منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
الحــواس فـي القـــرآن الكـــريــم أحكـام صـلاة المـريض وطهـارته إلــــــــى كــــــــــل زوجـيــــــــــن مـــن أقـــــوال شيـــــخ الإســــلام لا عـلـيـك مـا فـاتـك مـن الـدنـيــا رؤية الخاطب مخطوبته قبل العقد شــاعر العـاميــة بيــرم التـونسي أحْلامٌ مِنْ أبِي باراك أوباما كُــــتُـبٌ غَــــــيُّـرَتْ الـعَـالَــــــمْ مــصـــــر التي فـي خــاطـــــري الزعيـم الثــائر أحـمـــد عـــرابي مـحـاسـن العقيـــدة الإسـلامـيـــة الرحـالة: أبي الحسن المسعـودي رضـــي الله عـنـهـــم أجـمـعـــين الأسئلة والأجــوبــة في العقيــدة النـهـضــة اليـابـانـيــة الـحـديثــة الحجاج بـن يــوســف الـثـقـفــي قـصــة حـيـاة ألـبرت أيـنـشـتــاين الأمثـــال لأبـي عبيــد ابن ســلام الإسـلام بيـن الـعـلـم والـمــدنـيــة
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سمات الأحرف السبعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51137
العمر : 72

سمات الأحرف السبعة Empty
مُساهمةموضوع: سمات الأحرف السبعة   سمات الأحرف السبعة Emptyالأربعاء 22 مايو - 7:53

سمات الأحرف السبعة
سمات الأحرف السبعة Ocia1987
1- نص الأحاديث:
الحديث الأول:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكدت أساوره (1) في الصلاة فتصبَّرتُ حتى سَلَّمَ، فلببته بردائه فقلت: مَنْ أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: كذبت، أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال: ((أرسله، اقرأ يا هشام)) فقرأ القراءة التي سمعته، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كذلك أنزلت)) ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((اقرأ يا عمر)) فقرأت التي أقرأني، فقال: ((كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه)) (2).

__________
 (1) أي أواثبه وأقاتله، النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، ج2، ص 420.
 (2) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗاۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمُۢ) [المزمل: 20]، 7111، وفي فضائل القرآن باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، 4706، وفي مواضع أخرى منه، كما رواه أيضاً: مسلم وغيرهما.
__________

الحديث الثاني:
عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عند أضاة بني غفار (1) قال: فأتاه جبريل عليه السلام فقال: ((إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف، فقال: أسال الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقال: أسال الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا)) (2).

الحديث الثالث:
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: لقي رسول الله صلى عليه وسلم جبريل فقال: ((يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين، منهم العجوز والشيخ والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتاباً قط))، قال: يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف (3).

__________
 (1) مستنقع الماء كالغدير، وهو موضع بالمدينة، انظر: (معالم السنن للخطابي، ج2، ص 160، النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، ج1، ص 53.
 (2) أخرجه: مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين، باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف رقم 820، وكذا أبو داود والنسائي وغيرهم.
 (3) أخرجه الترمذي في سننه، أبواب القراءات، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف.          
وقال عنه: هذا حديث حسن صحيح قد روي من غير وجه عن أبي بن كعب، ورواه الإمام أحمد في مسنده: 5/132.
__________


الحديث الرابع:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أقرأني جبريل على حرف، فراجعته فلم أزل أستزيده فيزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).


قال ابن شهاب: ((بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحداً، لا يختلف في حلال ولا حرام)) (1).

الحديث الخامس:
عن بسر بن سعيد رضي الله عنه قال: حدثني أبو جهيم: ((أن رجلين اختلفا في آية من القرآن قال هذا: تلقيتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال الآخر: تلقيتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسألا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((القرآن يُقرأ على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء في القرآن كُفر)) (2).

الحديث السادس:
عن أبي المنهال قال: بلغنا أن عثمان رضي الله عنه قال يوما وهو على المنبر: أُذكّر الله رجلا سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلها شاف كاف)) لما قام، فقاموا حتى لم يحصوا، فشهدوا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف))، فقال عثمان رضي الله عنه: وأنا أشهد معهم (3).

__________
 (1) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، وفي كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، كما رواه أيضاً: مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين، باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وغيرهما.
 (2) رواه الإمام أحمد في مسنده 4/169.
 (3) رواه أبو يعلى في مسنده الكبير وفيه راو لم يسم (مجمع الزوائد، ج7، ص 152)..
__________

ونكتفي بسوق هذه النصوص من الأحاديث الشريفة، وبقول د. حسن عتر (1) في توثيقها: ((وجدنا الحديث مرويا في أمهات كتب السنة، في الصحاح الستة، وغيرها،... وتبلغ عدة من روى الحديث من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نحو أربعة وعشرين صحابياً (2)،... فالحكم على حديث الأحرف السبعة بالشهرة من مسلمات علوم الحديث، لكن استفاضته البالغة، وتعدد أسانيده وانتشار شهرته، وكثرة رواته بما يمنع معه تواطؤهم على الكذب، يؤدي إلى الحكم بتواتره، لذلك نحكم بأن حديث (أنزل القرآن على سبعة أحرف) حديث متواتر قطعي الثبوت)).

2- أهم سماتها:
ومن خلال نصوص الأحاديث هذه تبرز أهم سمات الأحرف السبعة ومقتضياتها فيما يلي:
 (1) الأحرف السبعة أحداث بشواهد واقعية، تصور تعدداً في ألفاظ القراءة القرآنية التي أقرأها النبي -صلى الله عليه وسلم- لصحابته، فالتزم كل منهم قراءته بالتوجيه النبوي (فاقرؤوا ما تيسر منه).

 (2) تعددها (على حروف كثيرة) صواب بإطلاق، فلا تناقض بينها، وإنما تنوع وتغاير، (كلها شاف كاف).

 (3) استناد تعدد الحروف إلى الوحي، بإقراء النبي -صلى الله عليه وسلم- وإقراره (كذلك أنزلت) فهي توقيفية لا مدخل فيها لبشر.

 (4) تحديد المراد بها غير واجب على التعيين (3)، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يؤخر البيان عن وقت الحاجة، ولم يسأله الصحابة عنه، ولم يسأل التابعون الصحابة عنه، وقد يترجح بالقرائن لدى العلماء.

 (5) ضرورة وجوب تلقيها بالمشافهة والتلقين لا بالتشهي بمقياس ما.

__________
 (1) انظر: الأحرف السبعة ومنْزِلة القراءات منها: ص 107، 109، 110 باختصار.
 (2) أوصلهم السيوطي في شرح ألفيته في الحديث إلى نحو الثلاثين صحابياً (اللجنة العلمية).
 (3) انظر: المرجع السابق، ص 153-154.
__________

 (6) صحة تسمية الحرف قراءة (كما في الحديث الأول) وتحديدها في الاستزادة النبوية بسبعة حقيقة، في الألفاظ لا المعاني (1).

 (7) تيسيرها قراءة القرآن الكريم لجميع الأمة، بمراعاة الأعذار الضرورية فيها، معافاة من الله وتخفيفاً عليها، ونشراً للإسلام وكتابه الكريم.

 (8) تحريم المراء في القرآن الكريم، بالنِزاع في حروفه الثابتة، أو إنكار حرف منها، فهو كفر.

وقد كثرت أقوال العلماء في تحديد المراد بالأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن، واختلفت اجتهاداتهم، حسب ما يترجح بقرائن الأحوال فيه لدى كل منهم، ما بين اللغة أو اللهجة أو القراءة، وعدد كل منها في الواقع أو المراد به، وكيفية حصره.          

وقد نقلت في هذا أقوال لأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني المتوفى 255هـ، ثم لابن قتيبة: عبد الله بن مسلم المتوفى 276هـ في كتابه (تأويل مشكل القرآن) تعد هي الأولى (2) في تتبع وجوه الاختلاف وحصرها في سبعة لتوافق النص عليها في الحديث النبوي.

ولا تزال اجتهادات العلماء في تحديد المراد بالأحرف السبعة دائرة في نطاق لغة القرآن والحديث وواقع الأمة، وقد تتداخل الأقوال، كما تتوارد الآراء فيما بينها، ولكل اجتهاد قبوله وترجيحه، في مقابل غيره المرجوح لديه، وبهذا ونحوه -من دأب العلماء تتجلى- صورة مشرقة من تعلق المسلمين بكتاب ربهم، وتوفر علمائهم على دراسته التي لا يشبعون فيها منه، وهو لا يخلق على كثرة الرد، فلعل في كثرة هذه الاجتهادات حول أحرفه السبعة التي نزل عليها صورةً من هذه العلاقة التي لا تنقضي.

__________
 (1) انظر: الإبانة عن معاني القراءات، مكي بن أبي طالب، ص 72، 114.
 (2) انظر: تاريخ القرآن، د. عبد الصبور شاهين: 38, الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها، د. حسن عتر: 148.
__________

يقول د. رؤوف شلبي (1):
((لا ينبغي أن نماري في تحديد المراد من الحروف السبعة حتى لا ننقل العمل بالقرآن من الجو الإسلامي البنائي التطبيقي إلى قاعات البحث، دون أن ينفذ القرآن كإمام وأنيس في جميع مجالات الحياة، وذلك ما كان يحرص عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة... ولا نأبه بالعلمانية الاستشراقية الغربية التي تريد أن تميع الذاتية الإسلامية)).

3- بقاؤها وحكمتها:
بتدوين القرآن الكريم في المصاحف العثمانية وفق ما أنزل عليه من أحرفه السبعة بقيت محفوظة في السطور مع الصدور، -شأن القرآن- حفظاً إلهيا بقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ) [الحجر: 9].

يقول الزرقاني (2) -رحمه الله-:
((ولدينا دليل مادي أيضاً على بقاء الأحرف السبعة جميعاً، هو بقاء التيسير والتخفيف وتهوين الأداء على الأمة الإسلامية الذي هو الحكمة في الأحرف السبعة، فها نحن أولاء لا نزال نشاهد عن طريق القراءات المختلفة القائمة الآن سبيلا سهلاً قد وسع كافة الشعوب المسلمة، سواء منها الأمم العربية وغير العربية)).

فحيث الأعذار المتعددة لا تزال باقية، فتلاوة القرآن ميسورة كذلك دائماً، يقول الله تعالى: (وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ) [القمر: 17] فتيسر نشره، وسهلت تلاوته على المسلمين بسؤال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربه المعافاة والتخفيف على أمته، لتقرأه على امتداد الأزمنة والأمكنة، وتعدد الأحوال والأعذار المتنوعة، وإجابة الله إياه فيما وسعه على الأمة بتعدد الأحرف السبعة والقراءات القرآنية، كما شاء الله سبحانه وأنزل، فبلَّغ رسوله وعلّم -صلى الله عليه وسلم-.

__________
 (1) جواهر العرفان في الدعوة وعلوم القرآن: 59-60 باختصار.
 (2) مناهل العرفان، ص 154.
__________

4- علاقتها بالقراءات:
تعدُّ الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن الكريم أصلاً شرعياً في تنوع القراءات وتعددها، حيث هي وحي (كذلك أنزلت)، فهي للقراءات كالأصل للفرع، ويختلف العلماء في النسبة بينهما تبعاً لما يرجحه كل فريق في المراد بالأحرف: لغات ولهجات أو وجوه قراءات، من جهة، وفي كيفية رسمها على هذا المراد في المصحف من جهة أخرى.

وعليه ففي مجمل أقوالهم -وهي ثلاثة- بيان لعلاقة الأحرف السبعة بالقراءات القرآنية وتتلخص فيما يأتي:
القول الأول:
وهو مبني على أن المُراد بالأحرف لغات أو لهجات، وعليها دُوِّنَ المصحفُ الإمام، ولهجة قريش منها بالتحديد، فتكون القراءات القرآنية حرفاً واحداً فقط من الأحرف السبعة، هو الموافق للعرضة الأخيرة دون غيرها.

وينسب الإمامان ابن تيمية (1) ثم ابن الجزري (2) -رحمهما الله- هذا القول إلى جمهور من علماء السلف والخلف والأئمة، منهم ابن جرير الطبري (3).

وأمَّا القول الثاني والثالث:
فمبنيان على أن المُراد بالأحرف السبعة وجوه من القراءات، وعليها دون المصحف الإمام، فتكون القراءات القرآنية بعامة شاملة لجميع الأحرف السبعة، ضرورة إنزالها وحياً، وكتابتها وحفظها وجهاً ((فالقراءات الثابتة سواءً في ذلك العشر وغيرها هي بمجموعها مجموع الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن)) (4) وهو القول الثاني ((وعليه طوائف من الفقهاء والقراء وأهل الكلام)) كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (5) -رحمه الله-.

__________
 (1) مجموع الفتاوى، ج13/395.
 (2) النشر، ج1/41.
 (3) انظر: مقدمة الجزء الأول من تفسيره، ص 63-64، بتحقيق شاكر، دار المعارف، مصر.
 (4) الأحرف السبعة ومنَزلة القراءات منها، د. حسن عتر، 354.
 (5) مجموع الفتاوى، ج13/395.
__________

ثم القول الثالث:
وهو يفصّل من حيث ثبوت الأحرف ثبوتاً قطعياً عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فتشتمل القراءات القرآنية على الأحرف الثابتة قطعياً في العرضة الأخيرة في شكلين: فالمتفق (1) من القراءات رسماً يشتمل على كل من بعض الأحرف، والمختلف (2) منها رسماً يشتمل على بعض من بعض الأحرف، وأما ما لم يثبت من الأحرف فلم تشتمل عليه القراءات القرآنية، وبذلك لم يبق من الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية إلا ما يحتمله الرسم كله منها.

يقول د. حسن عتر (3):
((فالحكم الاجتهادي العام أن القراءات المقطوع بصحتها جميعاً، أخص من الأحرف، والأحرف أعم منها، والنسبة بين الأحرف والقراءات هي العموم والخصوص المطلق، والله أعلم)).

وأخيراً فباعتبار القراءة القرآنية الواحدة فرعاً عن الأحرف السبعة أيضاً، فإنها بكل رواية منها تشتمل على أنواع من جميع الأحرف، التي هي أوجه قرآنية عند من اعتبرها كذلك، فابن الجزري (4) مثلاً يقول: ((وأما هل هذه السبعة الأحرف متفرقة في القرآن فلاشك عندنا في أنها متفرقة فيه، بل وفي كل رواية وقراءة باعتبار ما قررناه في وجه كونها سبعة أحرف، لا أنها منحصرة في قراءة ختمة وتلاوة رواية، فمن قرأ -ولو بعض القرآن- بقراءة معينة، اشتملت على الأوجه المذكورة، فإنه يكون قد قرأ بالأوجه السبعة التي ذكرناها، دون أن يكون قرأ بكل الأحرف السبعة)).

__________
 (1) المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار، لأبي عمرو الداني، 92، 105.
 (2) المرجع السابق: الموضع نفسه.
 (3) الأحرف السبعة ومنَزلة القراءات منها، 358.
 (4) النشر، ج1/30.
__________

كما تشتمل -أيضاً- هذه القراءة القرآنية الواحدة على بعض الأحرف السبعة فقط، التي هي لغات سبع عند من اعتبرها كذلك، فأبو عمرو الداني رحمه الله مثلاً يقول (1): ((وأما هذه الأحرف السبعة، فإنها ليست متفرقة في القرآن كلها، ولا موجودة فيه في ختمة واحدة، بل بعضها، فإذا قرأ القارئ بقراءة من قراءات الأئمة، وبرواية من رواياتهم، فإنما قرأ ببعضها لا بكلها، والدليل على ذلك أنا قد أوضحنا قبل أن المراد بالسبعة الأحرف سبعة أوجه من اللغات، كنحو اختلاف الإعراب... إلخ)).

وقد يتبادر إلى الذهن أن الأحرف السبعة هي القراءات السبع، وليس الأمر كذلك؛ فلا خلاف في أن الأحرف السبعة ليست هي القراءات القرآنية المتواترة التي يقرأ بها من السبع أو العشر (2)، وقد أفتى بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- (3) فقال: ((لا نزاع بين العلماء المعتبرين أن الأحرف السبعة، التي ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن القرآن أنزل عليها ليست قراءات القراء السبعة المشهورة.. ولذلك لم يتنازع علماء الإسلام المتبعون، من السلف والأئمة في أنه لا يتعين أن يقرأ بالقراءات المعينة في جميع أمصار المسلمين)).

هذا من جهة الأحرف السبعة، وعليها بوصفها وحيا منَزلاً، من جهة، وتدوينها من المصاحف العثمانية من جهة أخرى، قامت القراءات القرآنية بتلقي الصحابة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن الكريم بحروفه مشافهة وتَلقينا، وعنهم أخذه التابعون من بعدهم كذلك، فتعددت قراءاته ورواياته وفق ضوابط منهجية دقيقة كل الدقة، في إطار متقن من المشافهة والتلقين.

__________
 (1) الأحرف السبعة للقرآن، تحقيق د. عبد المهيمن طحان، ص52.
 (2) يقول ابن الجزري: ((وذلك باتفاق علماء السلف والخلف)) ، النشر 1/40.
 (3) مجموع الفتاوى، ج13/390 باختصار.
__________



سمات الأحرف السبعة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سمات الأحرف السبعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 1- الأحرف السبعة
» النوع السابع: الأحرف السبعة والقراءات.
» مقارنة بين الأحرف السبعة والقراءات السبع
» مدى التزام الرؤية الاستشراقية للأحرف السبعة بالضوابط العلمية
» سمات رجل العقيدة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الاستـشـــــراق والاستـغــــــراب :: الرؤيـة الاستشراقية للأحرف السبعة-
انتقل الى: