبد الرحمن بن هرمز أبو داود مولى ربيعة بن الحارث بن عبد الملك الهاشمي مولاهم المدني كاتب المصاحف، روى عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري ومعاوية وعبد الله بن بحينة وجماعة، وعنه الزهري وأبو الزناد وصالح بن كيسان ويحيى بن سعيد وعبد الله بن لهيعة وآخرون، قال الذهبي: وكان ثقة ثبتًا عالمًا مقرئًا تحول في آخر عمره إلى الإسكندرية مرابطًا فتوفي سنة سبع عشرة ومائة4.

5- يزيد بن أبي حبيب:
الإمام الكبير أبو رجاء الأزدي مولاهم المصري الفقيه، روى عن عبد الله بن الحارث الزبيدي وأبي الطفيل وسعيد بن أبي هند وعراك بن مالك وأبي الخير اليزني وعطاء وعكرمة وطائفة.

----------------------------
1 تذكرة الحافظ ج1 ص73، والخلاصة ص318 والشذرات ج1 ص99.
2 تذكرة الحافظ ج1 ص107، والخلاصة ص331، والشذرات ج1 ص146.
3 تذكرة الحافظ ج1 ص99، والخلاصة ص343، والشذرات ج1 ص154.
4 تذكرة الحافظ ج1 ص97، والخلاصة ص200، والشذرات ج1 ص153.
----------------------------

وحدث عنه سعيد بن أبي أيوب وحيوة بن شريح ويحيى بن أيوب ومحمد بن إسحاق وسليمان التيمي وابن لهيعة والليث ويزيد بن أبي أنيسة، قال ابن يونس: كان حليمًا عاقلًا، وقال الليث: يزيد عالمنا وسيدنا، وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث، مات سنة ثمان وعشرين ومائة1.

6- عبيد الله بن أبي جعفر الكناني:
مولاهم الإمام أبو بكر الليثي المصري الفقيه القدوة، سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن والأعرج وحمزة بن عبد الله بن عمر وعطاء بن أبي رباح والشعبي، وعنه ابن إسحاق وعمرو بن الحارث وحيوة بن شريح وسعيد بن أبي أيوب والليث وابن لهيعة وآخرون، قال ابن سعد: كان ثقة في زمانه، وقال سليمان بن أبي داود: ما رأت عيني عالمًا زاهدًا إلا عبيد الله بن أبي جعفر، أرخ ابن العماد وفاته مقتولًا بمصر سنة اثنتين وثلاثين ومائة2.

7- عقيل بن خالد بن عقيل الأيلي:
الحافظ الحجة أبو خالد الأموي من موالي عثمان رضي الله عنه، روى عن القاسم وسالم والزهري وعكرمة وعراك بن مالك وعمرو بن شعيب، وعنه ابن أخيه سلامة بن روح ويحيى بن أيوب والليث ومفضل بن فضالة وابن لهيعة والمصريون، قال رفيقه يونس: ما أحدًا أعلم بحديث الزهري من عقيل، وثقه أحمد وابن معين، مات بمصر فجأة سنة أربع وأربعين ومائة3.

8- عمرو بن الحارث:
بن يعقوب بن عبد الله الأنصاري مولاهم أبو أمية المصري، روى عن أبيه والزهري وعمرو بن شعيب وأبي يونس مولى أبي هريرة وابن أبي مليكة وخلق، وعنه شيخاه قتادة وبكير بن الأشج والليث ومالك وابن وهب -وهو راويته- وخلق، وهو أحد الأعلام قال أبو حاتم: كان أحفظ أهل زمانه، وقال ابن وهب: ما رأيت أحفظ منه، ولو بقي لنا عمرو ما احتجنا إلى مالك، مات سنة ثمان وأربعين ومائة، وله ست وخمسون سنة4.

9- يونس بن يزيد الأيلي:
بن أبي النجاد الحافظ الثبت أبو يزيد مولى معاوية بن أبي سفيان، روى عن عكرمة والقاسم وسالم والزمهري ونافع وطائفة، وعنه الأوزاعي وعمرو بن الحارث والليث وجرير بن حازم وابن وهب وعثمان بن عمر بن فارس وآخرون. قال أحمد: ثقة، وقال أحمد بن صالح الحافظ المصري: نحن لا نقدم في الزهري على يونس أحدًا، قال أبو سعيد بن يونس: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة5.

10- حيوة بن شريح:
بن صفوان التجيبي أبو زرعة المصري أحد العلماء الزهاد، روى عن أبي يونس مولى أبو هريرة ويزيد بن أبي حبيب وحميد بن هانئ وربيعة القصير وخلق.

----------------------------
1 تذكرة الحافظ ج1 ص129 والخلاصة ص370، والشذرات ج1 ص175.
2 تذكرة الحافظ ج1 ص136، والخلاصة ص211، والشذرات ج1 ص190.
3 تذكرة الحافظ ج1 ص161 والخلاصة ص260، والشذرات ج1 ص216.
4 الخلاصة ص244 والكاشف ج2 ص326.
5 تذكرة الحافظ ج1 ص162، والخلاصة ص380، والشذرات ج1 ص233.
----------------------------

وعنه الليث وابن وهب والمقرئ وهانئ بن التوكل -آخر من حدث عنه- وابن المبارك، وثقه أحمد وابن معين والفسوي، وحيوة بن شريح صاحب كرامات وأحوال، قال يحيى بن بكير: مات سنة ثمان وخمسين ومائة1.

11- يحيى بن أيوب الغافقي المصري:
روى عن بكير بن الأشج ويزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة، وعنه ابن وهب وسعيد بن أبي مريم والليث، وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان، قال أحمد: سيئ الحفظ، وقال أبو حاتم: محله الصدق ولا يحتج به، قال في الخلاصة: وقد احتج به الستة، توفي سنة ثلاث وستين ومائة2.

12- ابن لهيعة:
عبد الله بن عقبة بن لهيعة الخضرمي الغافقي المصري أبو عبد الرحمن الفقيه قاضي مصر ومسندها، روى عن عطاء وعمرو بن دينار والأعرج وابن أبي مليكة وعمرو بن شعيب وعكرمة وخلق، وعنه شعبة وعمرو بن الحرث والليث بن وهب ويحيى بن بكير والمقرئ والثوري والأوزاعي وابن المبارك، وثقه أحمد وقال: احترقت كتبه وهو صحيح الكتاب، من كتب عنه قديمًا فسماعه صحيح، وقال يحيى بن معين: ليس بالقوي. وقال مسلم: تركه وكيع ويحيى القطان وابن مهدي، قال يحيى بن بكير: مات سنة أربع وسبعين ومائة3.

13- بكر بن مضر:
بن حكم بن سليمان أبو محمد المصري، روى عن يزيد بن أبي حبيب وأبي قبيل وجعفر بن ربيعة، وعنه ابنه إسحاق وقتيبة وابن وهب وابن القاسم كان ثقة عابدًا، ولد سنة اثنتين ومائة، ومات سنة أربع وسبعين ومائة4.

14- الليث بن سعد:
بن عبد الرحمن الفهمي أبو الحارث المصري أحد الأعلام، ولد بقلقشندة سنة أربع وتسعين، وروى عن الزهري وعطاء ونافع، وابن أبي مليكة وقتادة وسعيد المقبري وصفوان بن سليم وخلائق، وعنه ابنه شعيب وابن عجلان وابن لهيعة وهشيم وابن المبارك والوليد محمد بن رمح: كان دخل الليث ثمانين ألف دينار في العام وما وجبت عليه زكاة قط، وثقه ابن معين وأحمد، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث صحيحه، وقال الشافعي: كان الليث أفقه من مالك إلا أنه ضيعه أصحابه، قال ابن بكير: ولد سنة أربع وتسعين وتوفي سنة خمس وسبعين ومائة5.

----------------------------
1 الخلاصة ص82 والكاشف ج1 ص263.
2 الخلاصة ص362 والكاشف ج3 ص250 وشذرات الذهب ج1 ص258.
3 الخلاصة ص179 والكاشف ج2 ص122 والشذرات ج1 ص283.
4 الخلاصة ص44، والكاشف ج1 ص162.
5 الخلاصة ص275، والكاشف ج3 ص13 والشذرات ج1 ص285.
----------------------------

15- المفضل من فضالة بن عبيد الرعيني أبو معاوية المصري الفقيه قاضي مصر:
روى عن يزيد بن أبي حبيب وعقيل ويونس وعياش بن عباس القتباني، وعنه الوليد بن مسلم وقتيبة وزكريا وكان زاهدًا ورعًا قانتًا مجاب الدعوة، قال ابن يونس: ثقة وكذا قال ابن معين، وقال أبو حاتم وابن خراش: صدوق، مات سنة إحدى وثمانين ومائة1.

16- عبد الرحمن بن القاسم:
الإمام فقيه الديار المصرية أبو عبد الله العتقي مولاهم المصري سمع مالك بن أنس وتفقه به وعبد الرحمن بن شريح وبكر بن مضر ونافع بن نعيم، وعنه أصبغ بن الفرج والحارث بن مسكين وعيسى بن مثرود ومحمد بن عبد الله بن الحكم ومحمد بن سلمة المرادي، قال فيه مالك: مثله مثل جراب مملوء مسكًا، وقال النسائي: ثقة مأمون، قال يونس بن عبد الأعلى: مات سنة إحدى وتسعين ومائة2.

17- عبد الله بن وهب بن مسلم المصري الفهري -وقيل:
الفهمي- مولاهم أبو محمد الخير أحد الأعلام، روى عن يونس بن يزيد وحيوة بن شريح وأسامة الليثي ومالك والثوري وابن جريج وحنظلة بن أبي سفيان وحيي بن عبد الله المعافري. وخلق، وعنه شيخه الليث، وابن مهدي وأصبغ بن الفرج وحرملة وأحمد بن صالح وسعيد بن أبي مريم وسحنون بن سعيد والحارث بن مسكين وأبو الطاهر أحمد بن السرح وعبد الملك بن شعيب وبحر بن نصر وإبراهيم بن منذر وسعيد بن منصور وأحمد بن عبد الرحمن والربيع بن سليمان المرادي ويونس بن عبد الأعلى وخلائق، قال الذهبي: وكان ثقة حجة حافظًا مجتهدًا لا يقلد أحدًا إذا تعبد وتزهد، قال أحمد بن صالح: ما رأيت أحدًا أكثر حديثًا منه حدث بمائة ألف حديث، وقد وقع عندنا سبعون ألف حديث، وقال عبد الرحمن بن القاسم: لو مات ابن عيينة لقطعت إلى ابن وهب أكباد الإبل ما دون أحد العلم تدوينه، ذكر ابن وهب وابن القاسم عند مالك فقال: ابن القاسم فقيه وابن وهب عالم، وقال أبو طاهر بن عمرو: جاء نعي ابن وهب ونحن في مجلس ابن عيينة فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، أصيب المسلمون به عامة وأصبت به خاصة، قال النسائي: ابن وهب ثقة ما أعلمه روى عن ثقة حديثًا منكرًا، وقال يونس: مات في شعبان سنة سبع وتسعين ومائة3.

----------------------------
1 الخلاصة ص330، والكاشف ج3 ص170، والشذرات ج1 ص297.
2 تذكرة الحافظ ج1 ص356 والخلاصة ص197، وشذرات الذهب ج1 ص329.
3 تذكرة الحافظ ج1 ص304، والخلاصة ص185، والشذرات ج1 ص347.
----------------------------



الفصل الأول: الصحابة والتابعون وأتباعهم 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51137
العمر : 72

الفصل الأول: الصحابة والتابعون وأتباعهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الأول: الصحابة والتابعون وأتباعهم   الفصل الأول: الصحابة والتابعون وأتباعهم Emptyالسبت 25 مايو 2024, 10:53 pm


18- الإمام الشافعي:
محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب القرشي الشافعي، نسيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وناصر سنته ولد سنة خمسين ومائة بغزة، فحمل إلى مكة لما فطم فنشأ بها، وأقبل على العلوم فتفقه بمسلم الزنجي وغيره، روى عن عمه محمد بن علي وعبد العزيز بن الماجشون، ومالك وإسماعيل بن جعفر وإبراهيم بن أبي يحيى وخلق، وعنه أبو بكر الحميدي وأحمد بن حنبل والبويطي وأبو ثور وحرملة والربيع المرادي والزعفراني وأمم سواهم، وكان أحذق قريش بالرمي، وكان قبل ذلك قد برع في الشعر واللغة وأيام العرب، ثم أقبل على الحديث والفقه وجود القرآن، وكان يختمه في رمضان ستين مرة، ثم حفظ الموطأ وعرضه على مالك وأذن له مسلم بن خالد بالفتوى وهو ابن عشرين سنة، وثقه أحمد، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو داود: ما أعلم للشافعي حديثًا خطأ، وقال أبو حاتم: صدوق، وصح عن الشافعي قوله: إذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط، قال الذهبي: وكان حافظًا للحديث بصيرًا بعلله لا يقبل منه إلا ما ثبت عنده، مات رحمه الله بمصر سنة أربع ومائتين1.

19- أسد بن موسى:
بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي الحافظ المعروف بأسد السُّنَّة، نزل مصر وصنف التصانيف ولد عام اثنين وثلاثين ومائة، سمع شعبة والمسعودي وشيبان وابن أبي ذئب وحماد بن سلمة وعبد العزيز بن الماجشون وطبقتهم، وعنه أحمد بن صالح والربيع بن سليمان المرادي والمقدام بن داود الرعيني وأبو يزيد يوسف القراطيسي، قال النسائي: ثقة ولو لم يصنف لكان خيرًا له، وقال البخاري: هو مشهور الحديث، وقال ابن يونس: ثقة توفي في المحرم سنة اثني عشرة ومائتين2.

20- عبد الله بن يوسف التنيسي:
أبو محمد الكلاعي الدمشقي ثم التنيسي الحافظ الحجة حدث عن سعيد بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ومالك والليث وطبقتهم، وعنه البخاري وأبو حاتم والذهلي ويحيى بن عثمان بن صالح وبكر بن سهل الدمياطي ويوسف بن يزيد القراطيسي ومحمد بن إسحاق الصاغاني وخلق، قال ابن معين: أثبت الناس في الموطأ عبد الله بن مسلمة القعنبي وعبد الله بن يوسف التنيسي، وثقة أبو حاتم وأبو سعيد بن يونس، وقال البخاري: كان من أثبت الشاميين، مات بمصر سنة ثماني عشرة ومائتين3.

21- عبد الله بن الزبير القرشي:
بن عيسى الأسدي أبو بكر الحميدي المكي الحافظ الفقيه أحد الأئمة، كان بمصر ملازمًا للشافعي فلما مات رجع إلى مكة، صحب ابن عيينة تسع عشرة سنة والشافعي وتفقه به، روى عن مسلم بن خالد وفضيل بن عياض وابن عيينة والداروردي.

----------------------------
1 تذكرة الحفاظ ج1 ص361، والخلاصة ص377، وشذرات الذهب ج2 ص9.
2 تذكرة الحفاظ ج1 ص402، والخلاصة ص26، وشذرات الذهب ج2 ص27.
3 تذكرة الحفاظ ج2 ص404، والخلاصة ص186، وشذرات الذهب ج2 ص44.
----------------------------

وعنه البخاري والذهلي وأبو زرعة وأحمد بن الأزهر وسلمة بن شبيب وأبو حاتم وبشر بن موسى وخلق، قال أبو حاتم: أثبت الناس في سفيان بن عيينة الحميدي، وقال الفسوي: ما لقيت أحدًا أنصح للإسلام وأهله من الحميدي، مات رحمه الله بمكة سنة تسع عشرة ومائتين1.

22- عبد الله بن صالح:
بن محمد بن مسلم الإمام المحدث أبو صالح الجهني مولاهم المصري كاتب الليث وتلميذه، ولد سنة سبع وثلاثين ومائة، ورأى عمرو بن الحارث وسمع من موسى بن علي ومعاوية بن صالح وعبد العزيز بن الماجشون وسعيد بن عبد العزيز الدمشقي والليث بن سعد ويحيى بن أيوب ونافع بن يزيد وطبقتهم، وعنه البخاري وأبو حاتم وابن معين وسمويه والدارمي ومحمد بن إسماعيل الترمذي وإبراهيم بن ديزيل ومحمد بن عثمان بن أبي السوار، قال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث لا يتعمد الكذب إلا أنه يقع منه الخطأ، وقال أبو زرعة: حسن الحديث، وأما النسائي فقال: ليس بثقة، قال ابن يونس: مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين2.

23- سعيد بن الحكم:
بن محمد بن سالم الجمحي مولاهم الحافظ المصري بن أبي مريم أبو محمد سمع يحيى بن أيوب ونافع بن يزيد ومالكًا والليث وأبا غسان محمد بن مطرف ومحمد بن جعفر بن أبي كثير وخلق، وعنه البخاري وابن معين ومحمد بن يحيى ومحمد بن إسحاق الصاغاني والذهلي وعثمان الدارمي ويحيى بن عثمان بن صالح وخلق، قال أبو داود: هو عندي حجة، ووثقه العجلي وأبو حاتم، قال ابن يونس: كان فقيهًا ولد سنة أربع وأربعين ومائة وتوفي سنة أربع وعشرين ومائتين3.

24- أصبغ بن الفرج:
بن سعيد بن نافع الأموي مولى عمر بن عبد العزيز أبو عبد الله الوراق الفقيه المفتي المصري، ولد بعد الخمسين ومائة، وحدث عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقيل: إنه أخذ عن أسامة بن زيد أيضًا وسمع من عبد العزيز والداروردي وحاتم بن إسماعيل وعيسى بن يونس وابن وهب، وبرع في الفروع، وعنه البخاري وأحمد بن الفرات وأبو حاتم وأبو الدرداء عبد العزيز المروزي وبكر بن سهل الدمياطي وأبو يزيد القراطيسي ويحيى بن عثمان بن صالح ومحمد بن عوف الحمصي، قال أبو حاتم: صدوق، قال ابن اللباد: ما انفتح لي طريق الفقه إلا من أصول أصبغ، وقال ابن يونس: كان مضطلعًا بالفقه والنظر، ولد بعد الخمسين ومائة، وتوفي يوم الأحد لأربع بقين من شوال سنة خمس وعشرين ومائتين4.

----------------------------
1 تذكرة الحافظ ج2 ص413، والخلاصة ص167، وشذرات الذهب ج2 ص45.
2 تذكرة الحفاظ ج1 ص388، والخلاصة ص170 وشذرات الذهب ج2 ص51.
3 تذكرة الحفاظ ج1 ص392، والخلاصة ص116، وشذرات الذهب ج2 ص53.
4 تذكرة الحفاظ ج2 ص457، والخلاصة ص33، وشذرات الذهب ج2 ص56.
----------------------------

25- سعيد بن كثير:
بن عفير أبو عثمان الأنصاري الإمام المصري الحافظ العلامة قاضي الديار المصرية، سمع يحيى بن أيوب ومالكًا والليث وسليمان بن بلال وابن وهب وطائفة، وعنه البخاري وأبو بكر الصاغاني وعثمان بن خرزاد وروح بن الفرج وأحمد بن حماد زغبة وأحمد بن محمد الرشديني ويحيى بن عثمان وخلق كثير، وثقه ابن عدي وغيره، وتحامل عليه الجوزجاني، وقال أبو حاتم: كان يقرأ في كتب الناس وهو صدوق، قال ابن يونس: كان مولده في سنة ست وأربعين ومائة، وتوفي في رمضان سنة ست وعشرين ومائتين1.

26- نعيم بن حماد المروزي:
الإمام الشهير أبو عبد الله الخزاعي الفرضي الأعور نزيل مصر، سمع إبراهيم بن طهمان وأبا حمزة السكري وعيسى بن عبيد الكندي وخارجة بن مصعب وأبو حاتم وبكر بن سهل الدمياطي، كما روى عنه ابن معين والذهلي وطائفة، وثقه العجلي وأحمد ويحيى، قال الخطيب: يقال: إنه أول من جمع المسند، وقال أبو زرعة: وصل أحاديث يوقفها الناس، وذكره ابن عدي في الكامل، وذكر له أحاديث منكرة ثم قال: وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيمًا، أخرج من مصر في فتنة القول بخلق القرآن فحبس بسامراء، قال ابن سعد والعجلي: مات في السجن سنة ثمان وعشرين ومائتين2.

27- يحيى بن عبد الله بن بكير:
المخزومي -مولاهم- المصري محدث مصر أبو زكريا الإمام الحافظ الثقة صاحب مالك والليث أكثر عنهما، كما روى عن بكر بن مضر وخلق، وعنه البخاري وحرملة بن يحيى وأبو زرعة وأبو حاتم وطائفة، قال أبو حاتم: كان يفهم هذا الشأن يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الذهبي: وقد علم تعنت أبي حاتم في الرجال وإلا فقد احتج به الشيخان وأين مثل ابن بكير في إمامته وبصره بالفتوى وغزارة علمه، قال بقي بن مخلد: سمع يحيى بن بكير الموطأ من مالك سبع عشرة مرة، توفي يحيى في صفر سنة إحدى وثلاثين ومائتين3.

28- حرملة بن يحيى:
بن عبد الله التجيبي -مولاهم- أبو حفص المصري الفقيه صاحب الشافعي، روى عن ابن وهب نحو مائة ألف حديث، وعن نوفل بن إسماعيل وأيوب بن سويد وبشر بن بكر التنيسي وأبي عبد الله الشافعي، وعنه مسلم والقزويني وبقي بن مخلد والحسن بن سفيان وابن قتيبة العسقلاني، قال ابن عدي: قد تبحرت في حديث حرملة وفتشته الكثير فلم أجد في حديثه ما يجب أن يضعف من أجله، وقال ابن معين: شيخ بمصر يقال له حرملة أعلم الناس بابن وهب، وقال أبو عمر الكندي لم يكن بمصر أحد أكتب عن ابن وهب منه، قال ابن يونس ولد سنة ست وستين ومائة، ومات في شوال سنة إحدى وأربعين ومائتين4.

----------------------------
1 تذكرة الحفاظ ج2 ص427، والخلاصة ص120، وشذرات الذهب ج2 ص58.
2تذكرة الحفاظ ج2 ص418، والخلاصة ص346، وشذرات الذهب ج2 ص66.
3 تذكرة الحفاظ ج2 ص421، والخلاصة ص365، وشذرات الذهب ج2 ص71.
4 تذكرة الحفاظ ج2 ص786، والخلاصة ص63وشذرات الذهب ج2 ص103.
----------------------------

29- أبو عبد الله محمد بن رمح بن مهاجر التجيبي:
-مولاهم- المصري الحافظ، روى عن ابن وهب والليث وابن لهيعة وحكى عن مالك، وعنه مسلم وابن ماجه وبقي ومحمد بن زيان، مكثر علامة أخباري، قال النسائي: ما أخطأ في حديث واحد، مات سنة اثنتين وأربعين مائتين1.

30- أحمد بن صالح المصري:
الإمام الحافظ أبو جعفر الطبري ثم المصري أحد الأعلام ولد بمصر سنة سبعين ومائة، وسمع سفيان بن عيينة وعبد الله بن وهب وابن أبي فديك وعبد الرزاق وطائفة، وعنه البخاري وأبو داود وصالح جزرة وأبو إسماعيل الترمذي وأبو بكر بن داود وخلق، قال صالح جزرة: لم يكن بمصر من يحسن الحديث غيره، وقال محمد بن عبد الله بن نمير: إذا جاوزت الفرات فليس أحد مثل أحمد بن صالح، وثقه أحمد ويحيى وابن المديني وأبو حاتم وجماعة، وسمع عنه النسائي ولم يحدث عنه، وتكلم فيه بغير حجة لأنه طرده من مجلسه، فقد كان ابن صالح لا يحدث أحدًا إلا بعد أن يشهد عنده رجلان أنه من أهل الخير والعدالة، فدخل عليه النسائي بغير إذن ولم يأته بالبينة فأخرجه. ا. هـ ملقن، توفي رحمه الله سنة ثمان وأربعين ومائتين2.

31- أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي:
الزهري -مولاهم- المصري الحافظ العلم صاحب كتاب الضعفاء، سمع عمرو بن أبي سلمة التنيسي وأسد بن موسى وعبد الملك بن هشام ومحمد بن يوسف الفريابي وأبا عبد الرحمن المقري ويحيى بن معين وعنه أبو داود والنسائي وقال: لا بأس به، ومحمد بن المعافي وعمر بن البجير وطائفة، قال ابن يونس: ثقة حديث بالمغازي مات سنة تسع وأربعين ومائتين3.

32- الحارث بن مسكين الأموي:
-مولاهم- الحافظ الفقيه عالم الديار المصرية وقاضيها أبو عمرو، رأى الليث وسأله عن مسألة، وتفقه بابن وهب وابن القاسم وحدث عنهما وعن سفيان بن عيينة وبشر بن عمرو وأشهب وعدة، وعنه أبو داود والنسائي ووثقاه وأبو يعلى ومحمد بن زيان وابن أبي داود، وخلق، أثنى عليه أحمد وقال فيه قولًا جميلًا قال الخطيب: كان فقيهًا ثبتًا مات وله ست وتسعون سنة في ربيع الأول سنة خمسين ومائتين4.

33- الحسن بن عبد العزيز الوزير الجذامي:
أبو علي الحروي المصري ثم البغدادي، روى عن بشر بن بكر يحيى بن سنان وعبد الله بن يوسف، وعنه البخاري، وقال الدارقطني لم ير مثله فضلًا وزهدًا، ووثقه أبو حاتم: وقال ابن يونس: مات بالعراق سنة سبع وخمسين ومائتين5.

----------------------------
1 الخلاصة ص487، والكاشف ج3 ص43.
2 تذكرة الحفاظ ج2 ص495، والخلاصة ص9، وشذرات الذهب ج2 ص117.
3 تذكرة الحفاظ ج2 ص569، والخلاصة ص294، وشذرات الذهب ج2 ص120.
4 الكاشف ج2 ص514، والخلاصة ص58، وشذرات الذهب ج2 ص121.
5 الخلاصة ص67، وحسن المحاضرة ج1 ص347.
----------------------------

34- محمد بن سنجر:
أبو عبد الله الجرجاني الحافظ المصري صاحب المسند، روى عن أبي نعيم وطبقته، وسمع يزيد بن هارون والفريابي وأبا المغيرة الخولاني وأبا عاصم وخالد بن مخلد وأسد بن موسى والحصيدي، وعنه عيسى بن مكين وأحمد بن عمر بن منصور ومحمد بن المسيب الأرغياني ومحمد بن دليل وعبد الجبار بن أحمد السمرقندي وإبراهيم بن محمد بن الضحاك وعبد الرحمن بن أحمد الرشديني، وقال ابن أبي حاتم: ابن سنجر ثقة، قال الذهبي: سكن ابن سنجر قرية قطاية من أعمال مصر، ومات في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ومائتين1.

35- قبيطة:
الحافظ الثقة أبو علي الحسن بن سليمان البصري نزيل مصر، روى عن أبي نعمي وأبي غسان الهندي وعبد الله بن يوسف التنيسي وطبقتهم، وعنه أبو بكر بن خزيمة وأبو بكر بن زياد النيسابوري وجماعة، وصفه ابن يونس بالحفظ ووثقه، وذكره ابن فرحون في طبقات المالكية وقال: مات بمصر سنة إحدى وستين ومائتين2.

36- يونس بن عبد الأعلى:
بن ميسرة بن حفص الصدفي أبو موسى المصري أحد الأعلام روى عن ابن عيينة والشافعي وابن وهب والوليد بن مسلم ومعن بن عيسى وأبي ضمرة وعدة، وتفقه بالشافعي، وعنه مسلم والنسائي وأبو بكر بن زياد وابن أبي حاتم وأبو الطاهر والمديني وخلائق قال النسائي وغيره: ثقة، وقال الشافعي: ما رأيت أعقل من يونس، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يوثق يونس ويرفع من شأنه، مات سنة أربع وستين ومائتين3.

37- الإمام محمد بن علي بن داود البغدادي:
أبو بكر ابن أخت غزال -وقيل عراك- نزيل مصر، روى عن سعيد بن داود الزنبري وأحمد بن عبد الملك الحراني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وعنه أبو جعفر الطحاوي وعلي بن أحمد علان وغيرهما قال أبو سعيد بن يونس: كان يحفظ الحديث ويفهم، حدث بمصر وخرج إلى قرية من أسفل بلادها فمات بها في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائتين4.

38- محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري:
أبو عبد الله الإمام الحافظ الفقيه، ولد سنة اثنتين، وثمانين ومائة، وروى عن ابن وهب وأبي ضمرة، وابن أبي فديك والشافعي وأشهب وإسحاق بن الفرات وأنس بن عياض وأيوب بن سويد، وعنه النسائي وأبو حاتم وابن خزيمة وابن صاعد وابن أبي حاتم وأبو بكر بن زياد والأصم وخلق، قال النسائي: ثقة، ومرة قال: صدوق، وقال ابن خزيمة: ما رأيت في الفقهاء أعلم بأقاويل الصحابة والتابعين منه، وقال ابن أبي حاتم: ثقة صدوق، مات سنة ثمان وستين ومائتين5.

----------------------------
1 تذكرة الحفاظ ج2 ص578، وحسن المحاضرة ج1 ص348، والشذرات ج2 ص138.
2 تذكرة الحفاظ ج2 ص572، وحسن المحاضرة ج1 ص348 والشذرات ج2 ص142.
3 تذكرة الحفاظ ج2 ص527، والخلاصة ص379، والشذرات ج2 ص149.
4 تذكرة الحفاظ ج2 ص659، وحسن المحاضرة ج1 ص338.
5 تذكرة الحفاظ ج2 ص546 والخلاصة ص294 وشذرات الذهب ج2 ص154.
----------------------------

39- الربيع بن سليمان بن بعد الجبار بن كامل المرادي:
مولاهم المؤذن المصري صاحب الإمام الشافعي وناقل علمه، ولد سنة أربع وسبعين ومائة، سمع ابن وهب وشعيب بن الليث وبشر بن بكر ويحيى بن حسان وأسد السُّنَّة وأيوب بن سويد، وعنه محمد بن إسماعيل الترمذي وابن الملقن السلمي وأصحاب السنن ولكن الترمذي بواسطة، وأبو زرعة الرازي وأبو حاتم وابن أبي حاتم وزكريا الساجي والطحاوي وأبو بكر بن زياد والحسن بن حبيب الحصائري وأبو العباس الأصم وخلق كثير، وثقة ابن يونس، مات في شوال سنة سبعين ومائتين1.

40- محمد بن حماد الطهراني الرازي:
الحافظ الثقة الجوال في الآفاق أبو عبد الله نزيل عسقلان، سمع عبد الرزاق بن همام وعبيد الله بن موسى وعبيد الله بن عبد المجيد الحنفي وأبا عاصم النبيل ويعلى بن عبيد، وعنه ابن ماجه في سننه وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت وعبد الرحمن بن حاتم وقال: هو ثقة كتبت عنه بالري وبغداد والإسكندرية مات في ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين ومائتين2.

41- يحيى بن عثمان بن صالح السهمي:
أبو زكريا المصري، روى عن أبيه وأصبغ بن فرج وعبد الغفار الحراني وخلق، وعنه ابن ماجه في سننه وآخرون، قال ابن أبي حاتم: يتكلمون فيه قال ابن يونس: كان حافظًا للحديث وحدث بما لم يوجد عند غيره وتوفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين3.

42- عبدان أبو محمد بن محمد بن عيسى المروزي:
الفقيه الحافظ مفتي مصر وعالمها وزاهدها أقام بمصر سنين، سمع قتيبة بن سعيد وإسماعيل بن مسعود الجحدري وعلي بن حجر وأبا كريب وطبقتهم، وقرأ على المزني وابن الربيع، وتفقه به ابن خزيمة وأبو إسحاق المروزي وخلق، وعنه ابنه سعيد ومحمد بن زكريا وعبد المؤمن بن خلف النسفيون، وكان يرجع إليه في الفتاوى والمعضلات قال الخطيب: ثقة حافظ صالح، ولد ليلة عرفة سنة عشرين ومائتين، وتوفي ليلة عرفة سنة ثلاث وتسعين ومائتين4.

43- علي بن سعيد بن بشير مهران:
الحافظ البارع أبو الحسن الرازي نزيل مصر ومحدثها المعروف بعليك، حدث عن عبد الأعلى عن حماد وجبارة بن المغلس وبشر بن معاذ العقدي وعبد الرحمن بن خالد بن نجيح ومحمد بن هاشم البعلبكي ونوح بن عمر السكسكي وطبقتهم وعنه أبو سعد بن الأعرابي وعبد الله بن جعفر بن الورد ومحمد بن أحمد بن خروف وأبو القاسم الطبراني والحسن بن رشيق وآخرون.

----------------------------
1 تذكرة الحفاظ ج3 ص587، والخلاصة ص98، وشذرات الذهب ج2 ص159.
2 تذكرة الحفاظ ج2 ص610 والخلاصة ص284، وشذرات الذهب ج2 ص161.
3 الخلاصة ص 366، وحسن المحاضرة ج1 ص349.
4 تذكرة الحفاظ ج2 ص687، وحسن المحاضرة ج1 ص349.
----------------------------

قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني عنه فقال: لم يكن في دينه بذاك، حدث بأحاديث لم يتابع عليها، قال ابن يونس: كان يحفظ ويفهم، مات سنة سبع وتسعين ومائتين1.

44- النسائي:
أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن يحيى القاضي الحافظ الإمام شيخ الإسلام، أحد الأئمة المبرزين، جال البلاد واستوطن مصر وأقام بزقاق القناديل، قال الحاكم: كان النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار، وأعرفهم بالرجال، ولد سنة خمس عشرة ومائتين، وسمع قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه وهشام بن عمار وعيسى بن زغبة ومحمد بن النضر المروزي وأبا كريب سويد بن نصر الشاه وأمثالهم بخراسان ومصر والشام والعراق والجزيرة والحجاز، وبرع في هذا الشأن، وتفرد بالمعرفة والإتقان وعلو الإسناد، حدث عنه ابن حوضى والطحاوي والعقيلي وابن يونس وأبو بشر الدولابي وأبو علي الحسين بن محمد النيسابوري وحمزة الكناني والحسن بن الخضر السيوطي وأبو بكر بن السني وأبو القاسم الطبراني ومحمد بن معاوية بن الأحمر الأندلسي والحسن بن رشيق ومحمد بن عبد الله بن حيويه وآخرون، قال الذهبي: النسائي أحفظ من مسلم، له من المصنفات السنن الكبرى والصغرى -إحدى الكتب الستة- وخصائص علي ومسند علي ومسند مالك قال الدارقطني: خرج حاجا فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة فقال: احملوني إلى مكة فحمل وتوفي بها في صفر سنة ثلاث وثلاثمائة، وهو مدفون بين الصفا والمروة2.

45- يحيى بن زكريا النيسابوري:
الإمام الحافظ أبو زكريا الأعرج "حيويه" رحال جوال روى عن إسحاق بن راهويه وعلي بن حجر وقتيبة ومحمد بن طريف ويحيى خلف ويعقوب الدورقي ويونس بن عبد الأعلى وطبقتهم، وعنه ولد أخيه أبو الحسن محمد بن عبد الله بن حيويه صاحب النسائي قال ابن يونس: كان حافظًا فاضلًا نبيلًا، قال في العبر: دخل مصر على كبر السن ومات بها سنة سبع وثلاثمائة3.

46- محمد بن محمد بن النفاخ بن بدر الباهلي:
أبو الحسبن، قال في العبر، بغدادي حافظ متعفف روى عن إسحاق بن أبي إسرائيل وطبقته، وتوفي بمصر عام أربع عشرة وثلاثمائة4.

----------------------------
1 تذكرة الحافظ ج2 ص750 وحسن المحاضرة ج1 ص350.
2 تذكرة الحافظ ج2 ص698، والخلاصة ص6 وشذرات الذهب ج2 ص339.
3 تذكرة الحافظ ج2 ص744 والخلاصة ص363 وشذرات الذهب ج2 ص251.
4 شذرات الذهب ج2 ص369 وحسن المحاضرة ج1 ص350.
----------------------------

47- الطحاوي:
الإمام العلامة الحافظ أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الحجري المصري الطحاوي الحنفي، صاحب التصانيف البديعة، من بلدة طحا من قرى مصر، سمع هارون بن سعيد الأيلي وعبد الغني بن رفاعة ويونس بن عبد الأعلى وعيسى بن مثرود ومحمد بن عبد الله بن الحكم وبحر بن نصر وطبقتهم، وعنه أحمد بن القاسم الخشاب وأبو الحسن محمد بن أحمد الإخميمي ويوسف الميانجي وأبو بكر بن المقرئ والطبراني وأحمد بن عبد الوارث الزحاج وعبد العزيز بن محمد الجوهري ومحمد بن بكر بن مطروح، قال ابن يونس: وكان ثقة ثبتًا فقيهًا عاقلًا لم يخلف مثله، ولد سنة سبع وثلاثين ومائتين، قال الشيرازي: وانتهت إليه رياسة الحنفية بمصر، قال ابن يونس: مات في مستهل ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة1.

48- مكحول:
الحافظ المحدث أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن أبي أيوب البيروني، سمع بمصر والشام والجزيرة من ابن عبد الحكم وأبي عمير عيسى بن النحاس ومحمد بن هاشم البعلبكي ومحمد بن إسماعيل بن عيلة وأحمد بن حرب الموصلي وأحمد بن سليمان الرهاوي وسليمان بن سيف الحراني، وعنه أبو سليمان بن زير وأبو محمد بن ذكوان البعلبكي وعلي بن الحسين قاضي أذنه وأبو أحمد الحاكم وأبو بكر بن المقرئ وبعد الوهاب بن الحسن الكلابي وآخرون، قال الذهبي: وكان من الثقات العالمين، توفي في أول شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة2.

49- الطحان:
الحافظ المفيد الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر محدث الرملة، سمع العباس بن الوليد البيروني وإبراهيم بن عبد الله القصار وبكار بن قتيبة ومحمد بن عوف الطائي وسليمان بن سيف الحراني وطبقتهم، وعنه أبو سليمان بن زير ومحمد بن المظفر وأبو بكر بن المقرئ وأبو الحسين بن جميع وعمر بن علي الأنطاكي وأبو بكر بن أبي الحديد وخلق، توفي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة3.

50- ابن الحداد:
العلامة الحافظ شيخ عصره أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الكناني المصري الشافعي صاحب الفروع المشهورة، روى عن أبي الزنباع وأبي يزيد القراطيسي ومحمد بن عقيل الفريابي ومحمد بن جعفر بن الإمام وأبي عبد الرحمن والنسائي ولزمه وتخرج به وعول عليه، وعنه يوسف بن قاسم القاضي وغيره، قال الذهبي: وكان من أوعية العلم ذا لسن وفصاح وبصر بالحديث والفقه والنحو، مات عند قدومه من الحج سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وله من العمر ثمانون عامًا4.

----------------------------
1 تذكرة الحافظ ج3 ص808، وحسن المحاضرة ج1 ص350 وشذرات الذهب ج2 ص288.
2 تذكرة الحافظ ج3 ص814، وحسن المحاضرة ج1 ص351 والشذرات ج2 ص291.
3 تذكرة الحافظ ج3 ص845، وحسن المحاضرة ج1 ص351 والشذرات ج2 ص334.
4 تذكرة الحافظ ج3 ص899، وحسن المحاضرة ج1 ص351 والشذرات ج2 ص367.
----------------------------

51- ابن يونس:
الحافظ الإمام أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن الإمام يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري صاحب تاريخ مصر، ولد سنة إحدى وثمانين ومائتين، وسمع أباه أحمد بن حماد زغبة وعلي بن سعيد الرازي وعبد الملك بن يحيى بن بكير وأبا عبد الرحمن النسائي، وأبا يعقوب المنجنيقي وعبد السلام بن سهل البغدادي وطبقهم، قال الذهبي: ولم يرحل ولا سمع بغير مصر لكنه إمام في هذا الشأن متيقظ، وعنه أبو عبد الله بن منده وأبو محمد بن النحاس وعبد الواحد بن محمد البلخي وآخرون، توفي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة1.

52- ابن السكن:
الحافظ الحجة أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن البغدادي نزيل مصر، ولد سنة أربع وتسعين ومائتين، وسمع أبا القاسم وابن جوصا وسعيد بن عبد العزيز الحلبي ومحمد بن محمد بن بدر الباهلي وأبا عروبة الحراني ومحمد بن يوسف الفربري وطبقهم، روى عنه عبد الله بن منده وعبد الغني بن سعيد وعلي بن محمد الدقاق وعبد الله بن محمد بن أسد القرطبي وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج وأبو جعفر بن عون الله وآخرون، توفي في المحرم سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة2.

53- حمزة بن محمد بن علي بن العباس الكناني المصري:
الحافظ الزاهد العالم أبو القاسم ولد سنة خمس وسبعين ومائتين، وروى عن النسائي والحسن بن أحمد بن الصيقل وعمران بن موسى بن حميد الطبيب ومحمد بن سعيد السراج وسعيد بن عثمان الحراني وأبي يعلى الموصلي ومحمد بن عثمان الصدفي وعبدان الأهوازي وخلق، وهو مملي مجلس البطاقة، روى عنه ابن منده وعبد الغني بن سعيد الأزدي وأبو الحسن الدارقطني ومحمد بن عمر بن خطاب والحسين بن الحسن اللواز والفقيه علي بن محمد أبو الحسن القابسي وأحمد بن محمد بن الحاج وعلي بن حمصة الحراني خاتمة أصحابه وآخرون، وقال الصوري: كان حمزة ثبتًا حافظًا قال أبو القاسم محمد بن يحيى الطحان: سمعت منه ومات في ذي الحجة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة3.

54- النقاش:
الحافظ الإمام الجوال أبو بكر محمد بن علي بن حسن المصري نزيل تنيس ولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وسمع النسائي ومحمد بن جعفر الإمام نزيل دمياط والقاسم بن الليث الرسعني وأبا علي وأبا يعقوب المنجنيقي وعمر بن أبي غيلان البغدادي وأبا يعلى الموصولي وعبدان الأهوازي وجماهر بن محمد الزملكاني وطبقتهم، كما سمع من أبي العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي والحسن بن الفرج الغزي وعبد الله بن إسحاق المدائني، ولم ينتشر حديثه لإنزوائه بتنيس، روى عنه الدارقطني والحسين بن جعفر الكللي ويحيى بن علي بن الطحان وإبراهيم بن الطحان وإبراهيم بن علي الغازي والحسن بن عمر بن جماعة الإسكندراني والقاضي علي بن الحسين بن جابر التنيسي وآخرون، مات سنة تسع وستين وثلاثمائة4.

----------------------------
1 تذكرة الحافظ ج3 ص898، وحسن المحاضرة ج1 ص351 والشذرات ج3 ص375.
2 تذكرة الحافظ ج3 ص937، وحسن المحضارة ج1 ص351 وشذرات ج3 ص12.
3 تذكرة الحافظ ج3 ص932، وحسن المحاضرة ج1 ص351 والشذرات ج3 ص23.
4 تذكرة الحافظ ج3 ص957 وحسن المحاضرة ج1 ص352 والشذرات ج3 ص70.
----------------------------

55- الحسن بن رشيق:
الإمام المحدث مسند بلده أبو محمد العسكري المصري المعدل، ولد في سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وروى عن النسائي وأحمد بن زغبة ومحمد بن عثمان بن سعيد السراج ومحمد بن رزيق بن جامع والمفضل بن محمد الجندي وأبي دجانة المعافري وأحمد بن محمد بن عبد العزيز والمعلم وأبي الزقزاق صاحب يحيى بن بكير وخلق، وعنه الدارقطني، وعبد الغني بن سعيد وأبو محمد بن النحاس وإسماعيل بن عمرو المقرئ ويحيى بن الطحان المؤرخ ومحمد بن المغلس الداودي ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر وعلي بن ربيعة التميمي وأبو القاسم علي بن محمد الفارسي ومحمد بن الحسين الطفال وخلق من المصريين والمغاربة، قال ابن الطحان: ما رأيت عالمًا أكثر حديثًا منه، مات سنة سبعين وثلاثمائة1.

56- ابن النحاس:
المصري الحافظ الإمام الصدوق أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى بن الجراح نزيل نيسابور، كتب بمصر والحجاز والعراق والشام وأصبهان وخراسان والجبل وخوزستان وكان ذا رحلة واسعة، حدث من حفظه بعد أن ذهبت كتبه، حدث عن أبي القاسم البغوي وأبي عروبة الحراني وأبي بكر بن أبي داود وأبي نعيم بن عدي وعلي بن أحمد علان المصري وأبي العباس الدغولي وعنه الحاكم وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو نعيم الأصبهاني وأبو عثمان البحيري وغيرهم قال الحاكم: حدث من حفظه بأحاديث وهو حافظ، كان يتحرى الصدق في مذاكراته ثم قال: توفي في آخر سنة ست وسبعين وثلاثمائة وله خمس وثمانون سنة2.

57- ابن مسرور:
الحافظ الجوال أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن مسرور البلخي استوطن مصر مدة، وسمع الحسين بن محمد المطبقي ببغداد وأبا بكر أحمد بن سليمان بن زيان وطبقتهم بدمشق، وأبا سعيد بن يونس وأبا عمر محمد بن يونس الكندي وخلقا بمصر، وكتب الكثير، وعنه الحافظ عبد الغني الأزدي وعمر بن الخضر الثمانيني وأحمد بن عمر بن سعد بن قديد وآخرون، مات في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة3.

58- أحمد بن أبي الليث:
نصر بن محمد الحافظ أبو العاس النصيبي المصري، قال الذهبي في التذكرة: لا أعرف هذا الرجل غير أن الحاكم قال: قدم نيسابور وهو باقعة في الحفظ، شبهت مذكراته بالسحر، وكان يجالس الصالحين، سمع أبا هاشم الكتاني وأحمد بن عبد الرحيم القيسراني بالشام وأبا عبد الله الحليمي وأبا علي الصفار ببغداد، ومحمد بن يعقوب الأصم بنيسابور وأصحاب يونس بن عبد الأعلي بمصر، مات سنة ست وقيل: سبع وثمانين وثلاثمائة4.

----------------------------
1 تذكرة الحافظ ج3 ص959، وحسن المحاضرة ج1 ص352 والشذرات ج3 ص71.
2 تذكرة الحافظ ج3 ص995، وحسن المحاضرة ج1 ص352 والشذرات ج3 ص88.
3 تذكرة الحافظ ج3 ص1005، حسن المحاضرة ج1 ص352 والشذرات ج3 ص92.
4 تذكرة الحافظ ج3 ص1015، حسن المحاضرة ج1 ص352، والشذرات ج3 ص122.
----------------------------

59- ابن حنزابة:
الوزير الكامل الحافظ المفيد الإمام الفضل جعفر بن الوزير أبي الفتح الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات البغدادي نزيل مصر، ولد سنة ثمان وثلاثمائة، ووزر لصاحب مصر كافور الخادم، حدث عن محمد بن هارون الحضرمي ومحمد بن زهير الأيلي والحسن بن محمد الداركي وأبي بكر الخرائطي ومحمد بن سعيد الحمصي وعدة، وعنه الدارقطني وعبد الغني، قال السلفي: كان من الحفاظ الثقات المتقنين يملي في حال وزارته، ولا يختار على العلم وأهله شيئًا، مات بمصر في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة1.

60- عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي:
أبو محمد المصري الحافظ الإمام المتقن النسابة ولد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، سمع من عثمان بن محمد السمرقندي، وأحمد بن بهزاذ السيرافي وإسماعيل بن يعقوب الحراب وعبد الله بن جعفر بن الورد وأحمد بن إبراهيم بن جامع وأحمد بن إبراهيم بن عطية ويعقوب بن المبارك وحمزة بن محمد الحافظ، وبالشام من أبي بكر الميانجي والفضل بن جعفر المؤذن وأبي سليمان بن زبير وطبقتهم، وعنه محمد بن علي الصوري ورشا بن نظيف وأبو عبد الله القضاعي وعبد الرحمن بن أحمد البخاري وأبو علي الأهوازي وأبو إسحاق النعماني الحبال وخلق، قال الدارقطني حينما سأله البرقاني عمن لقيه في طريقه من مصر: ما رأيت في طول طريقي إلا شابًّا بمصر يقال له عبد الغني كأنه شعلة نار، وجعل يفخم أمره ويرفع ذكره، قال منصور بن علي الطرطوسي: لما أراد الدارقطني الخروج من مصر خرجنا نودعه وبكينا فقال لنا: تبكون وعندكم عبد الغني بن سعيد وفيه الخلف، وقد رد عبد الغني أوهام أبي عبد الله الحاكم التي في المدخل إلى الصحيح، فبعث إليه يشكره على ذلك ويدعو له، مات رحمه الله في صفر سنة تسع وأربعمائه2.

61- الماليني:
أبو سعد الحافظ أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري الهروي الوصفي المعروف بطاوس الفقراء، كان أحد الحفاظ المكثرين للرحلة إلى الآفاق، روى عن عبد الله بن عدي وأبي بكر القطيعي ومحمد بن عبد الله السليطي وإسماعيل بن نجيد السلمي وأبي الشيخ الحافظ والحسن بن رشيق المصري والقاضي يوسف الميانجي ومحمد بن أحمد بن علي الرملي وطبقتهم، وعنه الحافظ عبد الغني وتمام الرازي وأبو حازم العبدوي وأبو بكر البيهقي وأبو بكر الخطيب وأبو نصر عبد الله السجزي والقاضي أبو عبد الله القضاعي ومحمد بن أحمد بن شبيب الكاغدي وأبو عبد الله الحسين بن طلحة النعالي والقاضي أبو الحسن الخلفي وآخرون قال الذهبي: وكان ثقة متقنًا صاحب حديث ومن كبار الصوفية، قال حمزة السهمي: توفي سنة تسع وأربعمائة فوهم، والتحقيق أنه توفي سنة اثني عشرة وأربعمائة وذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية3.
----------------------------
1 تذكرة الحافظ ج3 ص1022 حسن المحاضرة ج1 ص352، والشذرات ج3 ص135.
2 تذكرة الحافظ ج3 ص1047، حسن المحاضرة ج1 ص253، والشذرات ج3 ص188.
3 تذكرة الحافظ ج3 ص1070 وحسن المحاضرة ج1 ص153 والشذرات ج3 ص195.
----------------------------

62- أبو نصر السجزي:
الحافظ الإمام علم السُّنَّة عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن أحمد الوائلي البكري نزيل الحرم، مصري حدث عن أحمد بن فراس العبقسي وأبي عبد الله الحاكم وأبي أحمد الفرضي وحمزة المهلبي ومحمد بن محمد بن محمد بن بكر الهزاني وأبي عمر بن مهدي وعلي بن عبد الرحيم السوسي وأبي الحسين أحمد بن محمد المجبر وأبي محمد بن النحاس، وأبي عبد الرحمن السلمي وعبد الصمد بن زهير بن أبي جرادة الحلبي صاحب ابن الأعرابي وهذه الطبقة، رحل بعد الأربعمائة فسمع بخراسان والحجاز والشام والعراق ومصر، وعنه أبو إسحاق الحبال وسهل بن بشر الإسفراييني وأبو معشر المقرئ الطبري وإسماعيل بن الحسن العلوي وأحمد بن عبد القادر اليوسفي وجعفر بن يحيى الحكاك وجعفر بن أحمد السراج وخلق، وهو راوي الحديث المسلسل بالأولية، كان متقنًا مكثرًا بصيرًا بالحديث والسُّنَّة، قال أبو طاهر الحافظ: سألت الحبال عن الصوري والسجزي، أيهما أحفظ؟ فقال: السجزي أحفظ من خمسين مثل الصوري، مات بمكة في المحرم سنة أربع وأربعين وأربعمائة1.

63- الحبال:
الحافظ الإمام المتقن محدث مصر أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله النعماني -مولاهم- التجيبي ابن أبي الطيب الفراء، قال ابن سكرة: ولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة سمع من الحافظ عبد الغني وأحمد بن عبد العزيز بن ثرثال وعبد الرحمن بن عمر النحاس ومحمد بن أحمد بن شاكر القطان ومحمد بن ذكوان التنيسي وأحمد بن الحسين بن جعفر العطار وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي ومنير بن أحمد الخشاب والخطيب بن عبد الله ومحمد بن محمد النيسابوري وأبي عبد الله بن نظيف وخلق، روى عنه أبو عبد الله الحميدي وإبراهيم بن الحسن العلوي وأبو بكر عبد الباقي وابن ناصر الحافظ -وهو آخر من روى عنه بالإجازة- وعبد الكريم بن سوار التككي وعطاء بن هبة الله الإخميمي ووفاء بن دينار النابلسي ويوسف بن محمد الأردبيلي ومحمد بن محمد بن جماهر الطليطلي ومحمد بن إبراهيم البكري الطليطلي وأبو الفتح سلطان بن إبراهيم المقدسي وأبو الفضل محمد بن بيان الأنباري وأبو بكر محمد بن عبد الباقي وخلق، قال ابن ماكولا: كان الحبال ثقة ثبتًا ورعًا خيرًا، توفي سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة2.

64- السلفي:
أبو طاهر عماد الدين الحافظ العلامة أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الإصبهاني الجرواءاني ولد سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة تقريبًا وقدم إلى الإسكندرية في البحر سنة إحدى عشرة فاستوطنها خمسًا وستين سنة إلى أن مات، سمع الرئيس القاسم بن الفضل الثقفي وعبد الرحمن بن محمد بن يوسف القسري وسعيد بن محمد الجوهري ومكي بن منصور السلار ومحمد بن عبد الوهاب المديني وأبا مطيع الصحاف وأبا العباس بن أشتة وخلق بأصبهان.

----------------------------
1 تذكرة الحافظ ج3 ص1118، وحسن المحاضرة ج1 ص353، وشذرات الذهب ج3 ص271.
2 تذكرة الحافظ ج3 ص1191، وحسن المحاضرة ج1 ص353، وشذرات الذهب ج3 ص366.
----------------------------

ورحل إلى بغداد سنة ثلاث وتسعين فسمع من نصر بن البطي وأبي بكر الطوسي والحسين بن علي بن البسري وطبقتهم، وبالكوفة من أبي البقاء الحبال، وبمكة من الحسين بن علي الطبري، وبالمدينة من أبي الفرج القزويني، وبالبصرة من محمد بن جعفر العسكري، وبزنجان من أبي بكر أحمد بن محمد بن زنجويه وبهمذان من أبي غالب أحمد بن محمد العدل وبالري من صاحب البحر أبي المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الشافعي، وبقزوين من إسماعيل بن عبد الجبار المالكي وبمراغة من سعد بن علي المصري وبدمشق من أبي طاهر الحنائي، وبنهاوند من أبي منصور محمد بن عبد الرحمن بن غزو، وبأبهر من أبي سعيد عبد الرحمن بن ملكان الشافعي، وبواسط من أبي نعيم بن زيزب، وبساماس من محمد بن سعادة الهلالي، وبالحلة من محمد بن الحسن بن فدويه الكوفي، وبشهرستان من أبي الفتح أحمد بن محمد بن رشيد الأدمي، وبالإسكندرية من أبي القاسم بن الفحام الصقلي، وبقي في الرحلة بضع عشرة سنة، وسمع كثيرًا ونسخ بخطه الصحيح السريع، قال الذهبي: وكان متقنًا متثبتًا دينًا خيرًا حافظًا ناقدًا، انتهى إليه علو الإسناد، سمع منه أبو علي البرداني الحافظ والكبار، وحدث عنه الحافظ محمد بن طاهر والمحدث سعد الخير الأندلسي وأبو العز محمد بن علي السلقابازي والضياء بن هبة بن عساكر ويحيى بن سعدون القرطبي، وروى عنه القاضي عياض بالإجازة والحافظ عبد الغني المقدسي وعلي بن المفضل وربيعة اليمني وعبد القادر الرهاوي والشيوخ ابن راجح المقدسي وبعد القوي بن الحباب وخلق لا يحصون كثرة، توفي رحمه الله سنة ست وسبعين وخمسمائة1.

65- عبد الغني المقدسي الجماعيلي:
بن عبد الواحد بن علي بن سرور الحنبلي الحافظ الإمام محدث الإسلام أبو محمد، ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، سمع أبا المكارم بن هلال بدمشق وابن البطي وطبقتيهما ببغداد وأبا طاهر السلفي بالإسكندرية، وأقام عليه ثلاثة أعوام وأبا الفضل الطوسي بالموصل وعبد الرزاق بن إسماعيل القومساني بمهذان والحافظ أبا موسى المديني وأقرانه بأصبهان وعلي بن هبة الله الكاملي بمصر، وكتب ما لا يوصف كثرة، روى عنه ولداه أبو الفتح وأبو موسى وعبد القادر الرهاوي والشيخ موفق الدين والضياء وابن خليل والفقيه اليونيني وابن عبد الدائم وعثمان بن مكي الشارعي وأحمد بن الأرتاحي وإسماعيل بن غزون وبعد الله بن علاق ومحمد بن مهلهل الجيني -وهو آخر من روى عنه- قال ابن النجار: حدث بالكثير وصنف في الحديث تصانيف حسنة وكان غزير الحفظ من أهل الإتقان والتجويد، قيمًا بجميع فنون الحديث قال الذهبي: كان أمير المؤمنين في الحديث، وقال الضياء: كل من رأيت من المحدثين يقول: ما رأينا مثل عبد الغني. توفي رحمه الله يوم الاثنين اثنين وعشرين من ربيع الأول سنة ستمائة2.
----------------------------
1 تذكرة الحفاظ ج4 ص1298، حسن المحاضرة ج1 ص354، وشذرات الذهب ج4 ص255.
2 تذكرة الحفاظ ج4 ص1372، وشذرات الذهب ج4 ص345.
----------------------------

66- أبو الحسن علي بن فاصل:
بن سعد الله بن صمدون الصوري ثم المصري، قال الذهبي أكثر عن السلفي ورأس في الحديث، وقال ابن العماد في الشذرات: سمع بمصر من الشريف والخطيب وكتب الكثير، توفي في صفر سنة ثلاث وستمائة1.

67- علي الإسكندراني:
بن المفضل بن علي بن مفرج بن حاتم بن حسن بن جعفر الحافظ العلامة المفتي شرف الدين أبو الحسن اللخمي المقدسي ثم الإسكندراني المالكي، ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وتفقه بالإسكندرية على الإمام صالح بن بنت معافي وأبي الطاهر بن عوف وعبد السلام بن عتيق السفاقسي وأبي طالب اللخمي وسمع منهم ومن الحفاظ السلفي فأكثر عنه، كما سمع من القاضي أبي عبيد نعمة الله بن زيادة الله الغفاري ومن بدر الخداداذي وناب في الحكم مدة بالإسكندرية، روى عنه الزكيان المنذري والبرزالي والرشيد الآمدي والعلم عبد الحق بن الرصاص، والشرف عبد المالك بن نصر الفهري والمجد علي بن وهب القشيري وإسحاق بن بلكويه الصوفي والحسن بن عثمان القابسي محتسب الثغر والجمال محمد بن سليمان الهواري ومحمد بن مرتضى بن حاتم والشهاب القوصي والقاضي الشرف أبو حفص السبكي والنجيب أحمد بن محمد السفاقسي ومحمد بن عبد الخالق بن طرخان والمحيي عبد الرحيم بن الدميري وآخرون، قال الحافظ المنذري كان رحمه الله جامعًا لفنون من العلم، توفي في مستهل شعبان سنة إحدى عشرة وستمائة2.

68- ابن الأنماطي:
المصري الشافعي، ولد في حدود سنة سبعين وخمسمائة وسمع القاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي وأبا القاسم البوصيري وأبا سكينة وأبا الفتح المنداني ومحمد بن عبد المولى اللبني وشجاعًا المدلجي وأبا طاهر الخشوعي وأبا محمد بن عساكر وحنبل بن عبد الله، قال الذهبي: روى عنه البرزالي والقوصي والمنذري والكحال الضرير والصدر البكري وولده أبو بكر محمد بن الأنماطي قال عمر بن الحاجب: كان إمامًا ثقة حافظًا مبرزًا فصيحًا حصل ما لم يحصله غيره، توفي في رجب سنة تسع عشرة وستمائة3.

69- ابن دحية:
الإمام أبو الخطاب عمر بن حسن بن محمد الحميل بن فرج بن خلف الكبلي الداني ثم السبتي شيخ دار الحديث بالقاهرة، درس بها، وأدب الملك الكامل، كان بصيرًا بالحديث معتنيًا به، سمع بالأندلس أبا القاسم بن بشكوال وأبا عبد الله بن المجاهد وأبا بكر بن الجد وأبا عبد الله بن زرقون وأبا بكر بن جعفر اللمتوني وأبا القاسم بن حبش وطبقتهم، وسمع بمصر من البوصيري وطبقته، وسمع بواسط مسند الإمام أحمد من المنداني، ومعجم الطبراني من الصيدلاني.

----------------------------
1 حسن المحاضرة ج1 ص354، وشذرات الذهب ج5 ص10.
2 تذكرة الحفاظ ج4 ص139، وشذرات الذهب ج5 ص47.
3 تذكرة الحفاظ ج4 ص1403، وشذرات الذهب ج5 ص84.
----------------------------

وكان معروفًا بالمجازفة والدعاوى العريضة رغم كثرة علمه وفضله، قال الحافظ الضياء: لقيته بأصبهان ولم أسمع منه شيئًا ولم يعجبني حاله، كان كثير الوقيعة في الأئمة ثم قال: وقد رأيت منه غير شيء مما يدل على ذلك، مات سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بعد أن عاش نيفًا وثمانين سنة1.

هؤلاء هم الذين سنحت لنا الظروف ترجمتهم من مشاهير أعلام الحديث في مصر فيما قبل سقوط بغداد، وإن كان هناك الكثير غيرهم ممن كان لهم جهد كبير في دراسة السُّنَّة رواية وتدوينًا، وحفلت بهم كتب الرجال، بما كان لهم من اتصال بعلوم الحديث في مدارسه المتعددة في القاهرة والإسكندرية وغيرها، وهم يعدون بالمئات، ولم يخل منهم زمان ولا مكان على امتداد البلاد المصرية، وكانت لهم آثار ظاهرة في نقل السُّنَّة ودراستها في تلك الأجيال المتعاقبة التي سبقت تلك الفترة التي اخترنا دراسة السُّنَّة فيها، ولكنهم -كما يبدو- لم يبلغوا في الحفظ والإمامة درجة الذين ترجمنا لهم في هذا الفصل، ولم تنوه بهم كتب الرجال مثلما نوهت بهؤلاء، وإن كان كل من هؤلاء وأولئك -ممن اعتمد على حفظه أو على كتابه- قد تضافرت جهودهم على دراسة السُّنَّة ونقلها والانتفاع بها، واستمرارها تنبض بالحياة وتعج بالحركة طيلة هذه القرون.

----------------------------
1 تذكرة الحفاظ ج4 ص1420، وشذرات الذهب ج5 ص160.
----------------------------



الفصل الأول: الصحابة والتابعون وأتباعهم 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصل الأول: الصحابة والتابعون وأتباعهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الأول: العصر الجاهلي.. الفصل الأول: الإنسانية في الاحتضار
» الباب الأول: الفصل الأول: مسوغات الخروج على عثمان
» الباب الثالث: السلطات العامة - الفصل الأول: السلطة التشريعية - الفرع الأول: أحكام مشتركة
» الباب الأول: الفصل الأول تعريف الإرهاب
» البـــــاب الأول ابـــن الجزري: دراسة حياته - الفصل الأول نشأة ابن الجزري وتكوينه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: مـدرسـة الحـديث في مـصـــر-
انتقل الى: