|
| التعريف بنبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: التعريف بنبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) الأحد 07 أغسطس 2016, 6:16 am | |
| التعريف بنبي الرحمة محاضرة حول رسالة النبي صلى الله عليه وسلم والركائز التي قامت عليها عبد الرشيد هدية الله غفر الله له ولوالديه وللسلمين ================ بســم الله الرحمــن الرحيــــم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فرسالة محمد صلى الله عليه وسلم تستحق الاحتفاء بها في كل زمان ومكان, بل أجد نفسي في غبطة وسرور دائمين حين وردتني دعوة للمشاركة في هذه الدورة المقامة في مدينة إيوو بولاية أوشن لإحياء فعاليات البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة.
وإثر ذلك نحمد الله تعالى إلى المنظمين للبرنامج وأنشطته في نيجيريا خاصة وفي دول العالم عامة, لأن دعواتهم للمشاركة في مثل هذا المشروع توقظ بعض الهمم وخاصة التي تثوي القيام بمثله, إذ قد سبق أن دعوت بعض الإخوة للاجتماع في محاولة تأسيس جمعية للتعريف بنبي الرحمة ونصرة سنّته, قبل شهر شعبان المنصرم لهذا العام.
فصادف أن كان بعض المنظمين لهذه الدورة من الذين أرسلت لهم الدعوة وفيها البيان عن المغزى للاجتماع فأشار إلى رواد الدورة بدعوتي للمشاركة وبذلك وافق الشأن الطبق حيث كانت الأرض المعدّة للزرع قد أنبتت الخضروات المزمع زرعها.
وكفى الله المؤمنين القتال.
إزاء ذلك فلا يسعنا سوى أن نتضرّع إلى المولى العفوّ الكريم أن يوفّق الجميع لما يحبّه ويرضاه وكل ما فيه صلاح هذه الأمة المحمّدية.
وأما موضوع المحاضرة: "رسالة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم والركائز التي قامت عليها" فهو موضوع شيق ونيّر مثير للهمم ومفتق للأفكار وخاصة في هذه الآونة الروحانية في رمضان الشهر الفضيل الذي هو جزء من هديه صلى الله عليه وسلام.
فرمضان أنسب الأوقات لتجديد عهدنا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فهو مركز التطبيق لهديه في التلاوة ومدارسة القرآن والتعاون فيما بيننا ولهديه في الصلاة والتراويح والتفسير والفطور والسحور وهلم جرّا.
فكان المسلمون يستعرضون جوانب مهمة لدعواته وإصلاحاته وتوجيهاته, فرسالته كلّها هي الإسلام وكلّ الإسلام نور وهداية ورحمة وكما قال النّبي صلى الله عليه وسلم "أنا الرحمة المهداة".
نعم – فشهر التوبة والغفران حري أن يحظى بهذا التجمع المبارك الذي يبحث عن وسائل علمية وعملية تهدف إلى العمل الجاد المثمر للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الإسلام ومن ثم إيصال هذه الدعوة المنقذة للبشرية إلى غير المسلمين.
فنسأل الله تبارك وتعالى التوفيق والسداد إنه ولي ذلك وبالإجابة جدير.
فما هي رسالة نبي الرحمة يا ترى؟ وما تعريف عنوان المحاضرة قبل البت في شرحه؟
فالرسالة مضاف ومعناها الصحيفة التي يكتب فيها الكلام المرسل فهي مصدر رَسِلَ في معانيه الكثيرة.
والرسول هو المرسل ويأتي للمذكر والمؤنث والمفرد والجمع, والراسل هو الموافق لك في النضال أو الفرس الذي يرسل مع الآخر في السباق.
والرسول من الملائكة: هــو مــن يبلــغ عــن الله.
والرسول من الناس: هو من يبعثه الله بشرع يعمل به ويبلّغه, فالرسالة هي أعمال وأدوار وإرشادات يقوم بها الرسول تجاه المرسل إليهم.
أما النبي: مضاف ومضاف إليه, مضاف إليه بالنسبة للرسالة ومضاف إلى رحمة, فالنبي من النبوءة والنّبأ ويقال نبأ الشئ – إذا ارتفع ونبأ على القوم بمعني طلع عليهم ونبّأ بالخير أي خبّره.
وتنبّأ: تنبّؤًا – تكلم بالنبوة أو النبوءة, والنبوءة هي الأخبار عن الغيب أو المستقبل بإلهام من الله, الإخبار عن الله وما يتعلق به تعالى.
وإذا جمعنا المضاف مع المضاف إليه -رسالة النبي- فيصير المعنى, صحيفة المخبر عن الله تعالى: أعمال المخبر عن الله والمبلّغ عنه: مهمات المكلف بالإبلاغ عن الله, وذلك مكتسب من نفس مادة الرسالة بعينها.
وأما الركائز فهي جمع الركيزة وهي عمود دقيق من الخشب يدعم به الخُصّ ونحوه والركائز على معنى آخر أعمدة غليظة تبنى في الزوايا ليعتمد عليها السقف المعقود بالحجارة. رسالة النبي صلى الله عليه وسلم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم عالمية النوع من حيث إنها تعم جميع الثقلين الإنس والجن وتكميلية الغاية لأنها جاءت متممة للرسالات السابقة التي خص الله بها كل أمة مع رسولها, وشمولية الشرع لأن المصادر التشريعية وأهمها القرآن والسنة مما لا يقبل التبديل والتحريف والأمة المسلمة العادلة المخلصة تقرّ بالإجماع على ذلك.
قال تعالى فيما يخص توجيه رسالته للناس: "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا نذيرا". "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". "وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا".
ومما يدلّ على تعميم رسالته صلى الله عليه وسلم دعوته للجن قوله تعالى: "وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدّقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم, يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم".
وعلى عمومية هذه الرسالة المحمدية قوله تعالى على لسان نبيّه صلى الله عليه وسلم فيما يخص دعوة أهل الكتاب ليؤمنوا بالله وحده: "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألاّ نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضاً أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون".
وقوله تعالى: (يا أهل الكتاب قد جآءكم رسولنا يبيّن لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جآءنا من بشير ولانذير وقد جآءكم بشير ونذير والله على كل شئٍ قدير).
وقوله تعالى: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبآئث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون), وأمثال هذه الآيات كثيرة جدا لإثبات شمولية رسالته صلى الله عليه وسلم.
وتشهد لهذه الشمولية بعض أحاديث ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: (إني عند الله لخاتم النبيّين وإن آدام لمنجدل في طينته وسأنبئكم بأوّل ذلك: دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى بي ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيّين يَرَيْنَ).
ولقد خطب عيسى عليه السلام في بني إسرائيل يبشر عن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
ففي عهد النبي إبراهيم عليه السلام فشت عبادة الأوثان والأحجار والأخشاب وانتشرت معالم الكفر والإضلال التي لا يرضى بها الضمائر الصحيحة وحتى أجمع المشركون آنئذ على إحراقه بالنار التي نجاه الله منها.
وهكذا كان الشأن قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم في شيوع الخمور والظلم والبغي والرشاوى وعبادة الأصنام ووأد البنات وغيرها في جاهلية جهلاء وهمجية مموهة, فأكرم الله البشرية ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم مع رسالة خالدة شاملة لجميع الإنس والجن.
وفي ذلك يقول الرب عز وجل: "قل يآ أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيى ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون". الركائز التي قامت عليها هذه الرسالة النبوية القرآن الكريم القرآن الكريم: هو الوحي السماوي الذي اعتمدت عليه رسالة نبي الرحمة, واستقى منه النبي في شرح وتطبيق هديه في جميع أمور الإسلام, فكان القرآن الكريم نبراساً أنار معالم الطريق لنبي الرحمة في كافة توجيهاته الدينية.
والقرآن يشمل جميع الركائز التي اعتمدت عليه رسالته صلى الله عليه وسلم, فهو المصدر الأوّل للتشريع الإسلامي.
السنة النبوية المطهرة السنة النبوية المطهرة: هذه هي أقوال وأفعال وتقريرات المصطفى عليه الصلاة والسلام والمفسرة للقرآن الكريم والمسهّلة للنواحي التطبيقية لهذا الدين, فهي المصدر الثاني لشريعتنا الغرّاء.
التوحيد التوحيد: ركز النبي صلى الله عليه وسلم على نبذ الشركيات والآثار الجاهلية وتحرير العقل من عدّ ثلاثة أنها تساوي واحدًا والسجود للذي لا يفهم ولا يتكلم ولا يغني عن العابد شيئا.
فبذلك نقل الناس من عبادة العباد والخضوع لهم إلى عبادة ربّ العباد وحده تحقيقا لتوحيد الله في عقيدة راسخة خالصة من شوائب الشرك قال تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).
"الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون".
"قل يآ أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله الا هو يحيى ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون".
"هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما".
فالأحرى أن تنهض الأمة الاسلامية لتوضيح هذه الرسالة للناس وليجعل الشباب الاسلامي هذا العمل من صميم أعمالهم لدعوة الناس إلى هذه الرسالة التي جاءت لإصلاح المجمعات البشرية وكفى شرفا للناس أن يكونوا عبادا لله خالقهم بدلا من الخضوع والإذلال بالعبودية العباد أيا كان جنسهم وفضلهم وموطنهم (والعياذ بالله).
الرحمة نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم رؤوف رحيم بعباد الله وبالحيوان وبالجمادات وقرر هذه الرحمة وأمر بها للمؤمن والكافر وللحيوان وللجمادات.
فلم ينتظر نبي الرحمة مواثيق وقرارات واتفاقات الأمم المتحدة والمتأخرة عند نشأة ما قد نسميه التجمع الأول الدولى القرن الثامن عشر, أي الملامح الأولية للاتفاقات الدولية, بل أسس هذه الرحمة العمومية الشاملة منذ 14 قرنا أي منذ أكثر من 1200 سنة – وقرارات الأمم المتحدة في القضايا الانسانية منذ مائتي سنة فقط فانظر إلى البون الشاسع بينهما.
فنبيُنا هو الرحمة المهداة للبشرية جمعاء وللحيوان والجمادات وفي ذلك نسرد هذه الآيات: "هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً".
فهو رحيم بالمسلمين وبغير المسلمين فقصة الأعرابي الذي بال في المسجد فقام الناس ليقعوا فيه فمنعهم رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم.
وذلك يفيده الحديث التالي: "عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: بال أعرابيّ في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دَعوه وأريقوا على بوله سجلاً من ماءٍ أو ذنوباً من ماءٍ فإنما بُعثتم مُيسّرين ولم تبعثوا مُعسّرين".
وقال صلى الله عليه وسلم: فيما رواه جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل", وقد قال بأن الرحمة لا تنـزع إلا من شقي.
فمن أشفق على الناس لاسيما الضعفاء منهم ورحمهم وأعانهم قضى حوائجهم نالته رحمة الله دنيا وأخرى.
ولقد كانت هذه الرحمة والشفقة بالناس من الركائز الأساسية لمبعثه صلى الله عليه وسلم وقال تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين", وقال تعالى: "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر".
ولا يخفى على الناس ما لقيه في الطائف حين خرج إليه لدعوة أهله بعد وفاة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وعمه أبي طالب, فلم يجد منهم غير السخرية والأذية ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه, فقرر صلى الله عليه وسلم العودة إلى مكة المكرمة.
قال صلى الله عليه وسلم: "انطلقت يعني من الطائف وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب – ميقات أهل نجد فرفعت رأسي فإذا سحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك, وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ثم ناداني ملك الجبال مسلّم علي ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال قد بعثني إليك ربّك لتأمرني بما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين -جبلان بمكة- فقال رسول الله صلى عليه وسلم: بل أرجو أن يُخرج اللهُ من أصلابهم مَنْ يعبد اللهَ وحده لا يُشرك به شيئًا".
وفي كتب الصحاح أحاديث من الرسول صلى الله عليه وسلم تحرّض المؤمنين بالتخلق بخصلة الرحمة والشفقة بالناس وبالحيوان وحتى بالجمادات.
ومنها: "لا يرحم اللهُ مَنْ لا يرحم النَّاس". "الراحمون يرحمهم الرحمن". "مَنْ لا يَرحم لا يُرحم". "ارحموا مَنْ في الأرض يرحمكم مَنْ في السماء". "ليس منَّا مَنْ لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا".
وغير هذه الأحاديث كثيرة في الحثّ على البت في الأمور باللين والرأفة والرفق والنظر فيها بعين الرحمة والملاطفة وحتى في دعوة غير المسلمين.
فالدعوة بالملاطفة واللين تسبق الدعوة الزجرية بل ولا يصار إلى الدعوة الزجرية إلاّ أن يستدعى ذلك الموقف والمقام. يتبع إن شاء الله...
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 29 مارس 2021, 11:14 pm عدل 1 مرات |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: التعريف بنبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) الأحد 07 أغسطس 2016, 1:36 pm | |
| رحمته بأعدائه بعث النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين فشملت رحمته المؤمن والكافر فها هو الطفيل بن عمرو الدوسي لما يئس من هداية قبيلته دوس, طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو عليهم فاستقبل الرسول صلى الله عليه وسلم القبلة فأيقن الناس أنه إن دعا عليهم هلكوا ولكن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم اهد دوساً وأئت بهم (متفق عليه)" فدعا لهم بالهداية والرشاد ولم يدع عليهم دلالة على أنه رحيم حتى بالكفار.
الرحمة بالمنهزمين عند فتح مكة يوم فتح مكة ومع أن قلبه صلى الله عليه وسلم كان منكسراً وفؤاده مكلوماً نسي جراحه وعفا عن المنهزمين الذين آذوه أياماً طويلة وأخرجوه من بلده وتآمروا على قتله, ومع أنه دخل بعشرة آلاف مقاتل, عفا عنهم وقال لأحد الصحابة الذين عزم على الانتقام بقوله -اليوم يوم الملحمة- قال له بل يوم المرحمة, وسأل قريش: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريم فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: اذهبوا فأنتم الطلقاء - عفا عنهم تصديقاً لقوله: "إنما أنا رحمة مهداة".
رحمته بالحيوان وبالجماد تجاوزت رحمته الجنس البشري حتى شملت الحيوان قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطس فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني, فنزل البئر فملأ خفه ماءً ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له, قالوا يا رسول الله: وإن لنا في هذه البهائم لأجرًا؟ فقال في كل كبد رطبة أجر". متفق عليه.
بهذه القاعدة العامة: "في كل كبدٍ رطبة أجر" قد سبق النبي صلى الله عليه وسلم جميع المنظمات الدولية والهيئات التي تعنى بالدفاع عن حقوق الحيوان والرفق به سبقها النبي بمئات السنين يوم قال: "عُذّبَتْ امراة في هرّة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار, لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل خشاش الأرض, (متفق عليه)".
تحذير الصحابة أن قتل الحيوان أو التسبب في قتله قد يكون سبباً في دخول النار والعياذ بالله، فيجب الرفق بالحيوان والاحسان اليه والقوانين الوضعية لا تعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا التعليم النبوي الشريف.
رحمته بالجماد روى البخاري أن النبي لما صنع له المنبر صاخت النخلة التي كان يخطب عليها صياح الصبي فنزل النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فضمّها إليه فجعلت تئن أنين الصبيّ الذي يسكّن, فقال صلى الله عليه وسلم: "بكت على ما كانت تسمع من الذكر".
وكان الحسن إذا حدَّث بهذا الحديث بكى وقال: يا معشر المسلمين: الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إلى لقائه, فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه.
الصبر الصبر: فمن ركائز هذه الرسالة لنبي الرحمة "الصبر" فالنبي صلى الله عليه وسلم صبور بين المسلمين وغيرهم, فمثال صبره على أذى قومه ما لقيه من الشدائد من قومه فصبر واحتسب وأمر قومه أن يخرجوا إلى أرض الحبشة فرارا من الظلم والاضطهاد فخرجوا إليها مرتين.
قال ابن اسحاق: فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذي مالم يطمع فيه في حياته وروى أبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لما مات أبو طالب تجهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عم: ما أسرع ما وجدت فقدك".
وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي وسلا جزور قريب منه فأخذه عقبه بن أبي معيط فألقاه على ظهره فلم يزل ساجداً حتى جاءت فاطمة فألقته عن ظهره, فقال حينئذ: (اللهم عليك بالملإ من قريش).
وفي أفراد البخاري أن عقبة بن أبي معيط أخذ يوماً بمنكبه صلى الله عليه وسلم ولوى ثوبه في عنقه فخنقه به خنقاً شديداً, فجاء أبو بكر فدفعه عنه وقال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟".
العدل اقتباساً من تعليمات قرآنية أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة إقامة العدل بين الناس, قال تعالى: "لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط".
"وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل". "وأمرت لاعدل بينكم". "قل أمر ربي بالقسط". "وإذا قلتم فاعدلوا ولو ذا قربى". "يا آيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألاّتعدلوا, اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون".
قال صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله تعالى ورجل قلبه متعلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمالٍ فقال: إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: "أشر الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر".
قال أبو حنيفة: إن أرفع الناس يوم القيامة إمام عادل، ما من أمير عشرة إلا وهو يؤتى به يوم القيامة مغلولا حتى يفكّه العدل أو يوبقه الجور. الخلق الحسن محامد نبي الرحمة مليحة وخصاله حميدة وأخلاقه عظيمة ممتازة كريمة فقد دعا إلى ملازمة الشمائل الجميلة مثل الصدق والوفاء بالعهد وبر الوالدين والاخلاص في العمل وصلة الرحم فهي عن سفاسف الأخلاق والتصرفات الماجنة, ولذلك نص القرآن الكريم على تفوق أخلاقه بقوله تعالى: "وإنك لعلى خلق عظيم"، "وما ينطق عن الهوى".
"وإذ أخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة ثم تولّيتم إلاّ قليلا منكم وأنتم معرضون".
وقوله: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان".
وقد تحلى النبي بالأخلاق الكريمة الشهيرة وحتى قبل بعثته قد لقب بالأمين حيث كان يودع عنده مشركوا قريش أموالهم ويردّها إليهم كاملة بدون نقصان ولا تأخير, ولذلك أناب علي بن أبي طالب برد أمانات الناس عند هجرته صلى الله عليه وسلم.
بلغ العلا بكـمالـه كشف الدجى بجماله حسنت جميع خصاله صلـوا عليـه وآلـــه
القدوة الحسنة نبي الرحمة قدوة للمسلمين في شئونهم الدينية وحتى في العادت والمعاملات, المسلمون يقتدون بهديه في الإيمان والصلاة والصوم والزكاة والحج والعمرة والزواج وبر الوالدين وصلة الرحم والدعوة إلى الله ومعاملاته مع اليهود والنصارى, ودعوتهم إلى الله ودعوة الملوك ويتأسون به في الجهاد والدفاع عن الإسلام وبهديه في الأكل والشراب والفطور والسحور ونقتدي بهديه في الاستسقاء وفي صلاة الكسوف وبهديه في التكافل الاجتماعي والجنائي والمعاشي وبهديه في الرحمة بالناس وبالحيوان وبالجماد.
قال تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" الأحزاب.
المساواة الإسلام دين المساواة ونبي الرحمة صلى الله عليه وسلم قد ساوى بين الناس وشبههم بأسنان المشط حيث قال: "الناس سواسية كأسنان المشط الواحد لا فضل لعربي على عجمي إلاّ بالتقوى".
وقال تعالى: "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربّه أحداً".
ولقد جآءت الشريعة الاسلامية تقرر نظرية المساواة من وقت نزول الوحي وفرضت هذه المساواة فرضا على كافة الناس حتى لا ينظر الإنسان إنسانا مثله بعين الازدراء ويلقاه بالسخرية وبعين الإذلال حتى لو كان أحدهما غنيا والآخر فقيرا, فلا فرق بين أسود على أبيض ولا لأحمر على عربي, فميزان المفاضلة ومميزاته التقوى فقط, قال تعالى: "يا آيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم".
"يا آيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءً فاتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا".
ولقد أكّد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعنى تأكيدا في قوله عليه الصلاة والسلام: "إن الله قد أذهب بالإسلام نخوة الجاهلية وتفاخرهم بآبائهم لأن الناس من آدم وآدم من تراب وأكرمهم عند الله أتقاهم".
ولذلك قرب صهيب وبلال وسلمان الفارسي وقال عن الأخير: "سلمان منا آل البيت" وفي شأن بلال قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنك فيك الجاهلية".
فالمساواة هذه لا تقبل الاستثناءات ولا قيود فيها ولا حدود إنما هي مساواة مطلقة بين كافة الناس وعامتهم ولذا بدأ به نفسه "قل إنما أنا بشر مثلكم"، وقوله: "ولا أدري ما يفعل بي ولا بكم".
فالغرب وأوروبا يطلقون على أنفسهم سادة وقادة العالم, حيث اعتمدوا على علومهم التقنولوجية وتقدّمهم في صنع آلات الحرب الفتاكة ومواد الإبادة أي المفاعل النووية, وأمور وقضايا أخرى مادية برمتها وحتى سياستها في تقرير الديموقراطية والسعي على تعميمها عالمياً وكل ذلك وإن تحقق فهو مادية لا روحانية بل علاقتهم بها تنقطع في هذه الدنيا ولا ربط بينها وبين الآخرة, وخسر من لا علاقة روحية له مع الآخرة فالمساواة التي نحن بصددها قررّها نبي الرحمة على الناس كافة وعلى العالم كلّه فلا فضل لفرد على فرد ولا لجماعة على جماعة ولا لجنس على جنس ولا للون على لون ولا لسيد على مسود ولا لحاكم على محكوم إلا بالتقوى.
هذا فنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم عاش في قوم أساس حياتهم وقوامها التفاضل بالمال والجاه والشرف واللون ويتفاخرون بالآباء والأمهات والقبائل والأجناس, فما كانت الحياة الاجتماعية وحاجة الجماعة هي الدافعة لتقرير نظرية المساواة, وإنما كان الدافع لتقريرها من وجه هو رفع مستوى الجماعة ودفعهم نحو الرقي والتقدم كما كان الدافع من ورائها من وجه آخر ضرورة تكميل الشريعة بما تقتضيه الشريعة الكاملة الدائمة من مبادئ ونظريات.
وتم بذلك تحطيم الروابط العرقية ولأنها منتنة وكذا العصبية القبلية ولأنها مشوهة, فثبتت المساواة وكان بلال بن رباح من أكبر أدلة على هذه النظرية العادلة "المساواة" إذ لم يمنعه كونه من الحبشة أن يحتلّ المرتبة المناسبة بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
فالمساواة التي أسسها الاسلام كعنصر أساس في تحقيق نصيب العدالة بين بني البشر منذ 14 قرنا أصبح يتغنى بها الغرب والأمم المتحدة منذ القرن الثامن عشر منذ (مائتي سنة فقط) بعد فوات 12 قرنا من اعلان الإسلام ضرورة المساواة بين الناس وحتى بين الرجل والمراة اللهم إلا درجة أقربها الاسلام على ما للمرأة من الحقوق حيث قال تعالى: "ولهن مثل ما عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة". يتبع إن شاء الله...
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 29 مارس 2021, 11:14 pm عدل 1 مرات |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: التعريف بنبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) الأحد 07 أغسطس 2016, 1:44 pm | |
| ومن الركائز المتينة: دعوته غير المسلمين إلى الله تبارك وتعالى هذا الركن يشمل دبلوماسية الإسلام من خلال رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم وتأسيس سفارات بإرسال السفراء إلى الملوك ومع أنها تقع لمدة مؤقتة لإنجاز جزء من أغراض الدعوة وتحقيق قسط من أهدافها التي لا تتعدّى دخول المرسل إليهم إلى الإسلام أو التفاوض على الصلح المؤبّد بعقد الذّمة عند رفض الدخول في السلم إو الإسلام وإلاّ فيقوم السفير بإبلاغ الإنذار قبل إعلان الجهاد والقتال وكل ذلك يدل على رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدعوين.
فالاسلام رحمة للبشرية جمعاء فأصبح عبئا كبيرا على عموم المسلمين إبلاغه للناس والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة, فلنستعرض جزءا من رسائله صلى الله عليه وسلم للملوك والرؤساء للعلم بأنه تم اتصاله صلى الله عليه وسلم بالملوك والرؤساء للإشهار بعالمية الاسلام وإنه لا يسع أحداً غير اتباع هذا الدين الحنيف فكان الرسول صلى الله عليه وسلم مبدع الحوار ومخترعه منذ 14 قرنا ونحن اليوم نقفو آثاره بالحوارات التى ننشئها عالمياً.
رسالته إلى النجاشى كان أول رسول بعثه رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم عمرو بني أمية الضّمْرِي إلي النجاشى الأصحم ملك الحبشة, فأسلم النجاشى وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإجابته وتصديقه وإسلامه.
إلي قيصر بعث دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر يدعوه إلى الاسلام وبعث معه كتابا وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر, فقرأه وسأل قومه أن يتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم فأبوه وخافهم على ملكه ونفسه فلم يؤمن وأظهر أنه فعل ذلك ليختبر دينهم.
إلى كسرى وبعث عبد الله بن حذافة إلى كسرى وكتب معه كتابا فقرأه وهو الذى مزّق الكتاب فلما بلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم مزق ملكه".
وبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس حاكم الاسكندرية عظيم القبط بمصر يدعوه إلى الاسلام وكتب معه كتاباً فقرأه وقال له خيراً وأكرم رسول النبي صلى الله عليه وسلم وبعث معه بهديه.
وبعث شجاع بن وهب الأسدي إلى الحارث الفساني وكتب معه كتابا, فلما قرأه رمى به وقال: من ينتزع ملكي وعزم على السفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه قيصر عن ذلك ولما بلغ النبي خبره قال: "باد ملكه".
بعث أيضاً سليط بن عمرو العامري إلى صاحب اليمامة, هَوْذَةَ بن علي الحنفي وبعث جرير بن عبد الله البجلي إلى ذي الكلاع اليمني وغيرهم من عظماء ذلك الوقت من العرب والعجم.
إلى هرقل عظيم الروم وفي حديث أخرجه الشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما في حديث طويل يحكى قصة أبي سفيان مع هرقل لما جآءه كتاب نبي الرحمة وسأله عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال لأبي سفيان "إن يكن ما تقول فيه حقا فهو نبي".
التكافل الاجتماعي من ركائز الرسالة المحمدية التكافل الاجتماعي فالناس يحتاج بعضهم إلى بعض في شئون حياتهم, ويكونون قوة متماسكة تتحقق بقوة كل فرد من أفرادها وسعادته.
وهذا التكافل الاجتماعي حقيقة واقعية يتمتع بها المسلمون منذ 14 قرنا لأن نبي الرحمة قد أسسه بين أفراد المجتمع قبل أن يفكر فيه العصريون في هذا الوقت المتأخّر, وحتى قبل أن يقرره بعض الحكومات فقرر الاسلام لكل مواطن الحقوق الخمسة التي هي: حق الحياة, وحق الحرية, حق العلم, حق الكرامة ثم حق التملك.
وهذا التكافل الاجتماعي لا يجعله الاسلام قاصرا على المطالب الغذائية أو السكنية أو الكسائية وما أشبهها فحسب, بل يجعله شاملا للحقوق الخمسة المشار إليها شمولها للنواحي المادية والمعنوية لكل إنسان، وتدل لذلك بعض النصوص من القرآن والحديث.
"فمن القرآن الكريم إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم".
"وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".
وفي الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا"، وحديث "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
التكافل السياسي الاسلام أجاز الخوض في الأمور السياسية, فلكل مواطن حق المراقبة والنصح لأولياء الأمور لأنه مسئول عن مستقبل الأمة, فالمجتمع كله متكافل في تأييد السياسة الرشيدة على مبدأ الشورى كما قال تعالى: "وأمرهم شورى بينهم", وقوله: "وشاورهم في الأمر".
وهذا هو الاسلام يقرر أصلا من أصول الديموقراطية إن صح المصطلح ألا وهو مبدأ الشورى والحديث في ذلك يطول.
ثم التكافل المعاشى وذلك تكفل به الاسلام للعناية للفئات المحرومة أو الضعيقة أو المعوقين والدولة تقنن قوانين وأنظمة للاشراف على المذكورين وتتحمل علاجهم وقوتهم وللاسلام فضل السبق في وضع أنظمة الزكاة والحث على تقديم الصدقات وصناديق المساعدات قبل أن تتفطن لذلك بعض الحكومات وخاصة قرارات الأمم المتحدة في إغاثيتها ومساعداتها الإنسانية ثم إن هناك أنظمة موضوعة للكسب الحلال وتعليم الحرف والمهن واستخدام اليد لكسب المعيشة الكريمة والعمل الجاد في الزراعة ورعاية المواشي والخوض في التجارة والبيع والشراء, ولكل ذلك تشريع إلهي يخصه وبذلك تكفل الاسلام بالعيش الكريم لمن انصيع وانقاد للشريعة الاسلامية والله أعلم.
المعاملات النبي صلى الله عليه وسلم في رسالته, قد وضع أنظمة المعاملات بين الأفراد وألزم المسلمين تأدية حقوق بين الجار والجار والصديق وصديقه وبين العامل وربّ العمل وبين الرئيس والمرؤوس وبين العالم والمتعلم إلى غير ذلك وبين البائع والمشترى إلى غير ذلك من المعاملات التي تجري بين الناس. فوضع الاسلام نظام حياة متكاملة ووضع لهذه المعاملات تشريعا إلهيا غير القانون الوضعى القاصر عن سياسة الناس وقهر وردع مطامعهم العدوانية.
الحفاظ على حقوق الإنسان فقيَّده الاسلام بتشريعات كثيرة وأكد ضرورة تطبيقها, كرم بني آدم قال تعالى: "ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا".
فبدون شك فشريعة الله وضحت هذه الحقوق في القرآن الكريم والسنة النبوية شرحت الكثير منها.
ومنها: 1- حفظ النفس: وضع الاسلام للحفاظ عليها عدّة تشريعات وأوامر ونواه قال تعالى: "من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جآءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون"، وقال تعالى: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون".
وقال أيضاً: "وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسِّنَّ بالسِّنِّ والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارةٌ له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون".
2- الحفاظ على المال: قال تعالى: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون", وحرم الاسلام أكل الربا وأكل أموال اليتامى والضعفاء إلى غير ذلك من القضايا المالية التي لها مجال واسع في التشريع الاسلامي للحد عن الظلم والتعدي على الحقوق المالية للأفراد والمجتمع.
3- الحفاظ على النسل: للحدّ عن التناسل البهيمي والذي وإن عرفت أمهاتها (الشياه) فلا يعلم آباؤها ومن أجل ذلك تم وضع نظام الأحوال الشخصية والتزاوج وعقد القران قال تعالى: "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج...", وبذلك حرم الاسلام الزنا وقتل الأولاد (وأد النبات) والاجهاض إلى غير ذلك من شئون الأسرة وقضايا الأنكحة.
4- الحفاظ على العقل: العقل مناط التفكير والتحكيم فيجب تحرره وتحريره من قيود النظريات الجاهلية الباطلة كأن يرضى بعبادة الحجر والخشب وسؤالهما المنافع والتكلم أي للحجر والخشب من الأوثان الأصنام ذلك وكيف يرضى العقل السليم عن تعاطى المسكرات والهيروين والدخان وكافة أصناف المخدرات, قال: واترك الخمرة إن كنت فتى كيف يسعى بالجنون من عقل
إلى غير ذلك من الحقوق التي حافظ عليها الاسلام للبشرية.
5- وآخرها العرض: فانتهاكه محرّم ومخز وفضيحة ولذلك أكّد الاسلام المحافظة عليه لصون الناس من الفضائح المخزية, فكشف الغطاء عن المستورات كرهاً وقهراً من الأمور التي يمجها الاسلام وحرمه للابتعاد عن الزنا ونتائجه كثيرة ومنها انتاج أولاد لا أب لهم (الزنماء) والاجهاض وحتى الواد يوجد في هذه الآونة حيث يرمي الطفل في أماكن الزبالة والحمامات ثم الغابات ومفترق الطرق وغيره.
وكذلك حرَّم القذف فاقرأوا إن شئتم حديث: "اجتنبوا السبع الموبقات... الخ" ومنه قذف المحصنات المؤمنات الغافلات.
التسامح والتعايش السلمي والوسطية من الأمور المسلم به أن الناس تفرّقوا وتشعبوا دينا وعقائديا, فنشأ الإسلام في أوّل بزوغه في المدينة المنورة بين التعددية في الدين, ففي المدينة قبائل الأنصار وقبائل المهاجرين واليهود وهم يتبعون دينا واحدا, إلا أن وحدة سياسية إسلامية تحكمهم فهم متعددة الاعراق ومتعددة الدين من المسلمين واليهود والوثنيين. والمسلمون يعيشون كأغلبية ومن خالفهم دينا يشكلون الأقلية على التعبير العصري أو هم المسمون "الذميون" على المصطلح القديم: والذمي من له ذمة الله ورسوله, سواءً أكان مواطناً أو مقيماً.
وبذلك تمّت بعض قضايا المعاهدة والذمة في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم قال نبي الرحمة: "ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة.
فنتج من ذلك بقاء المسيحين واليهودية في بلاد الشرق الأوسط التي حكمها الاسلام قرونا طويلة وحتى الهند التي حكمها الاسلام لمدة سبعة قرون فلم يجبروا أحدا من سكانها على اعتناق الاسلام وغير ذلك من الأمثلة كثير لا تسعه هذه العجالة.
أخيراً: رسالة نبي الرحمة شاملة وعالمية ومليئة برحمانيتها وهدايتها وروحانيتها, وتدعو إلى التعايش السلمي والوسطية والتسامح وتأبى الإرهاب والإرعاب والتطرف والتعصب.
فالأحرى أن يهب العلماء بما فيهم الشبان المسلمون في العالم الاسلامي وغيره لتوضيح ونشر هذه الرسالة بكل روح التسامح والملاطفة إلى الآفاق عسى أن يغير المجتمع الأوروبي والمجتمع الأمريكي اتجاههما البغيض تجاه نبي الرحمة ويكفوا عن نشر ما يسوء عنه صلى الله عليه وسلم. وصلى الله على نبي الرحمة وعلى آله وصحبه أجمعين. ==================== كاتبها / عـبـد الـرشـيــد هــديـة الله غـفــر الله له ولوالديــه وللمسلميـن مدير كلية الشيخ عبد العزيز بن باز للشريعة الاسلامية في إيوو نيجيريا ونائب الرئيس للـمـجــلس الأعـــلى للشريعـــة الاسلاميــة في نيجيريــا |
| | | | التعريف بنبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |