أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: طرق الحج: جسور للتواصل الحضاري بين الشعوب الإثنين 03 أكتوبر 2011, 1:52 pm | |
| طرق الحج: جسور للتواصل الحضاري بين الشعوب طرق الحج وقوافله: في التاريخ الثقافي د. محمد كمال الدين إمام(*) غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين توطئة : الرحلة حركة في الزمان والأمكنة والقلوب، فهي حركة في الزمان بالمفهوم "الأثنوجرافي"، وحركة في المكان لأن هذه هي طبيعة السفر، وحركة في القلوب يعبر عنها الشاعر الأنجليزي "ت.س. إليوت بقوله" ... أرتحلوا، أنطلقوا أيها الرحالة فأنتم لستم نفس الأشخاص عند بداية الرحلة". والرحلة لها دوائر تتلقى عندها علوم كثيرة، ولها أسباب تلقي ظلالها على الفهم السياسي والثقافي والاجتماعي لأدب الرحلة، ولكن كل الرحلات عبر التاريخ تنطوي على دوافع فطرية أو عادات مكتسبة، عدا رحلة الحج والتي يستوعبها أمر إلهي بأداء ركن من أركان الإسلام، وهي ليست مجرد نزهة تتيح للمسلم فرصة التملص من رتابة الحياة العادية (1): -كما يظن المبشر ايفالدـ، بل هي أداء للواجب باعتبارها من الأحكام التكليفية الخمسة، وعلى قدر "الاستغراق" في الفريضة يكون القبول والثواب، وكم هي المشاق التي يعانيها الحاج خاصة في تلك القرون التي تطول فيها الرحلة سنوات، عبر طرق صعبة: الأمن فيها يخضع للمد والجزر طبقاً "لجغرافيا الطريق"، وأحوال الدول والجماعات التي تسيطر وتتحكم. وإذا كانت الرحلة بوجه عام -وكما قال أحد الكتاب الفرنسيين- تشكل أكثر المدارس ثتقيفا للإنسان (2)، فإن رحلة الحج في المنظور الإسلامي تعد تتويجا لحياة الإنسان الروحية، فهو غالبا ما يواجه ذاته على نحو جديد، ويراه مجتمعه في موقع مغاير، ففي المشرق العربي يأخذ لقب "الحاج" بشغاف القلوب، وفي المغرب العربي إذا عاد الحاج إلى موطنه سالماً يحق له -قديماً- حمل العمامة الحمراء والتسمي "بسيدي الحاج"، وهذا يعني أن رحلة الحج تتجاوز مجرد السفر إلى مكونات ثقافية واجتماعية، تفعيلها يحتاج إلى رصد وتحليل. وإذا كانت الرحلة بوجه عام تفجر في "الإنسان" أستشعار المصالح المشتركة التي وثقت عرى هذه الوحدة على الأرض، ومن غير الرحلة ينفرط عقد هذه الوحدة، وتتغير ـ حركة الحياة ومصيرها المشترك "فإن رحلة الحج هي التعبير الأمثل عن وحدة المسلمين، وتجسيد يتحرك على الأرض لقوله تعالى: {وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدون} (3)، وهذه حقيقة دينية ينبغي أستثمارها إلى أقصى حد ليصبح تفعيل طرق الحج أداة ثقافية لتأكيد الخصوصية والحيلولة دون الذوبان في عولمة متوحشة تهدد الوجود الحضاري للإنسان، وإذا كانت الرحلة أخيراً تعنى أكتشاف العالم، ـ وللمسلمين في ذلك يد طولى حيث عرفوا أمريكا قبل كولمبس ـ فإن رحلة الحج تعني "كشف الذات" ولقد سجل مئات الآلاف من الحجاج على أختلاف طوائفهم وأنتماءاتهم وتخصصاتهم ذكرياتهم وأنطباعاتهم، وهذا إنتاج ينبغي الاستعانة به في كتابة التاريخ وفهم الطبائع ودراسة الممالك، ويمكن توظيفه لقديم العصور والمدن وهي تنبض بالحياة والحركة، بل إن القراءة الفقهية للعديد من هذه الرحلات قد ترتاد بالباحث المعاصر مناطق مجهولة في فهم النوازل، وتطوير أدوات الاجتهاد، والنظر إلى أصول التشريع، وعلاقتها بالواقع المعاش، فالفرق شاسع بين قراءة نص ساكن، والتعامل مع حكم يتحرك في دنيا الناس. وهذه الدراسة سوف تستشرف المستقبل من خلال قراءة وثائقية لأمرين هما طرق الحج، ثم ركب الحجاج، وما لهذين من دور في التواصل الحضاري، والمصادر في ذلك كثيرة بداية من كتب التاريخ العام، إلى الكتب الخاصة بالبلد الحرام، وإلى كتب الطبقات، ولكن المصادر الأولى هي كتب الرحلات العامة ـ مثل ابن بطوطة، والعبدري، وابن جبير، وكتب الرحلات الخاصة بالحج وهذه لا تزال قيد الحصر، وينبغي أن يكون من أهدافنا ـ ونحن ندرس تفعيل طرق الحج ـ حصرها المخطوط منها والمطبوع وتصنيفها حتى يتسنى الأستفادة منها على النحو المطلوب ورحلات الحج هنا ينبغي قراءتها من خلال الأفق الواسع الذي يستوعب البيئة والانسان، والإقليم والسكان وهو منهج سبق أن اعتمده -عن وعي- "المقدسى" في كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، وسرت روحه في الرحلات الإسلامية نحو البيت الحرام لتعكس العناصر الحضارية والمادية والمعنوية، وتصف أحوال الناس وأقدارم، والمدن وخصائصها، والمناسك والشعائر، ومجمل عادات الكبراء، والفقهاء والرؤساء، والعامة، وأصحاب المهن والطوائف، والصعاليك والعيارين. وهو منهج ينفرد بقدرتة على النفاذ إلى التفاصيل، وتحريك الجزيئات لترسم الصورة الصادقة للحياة والأحياء. أولاً: طرق الحج: ويقصد بها نقطة البداية وهي مركز التجميع ومحطة النهاية وهي والوصول إلى الأماكن المقدسة. وسوف نستعرض أهم طرق الحج من خلال رحلة ابن جبير ورحلة ابن بطوطه: 1. طرق الحج المصرية: كانت "الفسطاط" هي مركز التجميع في طريق الحج المصري وكان ميناء عيذاب هو بداية الرحلة البحرية إلى بيت اللّه الحرام، وهو أهم الموانىء المصرية على البحر الأحمر، وكانت ترد إليه مراكب الهند واليمن وتغادره بالإضافة إلى مراكب الحجاج الصادرة والواردة. وقد ظل هذا الميناء طريق الحج الوحيد إلى مكة لفترة زمنية طويلة يقول المقريزي في خططه "إن حجاج مصر والمغرب أقاموا زيادة على مائتي سنة لا يتوجهون إلى مكة إلا من صحراء عيذاب"(4)، وكان الحجاج ـ كما وصف ابن جبير، يقلعون في النيل من الفسطاط إلى "قوص" مارين بالعديد من المدن والقرى على ضفتي النيل ـ التي كانت تمتاز بكثرة أسواقها ومرافقها وكانت ملتقى الحجاج والتجار من مختلف الأنحاء، وهي رحلة كانت تستغرق ثمانية عشر يوما في النيل. وكان الحجاج يستريحون بعض الشيء في "قوص" ـ وهي مدينة تعد حاضرة ثقافية في مصر الإسلامية"ـ انتظاراً لانتقالهم إلى ميناء عيذاب" على البحر الأحمر بعد أن يتزودوا بما يحتاجون إليه، ويتجمعون في "المبرز" ـ قبلي قوص ـ وهناك يتم وزن أمتعتهم وأثقالهم لتقدر الأجرة عليها حيث تحمل أصحابها على ظهور الإبل حيث يمكن استخدام غيرها من وسائل النقل عبر الفيافي المقفرة التي تقل فيها المياه، وكان أصحاب الجاه والثراء يركبون "الشقاديف" ـ وهي أشباه المحامل ـ وأحسن أنواعها اليمانية وهي مجلدة متسعة، يوصل الاثنان منها بالحبال الوثيقة، وتوضع على الإبل، ولها ذراع قد حفت بأركانها ويكون عليها مظلة، فيكون الراكب مع عديله في وقاية من لفح الشمس المحرقة خصوصاً وقت الهاجرة، ويجلس في مكان أو يتكىء، دون أن يشعر بالتعب، ويتناول أحياناً مع عديله الطعام، أو يقرأ في مصحف أو كتاب، للترويح من عناء السفر.
أما أغلب المسافرين فكانوا يركبون فوق الأحمال، ويقاسون من ذلك كثيراً لشدة الحر الذي يشبه السموم. وبعد الانتهاء من الإجراءات يقلع الحجيج من "المبرز" إلى "عيذاب" عبر الصحارى القفرة في حوالي ثمانية وثلاثين يوماً، إذ تقطع الرحلة من "الفسطاط" إلى "عيذاب" في حوالي ستة وخمسين يوما، نستدل ذلك من رحلة "ابن جبير" إذ سار من "الفسطاط" في السادس من المحرم سنة 579هـ/1184م فوصل "عيذاب" في الثاني من شهر ربيع الأول من نفس العام (5). وعيذاب صحراء لا نبات فيها وكل ما فيها مجلوب حتى الماء، وأهل عيذاب كانوا أقرب إلى الوحش منهم إلى الإنس ـ على حد تعبير المقريزي ـ ويسمون "البجاة" وقد أغلظ في وصفهم "ابن جبير" بقوله "إن هذه الفرقة من السودان المذكورين فرقة أضل من الأنعام سبيلا، وأقل عقولا ولا دين لهم سوى كلمة التوحيد، التي ينطقون بها إظهارا للإسلام، ووراء ذلك من مذاهبهم الفاسدة، وسيرتهم ما لا يرضى ولا يحل، ورجالهم ونسائهم يتصرفون عراة إلا خرقا يسترون بها عوراتهم، وأكثرهم لا يسترون، وبالجملة فهم لا أخلاق لهم، ولا جناح على لاعنهم". وبعد وصول الحجاج إلى عيذاب كانوا ينتظرون أياما صعبة لعدم توفر الغذاء الضروري لحياة الإنسان، وإضافة إلى سوء أحوال الطقس، والطبيعة القاسية في هذا المرفأ، فهو كما وصفه ابن جبير "كل شيء فيه مجلوب حتى الماء، والعطش أشهى إلى النفس منه، فأقمنا بين هواء يذيب الأجسام، وماء يشغل المعدة عن أشتهاء الطعام،... فهي ماء زعاق، وجو كله لهب، فالحلول بها من أعظم المكاره التي حف بها السبيل إلى البيت العتيق،... وما أعظم أجور الحجاج على ما يكابدونه لا سيما في تلك البلدة الملعونة (6)، وقد وصفت هذه المدينة في الخيال الشعبي بأن النبي سليمان بن داود عليه السلام جعلها "سجنا للعفاريت". بعد تلك المعاناة التي كان يلقاها الحجاج في عيذاب يركبون الجلاب إلى جدة والجلاب هو نوع من المراكب التي كانت تسير في المحيط الهندي والبحر الأحمر، ومفردها جلبة، وهي عبارة عن قارب كبير أو قنجة مصنوع من ألواح موصولة بأمراس ألياف النارجيل، وقد أستعملها أهل مصر والحجاز واليمن في نقل الحجاج والأزواد (7). وكان الحجاج ـ كما وصف ابن جبيرـ يلقون الأهوال في البحر الأحمر من "عيذاب" إلى "جدة" بسبب عواصفه، وكان ربان الجلبة الذي يسمونه الرائس يستدل على الطريق ببعض النجوم، وكثيراً ما كانت تغرق تلك الجلاب في البحر، كما حدث سنة 580هـ 1185م عندما غرقت أربع منها، وهلك حجاجها البالغون ألف وثلاثمائة حاج (8) ويصل الحجاج إلى جدة بعد معاناة ثمانية أيام، ويبدون أن عملية الرسو في ميناء جدة كانت بالغة الصعوبة وكانت تحتاج إلى مهارة خاصة من رؤساء الجلاب، وقد وصف ذلك ابن جبير وصفاً يدل على الإعجاب بقوله: "ويصرفونها ـ أي السفن ـ خلالها تصريف الفارس للجواد الرطب العنان، السلس القياد، ويأتون في ذلك بعجب يضيق الوصف عنه. وجَدّة على شاطىء البحر قرية أكثر بيوتها أخصاص، وفيه فنادق مبنية بالطين أو الحجارة، كان ينزل الحجاج فيها، وبعضهم ينزل ضيوفاً على قائد جدة، وكان نائبا عن أمير مكة، ويسىء "ابن جبير" الظن بأهل جدة ويصفهم بالاستغلال، ويفتى بحرمة ما يأخذونه من الحجاج، يستوي في ذلك الأفراد والحكام. ويصف معاناة الحجاج حتى يسمح لهم بالوصول إلى "القرين" حيث يحرم الحجاج بالعمرة ويأخدون طريقهم إلى الحرم، وهم يلبون من كل مكان وتبدأ الرحلة الروحية التي تزول في رحابها كل معاناة ويصف ابن جبير الليلة التي يقضيها الحجاج في "القرين" بقوله: فيا لها من ليلة، فهي عروس ليالي العمر، وبكر بنات الدهر، ثم يصل الركب إلى الحرم حيث الكعبة الشريفة، والتي يصفها ابن جبير بأنها "عروس مجلوة مزفوفة إلى جنة الرضوان، محفوفة بوفود الرحمن، وتبدأ الرحلة المباركة حتى نهاية المناسك. 2. طرق الحاج الشامية: نقطة التجمع في الطريق الشامي هي "دمشق"، حيث يجتمع الحجاج في قرية "الكسوة" من ضواحي دمشق. ويبدأون طريقاً برياً يتجه إلى الأراضي المقدسة من الجنوب حتى شبه جزيرة العرب، مروراً "ببصرى" و؛بركة زيزة" و"بركة اللجنون"، و"حصن الكرك" ـ وكان على أيام ابن بطوطة يسيطر عليه الصليبيون الذين يقطعون قوافل الحجاج والتجار ويستولون عليها، ثم "الثنية" ثم معان آخر حدود بلاد الشام الجنوبية، حتى يصلون إلى "عقبة الصوان" ثم إلى الصحراء وهي الصحراء غامضة يصفها ابن بطوطة: "داخلها مفقود، وخارجها مولود". ويسيرون في الصحراء حتى تبوك أول مدن الحجاز حيث يقيمون فيها أربعة أيام تستريح الإبل، وتتقوى الحجاج، ولعلهم يجتازون عقبة الوادي الأخضر، أو وادي جهنم والذي ـ كما يروي ابن بطوطة ـ جفت مياهه في أحد الأعوام حتى وصلت شربة الماء به ألف دينار، ولم يستفد منها الشاري ولا البائع لأن كليهما قضى نحبه ثم يسيرون إلى "بركة المُعظم" التي تنسب إلى "عيسى بن أيوب"، وفي اليوم الخامس من رحيلهم من تبوك يصلون، إلى بئر الحجر أو بئر ثمود، فيتجاوزونها إلى مسيرة نصف يوم، حتى قرية "العلا" ذات البساتين والمياه، فيقيمون بها أربعة أيام، ثم إلى "وادي العطاس" بمخاطره وسمومه، ثم منه إلى "هديه"، وبها وادٍ ماؤه مُرُّ المذاق حتى يصل ركب الحجاج في اليوم الثالث إلى مدينة رسول اللّه. حيث يبادر الحجاج إلى دخول الحرم المدني، فيقفون بباب السلام مسلمين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه أبي بكر وعمر رضي اللّه عنهما ويصلون بالروضة بين المقام والمنبر ثم يستلمون البقية الباقية من الجذع الذي حن إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ثم يعودون إلى رحالهم، وهم في غاية السرور والفرح بما من اللّه عليهم. ثم يبدأ الركب رحلته إلى مكة، فيمر بقباء، ومنها يسيرون إلى وادي العقيق، على حافته مسجد ذي الحليفة، ويبدأ الإحرام، ومنه يحرم حجاج المدينة وحجاج الشام اقتداء برسول اللّه صلى الله عليه وسلم. ويواصل بن بطوطة روايته الجغرافية والأدبية والإجتماعية متتبعاً خطوات الحجاج حتى يدخلون مكة والحرم، وعين ابن بطوطة لا تختلف كثيراً عن عين ابن جبير وطريقته، والمقارنة بينهما في الفتاوي الفقهية لها أهميتها قي قراءة خريطة المذاهب، والحوار السني الشيعي، وقوة الدولة وضعفها، والتقسيم المذهبي لأماكن الصلوات وصيغ الأذان وغير ذلك مما يعد كتابه صفحات في التاريخ الفقهي لا تزال مجهولة. 3. طرق الحاج اليمنية: صنعاء العاصمة كانت نقطة البداية في الطريق اليمني استعداداً للرحيل إلى الأماكن المقدسة. ومنها يسيرون إلى "أثافت" وكانت قرية صغيرة فيها عيون ومزارع يتزود الحاج منها بالماء، ويتوجهون منها إلى "خيوان" وهي قرية صغيرة كثيرة الكروم وبها بركتان، كان الحجاج ينزلونها للتزود بالماء، وتبعد عن صنعاء أربعاً وعشرين فرسخاً، حوالي اثنين وسبعين ميلاً ـ ثم يسيرون منها إلى "الأعمشية"، فيتزودون منها بالماء من عين صغيرة رغم أنها كانت مهجورة لا سكان فيها، ومنها يسيرون إلى مدينة صعدة وهي مدينة شمالي بلاد اليمن، ومنها يسيرون إلى "عرفة" ومنها إلى "طلحة الملك، ومنها يدخل الركب إلى الأراضي الحجازية ويظلون في سيرهم حتى ميقات أهل الطائف، فيحرم منه حجاج اليمن، ويصلون في مسجد معاذ بن جبل، ويدخلون إلى مكة مهللين مكبرين بعد يومين من مسيرة هادئة. والطريق اليمني للحج قليل المخاطر، عذب الماء، كثير البساتين والحدائق والفارق بينه وطريق "عيذاب" كالفارق بين جنة الدنيا ونارها. 4. طرق الحج العراقية: وكانت تستوعب حجاج العراق وفارس وبلاد الأتراك، وغيرهم من دول المشرق القريبة، ونقطة البداية فيها بغداد عاصمة الخلافة العباسية، حيث يجتمع الحجاج فيها استعداداً لرحلة آداء فريضة الحج، وكان الخليفة في البداية يعين عليهم أميراً للحج، ثم جعل الإمارة لنفسه أو لأحد من أمراء بيت الحكم. ينطلق الحـجاج من "بغداد" إلى "صرصر" إحدى المدن العراقية الجميلة، ومنها إلى "زريزان"، ثم "الحلة" على نهر الفرات، يذكر "ابن جبير" أنه كان على النهر جسر يتزاحم عليه الحجاج مما يؤدي إلى سقوط بعضهم في رحلة الذهاب والعودة. وقد غرق بهذا السبب خلق كثير عام 579هـ 1184م، أثناء رحلة العودة من الحج. ويواصل ركب الحجيج سيره إلى "الكوفة"، ثم "النجف"، ثم يمر "بالقادسية"، ومنها إلى "الرحبة" ثم إلى "العذيب" وهي وادي خصيب تكثر فيها العيون والعمارة، ثم ينزلون "بمنارة القرون" ومنها إلى بلورة وفيها صهاريج الماء، ثم يواصلون سيرهم إلى "واقصة" وهي منخفض من الأرض فيها صهاريج مملوءة بالماء تبعد عن الكوفة مسيرة ثلاثة أيام، ثم يواصل ركب الحجيج رحلته عبر الصحراء ويجتازون العقبة المعروفة "بعقبة الشيطان". ويواصلون السير على طريق صحراوي طويل توجد به صهاريج ماء قيل أن زبيدة زوج الخليفة العباسي (9) أمرت بها حتى تخفف مشقة طريق الحاج حتى الوصول إلى الحجاز، وتظل مسيرة الحجاج بها بعض المخاطر خاصة في منتصف الطريق بين مكة وبغداد، حيث يستعد أمير الحج إلى خوض بعض المعارك دفاعاً عن حياة الحجاج وأموالهم، حتى الوصول إلى المدينة المنورة، فيزورون، ويصلون بمسجد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثم يواصلون الرحلة إلى مكة في طريق الحج الشامي. حيث يلتقي عليه حجاج الشام وحجاج العراق. إن المتابع لطرق الحج المختلفة في كتب الرحلات لا يهتم فقط بالقراءة الأنثروبولوجية بوجه عام، ولا القراءة "الأتنوجرافية" بوجه خاص، لأن القراءة الحضارية تتسع لدوائر كثيرة، وتعطي من الماضي دلالات للحاضر يمكن استثمارها ونحن نسعى إلى يقظة المسلمين، إن تأمين الحاج ـ وهو هدف نبيل وصلت به الدولة السعودية الحالية إلى درجة عالية من الدقة والكفاءة ـ صفحة تقرأ فيها أهمية قوة الدولة، وفائدة الوحدة، فعندما كانت الدولة العباسية قوية كان الحجاج يصلون إلى الحجاز بأمن وسلام، وكان لأمير الحج هيبته وقوته، وعندما ضعفت الدولة اهتز أمن الحجيج، وفي عصور صراع الأمراء كثر الاعتداء على قوافل الحجيج في كل هذه الطرق السابقة، ففي سنة 573 هـ ـ 1178م، اعترض الأعراب قافلة الحج العراقي، وقتلوا أبا الفرج رئيس الرؤساء، وزير الخليفة المتضىء، كما قتلوا حاجب أبي الفرج سعد المعوج (10)، وقد تواصل النهب والسلب في عهود مختلفة كما يشير "ابن الأثير" (11). بل وصل الانهيار السياسي إلى حد العبث بالشعائر الدينية وبمناسك الحج، حتى أن الحجيج يبيتون بعرفة بدلاً من مزدلفة، ولا يرمون الجمرات، ولا ينامون في منى (12) مما يؤكد تراجع الوازع الديني عند الأفراد والحكام على السواء، بل وصل الأمر كما روى "أبو الفدا" و"ابن الأثير" إلى القتال بين الأفراد وممثلي الخليفة، كما حدث بين "طاكشتين"، ممثل الخليفة في بغداد وأمير الحج العراقي وبين "ابن المقدم" أمير الحج الشامي، حول أي الأعلام يرفع في الحج علم صلاح الدين الأمير الأيوبي أم علم الخليفة، ونشب القتال بين المسلمين حيث لا يجوز القتال بينهم خاصة في ذلك الزمان وهذا المكان(13). يتبع إن شاء الله... |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: طرق الحج: جسور للتواصل الحضاري بين الشعوب الإثنين 03 أكتوبر 2011, 2:07 pm | |
| ثانياً: ركب الحجاج: لعل الرحلة نحو الحج وهي هدف عام لكل مسلم، كانت رحلة في طلب العلم عند طلابه ومريديه، وقد حمل العلماء الراية الثقافية عن جدارة واستحقاق في العصور الأُولى الإسلامية "وعلى أكتاف هذه النخب ازدهرت ثقافة عربية إسلامية متجددة المعين، ثرية العطاء، متكئة على نفس عصر التدوين. وقد كانت هذه الحركة العلمية ـ كما يقول بحق الباحث الموريتاني حماه اللّه ولد السالم (14) ـ تمتح من أساسين هما الرافدان المشرقي والمغربي، عبر قنوات الاتصال الحضارية التي انتقلت عبرها وبعفوية السلع والأفكار بين تلك الفضاءات الثقافية، وقد كان لقوافل الحج الأعظم في تلك العملية أهمية كبيرة بما كانت تفضي إليه من احتكاك ديني وحضاري إيجابي بين حجاج الأقطار، وبما تجلب من مؤلفات وتصانيف ومراسلات إخوانية، وإجازات واستجازات في مختلف الاتجاهات. والأصل في فكرة ركب الحاج أنه عملية ثقافية ودينية منظمة وليست عفوية، سواء جاء التنظيم من الدولة من خلال إمارة الحج أو جاء من الأفراد عبر مؤسسة الوقف، وإذا كانت فكرة الإمارة كشفت أهمية الحج في العقد السياسي الإسلامي، فإن مؤسسة الأوقاف فيما يخص الحج ورحلاته، تؤكد على دور المجتمع المدني في دعم الرباط الثقافي، والتواصل الحضاري، ولكن من الخطأ اعتماد فكرة المجتمع المدني بعيداً عن العقد السياسي الإسلامي الذي يعلي من أهمية القيام بالأركان الإسلامية ولو على المستوى الشكلي ـ باعتبارها أهم عناصر الشرعية، وإلا كانت هذه القراءة في وادٍ وتاريخنا الثقافي كله في وادٍ آخر. 1. إمارة الحج وتطورها: اهتمام المسلمين حكاما وأفراداً برحلة الحج يعد جزءاً من مهام الدولة الذي يصبح الإعداد لها من المهام الرئيسية للمجتمع المسلم طول العام. ولأن الحج ليس مجرد رحلة أو سفر بل هو واجب يؤدى، فإنه ككل الواجبات الإسلامية له أركان وشروط، أي له فقه واجتهادات، فاصبح تنظيم الحج من مهام الدولة، ويقوم على خدمته الخلفاء والحكام والسلاطين والرؤساء في كل العصور، وقد نشأت إمارة الحج من قوله صلى اللّه عليه وسلم : "إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم" والحديث يتناول مطلق السفر. ولكن السنة الفعلية جعلت إمارة الحج جزءاً من التنظيم الإداري الإسلامي، وكان أبو بكر الصديق أول من حج بالمسلمين في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث وكل إليه الرسول صلى الله عليه وسلم الخروج بالحجيج، ومنع الكفار من الخروج فيه، وفي العام التالي تولى الرسول صلى اللّه عليه وسلم رئاسة موكب الحجيج في حجة الوداع في السنة العاشرة من هجرته صلى اللّه عليه وسلم، وإن لم يلقب بأمير الحج كما لقب أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت إمارة الحج ولاية سياسية ودينية، "وقد حرص الخلفاء الراشدون الثلاثة الأُول على أداء فريضة الحج، وكذلك حج من بعدهم خلفاء بني أمية وخلفاء بني العباس في العصر العباسي الأول، أما في العصر العباسي الثاني فقد أثرت ظروف هذا العصر من ترف وانقسام وثوارت في حجب الخلفاء العباسيين عن الحج، ولم يحج من خلفاء بني العباس في القاهرة إلا أولهم، وهو الخليفة الحاكم بأمر اللّه العباسي عام 197هـ/812م أما في العصر الفاطمي فلم يحج من الخلفاء الفاطميين أحد إلا أنهم عنوا عناية كبيرة بقافلة الحج المصري، وكذلك لم يحج أحد من سلاطين بني أيوب في مصر، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى انشغالهم بالجهاد ضد الصليبيين. ولم يحج أحد من السلاطين بعد إلا في عصر الدولة المملوكية، فكان أول من حج من ملوك مصر السلطان ظاهر بيبرس "البند قداري" عام 667 هــ/1268م واستمر فيما بعد طوال العصر المملوكي، والعصر العثماني باستثناء سنوات قليلة، وهكذا أصبحت إمارة الحج ذات مهابة وتأثير في الجموع "وكان الناس إذا ما أرادوها جاهاً وعزاً سعوا لخدمة أمير الحج" (15). قد ارتفع شأن إمارة الحج في مصر العثمانية، لارتباطها بالتدرج الوظيفي، فما من أمير وصل إلى الرئاسة في مصر العثمانية إلا وكان قد تولى إمارة الحج من قبل (16). وكان على أمير الحج عدد من الواجبات من أهمها: أ) أن يجمع الناس في حلهم وترحالهم، حتى لا يتفرقوا، ويخشى عليهم من التأخير والضرر. ب) ترتيبهم بتوزيعهم على مجموعة من القواد، وعلى كل واحد معرفة قائده ومكانه إذا سار أو حل، فلا يتنازعون ولا يضلون. ج) أن يرفق بهم أثناء السير، حتى لا يعجز الضعيف، أو يضل المتأخر. د) أن يسلك بهم أسهل الطرق، وأخصبها، وأن يتجنب القاحل منها والوعر. هـ) أن يسير بهم إلى الماء إذا انقطع وإلى المراعي إذا قلت. و) أن يمر بهم عند حلهم، ويحوطهم بأتباعه إذا ساروا حتى لا يختلط بهم معتد أو عابث، أو متلصص. ز) أن يدفع عنهم قطاع الطرق، أو من يحاول منعهم من المسير ليحول بينهم وبين الحج، بقتال إن استطاع، أن يبذل المال إن أجابه الحجيج إلى ذلك، وليس له أن يجبر أحد على بذل الخفارة إذا امتنع. ح) أن يصلح بين المتشاجرين، ويتوسط بين المتنازعين، ولا يتعرض للحكم بينهم إجباراً إلا أن يفوض الحكم إليه، وإن دخلوا بلداً جاز له ولحاكم البلد أن يحكم بينهم ـ قواعد اختصاص ـ فأيهم حكم فحكمه نافذ، ولو كان التنازع بين الحجيج وأهل البلد حتى يفصل بينهم حاكم البلد. ط) أن يراعى الوقت حتى لا يفوتهم الحج. ي) "أن يُقَوِّم المنحرف منهم، ويؤدِّب الخائن، ويقيم عليه الحد، أما إذا وصل بلداً قبل إقامته الحد، فلوالي البلد إقامته" (17). وقد أصبح في مرحلة تالية خاصة في العصر العثماني لأمير الحج ألقاب وأصبحت له اختصاصات إدارية ومالية وثقافية واجتماعية ودينية وعسكرية، حتى قيل "إنَّ مهمة أمير الحج لم تكن سهلة، وإذ كان مسؤولا مسؤولية كبيرة نحو القافلة والحجاج، وكانت هذه المسؤولية من أخطر المسؤوليات، اذ كان مصيره السياسي يتوقف على نجاحه أو فشله في النهوض بتلك المسؤولية. 2. قافلة الحج: لقد تطورت رحلة الحج، وأصبحت محكمة التنظيم في معظم الممالك الإسلامية، وتشير الدراسات إلى عديد منها حسبنا اثنين منها أحدهما شرقي هو قافلة الحج المصري، والثاني مغربي هو قافلة الشنقيطي. أ) قافلة الحج المصرية: كان اهتمام الخلفاء والملوك في مصر بقافلة الحج كبيراً، وكان ينطوي هذا الاهتمام على أكثر من المعنى الديني، وكانت الدولة المملوكية تهتم بخروج المحمل كل عام، وتقيم احتفالاً من دورتين في السنة، الأُولى في النصف الأَول من شهر رجب وتسمى الدورة الرجبية، والغرض من دوران المحمل في هذا الوقت المبكر هو إعلام الناس بأن طريق الحج بين مصر والحجاز آمن، أما الدورة الثانية فتتم في النصف من شوال، وتسى الدورة الشوالية، وكذلك اهتمت الدولة بصناعة الكسوات والعمل على إرسالها كل عام إلى الحرمين الشريفين، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل حرصت على إرسال الصرر العينية والنقدية من ريع الأقاف الموقوفة لصالح الأرض المقدسة إلى مستحقيها"(18). وتتكون القافلة من المحمل في رحلة الذهاب والعودة، ثم موظفي قافلة الحج ومن أهمه: 1. الدوادار وهو من العسكر. 2. قاضي المحمل وهو يصدر الأحكام الشرعية بين الحجيج. 3. صراف الصرة وأهم وظائفه صرف الصرر ـ أي المبالغ المالية ـ لمستحقيها. 4. كاتب الصرة ومهمته تدوين ما يتسلمه أمير الحج من صرر عينية ونقدية وهي وظيفة وراثية، بالإضافة إلى وظائف أخرى كثيرة. ب) قافلة الحج المغربية: ويمكن تجاوزاً أن نطلق عليها قافلة الحج التكروري، خاصة وأن إمارة التكرور هي أول الدول السودانية إسلاماً، ثم أصبح الاسم علماً على كل من يجىء من هذه الجهة، وقد أصبحت أوقاف أهل التكرور تصرف على المجاورين من شناقطة وسودانيين. وكانت قوافل الحج الملكية هي أشهر القوافل المغربية، ومن أشهرها رحلة حج ألماسا موسى سنة 1324م، والذي كان إنفاقه خاصة من ثروته الذهبية مثار دهشة مضيفيه من الأُمراء، وانزعاج التجار الذين ذعروا من تدهور قيمة الذهب في الأسواق، بفعل كمية الهدايا التي قدمها إلى صحبه ومرافقيه، ونفس الشيء ينطبق على رحلة ملك السونغاي الأسكيا محمد سنة 1496م، والذي قدم بقافلة ضخمة والتقى في مصر بعلماء كبار من أمثال جلال الدين السيوطي وأضرابه، كما أنفق كمية من الهدايا الذهبية على الخاصة. ثم انطلقت رحلات أخرى ملكية وشعبية بما جعل هذا اللون من الرحلات جسراً للتلاحم الثقافي بين المغرب والمشرق، وقد كانت مؤسسة الوقف من أهم المؤسسات التي تنفق على الحجاج والأماكن المقدسة على السواء، وقد تعددت أنواع هذه الأوقاف في البلاد الإسلامية، أو في الأماكن المقدسة ذاتها، وقد وصل الأمر في مصر العثمانية أن كرست ربع الخزينة المصرية، وكذلك ربع الأوقاف التي كانت تشغل معظم أراضي مصر بالوجه البحري والوجه القبلي من أجل أداء واجبها نحو الحرمين الشريفين. تلك إطلالة سريعة، وقراءة عجلى أردنا بها تفعيل طرق الحج من خلال وظائفها وغاياتها. ولعل أهم ما نقترحه في هذا الصدد ما يلي: 1. إنشاء مركز لدراسات الحج يقوم برصد وتحليل ما يلي: أ) جمع المخطوطات الخاصة بالحج وتصنيفها، وتوجد في مراكز المخطوطات العربية والأجنبية الكثير منها، وفي المكتبة الأزهرية تحت رقم 6844 تاريخ مخطوط هام عن إمارة الحج ومن تولاها ونظمها عنوانه: "در الفوائد المنظمة في أخبار الحج وطريق مكة"، لعبد القادر بن محمد بن عبد القادر الأنصاري الجزيري الحنبلي. ب) جمع كتب الرحالة العرب أو الحجاج سواء كانت خاصة بالحج أو في الأجزاء الخاصة بالحج وهي كثيرة، ومنها رحلات أبي سالم العياشي، والحسين بن محمد الورثلاني، ومحمد صادق في كتابه "دليل الحاج"، بل وحتى الرحلات التي قام بها حجاج علماء من غير أهل السنة. ج) جمع كتب الرحالة الأجانب أو الأجزاء الخاصة بالحج من رحلاتهم ودراستها وبيان وأهدافها، ومدى صحة المعلومات الواردة فيها. 2. انشاء مركز لدراسات مؤسسات الحج وتقويمها ونقترح في هذا الصدد دراسة مؤسسة الحج بماليزيا، وفي هذا نطرح ما يلي: أ) التعامل مع المجامع الفقهية في المسائل التي تثار حول الحج بقصد العمل على توفير اجتهاد جماعي في باب الحج. ب) التعاون مع الوزارات الخاصة بالحج ومؤسسات الطوافة، والاستفادة من التجارب الميدانية في هذا المجال. ج) دراسة إعلام الحج المقروء والمسموع والمرئي، والعمل على تحليل مضمونه، وبيان مشكلاته، بهدف الاستفادة من إعلام الحج في مجال تحقيق أهدافه الدينية والثقافية والاستفادة الكاملة من التقنيات الجديدة في مجال علوم الاتصال. ـــــــــــــــ (*) أستاذ الشريعة الإسلامية في كلية الشريعة ـ جامعة الإسكندرية ـ جمهورية مصر العربية. (1) رحلة المبشر إيفالد، ترجمة منير الفندرى بيت الحكمة، تونس 1991، ص 145. (2) د. حسين فهيم : أدب الرحلات ـ عالم المعرفة ـ الكويت 1989، ص 21. (3) سورة الأنبياء، الآية 92. (4) المقريزي : الخطط، ط الحلبي ـ القاهرة بدون تاريخ، ج 1، ص 202. (5) راجع الرحلة من قوص إلى عيذاب في ابن جبير ـ المرجع السابق ص 39-41 وراجع أيضاً د. جميل حرب محمود : الحجاز واليمن في العصر الأيوبي دكتوراة غير منشورة كلية الآداب ـ جامعة الإسكندرية سنة 1989 وحول محطات طرق الحج المصري راجع سميرة فهمي علي عمر إمارة الحج ـ الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، 2001، من ص 247-260. (6) المقريزي ـ الخطط ـ المرجع السابق، ص 203 (3-1) ابن جبير المرجع السابق، ص 44. (7) د. درويش النخيلي : السفن الإسلامية على حروف المعجم ـ الإسكندرية ـ 1979، ص 27. (8) د. جميل حرب : الحجاز واليمن ـ مرجع سابق، ص 239. (9) ابن جبير : الرحلة مرجع سابق، ص 191-192. (10) الأربلي : خلاصة الذهب المسبوك نقلا عن جميل حرب ـ الحجاز واليمن مرجع سابق، ص 251. (11) ابن الأثير : الكامل دار صادر ـ بيروت ج 9، ص 129. (12) جميل حرب ـ الحجاز ـ اليمن مرجع سابق، ص 254. (13) أبو الفدا المختصر ج 3، ص 73. (14) حماه اللّه ولد السالم، دور ركاب الحج والأوقاف ـ بحث مجلة الجسرة القطرية ـ عدد 14 خريف 2002، ص 37. (15) دائرة المعارف الإسلامية ـ القاهرة المجلد الثاني، ص 649. (16) سميرة فهمي ـ إمارة الحج ـ مرجع سابق، ص 78. (17) إبراهيم رفعت مرأة الحرمين ـ جزء 2، ص 298 الى 300 وفيه تفاصيل هذه الشروط. (18) سميرة فهمي إمارة الحج مرجع سابق ـ يراجع بالتفصيل من ص 163 الى 235. منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو ـ 1428هـ/2007م. |
|