منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الدعوة الإسلامية في مسيرتها الكفاحية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الدعوة الإسلامية في مسيرتها الكفاحية Empty
مُساهمةموضوع: الدعوة الإسلامية في مسيرتها الكفاحية   الدعوة الإسلامية في مسيرتها الكفاحية Emptyالخميس 08 فبراير 2024, 8:32 am

الفصل الثاني
الدعوة الإسلامية
في مسيرتها الكفاحية
المسلمون الأوائل وسرية  الدعوة
لقد كان قميناً بتلك الدعوة الإسلامية أن تكون كفاحية المسيرة، وخاصة فيما يتصل بانطلاقتها  التي بدأت سراً، ومن ثم بالمجاهرة والعلانية، إذ أقصرت بادىء ذي بدء على قلة من المسلمين، في طليعتهم زوج الرسول خديجة من النساء وأبو بكر من الرجال، وعلى بن أبي طالب من الفتيان، وزيد بن حارثة من الموالي، وبلال من العبيد.

ومن ثم انضم إلى صفوف المسلمين عدد من الرجالات الذين كان لهم دورهم البارز في التاريخ الإسلامي...

يتحاث « آتيين دينيه » عن تلك المجموعة الإسلامية الأولى وممارستها العقيدة سراً، وبالتالي مسيرة الحركة في هذه المرحلة بقوله:
((هذه المجموعة الصغيرة من المؤمنين كانت تحيا حياة مليئة بالانفعالات والعواطف. حقاً ما أجمل اجتماعهم في عبادة الله مستخفين عن أعين الناس. لشد ما كانوا يأخذون حذرهم كيلا يثيروا انتباه المشركين. وفي هذه الظروف لا يمكن للدعوة الإسلامية أن تنشر إلا سراً، وبين الأصدقاء، ولهذا كان تقدم الإسلام في سنواته الثلاث الأولى بطيئاً جداً)).

علانية ألدعوة وعداء قريش للإسلام
وبعد ثلاثة أعوام على بدء البعثة، انتقلت الدعوة إلى العلانية، حيث صدع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأمر رمه لنثر رسالة الإسلام انطلاقاً من عشيرته الأقربين، وبعدها إلى سائر أفراد قبيلته في قريش المكية....

ولم يلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا إعراضا وهزءاً جابههما  به سكان مكة، بل سرعان ماً ثارت ثائرة قريش حين دعاً -عليه السلام-  إلى نبذ عبادة  الأصنام، والالتفات إلى الديانة التوحيدية.... وكان قادة مكة من مشركي قريش متمسكين بتقاليدهم الدينية عكوفاً على الأوثان، ورموا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأقبح النعوت، من سحر وشعر وكهانة وجنون، وأطلقوا عليه لقب الصابىء لخروجه على عقيدة أجداده، وساموه مر العذاب...

ويتحدث المفكر الإنكليزي توماس كارليل عما لاقاه الرسول من عشيرته وعاناه في محاولته إقناع أفرادها بصحة ما يؤمن به، فقال:
((وجعل يذكر رسالته لهذا ولذاك، فما كان يصادف إلا جحوداً وسخرية، حتى أنه لم يؤمن به في خلال ثلاثة أعوام إلا ثلاثة عشر رجلاً، وذلك منتهى البط، وبئس التشجيع، ولكنه المنتظر في مثل هذه الحال، وبعد هذه السنين الثلاث أدب مأدبة لأربعين من قرابته ثم قام بينهم خطيبا فذكر دعوته، وانه يريد أن يذيعها في سائر أنحاء الكون، وأنها المسألة الكبرى بل المسألة الوحيدة، فيهم يمد إليه يده ويأخذ بناصره ؟ وبينما القوم صامتون حيرة ودهشة وثب على، وكان غلاماً في السادسة عشر، وكان قد أغاظه سكوت الجماعة فصاح في أشد لهجة أنه ذاك النصير والظهير. ولا يحتمل أن القوم كانوا منابذين محمداً ومعادينه وكلهم قرابته، وفيه أبو طالب عم محمد وأبو علي، ولكن رؤية رجل كهل أمي يعينه غلام في السادسة عشر، يقومان في وجه العالم بأجمعه كانت مما يدعو إلى العجب المضحك، فانفض القوم ضاحكين... ولكن الأمر لم يك بالمضحك، بل كان نهاية في الجد والخطر)).

اضطهاد قريش للرسول والمسلمين الأوائل
لكن عداء قريش لرسالة الإسلام لم تثن الرسول ولا المسلمين الأوائل عن عقيدتهم، فاستمر عليه الصلاة والسلام على نشر الدعوة بروح كفاحية مما لية، كما لم تستطع كل أساليب الاضطهاد والإرهاب أن تنتزع الإيمان من قلوب تلك العصبة الإسلامية الصغيرة بعددها، الكبيرة بإيمانها بالرسالة الجديدة.....

وإذا كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحظى  بحماية قبيلته - بنى هاشم - حسب الأعراف القبلية،  وكذلك بعض المؤمنين من أسرهم القرشية، تبعاً للأعراف نفسها، فقد لاق مستضعفو المسلمين أقس أنوع الظلم والاضطهاد، وعوملوا بمنتهى الوحشية، إذ تفنن القرشيون في عذابهم، حتى سقط منهم الشهداء، مما دل على الإيمان العميق لأولئك المسلمين الأوائل الذين صمدوا للهمجية الشرسة لمشركي قريش، ودلل صمودهم البطولي على قوة الإسلام ومنعته رغم طراوة عوده.

الصراع بين الوثنية والتوحيد
كان الصراع بين الوثنية والتوحيد على أشده، وقد تجل فيه الثبات على العقيدة والإيمان بالمبدأ لدى طرفي الصراع.... فمن جهة، كان القرشيون حريصين بالغ الحرص على طقوس عبادة أسلافهم، لاسيما وقد جاءت الدعوة الجديدة لتهدم كل معتقداتهم ولتضرب مصالحهم الأرستقراطية القائمة على ترابط العوامل السياسية والاقتصادية والدينية....

كفاحية الرسالة الإسلامية
ومن جهة ثانية، دلل صمود المسلمين الأوائل على أن العقيدة التي آمنوا بها هي أقوى من جميع نوازعهم، بلغ لديهم الثبات على المبدأ ذروة التضحية بالذات والمال في سبيل أن تبقي شعلة الإسلام متألقة نيرة...

وكان نضال الرسول ملحمياً، لم إيمانه بالرسالة عميقاً، لم تثنه مواقف قومه عن المضي في نشر  الدعوة.

مما  تحدث عنه المستشرق الإيطالي ميخائيل ايمارى في كتابه (تاريخ المسلمين)، فقال:
((وحسب محمد ثناءً عليه أنه لم يساوم ولم يقبل المساومة لحظة واحدة في موضوع رسالته على كثرة فنون المساومات واشتداد المحن وهو القائل "لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته ". عقيدة راسخة، وثبات لا يقاس بنظير، وهمة  تركت العرب مدينين لمحمد بن عبد الله، إذ تركهم أمة لها شأنها تحت الشمس في تاريخ البشر)).

رسالة الإسلام وخطرها عل السلطة القرشية
وقد جر موقف الرسول -صلى الله عليه وسلم- الثابت في نشر الدعوة عداء القبيلة، ممثلاً في السلطة القرشية التي أخذت تخشى على مواقعها السياسية ومصالحها التجارية فضلاً عن استيائها من ذم عباداتها وأوثانها.

 يقول « وشنطون إرفنج » متحدثاً عن مكانة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قبيلته واصطدامه بها حين صدع بالرسالة التي تشكل خطراً على السلطة القرشية:
((هل كان قوي النفوذ ؟ نعم، فقد كانت أسرته تقوم بسدانة الكعبة، وتتولى شؤون مكة، تلك المدينة المقدسة، ولذا كان مركزه وما اتصف به من أخلاق كريمة يؤهلانه ليكون موضع الثقة. ولكن حينها دعا محمد إلى الإسلام اصطدم بأسرته وقبيلته، وجر على نفسه عداءهما، فقد كان تحطيم الأوثان يقضي على سيطرة قريش على الكعبة وما تستفيده من قدوم الحجاج)).

الأثر التاريخي للدعوة الإسلامية
لقد شكلت الدعوة الإسلامية التي لا تعرف الطبقية، بمناداتها بالمساواة الاجتماعية، خطراً على الأرستقراطية القرشية.... فالإسلام دعوة إنسانية تبشر بالإخاء والحرية والعدل والمساواة، وذلك لأن الرسالة لم تكن مقصورة على الخاصة، بل اجتذبت إلى صفوفها الفقراء والعبيد، الذين رأوا بتعاليم الإسلام الإصلاحية، إطلاقهم من أمر العبودية والفقر، وخلاصاً روحياً من عبادة الأوثان، فتطهراً بوحدانية الإيمان...

هذا ويذهب الباحث المجرى جولد تسهير (1850 - 1903) في مؤلفه: (العقيدة والشريعة في الإسلام) إلى دراسة الأثر التاريخي للدعوة الإسلامية في محيطها العربي بقوله:
((يمكننا أن نلقى نظرة عامة شاملة على الأثر التاريخي الذي قامت به الدعوة إلى الإسلام، خاصة أثرها في الدائرة القريبة، التي كانت دعوة محمد موجهة إليها  بطريق مباشر قبل غيرها، حقاً لا جدة ولا طرافة في هذه الدعوة، ولكن قد استعيض عنها بأن محمداً قد بشر برسالة الإسلام للمرة الأولى بحماس لا يفتر ولم تعوزه المثابرة، وبعقيدة ثابتة بأن هذا الدين يحقق صالح الجماعة الخاصة، وقد كان في ذلك كله مظهرا إنكار الذات، برغم سخرية الجمهور، إذ الحق أن محمداً كان بلا شك أول مصلح حقيقي في الشعب العربي من الوجهة التاريخية، تلك كانت طرافته برغم قلة المادة التي كان يبشر بها)).

الوعد والوعيد والترغيب والترهيب
هذا، وقد استخدمت السلطة القرشية جميع أسلحتها لمحاربة الدعوة الإسلامية، التي وان كانت تعيش أجواء الحصار، وتنتشر بصعوبة، لأنها أدركت جدية الخطر المقبل،إذ أخذ بعض القرشيين يتعاطفون مع هذه الفئة الصامدة، كما كان للرسول -صلى الله عليه وسلم- الداعية الإسلامي الأول عميق الأثر في وجدان من يحاججهم ويدعوهم إلى طريق الهداية... فحين أدركت قريش فشل أساليبها  العقيمة لجأت إلى سلاح آخر هو سلاح الوعد والوعيد والترغيب والترهيب... لقد عرضت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- المال والجاه  والسلطان والنساء، على أن يتخلى عن رسالته... لكن هيهات أن تجدي هذه الوسائل والأساليب نفعاً... فارتدت إلى أساليب الإيذاء النفسي والجسدي، التي بلفت مرحلة خطيرة، إذ جرت محاولتان لقتله وهو يصلى في ظل الكعبة.

غر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بلغ من الإيمان برسالته درجة لا رجوع فيها  ورغم كل الخاطر والمزالق، وكل أساليب الوعد والوعيد ما كان بمقدوره، أن يتراجع قيد أنملة عن  مسيرته، وهو على ثقة تامة بأن الله مؤيده بنصر ولا ريب، وأن الرسالة لا بد أن تعم مستقبلاً، ولذا مضى مستهيناً بكل الصعاب ليقينه أن نشر رسالة التوحيد في الأجواء الوثنية لا بد أن تؤلب عليه الأعداء وتقوده إلى خصومة القيادة القرشية.

يقول المؤرخ الأمريكي واشنجتون ارفنج:
((لقي الرسول من أجل نشر الإسلام كثيراً من العناء، وبذل عدة تضحيات. فقد شك الكثير في صدق دعوته، وظل عدة سنوات دون أن ينال نجاحاً كبيراً، وتعرض خلال إبلاغ الوحي إلى الإهانات والاعتداءات والاضطهادات، بل اضطر إلى أن يترك وطنه ويحث عن مكان يهاجر إليه... فقد كان في الأربعين من عمره حينا نزل عليه الوحي وعانى كثيراً سنة بعد أخرى في نثر الإسلام بين أفراد قبيلته)).

وبدوره تناول الباحث الإنكليزي توماس كارليل موقف قريش من الرسول وكفاحه المرير في نشر الدعوة وموقف عمه أبى طالب، فقال:
((وسرى أمر محمد ببط، ولكنه سريان على كل حال. وكان عمله بالطبع سيء، الوقع لدى كل إنسان، إذ جعلوا يقولون: « من هذا الذي زعم أنه أعقل منا جميعاً، والذي يعنفنا ويرمينا بالحمق وعبادة الخشب، وأشار عليه أبو طالب أن يكتم أمره ويؤمن به وحده، وأن يكون له من نفسه ما يشغله عن العالم، وأن لا يسخط القوم ويثير غضبهم عليه فيخطر بذلك حياته، فأجابه محمد: " والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته" كلا، فإن في هذه الحقيقة التي جاء بها لشيئاً من عنصر الطبيعة ذاتها لا تفضله الشمس ولا القمر، ولا أي مصنوعات الطبيعة، ولا بد لتلك الحقيقة من أن تظهر برغم الشمس والقمر، ما دام قد أراد أن تظهر، وبرغم قريش جميعها، وبكره سائر الخلائق والكائنات. نعم لا بل أن تظهر ولا يسعها إلا أن تظهر، بذلك أجاب محمد، ويقال انه اغرورقت عيناه: لقد أحس من عمه البر والشفقة، وأدرك وعورة الحال، وعلم أنه أمر ليس بالهين اللين، ولكنما أمر صعب المراس، مر المذاق)).

الهجرة إلى الحبشة
كان لعلانية الدعوة الإسلامية أن شكلت منعطفاً تاريخياً في مسارها، إذ لاقى المسلمون الأوائل شتى أفانين العذاب وضروب الظلم،و  تعرضوا للفتنة والقتل، فسقط منهم الشهداء، وهم صامدون مدللين بذلك على الثبات على إيمانهم العميق الذي هيهات أن تزعزعه أية قوة غاشمة.

ومع ذلك لم يكن جميع المسلمين الأوائل على هذا المستوى والاستعداد للتضحية، فكان هناك من لانت قناته فلم يصبر ولم يصمد أمام العذاب، فانتزعت من شفاههم كلمات الردة عن الإسلام، رغم إيمانهم بالرسالة، مما جعلهم يعانون الأمرين، مرارة الخجل والشعور بالهزيمة، ومرارة تنكرهم للإسلام والتزامهم بدين أجدادهم.

ويتحدث المستشرق الرومانى « جيورجيو» عن الأوضاع السائدة، قبل أتحاذ الرسول قرار هجرة المسلمين إلى  الحبشة، بقوله:
((لم يكن إيمان بعض من أسلم مؤخراً بمستوى المسلمين الأوائل، كما لم يكن لهم ذلك العزم الذي يجابه شدائد المشركين، ولاسيما أن قريشاً زادت من عدائها  حيث منعت الناس من بيع المسلمين والشراء منهم، كما منعت الزواج منهم، أو التزوج ببناتهم. ففي مكة، كانت التجارة هي الوسيلة الوحيدة للعيش، فعندما امتنعوا عن التعامل معهم شلوا حركتهم وهذا ما دفع بعض من أسلموا مؤخراً إلى التخلي عن إيمانهم والارتداد إلى دين أجدادهم)).

ويتحدث المستشرق الفرنسي ه آتيين دينيه، عن مأساة المسلمين وآلام  الرسول -صلى الله عليه وسلم- لفتنتهم، وقراره الشجاع بهجرتهم إلى الحبشة، قائلاً:
((وامتلأت نفس الرسول حزناً، أمام هذه المآسي التي كان يتحملها ضعاف المسلمين الذين لا يجدون من يحميهم. حقاً إن شجاعة المعذبين والشهداء في سبيل الله برهنت على إسلامهم العميق، ولكنه رأى أن من الخير ألا يستمر هذا البلاء، فنصح الضعفاء ومن لم تدعهم الضرورة إلى البقاء في مكة بالهجرة إلى الحبشة حيث المسيحيون، وحيث التسامح والعدل اللذان اشتهر بهما ملكها النجاشي)).

وتدل فكرة الهجرة إلى الحبشة على ما تعانيه الحركة الإسلامية من تعثر وضغوط نفسية وآلام جسدية في أتون ذلك الصراع بين العقيدتين الوثنية والتوحيدية.

ونلخص بما يلي الأسباب المباشر لتلك الهجرة:
*    الهروب من الاضطهاد الجسدي والمعنوي والإفلات من الحصار المادي.
*    تجنيب المسلمين خطر الارتداد عن الإسلام.
*    وتذهب بعض المصادر الاستشراقية إلى الاعتقاد بأن وراء الهجرة أسباباً أخرى منها التجارة، أو مخططاً سياسياً، هدف الرسول من ورائه الحصول على مساعدة حربية من الأحباش. في حين يتحدث بعض المستشرقين عن ظهور انشقاق داخل أمة الإسلام الناشئة بين طائفتين متنافستين يقود كلاً منهما أبو بكر وعثمان بن مظعون، فعمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- على القضاء على الشقاق في مهده فأشار بالسفر إلى الحبشة لتأييد مخطط المحافظة على مصالح الإسلام)).

لقد كان قرار الرسول -صلى الله عليه وسلم- حكيماً وواقعياً لحماية المسلمين من الاضطهاد، وحماية الحركة الإسلامية -مستبعدين الآراء الاستشراقية الأخرى- فجاء تصميمه على هجرة المسلمين وأن يبقى هو في مكة يواجه ذلك الإعصار العاتي.

يقول جيورجيو:
((وقر رأيه أخيراً على ترحيل المسلمين إلى الحبشة، بينما يبقى هو في مكة، متحملاً كل الأخطار. ولم يقم أي من الأنبياء السابقين بمثل هل ا التصميم)).

وتوجست القيادة القرشية من هجرة المسلمين إلى الحبشة شراً مستطيراً، فحاولت دون جدوى أن تقبض عليهم وتحول دون إبحارهم، فثارت ثاثرتها لإفلاتهم من قبضة الكفر، وأخذت تحسب لهذه الهجرة ألف حساب، فاستقر رأيها  على إيفاد رجلين من لدنها ها عمرو بن العاص داهية العرب وعمارة بن الوليد ليطلبا إلى النجاشي إعادة المسلمين على أنهم مارقون من الدين... وفعلاً، تحدث سفيرا قريش مع النجاشي في مهمتهما هذه، إلا أن دفاع المهاجر جعفر بن أبي طالب عن الإسلام بحضرة النجاشي، كان له أثره العميق في وجدانه. ورأى بالرسالة الجديدة ديناً جديداً يعترف بالرسالات السماوية السابقة، ويقر بوحدانية الله، ورفض الشرك والوثنية، وينهى عن فواحش الجاهلية ويدعو إلى مكارم الأخلاق. فكان أن رفض طلب القيادة القرشية، ومنح المسلمين حق اللجوء، فوجدوا بحواره أمناً ودعة.

ويتحدث الباحث الإسلامي مولانا محمد على في كتابه: «حياة محمد ورسالته» عن آثار الهجرة الإسلامية على القيادة القرشية، بقوله:
((وحين عاد الوفد القرشي من الحبشة بخفي حنين تخطى غيظهم كل حد، لقد واصلوا اضطهادهم المسلمين في اهتياج مضاعف. كانوا حتى ذلك الحين يشهدون صبر المسلمين على هذه المحن القاسية في دهش عظيم ، ولكن الهجرة إلى الحبشة أعطتهم برهاناً قاطعاً على أن المسلمين مستعدون لمختلف ضروب المخاطر، ولتحمل كل لون من ألوان التعذيب في سبيل عقيدتهم، وعلى أنهم لن يحجموا عن خوض غمار المخاطر كلها في سبيل الله. وفوق هذا، فعندما تسامع سائر المسلمين في مكة بالرعاية الكريمة التي أسبغها النجاشي على إخوانهم شخص عدد منهم في العام التالي إلى الحبشة. وتعرف هذه الهجرة بالهجرة الثانية إلى الحبشة. وبذل القرشيون قصارى جهدهم لكبح جماح هذه الهجرة، ولكن دونما طائل)).



الدعوة الإسلامية في مسيرتها الكفاحية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الدعوة الإسلامية في مسيرتها الكفاحية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدعوة الإسلامية في مسيرتها الكفاحية   الدعوة الإسلامية في مسيرتها الكفاحية Emptyالخميس 08 فبراير 2024, 8:35 am


نقد خبر «الغرانيق»
وفي تلك الفترة المتأزمة في تاريخ مسيرة الدعوة الإسلامية، التي  شهدت هجرة المسلمين إلى الحبشة، تحول أعظم رجلين من رجالات قريش إلى الإسلام وهما حمزة عم الرسول وعمر بن الخطاب، فبلغ الصراع بين المشركين والمسلمين أعلى مراحل احتدامه، وهنا، في هذه الفترة بالذات يأتي خبر «الغرانيق العلى» ليحدث في سيرة الرسول ومسيرة الدعوة الإسلامية شرخاً، بإيمان النبي محمد وعسيرة الإسلام... ورغم اقتناعناً المسبق باختلاق خبر (الغرانيق العلي)، لكننا آثرنا الوقوف عنده لأنه عملياً، أثار ضجة كبرى في الدراسات الإسلامية، ونبهت الكثير من المستشرقين للتوقف عندها، بل للتحقق من مدى صحتا تاريخياً لما فيها من مساس برسول الإسلام، وشخصيته العظيمة وحقيقة الصلح المؤقت المزعوم بينه وبين الزعامة القرشية...

ويندرج في جملة من تحدث بها على أنها حقيقة ثابتة المؤرخ الألماني كارل بروكلمان الذي ذهب به الرأي إلى أنه رغم ما يعمر قلبه -صلى الله عليه وسلم- من إيمان بوحدانية الله جل جلاله وبالتالي بطلان آلهة قريش، فقد اعترف في البدء بآلهتم الغرانيق الثلاث، اللات والعزى ومناة، يقول:
((ولكنه على ما يظهر اعترف فى السنوات الأولى من بعثته بآلهة الكعبة الثلاث اللواتي كان مواطنوه يعتبرونها بنات الله. ولقد أشار إليهن في إحدى الآيات الموحاة إليه بقوله: "تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى". أما بعد  ذلك حين  قوى شعور النبي بالوحدانية فلم يعترف بغير الملائكة شفعاء عند الله، وجاءت السورة الثالثة والخمسون (النجم) وفيها إنكار لأن تكون الآلهة الثلاث بنات الله. ولم يستطع التقليد المتأخر أن يعتبر  ذلك التسليم إلا تحولاً أغراه به الشيطان، ولذلك أرجئت حوادثه إلى أشد أوقات النبي ضيقاً في مكة، ثم ما لبث أن أنكره وتبرأ منه في اليوم التالي)).

والغريب أن الباحث العسكري غلوب باشا، قد أورد خبر (الفرايق) رغم الاتجاه العسكري لكتابه: "الفتوحات العربية الكبرى" وما يحرص عليه غالباً من الموضوعية فقد ساق الخبر نقلاً عن المستشرقين الذين سبقوه في التشكيك برسالة الإسلام، ونحن لا نرى في  ذلك بدعاً، إذ وقع في هذا الشرك الكثير من كتاب السيرة المسلمين ورواة الأحاديث الضعيفة.

يقول غلوب باشا:
((وكان وجوه مكة وشيوخها يجلسون ذات يوم في العراء على مقربة من الكعبة عندما اقترب منهم محمد واقتعد مجلسه معهم، وبعد صمت قصير بدأ النبي يتلو على مسامعهم سورة النجم، فيحدثهم عن الوحي والتنزيل وكيف وقف الملاك جبريل على بعد خطوتين منه حدثهم عن زيارة الملاك الثانية، عند سدرة المنتهى، ثم مضى يقول...  (ثم رأى من آيات ربه الكبرى. أفرأيتم اللات والعزى، وقناة الثالثة الأخرى. ألكم الذكر وله الأنثى، تلك إذا قسمة ضيزى*) ورأى سادة قريش الرسول وهو يشهد لهذه الآلهة الثلاثة، ثم رأوه في نهاية السورة وهو يسجد في صلاته فسجدوا معه جميعاً وأخذوا يصلون معه. ولا ريب في أن هذا الحادث يقيم الدليل على أن أهل مكة كانوا يعترفون بصورة عامة بوجود إله عظيه واحد. ولكنهم كانوا يرون أن آلهتهم المحلية هذه هي سبيل للوساطة عنده. وكانوا يقولون إنهم على استعداد لإتباع النبي في عبادة الله شريطة أن يكون على استعداد للاعتراف بدور آلهتهم الصغرى. وسرعان ما وقعت مهادنة آنية وتوقفت حملات العذاب والاضطهاد.

ولكن الرسول ما فتىء أن عاد إلى داره وشعر بضميره يعذبه، فهل من الحق أن يهادن الشرك حتى ولو كانت غايته إنقاذ أتباعه من الاضطهاد وظهر له جبريل من جديد وأخذ يعاتبه. وأحس بالألم والخوف من الله. انه لا يرضى عن تراجعه وقرر أن يتراجع عن موقفه السابق وأن يواجه من جديد غضب قومه. وعاد إلى القوم فأكمل على مسامعهم السورة على النحو الذي يبدو في القرآن. وأثار هذا التراجع سخط أهل مكة واستفزهم فعادوا إلى اضطهاد المسلمين)).

ويعتبر المستشرقون أن اعتراف الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالآلهة الثلاث كان وراء هدف سياسي لكسب الأنصار في مكة والمدينة والطائف، واستمالة عدد من زعماء قريش... غير أنه من الأهمية بمكان، التأكيد على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي عرف طوال عمره بروحه الكفاحية العالية التي لا تهادن لا يمكن البتة أن يعترف بتلك الآلهة، ويقع في فخ الشرك الذي كان أساس دعواه القضاء عليه وإقامة الوحدانية.. وهذا مما يؤكد بدوره اختلاق هذا الخبر المدسوس في كتب الحديث المشهورة بضعفها وعدم ثقة رواتها.

و نرى أن نثبت هنا مارد به الباحث اللبناني الدكتور عمر فروخ في تعليقه على كتاب بروكلمان ومناقشته تمسك المبشرين بهذه الرواية، يقول ذلك العلامة:
((الكلام في هذا الموضوع كثير، وجله خارج عن الحقيقة. وخلاصة الموضوع توجز في ما يلي:
"زعم من الرواة أن الرسول قال يوماً في سورة النجم (السورة 53): (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) (الآيات 19 - 20) ثم قرأً بعدها: " تلك الغرايق العلى وان شفاعتهم لترتجى ".

وأمسك المبشرون وبعض المستشرقين بهذه الروايه وزعموا أن الرسول أنما فعل ذلك لما قاومه مشركو مكة، فأحب أن يقترب منهم فمدح آلهتهم ثم عدوا عمله هذا تراجعاً عن تشدده في التوحيد ومجابهة الأصنام.

ولقد وجدت أن أحسن رد على هذه الفرية ما ذكره العالم الهندى المشهور مولانا محمد على:
قال: إن هذه الرواية وردت عند الواقدى وعند الطبرى، ومع  ذلك فإنها لا ظل لها من الحقيقة، فإن كل عمل من أعمال رسول الله مناقض لمثل هذا الاتجاه. أضف إلى  ذلك أن الواقدي معروف بسرد الإسرائيليات وبسرد الخرافات. وكذلك الطبري معروف بالجمع الكثير وباستقصاء الروايات مهما كان حظها من الصحة.

على أننا لو رجعنا إلى رواية محمد بن اسحق أو إلى صحيح البخاري وهو الذي لم يغادر من حياة الرسول شيئاً إلا ذكره لم نر لقصة الغرانيق أثراً. وابن اسحق جاء قبل الواقدي بأربعين سنة وقبل الطبري بنحو مائة وخمسين سنة أو تزيد. ومع ذلك لم يذكر هذه القصة. ثم إن الواقدي معروف عند المحدثين بأنه يضع الأحاديث وأنه غير ثقة فيما يروي، وكذلك لم يذكرها أحد من رواة الحديث.

وإذا عدنا إلى قراءة الآيات نفسها بالتسلسل وجدناها: (أفرأيت اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى؟ ألكم الذكر وله الأنثى. تلك إذن قسمة ضيزى، إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس، ولقد جاءهم من ربهم الهدى).

فليس من المعقول أن تحشر بين هذه الآيات المتتالية آية مناقضة لها في أصل العقيدة الإسلامية وصلب دعوة محمد -صلى الله عليه وسلم-)).

وجدير بالذكر أن المفكر العربي الإسلامي محمد حسين هيكل ناقش بدوره مسألة "الغرايق العلى" ورد على ادعاءات المستشرقين الذين اعتروها مسلمة، وفي مقدمتهم المستشرق الإنكليزي وليم موير، فخلص إلى القول:
((هذه هي الحجج التي يسوقها من يقولون بصحة حديث الغرانيق وهي حجج واهية لا تقوم أمام التمحيص)).

إسلام حمزة وعمر
هذا، وإن كان خبر "الغرانيق" غير صحيح، فالثابت أن قريشاً لم تهادن الرسول -صلى الله عليه وسلم- البتة، بل كانت في هذه المرحلة التاريخية، التي اختلق في سياقها هذا الخبر، على أشد عنفها ومحاربتها الدعوة الإسلامية، التي كانت تعاني صعوبات جمة، ومع ذلك استطاعت أن تحقق نصرا كبيرا في إسلام رجلين هما من أبرز وجوه قريش وأشجع أبطالها.. وهما حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب، وذلك في السنة السادسة للبعثة...

وكان لإسلام هذين الرجلين أثره البالغ على مسار الحركة الإسلامية، إذ شجع الناس على الدخول في الإسلام، فكان أن تحولت الدعوة للمرة الثانية للعلانية، بعد أن اضطرت إلى السرية إبان الهجمة الشرسة.

يتحدث الباحث الإسلامي مولانا محمد على عن أثر إسلام هاتين الشخصيتين الضخمتين -حمزة وعمر-  في مسار الدعوة الإسلامية بقوله:
((وكان في إسلام عمر منعة للجماعة الإسلامية الفتية التي كان عودها ما زال أطرى من أن يواجه عاصفة المعارضة. وإنما أعز الله الإسلام بحمزة وعمر في السنة السادسة من رسالة محمد، فحتى ذلك الحين لم يجرؤ المسلمون على ممارسة شعائرهم علناً. وكانوا قد حصروا نشاطهم الديني ضمن جدران دار الأرقم الأربعة. حتى إذا أعلن عمر إ سلامه استشعروا أنهم أمسوا من القوة بحيث يخرجون من نطاق السرية، فأخذوا يقيمون صلواتهم على نحو علني في البيت الحرام (الكعبة)، وفي غضون ذلك دخل في كنف الإسلام كثير من أبناء الطبقات الدنيا)).

النصر المرحلي في مسار الدعوة الإسلامية
كان إسلام حمزة وعمر انعطافاً في تاريخ الدعوة إذ تمكنت من كسر طوق الحصار القرشي وانتهت إلى الانتشار بين القبائل العربية المجاورة، فحققت بذلك نصرا مرحلياً مؤقتاً، لكن سرعان ما تحركت قريش هذه المرة بجدية اكبر، لأنها شعرت بالخطر المحدق ينمو يوماً بعد يوم، ويشكل تهديداً حقيقياً لمصالحها الاقتصادية والسياسية، لاسيما حين سلكت الدعوة هذه المرة سبيل التحدي وممارسة الشعائر الإسلامية علانية وأخذت تكسب أنصاراً جدداً...

يقول الباحث العسكري غلوب باشا:
((وعلى الرغم من أن إسلام هذين الرجلين - حمزة وعمر - قد شجع النبي إلا أنه في الوقت نفسه حفز كبراء قريش على أن يوسعوا نشاطهم ضد الدعوة الإسلامية. وخافوا أن يؤدي اغتيالهم المسلمين من القرشيين إلى نزاعات دموية في المدينة ولا سيما مع بني هاشم)).

حصار المسلمين في شعب أبي طالب
وفي هذه المرحلة المحرجة من مسيرة الدعوة، استخدمت القيادة القرشية  سلاحها الأخير إذ اتخذت قرارها المجرم بفرض الحرم الجماعي عل قبيلة بي هاشم لمعتها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ضد أعدائه، وذلك حين أفلست جميع محاولاتها السابقة لإيقاف مسيرة الدعوة الإسلامية.

يقول مولانا محمد علي:
((حتى إذا مني القرشيون بالخيبة في تلك المحاولات جميعاً عزموا على اللجوء إلى سلاحهم الأخير. كان ذلك في السنة ألسابعة للدعوة، وكانت كثرة المسلمين قد وفقت إلى الفرار بأنفسها إلى الحبشة. وكان هزة وعمر قد اعتنقا الإسلام، وكذلك أبو طالب قد رفض صراحة، أن يخذل الرسول نزولا عند مطلب قريش. وباستثناء أبي لهب كان بنو هاشم كلهم قد عقدوا العزم على أن ينصروه ويقاتلوا دفاعاً عنه حتى الرجل الأخير. وفوق هذا، فقد راح نور الإسلام ينتشر من قبيلة إلى قبيلة. من أجل ذلك قرر القرشيون إذ يفرضوا حرماً اجتماعياً على بي هاشم، فلا يتزوجون منهم ولا يزوجونهم ولا يبيعونهم شيئاً ولا يبتاعون منهم شيئاً. ثم أنهم كتبوا صحيفة بهذا المعنى وعلقوها في (جوف) الكعبة لكي يعطوها معنى القداسة. فلما سمع بنو هاشم بهذا شخصوا إلى موطن منعزل من مكة يعرف بالشعب)).

ووقفت قبيلة بني هاشم موقفاً شجاعاً بتأييدها الرسول وقبلت الحرم الاجتماعي رغم أن الإسلام لم يعم سائر أفرادها، وينبع موقفها هذا من موقف أبي طالب من جهة، ولاحترامها النبي -صلى الله عليه وسلم- من جهة ثانية، فرفضت التخلي عنه في أيام محنته... هذا، وشكل الحرم الاجتماعي مصاعب جدية أمام الدعوة الإسلامية، إذ مرت في مرحلة جمود بعد نهضتها السابقة، فلم يعد بالامكان أن يتصل المسلمون بالقبائل العربية وهم محصورون داخل شعب أبي طالب، ذلك أن بني هاشم قبلوا ببطولة ملحمية أن يقفوا مع الرسول في محنته، ويعيشوا في أشد الظروف قساوة في ظل المقاطعة القرشية اجتماعياً واقتصادياً.

ثبات الرسول على المبدأ
رغم أن الحصار دام ثلاث سنوات، لكن ما لبث أن ظهرت المعارضة داخل صفوف القرشيين لفك الحصار عن بني هاشم والمسلمين، ولاسيما بعد تمزق صحيفة الطرد الجماعي المعلقة في الكعبة، فكان أن عادت الدعوة مرة أخرى إلى نشاطها.

وشهد العام العاشر للبعثة تحولاً في أسلوب محاربة قريش الدعوة الإسلامية إذ عرضت على الرسول أن لا يتعرض لديانة أجدادهم وأن لا يتعرضوا بدورهم للمسلمين شريطة أن يدعهم ودينهم ويدعوه ودينه...وكان أن تم اللقاء بين الطرفين في منزل عم الرسول أبي طالب وهو على فراش الموت... لكن موقف الرسول -صلى الله عليه وسلم- ظل ثابتاً فلم يقبل بأي شكل من أشكال التراجع عن نشر رسالته في صفوف المشركين، ولو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في شماله....

مصاعب على طريق الدعوة
وفي هذه المرحلة من مسيرة الدعوة الإسلامية، أصيب الرسول بضربة، قاسية إذ توفيت زوجته المخلصة خديجة، وعمه وراعيه أبو طالب، وشرعت قريش تحاربه بشراسة وضراوة.

ويحدث توماس كارليل عن وضع الرسول الجديد بقوله:
((فصبوا له الإشراك وبثوا الحبائل وأقسموا بالآلهة ليقتلن محمد بأيديهم، وكانت خديجة قد توفيت، وتوفي أبو طالب، وتعلمون - أصلحكم الله -  أن محمداً ليس بحاجة إلى أن ترثى له ولحاله النكراء إذ ذاك ومقامه الضنك وموقفه الحرج، ولكن اعرفوا معي أن حاله إذ ذاك من الشدة والبلاء كما لم ير إنسان قط، فلقد كان يختبىء في الكهوف، ويفر متنكراً إلى هذا المكان وإلى ذاك،لا مأوى ولا مجير ولا ناصر، تتهدده الحتوف وتتوعده الهلكات، وتفغر له أفواهها المنايا، وكان الأمر يتوقف أحياناً على أدنى - كإجفال فرس من أفراس أتباع محمد - فلو حدث ذلك لضاع كل شيء ولكن أمر محمد  - ذلك الأمر العظيم - ما كان لينتهي على مثل تلك الحال)).

طرد الرسول من قريش
ولكن رغم تلك الصعوبات التي واجهها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مسيرته الكفاحية لنشر الدعوة الإسلامية، لم يتوقف هنيهة عن متابعة تبليغ رسالات ربه، وما كانت قريش لتتوقف بدورها عن مهاجمته ومحاربته... وكان أخطر قرار اتخذته بعد تسلم عمه أبي لهب زعامة بنى هاشم خلفاً لأخيه أبي طالب هو طرد الرسول.

يقول المستشرق الروماني جيورجيو:
((لقد طرد محمد -صلى الله عليه وسلم- في المرحلة الأولى من قبل قريش، في حين أن هاشماً لم تطرده، إذ حماه أبو طالب، وخرج معه من مكة إلى الشعب، ولكن قبيلة هاشم هذه المرة هي التي أقرت طرده. ومنذ الساعة التي صمم فيها رئيس قبيلة هاشم على طرد محمد -صلى الله عليه وسلم- تبدلت شخصية محمد -صلى الله عليه وسلم- نبي الإسلام، وغدت أشبه برجال الثورة الفرنسية. فالذين يسيرون على مبدأ مخالفة القوانين لا يحميهم القانون. وساءت أوضاع محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد طرده بشكل يفوق من خرج عن حماية القانون أيام الثورة الفرنسية، لأن من يقتل شخصاً فرنسياً تعاقبه محكمة الثورة، وهي وحدها التي تحاكم هؤلاء الأشخاص وتحكمهم. أما في مكة فإن من طرد من قبيلته هدر دمه، وبإمكان أي امرئ أن يقتله، أو يبيعه، أو يستعبده. حتى إن أحرقه أحدهم حياً لا يعاقب حارقه. لان المطرود من القبيلة يغدو شيئاً لا قيمة له، وبالتالي غير لائق لان يخضع أحد للمحاكمة بسببه، فهو من طبقة لا تعتبر من ذوي الحياة)).

الإسراء والمعراج
في خضم النضال البطولي الذي خاضه الرسول -صلى الله عليه وسلم- لنشر الدعوة الإسلامية، وفي تلك الظروف الصعبة من محاربة كفار قريش إياه، والحصار المفروض على المسلمين كان  الحدث العظيم: الإسراء والمعراج الذي أوقع بلبلة فكرية في صفوف المسلمين وزاد في تعنت المشركين، أي إسراء الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى بيت المقدس، وعروجه إلى السماوات السبع وبلوغه سدرة المنتهى...

هذا وقد ساهمت الدراسات الاستشراقية في بحث مسألة الإسراء والمعراج من زاويتهما الإيمانية والعلمية وإعادة طرح مسألة طالما أثارها المسلمون أنفسهم من قبل -أي كيفية الإسراء وهل أسري به -صلى الله عليه وسلم-  بالروح والجسد معاً أم بالروح وحده-... وتقترب نظرة المستشرقين من موقف عقلانيي المسلمين الذين يعتقدون بأن الإسراء والمعراج كانا بالروح فقط، اعتماداً على حديث عائشة التي ترى أن الإسراء كان ضرباً من الرؤيا الصادقة.

يقول المستشرق الفرنسي آتيين دينيه في كتابه: "محمد رسول الله":
((أثار الإسراء والمعراج كثيراً من المناقشات بين علماء الإسلام، فبعضهم يرى أن ذلك معجزة حصلت فعلاً بالروح والجسد في اليقظة، بينما يعتمد الآخرون على أصح الآثار، من بينها حديث عائشة زوج الرسول المفضلة وبنت أبي بكر، ويرون أن الروح وحدها هي التي أسري بها وعرج إلى السماء، وليس ذلك إلا رؤيا صادقة، كما كان يحصل كثيرا للرسول أثناء نومه)).

هذا، ولقد أدلى الباحث الروماني ك. جيورجيو برأيه بهذه المسألة، فهو رغم اعتقاده أن إسراء الرسول ومعراجه قد تم بالروح فقط، وهذا ليس بغريب على أصحاب الرؤى العظيمة الصادقة، لكنه يؤكد احترامه للعقيدة الإسلامية حتى وإن ذهب بعض مفكريها  إلى القول بالإسراء بالروح والجسد معاً في تلك الرحلة الإعجازية، التي تفوق كل خيال، وتتجاوز موضوعية العلوم الفيزيائية.

فيقول ك. جيورجيو:
((وعلم الفيزياء ، وإن لم يقبل هذا الموضوع، فإنني أحترم العقيدة الإسلامية، وأقبل كل ما جاءت به من الناحية الدينية. ولدينا نحن المسيحيين اعتقادات دينية لا يقبل بها علم الفيزياء كذلك، مع ذلك فنحن نقبل بها، ونعتبرها من صلب معتقداتنا)).

وكان لمسألة الإسراء والمعراج وقعها الخطير في مسار الدعوة الإسلامية إذ قوبلت بسخرية قريش وهزئها، بينما أحدثت بلبلة في الصف الإسلامي الذي كاد أن ينشق على نفسه بين مصدق ومشكك لولا وقفة أبي بكر الحازمة التي صدت تيار البلبلة الفكرية التي كادت أن تحدث شرخاً وردة في الصف الإسلامي...

اتصال الرسول بقبائل العرب وخروجه إلى الطائف
كان للحصار الذي فرضته قريش على المسلمين وفقدان الرسول -صلى الله عليه وسلم- حماية بنى هاشم إياه، أن جعلته يسارع إلى التفكير في ضرورة نشر الرسالة الإسلامية خارج حدود مكة... إذ أن رسالة الإسلام لم تكن البتة مقصورة على قبيلة قريش المكية، بل كانت رسالة لللانسانية عامة... وإذا كانت الظروف الموضوعية فرضت على الرسول حين انتقال الرسالة من السرية إلى العلنية أن يبدأ بالأقرب فالأقرب، ويحصر جل نشاطه في مكة لتكون قاعدة ينطلق الإسلام منها إلى باقي مناطق جزيرة العرب... فقد رأى الرسول الآن مع الحصار الجديد أن ينشط لكسب القبائل العربية.

وتأكيداً على هوية الرسالة الشمولية، تابع الرسول نشر الدعوة بين قبائل العرب في مواسم الحج، كما خرج إلى الطائف عارضاً الإسلام على سادات ثقيف لكنه لم يلق في محاولاته لجميعاً إلا الإعراض والسخرية والإيذاء... لكن، رغم كل هذا وذاك تابع الاتصال بالقبائل العربية في مواسم الحج إيماناً منه بأن الله جاعل له مخرجاً وأنه لا بد مظهر دين الحق وناصر نبيه.

بيعة العقبة:
وفي العام العاشر للهجرة (620 م) حدث تحول في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفي مسرة الدعوة الإسلامية معاً، حين التقى صلوات الله عليه برهط من الخزرج قادمين من يثرب (المدينة) فبايعوه على الإسلام عند العقبة - موقع بين مكة والمدينة - أثناء قدومهم لأداء فريضة الحج، وفي العام التالي بايعه اثنا عشر رجلاً من الأوس والخزرج « الذين نشطوا في نشر الرسالة الإسلامية في يثرب... ولما كان العام الثالث حدثت بيعة العقبة الثانية التي عرفت باسم بيعة الحرب حين بايعه ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان من الأوس والخزرج (الأنصار).

وحين أدركت قريش نبأً الحلف الجديد المعقود بين محمد -صلى الله عليه وسلم- وأنصار المدينة، خشيت ازدياد نفوذه واستشراء خط الدعوة الإسلامية، إذ غدا ذا منعة من قبيلتي الأوس والخزرج، لذا شرعوا يضيقون الخناق على مسلمي مكة، ومكروا تآمراً لإحكام خطة يغتالون بها الرسول وبالتالي القضاء على الإسلام قبل أن يفلت من أيديهم زمام المبادرة.

طلائع الهجرة الإسلامية
ومع اشتداد الحملة القرشية المسعورة أذن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأتباعه بالهجرة إلى يثوب على شكل جماعات صغيرة وبسرية متناهية، وحين لاحظ القرشيون حركة الهجرة السرية عمدوا إلى إيقافها، ولكن أشد ما كان يقض مضاجعهم ويتوجسون منه الشر المستطير هو إفلات الرسول من قبضتم، لأن معنى ذلك الخطر الداهم على الزعامة القرشية خاصة، إذا ما فكر عليه الصلاة والإسلام بتشكيل جيش هدفه الكر على مكة وانتزاعها من أيديهم... ويحلل الباحث الإنكليزي غلوب باشا الوضع العام الناشيء عن الهجرة الإسلامية من مكة إلى يثرب لتلك الفئة التي غالبيتها من الفقراء والمسحوقين والتي اضطرت أن تقطع 250  ميلاً ميلا على الأقدام في ظروف قاسية جداً.

ومن ثم يخلص إلى القول:
((ولم تنقض سبعة أسابيع أو ثمانية حتى كان جميع المسلمين قد هاجروا من مكة باستثناء النبي نفسه وابن عمه علي بن أبى طالب وولده بالتبني زيد بن حارثة ورفيقه الأمين أبو بكر الصديق. وارتد عن الإسلام نفر خوفاً من أهلهم بينما حال هؤلاء دون هجرة نفر آخر،وجدير بنا أن نعترف هنا بأن محمداً أبدى جرأة منقطعة النظير ببقائه في مكة حيث لم يعد يحظى بحماية عمه أبو طالب كبير بني هاشم.

وأدركت قريش خطورة ما وقع من تطور وهالهم أن المسلمين أخذوا يقيمون الآن في يثرب مجتمعاً متلاحم الوشائج خارجاً على نفوذهم وبعيداً عن متناول أيديهم، وأنهم شرعوا يكسبون أنصاراً إلى جانبهم من أبناء القبائل الأخرى الذين قد يتحولون إلى معاداة قريش. واجتمع كبار القوم في دار الندوة يتشاورون في أمر محمد ورأى بعضهم أن محمداً هو سبب كل ما يواجهونه من متاعب، وان من الخير لهم لو تخلصوا منه في أسرع وقت ممكن قبل أن يتمكن من اللحاق بأصحابه في يثرب)).

خطة قريش لهدر دم الرسول
وإزاء ذلك، اتخذ زعماء قريش قراراً خطيراً إثر اجتماعهم في دار الندوة، ويقض بقتل الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشكل جماعي على أن تشرك بذلك البطون العشرة المنتمية إلى قبيلة قريش، وهدر دمه بين هذه القبائل نزولاً عند رأي أبي جهل.

 يتحدث المستشرق الفرنسي آتيين دينيه عن إقرار زعماء فريش تلك الخطةً الغادرة بقوله:
((أقرت الجماعة الغادرة هذا الرأي، واعتقد المشركون - منذ إقراره - أنهم قد تخلصوا من عدوهم، غير أن المشيئة الإلهية أخلفت ظنهم، فقد أرسل الله جبريل إلى رسوله يعرفه بمؤامرة دار الندوة، ويأمره بالهجرة ويطلب إليه أن لا يبيت على فراشه الذي كان يبيت عليه.

كان بمنزل الرسول أمانات وضعها عنده المشركون لثقتهم في طهارته، فأبت نفسه الهجرة قبل رد الأمانات إلى أهلها، لذلك أتى بعلي المخلص الوفي، وكلفه بردها، بعد أن أخبره بنبأ دار الندوة، وقال له: « نم على فراشي، وتسج ببردى هذا الخضرمي الأخضر، فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم »)).

وبحث المستشرق الفرنسي سيديو في كتابه: "خلاصة تاريخ العرب" مسألة خلاص النبي مُحاطاً بالعناية الإلهية، من مكيدة القرشيين، بقوله:

((فدفع الله شرهم، وهو أولى أن يحفظ نبيه القائم بالدعوة له، وأحق أن يجعل كيدهم في نحورهم وما زال آخذاً بيمينه، حتى غني له الزمن، وصفق له الدهر)).

وكانت الهجرة الإسلامية إيذاناً بعهد جديد، ومرحلة عتيدة في مسيرة الدعوة الإسلامية وجاءت تأكيداً على الهوية الشمولية لدعوة التي لم تكن قاصرة على قريش وإنما جاءت لتغير واقع المجتمع العربي في شبه الجزيرة العربية، وصهرها في بوتقة الإسلام، ومن ثم لتؤكد أنها رسالة عالمية للناس كافة.



الدعوة الإسلامية في مسيرتها الكفاحية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الدعوة الإسلامية في مسيرتها الكفاحية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دور الإنترنت في نشر الدعوة الإسلامية
» حروب الدعوة الإسلامية
» واجب الدعوة
» 3ـ التلطُّفُ في الدعوة*
» (233) سُنَّة إجابة الدعوة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الاستـشـــــراق والاستـغــــــراب :: الرسول في الدراسات-
انتقل الى: