1- الأحرف السبعة
1- الأحرف السبعة Ocia1984
الأحرف:
جمع قلة من (حرف) كفلس وأفلس.

ومما ورد عنه في لسان العرب (1):
((الحرف من حروف الهجاء معروف، واحد حروف التهجي، والأداة التي تسمى الرابطة، لأنها تربط الاسم بالاسم والفعل بالفعل، كعن وعلى ونحوهما.

والحرف في الأصل:
الطرف والجانب، وبه سمي الحرف من حروف الهجاء. وحرفا الرأس: شقاه.

وحرف السفينة والجبل جانبهما.

والجمع أحرف وحروف وحرفة.

وقال الأزهري: وكل كلمة تقرأ على الوجوه (2) من القرآن تُسَمَّى حرفاً)).

وفي تأويل مشكل القرآن (3):
((والحرف يقع على المثال المقطوع من حروف المعجم، وعلى الكلمة الواحدة، ويقع الحرف على الكلمة بأسرها، والخطبة كلها، والقصيدة بكمالها.

ألا ترى أنهم يقولون:
قال الشاعر كذا في كلمته، يعنون في قصيدته، والله جل وعز يقول: (يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدۡ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلۡكُفۡرِ وَكَفَرُواْ بَعۡدَ إِسۡلَٰمِهِمۡ وَهَمُّواْ بِمَا لَمۡ يَنَالُواْۚ وَمَا نَقَمُوٓاْ إِلَّآ أَنۡ أَغۡنَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ مِن فَضۡلِهِۦۚ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيۡرٗا لَّهُمۡۖ وَإِن يَتَوَلَّوۡاْ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ عَذَابًا أَلِيمٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَمَا لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ) [التوبة: 74]، وقال: (إِذۡ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَلۡزَمَهُمۡ كَلِمَةَ ٱلتَّقۡوَىٰ وَكَانُوٓاْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهۡلَهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا) [الفتح: 26]).

__________
 (1) لسان العرب: ابن منظور, مادة حرف.
 (2) هكذا في لسان العرب.
 (3) لابن قتيبة: ص 27.
__________

وقال أبو عمرو الداني (1):
 ((فأما معنى الأحرف التي أرادها النبي -صلى الله عليه وسلم- هاهنا فإنه يتوجه إلى وجهين: أحدهما أن يكون يعني أن القرآن أنزل على سبعة أوجه من اللغات..، والحرف قد يراد به الوجه بدليل قوله تعالى: (وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ) [الحج: 11]، فالمراد بالحرف هاهنا الوجه الذي تقع عليه العبادة... فلهذا سمى النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الأوجه المختلفة من القراءات، والمتغايرة من اللغات أحرفاً، على معنى أن كل شيء منها وجه على حدته غير الوجه الآخر...

والوجه الثاني من معنى الأحرف:
أن يكون -صلى الله عليه وسلم- سَمَّى القراءات أحرفاً على طريق السعة، كنحو ما جرت عليه عادة العرب في تسميتهم الشيء باسم ما هو منه، وتعلّق به،... فلذلك سَمَّى النبي -صلى الله عليه وسلم- القراءة حرفاً، وإن كان كلاماً كثيراً... على عادة العرب في ذلك، واعتماداً على استعمالها نحوه)).

فكلمة (حرف) تعني -في أصل وضعها اللغوي- نحو الطرف والجانب والحد، وتستعمل بعدة اعتبارات، أحدها هنا: الدلالة على ما تقرأ عليه ألفاظ القرآن الكريم.

والسبعة:
صفة الأحرف، للمذكر من العدد: فوق الستة ودون الثمانية (2)، فالأحرف السبعة هي التي ورد ذكرها في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشأن نزول القرآن الكريم عليها، وحياً من الله، فلقنها كما تلقَّاه، فهو أول من عبر عنها لصحابته وأمته من بعده، فنسبها إلى الوحي والحق والصواب وتيسير الله بها عليهم.

__________
 (1) الأحرف السبعة للقرآن (وهو قطعة من كتابه ((جامع البيان))، تحقيق د. عبد المهيمن طحان: 27-28 باختصار.
 (2) انظر: معجم متن اللغة، للشيخ أحمد رضا.
__________