الرحمة Ocia1180
الرحمة Ayao11
الرحمة
الأدلة:
دل على صفة الرحمة أدلة كثيرة من القرآن والسُّنَّة منها: قوله تعالى: ﴿وربك الغفور ذو الرحمة﴾ [الكهف: 58].
وقوله تعالى: ﴿إِن رحمت اللهِ قَرِيب مِن المحسنين﴾ [الأعراف: 56].
وقوله تعالى: ﴿كتب ربكم على نفسه الرحمة﴾ [الأنعام: 54].

وأمَّا من السُّنَّة:
فحديث أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لَمَّا خلق اللهُ الخلق، كتب في كتاب، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب (أو: غلبت) غضبي)). رواه البخاري (3194)، ومسلم (2751).

أقوال العُلماء في الثبوت:
يعتقد أهل السُّنَّة والجماعة أن صفة الرحمة من الصفات الذاتية الفعلية الثابتة لله تعالى على ما يليق به، فهي صفة حقيقية ثابتة بالكتاب والسُّنَّة وإجماع سلف الأمَّة.

أقوال العُلماء في المعنى:
قال ابن تيمية: (الرحمة ضد التعذيب، والتعذيب فعله وهو يكون بمشيئته؛ وكذلك الرحمة تكون بمشيئته؛ كما قال: ﴿ويرحم من يشاء﴾).
وقال ابن القيم: (الرحمة صفة تقتضى إيصال المنافع والمصالح إلى العبد، وإن كرهتها نفسه، وشقت عليها، فهذه هى الرحمة الحقيقية).
وقال الشيخ السعدي: (ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء، وعمت كل حي، وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله، فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة، ومن عداهم فلهم نصيب منها).

المعنى المُختصر:
الرحمة صفة حقيقية قائمة بالله تقتضى إيصال المنافع والمصالح إلى المخلوق.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: الرحمن - الرحيم - الرؤوف - الصفات: الرأفة.
الأفعال: يرحم - يراف.

قواعد:
- صفات الله تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه.
- صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- الكلام في الصفات كالكلام في الذات، والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.
- صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية وسلبية، فالثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه، والصفات السلبية: ما نفاها الله عن نفسه.
- الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية.
وفعلية، فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها، والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته.
- باب الصفات أوسع من باب الأسماء.
- يلزم في باب الصفات التخلي عن أربعة محاذير: أحدها: التمثيل والثاني: التكييف، والثالث: التعطيل، والرابع: التحريف.

تنبيهات:
أنكر بعض المعطلة صفة الرحمة وقالوا لا يجوز إثباتها على ظاهرها، لأن الرحمة رقة في القلب أو رقة تكون في الراحم، وهي ضعف وخور في الطبيعة، وتألم على المرحوم وهذه المعاني "نقص" وما كان كذلك مستحيل في حقه تعالى وهذا الذي قالوه باطل من وجوه:
- أنّ هذا الذي ذكروه هو من لوازم صفات المخلوق وليس من لوازم صفات الخالق.
- أنّ قياس صفات الخالق على صفات المخلوق من أفسد القياس وأبطله.
- أنّا لا نحيط بالله علما، فلا ينبغي أن نحاول معرفة حقيقة رحمته.

المصادر والمراجع:
- الصفات الإلهية في الكتاب والسُّنَّة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه لمحمد أمان بن علي جامي، طبعة الجامعة الإسلامية.
- إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن قيم الجوزية، مكتبة المعارف.
- جهود الإمام ابن قيم الجوزية في تقرير توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد العلي، المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسُّنَّة.
- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي مؤسسة الرسالة.
- التدمرية لابن تيمية، طبعة مكتبة العبيكان.
- القواعد المثلى في صفات الله الله تعالى وأسمائه الحسنى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ، مدار الوطن للنشر.
- أسماء الله وصفاته وموقف أهل السنه منها لمحمد بن صالح العثيمين، دار الشريعة.
- صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسُّنَّة، لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف، دار الهجرة.
- مجموع الفتاوى لابن تيمية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
- التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة، للسعدي دار طيبة.
الرقم الموحد: (181099).