ضيف الحلقة :
الشيخ محمد بن لطفي الصباغ ( الرياض - السعودية)
موضوع الحلقة :
واجب الدعوة
السلام عليكم ورحمة الله الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين
أيها الإخوة أيتها الأخوات كلمتي موجه إليكم وإليكن إلى الإخوة وإلى الأخوات نحن يا أيها الإخوة والأخوات مطالبون نحن المسلمين عامتاً مطالبون بأن ندعي الناس إلى هذا الدين العظيم هذا الدين الذي ينقذهم من المظالم التي يتعرضون لها في الدنيا وينقذهم من نار الله يوم القيامة فو الله دعوة هؤلاء هي دعوة إلى ما يسعدهم في الدنيا وإلى ما يسعدهم في الآخرة أيها الإخوة والأخوات هذه المطالبة موجهة إلى كل فرد يملك القدرة على الدعوة وعرف أمر من أمور هذا الدين كلٌ بحسب طاقته لأن عندنا نحن في شريعة الإسلام مبدأ يشمل كل الأحكام وهو لا يكلف الله نفساً فوق وسعها لا يكلف الإنسان إلا بما يطيق إلا بما يقدر عليه فهو مكلف بالدعوة بحسب طاقته التي أتاه الله إياها وكذلك عملا ً بقول الرسول عليه الصلاة والسلام الذي رواه البخاري يقول عليه الصلاة والسلام:
بلغوا عني ولو أية أنت يا أيها الأخ الكريم وأنت يا أيتها الأخت الكريمة إذا كنت لا تعرفين إلا أية عليك ِ أن تبلغي هذه الآية للناس لأن لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم يعني مجرد أن يكتب الله لك أن تهدي رجل واحد هذا شيء عظيم جداً بعدين قضية الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذه صفة تلازم المؤمنين يقول ربنا عز وجل كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله هذه الخيرية التي يقررها ربنا تبارك وتعالى مرتبطة بهذه الأمور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله عز وجل كذلك نجد أن الله تبارك وتعالى ذكر من صفات المؤمنين ومن صفات المؤمنات هذه الدعوة وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقول الله عز وجل في سورة التوبة :
والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويأتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولائك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم .
نجد أن هاتين الآيتين ذكرت خمس صفات ينبغي المفروض أنها موجودة في المؤمنين والمؤمنات
الصفة الأولى :
التناصر والتعاضد بين المؤمنين وهذا ما يؤيده الحديث الصحيح الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه صلوات الله وسلامه عليه الجدار عندما نتركه في الصحراء هذا معرض على مدى الأيام أن يتضعضع لكن إذا كان هذا الجدار متصلاً بجدار أخر متصلاً بجدار أخر هذا يشد بعضه بعضاً وكذلك المؤمنون يتعاضدون ويتناصرون ويتعاونون على البر والتقوى وأيضاً الحديث الأخر الذي يصور به الرسول عليه الصلاة والسلام أن المسلمين كأنهم جسد واحد مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى يعني واحد جرحت رجله نجد ترتفع درجة حرارته ويريد أن ينام لا يستطيع أن ينام لكن إيه علاقة الرجل بالرأس علاقة تضامن وترابط وتعاون هذا هو قوله تعالى والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض .
الصفة الثانية
أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر المؤمن إذا رأى منكراً ينبغي أن ينهى عنه ولكن ينهى عنه بالأسلوب الحسن لأن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه يعني واحد رأى منك يقوم به واحد ما أنه يأتي إليه يقول له يا عدو الله يخرب بيتك وأبوك عل لا هذا ينثره عند إذن من الاستجابة لا وإنما يعرض له يعني بالأسلوب الحسن وهناك أحاديث كثيرة أخرى تدلنا على الرفق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهناك درجات يعني واحد في بيته منكر هذا يجب أن يزيله مو يأمر بإزالته ويسكت أو يقول :
للهم إن هذا منكر لا أرضى به مو أنت صاحب البيت إذا كنت في بيتك لا تستطيع أن تزيل المنكر معنى ذلك إنك أنت إنسان خربان وتعبان ولا شأن لك ولا قوة أما إذا زار صديق له ورأى منكر هذا ممكن أن ينكره بلسانه ولكن بالأسلوب اللطيف الحسن والله في منكر لا يستطيع أن ينكره ولا هو في بيته ويخاف من أن هذا يجب أن ينكره في قلبه هنا والإنكار في القلب يعني ينبغي أن تظهر علاماته على الوجه يعني يظهر انطعاد من هذا المنكر ويقول اللهم إن هذا منكر لا أرضى به ولا أقوى على إزالته .
الأمر الثالث
التي ذكرته هاتان الآيتان إقامة الصلاة ما في أعظم من الصلاة بعد الشهادتين أبداً الصلاة يعني هي عماد الدين والذي يتركها لا يكون له حظ من الإسلام أبداً ولذلك الصلاة هذه لا يعفى منها إنسان مادام عنده وعي والله مانك حاسن تصلي على الواقف صلي وأنت قاعد مانك مستطيع أن تصلي وأنت قاعد وأنت مضجع لا تسقط الصلاة عن إنسان واعي أما لما بيروح الوعي وما يعود عنده وعي هذا يعني سقط عنه التكليف كذلك إيتاء الزكاة هذه من صفات المؤمنين وبعدين طاعة الله ورسوله ينبغي أن لا يقدم على طاعة الله ورسوله شيء إذا توافرت هذه الصفات وينبغي أن تتوافر في المؤمنين والمؤمنات كما ذكر ربنا والمؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولائك سيرحمهم الله ما أعظمها من مكافئة إن الله عزيز حكيم ثم ذكر تبارك وتعالى أنه وعد المؤمنين والمؤمنات الجنة وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر هناك حديث جميل يذكر فيه الرسول عليه الصلاة والسلام حواراً يجري بين الله عز وجل وبين أهل الجنة وهذا الحديث أخرجه بخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك وسعديك والخير في يديك فيقول الله هل رضيتم بعد إن دخلتم الجنة ورأيتم هذا النعيم المقيم فيقولون ولماذا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعطي أحد من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك قالوا ( إيش في أفضل من ذلك) فيقولون يا رب أي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط أبدا ورضوان الله اكبر من هذا النعيم الذي كانوا يتقلبون فيه نسأل الله عز وجل أن يكتب لنا ولكم هذا النعيم المقيم وهذا الرضوان الكبير من الله عز وجل ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم إلى ما يرضيه وإلى لقاء أخر إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .