منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الرسول ورسالة الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الرسول ورسالة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: الرسول ورسالة الإسلام   الرسول ورسالة الإسلام Emptyالإثنين 26 فبراير 2024, 8:46 pm

القسم الثالث
الرسول ورسالة الإسلام
الرسول ورسالة الإسلام Ocia1433
الباب الأول
صدق الرسول وصحة الرسالة
قيام الدولة الإسلامية وبدء الصراع الديني بين المسيحية والإسلام
فمنذ أن صدع الرسول الكريم برسالة الإسلام، وشرع ينشر الدعوة، وقعت المجابهة ما بين الدولة الإسلامية والدولة المسيحية البيزنطية... وترك مناخ الصراع هذا أثره على المرحلة اللاحقة في وقوع المجابهة المباشرة في أرض الإسلام إبان الحروب الصليبية، وامتدت مع ظهور أوروبة البرجوازية، وانتشار حركة الاستشراق التي كانت بادىء ذي بدء جزءاً من المشروع الاستعماري الغربي... ومن ثم وقوع الشرق في براثن الغرب، كما خلق مناخ عدم الثقة ما بين الشرق المسلم والغرب المسيحي، وما زالت آثاره ملموسة حتى اليوم.

الاستشراق الأداة الفكرية للإمبريالية ما بين الشرق والغرب
وإن كنا لسنا في معرض دراسة تاريخية لحركة الاستشراق، فلا مندوحة لنا من القول، إن مناخ المجابهة ما بين الشرق والغرب غالباً ما جعل الاستشراق أداة في هذا الصرع، فتكشفت  المواقف المعادية للرسول محمد ولرسالة الإسلام في محاولة التشكيك بصدق الرسول لتطعن من ثم بمصداقية الرسالة.

الكنيسة المسيحية معقل الهجوم على الإسلام
لقد كانت الكنيسة المسيحية في القرون الوسطى المعقل الأساسي للهجوم على النبي العربي -عليه السلام- وعلى رسالة الإسلام، فكان دورها الأول تغذية روح العداء، وإثارة الأحقاد الدينية، وإثارة روح التعصب الأعمى بذريعة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عدو المسيح، وأن الإسلام ينقض إلى مسيحية، ضاربة عرض الحائط بالحقائق الثابتة التي نادى بها الإسلام، وهي أنه جاء ليتمم لا لينقض، ناهيك باعترافه بسائر أنبياء التوراة، وأنه أحل المسيح -عليه السلام- منزلة رفيعة وكذلك والدته مريم البتول.. ورغم مواقف الإسلام الإيجازية من الشعوب والمعتقدات المسيحية، فإن الإسلام ورسول الإسلام ظلاً موضع الهجوم الشرس والعنيف.

ويبسط المستشرق الإنكليزي مونتجمري وات فكرته بدراسة الأحقاد المسيحية الموجهة ضد الإسلام بقوله:
((ليس بين كبار رجال العالم رجل كثر شانئوه كمحمد. ومن الصعب فهم السبب الذي دعا إلى ذلك. فلقد كان الإسلام خلال قرون عدة العدو الكبير للمسيحية، ولم تكن المسيحية، في الحقيقة، على اتصال مباشر بأية دولة أخرى منظمة توازي الإسلام في القوة. فلقد هوجمت الإمبراطورية البيزنطية بعد أن فقدت مقاطعاتها في سورية ومصر في آسية الصغرى وافريقية، بينما كانت أوروبة الغربية مهددة في أسبانية وصقلية.

وأخذت الدعاية الكبرى في العصور الوسطى، حتى قبل أن توحد الحرب الصليبية اهتمام المسيحيين حول طرد العرب من الأرض المقدسة، تعمل على إقرار فكرة (العدو الأكبر) في الأذهان، ولو كانت تلك الدعاية خالية من كل موضوعية.

وأصبح محمد "ماهومد" (أميو الظلمات) حتى إذا ما حل القرن الحادي عشر كان للأفكار الخرافية المتعلقة بالإسلام والمسلمين والقائمة في أذهان الصليبيين تأثير يؤسف له: فلقد أنذر الصليبيون بأن ينتظروا أسواً الأمور من الأعداء، ولما وجدوا بين هؤلاء الأعداء كثيراً من المحاربين الفرسان شعروا بالريبة من السلطات الدينية المسيحية. ولهذا حاول بطرس الراهب أن يعالج هذا الوضع بإذاعة معلومات أصدق عن محمد والديانة التي يدعو لها. وقد حدث فيما بعد تطور كبير في هذا السبيل ولاسيما منذ قرنين من الزمن، وإن ظل كثير من الأوهام عالقاً في الأذهان)).

النقد الاستشراقي لموقف الكنيسة المتعنتة
ومع تكون الوعي لدى العسكرين الغربيين، بعد تحررهم من سيطرة الكنيسة ومن أساليبها الدعائية المضللة، اتجه الإستشراق إلى دراسة المواقف العدائية للكنيسة، ووضعها تحت مجهر النقد بأقلام غربية منصفة. ف

قد ناقش الكاتب الأيرلندي برنارد شو بحيادية المفكر وموضوعية العالم مواقف الكنيسة المسيحية من الإسلام في القرون الوسطى، وأظهر أنها لم تصدر إلا عن التعصب الذميم، ورَدَّ على فرية أن محمداً عدو المسيح، وجل ما عمله أنه أسقط الوثنية ونادى بوحدانية الله سبحانه وتعالى، فكان بذلك المنقذ والمحرر.

يقول برنارد شو:
((لقد طبع رجال الكنيسة في القرون الوسطى دين الإسلام بطابع أسود حالك، إمَّا جهلاً وإما تعصباً، إنهم كانوا في الحقيقة مسوقين بعامل بغض محمد ودينه، فعندهم أن محمداً  كان عدواً للمسيح. ولقد درست سيرة محمد الرجل العجيب، وفي رأي أنه بعيد جداً من أن يكون عدواً للمسيح. إنما ينبغي أن يدعى منقذ البشرية)).



الرسول ورسالة الإسلام 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الرسول ورسالة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرسول ورسالة الإسلام   الرسول ورسالة الإسلام Emptyالإثنين 26 فبراير 2024, 8:47 pm


وما هو إلا بَشَرٌ يُوحَى إليه، ونفي تهمة الألوهيه عن محمد
ويذهب الباحث الإنكليزي الكولونيل بودلي في كتابه: "حياة محمد" إلى أن كثيراً من المستشرقين والكتاب الغربيين قد وقعوا في شرك التعصب، الذميم بسبب انجرافهم بتيار ترويج الأباطيل والسخافات عن الإسلام منذ الحروب الصليبية جراء (أنهم لم يفهموا محمداً وشريعته)، التي هي الدعوة إلى السلام والتسليم لإرادة الله ووحدانيته.

كما كتب بودلي في دفاعه عن الرسول والرسالة مجاهراً بقوله:
((إن من أعظم الكبائر في نظر الإسلام الشرك بالله..، وإن محمداً لم يدع لنفسه صفة إلهية، وكثيراً ما صرح بأنه بَشَرٌ يُوحَى إليه، وأن السبب في سرعة انتشار الإسلام عن غيره من الأديان، وهو عدم ادّعاء النبي صفة إلهية، وعدم دعوته إلى عبادة شخصه، وكذلك تسليم القرآن بصحة الديانات المنزلة من قبل)).

وبدوره يفند المستشرق هنري دي كاستري في كتابه: "الإسلام خواطر وسواخ"  تهمة الألوهية عن محمد، بقوله:
((وذهبوا إلى أن محمداً وضع دينه بادعائه الألوهيةـ ومن المستغرب قولهم: إن محمداً الذي هو عدو الأصنام ومبيد الأوثان، كان يدعو الناس  لعبادته في صورة وثن من ذهب. بل لقد أغرق خيالهم في الضلال. فذهبوا إلى أبعد من ذلك.. وذهبوا إلى صورة "ماهومت" كانت تصنع من أنفس الاحجار والمعادن بأحكم صنع وأدق إتقان)).

ومن ثم يخلص إلى القول:
((ولقد أطلنا القول في تلك الأضاليل لأن تاريخ إسكندر المذكور لم يزلها، ولأنها تركت أثراً في الأذهان وصل إلى أهل هذه الأيام، وتشبَّعت به أفكارهم في النبي وكتابه)).

محمد والحقيقة التاريخية
وكان فيمن تصدى للأقلام المغرضة المستشرقة الإيطالية لورا فكشيا فالييري (1839 -1897م) التي طفقت تدافع في القرن التاسع عشر عن الرسول العربي، وتُفَنِّدُ الأكاذيب التي كانت تُشاع عنه في القرون الوسطى، والتي لم تعُد تمتلك القوة لتضليل العقول في عصر العلم والمعرفة، والدراسات التاريخية والاجتماعية والدينية والفلسفية المقارنة، وسلم العديد من المصدقين بصحة الرسالة الإسلامية وعظمتها، وظهورها كانقلاب غير وجه العالم، وأثر على سيرورة الحياة ألإنسانية، ولم يتردد الكثير من المستشرقين أن رفعوا عقيرتهم إيماناً بالإسلام، والجهر بأن الرسول محمداً -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء.

ولا يسعنا في هذا الصدد إلا أن نقل ما كتبته تلك الإيطالية الدارجة في أرض البابوية بكتابها: "الأديان":
((انه مما لا شك فيه أن وصف (محمد) بتلك الأكاذيب التي كانوا يشيعونها في القرون الوسطى عنه وعن ديانته، قد خفت كثيراً في هذا العصر، وصاروا ينشدون الحقيقة التاريخية عن محمد، وعن الإسلام الذي قلب وجه العالم، وإن جماعة من المستشرقين يؤيدون رسالة محمد، ويقولون إنه خاتم الرسل)).

هذا، ووقف المستشرق السويسري حنا دا قنبرت (1826 - 1912م) مواقف جميلة في دفاعه عن الرسول بعد دراسته الوثائق التاريخية لاستنباط الحقائق الثابتة فيها يتعلق بمناقبه، فَأَكَّدَ في كتابه: "محمد والإسلام"، عظمة الرسول: ((إنه كلما ازداد الباحث تنقيباً في الحقائق التاريخية الوثيقة المصادر فيها يخص الشمائل المحمدية، ازداد احتقاراً لأعدائه الذين أشرعوا أسنة الطعن في محمد قبل أن يعرفره، ونسبوا إليه ما لا يجوز أن ينسب إلى رجل حقير فضلاً عن رجل كمحمد الذي يحدثنا التاريخ عنه أنه رجل عظم)).

شهرة الرسول في  أوروبه عهد القرون الوسطى
ومهما يكن أثر الكنيسة البالغ في تشكيل اتجاهات الرأي العام الأوروبي المعادي أساساً للإسلام، لان اسم الرسول معروفاً جيداً في أوروبة -القرون الوسطى-، وبأنه نبي مرسل جاء لِيُتَمِّمَ الرسالات السابقة.

وقد ورد في الموسوعة الفرنسية الكبرى ما يؤكد هذه الحقيقة بما ترجمته:
((ان اسم محمد معروفاً في أوروبة في القرون الوسطى بأنه نبي، وأنه خاتم النبيين، وقد جاء ليُتِمَّ التعاليم السابقة)).

صحه الرسالة وصدق الرسول
لقد كان كتاب الأبطال الذي ألفه توماس كارليل أثره البالغ على حركة الأستشراق، فكان لاقتناعه بصحة رسالة الإسلام وصدق الرسول، ما حمل الكثير من العسكرين على إعادة حساباتهم، وتخلي آخرين عن غلوائهم وتعصبم الديني...

لقد قدر كارليل الرسول حق قدره، وعرف مكامن عظمته، ونواحي عبقريته، فكان أن خلص إلى ما  مؤداه:
آن الأوان لبعض مفكري الغرب أن يدركوا صحة رسالة الإسلام، التي لو لا اعتمادها على الصدق، واشتمالها على الخير والعظمة والقوة » لما استمرت تاريخياً، ولما استطاعت أن تنشي، أمة وتبني حضارة، فكانت سراجاً وهاجاً أضاء العالم الغارق في ظلماته، وأنار السبيل أمام البشرية لإخراجها من دياجير الظلمة إل ساطع الأنوار...

يقول الباحث الانكليزي مونتجمري وات في كتابه: "محمد في مكة"، دارساً صورة الوعي النبوى عند محمد، متطرق لأثر كارليل على وعي الغرب وإدراكه الحقيقة المحمدية، ومواقف الكتاب الغربيين السابقة، يقول:
((منذ أن قام كارليل بدراسته عن محمد في كتابه (الأبطال وعبادة البطل) أدرك الغرب أن هناك أسباباً وجيهة للاقتناع بصدق محمد. إذ أن عزيمته في تحمل الاضطهاد من أجل عقيدته، والخلق السامي للرجال الذين آمنوا به، وكان لهم بمثابة القائد، وأخيراً عظمة عمله في منجزاته الأخيرة، كل ذلك يشهد على استقامته التي لا تتزعزع. فاتهام محمد بأنه (دجال) يثير من المشاكل أكثر مما يحل. ومع ذلك فليس هناك شخصية كبيرة في التاريخ حط من قدرها في الغرب كمحمد. فقد أظهر الكتاب الغربيون ميلهم لتصديق أسواً الأمور عن محمد، وكلما ظهر أي تفسير نقدي لواقعة من الوقائع ممكناً قبلوه)).



الرسول ورسالة الإسلام 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الرسول ورسالة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرسول ورسالة الإسلام   الرسول ورسالة الإسلام Emptyالإثنين 26 فبراير 2024, 8:47 pm


ويتحدث مونتجمري وات في مكان آخر مفنداً الأتهامات التي وجهت إلى الرسول وجلها اتهامات تمس ضمير أخلاقه، يقول:
((من الضروري في العالم الحديث حيث تتزايد الأتصالات الوثيقة بين المسيحين والمسلمين، أن يحاول كل منهما الوصول إلى نظرة موضوعية عن خلق محمد. فلقد كان التشهير الذي لقيه الكتاب الأوروبيين يتبعه غالباً تعظيم رومانطيقي لشخصيته، وهو تعظيم قام به غيرهم من الأوروبيين والمسلمين، وهدف الدراسة التي تقوم بها أن تعمل على تكوين موقف واقعي من الأنتقادات المتعلقة بالاخلاق، وكان موضوعها محمداً وقد خلفتها لنا القرون الوسطى. ة تدور هذه الانتقادات حول ثلاث مسائل رئيسية: الخداع، الشهوانية، عدم الوفاء...

لقد نفي كارليل منذ أكثر من مئة سنة تهمة الخداع، ومن ثم جعل العلماء يرفضونها أكثر فأكثر، ومع ذلك لا تزال، في بعض الأحيان، يتهم بها محمد.. وأقصى ما يصل إليه هذا إلرأي القول بأن محمداً لم يكن يؤمن بما يوحى إليه، وأنه لم يتلق الوحى من مصدر خارجى عنه بل أنه ألف الآيات عن قصد ثم أعلنها للناس بصورة خدع بها الناس وجعلهم يتبعونه فضمن لنفسه بذلك من السلطة ما يرضي طموحه وحبه للمتعة...

ومثل هذه النظرة للأمور غير معقولة. وذلك لأنها لا تفسر لنا بصورة مرضية لماذا كان محمد، في الفترة المكية، مستعداً لتحمل جميع صنوف الحرمان ولماذا فاز باحترام رجال شديدي الذكاء ذوى اخلاق مستقيمة.. كما أن ذلك لا يجعلنا نفهم كيف نجح في تأسيس ديانة عالمية أنجبت رجالاً قداستهم واضحة للعيان، لا يفسر كل ذلك بصورة مرضية إلا إذا افترضنا صدق محمد أي أن نعتقد بأنه كان مقتنعاً حقاً بأن القرآن ليس ثمرة خياله بل أن كل ما نزل عليه كان من الله فهو بذلك حق)).

يتابع مونتجمري وات قوله دارساً آراء الرسول ومواقفه وتفريقه بين ما هو وحي إلهي، وما هو آراؤه الخاصة، بقوله:
((ومهما كانت طريقته، على كل حال، فقد كانت لديه وسيلة ما، بدون شك، لمعرفة ما إذا كان الوحي الذي ينزل عليه هو من عند الله حقاً. ويعني القول بأنه كان صادق، إنه إذا كان ينظر للكلام الذي يسمعه على أنه نازل من عد الله، فذلك لانه كان  يعتقد ذلك حقاً، ولا يخلط بينه وبين أفكاره الشخصية.. ليست هناك أسباب كامنة لاعتبار محمد دجالاً بل هناك على العكس أسباب قوية تؤكد صدقه. ونستطيع في مثل هذه الحالة الخاصة أن نبلغ درجة عالية من اليقين)).

سقوط أدلة اتهام رسول الله
ومن جانبه أكد  المستشرق السويسري جون وانتبورت في كتابه: «محمد والقرآن» أن الدراسات التاريخية تسقط كل الاكاذيب التي أشاعها أعداء الإسلام من جهة، وتؤكد من جهة أخرى عظمة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- ومكانته التاريخية، من عظمة الرسالة التي حملها للبشرية.

يقول جون وانتبورت:
((بقدر ما نرى صفة محمد الحقيقية بعين البصيرة والتروي في المصادر التاريخية الصحيحة، بقدر ما نرى من ضعف البرهان وسقوط الأدلة لتأييد أقوال الهجو الشديد» والطعن القبيح الذي اندفن على رأسه، وانهار عليه من أفواه المغرضين، والذين جهلوا حقيقة محمد ومكانته، ذلك الرجل العظيم عند كل من درس صفاته العظيمة، كيف لا وقد جاء بشرع لا يسعنا أن نتهمه فيه)).

ما كان محمد مشعوذاً ولا ساحراً
أمَّا العلامة والمستشرق الألماني كارل هينرش بيكر (1876 -1937م) مؤسس مجلة العالم الإسلامي، الذي شهر عنه محبته عالمي العروبة والإسلام، فقد وقف موقفاً نزيهاً في الدفاع عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مسخفاً مَنْ اتهمه بالسحر والدجل، ورأى بالرسول رجلاً عظيماً، جديراً بكل محبة وتجلة وتعظيم للمبادىء السامية التي نشرها، والتي هي قمينة بأن تتبع.

يقول  كارل هينرش بيكر في كتابه: "الشرقيون":
((لقد أخطاً مَنْ قال إن نبي العرب دجال أو ساحر لأنه لم يفهم مبدأه السامي، إن محمداً جدير بالتقدير، ومبدؤه حري بالاتباع، وليس لنا أن نحكم قبل أن نعلم، وإن محمداً خير رجل جاء إلى العالم بدين الهدى والكمال، كما أننا لا نرى أن الديانة الإسلامية بعيدة عن الديانة المسيحية)).

ويتحدَّث المسشرق والمؤرخ الروسي العلامة جان ميكائيليس (1717-1791م) في كتابه "العرب في آسية" باللهجة نفسها التي تكلم بها كارل هينرش بيكر، في دحض مزاعم الشعوذة والسحر التي ألصقها بالرسول الستشرقون المتعصبون، وشدد على اهمية الرسالة التي حملها للناس فكانت لصلاح الإنسانية ومتمشية وروح المجتمعات في كل العصور.

يقول العلامة جان ميكائيليس:
((لم يكن محمد نبي العرب المشعوذ ولا الساحر، كما اتهمه السفهاء في عهده، وإنما كان رجلاً ذا حنكة وإدارة وبطولة وقيادة وأخلاق وعقيدة، فلقد دعا لدينه بكل صفات الكمال، وأتى للعرب بما رفع فيه شأنهم، ولم نعرف عن دينه إلا ما يتلاءم مع العصور مهما تطورت، ومَنْ يتهم محمداً ودينه بخلاف هذا فإنه ضال عن الطريقة المُثلَى، وحَرِيٌ بكل الشعوب أن تأخذ بتعاليمه)).

دفع تهمه الصرع والهستريا عن الرسول
هذا، وقد ذهب بعض الحاقدين على الدين الإسلامي في معرض هجومهم على الرسول محمد، إلى اتهامه بالصرع والجنون للتشكيك بالدين الإسلامي ككل، وأن ما جاء به ليس وحي الله أو لا يعدو حالة من حالات صرع تنتابه....، ووقف المفكر ر.ف. بودلي موقفاً مفنداً هذه الترهات والأراجيف  دافعاً هذه الادعاءات المغرضة بالنظرة العلمية الدقيقة والواعية.



الرسول ورسالة الإسلام 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الرسول ورسالة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرسول ورسالة الإسلام   الرسول ورسالة الإسلام Emptyالإثنين 26 فبراير 2024, 8:48 pm


يقول المفكر ر.ف. بودلي في كتابه: «الرسول، حياة محمد»:
يذكر الأطباء أن المصاب بالصرع، لا يفيق منه إلا وقد ذخر عقله بأفكار لامعة، وأنه لا يصاب بالصرع من كان في مثل الصحة التي يتمتع بها محمد حتى قبل مماته بأسبوع واحد، وما كان الصرع يجعل من أحد نبيا أو مشرعاً، وما رفع الصرع أحداً إلى مركز التقدير والسلطان يوماً، وكان من تنتابه مثل هذه الحالات في الأزمنة الغابرة يعتبر مجنوناً أو به مس من الجن، ولو كان هناك من يوصف بالعقل ورجاحته فهو محمد)).

أمَّا المستشرق اسبرنغر، فقد ذهب في كتابه: "حياة محمد وعمله" إلى أن عوامل البعثة كانت نوبات هستيريا اشتهرت باسم شوتلاين، ولكن سوك هر غرنجه، يرى ضحالة هذه الأراد وأسسها الواهية، فيقول: ((يجب ان نقر بأن قيمة محمد انما هي ما يميزه عن سائر الهستيريين)).

ولقد رد كل من ول ديورانت، وموتجمري  وات، وهنري دي كاستري وسواهم إصابة الرسول بنوبات الصرع والهستيريا.

يقول ول ديورانت في كتابه: «قصة الحضارة»:
((ولكننا لا نسمع أنه عض في خلالها لسانه أو حدث ارتخاء في عضلاته كما يحدث عادة في نوبات الصرع. وليس في تاريخ محمد ما يدل على انحطاط قوة العقل التي يؤدي إليها الصرع عادة، بل نراه يزداد ذهنه صفاء، ويزداد قدرة على التفكير، وثقة بالنفس، وقوة في الجسم والروح والزعامة، كلما تقدمت به السن حتى بلغ الستين من العمر. وقصارى القول إنا لا نجد دليلاً قاطعأ على أن ما كان يحدث للنبي كان من قبيل الصرع. ومهما يكن ذلك الدليل فإنه لا ينقع أي مسلم متمسك بدينه)).

أمَّا مونتجمري وات فإنه يقول في كتابه: "محمد في مكة":
((وليست طبيعة التجارب التي من هذا النوع -يجب الإلحاح على ذلك- مهمة بالنسبة للفقيه المسلم والمسيحي، والتأكيد بأن رؤى محمد كانت أوهاماً، كما قال البعض، هو إصدار حكم فقهي دون الأطلاع الكافي على ما حدث، وبالتالي التدليل على جهل مؤلم بالعلم، والرأي السليم، لمؤلفين كـ بونلين (Ponlain) ولعلم الفقه الصوفي الذي يمثلونه...

إن معرفة ما إذا كانت الرؤى خارجة أو خيالية أو عقلية لا يكون معياراً للحكم على حقيقتها أو صحتها.. ولا شك أن التجارب (الخارجية) أكثر تأثيراً فيمن يهتم بها ولكن التجارب العقلية أسمى، لأن العقل اسمى من الحس.. وللمشكلة أهمية أساسية بالنسبة للأشخاص الذين يدرسون علم النفس الديني، ومن المفيد، ولا شك، مقارنة تجارب محمد بتجارب القديسين والمتصوفين   المسيحين...

أمَّا بالنسبة للفقيه والمؤرخ فإن الشيء الرئيسي هو أن محمداً قد مَيَّزَ ما يوحى إليه وبين أفكاره الخاصة. وكذلك فليس للمظاهر الجسدية لتلقي الوحي أية أهمية بالنسبة للفقه، وان كانت مهمة من الناحية التاريخية. ولقد أكد أعداء الإسلام غالباً أن محمداً كان مصاباً بالصرع، وأن تجاربه الدينية لهذا لا قيمة لها. ولكن الأعراض الموصوفة لا تشبه أعراض الصرع لأن هذا النقص يؤدي إلى تخناذل جسدي وعقلي، بينما ظل محمد حتى آخر حياته مالكاً لقواه العقلية، حتى ولو أمكن إدعاء ذلك فإن الحجة تظل مناقضة لكل رأي سليم إذ لم تقم إلا على الجهل والوهم، لأن المظاهر الجسدية الملازمة لا تثبت ولا تنفي قط بنفسها التجربة الدينية)).

ويرد الكونت هنري دي كاستري في كتابه: «خواطر وسوانح» على أولئك الذين أعماهم التعصب عن رؤية الحقيقة، بقوله:
((ومن ذلك الحين -أي البعثة- أخذت شفتاه تنطلقان بألفاظ بعضها أشد قوة وأبعد مرمي من بعض، والأفكار تتدفق من فمه على الدوام إلى أن يقف لسانه ولا يطيعه الصوت، ولا يجد من الألفاظ ما يعبر به عن فكر قد ارتفع عن مدارك الإنسان، وسما عن أن يترجمه قلم أو لسان. وكانت تلك الانفعالات تظهر على وجهه بادية، فظن بعضهم أن به جنة، وهو رأي باطل، لأنه بداأ رسالته بعد الاربعين، ولم يشاهد عليه قبل ذلك أى اختلال في الجسم أو اضطراب في القوة المادية، وليس من الناس من عرف الناس جميعاً أحواله في حياته كلها مثل النبي -صلى الله عليه وسلم- فلقد وصل المحدثون عنه أنهم كانوا يعدون الشعر الأبيض في لحيته، ولو أنه كان مريضاً لما أخفي مرضه، لأن المرض في مثل تلك الأحوال يعتبر أمراً سماوياً عند الشرقيين. وليست حالة محمد سر في انفعالاته وتأثراته بحالة ذي جنة، بل كانت مثل التي قال نبي بني إسرائيل في وصفها: لقد شعرت بأن قلبي انكسر بين أضلعي. وارتعشت مني العظام.. فصرت كالنشوان، لما قام بي من الشعور عند سماع صوت الله وأقواله المقدسة)).

ليس للكذب قوة الصدق
أمَّا الشاعر الفرنسي الكبير، الفونس دي لا مارتين (1790 - 1869م) الذي زار الشرق، ترك كتاباً عن رحلته عنوانه: «السفر إلى الشرق» تحدَّث فيه عن البلاد الإسلامية، وبحث في القيم التي نادى بها الإسلام، ودرس بقلب الشاعر وعقل المفكر صدق دعوته، فكان أن نافح عنه  ضد مَنْ يُرسل الترهات عن الخداع والنفاق.. فالكذب لن يستطيع الصمود طويلاً، وما كان بمقدور أي إنسان أن يحقق ما حققه رسول الله إلا بالصدق والصدق وحده. ترفده قدرة فكر ثاقب، وصلابة في الموقف، مكنه من أن ينقل أمته من الجاهلية الوثنية إلى نور الإسلام القائم على وحدانية الله كعقيدة، وحضارة رائعة في مجتمع إسلامي متسم بالتسماح والعدالة والاخاء بين المسلمين، يقول لامارتين في سياق دفاعه عن صدق دعوة رسول الله.

((أترون أن محمداً  كان أخا خدع وتدليس، وصاحب باطل ومين، كلا بعدما وعينا تاريخه، ودرسنا حياته، فان الخداع والمين والباطل والتدليس كل أولئك من نفاق العقيدة، كما انه ليس للكذب قوة الصدق...))..

إلى أن قال:
إن حياة محمد وقوة تامله وتفكيره وجهاده ووثبته على خرافات أمته، وجاهلية شعبه، وشهامته وجرأته وبأسه في لقاء ما لقيه من عبدة الأوثان، وثباته وتقبله سخرية الساخرين، وحميته في نشر رسالته  وحروبه التي كان جيشه فيها أقل نفراً من عدوه، ووثوقه بالنجاح وإيمانه بالظفر، وتطلعه إلى إعلاء الكلمة وتأسيس العقيدة، ونجواه التي لا تنقطع مع الله، كل هذا لأعظم دليل على أنه لم يكن يضمر خداعا، أو يعيش على باطل أو مين، بل كان وراءها عقيدة صادقة، ويقين مضيء في قلبه، وهذا اليقين الذي ملأ روحه هو الذي وهبه القوة، على أن يرد الحياة فكرة عظمة، وحجة قائمة ومبدأ مزدوجاً، وهو وحدانية الله سبحانه)).



الرسول ورسالة الإسلام 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الرسول ورسالة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرسول ورسالة الإسلام   الرسول ورسالة الإسلام Emptyالإثنين 26 فبراير 2024, 8:48 pm


وأمام إنكار بعض المستشرقين نبوة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، يقف المستشرق الفرنسي القس لوازون في كتابه: «الشرق»، مؤكداً أن محمداً نبىٌ مُرسل من الله، حمل رسالة الإسلام رسالة الحياة...:
((إن محمداً بلا التباس ولا نكران كان من النبيين والصديقين، وهو رسول الله القادر على كل شيء، بل انه نبي جليل القدر، ومهما تحدثنا عنه فليس بالكثير في حقه، لأنه جاء إلى العالم بدين جمع فيه كل ما يصلح للحياة)).

إن دراسة سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تؤكد أنه نبي صادق في دعوته ليس بدجال ولا مزور، وأن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان.

يقول المستشرق  الألماني ديسون (1817-م) في كتابه: "الحياة والشرائع":
((وليس يزعم أحد اليوم أن محمداً راح يُزَوّرُ دِيناً، وأنه كاذب في دعواه، أفَّاك في دعوته إذا عرف محمداً ودرس سيرته، وأشرف على ما يتمتع به دينه من تشريعات تصلح أن تظل مع الزمن مهما طال، وكُلُّ مَنْ يكتب عن محمد ودينه ما لا يجوز، فإنما هو من قلة التدبر وضعف الاطلاع)).

وتحدَّث المستشرق الألماني دي تريسي فردرمك (1821-1903م) في أحد مؤلفاته: «مقولات أرسطاطاليس» عن عظمة الإسلام الدين السماوي، مؤكداً صدق الرسول، وأنَّ مَنْ يقول غير ذلك مُكَابِرٌ يقلبُ الحقائقَ، ومُتَّهَمٌ بالبلادة الذهنية، بل الحق الصُّرَاحُ يتهم نفسه بنفسه.

يقول هذا الإنسان المنصف:
((إنا لو أنصفنا الإسلام لأتبعنا ما عنده من تعاليم وأحكام، لأن الكثير منها ليس في غيره، وقد زاده محمد نمواً وعظمة بحسن عنايته وعظيم إرادته، ويظهر من محمد أن دعوته لهذا الدين لم تكن الا عن سبب سماوي، انا نقول هذا لو أنصفناه فيما دعا إليه ونادى به، وإن مَنْ أتَّهَم مُحَمَّداً بالكذب فليتهم نفسه بالوهن والبلادة وعدم الوقوف على ما صدع به من حقائق)).

ويرى الباحث الأستاذ ولز، أن أسطع دليل على صدق الرسول يتمثل بإيمان أقرب المقربين إليه برسالة الإسلام حيث بشرهم بهاً، يقول:
((قد أجمعوا على أن أنصع الأدلة على صدقه كون أهله (أي النبي -صلى الله عليه وسلم-) وأقرب الناس إليه أول من آمن به، فقد كانوا مطلعين على جميع أسراره، ولو أرتابوا في صدقه لما آمنوا به)).

يقول المفكر اللبناني شبلي شميل (1860-1917م) في إحدى مقالاته التي نشرها في مجلة المقتطف:
((لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متمدين من أبناء هذا العصر أن يُصغي لِمَا يظن من أن دين الإسلام كذب، وأن محمداً خداع مزور، وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة، فإن الرسالة التي أدَّاها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير)).

أمَّا المستشرق الأسوجي كازانوفا (1837 -1903م) فقد كتب في مؤلفه: "حضارة الشرق"، يقول:
((يهمني أن أجهر أولاً بأني لا أسلم أصلاً بكل نظرية يفهم منها الريب بصدق محمد، وان سيرة النبي العربي من بدايتها إلى نهايتا تدل على أنه ثَبْتٌ رَصِينٌ أَمِينٌ، لا مناص من الإقرار بأن مُحَمَّداً كان على ذَكَاءٍ عَظِيمٍ)).

حقيقه الوحي
وذهب المستشرق الأسوجي رودلف دوتوراك (1852 - 1920م) أستاذ اللغات الشرقية في جامعة براغ، الذي ترجم حياة أبي فراس الحمدانى ودرس شعره، في مؤلفه هذا، إلى تأكيد صدق النبوة، ونزول الوحي على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من السماء، بالشريعة الإسلامية التي هي خلاصة الكمال الفكري.

يقول رودلف دوتوراك:
((ومما لا ريب فيه، أن محمداً نبي العرب كان يتحدث إلى الناس عن وحى من السماء، لأنه أتى إلى العالم بدعوة من ورائها المعجزات والآيات، وهي أعظم شاهد على مدعاه، ولا يجوز لنا أن نفند أراءه، بعد أن كانت أيات الصدق بادية عليها، فهو نبي حق، وأولى به أن يُتبع، ولا يجوز لِمَنْ لم يعرف شريعته أن يتحدَّث عنها بالسُّوء، لأنها مجموعة كمالات إلى الناس عامة)).

ويؤكد المستشرق الفرنسي الكونت هنرى دى كاستري (1853-1915م) في كتابه: «الإسلام» أن صدق الرسول نابع من صحة رسالته وعمق اقتناعه بها، يقول:
((ولسنا نحتاج في إثبات صدق (محمد) إلى أكثرمن إثبات أنه كان مقتنعاً بصحة رسالته وحقيقة نبوته. أما الغرض من تلك الرسالة بالأصل، فهو إقامة إله واحد مقام عبادة الأؤثان التي كانت عليها قبيلته مدة ظهوره)).

ويتابع الكونت هنري دي كاستري تأكيد صدق الرسول وصحة الرسالة، بأنه كان أمياً لا يقراً ولا يكتب، وبأنه كان يتلقى الوحي من السماء، ويرد على المتقولين على الرسول بأنه أخذ فكرة التوحيد من مطالعته التوراة والإنجيل، كما يؤكد حقيقة أن الآيات القرآنية لا يمكن أن تكون من صنع البشر.



الرسول ورسالة الإسلام 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الرسول ورسالة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرسول ورسالة الإسلام   الرسول ورسالة الإسلام Emptyالإثنين 26 فبراير 2024, 8:49 pm


يقول الكونت هنري دي كاستري:
((ما كان يقراً ولا يكتب، بل كان كما وصف نفسه مرارا -نبياً أمَّيًّا- وهو وصف لم يعارضه فيه أحد من معاصريه. ولا شك أنه يستحيل على رجل في الشرق أن يتلقى العلم بحيث لا يعلمه الناس، لأن حياة الشرقيين كلها ظاهرة للعيان، على أن القراءة والكتابة كانت معدومة في ذلك الحين من تلك الأقطار. ولم يكن بمكة قارىء أو كاتب سوى رجل واحد ذكره جارسين دي تاسي في كتابه الذي طبعه سنة 1874، كذلك من الخطاً -مع معرفة أخلاق الشرقيين - أن يستدل على معرفة النبي للقراة والكتابة باختيار السيدة خديجة (رضي الله عنها)، اياه لمتاجرها في الشام، ولم تكن لتعهد إليه بأعمالها إن كان جاهلاً غير متعلم، فإنا نشاهد بين تجار كل قوم غير العرب وكلاء لا يقرأون ولا يكتبون، وهم في الغالب اكثرهم امانة وصدقاً...

أمَّا فكرة التوحيد: فيستحيل أن يكون هذا الاعتقاد وصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من مطالعته التوراة والإنجيل، إذ لو قرأ تلك الكتب لردها، لاحتوائها على مذهب التثليث، وهو مناقض لفطرته، مخالف لوجدانه منذ خلقه، فظهور هذا الاعتقاد بواسطته دفعة واحدة هو أعظم مظهر في حياته، وهو بذاته أكبر دليل على صدقه في رسالته وأمانته في نبوته...

أمَّا صدق الرسول وسمو رسالته، فقد أخذ، كثير من رجال الكنيسة ومن رجال الأستعمار يشككون فيها، ورغم الوضوح الصارخ في صدق الرسول وفي سمو الرسالة الإسلامية، فإن رجال الدين من المسيحين ورجال الأستعمار لا يزالون يبدئون ويعيدون في ترداد التشكيك...

إلى هؤلاء وأولئك يقول الكونت:
والعقل يحار كيف يتأتى أن تصدر تلك الأيات عن رجل أمي، وقد اعترف الشرق قاطبة بأنها آيات يعجز فكر بني الإنسان عن الأتيان بمثلها لفظاً ومعنى)).

آخر الرسل
أمَّا المفكر لرثروب سودارد، ققد رأى بثاقب بصيرته أن محمداً آخر الرُّسُلِ وأنه جاء مقفياً على آثارهم، وان القرآن جاء مصدق للتوراة والإنجيل معاً:
((فالاعتقاد كل الاعتقاد بأنه لا إله إلا الله. وبأن محمداً رسوله من لدنه، كما أنزل في القرآن أن محمداً قد جاء بالقرآن مصدق للتوراة والإنجيل. وأنه خاتم النيين. بعث من قبله موسى وعيسى)).

أمَّا المستشرق الفرنسي دي سلان ماك غوين (1810- 1879م)، الذي وضع فهرس المخطوطات الشرقية، وترجمة لمقدمة ابن خلدون، تناول فيها الرسول العربي في إطاره التاريخي، والشريعة الإسلامية السمحاء، فوجده متقدماً على أقرانه من الرسل، ووجد الإسلام يتميز عن باقي الشرائع.

يقول دي سلان ماك غوين:
((إن العرب أمة تمتاز بكثير من الصفات، ولها دين جامع شامل، لا يعيبه إلا مَنْ يجهله، وصاحب دينهم محمد الفقير، وقبل أن نعرف الدين يجب أن نعرف مَنْ أتى به، وحقاً أقول ليس كمحمد في سلسلة الأنبياء، ولا كشريعته في سلسلة الشرائع، لا نبالغ إذا قلنا إن محمداً خير مَنْ أتى بشريعة، ولقد وقف في وجه الطغاة من قريش، حتى أتَمَّ ما أراد، وبلغ مُنتهى الطريق الذي سلكه وعمل له، وإذا به وبشريعته يتمتعان بذكر عاطر وحديث حسن، وليس باستطاعتنا أن نثير عليهما غبار الانتقاص)).

ورأى المستشرق الألماني الدكتور وايل (1818-1889م) أستاذ اللغات الشرقية ومدرس العربية والسريانية في جامعة باريس، ومترجم أطباق الذهب إلى الفرنسية، رأى في الرسول العربي مُصلحاً كبيياً، عظيماً في شخصه، كبيراً في دعوته، قميناً بالاحترام والتقدير، وكُلُّ مَنْ تحامل عليه جَاهِلٌ قَدْرَهُ.

يقول في كتابه: «تاريخ الخلفاء»:
((إنَّ مُحَمَّداً يستحق كل إعجابنا وتقديرنا كمصلح عظيم، بل ويستحق أن يطلق عليه لقب النبي، وألا يصفي إلى أقوال المغرضين وأراء المتعصبين، فإن محمداً عظيم في دينه وفي شخصيته، وكل من تحامل على محمد فقد جهله وغمطه حقه)).

بينما وجد غوستاف الثالث الأسوجي (1746- 1792م) أن الإسلام دينٌ حَرِيٌ أن يُتبع لبساطته كَدِينٍ، وسماحته كشريعة.

يقول في كتابه: «الإسلام في الحجاز»:
((إن الأساس للدين الإسلامي بسيط جداً وهو (لا إله إلا الله).. وأنَّ مُحَمَّداً هو الذي أتى بهذه الحقيقة، ولا يوجد في هذه الحقيقة ما يُصادم ويخالف علوم العصر الحالي، فَحَرٌي بهذا الدين أن يتبع)).

وقد درس بعض المستشرقين الإسلام فوجدوا ألاً تعارض بين وبين المسيحية، يقول الدكتور ويلسن اليوغسلافي (15 18 -1887) في إحدى محاضراته:
((إننا إذا لم نعتبر محمداً نبياً، فلن نستطيع أن ننكر أنه مرسل من الله، ذلك أنه ليس هناك غيره قد راح يفسر المسيحية الأولى تفسيراً رائعاً صادق، وأن دينه الذي جاء به لا يعارض الديانة المسيحية، وكل ما جاء به حسن)).



الرسول ورسالة الإسلام 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الرسول ورسالة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرسول ورسالة الإسلام   الرسول ورسالة الإسلام Emptyالإثنين 26 فبراير 2024, 8:50 pm


ويتحدث المستشرق الكندي جيبون (1773 -1827) في كتابه: " محمد في الشرق" عن النبي محمد ورسالة الإسلام، فيدفع كل الشكوك والظنون والأقاويل التي تدور حول صدق الرسول والرسالة، ويعتبر أن أي اتهام يوجه إلى هذا الدين هو من قبيل الجهل أو التعصب يقول:
((إن دين محمد خال من الشكوك والظنون، والقرآن أكبر دليل على وحدانية الله، بعد أن مر محمد عن عبادة الأصنام والكواكب. وبالجملة فدين محمد أكبر من أن تدرك عقولنا الحالية أسراره، ومن يتهم محمداً  أو دينه فإنما ذلك من سوء التدبير أو بدافع العصبية، وخير ما في الأنسان أن يكون معتدلاً في آرائه، ومستقيماً في تصرفاته)).

بينما دعا المستشرق الإسباني إريك بنتام (15 18 -1887) في كتابه: " الحياة " إلى وقوف المسيحيين والمسلمين على صعيد واحد، وفي خندق واحد، ونبذ العصبية العمياء والأطماع، وذلك لتأكيده أن المسلمين عميقو الإيمان، وأن الإسلام  دين الاخلاق السامية الرشيدة، يقول:
((إن الإسلام وتعاليم الرسول الكريم -محمد- قد تأصلت في نفوس المسلمين، وخلقت فيهم مناعة ضد قبول المذاهب الدينية المسيحية، وإن الخلاف الجوهري بينها وبين الإسلام يعود إلى أنه لا يرضى أن يشرك مع ربه أحد، وأن دين الإسلام هو دين الوداعة والوفاء والصدق والأمانة، وكل ما جاء به لا ينكره  الأذواق السليمة، والعقول الناضجة لذلك فإننا لو أنصفنا أنفسنا لوحدنا صفوفنا مع المسلمين ولنبذنا ما بنا من عصبية عمياء خلقها لنا ذوو الأطماع، وسنها لنا من دفعت به شهواته، وفي النفس ما فيها من التأثر البالغ من تلكم الفوارق التي أثبتها الدين)).

وفي هذا المنطلق يقول العلامة وأستاذ  علوم الكيمياء والفلك الفرنسي لوزون (1786 -1837) في كتابه: « الله في السماء، » » مقارناً ما بين الديانتين السماويتين الموسوية والمحمدية والإسلام) وفرق مابينهما من الأنضواء العرقي، والسماحة العالمية:
((وليس محمد نبي العرب وحدهم، بل هو أفضل نبي قال بوحدانية الله، وإن دين موسى وإن كان من الأديان التي أساسها الوحدانية إلا أنه كان قومياً محضاً وخاصاً ببني إسرائيل، وأما محمد فقد نشر دينه بقاعدتيه الأساسيتين وهما الوحدانية والبعث، وقد أعلنه العموم البشر في أنحاء المسكونة، وإنه لعمل عظيم يتعلق بالإنسانية جملة وتفصيلاً عند من يدرك معنى رسالة محمد الذي اعتنق مبدأه، وعمل على رسالته أربعمئة مليون من الناس. فرسول كهذا الرسول يجدر باتباع رسالته، والمبادرة إلى اعتناق دعوته، إذ أنها دعوة شريفة، قوامها معرفة الخالق، والحث على الخير، والردع عن المنكر، بل كان ما جاء به يرمي إلى الصلاح والإصلاح، والصلاح أنشودة المؤمن، هذا هو الدين الذي أدعو إليه جميع النصارى)).

أما الشاعر الفرنسي الكبير الفونس دي لا مارتين فقد أكد في مؤلفه: « رحلة إلى الشرق » صدق الرسول وصحة الرسالة، وكشف عن جوانب من عظمة النبي محمد ودين الإسلام، يقول:
((إن محمداً فوق البشر ودون الإله، فهو رسول بحكم العقل، ودلالات المعجزات تعضد ذلك، وإن اللغز الذي حله محمد في دعوته فكشف فيها عن القيم الروحية، ثم قدمها لأمة العرب ديناً سماوياً، وسرعان ما اعتنقوه، هو أعلى ما رسمه الخالق لبني البشر)).

هذا، وفي ختام مبحثنا عن الرسول في الدراسات الأستشراقية المنصفة، نرى أن أقوال الباحث الإنكليزي توماس كارليل عن صدق الرسول والرسالة، بما حوته من دفاع حار، وعقلانية واعية، وشاعرية جميلة، تشكل خير رد على مختلف أراجيف وادعاءات الباحثين والمستشرقين المغرضين، وأنارت السبيل أمام كل ناشد معرفة:
« لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متمدين من أبناء هذا العصر، أن يصغي إلى ما يظن من أن دين الإسلام كذب، وأن محمداً خداع مزور، وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً لنحو مئتي مليون من الناس أمثالنا خلقهم الله الذي خلقنا، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه  الملايين الفائتة الحصر والإحصار أكذوبة وخدعة؟ أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبداً، ولو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج، ويصادفان منهم مثل ذلك التصديق والقبول، فما الناس إلا بله ومجانين، وما الحياة إلا سخف وعبث، وأضلولة كان أول بها أن لا تخلق.

فوا أسفاه ما أسوأ مثل هذا الزعم، وما أضعف أهله وأحقهم بالرثاء والمرحمة. وبعد، فعلى من أراد أن يبلغ منزلة ما في علوم الكائنات، أن لا يصدق شيئاً البتة من أقوال أولئك السفهاء، فإنها ننتائج جيل كفر، وعصر جحود وإلحاد، وهي دليل على خبث القلوب، وفساد الضمائر، وموت الأرواح في حياة الأبدان، ولعل العالم لم ير قط رأياً أكفر من هذا وألأم، وهل رأيتم قط معشر الإخوان أن رجلاً كاذباً يستطيع أن يوجد ديناً وينشره.

عجباً والله ! إن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتاً من الطوب، فهو إذا لم يكن عليما بخصائص الجير والجص والتراب وما شاكل ذلك فما ذلك الذي يبنيه ببيت، وإنما هو تل من الأنقاض، وكثيب من أخلاط المواد. نعم، وليس جديراً أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرناً يسكنه مائتا مليون من الأنفس، ولكنه جدير أن تنهار أركانه فينهدم كأنه لم يكن. وإني لأعلم أنه على المرء أن يسير في جميع أمره طبق قوانين الطبيعة، وإلا أبت أن تجيب طلبه وتعطيه بغيته.

كذب والله ما يذيعه أولئك الكفار، وإن زخرفوه حتى خيلوه حقاً، وزور وباطل وإن زينوه حتى أوهموه صدق، ومحنة والله ومصاب أن ينخاع الناس شعوباً وأمماً بهذه الأضاليل، وتسود الكذبة وتقود بهاتيك الأباطيل. وإنما كما ذكرت لكم من قبيل الأوراق المالية المزورة، يحتال لها الكذاب حتى يخرجها من كفه الأثيمة، ويحيق مصابها بالغير لا به، وأي مصاب وأبيكم؟ مصاب كمصاب الثورة الفرنسية وأشباهها من الفتن والمحن تصيح بملء  أفواهها: " هذه الأوراق كاذبة "  أما الرجل الكبير خاصة، فإني أقول عنه يقيناً إنه من المحال أن يكون كاذباً، فإني أرى الصدق أساسه وأساس كل ما به من فضل ومحمدة، وعندي أنه ما من رجل كبير، ميرابو أو نابليون أو بارنز، أو كرمويل، كفء للقيام بعمل ما، إلا وكان الصدق والأخلاص وحب الخير أول باعثاته على محاولة ما يحاول، أعني أنه رجل صادق النية، جاد مخلص قبل كل شيء، بل أقول: إن الإخلاص -الإخلاص الحر العميق الكبير- هو أول خواص الرجل العضيم كيفما كان. لا أريد إخلاص ذلك الرجل الذي لايبرح يفتخر للناس بإخلاصه، كلا فإن هذا حقير جداً وأيم والله، هذا إخلاص سطحي وقح، وهو على الغالب غرور وفتنة، إنما إخلاص الرجل الكبير هو مما لا يستطيع أن يتحدث به صاحبه، كلا، ولا يشعر به بل لأحسب أنه ربما شعر من نفسه بعدم اخلاص، إذ أين ذاك الذي يستطيع أن يلزم منهج الحق يوماً واحدأ؟.

نعم إن الرجل الكبير لا يفخر بإخلاصه قط، بل هو لا يسأل نفسه أهي مخلصة أو بعبارة أخرى أقول إن إخلاصه غير متوقف على إرادته، فهو مخلص على الرغم من نفسه سواء أراد أم لم يرد، فهو يرى الوجود حقيقة كبرى تروعه وتهوله، حقيقة لا يستطيع أن يهرب من جلالها الباهر مهما حاول. هكذا خلق الله ذهنه، وخلقة ذهنه على هذه الصورة هي أولى أسباب عظمته، وهو يرى الكون مدهشاً ومخيفاً وحقاً كالموت وحقاً كالحياة، وهذه الحقيقة لا تفارقه أبداً وإن فارقت معظم الناس فساروا على غير هدى وخطوا في غياهب الضلال والعماية، بل تظل هذه الحقيقة كل لحظة بين جنبيه ونصب عينيه، كأنها مكتوبة بحروف من اللهب لا شك فيها ولا ريب. ها هي، ها هي، فاعرفوا هداكم الله أن هذه أولى صفات العظيم، وهذا وحده الجوهري وتعريفه، وقد توجد هذه في الرجل الصغير فهي جديرة أن توجد في نفس كل إنسان خلقه الله، ولكنها من لوازم الرجل العظيم، ولا يكون الرجل عظيماً إلا بها.

مثل هذا الرجل هو ما نسميه رجلا أصلياً صافي الجوهر، كريم العنصر  فهو رسول مبعوث من الأبدية المجهولة برسالة إلينا. فقد نسميه شاعراً أو نبياً أو إلهاً، وسواء هذا أو ذاك أو ذلك فقد نعلم أن قوله ليس بمأخوذ من رجل غيره، ولكنه صادر من لباب حقائق الأشياء. نعم، هو يرى باطن كل شيء لا يحجب عنه ذلك باطل الاصطلاحات، وكاذب الاعتبارات والعادات والمعتقدات وسخيف الأوهام والآراء، وكيف..؟ وإن الحقيقة تسطع لعينه حتى يكاد يعشي لنورها، ثم إذا نظرت إلى كلمات العظيم شاعراً كان أو فيلسوفاً أو نبياً أو فارساً أو ملكاً، ألا تراها ضرباً من الوحى؟ والرجل العظيم في نظرى لمخلوق من فؤاد الدنيا وأحشاء الكون، فهو جزء من الحقائق الجوهرية للأشياء، وقد دل الله على وجوده بعدة آيات، أرى أن أحدثها وأجدها هو الرجل العظيم الذي علمه الله العلم والحكمة، فوجب علينا أن نصغي إليه قبل كل شيء...

وعلى ذلك فلسنا نعد محمداً هذا قط رجلاً كاذباً متمنعاً يتذرع بالحيل والوسائل إلى بغية، أو يطمح إلى درجة ملك أو سطان، أو غير ذلك من الحقائق والصفائر. وما الرسالة التي أداها إلا حق صراح، وما كلمته إلا صوت صادق صادر من العالم المجهول. كلا، ما محمد بالكاذب ولا الملفق، وإنما هو قطعة من الحياة قد تفطر عنها قلب الطبيعة، فإذا هي شهاب قد أضاء العالم أجمع. ذلك أمر الله، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، وهذه حقيقة تدمغ كل باطل وتدحض حجة القوم الكانوين)).



الرسول ورسالة الإسلام 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الرسول ورسالة الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرسول ورسالة الإصلاح
» مع الرسول صلى الله عليه وسلم ( الرسول داعيا – 1 )
»  الرسول مربيًا
» الرسول مربيًا
» سياسة الرسول التوحيدية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الاستـشـــــراق والاستـغــــــراب :: الرسول في الدراسات-
انتقل الى: